المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا سمي الدين بالاسلام / مبادىء الإسلام المودوي



قتيبة
11-13-2008, 04:43 AM
الاسلام

لماذا سمي الدين بالاسلام :
______

ان جميع ما في الارض من مختلف الديانات قد سميت باسمائها اما نسبة الا رجل خاص او امة معينة ظهرت وترعرعت بين ظهرانيها .فالمسيحية مثلا اخذت اسمها من السيد المسيح عليه السلام وتسمت البوذية على اسم بانيها بوذا ، واشتهرت الزردشتية باسمها لان مؤسسها وحامل لوائها زردشت . وكذلك ظهرت اليهودية بين ظهراني قبيلة تعرف بيهوذا ، فسميت باليهودية ، وهلم جرا . إلا الاسلام ، فانه لا ينتسب الى رجل خاص ولا الى امة بعينها وانما يدل اسمه على صفة خاصة يتضمنها معنى كلمة الاسلام . ومما يظهر من هذا الاسم انه ما عني بايجاد هذا الدين وتأسيسه رجل من البشر ، وليس خاصا بامة معينة دون سائر الامم ، وانما غايته ان يحلى اهل الارض جميعا بصفة الاسلام فكل من اتصف بهذه الصفة من غابرا لناس وحاضرهم هو مسلم ، ويكون مسلما كل من سيتحلى بها في المستقبل .

معنى كلمة الاسلام :
______

واذا راجعت معاجم اللغة علمت ان معنى كلمة الاسلام هو " الانقياد والامتثال لأمر الآمر ونهيه بلا اعتراض " . وقد سمي ديننا بالاسلام لأنه طاعة لله وانقياد لأمره بلا اعتراض .

حقيقة الاسلام :
_____

من المعلوم أن كل شئ في هذا الكون ، منقاد لقاعدة معينة وقانون خاص . فالشمس والقمر والنجوم مسخرات تحت قاعدة مطردة ، لا قبل لها بالحراك عنها والخروج عليها ولو قيد شعرة ، والارض تدور حول قطبها ، ولا يدب في ما قدر لها من الزمن والحركة والطريق دبيب التغيير والتبدل . والماء والهواء والنور والحرارة كلها مذعنة لنظام خاص ..... وللجمادات والنباتات والحيوانات ضابطة ، لاتنمو ولا تنقص ولا تحيا ولا تموت الا بموجبها . حتى ان الانسان نفسه اذا تدبرت شأنه ، تبين لك انه مذعن لسنن الله اذعانا تاما ، فلا يتنفس ولا يحس حاجته الى الماء والغذاء والنوروالحرارةإلا وفقا لقانون الله المنظم لحياته . ولهذا القانون نفسه ينقاد قلب الانسان في حركته ، ودمه في دورانه ، ونفسه في دخوله وخروجه ، وله تستسلم جميع اعضاء جسده كالدماغ والمعدة والرئة والاعصاب والعضلات واليدين والرجلين واللسان والعينين والانف والاذن . فليست هذه الوظائف التي تؤديها هذه الاعضاء كلها الا ما قدره الله لها ، وهي لا تقوم بها الا حسب ما قررت لها من الطريق .
فهذا القانون الشامل ، الذي يستسلم له ولا ينفك عن طاعته شئ في هذا القانون ، من اكبر سيارة في السماء ، الى اصغر ذرة من الرمل في الارض ، هو من وضع ملك قدير مقتدر . فاذا كان كل شئ في السماوات وما بينهما منقادا لهذ القانون ، فان العالم كله مطيع لذلك الملك المقتدر الذي وضعه ومتبع لأمره . ويتبين من هذه الوجهه ان الاسلام دين الكون طراً لأن الاسلام معناه الانقياد والامتثال لأمر الآمر ونهيه بلا اعتراض كما عرفت آنفاً.
فالشمس والقمر والارض مسلمة والهواء والماء والنور والظلام والحرارة مسلمة والشجر والحجر والانعام مسلمة بل ان الانسان الذي لا يعرف ربه ويجحد وجوده وينكر آياته او يعبد غيره ويشرك به سواه هو مسلم من حيث فطرته التي فطر عليها . وذلك انه لا يولد ولا يحيا و لايموت إلا وفقا لما وضع الله تعالى من قانون لولادته وحياته وموته . وكذلك كا اعضاء جسده لا تدين الا دين الاسلام لانها لا تنشأ ولا تكبر ولا تتحرك الا حسب هذا القانون الالهي نفسه بل الحق ان لسانه الذي يستحدمه في ابداء آراء الشرك والكفر جهلا وسفها ، لا يدين ـ في نفسه ـ الا دين الاسلام . وكذلك راسه الذي يكرهه على الانحناء امام غير الله لا يدين الا دين الاسلام بسائق فطرته التي فطر عليها . وكذلك قلبه الذي يعمره بحب الاخرين من دون الله واجلالهم جهلا وسفها ان هو الا مسلم من لدن فطرته وسجيته ..... فكل قد أسلم لله ، وانقاد اذا ادركت هذا فتعال ننظر في الواقع من وجهه اخرى .

للانسان في حياته وجهتان مختلفتان:

الاولى : انه منقاد لقانون الفطرة مجبول على اتباعه .
والاخرى : انه اوتي العقل و قوة الفهم والتامل والراي ، فهو يسلم بشئ وينكر اخر ويحب طريقا ويكره اخر ، ويضع من تلقاء نفسه ضابطة لمختلف نواحي الحياة ، او يقبل ما وضعه غيره من نظام للحياة فهو غير مقيد من هذه الدنيا ، بل قد اوتي حرية الفكر وحرية الاختيار في الراي والعمل .
هاتان الجهتان المختلفتان توجدان في حياة الانسان كل على حدة .
فمن الجهة الاولى هو مسلم قد جبل على الاسلام وفطر على التزامه ، شأنه شأن غيره من الامخلوقات في هذا الكون ، وقد عرفت ذلك انفاً.
ومن الجهة الاخرى هو بالخيار في كونه مسلما او غير مسلم . وهذه الخيرة هي التي تجعل الانسان على نوعين :
انسان يعرف خالقه ، ويؤمن به ربا ومالكا وسيدا لنفسه ، ويتبع قانونه الشرعي في حياته الاختيارية . كما هو تابع لقانونه الطبيعي في حياته الجبرية ، وهذا هو المسلم الكامل الذى قد استكمل إسلامه ، لأن حياته اصبحت الان الاسلام بعينه ، وهو قد استسلم ـ رغبة وطواعيو ـ للذي كان يطيعه وينقاد لقانونه من غير شعور من قبل ، وقد اصبح الان ـ قصدا وعمدا ـ مطيعا لربه الذي كان قبل ذلك يطيعه من غير قصد ولا ارادة وقد اصبح علمه صادقا لأنه عرف الله خالقه وبارئه الذياولاهقوة العلم والتعلم ، واصبح عقله ناضجا ورايه سديدا لأنه اعمل فكره ثم قضى ألا يعبد إلا الله الذي انعم عليه بقوة النطق والكلام ... فكأن حياته ما بقي فيها الآن إلا الصدق ، لأنه منقاد لقانون الله فيما له الخيرة فيه من امره . وامتدت بينه وبين سائر المخلوقات في الكون آصرة التعارف والتآنس ، لأنه لا يعبد إلا الله الحكيم العليم ، الذي تعبده وتذعن لأمره وتنقاد لقانونه المخلوقات كلها . فهو الان خليفة الله ، أي نائب عته في أرضه . فله كال شئ في الدنيا وهو لله تعالى وحده .
وبإزائه انسان اخر نتكلم عنه في الجزء الثاني ان شاء الله تعالى .

منقول من العضوعلاءعباد


مقتطفات من كتاب مبادىء الاسلام / أبوالأعلى المودودي

قتيبة
11-13-2008, 04:50 AM
حاجة الانسان للعلم واليقين للطاعة :
___________________

ان الاسلام هو طاعة الله تعالي والانقياد لاحكامة واوامره و ان الانسان لا يستطيع ان يطيع الله ويتبع قانونه ويسلك سبيله الا اذا علم عده امور وبلغ علمة بها مبلغ اليقين .


ان اول ما يجب علي الانسان بهذا الصدد ان يكون موقنا من قلبة بوجود الله تعالي فإنه اذا لم يكن موقنا بوجوده فكيف يطيعه ويتبع قانونه ؟

وكذلك يجب عليه ان يعرف صفات الله تعالي فإنه اذا لم يعرف ان الله واحد لا شريك له في ألوهيته فكيف يرتدع عن طأطأة رأسه ومد يده امام غير الله ؟ وكذلك اذا لم يكن موقنا بأن الله سميع عليم بصير بكل شئ فكيف يمسك نفسة عن معصيته والخروج علي امره ؟

فيتضح من كل ذلك ان الانسان لا يمكنه ان يتحلي بصفات اللازمه التي يجب علية ان يتحلي بها في افكاره واعماله واخلاقه لسلوك صراط الله المستقيم ما دام لا يعرف صفات الله تعالي ولا يحيط بها علما صحيحا كاملا . ولا يكفي ان يكون هذا العلم علما فحسب بل ينبغي ان يكون متمكنا من اعماق قلبه ليأمن قلبه من الظنون الخاطئه وحياته من العمل بما يخالف عمله.


ثم يجب علي الانسان ان يعرف ما هو الطريق الصحيح في قضاء الحياه في هذه الدنيا وفقا لمرضاة الله تعالي و أي شئ يحبه الله تعالى كي يختاره وأي شئ يبغضه كي يبتعد عنه .


ولا بد لهذ الغرض أن يكون الانسان على معرفة بقانون الله وان يكون موقنا بكون هذا القانون من عند الله تعالى ، وبانه لن ينال وجه ربه ، حتى يكون متبعا هذا القانون اتباعا كاملا في حياته ، إنه اذا لم يكن يعرف هذا القانون اصلا فكيف يتبعه في حياته ؟

وانه اذا لم يكن عمله بهذا القانون قد بلغ به درجة اليقين ، او اذا كان يحسب في نفسه انه من الممكن ان يكون في الدنيا قانون اخر مثل هذا القانون في صحته وسداده فكيف يواظب على مواظبته مواظبة صحيحة؟


ثم على الانسان ان يكون على علم من مآل امره اذا اختار معصية الله تعالى على طاعته ، ولم يسلك صراطه المستقيم ، أو اذا واظب على طاعته واتبع قانونه في حياته . ولهذا الغرض لا بد ام يكون موقنا بالحياة الاخرة وبقيامه بين يدي الله تعالى يوم القيامة ومجازاته له على اعماله ان خيرا فخير وان شرا فشر.


والذي لا علم له بالحياة الاخرة سواء في نظره الطاعة والمعصية لا فرق بينهما ولا يكاد يميز بين نتائجها المختلفة ويظن ان الذي يطيع الله تعالى والذي يعصيه سواء مصيرهما بعد الممات .

فكيف يرجى من مثل هذا الرجل ان يكف نفسه عن اقتراف الذنوب ما دام لا يخاف مضرتها على نفسه في حياته الدنيا او يصبر نفسه على طاعة الله وشدائدها ومقتضياتها ؟


لا يمكن ان يواظب على طاعة الله تعالى واتباع قانونه رجل على علم بالحياة الاخرة وقيامه بين يدي الله تعالى يوم القيامة ولكن علمه هذا لم يبلغ درحة اليقين فان الانسان لا يقدر ان يثبت على شئ بالشك والتردد وانما يمكنه ان يواظب على امر ويثبت نفسه على طاعته اذا كان على يقين تام من نفعه لنفسه وكذلك لا يستطيع ان يبعد نفسه عن امر الا ان يكون موقنا بمضرته لنفسه .


يظهر هذا كله ، انك اذا اردت ان تسلك طريقا من الرطق فلا بد لك ان تكون على معرفة من نتيجته وغايته التي ينتهي بك اليها . وينبغي ان تكون معرفتك هذه بالغة درجة اليقين والوثوق .


معنى الايمان :
______

فالذي عبرنا عنه أنفا " في الجزأ الاول : حاجة الانسان الى العلم واليقين للطاعة " بالعلم والمعرفة واليقين هو " الايمان " وذلك هو معنى كلمة الايمان بعينه .

فكل من عرف توحيد الله وصفاته الحقيقية وقانونه ومجازاته لعباده على اعمالهم يوم القيامة ، ثم كان موقنا بكل ذلك من قرارة نفسه ، هو " المؤمن "

ومن نتائج الايمان ان يكون الانسان مسلما اي مطيعا لله ومتبعا لقانونه.

ولعلك قد عرفت من هذا بنفسك ان الانسان لا يمكن ان يكون مسشلما الا اذا كان مؤمنا.

فصلة الايمان بالاسلام كصلة البذرة بالشجرة، فانه لا تنبت الشجرة الا بالبذرة وان كان من الممكن ان يلقي البذر في الارض فلا تنبت الشجرة او تنبت ولكن بشئ من النقص اما لكون الارض مجدبة او لشئ من الفساد في الجو.

فكذلك لا يمكن ان يكون الانسان مسلما الا اذا لم يكن الايمان في قلبه وان كان من الممكن ان يكون الايمان في قلبه ثم لا يكون اسلامه كاملا ، اما لضعف في عزمه او لنقص في تعليمه وتربيته ، او تأثير بيئته .

فاذا عرفت هذا ، فاعلم ان الانسان على اربع درجات باعتبار هذين الاصلين : الايمان والاسلام :

1- الذين يؤمنون بالله ايمانا يجعلهم مطيعين له ، متبعين لاحكامه اتباعا كاملا ، يحذرون ما قد نهى عنه كما يحذر الانسان من امساك جمرة متقدة من النار في يده ويسارعون الى العمل بما فيه رضاه كما يسارع الانسان الى كسب الاموال فهؤلاء هم المؤمنون حقا .



2- الذين يؤمنون بالله ، ولكن لا يجعلهم ايمانهم مطيعين له متبعين لاحكامه اتباعا كاملا فهؤلاء وان كان ايمانهم لم يبلغ درجة الكمال ولكنهم مسلمون على اي حال ، يعاقبون بقدر معاصيهم كأنهم بمنزلة المجرمين وليسوا بمنزلة البغاة المتمردين لأنهم يعترفون بالملك بملكه ويخضعون لقانونه .



3- الذين لا يؤمنون بالله ، ولكنك تراهم ظاهرا يأتون بأعمال تشابه أعمال المسلمين فهم البغاة في حقيقة الامر و اما اعمالهم التي تراها صالحة في الظاهر فليست بطاعة لله ولا اتباعه لقانونه فلا عبرة بها . ومثلهم كمثل رجل لا يعترف للملك بملكه و لا يخضع لقانونه فاذا صدرت عنه بعض اعمال لا تخالف قانون الملك لا يحكم عليه بكونه وفيا للملك سبحانه ومطيعا لقانونه بل هو عاص لأمره خارج على قانونه .



4- الذين لا يؤمنون بالله ، و يأتون باعمل سيئة مخالفة لأحكامه وقانونه ، فهم شر الناس بغاة مفسدون .


فالظاهر من هذه القسمة ان الايمان هو الذي ينحصر فيه نجاح الانسان وسعادته في الدنيا والاخرة ، و لا يتولد الاسلام – كاملا او ناقصا – الا من بذر الايمان .

فحيث لا يكون الايمان يكون الكفر والكفر هو ضد الاسلام ، اي الخروج على امر الله تعالى باختلاف درجاته.



وسيلة الحصول على العلم واليقين
______________

لابد من الإيمان للطاعة , ولعلك تسألني الآن : فما هي الوسيلة إلى الحصول على العلم الصحيح , واليقين المُحكم , بصفات الله تعالى وقانونه المرضي والحياة الآخرة ؟
إن آثار رحمة الله ومعالم بديع صُنعه مُنبثة في كل ناحية من نواحي هذا الكون , وهي تشهد بلسان حالها , أنه لم يعن بإيجاد هذا الكون إلا إله واحد , وهو الذي يسير ويثدبر شؤونه وكذلك تتجلى لكل من ينتظر في هذه الآثار صفات الله تعالى كلها باتم مظاهرها فأي صفة من صفات الحكمة والعلم والإبداع والعفو والكرم والرحمة والربوبية والقهر والغلبة وما إليها من صفاته تعالى , لا تلوح من أعماله وبدائع صنعه في هذا الكون ولكن الإنسان قد أخطأ عقله وكفاءته عامة في مشاهدة هذه الآثار والتأمل في حقيقتها وهذه الآثار ماثلة أمام عين الإنسان , ولكن على رغم شهادتها بتوحيد الله تبارك وتعالى في جميع صفاته فقد قال بعض الناس :
أن الإله إلهان !!!!وقال بعضهم : إن لهذا الكون ثلاثة آلهة ؟!!
واتخذ بعضهم لنفسه آلهة لا تحضى !ووزع بعضهم الألوهية آلهة متعددة فقال : للمطر إلها وللنار إلهاً ... وجعل لكل قوة من قوى هذا الكون إلهاً بها ثم جعل على رأس الجميع إلهاً أكبر
يلجؤون إليه ويقتدون بأمره !وهكذا خبط العقل البشري في إدراك ذات الله تعالى ومعرفة صفاته خبط عشواء ليس هذا بمقام تفصيله .
وكذلك جاء مختلف الناس وظنون خاطئة وأفكار كاذبة عن الحياة الآخرة فمنهم من قال : إن هي إلا حياتنا الدنيا ومانحن بمبعوثين , ومنهم من قال إن الإنسان تتكرر حياته وموته مرة بعد مرة في هذه الدنيا ولا ينال جزاء أعماله إلا فيها ...
أما القانون الذي يجب على الإنسان أن يُواظب عليه لقضاء حياته حسب مرضاة الله تعالى فأنى للإنسان أن يضعه بنفسه أو يُدركه بعقله إذا كان لم يستطع أن يعرف ذات الله تعالى
وصفاته بنفسه ؟
ومهما كان عقل الإنسان ناضجاً وكان حائراً على أعلى درجة في الكفاءة العلمية فإنه لا يستطيع ان يرى في هذه الأمور رأياً أو ما يُشبه الرأي إلا بعد تجارب سنين عديدة وتأمل طويل بل إنه لا يمكن أن يكون واثقاً من نفسه حتى بعد كل ذلك ولا أن يدعي انه قد عرف الحق وأحاط به علماً تاماً ولاشك أن الطريق المعروف لاختيار عقل الإنسان وعلمه أن يترك وشأنه بدون أي هداية من فوقه ليقرع جده وينشد الحق والصدق لنفسه بنفسه فيكون النجاح حظ من ساعده سعيه وكفاءته
والخسران نصيب من فاته سعيه وكفاءته ولكن الله عزوجل أراد بعباده الرحمة وما ابتلاهم بمثل هذا الاختيار العسير فبعث إليهم من أنفسهم رجالاً وهب لهم علماً صحيحاً بصفاته وعلمهم الطريق الذي يمكن أن يقضي به الإنسان حياته في الدنيا وِفقاً لمرضاة ربه .
وكذلك أعطاهم العلم الصحيح بالحياة الآخرة وأمرهم أن يبلغوا علمه الناس جميعاً فهؤلاء هم رُسل الله وأنبياؤه , والطريق الذي نالوا به هذا العلم من الله هو الوحي والكتاب الذي فيه هذا العلم يُقال له : كتاب الله أو كلامه
فلا اختبار الآن لعقل الإنسان وكفاءته إلا من حيث إيمانه بالرسول أو كفرانه بعد النظر إلى حياته الطيبة وهِدايته السامية
فمن كان مُستعداً لمعرفة الحق واتباعه صدق بالحسنى وآمن بمن جاء بها , ونجح في اختباره
وأما من كذب بالحُسنى واستغنى عمن جاء بها فقد أضاع من نفسه أهلية معرفة الحق والصدق وقبولهما وذلك ما جعله يخيب في اختباره وصده عن تلقي العلم الصحيح بالله وقانونه والحياة الآخرة

.. فراشٌ مبثوث ..
11-13-2008, 01:41 PM
الله يجزك خير
مقال رااااااااااااائع استفدت منه شخصيا

بارك الله فيكم