أبو مريم
04-25-2005, 02:20 AM
مما يقع فيه بعض الزنادقة المتعصبين عن عمد أو جهل الطعن فى القرآن ، ومن المسائل التى يكثر تشدقهم وتخرصهم بها مسألة التكرار فى القرآن وأنه مناف للبلاغة وإنما دفعهم لذلك بجانب الحقد الأعمى جهل جماهير الناس بعلم البلاغة والذى يعد من أرقى وأعقد علوم اللغة العربية حتى سماه بعض العلماء بالنحو العالى وهنا يجد الملحد الطاعن بغيته للتشكيك والطعن فى إعجاز القرآن البلاغى وهناك كتاب قيم يتناول هذا الموضوع وهو القيمة البلاغية للتكرار فى القرآن الكريم وهو ضمن الموسوعة الشاملة وقد آثرت أن أشير إلى بعض ما ورد فى هذا الكتاب ترغيبا فى اقتنائه والاستفادة منه :
اسم الكتاب أسرار التكرار فى القرآن
بسم الله الرحمن الرحيم وبه ثقتي
قال الشيخ الإمام العالم العلامة تاج القراء أبو القاسم محمود بن حمزة ابن نصر الكرماني رضي الله عنه ورحمه الحمد لله الذي أنزل الفرقان على محمد ليكون للعالمين نذيرا معجزا للإنس والجن ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا نحمده على تفضله علينا بكتابه فضلا كبيرا ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا
ونصلي ونسلم على المبعوث بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا صلاة دائمة تتصل ولا تنقطع بكرة وهجيرا وبعد
فإن هذا كتاب أذكر فيه الآيات المتشابهات التي تكررت في القرآن وألفاظها متفقة ولكن وقع في بعضها زيادة أو نقصان أو تقديم أو تأخير أو إبدال حرف مكان حرف أو غير ذلك مما يوجب اختلافا بين
الآيتين أو الآيات التي تكررت من غير زيادة ولا نقصان وأبين ما السبب في تكرارها والفائدة في إعادتها وما الموجب للزيادة والنقصان والتقديم والتأخير والإبدال وما الحكمة في تخصيص الآية بذلك دون الآية الأخرى وهل كان يصلح ما في هذه السورة مكان ما في السورة التي تشاكلها أم لا ليجري ذلك مجرى علامات تزيل إشكالها وتمتاز بها عن أشكالها من غير أن أشتغل بتفسيرها وتأويلها فإني بحمد الله قد بينت ذلك كله بشرائطه في كتاب لباب التفسير وعجائب التأويل مشتملا على أكثر ما نحن بصدده ولكني أفردت هذا الكتاب لبيان المتشابه فإن الأئمة رحمهم الله تعالى قد شرعوا في تصنيفه واقتصروا على ذكر الآية ونظيرتها ولم يشتغلوا بذكر وجوهها وعللها والفرق بين الآية ومثلها وهو المشكل الذي لا يقوم بأعبائه إلا من وفقه الله لأدائه
وقد قال أبو مسلم في تفسيره عن أبي عبد الله الخطيب في تفسيره كلمات معدودات منها وأنا أحكي لك كلامه فيها إذا بلغت إليها مستعينا بالله ومتوكلا عليه وسميت هذا الكتاب البرهان في متشابه القرآن لما فيه من الحجة والبيان وبالله وعليه التكلان
سورة الفاتحة
1 - أول المتشابهات قوله الرحمن الرحيم مالك فيمن جعل بسم الله الرحمن الرحيم آية من الفاتحة وفي تكراره قولان قال علي بن عيسى إنما كرر للتوكيد وأنشد قول الشاعر
هلا سألت جموع كندة يوم ولوا أين أينا ...
وقال قاسم بن حبيب إنما كرر لأن المعنى وجب الحمد لله لأنه الرحمن الرحيم قلت إنما كرر لأن الرحمة هي الإنعام على المحتاج وذكر في الآية الأولى المنعم ولم يذكر المنعم عليهم فأعادها مع ذكرهم وقال رب العاملين الرحمن لهم جميعا ينعم عليهم ويرزقهم الرحيم بالمؤمنين خاصة يوم الدين ينعم عليهم ويغفر لهم
2 - قوله تعالى إياك نعبد وإياك نستعين كرر إياك وقدمه ولم يقتصر على ذكره مرة كما اقتصر على ذكر أحد المفعولين في آيات كثيرة منها ما ودعك ربك وما قلى أي ما قلاك وكذلك الآيات التي بعدها معناها فآواك فهداك فأغناك لأن في التقديم فائدة وهي قطع الاشتراك ولو حذف لم يدل على التقديم لأنك لو قلت إياك نعبد ونستعين لم يظهر أن التقدير إياك نعبد وإياك نستعين أم إياك نعبد ونستعينك فكرر
3 - قوله تعالى صراط الذين أنعمت عليهم كرر الصراط لعلة تقرب مما ذكرت في الرحمن الرحيم وذلك أن الصراط هو المكان
المهيأ للسلوك فذكر في الأول المكان ولم يذكر السالكين فأعاده مع ذكرهم فقال صراط الذين أنعمت عليهم أي الذي يسلكه النبيون والمؤمنون ولهذا كرر أيضا في قوله إلى صراط مستقيم صراط الله لأنه ذكر المكان المهيأ ولم يذكر المهيئ فأعاده مع ذكره فقال صراط الله أي الذي هيأه للسالكين
4 - قوله عليهم ليس بتكرار لأن كل واحد منهما متصل بفعل غير الآخر وهو الإنعام والغضب وكل واحد منهما يقتضيه اللفظ وما كان هذا سبيله فليس بتكرار ولا من المتشابه
سورة البقرة
5 - قوله تعالى الم هذه الآية تتكرر في أوائل ست سور فهي من المتشابه لفظا وذهب جماعة من المفسرين إلى أن قوله وأخر متشابهات هي هذه الحروف الواقعة في أوائل السور فهي أيضا من المتشابه لفظا ومعنى والموجب لذكره أول البقرة من القسم وغيره هو بعينه الموجب لذكره في أوائل سائر السور المبدوءة به وزاد في الأعراف صادا لما جاء بعده فلا يكن في صدرك حرج منه ولهذا قال بعض المفسرين معنى
المص ألم نشرح لك صدرك وقيل معناه المصور وزاد في الرعد راء لقوله بعده الله الذي رفع السموات
6 - قوله سواء عليهم 6 وفي يس وسواء 10 بزيادة واو لأن ما في البقرة جملة هي خبر عن اسم إن وما في يس جملة عطفت بالواو على جملة
7 - قوله آمنا بالله وباليوم الآخر 8 ليس في القرآن غيره تكرار العامل مع حرف العطف لا يكون إلا للتأكيد وهذه حكاية كلام المنافقين وهم أكدوا كلامهم نفيا للريبة وإبعادا للتهمة فكانوا في ذلك كما قيل يكاد المريب يقول خذوني فنفى الله الإيمان عنهم بأوكد الألفاظ فقال وما هم بمؤمنين 8 ويكثر ذلك مع النفي وقد جاء في القرآن في موضعين في النساء ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر 38 وفي التوبة قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر 29
8 - قوله يا أيها الناس اعبدوا ربكم 22 ليس في القرآن غيره ليس لأن العبادة في الآية التوحيد والتوحيد أول ما يلزم العبد من المعارف فكان هذا أول خطاب خاطب الله به الناس في القرآن فخاطبهم بما ألزمهم أولا ثم ذكر سائر المعارف وبنى عليها العبادات فيما بعدها من السور والآيات
فإن قيل سورة البقرة ليست من أول القرآن نزولا فلا يحسن فيها ما ذكرت
قلت أول القرآن سورة الفاتحة ثم البقرة ثم آل عمران على هذا الترتيب إلى سورة الناس وهكذا هو عند الله في اللوح المحفوظ وهو على هذا الترتيب كان يعرضه عليه الصلاة والسلام على جبريل عليه السلام كل سنة
أي ما كان يجتمع عنده منه وعرضه عليه الصلاة والسلام في السنة التي توفى فيها مرتين وكان آخر الآيات نزولا واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله فأمره جبريل أن يضعها بين آيتي الربا والدين
وذهب جماعة من المفسرين إلى أن قوله في هود فأتوا بعشر سور مثله 13 معناه مثل البقرة إلى هود وهي العاشرة ومعلوم أن سورة هود مكية وأن البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنفال والتوبة مدنيات نزلن بعدها
وفسر بعضهم قوله ورتل القرآن ترتيلا 73 : 4 أي اقرأه على هذا الترتيب من غير تقديم وتأخير وجاء النكير على من قرأه معكوسا
ولو حلف إنسان أن يقرأ القرآن على الترتيب لم يلزمه إلا على هذا الترتيب ولو نزل جملة كما اقترحوا عليه بقولهم لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة 25 : 32 لنزل على هذا الترتيب وإنما تفرقت سوره وآياته نزولا لحاجة الناس حالة بعد حالة ولأن فيه الناسخ والمنسوخ ولم يكونا ليجتمعا نزولا
وأبلغ الحكم في تفرقه ما قاله سبحانه وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث 17 160 وهذا أصل تنبني عليه مسائل والله أعلم
9 - قوله تعالى قل فأتوا بسورة من مثله 23 بزيادة من في هذه السورة وفي غيرها بسورة مثله 10 38 لأن من تدل على التبعيض ولما كانت هذه السورة سنام القرآن وأوله بعد الفاتحة حسن دخول من فيها ليعلم أن التحدي واقع على جميع سور القرآن من أوله إلى آخره وغيرها من السور لو دخلها من لكان التحدي واقعا على بعض السور دون بعض ولم يكن ذلك بالسهل والهاء في قوله من مثله تعود إلى ما وهو القرآن وذهب بعضهم إلى أنه يعود على محمد عليه السلام أي فأتوا بسورة من إنسان
مثله وقيل يعود إلى الأنداد وهو ضعيف لأن الأنداد جماعة والهاء للفرد وقيل مثله التوراة والهاء تعود إلى القرآن والمعنى فأتو بسورة من التوراة التي هي مثل القرآن ليعلموا وفاقهما وهو خطاب لليهود
10 - قوله فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر 34 ذكر هذه الخلال في هذه السورة جملة ثم ذكرها في سائر السور مفصلا فقال في الأعراف إلا إبليس لم يكن من الساجدين 11 وفي الحجر إلا إبليس أبى أن يكون مع الساجدين 31 وفي سبحان إلا إبليس قال أأسجد لمن خلقت طينا 61 وفي الكهف إلا إبليس كان من الجن 50 وفي طه إلا إبليس أبى 116 وفي ص إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين 74
11 - قوله اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا 35 بالواو وفي الأعراف فكلا 19 بالفاء اسكن في الآيتين ليس بأمر بالسكون الذي هو ضد الحركة وإنما الذي في البقرة من السكون الذي معناه الإقامة وذلك يستدعي زمانا ممتدا فلم يصلح إلا بالواو لأن المعنى اجمع بين الإقامة فيها والأكل من ثمارها ولو كان الفاء مكان الواو لوجب تأخير
الأكل إلى الفراغ من الإقامة لأن الفاء للتعقيب والترتيب والذي في الأعراف من السكنى الذي معناها اتخاذ الموضع مسكنا لأن الله تعالى أخرج إبليس من الجنة بقوله اخرج منها مذموما 18 وخاطب آدم فقال يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة 19 أي اتخذاها لأنفسكما مسكنا فكلا من حيث شئتما 19 فكانت الفاء أولى لأن اتخاذ المسكن لا يستدعي زمانا ممتدا ولا يمكن الجمع بين الاتخاذ والأكل فيه بل يقع الأكل عقيبه
وزاد في البقرة رغدا لما زاد في الخبر تعظيما بقوله وقلنا بخلاف سورة الأعراف فإن فيها قال والخطيب ذهب إلى أن ما في الأعراف
12 - قوله اهبطوا منها 38 كرر الأمر بالهبوط لأن الأول من الجنة والثاني من السماء
13 - قوله فمن تبع 38 وفي طه فمن اتبع 123 تبع واتبع بمعنى وإنما اختار في طه اتبع موافقة لقوله تعالى يتبعون الداعي 108
14 - قوله ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل 48 قدم الشفاعة في هذه الآية وأخر العدل وقدم العدل في الآية الأخرى من هذه السورة وأخر الشفاعة وإنما قدم الشفاعة قطعا لطمع من زعم أن آباءهم تشفع لهم وأن الأصنام شفعاؤهم عند الله وأخرها في الآية الأخرى لأن التقدير في الآيتين معا لا يقبل منها شفاعة فتنفعها تلك الشفاعة لأن النفع بعد القبول وقدم العدل في الآية الأخرى ليكون لفظ القبول مقدما فيها
15 - قوله يذبحون 49 بغير واو هنا على البدل من يسومونكم وفي الأعراف يقتلون 141 وفي إبراهيم ويذبحون 6 بالواو لأن ما في هذه السورة والأعراف من كلام الله تعالى فلم يرد تعداد المحن عليهم والذي في إبراهيم من كلام موسى فعدد المحن عليهم وكان مأمورا بذلك في قوله وذكرهم بأيام الله 4 5
16 - قوله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون 57 ههنا وفي الأعراف 160 وقال في آل عمران ولكن أنفسهم يظلمون 117
لأن ما في السورتين إخبار عن قوم ماتوا وانقرضوا وما في آل عمران مثل
17 - قوله وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا 58 بالفاء وفي الأعراف 161 بالواو لأن الدخول سريع الانقضاء فيتبعه الأكل وفي الأعراف وإذا قيل لهم اسكنوا 161 المعنى أقيموا فيها وذلك ممتد فذكر بالواو أي اجمعوا بين الأكل والسكون وزاد في البقرة رغدا لأنه سبحانه أسنده إلى ذاته بلفظ التعظيم وهو قوله وإذ قلنا خلاف ما في الأعراف فإن فيه وإذ قيل
وقدم وادخلوا الباب سجدا على قوله وقولوا حطة في هذه السورة وأخرها في الأعراف لأن السابق في هذه السورة ادخلوا فبين كيفية الدخول وفي هذه السورة خطاياكم 58 بالإجماع وفي الأعراف
خطيئاتكم 161 مختلف لأن خطايا صيغة الجمع الكثير ومغفرتها أليق في الآية بإسناد الفعل إلى نفسه سبحانه
وفي هذه السورة وسنزيد وفي الأعراف سنزيد بغير واو لأن اتصالها في هذه السورة أشد لاتفاق اللفظين واختلفا في الإعراب لأن اللائق سنزيد محذوف الواو ليكون استئنافا لكلام
وفي هذه السورة فبدل الذين ظلموا قولا 59 وفي الأعراف 62 ظلموا منهم لأن في الأعراف ومن قوم موسى 159 ولقوله منهم الصالحون ومنهم دون ذلك 7 168 وفي هذه السورة فأنزلنا على الذين ظلموا 59 وفي الأعراف فأرسلنا 162 لأن لفظ الرسول والرسالة كثرت في الأعراف فجاء ذلك وفقا لما قبله وليس كذلك في سورة البقرة
18 - قوله فانفجرت 60 وفي الأعراف فانبجست 160 لأن الانفجار انصباب الماء بكثرة والانبجاس ظهور الماء وكان في هذه السورة كلوا واشربوا فذكر بلفظ بليغ وفي الأعراف كلوا من طيبات ما رزقناكم وليس فيه واشربوا فلم يبالغ فيه
19 - قوله ويقتلون النبيين بغير الحق 61 في هذه السورة وفي آل عمران ويقتلون النبيين بغير حق 210 وفيها وفي النساء وقتلهم الأنبياء بغير حق 18 155 لأن ما في البقرة إشارة إلى الحق الذي أذن الله أن تقتل النفس به وهو قوله ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق 6 151 فكان الأولى أن يذكر معرفا لأنه من الله تعالى وما في آل عمران والنساء نكرة أي بغير حق في معتقدهم
ودينهم فكان هذا بالتنكير أولى وجمع النبيين جمع السلامة في البقرة لموافقة ما بعده من جمعى السلامة وهو النبيين الصابئين وكذلك في آل عمران إن الذين وناصرين ومعرضون بخلاف الأنبياء في السورتين
20 - قوله إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين 62 وقال في الحج والصابئين والنصارى 17 وقال في المائدة والصابئون والنصارى 69 لأن النصارى مقدمون على الصابئين في الرتبة لأنهم أهل كتاب فقدمهم في البقرة والصابئون مقدمون على النصارى في الزمان لأنهم كانوا قبلهم فقدمهم في الحج وداعى في المائدة بين المعنين وقدمهم في اللفظ وأخرهم في التقدير لأن تقديره والصابئون في كذلك
قال الشاعر ... فإن يك أمسى بالمدينة رحله ... فإني وقيار بها لغريب ... أراد إني لغريب وقيار كذلك فتأمل فيها وفي أمثالها يظهر لك إعجاز القرآن
21 - قوله أياما معدودة 90 وفي آل عمران أياما معدودات 24 لأن الأصل في الجمع إذا كان واحده مذكرا أن يقتصر في الوصف على التأنيث نحو قوله سرر مرفوعة وأكواب موضوعة ونمارق مصفوفة وزرابى مبثوثة 88 : 13 16 وقد يأتي سرر مرفوعات على تقدير ثلاث سرر مرفوعة وتسع سرر مرفوعات إلا أنه ليس بالأصل فجاء في البقرة على الأصل وفي آل عمران على الفرع وقوله في أيام معدودات 203 أي في ساعات أيام معدودات وكذلك في أيام معلومات 22 28
22 - قوله وتمنوا الموت إن كنتم صادقين ولن يتمنوه 94 95 وفي الجمعة ولا يتمنونه 7 لأن دعواهم في هذه السورة بالغة قاطعة وهي كون الجنة لهم بصفة الخلوص فبالغ في الرد عليهم بلن وهو أبلغ ألفاظ النفي ودعواهم في الجمعة قاصرة مترددة وهي زعمهم
أنهم أولياء الله فاقتصر على لا
23 - قوله بل أكثرهم لا يؤمنون 100 وفي غيرها لا يعقلون لا يعلمون لأنهم بين ناقض عهد وجاحد حق إلا القليل منهم عبد الله بن سلام وأصحابه ولم يأت هذان المعنيان معا في غير هذه السورة
24 - قوله وإن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم 120 وفيها أيضا من بعد ما جاءك من العلم 145 فجعل مكان قول الذي ما وزاد في أوله من لأن العلم في الآية الأولى علم بالكمال وليس وراءه علم لأن معناه بعد الذي جاءك من العلم بالله وصفاته وبأن الهدى هدى الله ومعناه بأن دين الله الإسلام وأن القرآن كلام الله فكان لفظ الذي أليق به من لفظ ما لأنه في التعريف أبلغ وفي الوصف أقعد لأن الذي تعرفه صلته فلا يتنكر قط وتتقدمه أسماء الإشارة نحو قوله أمن هذا الذي هو جند لكم 67 20 أمن هذا الذي يرزقكم 67 21 فيكتنف الذي بيانان هما الإشارة قبلها والصلة بعدها ويلزمه الألف واللام ويثنى ويجمع وليس لما شيء من ذلك لأنه يتنكر مرة ويتعرف أخرى ولا يقع وصفا
لأسماء الإشارة ولا تدخله الألف واللام ولا يثنى ولا يجمع
وخص الثاني بما لأن المعنى من بعد ما جاءك من العلم بأن قبلة الله هي الكعبة وذلك قليل من كثير من العلم وزيدت معه من التي لابتداء الغاية لأن تقديره من الوقت الذي جاءك فيه العلم بالقبلة لأن القبلة الأولى نسخت بهذه الآية وليست الأولى مؤقتة بوقت
وقال في سورة الرعد بعد ما جاءك 37 فعبر بلفظ ما ولم يزد من لأن العلم هنا هو الحكم العربي أي القرآن فكان بعضا من الأول ولم يزد فيه من لأنه غير مؤقت وقريب من معنى القبلة ما في آل عمران من بعد ما جاءك من العلم 61 فهذا جاء بلفظ ما وزيدت فيه من
25 - قوله واتقوا يوما لا تجزى نفس عن نفس شيئا 47 48 122 123 هذه الآية والتي قبلها متكررتان وإنما كررت لأن كل واحدة منهما صادفت معصية تقتضي تنبيها ووعظا لأن كل واحدة وقعت في غير
وقت الأخرى والمعصية الأول أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم 44 والثانية ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم 120
26 - قوله رب اجعل هذا بلد آمنا 126 وفي إبراهيم هذا البلد آمنا 35 لأن هذا هنا إشارة إلى المذكور في قوله بواد غير ذي زرع 37 قبل بناء الكعبة وفي إبراهيم إشارة إلى البلد بعد الكعبة فيكون بلدا في هذه السورة المفعول الثاني و آمنا صفته وهذا البلد في إبراهيم المفعول الأول و آمنا المفعول الثاني
وقيل لأن النكرة إذا تكررت صارت معرفة وقيل تقديره في البقرة البلدا بلدا آمنا فحذف اكتفاء بالإشارة فتكون الآيتان سواء
27 - قوله وما أنزل إلينا 136 في هذه السورة وفي آل عمران علينا 84 لأن إلى للانتهاء إلى الشيء من أي جهة كانت والكتب منتهية
إلى الأنبياء وإلى أممهم جميعا والخطاب في هذه السورة لهذه الأمة لقوله تعالى قولوا 136 فلم يصح إلى إلى و على مختص بجانب الفوق وهو مختص بالأنبياء لأن الكتب منزلة عليهم لا شركة للأمة فيها وفي آل عمران قل 84 وهو مختص بالنبي صلى الله عليه وسلم دون أمته فكان الذي يليق به على وزاد في هذه السورة وما أوتى وحذف من آل عمران لأن في آل عمران قد تقدم ذكر الأنبياء حيث قال وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة 81
28 - قوله ومن حيث خرجت 144 هذه الآية مكررة ثلاث مرات قيل إن الأولى لنسخ القبلة والثانية للسبب وهو قوله وإنه للحق من ربك 149 والثالثة للعلة وهو قوله لئلا يكون للناس عليكم حجة 150 وقيل الأولى في مسجد المدينة والثانية خارج المسجد والثالثة خارج البلد
وقيل في الآيات خروجان خروج إلى مكان ترى فيه القبلة وخروج إلى مكان لا ترى أي الحالتان فيه سواء
قلت إنما كرر لأن المراد بذلك الحال والمكان والزمان وقلت في الآية الأولى ومن حيث خرجت وليس فيها وحيثما كنتم فجمع في الآية الثالثة بين قوله حيث خرجت وحيثما كنتم ليعلم أن للنبي والمؤمنين في ذلك سواء
29 - قوله إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا 160 ليس في هذه من بعد ذلك وفي غيرها من بعد ذلك 3 89 لأن قبله هنا من بعد ما بيناه 159 فلو أعاد التبس
30 - قوله لآيات لقوم يعقلون 164 خص العقل بالذكر لأن به يتوصل إلى معرفة الآيات ومثله في الرعد 4 والنحل 12 والنور 61 والروم 24
31 - قوله ما ألفينا عليه آباءنا 170 في هذه السورة وفي المائدة 4 7 ولقمان 21 ما وجدنا لأن ألفيت يتعدى إلى مفعولين تقول ألفيت زيدا قائما وألفيت عمرا على كذا ووجدت يتعدى مرة إلى مفعول واحد تقول وجدت الضالة ومرة إلى مفعولين تقول وجدت زيدا جالسا فهو مشترك فكان الموضع الأول باللفظ الأخص
أولى لأن غيره إذا وقع موقعه في الثاني والثالث علم أنه بمعناه
32 - قوله أو لو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا 170 وفي المائدة لا يعلمون 104 لأن العلم أبلغ درجة من العقل ولهذا جاز وصف الله به ولم يجز وصفه بالعقل فكانت دعواهم في المائدة أبلغ لقولهم حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا 104 فادعوا النهاية بلفظ حسبنا فنفى ذلك بالعلم وهو النهاية وقال في البقرة بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا 170 ولم تكن النهاية فنفى بما هو دون العلم لتكون كل دعوى منفية بما يلائمها والله أعلم
33 - قوله وما أهل به لغير الله 173 قدم به في هذه السورة وأخرها في المائدة 3 والأنعام 145 والنحل 115 لأن تقديم الباء الأصل فإنها تجري مجرى الهمزة والتشديد في التعدي فكانت كحرف من الفعل فكان الموضع الأول أولى بما هو الأصل ليعلم ما يقتضيه اللفظ ثم قدم فيما سواها ما هو المستنكر وهو الذبح لغير
الله وتقديم ما هو الغرض أولى ولهذا جاز تقديم المفعول على الفاعل والحال على ذي الحال والظرف على العامل فيه إذا كان ذلك أكثر للغرض في الإخبار
34 - قوله في هذه السورة فلا إثم عليه 173 وفي السور الثلاث بحذفها لأنه لما قال في الموضع الأول فلا إثم عليه صريحا كان نفي الإثم في غيره تضمينا لأن قوله غفور رحيم يدل على أنه لا إثم عليه
35 - قوله إن الله غفور رحيم 173 في هذه السورة خلاف سورة الأنعام فإن فيها فإن ربك غفور رحيم 145 لأن لفظ الرب تكرر في الأنعام مرات ولأن في الأنعام قوله وهو الذي أنشأ جنات معروشات 141 الآية وفيها ذكر الحبوب والثمار وأتبعها بذكر الحيوان من الضأن والمعز والإبل وبها تربية الأجسام فكان ذكر الرب فيها أليق
36 - قوله إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم 174 الآية في السورة على هذا النسق وفي آل عمران أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم 77 لأن المنكر في هذه السورة أكثر فالمتوعد فيها أكثر وإن شئت قلت زاد في آل عمران ولا ينظر إليهم في مقابلة ما يأكلون في بطونهم إلا النار
37 - قوله في آية الوصية إن الله سميع عليم 181 خص السمع بالذكر لما في الآية من قوله فمن بدله بعدما سمعه ليكون مطابقا وقال في الآية الأخرى بعدها إن الله غفور رحيم 182 لقوله قبله فلا إثم عليه فهو مطابق معنى له
38 - قوله فمن كان منكم مريضا أو على سفر 184 قيد بقوله منكم وكذلك فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه 196
ولم يقيد في قوله ومن كان مريضا أو على سفر 185 اكتفاء بقوله فمن شهد منكم الشهر فليصمه 185 لاتصاله به
39 - قوله تلك حدود الله فلا تقربوها 187 وقال بعده تلك حدود الله فلا تعتدوها 229 لأن الحد الأول نهى وهو قوله ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد 187 وما كان من الحدود نهيا أمر بترك المقاربة والحد الثاني أمر وهو بيان عدد الطلاق بخلاف ما كان عليه العرب من المراجعة بعد الطلاق من غير عدد وما كان أمرا أمر بترك المجاوزة وهو الاعتداء
40 - قوله يسألونك عن الأهلة 189 جميع ما جاء في القرآن من السؤال وقع عقبه الجواب بغير الفاء إلا في قوله ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي 20 105 فإنه أجيب بالفاء لأن الأجوبة في الجميع كانت بعد السؤال وفي طه قبل وقوع السؤال فكأنه قيل إن سئلت عن الجبال فقل ينسفها ربي
41 - قوله ويكون الدين لله 193 في هذه السورة وفي الأنفال ويكون الدين كله لله 39 لأن القتال في هذه السورة مع أهل مكة وفي الأنفال مع جميع الكفار فقيده بقوله كله
42 - قوله أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم 214 وقال في آل عمران أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين 142
وقال في التوبة أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم 16 الآية الخطيب أطنب في هذه الآيات ومحصول كلامه أن الأول للنبي والمؤمنين والثاني للمؤمنين والثالث للمخاطبين جميعا
43 - قوله لعلكم تتفكرون في الدنيا والآخرة 219 220 وفي آخر السورة لعلكم تتفكرون 266 ومثله في الأنعام لأنه لما بين في الأول مفعول التفكر وهو قوله في الدنيا والآخرة حذفه مما بعده للعلم به وقيل في متعلقة بقوله يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون 219
44 - قوله ولا تنكحوا المشركات 221 بفتح التاء والثاني بضمها لأن الأول من نكحت والثاني من أنكحت وهو يتعدى إلى مفعولين والمفعول الأول في الآية المشركين والثاني محذوف وهو المؤمنات أي لا تنكحوا المشركين النساء المؤمنات حتى يؤمنوا
45 - قوله ولا تمسكوهن 231 أجمعوا على تخفيفه إلا شاذا وما في عير هذه السورة قرئ بالوجهين لأن قبله فأمسكوهن 221 وقبل ذلك فإمساك 229 فاقتضى ذلك التخفيف
46 - قوله ذلك يوعظ به من كان منكم 232 وفي الطلاق ذلكم يوعظ به من كان يؤمن الكاف في ذلك لمجرد الخطاب لا محل له من الإعراب فجاز الاختصار على التوحيد وجاز إجراؤه على عدد المخاطبين ومثله عفونا عنكم من بعد ذلك 52 وقيل حيث جاء موحدا فالخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وخص بالتوحيد في هذه السورة لقوله من كان منكم وجمع في الطلاق لما لم يكن بعده منكم
47 - قوله فلا جناح عليكم فيما فعلن في أنفسهن بالمعروف 234 وقال في الآية الأخرى من معروف 240 لأن تقدير الأول فيما فعلن بأمر الله وهو المعروف والثاني فيما فعلن في أنفسهن فعلا من أفعالهن معروفا أي جاز فعله شرعا قال أبو مسلم حاكيا عن الخطيب إنما جاء
المعروف الأول معرف اللفظ لأن المعنى بالوجه المعروف من الشرع لهن وهو الوجه الذي دل الله عليه وأبانه والثاني كان وجها من الوجوه التي لهن أن يأتينه فأخرج مخرج النكرة لذلك
قلت النكرة إذا تكررت صارت معرفة فإن قيل كيف يصح ما قلت والأول معرفة والثاني نكرة وما ذهبت إليه يقتضي ضد هذا بدليل قوله تعالى كما أرسلنا إلى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسولا 73 15 16 فالجواب أن هذه الآية بإجماع من المفسرين مقدمة على تلك الآية في النزول وإن وقعت متأخرة في التلاوة ولهذا نظير في القرآن في موضع آخر أو موضعين وقد سبق بيانه وأجمعوا أيضا على أن هذه الآية منسوخة بتلك الآية والمنسوخ سابق على الناسخ ضرورة فصح ما ذكرت أن قوله بالمعروف هو ما ذكر في قوله من معروف فتأمل فيه فإن هذا دليل على إعجاز القرآن
48 - قوله ولو شاء الله ما اقتتلوا 253 كرر هنا تأكيدا وقيل ليس بتكرار لأن الأول للجماعة والثاني للمؤمنين وقيل كرر تكذيبا لمن زعم أن ذلك لم يكن بمشيئة الله تعالى
49 - قوله ويكفر عنكم من سيئاتكم 271 في هذه السورة بزيادة من موافقة لما بعدها لأن بعدها ثلاث آيات فيها من على التوالي وهي قوله وما تنفقوا من خير ثلاث مرات
50 - قوله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء 284 يغفر مقدم في هذه السورة وغيرها إلا في المائدة فإن فيها يعذب من يشاء ويغفر 40 لأنها نزلت بعدها في حق السارق والسارقة وعذابهما يقع في الدنيا
فقدم لفظ العذاب وفي غيرها قدم لفظ المغفرة رحمة منه تعالى وترغيبا للعباد في المسارعة إلى موجبات المغفرة جعلنا الله تعالى منهم يمنه وكرمه
سورة آل عمران
51 - قوله تعالى إنك جامع الناس اليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد 9 أو السورة وفي آخرها إنك لا تخلف الميعاد 194 فعدل من الخطاب إلى لفظ الغيبة في أول السورة واستمر على الخطاب في آخرها لأن ما في أول السورة لا يتصل بالكلام الأول كاتصال ما في آخرها فإن اتصال قوله تعالى إن الله لا يخلف الميعاد 9 بقوله إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه 9 معنوي واتصال قوله إنك لا تخلف الميعاد 194 بقوله ربنا وآتنا ما وعدتنا 194 لفظي ومعنوي جميعا لتقدم لفظ الوعد ويجوز أن يكون الأول استئنافا والآخر من تمام الكلام
52 - قوله كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كذبوا بآياتنا فأخذهم الله 11 كان القياس فأخذناهم لكن لما عدل في الآية الأولى إلى قوله إن الله لا يخلف الميعاد 9 عدل في هذه الآية أيضا لتكون الآيات على منهج واحد
53 - قوله شهد الله أنه لا إله إلا هو 18 ثم كرر في هذه
الآية فقال لا إله إلا هو لأن الأول جرى مجرى الشهادة وأعاده ليجري الثاني مجرى الحكم بصحة ما شهد به الشهود
54 - قوله ويحذركم الله نفسه 28 كرره مرتين لأنه وعيد عطف عليه وعيد آخر في الآية الأولى فإن قوله وإلى الله المصير معناه مصيركم إلى الله والعذاب معد لديه فاستدركه في الآية الثانية بوعد وهو قوله تعالى والله رءوف بالعباد 30 والرأفة أشد من الرحمة وقيل من رأفته تحذيره
55 - قوله قال رب أنى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر 40 قدم في هذه السورة ذكر الكبر وأخر ذكر المرأة وقال في سورة مريم وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا 8 فقدم ذكر المرأة لأن في مريم قد تقدم ذكر الكبر في قوله وهن العظم منى 4 وتأخر ذكر المرأة في قوله وإني خفت الموالى من ورائي وكانت امرأتي عاقرا 5 ثم أعاد ذكرها فأخر ذكر الكبر ليوافق عتيا ما بعده من الآيات وهي سويا 10 و عشيا 11 و صبيا 12
56 - قوله قالت رب أنى يكون لي ولد 47 وفي مريم قالت رب أنى يكون لي غلام 20 لأن في هذه السورة تقدم ذكر المسيح وهو ولدها وفي مريم تقدم ذكر الغلام حيث قال لأهب لك غلاما زكيا 19
57 - قوله فانفخ فيه 49 وفي المائدة فتنفخ فيها 11 قيل الضمير في هذه السورة يعود إلى الطير وقيل إلى الطين وقيل إلى المهيأ وقيل إلى الكاف فإنه في معنى مثل وفي المائدة يعود إلى الهيئة وهذا جواب التذكير والتأنيث لا جواب التخصيص وإنما الكلام وقع في التخصيص وهل يجوز أن يكون كل واحد منهما مكان الآخر أم لا فالجواب أن يقال في هذه السورة إخبار قبل الفعل فوحده وفي المائدة خطاب من الله تعالى له يوم القيامة وقد تقدم من عيسى عليه السلام الفعل مرات والطير صالح للواحد وصالح للجميع
58 - قوله بإذن الله 49 ذكر في هذه الآية مرتين وقال في المائدة بإذني أربع مرات لأن ما في هذه السورة كلام عيسى فما يتصور أن يكون من فعل البشر أضافه إلى نفسه وهو الخلق الذي معناه التقدير والنفخ الذي هو إخراج الريح من الفم وما يتصور إضافته إلى الله تعالى أضافه إليه وهو قوله فيكون طيرا بإذن الله وأبرئ الأكمه والأبرص بما يكون في طوق البشر فإن الأكمة عند بعض المفسرين الأعمش وعند بعضهم الأعشى وعند بعضهم الذي يولد
أعمى وإحياء الموتى من فعل الله فأضافه إليه
وما في المائدة من كلام الله سبحانه وتعالى فأضاف جميع ذلك إلى صنعه إظهارا لعجز البشر ولأن فعل العبد مخلوق لله تعالى
وقيل بإذن الله يعود إلى الأفعال الثلاثة وكذلك الثاني يعود إلى الثلاثة الأخرى
59 - قوله إن الله ربي وربكم 51 وكذلك في مريم ربي وربكم 36 وفي الزخرف في هذه القصة إن الله هو ربي وربكم 64 بزيادة هو
قال الشيخ إذا قلت زيد هو قائم فيحتمل أن يكون تقديره وعمر قائم فإذا قلت زيد هو القائم خصصت القيام به فهو كذلك في الآية وهذا مثاله لأن هو يذكر في مثل هذه المواضع إعلاما أن المبتدأ مقصور على هذا الخبر وهذا الخبر مقصور عليه دون غيره
والذي في آل عمران وقع بعد عشر آيات من قصتها وليس كذلك ما في الزخرف فإنه ابتداء كلام منه فحسن التأكيد بقوله هو ليصير المبتدأ مقصورا على الخبر المذكور في الآية وهو إثبات الربوبية ونفى الأبوة تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا
60 - قوله بأنا مسلمون 52 في هذه السورة وفي المائدة بأننا 111 لأن ما في المائدة أول كلام الحواريين فجاء على الأصل وما في هذه السورة تكرار لكلامهم فجاز فيه التخفيف لأن التخفيف فرع والتكرار فرع والفرع بالفرع أولى
61 - قوله الحق من ربك فلا تكن 60 في هذه السورة وفي البقرة فلا تكونن 147 لأن ما في هذه السورة جاء على الأصل ولم يكن فيها ما أوجب إدخال نون التوكيد في الكلمة بخلاف سورة البقرة فإن فيها في أول القصة فلنولينك قبلة ترضاها 144 بنون التوكيد فأوجب الازدواج إدخال النون في الكلمة فيصير التقدير فلنولينك قبلة ترضاها فلا تكونن من الممترين والخطاب في الآيتين للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد به غيره
62 - قوله قل إن الهدى هدى الله 73 في هذه السورة وفي البقرة قل إن هدى الله هو الهدى 120 لأن الهدى في هذه السورة هو الدين وقد تقدم في قوله لمن تبع دينكم 73 وهدى الله الإسلام فكأنه قال بعد قولهم ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم قل إن الدين عند الله الإسلام كما سبق في أول السورة
والذي في البقرة معناه القبلة لأن الآية نزلت في تحويل القبلة وتقديره قل إن قبلة الله هي الكعبة
63 - قوله من آمن تبغونها عوجا 99 ليس ههنا به ولا واو العطف وفي الأعراف من آمن به وتبغونها 86 بزيادة به وواو العطف لأن القياس آمن به كما في الأعراف لكنها حذفت في هذه
السورة موافقة لقوله ومن كفر فإن القياس فيه أيضا كفر به وقوله تبغونها عوجا ههنا حال والواو لا تزداد مع الفعل إذا وقع حالا نحو قوله ولا تمنن تستكثر و دابة الأرض تأكل منسأته 34 14 وغير ذلك وفي الأعراف عطف على الحال والحال قوله توعدون و تصدون عطف عليه وكذلك تبغونها عوجا
64 - قوله وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم 126 ههنا بإثبات لكم وتأخير به وحذف إن الله وفي الأنفال 10 بحذف لكم وتقديم به وإثبات إن الله لأن البشرى هنا للمخاطبين فبين وقال لكم وفي الأنفال قد تقدم لكم في قوله فاستجاب لكم 9 فاكتفى بذلك
وقدم قلوبكم هنا وأخر به ازدواجا بين المخاطبين فقال وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به 126
وقدم به في الأنفال ازدواجا بين الغائبين فقال وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم 10
وحذف إن الله ههنا لأن ما في الأنفال قصة بدر وهي سابقة على ما في هذه السورة فإنها في قصة أحد وأخبر هناك بأن الله عزيز حكيم وجعله في هذه السورة صفة لأن الخبر قد سبق
65 - قوله ونعم أجر العاملين 136 بزيادة الواو لأن الاتصال بما قبلها أكثر من غيرها وتقديره ونعم أجر العاملين المغفرة والجنات والخلود
66 - قوله رسولا من أنفسهم 164 بزيادة الأنفس وفي غيرها رسولا منكم 2 151 لأنه سبحانه من على المؤمنين به فجعله من أنفسهم ليكون موجب المنة أظهر وكذلك قوله لقد جاءكم رسول من أنفسكم 7 128 لما وصفه بقوله عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين
رؤوف رحيم جعله من أنفسهم ليكون موجب الإجابة والإيمان أظهر وأبين
67 - قوله جاءوا بالبينات والزبر والكتاب المنير 184 ههنا بباء واحدة إلا في قراءة ابن عامر وفي فاطر بالبينات وبالزبر وبالكتاب 25 بثلاثة باءات لأنه في هذه السورة وقع في كلام مبني على الاختصار وهو إقامة لفظ الماضي في الشرط مقام لفظ المستقبل ولفظ الماضي أخف وبني الفعل للمجهول فلا يحتاج إلى ذكر الفاعل وهو قوله فإن كذبوك فقد كذب رسل من قبلك 184 لذلك حذفت الباءات ليوافق الأول في الاختصار بخلاف ما في فاطر فإن الشرط فيه بلفظ المستقبل والفاعل مذكور مع الفعل وهو قوله وإن يكذبوك فقد كذب الذين من قبلهم 25 ثم ذكر بعدها الباءات ليكون كله على نسق واحد
68 - قوله ثم مأواهم جهنم 197 ههنا وفي غيرها ومأواهم جهنم 9 73 95 و 66 9 لأن ما قبلها في هذه السورة لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل 197 198 أي ذلك متاع في الدنيا قليل والقليل يدل على تراخ وإن صغر وقل وثم للتراخي فكان طبقا له والله تعالى أعلم
اسم الكتاب أسرار التكرار فى القرآن
بسم الله الرحمن الرحيم وبه ثقتي
قال الشيخ الإمام العالم العلامة تاج القراء أبو القاسم محمود بن حمزة ابن نصر الكرماني رضي الله عنه ورحمه الحمد لله الذي أنزل الفرقان على محمد ليكون للعالمين نذيرا معجزا للإنس والجن ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا نحمده على تفضله علينا بكتابه فضلا كبيرا ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا
ونصلي ونسلم على المبعوث بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا صلاة دائمة تتصل ولا تنقطع بكرة وهجيرا وبعد
فإن هذا كتاب أذكر فيه الآيات المتشابهات التي تكررت في القرآن وألفاظها متفقة ولكن وقع في بعضها زيادة أو نقصان أو تقديم أو تأخير أو إبدال حرف مكان حرف أو غير ذلك مما يوجب اختلافا بين
الآيتين أو الآيات التي تكررت من غير زيادة ولا نقصان وأبين ما السبب في تكرارها والفائدة في إعادتها وما الموجب للزيادة والنقصان والتقديم والتأخير والإبدال وما الحكمة في تخصيص الآية بذلك دون الآية الأخرى وهل كان يصلح ما في هذه السورة مكان ما في السورة التي تشاكلها أم لا ليجري ذلك مجرى علامات تزيل إشكالها وتمتاز بها عن أشكالها من غير أن أشتغل بتفسيرها وتأويلها فإني بحمد الله قد بينت ذلك كله بشرائطه في كتاب لباب التفسير وعجائب التأويل مشتملا على أكثر ما نحن بصدده ولكني أفردت هذا الكتاب لبيان المتشابه فإن الأئمة رحمهم الله تعالى قد شرعوا في تصنيفه واقتصروا على ذكر الآية ونظيرتها ولم يشتغلوا بذكر وجوهها وعللها والفرق بين الآية ومثلها وهو المشكل الذي لا يقوم بأعبائه إلا من وفقه الله لأدائه
وقد قال أبو مسلم في تفسيره عن أبي عبد الله الخطيب في تفسيره كلمات معدودات منها وأنا أحكي لك كلامه فيها إذا بلغت إليها مستعينا بالله ومتوكلا عليه وسميت هذا الكتاب البرهان في متشابه القرآن لما فيه من الحجة والبيان وبالله وعليه التكلان
سورة الفاتحة
1 - أول المتشابهات قوله الرحمن الرحيم مالك فيمن جعل بسم الله الرحمن الرحيم آية من الفاتحة وفي تكراره قولان قال علي بن عيسى إنما كرر للتوكيد وأنشد قول الشاعر
هلا سألت جموع كندة يوم ولوا أين أينا ...
وقال قاسم بن حبيب إنما كرر لأن المعنى وجب الحمد لله لأنه الرحمن الرحيم قلت إنما كرر لأن الرحمة هي الإنعام على المحتاج وذكر في الآية الأولى المنعم ولم يذكر المنعم عليهم فأعادها مع ذكرهم وقال رب العاملين الرحمن لهم جميعا ينعم عليهم ويرزقهم الرحيم بالمؤمنين خاصة يوم الدين ينعم عليهم ويغفر لهم
2 - قوله تعالى إياك نعبد وإياك نستعين كرر إياك وقدمه ولم يقتصر على ذكره مرة كما اقتصر على ذكر أحد المفعولين في آيات كثيرة منها ما ودعك ربك وما قلى أي ما قلاك وكذلك الآيات التي بعدها معناها فآواك فهداك فأغناك لأن في التقديم فائدة وهي قطع الاشتراك ولو حذف لم يدل على التقديم لأنك لو قلت إياك نعبد ونستعين لم يظهر أن التقدير إياك نعبد وإياك نستعين أم إياك نعبد ونستعينك فكرر
3 - قوله تعالى صراط الذين أنعمت عليهم كرر الصراط لعلة تقرب مما ذكرت في الرحمن الرحيم وذلك أن الصراط هو المكان
المهيأ للسلوك فذكر في الأول المكان ولم يذكر السالكين فأعاده مع ذكرهم فقال صراط الذين أنعمت عليهم أي الذي يسلكه النبيون والمؤمنون ولهذا كرر أيضا في قوله إلى صراط مستقيم صراط الله لأنه ذكر المكان المهيأ ولم يذكر المهيئ فأعاده مع ذكره فقال صراط الله أي الذي هيأه للسالكين
4 - قوله عليهم ليس بتكرار لأن كل واحد منهما متصل بفعل غير الآخر وهو الإنعام والغضب وكل واحد منهما يقتضيه اللفظ وما كان هذا سبيله فليس بتكرار ولا من المتشابه
سورة البقرة
5 - قوله تعالى الم هذه الآية تتكرر في أوائل ست سور فهي من المتشابه لفظا وذهب جماعة من المفسرين إلى أن قوله وأخر متشابهات هي هذه الحروف الواقعة في أوائل السور فهي أيضا من المتشابه لفظا ومعنى والموجب لذكره أول البقرة من القسم وغيره هو بعينه الموجب لذكره في أوائل سائر السور المبدوءة به وزاد في الأعراف صادا لما جاء بعده فلا يكن في صدرك حرج منه ولهذا قال بعض المفسرين معنى
المص ألم نشرح لك صدرك وقيل معناه المصور وزاد في الرعد راء لقوله بعده الله الذي رفع السموات
6 - قوله سواء عليهم 6 وفي يس وسواء 10 بزيادة واو لأن ما في البقرة جملة هي خبر عن اسم إن وما في يس جملة عطفت بالواو على جملة
7 - قوله آمنا بالله وباليوم الآخر 8 ليس في القرآن غيره تكرار العامل مع حرف العطف لا يكون إلا للتأكيد وهذه حكاية كلام المنافقين وهم أكدوا كلامهم نفيا للريبة وإبعادا للتهمة فكانوا في ذلك كما قيل يكاد المريب يقول خذوني فنفى الله الإيمان عنهم بأوكد الألفاظ فقال وما هم بمؤمنين 8 ويكثر ذلك مع النفي وقد جاء في القرآن في موضعين في النساء ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر 38 وفي التوبة قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر 29
8 - قوله يا أيها الناس اعبدوا ربكم 22 ليس في القرآن غيره ليس لأن العبادة في الآية التوحيد والتوحيد أول ما يلزم العبد من المعارف فكان هذا أول خطاب خاطب الله به الناس في القرآن فخاطبهم بما ألزمهم أولا ثم ذكر سائر المعارف وبنى عليها العبادات فيما بعدها من السور والآيات
فإن قيل سورة البقرة ليست من أول القرآن نزولا فلا يحسن فيها ما ذكرت
قلت أول القرآن سورة الفاتحة ثم البقرة ثم آل عمران على هذا الترتيب إلى سورة الناس وهكذا هو عند الله في اللوح المحفوظ وهو على هذا الترتيب كان يعرضه عليه الصلاة والسلام على جبريل عليه السلام كل سنة
أي ما كان يجتمع عنده منه وعرضه عليه الصلاة والسلام في السنة التي توفى فيها مرتين وكان آخر الآيات نزولا واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله فأمره جبريل أن يضعها بين آيتي الربا والدين
وذهب جماعة من المفسرين إلى أن قوله في هود فأتوا بعشر سور مثله 13 معناه مثل البقرة إلى هود وهي العاشرة ومعلوم أن سورة هود مكية وأن البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنفال والتوبة مدنيات نزلن بعدها
وفسر بعضهم قوله ورتل القرآن ترتيلا 73 : 4 أي اقرأه على هذا الترتيب من غير تقديم وتأخير وجاء النكير على من قرأه معكوسا
ولو حلف إنسان أن يقرأ القرآن على الترتيب لم يلزمه إلا على هذا الترتيب ولو نزل جملة كما اقترحوا عليه بقولهم لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة 25 : 32 لنزل على هذا الترتيب وإنما تفرقت سوره وآياته نزولا لحاجة الناس حالة بعد حالة ولأن فيه الناسخ والمنسوخ ولم يكونا ليجتمعا نزولا
وأبلغ الحكم في تفرقه ما قاله سبحانه وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث 17 160 وهذا أصل تنبني عليه مسائل والله أعلم
9 - قوله تعالى قل فأتوا بسورة من مثله 23 بزيادة من في هذه السورة وفي غيرها بسورة مثله 10 38 لأن من تدل على التبعيض ولما كانت هذه السورة سنام القرآن وأوله بعد الفاتحة حسن دخول من فيها ليعلم أن التحدي واقع على جميع سور القرآن من أوله إلى آخره وغيرها من السور لو دخلها من لكان التحدي واقعا على بعض السور دون بعض ولم يكن ذلك بالسهل والهاء في قوله من مثله تعود إلى ما وهو القرآن وذهب بعضهم إلى أنه يعود على محمد عليه السلام أي فأتوا بسورة من إنسان
مثله وقيل يعود إلى الأنداد وهو ضعيف لأن الأنداد جماعة والهاء للفرد وقيل مثله التوراة والهاء تعود إلى القرآن والمعنى فأتو بسورة من التوراة التي هي مثل القرآن ليعلموا وفاقهما وهو خطاب لليهود
10 - قوله فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر 34 ذكر هذه الخلال في هذه السورة جملة ثم ذكرها في سائر السور مفصلا فقال في الأعراف إلا إبليس لم يكن من الساجدين 11 وفي الحجر إلا إبليس أبى أن يكون مع الساجدين 31 وفي سبحان إلا إبليس قال أأسجد لمن خلقت طينا 61 وفي الكهف إلا إبليس كان من الجن 50 وفي طه إلا إبليس أبى 116 وفي ص إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين 74
11 - قوله اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا 35 بالواو وفي الأعراف فكلا 19 بالفاء اسكن في الآيتين ليس بأمر بالسكون الذي هو ضد الحركة وإنما الذي في البقرة من السكون الذي معناه الإقامة وذلك يستدعي زمانا ممتدا فلم يصلح إلا بالواو لأن المعنى اجمع بين الإقامة فيها والأكل من ثمارها ولو كان الفاء مكان الواو لوجب تأخير
الأكل إلى الفراغ من الإقامة لأن الفاء للتعقيب والترتيب والذي في الأعراف من السكنى الذي معناها اتخاذ الموضع مسكنا لأن الله تعالى أخرج إبليس من الجنة بقوله اخرج منها مذموما 18 وخاطب آدم فقال يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة 19 أي اتخذاها لأنفسكما مسكنا فكلا من حيث شئتما 19 فكانت الفاء أولى لأن اتخاذ المسكن لا يستدعي زمانا ممتدا ولا يمكن الجمع بين الاتخاذ والأكل فيه بل يقع الأكل عقيبه
وزاد في البقرة رغدا لما زاد في الخبر تعظيما بقوله وقلنا بخلاف سورة الأعراف فإن فيها قال والخطيب ذهب إلى أن ما في الأعراف
12 - قوله اهبطوا منها 38 كرر الأمر بالهبوط لأن الأول من الجنة والثاني من السماء
13 - قوله فمن تبع 38 وفي طه فمن اتبع 123 تبع واتبع بمعنى وإنما اختار في طه اتبع موافقة لقوله تعالى يتبعون الداعي 108
14 - قوله ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل 48 قدم الشفاعة في هذه الآية وأخر العدل وقدم العدل في الآية الأخرى من هذه السورة وأخر الشفاعة وإنما قدم الشفاعة قطعا لطمع من زعم أن آباءهم تشفع لهم وأن الأصنام شفعاؤهم عند الله وأخرها في الآية الأخرى لأن التقدير في الآيتين معا لا يقبل منها شفاعة فتنفعها تلك الشفاعة لأن النفع بعد القبول وقدم العدل في الآية الأخرى ليكون لفظ القبول مقدما فيها
15 - قوله يذبحون 49 بغير واو هنا على البدل من يسومونكم وفي الأعراف يقتلون 141 وفي إبراهيم ويذبحون 6 بالواو لأن ما في هذه السورة والأعراف من كلام الله تعالى فلم يرد تعداد المحن عليهم والذي في إبراهيم من كلام موسى فعدد المحن عليهم وكان مأمورا بذلك في قوله وذكرهم بأيام الله 4 5
16 - قوله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون 57 ههنا وفي الأعراف 160 وقال في آل عمران ولكن أنفسهم يظلمون 117
لأن ما في السورتين إخبار عن قوم ماتوا وانقرضوا وما في آل عمران مثل
17 - قوله وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا 58 بالفاء وفي الأعراف 161 بالواو لأن الدخول سريع الانقضاء فيتبعه الأكل وفي الأعراف وإذا قيل لهم اسكنوا 161 المعنى أقيموا فيها وذلك ممتد فذكر بالواو أي اجمعوا بين الأكل والسكون وزاد في البقرة رغدا لأنه سبحانه أسنده إلى ذاته بلفظ التعظيم وهو قوله وإذ قلنا خلاف ما في الأعراف فإن فيه وإذ قيل
وقدم وادخلوا الباب سجدا على قوله وقولوا حطة في هذه السورة وأخرها في الأعراف لأن السابق في هذه السورة ادخلوا فبين كيفية الدخول وفي هذه السورة خطاياكم 58 بالإجماع وفي الأعراف
خطيئاتكم 161 مختلف لأن خطايا صيغة الجمع الكثير ومغفرتها أليق في الآية بإسناد الفعل إلى نفسه سبحانه
وفي هذه السورة وسنزيد وفي الأعراف سنزيد بغير واو لأن اتصالها في هذه السورة أشد لاتفاق اللفظين واختلفا في الإعراب لأن اللائق سنزيد محذوف الواو ليكون استئنافا لكلام
وفي هذه السورة فبدل الذين ظلموا قولا 59 وفي الأعراف 62 ظلموا منهم لأن في الأعراف ومن قوم موسى 159 ولقوله منهم الصالحون ومنهم دون ذلك 7 168 وفي هذه السورة فأنزلنا على الذين ظلموا 59 وفي الأعراف فأرسلنا 162 لأن لفظ الرسول والرسالة كثرت في الأعراف فجاء ذلك وفقا لما قبله وليس كذلك في سورة البقرة
18 - قوله فانفجرت 60 وفي الأعراف فانبجست 160 لأن الانفجار انصباب الماء بكثرة والانبجاس ظهور الماء وكان في هذه السورة كلوا واشربوا فذكر بلفظ بليغ وفي الأعراف كلوا من طيبات ما رزقناكم وليس فيه واشربوا فلم يبالغ فيه
19 - قوله ويقتلون النبيين بغير الحق 61 في هذه السورة وفي آل عمران ويقتلون النبيين بغير حق 210 وفيها وفي النساء وقتلهم الأنبياء بغير حق 18 155 لأن ما في البقرة إشارة إلى الحق الذي أذن الله أن تقتل النفس به وهو قوله ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق 6 151 فكان الأولى أن يذكر معرفا لأنه من الله تعالى وما في آل عمران والنساء نكرة أي بغير حق في معتقدهم
ودينهم فكان هذا بالتنكير أولى وجمع النبيين جمع السلامة في البقرة لموافقة ما بعده من جمعى السلامة وهو النبيين الصابئين وكذلك في آل عمران إن الذين وناصرين ومعرضون بخلاف الأنبياء في السورتين
20 - قوله إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين 62 وقال في الحج والصابئين والنصارى 17 وقال في المائدة والصابئون والنصارى 69 لأن النصارى مقدمون على الصابئين في الرتبة لأنهم أهل كتاب فقدمهم في البقرة والصابئون مقدمون على النصارى في الزمان لأنهم كانوا قبلهم فقدمهم في الحج وداعى في المائدة بين المعنين وقدمهم في اللفظ وأخرهم في التقدير لأن تقديره والصابئون في كذلك
قال الشاعر ... فإن يك أمسى بالمدينة رحله ... فإني وقيار بها لغريب ... أراد إني لغريب وقيار كذلك فتأمل فيها وفي أمثالها يظهر لك إعجاز القرآن
21 - قوله أياما معدودة 90 وفي آل عمران أياما معدودات 24 لأن الأصل في الجمع إذا كان واحده مذكرا أن يقتصر في الوصف على التأنيث نحو قوله سرر مرفوعة وأكواب موضوعة ونمارق مصفوفة وزرابى مبثوثة 88 : 13 16 وقد يأتي سرر مرفوعات على تقدير ثلاث سرر مرفوعة وتسع سرر مرفوعات إلا أنه ليس بالأصل فجاء في البقرة على الأصل وفي آل عمران على الفرع وقوله في أيام معدودات 203 أي في ساعات أيام معدودات وكذلك في أيام معلومات 22 28
22 - قوله وتمنوا الموت إن كنتم صادقين ولن يتمنوه 94 95 وفي الجمعة ولا يتمنونه 7 لأن دعواهم في هذه السورة بالغة قاطعة وهي كون الجنة لهم بصفة الخلوص فبالغ في الرد عليهم بلن وهو أبلغ ألفاظ النفي ودعواهم في الجمعة قاصرة مترددة وهي زعمهم
أنهم أولياء الله فاقتصر على لا
23 - قوله بل أكثرهم لا يؤمنون 100 وفي غيرها لا يعقلون لا يعلمون لأنهم بين ناقض عهد وجاحد حق إلا القليل منهم عبد الله بن سلام وأصحابه ولم يأت هذان المعنيان معا في غير هذه السورة
24 - قوله وإن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم 120 وفيها أيضا من بعد ما جاءك من العلم 145 فجعل مكان قول الذي ما وزاد في أوله من لأن العلم في الآية الأولى علم بالكمال وليس وراءه علم لأن معناه بعد الذي جاءك من العلم بالله وصفاته وبأن الهدى هدى الله ومعناه بأن دين الله الإسلام وأن القرآن كلام الله فكان لفظ الذي أليق به من لفظ ما لأنه في التعريف أبلغ وفي الوصف أقعد لأن الذي تعرفه صلته فلا يتنكر قط وتتقدمه أسماء الإشارة نحو قوله أمن هذا الذي هو جند لكم 67 20 أمن هذا الذي يرزقكم 67 21 فيكتنف الذي بيانان هما الإشارة قبلها والصلة بعدها ويلزمه الألف واللام ويثنى ويجمع وليس لما شيء من ذلك لأنه يتنكر مرة ويتعرف أخرى ولا يقع وصفا
لأسماء الإشارة ولا تدخله الألف واللام ولا يثنى ولا يجمع
وخص الثاني بما لأن المعنى من بعد ما جاءك من العلم بأن قبلة الله هي الكعبة وذلك قليل من كثير من العلم وزيدت معه من التي لابتداء الغاية لأن تقديره من الوقت الذي جاءك فيه العلم بالقبلة لأن القبلة الأولى نسخت بهذه الآية وليست الأولى مؤقتة بوقت
وقال في سورة الرعد بعد ما جاءك 37 فعبر بلفظ ما ولم يزد من لأن العلم هنا هو الحكم العربي أي القرآن فكان بعضا من الأول ولم يزد فيه من لأنه غير مؤقت وقريب من معنى القبلة ما في آل عمران من بعد ما جاءك من العلم 61 فهذا جاء بلفظ ما وزيدت فيه من
25 - قوله واتقوا يوما لا تجزى نفس عن نفس شيئا 47 48 122 123 هذه الآية والتي قبلها متكررتان وإنما كررت لأن كل واحدة منهما صادفت معصية تقتضي تنبيها ووعظا لأن كل واحدة وقعت في غير
وقت الأخرى والمعصية الأول أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم 44 والثانية ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم 120
26 - قوله رب اجعل هذا بلد آمنا 126 وفي إبراهيم هذا البلد آمنا 35 لأن هذا هنا إشارة إلى المذكور في قوله بواد غير ذي زرع 37 قبل بناء الكعبة وفي إبراهيم إشارة إلى البلد بعد الكعبة فيكون بلدا في هذه السورة المفعول الثاني و آمنا صفته وهذا البلد في إبراهيم المفعول الأول و آمنا المفعول الثاني
وقيل لأن النكرة إذا تكررت صارت معرفة وقيل تقديره في البقرة البلدا بلدا آمنا فحذف اكتفاء بالإشارة فتكون الآيتان سواء
27 - قوله وما أنزل إلينا 136 في هذه السورة وفي آل عمران علينا 84 لأن إلى للانتهاء إلى الشيء من أي جهة كانت والكتب منتهية
إلى الأنبياء وإلى أممهم جميعا والخطاب في هذه السورة لهذه الأمة لقوله تعالى قولوا 136 فلم يصح إلى إلى و على مختص بجانب الفوق وهو مختص بالأنبياء لأن الكتب منزلة عليهم لا شركة للأمة فيها وفي آل عمران قل 84 وهو مختص بالنبي صلى الله عليه وسلم دون أمته فكان الذي يليق به على وزاد في هذه السورة وما أوتى وحذف من آل عمران لأن في آل عمران قد تقدم ذكر الأنبياء حيث قال وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة 81
28 - قوله ومن حيث خرجت 144 هذه الآية مكررة ثلاث مرات قيل إن الأولى لنسخ القبلة والثانية للسبب وهو قوله وإنه للحق من ربك 149 والثالثة للعلة وهو قوله لئلا يكون للناس عليكم حجة 150 وقيل الأولى في مسجد المدينة والثانية خارج المسجد والثالثة خارج البلد
وقيل في الآيات خروجان خروج إلى مكان ترى فيه القبلة وخروج إلى مكان لا ترى أي الحالتان فيه سواء
قلت إنما كرر لأن المراد بذلك الحال والمكان والزمان وقلت في الآية الأولى ومن حيث خرجت وليس فيها وحيثما كنتم فجمع في الآية الثالثة بين قوله حيث خرجت وحيثما كنتم ليعلم أن للنبي والمؤمنين في ذلك سواء
29 - قوله إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا 160 ليس في هذه من بعد ذلك وفي غيرها من بعد ذلك 3 89 لأن قبله هنا من بعد ما بيناه 159 فلو أعاد التبس
30 - قوله لآيات لقوم يعقلون 164 خص العقل بالذكر لأن به يتوصل إلى معرفة الآيات ومثله في الرعد 4 والنحل 12 والنور 61 والروم 24
31 - قوله ما ألفينا عليه آباءنا 170 في هذه السورة وفي المائدة 4 7 ولقمان 21 ما وجدنا لأن ألفيت يتعدى إلى مفعولين تقول ألفيت زيدا قائما وألفيت عمرا على كذا ووجدت يتعدى مرة إلى مفعول واحد تقول وجدت الضالة ومرة إلى مفعولين تقول وجدت زيدا جالسا فهو مشترك فكان الموضع الأول باللفظ الأخص
أولى لأن غيره إذا وقع موقعه في الثاني والثالث علم أنه بمعناه
32 - قوله أو لو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا 170 وفي المائدة لا يعلمون 104 لأن العلم أبلغ درجة من العقل ولهذا جاز وصف الله به ولم يجز وصفه بالعقل فكانت دعواهم في المائدة أبلغ لقولهم حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا 104 فادعوا النهاية بلفظ حسبنا فنفى ذلك بالعلم وهو النهاية وقال في البقرة بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا 170 ولم تكن النهاية فنفى بما هو دون العلم لتكون كل دعوى منفية بما يلائمها والله أعلم
33 - قوله وما أهل به لغير الله 173 قدم به في هذه السورة وأخرها في المائدة 3 والأنعام 145 والنحل 115 لأن تقديم الباء الأصل فإنها تجري مجرى الهمزة والتشديد في التعدي فكانت كحرف من الفعل فكان الموضع الأول أولى بما هو الأصل ليعلم ما يقتضيه اللفظ ثم قدم فيما سواها ما هو المستنكر وهو الذبح لغير
الله وتقديم ما هو الغرض أولى ولهذا جاز تقديم المفعول على الفاعل والحال على ذي الحال والظرف على العامل فيه إذا كان ذلك أكثر للغرض في الإخبار
34 - قوله في هذه السورة فلا إثم عليه 173 وفي السور الثلاث بحذفها لأنه لما قال في الموضع الأول فلا إثم عليه صريحا كان نفي الإثم في غيره تضمينا لأن قوله غفور رحيم يدل على أنه لا إثم عليه
35 - قوله إن الله غفور رحيم 173 في هذه السورة خلاف سورة الأنعام فإن فيها فإن ربك غفور رحيم 145 لأن لفظ الرب تكرر في الأنعام مرات ولأن في الأنعام قوله وهو الذي أنشأ جنات معروشات 141 الآية وفيها ذكر الحبوب والثمار وأتبعها بذكر الحيوان من الضأن والمعز والإبل وبها تربية الأجسام فكان ذكر الرب فيها أليق
36 - قوله إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم 174 الآية في السورة على هذا النسق وفي آل عمران أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم 77 لأن المنكر في هذه السورة أكثر فالمتوعد فيها أكثر وإن شئت قلت زاد في آل عمران ولا ينظر إليهم في مقابلة ما يأكلون في بطونهم إلا النار
37 - قوله في آية الوصية إن الله سميع عليم 181 خص السمع بالذكر لما في الآية من قوله فمن بدله بعدما سمعه ليكون مطابقا وقال في الآية الأخرى بعدها إن الله غفور رحيم 182 لقوله قبله فلا إثم عليه فهو مطابق معنى له
38 - قوله فمن كان منكم مريضا أو على سفر 184 قيد بقوله منكم وكذلك فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه 196
ولم يقيد في قوله ومن كان مريضا أو على سفر 185 اكتفاء بقوله فمن شهد منكم الشهر فليصمه 185 لاتصاله به
39 - قوله تلك حدود الله فلا تقربوها 187 وقال بعده تلك حدود الله فلا تعتدوها 229 لأن الحد الأول نهى وهو قوله ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد 187 وما كان من الحدود نهيا أمر بترك المقاربة والحد الثاني أمر وهو بيان عدد الطلاق بخلاف ما كان عليه العرب من المراجعة بعد الطلاق من غير عدد وما كان أمرا أمر بترك المجاوزة وهو الاعتداء
40 - قوله يسألونك عن الأهلة 189 جميع ما جاء في القرآن من السؤال وقع عقبه الجواب بغير الفاء إلا في قوله ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي 20 105 فإنه أجيب بالفاء لأن الأجوبة في الجميع كانت بعد السؤال وفي طه قبل وقوع السؤال فكأنه قيل إن سئلت عن الجبال فقل ينسفها ربي
41 - قوله ويكون الدين لله 193 في هذه السورة وفي الأنفال ويكون الدين كله لله 39 لأن القتال في هذه السورة مع أهل مكة وفي الأنفال مع جميع الكفار فقيده بقوله كله
42 - قوله أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم 214 وقال في آل عمران أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين 142
وقال في التوبة أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم 16 الآية الخطيب أطنب في هذه الآيات ومحصول كلامه أن الأول للنبي والمؤمنين والثاني للمؤمنين والثالث للمخاطبين جميعا
43 - قوله لعلكم تتفكرون في الدنيا والآخرة 219 220 وفي آخر السورة لعلكم تتفكرون 266 ومثله في الأنعام لأنه لما بين في الأول مفعول التفكر وهو قوله في الدنيا والآخرة حذفه مما بعده للعلم به وقيل في متعلقة بقوله يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون 219
44 - قوله ولا تنكحوا المشركات 221 بفتح التاء والثاني بضمها لأن الأول من نكحت والثاني من أنكحت وهو يتعدى إلى مفعولين والمفعول الأول في الآية المشركين والثاني محذوف وهو المؤمنات أي لا تنكحوا المشركين النساء المؤمنات حتى يؤمنوا
45 - قوله ولا تمسكوهن 231 أجمعوا على تخفيفه إلا شاذا وما في عير هذه السورة قرئ بالوجهين لأن قبله فأمسكوهن 221 وقبل ذلك فإمساك 229 فاقتضى ذلك التخفيف
46 - قوله ذلك يوعظ به من كان منكم 232 وفي الطلاق ذلكم يوعظ به من كان يؤمن الكاف في ذلك لمجرد الخطاب لا محل له من الإعراب فجاز الاختصار على التوحيد وجاز إجراؤه على عدد المخاطبين ومثله عفونا عنكم من بعد ذلك 52 وقيل حيث جاء موحدا فالخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وخص بالتوحيد في هذه السورة لقوله من كان منكم وجمع في الطلاق لما لم يكن بعده منكم
47 - قوله فلا جناح عليكم فيما فعلن في أنفسهن بالمعروف 234 وقال في الآية الأخرى من معروف 240 لأن تقدير الأول فيما فعلن بأمر الله وهو المعروف والثاني فيما فعلن في أنفسهن فعلا من أفعالهن معروفا أي جاز فعله شرعا قال أبو مسلم حاكيا عن الخطيب إنما جاء
المعروف الأول معرف اللفظ لأن المعنى بالوجه المعروف من الشرع لهن وهو الوجه الذي دل الله عليه وأبانه والثاني كان وجها من الوجوه التي لهن أن يأتينه فأخرج مخرج النكرة لذلك
قلت النكرة إذا تكررت صارت معرفة فإن قيل كيف يصح ما قلت والأول معرفة والثاني نكرة وما ذهبت إليه يقتضي ضد هذا بدليل قوله تعالى كما أرسلنا إلى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسولا 73 15 16 فالجواب أن هذه الآية بإجماع من المفسرين مقدمة على تلك الآية في النزول وإن وقعت متأخرة في التلاوة ولهذا نظير في القرآن في موضع آخر أو موضعين وقد سبق بيانه وأجمعوا أيضا على أن هذه الآية منسوخة بتلك الآية والمنسوخ سابق على الناسخ ضرورة فصح ما ذكرت أن قوله بالمعروف هو ما ذكر في قوله من معروف فتأمل فيه فإن هذا دليل على إعجاز القرآن
48 - قوله ولو شاء الله ما اقتتلوا 253 كرر هنا تأكيدا وقيل ليس بتكرار لأن الأول للجماعة والثاني للمؤمنين وقيل كرر تكذيبا لمن زعم أن ذلك لم يكن بمشيئة الله تعالى
49 - قوله ويكفر عنكم من سيئاتكم 271 في هذه السورة بزيادة من موافقة لما بعدها لأن بعدها ثلاث آيات فيها من على التوالي وهي قوله وما تنفقوا من خير ثلاث مرات
50 - قوله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء 284 يغفر مقدم في هذه السورة وغيرها إلا في المائدة فإن فيها يعذب من يشاء ويغفر 40 لأنها نزلت بعدها في حق السارق والسارقة وعذابهما يقع في الدنيا
فقدم لفظ العذاب وفي غيرها قدم لفظ المغفرة رحمة منه تعالى وترغيبا للعباد في المسارعة إلى موجبات المغفرة جعلنا الله تعالى منهم يمنه وكرمه
سورة آل عمران
51 - قوله تعالى إنك جامع الناس اليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد 9 أو السورة وفي آخرها إنك لا تخلف الميعاد 194 فعدل من الخطاب إلى لفظ الغيبة في أول السورة واستمر على الخطاب في آخرها لأن ما في أول السورة لا يتصل بالكلام الأول كاتصال ما في آخرها فإن اتصال قوله تعالى إن الله لا يخلف الميعاد 9 بقوله إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه 9 معنوي واتصال قوله إنك لا تخلف الميعاد 194 بقوله ربنا وآتنا ما وعدتنا 194 لفظي ومعنوي جميعا لتقدم لفظ الوعد ويجوز أن يكون الأول استئنافا والآخر من تمام الكلام
52 - قوله كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كذبوا بآياتنا فأخذهم الله 11 كان القياس فأخذناهم لكن لما عدل في الآية الأولى إلى قوله إن الله لا يخلف الميعاد 9 عدل في هذه الآية أيضا لتكون الآيات على منهج واحد
53 - قوله شهد الله أنه لا إله إلا هو 18 ثم كرر في هذه
الآية فقال لا إله إلا هو لأن الأول جرى مجرى الشهادة وأعاده ليجري الثاني مجرى الحكم بصحة ما شهد به الشهود
54 - قوله ويحذركم الله نفسه 28 كرره مرتين لأنه وعيد عطف عليه وعيد آخر في الآية الأولى فإن قوله وإلى الله المصير معناه مصيركم إلى الله والعذاب معد لديه فاستدركه في الآية الثانية بوعد وهو قوله تعالى والله رءوف بالعباد 30 والرأفة أشد من الرحمة وقيل من رأفته تحذيره
55 - قوله قال رب أنى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر 40 قدم في هذه السورة ذكر الكبر وأخر ذكر المرأة وقال في سورة مريم وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا 8 فقدم ذكر المرأة لأن في مريم قد تقدم ذكر الكبر في قوله وهن العظم منى 4 وتأخر ذكر المرأة في قوله وإني خفت الموالى من ورائي وكانت امرأتي عاقرا 5 ثم أعاد ذكرها فأخر ذكر الكبر ليوافق عتيا ما بعده من الآيات وهي سويا 10 و عشيا 11 و صبيا 12
56 - قوله قالت رب أنى يكون لي ولد 47 وفي مريم قالت رب أنى يكون لي غلام 20 لأن في هذه السورة تقدم ذكر المسيح وهو ولدها وفي مريم تقدم ذكر الغلام حيث قال لأهب لك غلاما زكيا 19
57 - قوله فانفخ فيه 49 وفي المائدة فتنفخ فيها 11 قيل الضمير في هذه السورة يعود إلى الطير وقيل إلى الطين وقيل إلى المهيأ وقيل إلى الكاف فإنه في معنى مثل وفي المائدة يعود إلى الهيئة وهذا جواب التذكير والتأنيث لا جواب التخصيص وإنما الكلام وقع في التخصيص وهل يجوز أن يكون كل واحد منهما مكان الآخر أم لا فالجواب أن يقال في هذه السورة إخبار قبل الفعل فوحده وفي المائدة خطاب من الله تعالى له يوم القيامة وقد تقدم من عيسى عليه السلام الفعل مرات والطير صالح للواحد وصالح للجميع
58 - قوله بإذن الله 49 ذكر في هذه الآية مرتين وقال في المائدة بإذني أربع مرات لأن ما في هذه السورة كلام عيسى فما يتصور أن يكون من فعل البشر أضافه إلى نفسه وهو الخلق الذي معناه التقدير والنفخ الذي هو إخراج الريح من الفم وما يتصور إضافته إلى الله تعالى أضافه إليه وهو قوله فيكون طيرا بإذن الله وأبرئ الأكمه والأبرص بما يكون في طوق البشر فإن الأكمة عند بعض المفسرين الأعمش وعند بعضهم الأعشى وعند بعضهم الذي يولد
أعمى وإحياء الموتى من فعل الله فأضافه إليه
وما في المائدة من كلام الله سبحانه وتعالى فأضاف جميع ذلك إلى صنعه إظهارا لعجز البشر ولأن فعل العبد مخلوق لله تعالى
وقيل بإذن الله يعود إلى الأفعال الثلاثة وكذلك الثاني يعود إلى الثلاثة الأخرى
59 - قوله إن الله ربي وربكم 51 وكذلك في مريم ربي وربكم 36 وفي الزخرف في هذه القصة إن الله هو ربي وربكم 64 بزيادة هو
قال الشيخ إذا قلت زيد هو قائم فيحتمل أن يكون تقديره وعمر قائم فإذا قلت زيد هو القائم خصصت القيام به فهو كذلك في الآية وهذا مثاله لأن هو يذكر في مثل هذه المواضع إعلاما أن المبتدأ مقصور على هذا الخبر وهذا الخبر مقصور عليه دون غيره
والذي في آل عمران وقع بعد عشر آيات من قصتها وليس كذلك ما في الزخرف فإنه ابتداء كلام منه فحسن التأكيد بقوله هو ليصير المبتدأ مقصورا على الخبر المذكور في الآية وهو إثبات الربوبية ونفى الأبوة تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا
60 - قوله بأنا مسلمون 52 في هذه السورة وفي المائدة بأننا 111 لأن ما في المائدة أول كلام الحواريين فجاء على الأصل وما في هذه السورة تكرار لكلامهم فجاز فيه التخفيف لأن التخفيف فرع والتكرار فرع والفرع بالفرع أولى
61 - قوله الحق من ربك فلا تكن 60 في هذه السورة وفي البقرة فلا تكونن 147 لأن ما في هذه السورة جاء على الأصل ولم يكن فيها ما أوجب إدخال نون التوكيد في الكلمة بخلاف سورة البقرة فإن فيها في أول القصة فلنولينك قبلة ترضاها 144 بنون التوكيد فأوجب الازدواج إدخال النون في الكلمة فيصير التقدير فلنولينك قبلة ترضاها فلا تكونن من الممترين والخطاب في الآيتين للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد به غيره
62 - قوله قل إن الهدى هدى الله 73 في هذه السورة وفي البقرة قل إن هدى الله هو الهدى 120 لأن الهدى في هذه السورة هو الدين وقد تقدم في قوله لمن تبع دينكم 73 وهدى الله الإسلام فكأنه قال بعد قولهم ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم قل إن الدين عند الله الإسلام كما سبق في أول السورة
والذي في البقرة معناه القبلة لأن الآية نزلت في تحويل القبلة وتقديره قل إن قبلة الله هي الكعبة
63 - قوله من آمن تبغونها عوجا 99 ليس ههنا به ولا واو العطف وفي الأعراف من آمن به وتبغونها 86 بزيادة به وواو العطف لأن القياس آمن به كما في الأعراف لكنها حذفت في هذه
السورة موافقة لقوله ومن كفر فإن القياس فيه أيضا كفر به وقوله تبغونها عوجا ههنا حال والواو لا تزداد مع الفعل إذا وقع حالا نحو قوله ولا تمنن تستكثر و دابة الأرض تأكل منسأته 34 14 وغير ذلك وفي الأعراف عطف على الحال والحال قوله توعدون و تصدون عطف عليه وكذلك تبغونها عوجا
64 - قوله وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم 126 ههنا بإثبات لكم وتأخير به وحذف إن الله وفي الأنفال 10 بحذف لكم وتقديم به وإثبات إن الله لأن البشرى هنا للمخاطبين فبين وقال لكم وفي الأنفال قد تقدم لكم في قوله فاستجاب لكم 9 فاكتفى بذلك
وقدم قلوبكم هنا وأخر به ازدواجا بين المخاطبين فقال وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به 126
وقدم به في الأنفال ازدواجا بين الغائبين فقال وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم 10
وحذف إن الله ههنا لأن ما في الأنفال قصة بدر وهي سابقة على ما في هذه السورة فإنها في قصة أحد وأخبر هناك بأن الله عزيز حكيم وجعله في هذه السورة صفة لأن الخبر قد سبق
65 - قوله ونعم أجر العاملين 136 بزيادة الواو لأن الاتصال بما قبلها أكثر من غيرها وتقديره ونعم أجر العاملين المغفرة والجنات والخلود
66 - قوله رسولا من أنفسهم 164 بزيادة الأنفس وفي غيرها رسولا منكم 2 151 لأنه سبحانه من على المؤمنين به فجعله من أنفسهم ليكون موجب المنة أظهر وكذلك قوله لقد جاءكم رسول من أنفسكم 7 128 لما وصفه بقوله عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين
رؤوف رحيم جعله من أنفسهم ليكون موجب الإجابة والإيمان أظهر وأبين
67 - قوله جاءوا بالبينات والزبر والكتاب المنير 184 ههنا بباء واحدة إلا في قراءة ابن عامر وفي فاطر بالبينات وبالزبر وبالكتاب 25 بثلاثة باءات لأنه في هذه السورة وقع في كلام مبني على الاختصار وهو إقامة لفظ الماضي في الشرط مقام لفظ المستقبل ولفظ الماضي أخف وبني الفعل للمجهول فلا يحتاج إلى ذكر الفاعل وهو قوله فإن كذبوك فقد كذب رسل من قبلك 184 لذلك حذفت الباءات ليوافق الأول في الاختصار بخلاف ما في فاطر فإن الشرط فيه بلفظ المستقبل والفاعل مذكور مع الفعل وهو قوله وإن يكذبوك فقد كذب الذين من قبلهم 25 ثم ذكر بعدها الباءات ليكون كله على نسق واحد
68 - قوله ثم مأواهم جهنم 197 ههنا وفي غيرها ومأواهم جهنم 9 73 95 و 66 9 لأن ما قبلها في هذه السورة لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل 197 198 أي ذلك متاع في الدنيا قليل والقليل يدل على تراخ وإن صغر وقل وثم للتراخي فكان طبقا له والله تعالى أعلم