المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تعريف مصطلح العقل عند أهل السنة والمتكلمين



عمر الأنصاري
11-15-2008, 04:43 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والحمد لله على نعمه الغزيرة والصلاة والسلام على خير البشر محمد صلى الله عليه و سلم

فهذا بحث وجيز خصصته لجمع أشهر التعريفات حول مصطلح العقل عند أهل السنة والجماعة والمتكلمين
اعتمد فيه التصميم التالي

المبحث الأول العقل في اللغة
المبحث الثاني العقل في الاصطلاح
1 - عند أهل السنة والجماعة -ابن تيمية-
2 - عند المتكلمين


------------
العقل في اللغة


يقول ابن منظور : «العقل مصدر عقل ، يعقل ، عقلا ً و معقول» [1]

و يقول أيضا «وأصل العقل يرجع إلى : الحجر والنهى

العقل هو التمييز الذي به يتميز الإنسان من سائر الحيوان

و عقل الشيء يعقله عقلا فهمه
و يُقال : رجل عاقل وهو الجامع لأمره ورأيه مأخوذ من عقلت البعير إذا جمعت قوائمه »[2]

و عقل الدواء بطنه أمسكه [3]
فالعقل له عدة معاني في اللغة كلها تدور حول المنع والحبس و النهي .



العقل في الاصطلاح :



لقد اختلف في تعريف العقل اصطلاحا وذلك بسبب اختلاف المذاهب ،وأهم المذاهب التي عرفت العقل : الفلاسفة والمتكلمين وأهل السنة .



العقل عند أهل السنة والجماعة :

يطلق شيخ الإسلام مفهوم العقل على أربعة معان : الغريزة و العلوم الضرورية و النظرية والعمل بمقتضى العلم

فأما الأول : الغريزة ، يقول شيخ الإسلام :" الغريزة التي يعقل بها الإنسان ، وهذه مما تتنوع في وجودها ... والسلف والأئمة متفقون على إثبات هذه [4] و يقول أيضا "هو غريزة في النفس وقوة فيها بمنزلة قوة البصر التي في العين"[5] ، وبه قال الإمام أحمد [6]



و الثاني : العلوم الضرورية أو البدهيات العقلية و هي التي يتفق عليها جميع العقلاء كالعلم بأن الكل أكبر من الجزء إلى غيرها من البديهيات وهي علوم لا تحتاج إلى دليل لإقرارها وغير مكتسبة ولو لزم كونها تحتاج لبرهان لأفضى ذلك إلى التسلسل وهو محال و سيأتي بيان ذلك في موضعه [7].



يقول ابن تيمية في تعريفه للمعنى الثاني للعقل :" : علوم ضرورية يفرق بها بين المجنون الذي رفع القلم عنه ، وبين العاقل الذي جرى عليه العقل ، فهو مناط التكليف . "

والثالث : العلوم النظرية ، وهي التي تحصل بالنظر والاستدلال هي التي " تدعو الإنسان إلى فعل ما ينفعه وترك ما يضره"

والرابع : الأعمال التي تكون بموجب العلم . ومن هذا قول الله تعالى : (وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ يقول ابن تيمية :" : العمل بالعلم يدخل في مسمى العقل أيضا ً ، بل هو من أخص ما يدخل في العقل الممدوح ."



فكل هذه المعاني للعقل مما قام عليه الدليل و البرهان [8].



المطلب الثاني العقل عند المتكلمين :

اختلف المتكلمون في العقل وماهيته لتأثرهم الشديد بالفلسفة اليونانية فسلكوا مسلكهم في تعريفه و صنفوه إلى العقل الهيولاني [9] والعقل بالملكة [10] و العقل بالفعل [11] و العقل بالمستفاد[12].



وتبقى أشهر أقوالهم :


1 أن العقل جوهر مجرد [13] .

2 أن العقل صفوة الروح.[14]

ومن هذه الأقوال يتضح بجلاء مدى تأثر المتكلمين بمنهج الفلاسفة حتى أنهم أغفلوا جانب التفاوت في العقول بجعل جميع العقول متساوية فقد عرَّف الباجي العقل بأنه : « العلم الضروري ، الذي يقع ابتداء ويعم العقلاء« ويلزم منه أن يكون الناس في عقولهم سواء ، وهو مذهب المعتزلة ، والأشاعرة ، ووافقهم ابن عقيل من الحنابلة [15]، وحجة المتكلمين في عدم تفاوت العقول واختلافها سببه تعريفهم للعقل بأنه مجموعة من البديهيات العقلية أو هو العلم الضروري ، وهذا التعريف كما سبق أن أشرنا فيه قصور ، فالعقل يُطلق أيضا على العلم المكتسب النظري .

والصواب أن العقل يتفاوت من شخص لشخص دل على ذلك الشرع و العقل ، فمن الشرع قول الرسول صلى الله علي وسلم :« ما رأيت من ناقصات عقل ودين ، أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن » [16]

و أما العقل فقد دل على هذا التفاوت من شخص لآخر كما هو مشاهد فنقول فلان أعقل من فلان وقد يكون هذا التفاوت في الشخص نفسه فيحصل للإنسان معارف لم يكن يدركها سابقا و عقل ما لم يكن يعقل قبل ذلك ، يقول ابن تيمية «الصحيح الذي عليه جماهير أهل السنة ، وهو ظاهر مذهب أحمد ، وأصح الروايتين عنه ، وقول أكثر أصحابه ، أن العلم والعقل ونحوهما يقبل الزيادة والنقصان » [17]. [18].

--------

[1] لسان العرب لابن منظور ص 458 –ج 11.

[2] لسان العرب لابن منظور ص 458 – 459 ج 11.

[3] القاموس المحيط ص 1339 ج 1.

[4] بغية المرتاد لابن تيمية ص 260-263 .

[5] درء التعارض بين العقل والنقل لشيخ الإسلام ابن تيمية ص 89 ج 1 .

[6] العقيدة بين السلف و المتكلمين – حسن بن محمد شبانة ص 47.

[7] وقد أشار الفيلسوف اليوناني أرسطو لهذا المعنى حيث قال :«للمبادئ الأولى خصلتان ،الأولى عدم احتياجها إلى الإثبات بالدليل ، والثانية كونها معلومة بيقين أعلى من جميع النتائج التي يمكن أن تُستنتج منها » ويقول أيضا:«لو احتاجت كل معرفة إلى برهان لاستحال العلم »

[8] انظر بغية المرتاد لابن تيمية.

[9] العقل الهيولاني هو الاستعداد المحض لإدراك المعقولات وهي قوة محضة خالية عن الفعل كما للأطفال .

[10] والعقل بالملكة هو علم بالضروريات.

[11] العقل بالفعل هو أن تصير النظريات مخزونة عند القوة العاقلة بتكرار الاكتساب بحيث تحصل لها ملكة الاستحضار متى شاءت.

[12] العقل المستفاد هو أن تحضر عنده النظريات التي أدركها بحيث لا تغيب عنه.

[13] التعريفات – الجورجاني ص 197 ج 1.

[14] العقيدة بين السلف و المتكلمين – حسن بن محمد شبانة ص 48.

[15] مصادر الاستدلال على مسائل الاعتقاد – عثمان علي حسن ص 65

[16] صحيح البخاري 1/405 .

[17] انظر : مجموع فتاوى ابن تيمية 10/721-722 .

[18] للأمانة العلمية، قبسات من هذا المقال مأخودة من موضوع عن العقل من موقع مشكاة

حمادة
11-15-2008, 05:05 PM
بارك الله فيك اخي ابو عمر الانصاري على جهودك
موضوع مختصر و مفيد وقيم
نفع الله بك الاسلام و المسلمين و حفظك في صحتك و دينك ودنياك
ملاحظة
في توقيعك لا اتمكن من مطالعة القولة للدكتور ابو مريم ..:)):
المرجو القيام بشيء ابو عمر الانصاري :)):
:hearts::emrose:

جـواد
11-15-2008, 05:49 PM
لا شىء أجلى ولا أوضح من وجود الله تعالى الذى وهبنا ذلك العقل الساعى لمعرفته،

الإيمان بالله أصل البديهيات (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=14197)

حمادة
11-15-2008, 06:35 PM
شىء أجلى ولا أوضح من وجود الله تعالى الذى وهبنا ذلك العقل الساعى لمعرفته،شكرا اخي المراكشي على المعلومة ...بارك الله فيك ...
وا عجبا كيف ينكر الانسان خالقه
واعجبا لملحد يلحد بالله عز وجل
واعجبا لملحد يبني الحاده على خرافات
واعجبا لهذه العقول المنكرة لله
واعجبا كيف يعيش دون اله يعبد
واعجبا لانسان يعيش دون هدف
واعجدبا لانسان يقامر بحياته
واعجبا لانسان لا يؤمن بالله العزيز اللطيف
واعجبا لملحد لا ينتحر..
كيف يعصى الاله ويجحده الجاحد و في كل شيء له اية تدل على انه واحد
واذا ترى الثعبان ينفث سمه فساله يا ثعبان كيف تعيش او تحيى و ذاك السم يملا فاك
كيف يامل الانسان رشدا و ما ينفك متبعا هواه ..يظن بنفسه رشدا وكان الله لم يخلق سواه