_aMiNe_
11-18-2008, 07:20 PM
ولد ستيفن جورجيو في 21 يوليو 1947 بلندن في بيت مسيحي متعدد المذاهب ، فقد كان أبوه يونانياً أرثوذكسياً ، بينما والدته سويدية كاثوليكية ، في الوقت الذي يعيش فيه المجتمع البريطاني طبقا لتعاليم الكنيسة الإنجليكانية ، أدخلته أمه مدرسة دينية تعلم فيها أن الإنسان يمكن أن يصير إلهاً إذا أتقن عمله ، فشجعه هذا على إجادة الغناء، ليسجل ثمان شرائط قبل أن يبلغ العشرين من عمره ، وصنفت إحدى أغنياته ضمن أفضل 10 أغنيات في بريطانيا آنذاك ، فغير اسمه إلى كات ستيفنز ، و هو الاسم الذي ذاعت به شهرته وأصبح يحلق به في آفاق أوروبا كلها أثناء موجة (( الهيبز)) في ستينات القرن الماضي ولم يكن قد تعدى الثانية والعشرين من عمره بعد!
وعندما أتم عامه الثاني والعشرين أصيب بمرض السل الذي أقعده في الفراش معزولاً عن الناس في أحد المستشفيات لمدة عام تقريباً عكف فيه على القراءة في كتب الفلسفة والتصوف الشرقي وتمنى أن يعرف الطريق إلى اليقين الروحي ؛ إذ كان يشعر بأن حياته ينقصها شيء على الرغم من النجاح الذي حققه ، وفي النهاية قرر أن يعود إلى الغناء ولكن بمفاهيم جديدة تتسق مع ما قرأه في أثناء المرض.
وبالفعل حققت أغنيتاه (( الطريق لمعرفة الله )) ، و (( ربما أموت الليلة )) نجاحاً كبيراً زاده حيرة، فقد طرق باب البوذية ظناً منه أن السعادة تكمن في تقسيم ثروات العالم على الجميع ، ولكنه شعر أنها لا تتفق مع الفطرة ، فاتجه إلى تعاطي الخمور والمخدرات ليقطع هذه السلسلة الصعبة من التفكير بعد أن أدرك أنه ليست هناك عقيدة توصل إلى اليقين ، وعاد إلى تعاليم الكنيسة التي أخبرته أن الله موجود ، ولكن يجب أن تصل له عبر وسيط ، فأدى هذا به إلى أن يختار الموسيقى ديناً له يفرغ فيها أفكاره ومعتقداته .
الطريق إلى الإسلام:
تصادف حادث الغرق ومرض كات ستيفنز بالسل مع عودة أخيه من رحلة زار فيها القدس أحضر له فيها هدية عبارة عن نسخة مترجمة من القرآن الكريم . ويحكي كات عن هذه اللحظة في مذكراته بقوله : ( أمسكت بالمصحف فوجدته يبدأ باسم الله ، فنظرت للغلاف فلم أجد اسم مؤلف ، حاولت أن أبحث فيه عن ثغرة أو خطأ فلم أجد شيئاً ، إنما وجدته منسجماً مع الوحدانية الخالصة ؛ فعرفت الإسلام )).
عدها سافر إلى فلسطين وزار المسجد الأقصى فأحس بالطمأنينة ، وعندما رجع إلى لندن التقى بفتاة مسلمة صرح لها برغبته في إشهار إسلامه فأخذته إلى المركز الثقافي الإسلامي بلندن ، وهناك نطق بالشهادتين وأعلن إسلامه ، وفي تلك اللحظة طوى الشاب الانجليزي صفحة (( كات ستيفنز )) تماماً وأصبح يعرف باسم (( يوسف إسلام )).
http://altareekh.com/doc/images/articles/yosefislam.jpg
الدعوة بالموسيقى الهادئة !
وبدخوله الإسلام اعتزل يوسف إسلام الموسيقى الصاخبة ورأى أن يستغل موهبته في خدمة الدعوة إلى الله فقام بتسجيل عدد كبير من الأناشيد الدينية التي ألفها بالإنجليزية مع تطعيمها بكلمات وجمل عربية لإكسابها روحاً إسلامية عذبة ، فبدأ منذ 1993 في تسجيل مجموعة من الألبومات وصلت حتى الآن إلى 10 ، حرص فيها على إيصال قيم ومفهوم الإسلام للمسلمين وغير المسلمين ؛ إذ تضمنت هذه الشرائط أناشيد وأغنيات دينية ذات محتوى تثقيفي وتعليمي .
فقدم أول ألبوماته الإسلامية كمنشد بعنوان (( حياة آخر الأنبياء )) الذي روى فيه القصة الكاملة لحياة الرسول صلى الله عليه وسلم ، كما تضمن أغنية (( طلع البدر علينا )) ، وتلاه بالألبوم الثاني عام 1997.
وبالإضافة إلى هذين الألبومين سجل يوسف إسلام عدداً من الأغنيات الإسلامية للأطفال من أشهرها (( هذا من أجل الله )) والتي تحولت إلى نشيد رسمي في عدد كبير جداً من المدارس الإسلامية في بريطانيا ، وقدم بعدها أغنيتين مع فريق الأناشيد الماليزي (( ريحان )) ، وهما : (( الله هو النور )) ، و (( خاتم الرسل )).
وتعليقاً على هذه النوعية من الموسيقى والغناء شدد يوسف إسلام في اللقاءات التي أجريت معه على أن الإنشاد الديني وسيلة صالحة لمحاربة الموسيقى الفاسدة، فهو يرى أنه من غير الطبيعي أن يُمنع الناس من الترفيه والاستمتاع بأوقاتهم ، كما أضاف في أحد اللقاءات الصحفية : (( إذا كنا نرى السوء في بعض الأشياء فعلينا مهمة توفير البديل الحلال ليستمتعوا به ؛ فأنا أحرص دائماً على أن تكون أناشيدي الدينية في نفس المستوى الفني والتقني لألبوماتي السابقة حتى لا ينفر منها أحد )).
كما افتتح يوسف إسلام في سبتمبر 2002 مقرأً إقليمياً لشركة (( جبل النور )) للتسجيلات والإنتاج الإعلامي ذات التوجه الإسلامي في دبي ، في خطوة استهدفت تعزيز نشاط الشركة في منطقتي الشرق الأوسط والأقصى ، وتعمل (( جبل النور )) في مجال إنتاج المواد الإعلامية المسجلة على أسطوانات CD و DVD وأشرطة الفيديو ، إلى جانب طبع الكتب والمؤلفات الخاصة بشرح ثقافة وقيم الإسلام .
وقد ركز يوسف إسلام على إيصال صوته إلى الأطفال انطلاقاً من أن المجتمع الغربي مبتلى بحوادث عنف وقتل يقوم بها الأطفال ، بسبب عدم ترسيخ روح الإيمان بالله في نفوسهم منذ الصغر ، وهذا الأمر جعل يوسف إسلام يخصص شريطاً للأطفال يعرفهم فيه بالله ، وسماه : ( A is for Allah ) وأرفق مع الشريط كتيباً صغيراً كتب فيه : ( أن الطفل الغربي يتعلم منذ اليوم الأول : ( A is for Apple ) ولكنني أريده أن يتعلم منذ الحرف الأول : ( A is for Allah ) : الأمر الذي سينعكس عليه في المستقبل ) .
البداية .. من المدرسة
ورغم اهتمام يوسف إسلام بأمور المسلمين المختلفة فإن جل اهتمامه انصب على التعليم الذي رآه البداية الحقيقية لتكوين جيل مسلم في أوروبا ، فبدأ اهتمامه بالتعليم الإسلامي عام 1983 عندما أصبح رئيس وقف المدارس الإسلامية ببريطانيا : فأسس المدرسة الابتدائية الإسلامية تحت اسم (إسلامية) ثم المدرسة الثانوية الإسلامية للبنين والبنات في شمال لندن ، وهما أول مدرستين إسلاميتين بريطانيتين ، ثم طالب يوسف إسلام الحكومة البريطانية بتخصيص ميزانية للمدارس الإسلامية أسوة بالمبالغ التي تخصصها للطوائف الدينية المسيحية واليهودية ، ورغم أن الحكومة لم تستجب لطلبه ، آنذاك فإنه لم ييأس ، بل استمر في حملته إلى أن وافقت حكومة بلير الحالية على تخصيص ميزانية لدعم المدارس الإسلامية بلندن والذي امتدح تلاميذها قائلاً : (أنتم سفراء تقدمون المثل لأحد الأديان السماوية وهو دين الإسلام).
ولم يقتصر العمل الدعوي ليوسف إسلام على الأناشيد والتعليم الإسلام بل إنه يدير عدداً لا بأس به من المؤسسات الخيرية الإنسانية ، من أهمها مؤسسة (العطف الصغير) التي تقدم خدماتها في مجال رعاية الأطفال وضحايا الحرب في منطقة البلقان ، وهي مؤسسة معتمدة لدى الأمم المتحدة ، حيث مثل يوسف شخصياً المؤسسة في اجتماعات المؤتمر السنوي الخامس والخمسين للجمعيات غير الحكومية (NGOs) في سبتمبر الماضي (2002) بنيويورك.
كما يشرف يوسف إسلام على جمعية (عمار المساجد) الدينية بجانب تأسيسه عدداً من الحلقات الدراسية للمسلمين الجدد في بريطانيا.
مدافع السياسة وقطار السلام !
ولبغضه للحروب والدمار والقتل دخل يوسف إسلام معترك السياسة وأصبح داعية سلام عالمياً، فنتيجة لنشاطه وثقل مركزه العالمي قبلت الحكومة العراقية وساطته أثناء اندلاع حرب الخليج الثانية 1991 ، وأفرجت عن 4 أسرى إنجليز ، كما وافقت الحكومتان السعودية والكويتية على إقامة مخيمات سلام على حدودهما لفريق من دعاة السلام على رأسهم يوسف إسلام ، وقام بالعديد من الزيارات إلى البوسنة ، وعقد العديد من الحفلات الدينية في سراييفو ، وألف ألبوماً سياسياً عن مأساة البوسنة أسماه بـ ( ليس لدي مدافع هادرة ) في 1997.
ونال يوسف إسلام نصيبه من العنجهية الإسرائيلية عندما زار القدس في عام 2000 لتصوير فيلم تلفزيوني عن الأماكن التي زارها في مقتبل حياته الإسلامية ، حيث رفضت السلطات الصهيونية دخوله إلى القدس ، بل واحتجزته في زنزانة صغيرة بلا ماء أو خدمات قبل أن يتم ترحيله إلى ألمانيا ، وكانت حجة الإسرائيليين أن يوسف يخصص جزءاً من عمله الخيري لصالح حركة حماس : الأمر الذي أنكره يوسف متسائلاً : (هل تقديم الأموال ليتامى الفلسطينيين دعم لحماس؟!).
وإزاء الحملة الشرسة التي تعرض لها الإسلام منذ هجمات 11 سبتمبر حرص يوسف إسلام على حضور الندوات الدينية في شتى أنحاء العالم ، وأكد فيها على سماحة الدين الإسلامي وبراءته من التهم الموجهة إليه جزافاً ، وعلى الرغم من مشروعيته اهتمام يوسف إسلام بالسياسة ، فإنه كان يهتم بعدم إعلان ذلك حتى لا تتأثر المؤسسات الخيرية التي يديرها من جراء ذلك ، أو أن يتم إيقافها بدعوى دعمها لإرهاب كما حدث مع مؤسسات أخرى عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر.
وفي 6 مارس 2003 وقبيل أحداث العراق ، أصدر يوسف إسلام توزيعاً جديداً لأغنيته (قطار السلام) Peace Train التي استخدم فيها الدفوف الرافض للحرب، ويعلق عليها يوسف بقوله : (كتبت قطار السلام ضد الحرب لتصل رسالتها لقلوب الملايين ، وتلبي حاجة كبرى للناس لكي يشعروا بأن ثمة أملاً يتزايد : فأنا كإنسان وكمسلم أشعر أن هذا هو إسهامي في الدعوة للحل السلمي).
يوسف إسلام متزوج وله خمسة أولاد حرص على تعليمهم تعليماً إسلامياً إلى جانب التعليم إسلامياً إلى جانب التعليم النظامي الإنجليزي.
دخل أخوه الإسلام مبكراً أما أبوه فقد أسلم قبل وفاته بيومين.
مجلة الكوثر ، العدد 48 ، أكتوبر 2003
http://www.altareekh.com/new/doc/modules.php?name=Content&pa=showpage&pid=815&comm=0
وعندما أتم عامه الثاني والعشرين أصيب بمرض السل الذي أقعده في الفراش معزولاً عن الناس في أحد المستشفيات لمدة عام تقريباً عكف فيه على القراءة في كتب الفلسفة والتصوف الشرقي وتمنى أن يعرف الطريق إلى اليقين الروحي ؛ إذ كان يشعر بأن حياته ينقصها شيء على الرغم من النجاح الذي حققه ، وفي النهاية قرر أن يعود إلى الغناء ولكن بمفاهيم جديدة تتسق مع ما قرأه في أثناء المرض.
وبالفعل حققت أغنيتاه (( الطريق لمعرفة الله )) ، و (( ربما أموت الليلة )) نجاحاً كبيراً زاده حيرة، فقد طرق باب البوذية ظناً منه أن السعادة تكمن في تقسيم ثروات العالم على الجميع ، ولكنه شعر أنها لا تتفق مع الفطرة ، فاتجه إلى تعاطي الخمور والمخدرات ليقطع هذه السلسلة الصعبة من التفكير بعد أن أدرك أنه ليست هناك عقيدة توصل إلى اليقين ، وعاد إلى تعاليم الكنيسة التي أخبرته أن الله موجود ، ولكن يجب أن تصل له عبر وسيط ، فأدى هذا به إلى أن يختار الموسيقى ديناً له يفرغ فيها أفكاره ومعتقداته .
الطريق إلى الإسلام:
تصادف حادث الغرق ومرض كات ستيفنز بالسل مع عودة أخيه من رحلة زار فيها القدس أحضر له فيها هدية عبارة عن نسخة مترجمة من القرآن الكريم . ويحكي كات عن هذه اللحظة في مذكراته بقوله : ( أمسكت بالمصحف فوجدته يبدأ باسم الله ، فنظرت للغلاف فلم أجد اسم مؤلف ، حاولت أن أبحث فيه عن ثغرة أو خطأ فلم أجد شيئاً ، إنما وجدته منسجماً مع الوحدانية الخالصة ؛ فعرفت الإسلام )).
عدها سافر إلى فلسطين وزار المسجد الأقصى فأحس بالطمأنينة ، وعندما رجع إلى لندن التقى بفتاة مسلمة صرح لها برغبته في إشهار إسلامه فأخذته إلى المركز الثقافي الإسلامي بلندن ، وهناك نطق بالشهادتين وأعلن إسلامه ، وفي تلك اللحظة طوى الشاب الانجليزي صفحة (( كات ستيفنز )) تماماً وأصبح يعرف باسم (( يوسف إسلام )).
http://altareekh.com/doc/images/articles/yosefislam.jpg
الدعوة بالموسيقى الهادئة !
وبدخوله الإسلام اعتزل يوسف إسلام الموسيقى الصاخبة ورأى أن يستغل موهبته في خدمة الدعوة إلى الله فقام بتسجيل عدد كبير من الأناشيد الدينية التي ألفها بالإنجليزية مع تطعيمها بكلمات وجمل عربية لإكسابها روحاً إسلامية عذبة ، فبدأ منذ 1993 في تسجيل مجموعة من الألبومات وصلت حتى الآن إلى 10 ، حرص فيها على إيصال قيم ومفهوم الإسلام للمسلمين وغير المسلمين ؛ إذ تضمنت هذه الشرائط أناشيد وأغنيات دينية ذات محتوى تثقيفي وتعليمي .
فقدم أول ألبوماته الإسلامية كمنشد بعنوان (( حياة آخر الأنبياء )) الذي روى فيه القصة الكاملة لحياة الرسول صلى الله عليه وسلم ، كما تضمن أغنية (( طلع البدر علينا )) ، وتلاه بالألبوم الثاني عام 1997.
وبالإضافة إلى هذين الألبومين سجل يوسف إسلام عدداً من الأغنيات الإسلامية للأطفال من أشهرها (( هذا من أجل الله )) والتي تحولت إلى نشيد رسمي في عدد كبير جداً من المدارس الإسلامية في بريطانيا ، وقدم بعدها أغنيتين مع فريق الأناشيد الماليزي (( ريحان )) ، وهما : (( الله هو النور )) ، و (( خاتم الرسل )).
وتعليقاً على هذه النوعية من الموسيقى والغناء شدد يوسف إسلام في اللقاءات التي أجريت معه على أن الإنشاد الديني وسيلة صالحة لمحاربة الموسيقى الفاسدة، فهو يرى أنه من غير الطبيعي أن يُمنع الناس من الترفيه والاستمتاع بأوقاتهم ، كما أضاف في أحد اللقاءات الصحفية : (( إذا كنا نرى السوء في بعض الأشياء فعلينا مهمة توفير البديل الحلال ليستمتعوا به ؛ فأنا أحرص دائماً على أن تكون أناشيدي الدينية في نفس المستوى الفني والتقني لألبوماتي السابقة حتى لا ينفر منها أحد )).
كما افتتح يوسف إسلام في سبتمبر 2002 مقرأً إقليمياً لشركة (( جبل النور )) للتسجيلات والإنتاج الإعلامي ذات التوجه الإسلامي في دبي ، في خطوة استهدفت تعزيز نشاط الشركة في منطقتي الشرق الأوسط والأقصى ، وتعمل (( جبل النور )) في مجال إنتاج المواد الإعلامية المسجلة على أسطوانات CD و DVD وأشرطة الفيديو ، إلى جانب طبع الكتب والمؤلفات الخاصة بشرح ثقافة وقيم الإسلام .
وقد ركز يوسف إسلام على إيصال صوته إلى الأطفال انطلاقاً من أن المجتمع الغربي مبتلى بحوادث عنف وقتل يقوم بها الأطفال ، بسبب عدم ترسيخ روح الإيمان بالله في نفوسهم منذ الصغر ، وهذا الأمر جعل يوسف إسلام يخصص شريطاً للأطفال يعرفهم فيه بالله ، وسماه : ( A is for Allah ) وأرفق مع الشريط كتيباً صغيراً كتب فيه : ( أن الطفل الغربي يتعلم منذ اليوم الأول : ( A is for Apple ) ولكنني أريده أن يتعلم منذ الحرف الأول : ( A is for Allah ) : الأمر الذي سينعكس عليه في المستقبل ) .
البداية .. من المدرسة
ورغم اهتمام يوسف إسلام بأمور المسلمين المختلفة فإن جل اهتمامه انصب على التعليم الذي رآه البداية الحقيقية لتكوين جيل مسلم في أوروبا ، فبدأ اهتمامه بالتعليم الإسلامي عام 1983 عندما أصبح رئيس وقف المدارس الإسلامية ببريطانيا : فأسس المدرسة الابتدائية الإسلامية تحت اسم (إسلامية) ثم المدرسة الثانوية الإسلامية للبنين والبنات في شمال لندن ، وهما أول مدرستين إسلاميتين بريطانيتين ، ثم طالب يوسف إسلام الحكومة البريطانية بتخصيص ميزانية للمدارس الإسلامية أسوة بالمبالغ التي تخصصها للطوائف الدينية المسيحية واليهودية ، ورغم أن الحكومة لم تستجب لطلبه ، آنذاك فإنه لم ييأس ، بل استمر في حملته إلى أن وافقت حكومة بلير الحالية على تخصيص ميزانية لدعم المدارس الإسلامية بلندن والذي امتدح تلاميذها قائلاً : (أنتم سفراء تقدمون المثل لأحد الأديان السماوية وهو دين الإسلام).
ولم يقتصر العمل الدعوي ليوسف إسلام على الأناشيد والتعليم الإسلام بل إنه يدير عدداً لا بأس به من المؤسسات الخيرية الإنسانية ، من أهمها مؤسسة (العطف الصغير) التي تقدم خدماتها في مجال رعاية الأطفال وضحايا الحرب في منطقة البلقان ، وهي مؤسسة معتمدة لدى الأمم المتحدة ، حيث مثل يوسف شخصياً المؤسسة في اجتماعات المؤتمر السنوي الخامس والخمسين للجمعيات غير الحكومية (NGOs) في سبتمبر الماضي (2002) بنيويورك.
كما يشرف يوسف إسلام على جمعية (عمار المساجد) الدينية بجانب تأسيسه عدداً من الحلقات الدراسية للمسلمين الجدد في بريطانيا.
مدافع السياسة وقطار السلام !
ولبغضه للحروب والدمار والقتل دخل يوسف إسلام معترك السياسة وأصبح داعية سلام عالمياً، فنتيجة لنشاطه وثقل مركزه العالمي قبلت الحكومة العراقية وساطته أثناء اندلاع حرب الخليج الثانية 1991 ، وأفرجت عن 4 أسرى إنجليز ، كما وافقت الحكومتان السعودية والكويتية على إقامة مخيمات سلام على حدودهما لفريق من دعاة السلام على رأسهم يوسف إسلام ، وقام بالعديد من الزيارات إلى البوسنة ، وعقد العديد من الحفلات الدينية في سراييفو ، وألف ألبوماً سياسياً عن مأساة البوسنة أسماه بـ ( ليس لدي مدافع هادرة ) في 1997.
ونال يوسف إسلام نصيبه من العنجهية الإسرائيلية عندما زار القدس في عام 2000 لتصوير فيلم تلفزيوني عن الأماكن التي زارها في مقتبل حياته الإسلامية ، حيث رفضت السلطات الصهيونية دخوله إلى القدس ، بل واحتجزته في زنزانة صغيرة بلا ماء أو خدمات قبل أن يتم ترحيله إلى ألمانيا ، وكانت حجة الإسرائيليين أن يوسف يخصص جزءاً من عمله الخيري لصالح حركة حماس : الأمر الذي أنكره يوسف متسائلاً : (هل تقديم الأموال ليتامى الفلسطينيين دعم لحماس؟!).
وإزاء الحملة الشرسة التي تعرض لها الإسلام منذ هجمات 11 سبتمبر حرص يوسف إسلام على حضور الندوات الدينية في شتى أنحاء العالم ، وأكد فيها على سماحة الدين الإسلامي وبراءته من التهم الموجهة إليه جزافاً ، وعلى الرغم من مشروعيته اهتمام يوسف إسلام بالسياسة ، فإنه كان يهتم بعدم إعلان ذلك حتى لا تتأثر المؤسسات الخيرية التي يديرها من جراء ذلك ، أو أن يتم إيقافها بدعوى دعمها لإرهاب كما حدث مع مؤسسات أخرى عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر.
وفي 6 مارس 2003 وقبيل أحداث العراق ، أصدر يوسف إسلام توزيعاً جديداً لأغنيته (قطار السلام) Peace Train التي استخدم فيها الدفوف الرافض للحرب، ويعلق عليها يوسف بقوله : (كتبت قطار السلام ضد الحرب لتصل رسالتها لقلوب الملايين ، وتلبي حاجة كبرى للناس لكي يشعروا بأن ثمة أملاً يتزايد : فأنا كإنسان وكمسلم أشعر أن هذا هو إسهامي في الدعوة للحل السلمي).
يوسف إسلام متزوج وله خمسة أولاد حرص على تعليمهم تعليماً إسلامياً إلى جانب التعليم إسلامياً إلى جانب التعليم النظامي الإنجليزي.
دخل أخوه الإسلام مبكراً أما أبوه فقد أسلم قبل وفاته بيومين.
مجلة الكوثر ، العدد 48 ، أكتوبر 2003
http://www.altareekh.com/new/doc/modules.php?name=Content&pa=showpage&pid=815&comm=0