المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شعر في البحر الميّت .. ومن لم تعظه الموت فمن ؟!!!



DirghaM
11-20-2008, 04:37 PM
-- هذه أبيات كتبتها نقلا من شريط الأماني والمنون --


كفى يا نفس ما كان // كفاكِ هوىً وعصيانَ
كفاكِ ففي الحشا صوتُ // من الإشفاق نادانا
أما آن المآب بلى // بلى يا نفسُ قد آنَ
خطوتِ خُطاكِ مخطئةً // فسرتث الدرب حيرانَ
فؤادي يشتكي ذنبي // ويشكو منك ما كان
أعيدي للحمى قلبي // وعودي عوديَ الآنَ
يجاذبني هوىً وهدى // وقلبي بعدُ ما لانَ
كأني صخرةٌ فمتى // يلين الصخر إيمانَ


=====


إلى كم ذا التراخي والتمادي ** وهذه الموت بالأرواح حادي
فلو كنا جمادا لاتعظنا ** ولكنا أشد من الجمادِ
تنادينا المنية كل وقتٍ ** وما نصغي لقول المنادي
وأنفاسُ النفوس إلى إنتقاصٍ ** ولكن الذنوب إلى ازديادِ
إذا ما الزرع قارنه إصفرارٌ ** فليس دواؤه غير الحصادِ


=====


يا نفس توبي فإن الموت قد حان -- واعصي الهوى فإن الهوى مازال فتّان
أما ترين الموت كيف تلقطنا -- لقطا وتلحق أولانا بأخرانا
في كل يوم لنا ميتا نشيعه -- نرى بمصرعه آثار موتانا
يا نفس مالي وللأموال أتركها -- خلفي وأخرج من دنيايَ عريانَ ؟!!
ماذا عنا نتعامى عن مصائرنا -- وننسى بغفلتنا من ليس ينسانا
نزداد حرصا وهذا الدهر يزجرنا -- كأن زاجرنا بالحرص أغرانا
يا راكضا في ميادين الهوى مرحاً -- وراقدا في ثياب الغيّ نشوان
مضى الزمان وولى العمرُ في لعبٍ -- يكفيك ما قد مضى قد كان ما كان


=====


كيف أن أبدي بأحرفي ما أريده 0 وبماذا تراه يحكي القصيدُ ؟
كل يوم تدق بابي عظاتٌ 0 ويهز الفؤادَ خطبٌ جديدُ
ويْخ نفسي ألم تفق من هواها 0 أوما هزّ خافقيها الوعيدُ
يصبح العبدُ في بنيه ويمسي 0 وهو تحت التراب فردٌ وحيدُ
آهٍ من يوم سكرتي ومماتي 0 حينما أنتني وروحي تجودُ
أستغيث الطبيب ماذا جرى لي 0 قال ذلك ما كنت منه تحيدُ
فلم تغثني دموع من كان حولي 0 لا ولا عدة الطبيب تفيدُ


=====


تيبّست شفتي وتاهت أحرفي !! وجلا وكادت تنطفي كلماتي
لمّا ذكرت الموت في أهواله !! وذكرتُ هول النزع والسكراتي
==
الدنيا
يارب ما إبتسمت يوما لذي شرهٍ !! وربما خضعت يوما لمحتالِ
تطيبُ حينا وتغرينا لذائذها !! ولكنها لوّعينايَ دار أهوالِ
==
فارقتُ مرقدي يوما !! ففارقني السكونُ
القبر أول منزلٍ !! قل لي بالله ما يكونُ
==
يا نفس ويحك قد أتاك هداك !! أجيبي فداعِ الحق ناداكِ
كم قد دعيت إلى الرشاد فتعرضي !! وأجبتي داعي الغيّ حين دعاكِ
==
لهون لعمر الله حتى تتابعت !! ذنوبٌ على آثارهن ذنوبُ
فيا ليت الله يغفر ما مضى !! ويأذن في توباتنا فنتوبُ
==
ويبكي على ميّت ويغفل نفسه !! كأن بكفيه آمانا من الردى
وما الميّت في صدر يومه !! أحق بأن يبكيه من ميّتٌ غدا
===


أيا ابن آدم لا يغررك عافيةٌ ~ عليك صافية فالعمر معدودُ
ما أنت إلا كزرعٍ عند خضرته ~ بكل شيء من الآفات محصودُ
فإن سلمت من الآفات أجمعها ~ فأنت عند كمال الأمر محصودُ
====
نحن نسعى إلى الرغائب سعياً ~ وبنا إلى الفناء تجري السنينُ
سنواتٌ ، مضت ومازال قومٌ ~ في متاهاتهم ومرّت قرونُ
إنما العمر مركبٌ يطلب الناسُ ~ فيه المنى وفيه المنونُ
====
يهونُ كلّ إغترابٍ في الحياة فكم ~ ذي غربةٍ عاد محفوفا بإجلالِ
وغربة الموتِ أقسى ما نكابده ~ كم فرّقت بيننا من غير إمهالِ
من ذا الذي نال في دنياه غايته ~ من ذا الذي عاش فيها ناعم البالِ
يفنى الفتى وعلى عينيه أشرعةٌ ~ من الذهول تواري دمعه الغالي
====
إلى ما تغرّ بالأمل الطويل ~ وليس إلى الإقامة من سبيلِ
فدع عنك التعلل بالأماني ~ فما بعد المشيب سوى الرحيلِ
أتأمل أن تدوم على الليالي ~ وكم أفنت قُبيْلك من خليلِ
ومازالت بنات الدهر تفني ~ بل الأيّام جيلا بعد جيلِ
====
مرادك أن يتم لك المرادُ ~ وتركض في مطالبك الجيادُ
وتمضي في أوامرك الليالي ~ فلا يعصى هواك ولا يكادُ
لقد ملكت عليك مضلات الأماني ~ قيادك فاعتديت بها تقادُ
الم تسمع بذي أملٍ بعيدٍ ~ وأماني الفتى منها بعادُ
رماه الموْت فانقبضت إليه ~ أمانيه بشيءٍ لا يرادُ
====




.