المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فرض الحج والعمرة .. ( موضوع متكامل .. متعدد الصفحات )



السعيد شويل
11-23-2008, 03:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


*************************

صفحة من صفحات :

رسا لة الهدى و دين الحق ....... إلى ..... كا فة الناس والخلق


************************************************** ***



Huda message and the religion of truth.

To : all people and creatures



**************************************************
****************************************


الحج والعمرة إلى بيت الله الحرام


***************************

الحج والإعتمار يكون لبيت الله

وبيت الله هو : البيت الحرام وهو البيت المحرم

وهو البيت العتيق وهو المسجد الحرام وهو الكعبة

المشرفة وهو البيت المعمور

يقول مالك الملك والملكوت


(إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدىً لِلْعَالَمِينَ)


وبيت الله الحرام وضعه الله فى مكة

ومكة : هى بكة : وبكة : هى أم القرى : وأم القرى هى : البلد الأمين

أشرف وأطهر بقاع الأرض

وضع الله البيت الحرام على ترابها

وجعل الله مولد ومبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم على أرضها

وأوجب الله الإهلال بالإحرام لدخولها

يقول عزت قدرته وجلت حكمته


(هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا )

***

وبوأ الله البيت لجد الأنبياء وإمام الحنفاء سيدنا إبراهيم عليه السلام

فبان له موضعه

يقول الله جل علاه


(وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ)

*****

فأتى سيدنا إبراهيم عليه السلام بزوجته وولده إسماعيل وأسكنهما بجوارالبيت طاعة لأمر الله الذى إليه قد أوحاه

****

أسكنهما بجواربيت الله وهو فى واد خال من الحياة

أسكنهما فى مكان لا زرع فيه ولا ماء

أسكنهما بجوار نقطة ارتكاز الأرض والسماء

أسكنهما بجوار البيت الذى لا حسيس فيه ولا أنيس

**********

و تقريرا بالحال ودون سؤال دعا نبى الله ربه وناجاه

فقال

(رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ )

******

والتزمت زوجة خليل الله هى وابنها ورضيعها سيدنا إسماعيل عليه

السلام جوار البيت

فهى ترى ما تراه لا ماء ولا رزق ولا حياة

*******

وقامت تبحث لوليدها على ما قد يسد الرمق أو يروى الظمأ

فطافت حول الكعبة

طافت لعلها تجد ماء أو رزقا من الله

*****

وسارت ومشت وعلى جبل الصفا ارتقت وهى تنظر إلى بيت الله

ثم هبطت إلى بطن الوادى تسعى وتهرول وهى لا ترى إلا الكعبة التى حرمها الله

وارتقت على جبل المروة داعية وطالبة العون من الله

ثم هبطت وجاءت وذهبت وعادت وظلت هكذا

***

إلى أن رأت : سبيل الحياة

رأت ماءا نبع فى هذه البيداء

رأت ماءا تفجر بأمر رب الأرض والسماء

رأت ماءا وأى ماء

***

إنه ماء زمزم

ماء لا شبيه له ولا مثيل

ماء نبع بقدرة العزيز القدير

ماءا عذبا صافيا ومعينا متدفقا راويا للظمأ و سادا للرمق

*********************

فشربت وروت شربت وارتوت

*********************

ودبت الحياة

*******

ونادى سيدنا إبراهيم عليه السلام ربه ودعاه


(رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ

مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ)


******

وبأمر من الله هوت القلوب إلى هذا الوادى التى نبعت فيه المياه

هوت النفوس إلى البيت الذى حرمه الله

هوت الناس إليه يأنسون ويؤنسون ويألفون ويؤلفون

وبالأمن والأمان ينعمون ويتنعمون وصدقوا بالملة الحنيفية ملة سيدنا إبراهيم عليه السلام ملة التوحيد والوحدانية

فكانوا لله موحدين وحول البيت عاكفين وله طائفين

يقول سبحانه وتعالى


(وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً )


(أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ )

****

وظل الناس يهوون إلى البلد الأمين

ظلوا وسيظلوا كذلك إلى يوم الدين

يقول رب العالمين


(جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَاماً لِلنَّاسِ)


واستجابة لدعاء نبى الله ورسوله وتلبية لرجاء صفى الله وخليله

أسبغ الله على هذا البلد فضله ونعمته ووهبها بركته


(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ

مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ )


(وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ )

************

وشب سيدنا إسماعيل عليه السلام بجوار بيت الله الحرام حتى بلغ من سعيه ما بلغ

******

ورأى سيدنا إبراهيم عليه السلام ما رأى

***

رأى رؤيا فى المنام ( ورؤيا أنبياء الله وحى من الله جل علاه )

كانت الرؤيا التى أراها الله لنبيه ورسوله : هى أن يذبح ولده إسماعيل

يقول سبحانه وتعالى


(فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ )

أمر من الله

*******

بلاء وابتلاء للإبن وأباه

********

وأخبر سيدنا إبراهيم سيدنا إسماعيل عليهما السلام بما رأى :


( يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ .. فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى )


وما كان قول سيدنا إبراهيم لسيدنا إسماعيل : (فانظر ماذا ترى )

إلا عطفا ورحمة من أب على إبنه

*****

ما كان قول سيدنا إبراهيم لسيدنا إسماعيل : (فانظر ماذا ترى)

إلا شفقة ورقة من والد على ولده

*****

فلا نظر ولا رؤية فيما أمر وأوحى به الله

******

وقال سيدنا إسماعيل عليه السلام :


(قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ)


قالها طاعة لله

وقالها طاعة للنبى والرسول المرسل من الله

وقالها طاعة من إبن لأباه

بل :

وواسى والده مؤثرا بلاء أبيه على البلاء الذى هو فيه فقال


(سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ)


******************

وأسلم كل منهما أمره إلى الله

******************

أسلم سيدنا إبراهيم عليه السلام : بأن أتى بسكينه وألقى ولده على جبينه

وأسلم سيدنا إسماعيل عليه السلام : بأن يذبح بيد أبيه ويلقى بإرادته ما سيلاقيه

يقول الله جل علاه


(فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ)

*************

فحين هم نبى الله بتنفيذ أمر ووحى الله

إذا بنداء الله يخبره بتصديق رؤياه وأنه سبحانه وتعالى لابنه قد فداه



يقول سبحانه وتعالى


(وناديناه أن ياإبراهيم قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّ َذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ)

*******

ولم يكن من فداء لسيدنا إسماعيل عليه السلام بعد هذا الفداء :

إلا فداء سيدنا ونبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم

********



ومن بعد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

لا يقوم بهذا الفداء

إلا كل من آمن بدين الله

********

ونشأ سيدنا إسماعيل عليه السلام بجوار حرم الله

واصطفاه الله لنبوته

وقام مع أبيه سيدنا إبراهيم عليه السلام برفع قواعد البيت الحرام

يقول سبحانه وتعالى


(وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ )


وعهد الله إليهما تطهير بيت الله


(وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)

*******

ولم يعهد هذا التطهير

بعد ذلك إلا لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

فقال الله لنبى الله ومصطفاه


(وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)

*****

واعلم

أنه لم يكن هناك أى عدوان فى أى زمان على بيت الله الحرام

****

فمن نوى أو انتوى أى سوء لحرم الله

أو من جال برشده أو خطر بباله أى مكروه ببيت الله أذله الله ومحاه

يقول مالك الملك والملكوت وصاحب العز والجبروت


( وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ)

*****

وهذا ما وقع لأصحاب الفيل

حين طاف على أهوائهم وأضمروا بعقولهم كيدا لبيت الله

حين انتووا أن يهدموه وهموا ليقصدوه

ذاقوا الذل والهوان ذاقوا العذاب والعقاب ذاقوا ما ذاقوا من المرار والدمار

ذاقوا ما لا نعلمه وما لا يمكن أن نعلمه

ذاقوا ما لا نستوعبه ومالا يمكن أن نستوعبه

يقول الواحد القهار و العزيز الجبار



( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ فَجَعَلَهُمْ

كَعَصْفٍ مَّأْكُول )

******

فكل من أرا د أو يرد وكل من نوى أو انتوى

أى ظلم أو كيد لبيت الله الحرام

فسيحيق به ما يحيق وسيقع به ما سيقع

******

واعلم

أن بيت الله منذ أن وضعه الله

لم يتوله إلا من كان موحدا بالله

لم يتول سدانته أو عمارته أورفادته إلا من قال لاإله إلا الله

فلم يتوله مشرك أو ضال

يقول رب العزة


(وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ )

فالبيت بيت الله

الذى تولاه : سيدنا إبراهيم عليه السلام وبنيه الذين ظلوا على الوحدانية لله جل علاه

فكان منهم أجداد وآباء سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

استجابة للدعاء الذى دعا به خليل الله


(وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ)


يقول سبحانه وتعالى


(وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ)


فالكلمة هى : كلمة التوحيد 00 كلمة لا إله إلا الله

جعلها الله باقية فى عقب خليل الله

فكان آباء سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما علا منهم

لإسم الله ذاكرين وحول بيته وحرمه طائفين وللعمارة والرفادة و السدانة متو لين

***

أما من سواهم فقد مالوا وحادوا

فقد حاد بعض من أهل مكة عن ملة التوحيد ملة سيدنا إبراهيم عليه السلام

يقول خليل الله


( فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )



فذرية خليل الله كان منهم من تبعه و كان منهم من عصاه



فالذى عصاه :



ضلوا لما كان منهم من أخذهم بعضا من الحجارة التى كانت حول بيت الله حال طوافهم بحرم الله للتيمن والتبرك



بها



فأخذوها ونقلوها وفيما بينهم تناقلوها وما بين أهلهم وذويهم عظموها



****



ومضى الزمان



وصارت تلك الحجارة فى نفوسهم ونفوس أولادهم من بعدهم لها قدرا وسموا



وأصبحت لها فيما بينهم مهابة وعلوا فبجلوها وعظموها



إلى أن عدوا تلك الحجارة من حرمات الله واعتبروها من شعائر الله



حتى ران الجهل على عقولهم وزين الشيطان لهم أعمالهم



فعمت أبصارهم وجثا الشرك على قلوبهم



وخرجوا من النور إلى الظلام بتصويرهم تلك الحجارة تماثيل وأصنام



فألهوها وعبدوها وجعلوا لها أسماء سموها





وأشركوها مع الله الذى لاإله سواه



يقول الله جل علاه





( أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى )





يقول الإمام الشافعى فى الرسالة



( ابتدعوا مالم يأذن به الله ونصبوا بأيديهم حجارة صوروها واستحسنوها ثم لقبوها أسماء افتعلوها ودعوها آلهة



عبدوها )



*****



يقول سيدنا إبراهيم عليه السلام





(رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ )



*****



هكذا كان حال أهل مكة من الأميين



*****



خرجوا من توحيد الله إلى الشرك به جل علاه



فضلوا وأضلوا



ضلوا لما كان منهم



وأضلواغيرهم ممن سار على دربهم ونهج نهجهم واتبع سبيلهم



****



إلى أن حق ظهور دين الله وحق نزول كتاب الله وحق استجابة الله لدعاء سيدنا إبراهيم عليه السلام حين قال





(رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)



*****



فبعث الله نبيه ورسوله سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم



بعثه فى أم القرى مكة المكرمة



بعثه الله برسالة الهدى ودين الحق إلى كافة الناس والخلق



**



يقول من عزت قدرته وجلت حكمته





(هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ )



******



(هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي



ضَلالٍ مُبِينٍ)



******



ويقول سبحانه وتعالى





( أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ)



******



(لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ



كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ)





*****



وأتى الأمر من الله بالآذان لحج واعتمار بيت الله والتكليف به كفرض من فروض الله فقال سبحانه وتعالى لسيدنا رسول

الله صلى الله عليه وسلم


(وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ)


وأخبرسبحانه وتعالى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

بمن سيأتى من الخلق إلى بيت الله حاجا ومعتمرا مستجيبا للآذان وملبيا للنداء

أخبره بأنهم سيأتون من كل مكان فى مختلف العصور والأزمان

أخبره بأنهم سيأتون من شتى بقاع الأرض مختلفين فى الركاب والركبان

فمنهم من سيأتى طائرا ومنهم من سيأتى مبحرا و منهم من سيأتى مترجلا ومنهم من سيأتى سائرا على الأقدام

*****

يقول رب الإنس والجان لسيد نا رسول الله عليه الصلاة والسلام


(يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ)


*****

واعلم أن أمر الله عز وجل بحج واعتمار بيته إنما هو لجميع عباده وكافة خلقه

يقول سبحانه وتعالى


(وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً )



******



فهذا الخطاب من الله خطاب عام

لذا :

فهو يلزم الكافة بأداء الفريضة

فإن كان من المؤمنين : عليه أن يؤدى فرض الله

وإن كان من الكافرين :

عليه أن يتوب ويؤوب ليؤمن بدين الله

ثم يؤدى هذا الفرض الذى أوجبه الله

لأنه بالإيمان والإسلام

يصير أخ لنا فى الدين له ما لنا وعليه ما علينا

يقول الله جل علاه


(فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ )

*****

فالحج والعمرة

فريضتان فرضهما الله

فى قوله جل علاه


(وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ )

*****

والفرض : حجة وعمرة واحدة ومن زاد عنها فقد تطوع والتطوع خير

يقول سبحانه وتعالى


(فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً ٌ)

****

والحج قد جعل الله له مواقيتا

وأشهرا بعينها ليس له أشهر غيرها ولا يجوز الإحرام له قبلها

يقول سبحانه وتعالى


(الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَات )


تلك الأشهر هى :

شهر شوال 0 شهر ذو القعدة 0 تسع من شهر ذى الحجة حتى فجر يوم النحر

*****

أما العمرة

فهى جائزة طول العام خلال الليالى والأيام

*******

وكيفية أداء مناسك الحج والإعتمار

قد بينها لنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

فالنبى صلى الله عليه وسلم هو الأسوة الحسنة لكافة عباد الله

وهو المرسل من الله ليعلمنا الدين الذى ارتضاه الله

وليس هناك من معلم سواه

يقول صلى الله عليه وسلم

( خذوا عنى مناسككم )

*******

وفريضة الحج والعمرة

تعم وتجب على كل بالغ عاقل مستطيع حر

فالغلام لابد وأن يحتلم والمرأة لابد وأن تبلغ المحيض

أو يستكمل أيهما خمس عشرة عاما

ولو قاما بالحج أو العمرة قبل ذلك فإنه وإن كان حجهما صحيحا

إلا أنه لا يقضى عن الفرض الواجب لأنهما كمن صلى فريضة قبل وقتها

****

ويجب أن يكون المرء عاقلا :

فمن غلب على عقله أى عارض من العوارض كالجنون والعته وما إلى ذلك فالفريضة ساقطة عنه حتى زوال هذا

العارض

أما السفيه :

فواجب على وليه أن يتكارى له ويمون من يكريه عنه للحج أوالعمرة

****

ويجب أن يكون المرء حرا :

فإن كان محبوسا بمرض أو سلطان أو عدو وما إلى ذلك فالفرض ساقطا عنه

حتى يزول ما يحول

ويسقط الفرض عن : العبد المملوك حتى يعتق

وعن المرأة فى عدة الوفاة حتى تنتهى منها ( لأنها مأمورة خلال العدة

بملازمة بيتها )

***

والإستطاعة فى قول الله سبحانه وتعالى :


( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً )


تعنى أن تكون مستطيعا فى بدنك

واجدا السبيل فى مالك

*****

( فالنبى صلى الله عليه وسلم بيّن أن الإستطاعة زاد وراحلة )


فإن كنت مريضا بسقم فى بدنك أو هِرم

أوأصابك مرض فى فطرة خلقك

وأمكنك أو يمكنك بلوغ الحج أو العمرة بنفسك أو بالإستعانة بغيرك

يلزمك أداء الفريضة

لأنك تعد مستطيعا استطاعة تامة

******

وإن كان لك عرض من العروض يزيد عن حاجتك وليس لك مال فتعد أيضا مستطيعا

استطاعة تامة

لأنه يمكنك أن تبيع من عرضك أو تستدين فيه لتؤدى ما عليك من حج أوعمرة

*******

أما إذا
كنت مستطيعا فى بدنك واجدا السبيل فى مالك

ولم تؤد الفرض

ثم عرضت لك عدم الإستطاعة فى البدن

فعليك أن تبعث من يحج أو يعتمر عنك

ومن تبعثه عنك يجب أن يكون قد : حج عن نفسه

وعالما بخروجه فى أداء الفرض عنك

وعالما بالفرض الذى سيؤديه ( حج أو عمرة )

والأولى فيمن تبعثه أن يكون من ذى رحمك

وعليك يامن بعثت أن تكون منفقا دون إسراف أو تقتير

*********

والحج والعمرة وإن كانا كل منهما فرض على التراخى

إلا أنه يجب التعجيل فيهما

مخافة عدم الإستطاعة أو مخافة الموت

يقول سبحانه وتعالى


( فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ

ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ )


(فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ )


وإن مت فعلى الورثة أن تحج وتعتمر عنك مما تركت

سواء كان فواتك للفريضة بتفريط أودون تفريط

وسواء أوصيت بهما أم لم توص

فذاك حق من حقوق الله وهو أولى بالأداء

*************

وإذا ما وجدت أى سبيل ليس فيه حرمة أو معصية لبلوغ الحج والعمرة

وبلغت أيهما

فقد أديت الفريضة دون انتقاض أو إنقاص

*********

وأداء الفريضة فى الحج والعمرة يكون إما :

إفرادا . أو تمتعا . أو قرانا

*****

وليس هذا أولى من ذاك

فالكل فية الفضل

********

( والإفراد )

*******

هو أن تفرد الحج وتفرد العمرة

فتحرم من ميقاتك لأداء الحج أو تحرم من ميقاتك لأداء العمرة

*********

( أما التمتع )

********

فهو أن تحرم من ميقاتك فى أشهر الحج ناويا العمرة وبعد أن تؤدى مناسكها تتحلل من الاحرام

لتتمتع بفعل كل ما كان عليك محرما حال إحرامك

وقبل اليوم الثامن من شهر ذى الحجة ( يوم التروية )

تحرم للحج

وهذا التمتع أوجب الله سبحانه و تعالى فيه هديا

لقول الله جل علاه


( فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ)

وبذلك

تكون قد أديت الفريضتين معا الحج والعمرة

*************

ولا متعة لأهل الحرم لقول الله


(ذَلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ )


وأهل الحرم هم :

كل من استوطن مكة المكرمة وعاش فيها حتى و لو لم يكن من أهلها

فهؤلاء من حاضرى المسجد الحرام

ليس لهم التمتع بالعمرة الى الحج

**********

( أما القران )

*********

فهو أن تحرم من الميقات فى أشهر الحج ناويا الحج مع العمرة قرانا

فتعتمر

ولا تتحلل من الإحرام إلا بعد أن تحج وتنتهى من مناسك الحج

وقد وجب فيه هديا كما هو فى التمتع لأنه أخف حالا من التمتع

*************

و لبيت الله الحرام حدودا وعلامات وضعت فى خمس جهات

حتى لا يقربه الا كل من آمن بدين الله

وكل من آمن وصدق بنبى الله صلى الله عليه وسلم

***

تلك الحدود هى :

***

التنعيم :

وتبعد عن مكة ستة كيلو مترات وهى على طريق المدينة فى شمال مكة

أضاه أو كنواه :

وتبعد عن مكة اثنى عشر كيلو مترا وهى على طريق اليمن فى جنوب مكة

وادى نخلة :

وهو فى الشمال الشرقى لمكة المكرمة ويبعد عنها حوالى أربعة كيلو مترات

الجعرانة :

وهى فى شرق مكة المكرمة وتبعد عنها حوالى ستة عشر كيلو مترا

الشميسى :



وهو فى مكان الحديبية ويبعد عن مكة المكرمة حوالى خمسة عشر كيلو متر



*******



والكعبة المشرفة



جوفها : مزين بالقناديل الذهبية



وجدرانها مكسوة بأستارمن الحرير المطرز بالآيات القرآنية والمحلاة بالذهب والفضة



ومقام سيدنا إبراهيم : يوجد بجوارالكعبة فى مواجهة باب الملتزم وهو محلى بالذهب والفضة



وحجرسيدنا إسماعيل : يوجد فى الناحية الأخرى بعد المقام ويعد جزءا من بيت الله الحرام ولا يجوز الطواف



بداخله لأن الطواف يكون حول الكعبة لا فى



جوفها



الشاذروان : وهو البروزالمرتفع عن الأرض والمحيط بالكعبة من جميع أركانها ويعد من البيت أيضا لا يجوز



الطواف عليه



الحجر الأسود : محلى بالفضة وهو مبدأ الطواف حول الكعبة وإليه ينتهى



وشرع تقبيله واستلامه ( مسه أو لمسه أو الإشارة إليه )



الملتزم : جزء من جدار البيت وهو ما بين باب الكعبة وبين الحجر الأسود والناس تلتزمه باكين متعلقين بأهدابه



داعين الله



أركان الكعبة : ركنان يمانيان . ركنان شاميان



اليمانيان : ما قبل الحجر الأسود مباشرة ( الغربى الجنوبى ) وما مع الحجر الأسود



الشاميان : عراقى ( الشمال الشرقى ) وشامى (الشمال الغربى )



*****



بئر زمزم : موضعه شرقى الحجر الأسود فى المسجد الحرام .. وقد تم إدخال تعديلات .. وهو الآن ينتهى بصنابير المياة



الصفا والمروة : كانا جبلين بينهما بطن الوادى



المسعى : وهو الطريق بين الصفا والمروة



جبل عرفات : وهو ما بين المزدلفة والطائف ويتم الوقوف على أى جزء من أجزائه فى اليوم التاسع من ذى الحجة



وقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عرفة كلها موقف إلا بطن عرنة - من الحرم - فحيثما وقف الناس من



عرفة فى كل سهل أو جبل فيما بين القلعة التى تفضى إلى طريق نعمان وإلى حصين وما أقبل من كبكب فهو



مجزىء



يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم





( هذا الموقف وكل عرفة موقف )




وجبل الرحمة : يوجد فى إحدى أطراف جبل عرفات من الشمال



موقف الخطيب : صخرة عالية أسفله مسجد الصخرات وقد كانت موقف سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم



المزدلفة : يتم الوقوف بها بعد الإفاضة والنزول من عرفات ووادى المزدلفة به مسجد نمرة ويسمى جامع إبراهيم



ويتم المبيت بالمزدلفة ليلة النحر إن استطعت و المزدلفة كلها موقف إلا بطن محسر - من الحل - المشعر الحرام :



جبل بالمزدلفة فى أول الوادى ويسمى المشعر الحرام



( قزحا )



وقيل أن المشعر الحرام هو ( مسجد مزدلفة )



منى : شعب يبعد عن مكة المكرمة حوالى سبعة كيلو مترات وطوله حوالى ميلين وحده مابين ( وادى محسر ) و



(جمرة العقبة ) ومنى بها مسجد الكبش ومسجد البيعة ومسجد الخيف



*****



النفر : معناه هو النزول من منى إلى مكة بعد رمى الجمار



وهناك النفر الأول ( أصغر ) لمن تعجل



والنفر الثانى لمن تأخر



الهدى : إسم لما يهدى من النعم إبلا أو بقرا أو غنما



والهدى منه



ماهو للحج ومنه ماهو للعمرة ومنه ماهو للأضحية ومنه ماهو للتطوع



وفى الحج : منه ماهو للتمتع ومنه ماهو للقران ومنه ماهو للإحصار ومنه ماهو للكفارة



*******



وأقل الهدى شاه .. كالأضحية



********



ولا يجزئ فى الشياه إلا ماكان لها عام ودخلت فى العام الثانى



وإن كان الهدى إبلا فلا يجزئ فيها إلا ما كان له خمس سنين ودخل فى السادسة



وإن كان الهدى بقرا أو جاموسا فلا يجزئ فيها إلا ما كان له حولان ودخل فى



السنة الثالثة



وقيل بجواز الإشتراك فى الهدى إبلا أو بقرا أو جاموسا



********



وإذا عطب الهدى أو تعيب أو خشى موته فنحرته



فعليك أن تهدى غيره



**********



ويمكن أن تسوق الهدى من موطنك إن استطعت أو تشتريه من الحل أو الحرم



*******



ويمكنك أن تقلده والقلادة أو القلائد هى : أن تجعل له علامة فتعينه حتى



لايتعرض له أحدا إن تركته بالحرم



فقد نهى الله بأن لا تستحِل حرمة النعم التى أهديت إلى الحرم أو يستحل ما قُلدَ منها



يقول سبحانه وتعالى





(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلاَ الْهَدْيَ وَلاَ الْقَلآئِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً



مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَاناً )



********



ونحر الهدى يكون قبل الحلق أو التقصير وقبل تحللك من الإحرام



*********



وفى ذبحه



يجب أن تحد السكين للتعجيل بموته ولا تحد أمامه ولا يذبح غيره أمامه



ويذبح من أوداجه ويترك حتى يخرج الدم كله من جسمه



يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم





(إذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته )





والأحب أن يكون الذبح بيدك وإلا فلتشهد ذبحه



ويقال عند الذبح : باسم الله الله أكبر



وعلى القصاب ( الجزار ) أن لا يأخذ أجرا على ذبح الهدى



*******



والنحر يكون :



فى يوم النحر وفى أيام التشريق الثلاثة حتى غروب آخر يوم من تلك الأيام



يقول الله جل علاه




( وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ )



*******



ومحل الهدى هو الحرم



لقول الله جل علاه





( هَدْياً بَالِغَ الْكَعْبَةِ )





وكل فجاج مكة منحر



فكل أرض الحرم وما حولها من فجاج يجوز النحر فيها



وإن استطعت أن تذبح الهدى فى منى فهو أحب



ويكون ذلك عند الجمرة الصغرى التى تلى مسجد الخيف فذاك هو الموضع الذى نحر فيه



رسول الله صلى الله عليه وسلم



********



أما المحصور ( المضطر )

فنحر هديه يكون بمحل الإحصار أو الإضطرار



والإحصار :



هو أن يمنع المرء بعد إحرامه للحج أوالعمرة من بلوغ البيت نتيجة إحصاره لمانع اضطرارى قد منعه قهرا وقسرا



عنه



فعلى المحصر هنا قبل أن يتحلل من إحرامه أن ينحر هد يا



يقول الله جل علاه





( فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ )




والإحصار لا يسقط الفرض الواجب من حج أو عمرة بل عليه القضاء



وقيل أن الإحصاريكون من مرض أو من عدو أو من حبس وما إلى ذلك من الموانع القهرية



إلا أنه قيل :



.. لا حصر إلا حصر العدو .. وقد ذهب :



فلم يعد أحد يستطيع المنع أو الصد عن بيت الله الحرام



**********



وعليك :



إن لم تجد هديا أو كنت معسرا



أن تصم ثلاثة أيام فى الحج أى فى خلال أيام حجك



وإذا عدت إلى موطنك فلتصم سبعة أيام



سواء كنت حاجا أو متمتعا أو قارنا أو مكفرا أو حتى محصرا



يقول الله جل علاه





( فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ )





واعلم أنه لايجوز صيام يوم عرفة للحاج



******



مواقيت الإحرام :



ومواقيت الإحرام لمن أراد الحج أو العمرة يجب أن :



يتوخاها الحاج أو المعتمر ليهل منها بإحرامه أو يهل من حذوها أويهل من ورائها



يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم





( هن لهن ولمن أتى عليهن من غيرهن ممن أراد الحج أو العمرة )





فهذه المواقيت لأهلها ولكل من يمر بها ولكل من يأتى من جهتها



***********



وتلك المواقيت هى :



***********



ذو الحليفة : وهى المعروفة حاليا ب : ( آبار على )



وهو ميقات المتوجه من المدينة



الجحفة : وقد ذهبت معالمها من السيل وصارت ( رابغ ) هى الميقات



وهى ميقات المتوجه من الشام ومصر والمغرب والسودان



قرن المنازل : وهى الموازى للسيل الكبير وليست هى قرن الثعالب



وهو ميقات المتوجه من نجد الحجاز ونجد اليمن والمتوجه من الطائف



ذات عرق : وهو ميقات المشرق ( أى إقليم تشرق الشمس من جهته ) فيشمل العراق وغيره



يلملم : وهو المتوجه من أهل تهامة وأهل اليمن والهند ومن يأتى من



جهتهن



********



واعلم



أن من كان له ميقات وسلك طريقا خلاف ميقاته فمرعلى ميقات يقع قبل ميقاته فميقاته هو الذى أتى عليه أو مر به



*******



ومن سلك برا أو بحرا أو جوا فعليه أن يهل بإحرامه من تلك المواقيت كل حسب ميقاته



********



ومن كان مقيما بمكة (مكيا كان أو ممن استوطنها وعاش فيها )



فميقاته للحج :



نفس مكة لا سائر الحرم فإن فارق بنيانها وأحرم أساء ولزمه دم



لأن ميقاته هو البلد وقد تركه



وقيل : أن ميقاته كل الحرم لأن مكة وسائر الحرم سواء



وميقاته للعمرة :



أدنى الحل وأفضل الجهات فيه :



الجعرانة : وهى على طريق الطائف واعتمرمنها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم



ثم التنعيم : ويمسمى بمسجد عائشة واعتمرت منها السيدة عائشة رضى الله عنها وهو



أقرب جهات الحل إلى مكة وغالب الناس يأتى بالعمرة منها



ثم الحديبية : وهى على طريق جدة وتسمى الآن بالشميس



****



فإن أحرم بالعمرة من مكة ولم يخرج إلى الحل أجزأه ولكن لزمه دم



فالعمرة والحج من مناسكهما الجمع بين الحل والحرمة



فما سبق هو الحل فى العمرة



وعرفة هى الحل فى الحج



*******



كيفية الإحرام من الميقات :



إذا مابلغت ميقاتك عليك أن تتجرد من ملابسك فتقص أظافرك وتحلق عانتك وإبطك وما إلى ذلك من نظافة كاملة



إن لم تكن فعلت ذلك قبل خروجك ثم تغتسل ناويا حجا أو عمرة أو حجا مع عمرة تمتعا أو قرانا



ونية الحج هى :



اللهم إنى أريد الحج فيسره لى وتقبله منى



ونية العمرة هى :



اللهم إنى أريد العمرة فيسرها لى وتقبلها منى



والنية للحج والعمرة :



اللهم إنى أريد الحج والعمرة تمتعا فيسرهما لى وتقبلهما منى



اللهم إنى أريد الحج والعمرة قرانا فيسرهما لى وتقبلهما منى



***



ثم تلبس إزارا ورداء أبيضين



والإزار : هو ما يستر النصف من الأسفل



أما الرداء : فهو ما يستر أعلاك



ويجب أن لا يمسهما زعفران أو أى شىء من الطيب أو أى شىء من المخيط أو



يكون أيهما مما يحيط بالجسد مخيطا أو غير مخيط



ويمكنك أن تعقد إزارك وتغرز طرفى الرداء فيه ولكن لا تعقد ردائك ولا تزره



ولا تخله ولا تربط فيه خيط



ويمكنك أن تتخذ موضعا فى الإزار أو الهميان ( الحزام ) لحفظ مقتنياتك



ولكن :



ليس لك أن تلبس قميصا ولا عمامة ولا برنسا ولا تغطى رأسك بأى غطاء ولا تلبس قفازين أو خفين إلا إذا كانا



مقطوعى الكعبين



***



وعلى المرأة



بعد أن تغتسل وتنوى



عليها أن تلبس إزارا ورداء أبيضين لم يمسهما زعفران أو طيب



على أن يكونا مما يستر جميع بدنها



فقد أبيح لها أن تلبس كل ما يسترها من مخيط أو غير مخيط ومن محيط أو غير محيط مصبوغا بأى من الألوان أو



غير مصبوغ



ولها أن تلبس قميصا أو درعا أو سراويلا أو خمارا أو خفين أو قفازين



إلا أنه ليس لها أن :



تخمر وجهها ولا تسدل عليه ثوبا أو تجافيه لأن إحرامها فيه فإحرام المرأة



فى وجهها



*****



ثم يصلى المرء أو المرأة ركعتين ثم يركب راحلته التى تقله



فإذا تحركت لبى ناويا الحج أو العمرة أو هما معا ..هكذا :



( لبيك حجا ) .. ( لبيك عمرة ) ...( لبيك حجا وعمرة )



ثم يرفع صوته فى التلبية وتخفض المرأة صوتها



و التلبية التى وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هى :





( لبيك اللهم لبيك 00 لبيك لا شريك لك لبيك 00 إن الحمد والنعمة لك والملك 00لا شريك لك )





لا يزيد ولا ينقص فيها



وهذه التلبية جائزة على أى حال



عند الإشراف أو الهبوط قائما أو قاعدا أو راكبا فى المسجد أو فى مخدعك أو فى أى موضع حال الأسحار وحال



استقبال الليل و النهار وخلف الصلوات ... إلخ



وتصلى وتسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم خلف كل تلبية



وعليك اجتناب كافة المحظورات التى نهى الله سبحانه وتعالى عنها وأخبرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم



فأنت قد بدأت فى مناسك الحج أو العمرة



فلا يحل لك وأنت محرما سواء كنت عامدا أو ناسيا أو مخطئا



****



الحلق :



لقول الله جل علاه





(وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ )



**



الرفث والفسوق والعصيان :



لقول الله جل علاه





(فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ )



**



قتل الصيد :



لقول الله جل علاه





( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ )



**



بمعنى :



أنه لا يحل للمحرم أو المحرمة



حلق الشعر



والشعر يشمل سائر البدن أو تقليم الأظافر والأظافر تشمل الأيدى والأرجل



سواء كان ذلك بالنتف أو القص أو الإزالة أو القطع



*********



كما لايحل لهما الرفث والفسوق والجدال



والرفث هو : الجماع ودواعيه من المباشرة والتقبيل وما إلى ذلك من كلام



وأفعال



والفسوق هو : هو اقتراف أى من المعاصى وارتكاب السباب أو الشتم أو ما شابه ذلك من فعل أو كلام



والجدال هو : الجدل والمراء والسفسطة والمناظرة ونحو ذلك



وكذلك كل ما يقاس عليهم مما يشابههم أو يماثلهم



فكل هذا وذاك لا يحل فى الأرض المباركة التى باركها الله



وفى البلدة التى حرمها الله وفى بيت وحرم الله



فقد جئت لتؤدى فرض الله وتتزود من تقوى الله ولتبتغى الفضل والرضوان من الله



****



فإن خالفت وعصيت :



فمن رحمة رب الأرض والسماء أن جعل لك فداء لما ارتكبت واقترفت



يقول سبحانه وتعالى





( فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ )



***



وفى الفداء عليك بالأفضل فالأفضل ولا تختر التيسير الأسهل فالأسهل



فلقد خيرك الله جل علاه وهو العالم بنعمته وفضله عليك



خيرك الله وهو العالم بما تكنه الضمائر وما تخفيه السرائر



والصيام : ثلا ثة أيام وقيل : بل عشرة



والإطعام : ستة مساكين وقيل : بل لعشرة



والنسك : أقله شاه



وفى حال الرفث والجماع قيل : أقله بدنة



وقيل : أنه مفسد للحج أو العمرة وعليه بجانب النسك القضاء



****



ولايحل للمحرم ولا المحرمة



قتل الصيد



فالله تعالى حرم الصيد وقتله حال الإحرام



يقول الله جل علاه





(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ)





والنهى يستوى فيه العمد والخطأ والنسيان :



فقتل الصيد حال الإحرام سواء كنت عامدا أو ناسيا أو مخطئا ممنوع بحرمة



فإن اصطاد المحرم : أثم وغرم وعليه الكفارة



وحرم عليه وعلى غيره أكله حتى وإن كان الغير محلا لأن هذا الصيد صار كالميتة



يقول سبحانه وتعالى





(وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُماً)



***



(غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنتُمْ حُرُمٌ)





والكفارة وجزاء قتل الصيد هو :



الفداء بمثل ما قتل : المثل بالمثل وإن لم يكن له مثل 0 فشبهه 0 أو أقرب الشبه إليه



أو إطعام مساكين : يقوم عددهم بقيمة الصيد المقتول



أو صيام أيام : بعدد المساكين الذى كان يجب إطعامهم عن كل مسكين يوما



يقول سبحانه وتعالى





(فَجَزَاء مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ )



(أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ)



(أَو عَدْلُ ذَلِكَ صِيَاماً)


***



والحكم فى ذلك هو : حكم ذوى العدل من المسلمين



فلا حكم لقاتل الصيد



يقول سبحانه وتعالى



(يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ )


وورد فى الأثر



أن خلفاء وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم



حكموا بالمثل على أساس البدل لا على أساس القيمة



فقضى فى النعامة ببدنة 00 وهى لاتساويها



وقضى فى الغزال بعنز 00 وهو أكثر منها ثمنا



*****



أما جزاء صيد الطير أو قتله :: فيفرق فيه بين صنفان : حمام وغير حمام



فكل ما عب وهدر فهو من الحمام ... وجزاء صيده أو قتله : دم شاه



وما سواه .. جزاء قتله أو صيده : حسب قيمته



****



فإذا ما أحللت من إحرامك فقد أحل الله لك ما كان محرما عليك



من صيد البر أو صيد الطير



يقول سبحانه وتعالى





(وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُواْ)



**********



أما قطع الشجر : محلا كنت أو محرما



فالجزاء



فى قطع الشجرة الكبيرة دم بدنة



وفى قطع الشجرة الصغيرة دم شاه



**********



فإياك يامن أحرمت وما حرم عليك



يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم





( الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة )



*********



الكيفية التى تؤدى بها مناسك الحج والعمرة



***************************



بعد إحرامك من الميقات



****



عليك أن تدخل مكة من أعلاها إن استطعت من ( ثنية الكداء )



وإذا ما وطىء ركابك أو وطئت قدماك الأرض المباركة



فلتكبر ملبيا طالبا الرحمة والمغفرة



ثم تضع حاجتك



وتتطهر متوضئا



ولا تفعل شيئا إلا أن تتجه إلى بيت الله الحرام



فتدخل من باب ( بنى شيبة ) وهو ( باب السلام ) فإذا ما وقعت عيناك على الكعبة المشرفة قلت :



(اللهم زد هذا البيت تشريفا وتعظيما وتكريما ومهابة وزد من شرفه



وعظمه ممن حجه أو اعتمره تشريفا عظيما وتكرما ومهابة )



**



ثم تطوف حول البيت



لا تبتدىء بأى شىء سواه إلا :



مخافة فوت فرض من صلاة أو حال الحيض أو النفاس للمرأة



فليس للمرأة أن تطوف إلا بعد الطهر والتطهر



ولتكن فى طوافك خاشعا لله ضارعا خاضعا متواضعا



********



فإن كنت حاجا :



فهذا الطواف هو ( طواف القدوم )



وإذا كنت معتمرا :



فهذا هو ( طواف العمرة )



****



وإذا أردت الإضطباع فى الإحرام



فاجعل ردائك على منكبك الأيسر ومن تحت منكبك الأيمن فيكون منكبك الأيمن مكشوفا



بمعنى : أن تجعل ردائك تحت إبطك الأيمن وطرفيه على كتفك الأيسر



**



وإن أردت أن ترمل وتسعى فلترمل ثلاثا ولتسعى أربعا



( الرمل هو : أن تطوف خببا ) و ( السعى هو : المشى سعيا )



***



والطواف حول البيت يكون سبعا



يقول سبحانه وتعالى





(وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ )



****



تفتتح الطواف بالإستلام ( استلام الحجر الأسود ) : بمعنى



أن تستقبل الحجر الأسود بوجهك مكبرا ومهللا فتقبله إن استطعت وإلا تمسحه بيدك وإلا أشرت إليه



ثم تستلم الركن اليمانى المجاور للحجر الأسود وإلا أشرت إليه وتجعله بكل جسمك على يسارك وتبدأ الطواف وأنت



على هذا الحال قائلا عند البدء





( بسم الله الله أكبر0 اللهم إيمانا بك وتصديقا لكتابك ووفاء بعهدك واتباعا لسنة نبيك صلى الله عليه وسلم )



***



فإذا ما أتممت الطواف الأول وحاذيت الحجر الأسود كبرت قائلا :



( الله أكبر ) وتقل : ( اللهم اجعله حجا مبرورا وذنبا مغفورا وسعيا مشكورا )



وتدعو بما شئت من دين ودنيا



****



وهكذا تفعل فى كل طواف



******



فإذا ما بدأت فى الطواف الرابع وحاذيت الحجر وكبرت فلتقل :



( اللهم اغفر وارحم واعف عما تعلم إنك أنت الأعز الأكرم 0 اللهم آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا



عذاب النار )



وتدعو بما شئت من دين ودنيا وهكذا تفعل حتى تفرغ من الطواف



*****



وتذكر :



أن الشاذروان المحيط بالكعبة لايجوز الطواف عليه لأنه من البيت



وكذلك حجر إسماعيل لايجوز الطواف بداخله بل يكون من ورائه لأنه من البيت



*******



فإذا فرغت من الطواف فلتصلى خلف مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام ركعتان



فقد قال الله تعالى





(وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى )





تقرأ فى الركعة الأولى بأم القرآن وقل يا أيها الكافرون



وفى الركعة الثانية تقرأ بأم القرآن وقل هو الله أحد



**********



وبعد الفراغ منهما عليك أن تتجه إلى بئر زمزم فلتشرب ولترتوى منه



********



ثم تعود إلى الركن اليمانى فتستلمه أو تشر إليه



********



ثم تخرج من باب الصفا فترقى عليها مكبرا ومهللا



****



ثم تبدأ السعى بين الصفا والمروة



والسعى : سبعة أشواط بادئا بالصفا خاتما بالمروة



يقول سبحانه وتعالى





(إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا)





ترقى على الصفا فتتوجه بوجهك إلى الكعبة فتكبر وتهلل وتدعو الله بما شئت ثم تنزل فتمشى



حتى إذا كنت دون الميل الأخضر المعلق فى ركن المسجد بنحو من ستة أذرع سعيت سعيا شديدا ( هرولة )



حتى إذا حاذيت الميلين الأخضرين اللذين بفناء المسجد فتمشى إلى أن ترقى على المروة



فتتوجه بوجهك إلى الكعبة فتكبر وتهلل وتدعو الله بما شئت



ثم تعد



**



وهكذا تصنع حتى تتم سبعا



( الصفا ثم المروة 0 المروة ثم الصفا 0 الصفا ثم المروة 0 المروة ثم الصفا 0 الصفا ثم المروة 0 المروة ثم



الصفا 0 الصفا ثم المروة )



******



ويجب عليك الموالاة فى السعى



دون فصل إلا لضرورة قصوى ( كاحتقان بول وما إلى ذلك )



****



وبالفراغ من السعى



فقد أديت الطواف



***********



فإن كنت معتمرا



ومعك هدى نحرته قبل الحلق أو التقصير



لأنه لا يجوز لك الحلق أو التقصير إلا بعد نحر الهدى



لقول الله جل علاه





(وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ)



****



ثم حلقت أو قصرت



(والحلق للرجال والتقصير للنساء وأى أجزاء من الشعرأو الشعرات تجزىء )



يقول سبحانه وتعالى





(مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ)





وبذلك تكون قد انتهيت من أداء العمرة



وتحللت من الإحرام

السعيد شويل
11-23-2008, 03:13 PM
****



أما إذا كنت حاجا :



متمتعا : فستتحلل بعد الفراغ من السعى دون حلق أو تقصير أو ذبح



وفى اليوم السابع من ذى الحجة تحرم لتؤدى مناسك الحج



****



ولو قارنا : فستظل على إحرامك إلى اليوم السابع



وفى اليوم السابع من ذى الحجة : عليك أن تؤدى صلاة الظهر بالحرم حيث يخطب الإمام بعد أداء الصلاة آمرك



أنت و الحجيج بالغدو من غد إلى منى لتوافوا صلاة الظهر بها



********



وفى اليوم الثامن وهو ( يوم التروية ) : عليك أن تكون فى منى قبل صلاة



الظهر حيث يصلى الإمام بك وبالحجيج صلاة الظهر والعصر



والمغرب والعشاء والصبح من اليوم التاسع (يوم عرفة )



*******



ومع طلوع شمس اليوم التاسع ( يوم عرفة )



عليك أن تتوجه من منى إلى عرفة :



حيث يصلى الإمام بك وبالحجيج صلاة الظهر والعصر جمع تقديم بمسجد نمرة ( مسجد إبراهيم عليه السلام )



**



ثم تذهب إلى الموقف فى عرفات



ولتكن حال وقوفك بها طاهرا متوضئا مستقبل القبلة بالدعاء فأفضل الدعاء هو الدعاء فى يوم عرفة



ولتكن مهللا ومكبرا ومصليا على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم



والوقوف بعرفة يتحقق :



حتى ولو كان لبرهة يسيرة طالما تم الوقوف بها قبل فجريوم النحر



وتوقيت الوقوف بعرفة :



قيل : أنه يبدأ منذ طلوع فجرها وحتى طلوع فجر يوم النحر فأى جزء من وقتها نهارا كان أو ليلا مجزىء



وقيل : منذ الزوال ( وقت الظهر ) وحتى طلوع فجر يوم النحر



وبعد الوقوف بعرفة :



عليك أن تتجه إلى المزدلفة للمبيت بها إن انتهيت من منسك الوقوف على عرفات فتصلى بها المغرب والعشاء جمع



تأخير وتأخذ منها الحصى للرمى



*******



وفى يوم النحر : عليك أن تعجل بصلاة الصبح لتقف على المزدلفة فهى المشعر الحرام



وليكن وقوفك بها قبل طلوع الشمس



يقول الله تعالى





( فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ )





ثم تتجه فى وقار وسكينة وعدم تزاحم إلى منى لترمى جمرة العقبة بسبع



حصيات



ترفع يديك كلما رميت واحدة حتى يرى بياض ماتحت منكبيك



ولتكن مهللا ومكبرا ومصليا على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم



فإذا مارميت أول حصاة فاقطع التلبية ولكن لاتقطع التكبيرمع كل حصاة



وبعد أن ترمى اتجه إلى مكة وانحر هديك إن كان معك هدى



ثم تحلق أو تقصر



ثم تطوف طواف الإفاضة ( وهو طواف الزيارة ) كما سبق بيانه



يقول الله سبحانه وتعالى





(ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )





ثم تؤدى صلاة الظهر بالحرم وتستمع لخطبة الإمام حيث يبين لك وللحجيج



كيفية الرمى وكيفية التعجيل وكيفية التأخير ويأمرك بتقوى الله عز وجل



ثم تتجه قبل الغروب إلى منى للمبيت بها ثلاث ليال إن أردت التأخير



وليلتان إن أردت التعجيل



يقول الله جل علاه





(فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ )





*******



فإن أردت التعجيل :



ففى ثانى أيام النحر من بعد صلاة الظهر وحتى الليل عليك أن ترمى جمرات ثلاث فى الشمال الغربى من مسجد



الخيف كل جمرة منها بسبع حصيات



وهم ( جمرة صغرى وجمرة وسطى وجمرة كبرى ) مكبرا مع كل



حصاه وحامدا الله ومصليا على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وداعيا بما شئت من دين ودنيا



وفى آخر رمية انصرف ولا تقف للدعاء



وفى ثالث أيام النحر ترمى أيضا جمرات ثلاث مثلما فعلت فى اليوم السابق



ثم عليك أن تنصرف قبل الغروب



أما إذا أردت التأخير :



ففى ثالث أيام النحر : ترمى أيضا جمرات ثلاث مثلما فعلت فى اليوم السابق



***************



فإذا ما فرغت من الرمى



سواء كنت متعجلا أو متأخرا عليك أن تطوف طواف الوداع



****************



وبعد أن تنتهى منه



تصلى ركعتين وتشرب من ماء زمزم ثم تأتى الملتزم بالكعبة المشرفة وتدعو الله ضارعا بما شئت من دين ودنيا



وتصلى على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم



*********



وبهذا تكون قد أتممت الحج



********



يقول الله سبحانه وتعالى





(فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً )



***



ولم يبق لك قبل أن تنصرف إلا أن تزور مثوى ومسجد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم



يقول المصطفى عليه الصلاة والسلام





( صلاة فى مسجدى هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام )



****



فما من مسجد بعد المسجد الحرام



أفضل من مسجد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم



وما من بعد مكة المكرمة



من بقعة أفضل من المدينة المنورة مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم



*********



فالمدينة المنورة مقر هجرة سيد المرسلين وموطن استقرار الدين وظهور دعوة المؤمنين ومثوى سيد الأولين



والآخرين



بها كمل الدين واتضح اليقين وحصل العز والتمكين



والنقل منها أفضل النقول وأصح المعتمدات ... فالأبناء ينقلون عن الآباء .. والأخلاف عن الأسلاف .. فيخرج



النقل عن حيز الظن والتخمين إلى حيز العلم واليقين



***********



بها حجرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم



وهى الحجرة النبوية الشريفة وهى محلاة بالآيات والأقراط وعقد اللؤلؤ والثريات



وبجوارها مثوى صاحبى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدنا أبو بكر الصديق وسيدنا عمر بن الخطاب



رضى الله عنهما



يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم





( مابين بيتى ومنبرى روضة من رياض الجنة )





فإذا ما وصلت إلى المدينة المنورة مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم



فلتضع حاجتك ولتتطهر متوضئا



وتتوجه إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فتدخل بقدمك اليمنى قائلا عند الدخول :



بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله اللهم اغفر لى ذنوبى وافتح لى أبواب رحمتك



ثم تأتى إلى الروضة الشريفة وهى :



مابين مثوى وبيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين منبره



**



فتقف بجوار المنبر وتجعل عمود المنبر حذاء منكبك الأيمن وتكون الدائرة التى فى قبلة المسجد بين عينيك فتنوى



وتصلى ركعتين



ولو لم يكن هناك متسعا فى الروضة الشريفة فلتأتى أى ناحية من نواحى المسجد



وتصلى الركعتين



**



ثم تقصد الحجرة الشريفة مستقبلا المواجهة الشريفة واقفا عند وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلا



السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا نبى الله السلام عليك يا خيرة خلق الله



السلام عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاته أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك:



عبد الله ورسوله قد بلغت الرسالة وأديت الأمانة ونصحت الأمة وجاهدت فى الله حق جهاده صلى الله عليك وعلى



آلك وأزواجك وذرياتك وسلم تسليما كثيرا



ثم تتنحى قليلا إلى اليمين



فتسلم على سيدنا أبو بكر الصديق رضى الله عنه وتقول :



السلام عليك أبا بكر الصديق صفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه فى



الغار جزاك الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا



ثم تتنحى قليلا إلى اليمين



فتسلم على سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه وتقول :



السلام عليك يا عمر الفاروق ورحمة الله وبركاته جزاك الله خيرا



ثم ترجع فتقف عند رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم بين البيت ةالأسطوانة



فتستقبل القبلة



وتحمد الله عز وجل وتمجده وتكثر من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تقرأ





بسم الله الرحمن الرحيم





(وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً )





ثم تأتى الروضة



فتصلى بها ركعتين ثم تدعو الله بما شئت من دين ودنيا



**



ولتتحرى فى كل صلاة الأماكن الفاضلة فى المسجد وإن كان كله فضل ومن تلك الأماكن التى يجب أن تتحراها



بمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم



*****************



(الأساطين الثمانية ) وهى :



*****************



إسطوانة المصحف : وهى علم على مصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الفروض وأمامها موضع خطبة



رسول الله صلى الله عليه وسلم



إسطوانة التوبة : وهى علم على مصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى النوافل



إسطوانة التهجد : وهى علم على مصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى صلاة الليل



إسطوانة السرير : وهى علم على موضع سرير رسول الله صلى الله عليه



وسلم وهى اللا صقة بالشباك داخل المقصورة



إسطوانة المهاجرين : وتسمى إسطوانة عائشة وقد صلى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى علم على



الموضع الذى كان يستقبل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المهاجرين



إسطوانة المحرس : وهى علم على الموضع الذى كان سيدنا على بن أبى طالب



يحرس فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم



إسطوانة الوفود : وهى علم على موضع استقبال رسول الله صلى الله عليه وسلم بالوفود



إسطوانة مربعة المثوى الشريف : وهى المحاذية للحجرة الشريفة وكان يجلس بها رسول الله صلى الله عليه وسلم



****



ومن الأماكن الفاضلة أيضا :



محراب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالروضة : إلى يسار المنبر



دور صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم : وقد كانت حول حرم المسجد النبوى وبالقرب من مثوى رسول الله





صلى الله عليه وسلم إلا أنها دخلت فى عمارة المسجد



محراب عثمان : وهو فى حائط المسجد القبلى



ومحراب التهجد : وكان خلف منزل سيدنا على بن أبى طالب وعلى شمال حجرة السيدة فاطمة الزهراء رضى الله



عنهما



والمحراب المجيدى : وهو شمال دكة الأغوات



المحراب السليمى : وهو نسبة إلى سليم الثانى



*********



وإذا ما فارقت مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومثواه



عليك أن تتوجه إلى :



البقيع حيث مثوى أهل بيت النبوة والشهداء وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولتقرأ الفاتحة لكل من بالبقيع



رضى الله عنهم وأرضاهم



ثم تتوجه إلى مسجد السيدة فاطمة الزهراء رضى الله عنها وتصلى فيه



ثم تتجه إلى جبل أحد



فتزور قبور الشهداء والصحابة ومنهم سيدنا حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم



ثم تتوجه إلى مسجد قباء



وتصلى فيه فهو أول مسجد بنى فى الإسلام وقد وضع لبنته سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم



ثم تأتى ما تريد من المساجد والمشاهد والآبار إن استطعت أن تأتها



ومن المساجد :



مسجد الفتح : وهو على جبل سلع فى الشمال الغربى للمدينة



مسجد الجمعة : ويسمى مسجد الوادى وهو من منازل بنى سالم على طريق الحرة



مسجد الأحزاب ومسجد القبلتين : فتصلى فيهما



ومسجد القبلتين هو الذى اتجه فيه المصلون إلى البيت الحرام أثناء الصلاة بعد تحويل القبلة . وهما فى الشمال



الغربى من المدينة على حافة وادى العقيق وفيه القبلتان



مسجد الشمس : شرقى مسجد قباء على شفير الوادى



*******



ومن الآبار :



*******



بئر أريس : وهو فى الجنوب الغربى لمسجد قباء



وقد توضأ وشرب منه نبى الله صلى الله عليه وسلم



بئر إهاب : وهو فى الحرة الغربية ماؤه يشبه ماء زمزم



بئر بيرحاء : وهو شمالى سور المدينة من جهة الشرق



بئر بضاعة : وهو فى الشمال الغربى من بيرحاء ويغتسل من مائه ويستشفى به



بئر رومة : وهو فى وادى العقيق فى الشمال الغربى من المدينة



وكذلك كافة المشاهد والمساجد وآثار الصحابة رضى الله عنهم أجمعين



فليس هناك بقعة لها فضل بعد مكة المكرمة إلا المدينة المنورة



فهما أفضل بقاع الأرض



*******



فإذا ما عزمت على الخروج



عليك أن تأتى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم



فلتعد الزيارة وتودع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتودع صاحبيه رضى الله عنهما



وإذا ما انتهيت



فلتخرج باليسرى من مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم



**



ولتسأل الله سبحانه وتعالى الرزق والعودة والسلامة قائلا :



***



اللهم صلى على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد ولا تجعله آخر العهد بنبيك وحط أوزارى بزيارته صلى الله



عليه وسلم وأصحبنى فى سفرى السلامة ويسر لى رجوعى إلى أهلى ووطنى سالما يا أرحم الراحمين



**



ولتتصدق



**



وإذا أقمت بالمدينة فلتراعى حرمتها لأن فضلها عظيم



***



وإن عزمت السفر فعلى بركة الله تعالى





****************************************

****************************************





الحمد لله رب العالمين



سبحانه وتعالى لا يؤدى شكر نعمة من نعمه إلا بنعمة منه



والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله خاتم الأنبياء والمرسلين النذير



بدين الله وبالكتاب المنزل من الله لجميع الأمم والعالمين منذ مبعثه وحتى



يوم الدين





******************************************



هَـذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ



وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ





*********************************************

سعيد شويل