ناشر الخير
11-29-2008, 09:06 PM
موقع فضيلة الشيخ أبي أويس الحسني................. سلسلة الاطمئتان والدعة في خطب ومواعظ يوم الجمعة [144]
[CENTER]
المهم من أحكام الأضحية
للشيخ
أبي أويـس محمد بوخبزة الحسـني
الحمد لله المستحق للعبادة وحده، المُولي عبادَه كرمَه ورفده، الناصر بالتوحيد وحُسن اتباع عبده، ونشهد أن لا إله إلا الله الوليّ الحميد، ونشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، أكرم الرسل وأفضل السادات والعبيد، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد النبيّ الأوّاب، الناطق بالصواب، وعلى آله البررة الأحباب، والصحابة أولي القلوب الحيّة والألباب.
من يطع الله ورسوله فقد رشد واهتدى ومن يعصي الله ورسول فقد غوى واعتدى أما بعد: فإن أحسن الحديث كتاب الله عز وجل وخير الهدي هدي محمد ص، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
أما بعد : قال الله تعالى :" إن إعطيناك الكوثر، فصل لربك وانحر"وقال تعالى :" وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ".
أيها المسلون.. هذه أيّام الحج الأكبر قد أطلَّتكم ، وهذه مواسم القُربات والخيرات قد وافتكم، فاعمروها بالتكبير والتهليل، وافعلوا الخير للملِك الجليل، واعلموا أن مِن آكد ما يُطلب فيها يومَ الحج الأكبر وهو يوم عيد النحر، إراقة الدم تقرباً إلى الله وزُلفى، وإحياءً لذكرى أبي الأنبياء، سيدنا إبراهيم عليه السلام ، مع إخلاص النية، وتوحيد القصد، وإرادة وجه الله، لا لِحظ نفس، ولا لهوى بطن، ولا لجبر خواطر.
فإن ذلك من أفضل الأعمال وأحبّها إلى الله في ذلك اليوم المعهود، ففي جامع الترمذي عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله ص قال :" ما عمل ابن آدام من عمل يوم النحر، أحبّ إلى الله من إهراق الدم،_أي إسالته بذبح الأضحية_ إنها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها، وإن الدم ليقع من الله بمكان._ يعني أن الله يقبلها قبولاً عظيماً_ قبل أن يقع على الأرض، فطِيبوا بها نفساً.
واعلم يا أخي وفقك الله وإياي، أن هذه الأضحية سُنة مؤكدة، فعلها رسول الله ص والمسلمون ، وانعقد الإجماع على مشروعيتها، وأنه يُكره تركها لمن قدر عليها، فقد ضحى رسول الله ص بكبْشين أملحيْن أقرنيين، ذبحهما بيّده وسمّى وكبّر، كما في الصحيحين، وروى مسلم عن أم سلمة أن النبي ص قال:" إذا رأيتم الهلال، وأراد أحدكم أن يُضحي، فليُمسك عن شعره وأظفاره. وقال العلماء أنها تجب بالنذر ، ويقول المُضحي هذه لله، أو هذه أضحية أو اشتراها بنية الأضحية، وتكون من البقر والغنم والإبل والمعِز، ولا تُجزء من غير هذه الأصناف، ويجزء من الغنم ما له نصف سنة، ومن المعز ما له سنة، ومن البقر ما له سنتان، ومن الإبل ما له خمسُ سنوات، وأفضلها الغنم الذكر، فقد قال ص:"نعمة الأُضحية الجذع من الضّأن، _والجذع ما له سنتان عند الجمهور_ وفي صحيح مسلم عنه ص :" لا تذبحوا إلا مُسنَّة، فإن يعْسُر عليكم فاذبحوا جدعة من الضَّأن".والمُسنة الكبيرة، ولا بأس بذبح الخصي_يعني المرضوض الانثيين_ ويُطلب من الأضحية أن تكون سالمة من العيوب مستسمنة متخيرة، فلا يجوز للإنسان أن يُضحي بالمـِعيبة. ففي جامع الترمذي وقال حسن، أن رسول الله ص قال:" أربعة لا تُجزء من الأضاحي، العوراء البيّن عوارها، والمريضة البيّن مرضها، والعرجاء البيّن ضلعها، والعجفاء التي لا تُنْقِي. وفي السنن عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: أمرنا رسول الله ص أن نستشرف الأذن والعين، ولانُضحي بالعوراء، ولامُقَابلة ولا مدابرة ولا خرقاء ولا شرقاء. قال زهير بن معاوية أحد رواة الحديث، فقلت لأبي إسحاق آذكر العضباء؟ قال :لا، قلتُ فما المقابلة؟ قال يقطع طرف الأذن، قلتُ: فما المدابرة؟ قال: يقطع مؤخر الأذن، قلتُ:فما الشرقاء؟ قال: يشق الأذن، قلتُ: فما الخرقاء؟ قال تخرق أذنها للسمنة . ووقتها أن لا تُذبح إلا بعد طلوع الشمس من يوم العيد ، وبعدما تُصلى صلاة العيد، ويصِّح ذبحها بعد ذلك، في أيِّ يوم من الأيام الثلاثة في ليل أو نهار، قال ص :" أول ما نبدأ به في يومِنا هذا أن نصلي، ثم نرجع فننْحر، فمن فعل ذلك فقد أصاب سُنتنا، ومن ذبح قبلُ فإنما هو لحم قدّمه لأهله، ليس من شك في شيء، قال أبو بُردة:"خطبنا رسول الله ص يوم النحر فقال :" من صلى صلاتنا ووجه قِبلتنا ، ونسك نسكنا فلا يذبح حتى يُصلي". وتكفي الشاة من الضأن أو المعِز عن أهل البيت كلهم، فهي سُنة كفاية، فقد قال أبو أيوب الأنصاري: كان الرجل في عهد رسول الله ص يُضحي بالشاة عنه وعن أهل بيته، فيأكلون ويطعمون، حتى تباهى الناس فصار كما ترى، وتجوز المشاركة في الأضحية إذا كانت من البقر أو الإبل ، وتُجزء البقرة أو البدنة عن سبعة أشخاص ، والمطلوب من المُضحي أن يأكل من أضحيته، ويُهدى منها لأقاربه، ويتصدق منها على الفقراء، فقد قال رسول الله ص :" كلوا وأطعموا وادخروا" ولايجوز بيعها ولا بيع جلدها، ولا يُعطى الجزار من لحمها أجرة على ذبحه، والمطلوب من المضحي أن يحسن ذبح أضحيته، ويقول: بسم الله، والله أكبر ، اللهم هذا عني وعن أهل بيتي، إن كان له أهل، فإن رسولَ الله ذبح كبشاً وقال:" بسم الله والله أكبر، اللهم هذا عني وعن من لم يُضحي من أمتي" رواه أبو داود والترمذي. فإن كان لا يُحسن الذبح فليحْضُر مع الجزار، فإن رسول الله ص قال لابنتِه فاطمة،" يا فاطمة قومي فاشهدي أُضحيتك فإنه يغفر لكِ عند أول قطرة من دمِها كل ذنب عملتيه، وقولي:" إن صلاتي ونُسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين"، فقال أحد الصحابة، يا رسول الله :"هذا لك ولأهل بيتك خاصة أو للمسلمين عامة، قال ص:" بل للمسلمين عامة".
هذه أيها المسلمون_أرشدكم الله وإياي_مهمات من أحكام الأضحية وآدابها، اقتصرنا فيها على ما ورد عن رسول الله ص، وخير الهدي هدي محمد وشر المحدثات البدائع، فإذا أحسنت إليها الاستماع، وتفَّهمتها بقلب واع، أدركت ما بيننا وما بينها من البُعد والمخالفة، فإن هذه السُنة المحدية خالطتها الأهواء، وأحاطت بها البدع ، حتى أخرجتها عن طبيعتها، فأصبحت مُناسبة تقليديّة تحكمها العادة، وتُكيِّفُها الجاهلية، بدليل أن الجماهير من الناس يحرصون عليها ولا يفرِّطون فيها، ولا يُراعون فيها الأحكام الشرعية، وإنما يجبرون بها الخواطر، ويحققون بها رغبات النساء، ولا يهمُّهم بعد ذلك من سلوكهم ولا من سلوك أبنائهم ونسائهم شيء، وهذا من مكائد الشيطان الخبيثة، وتلاعبه بأتباعه، وإلا فكيف يُفرِّط الإنسان في فرائض الدين ، وواجباته العينـيِّة، فلا يعرف صلاة ولا غسل الجنابة، ولا حُكم الصيام ولا يؤدي زكاة ولا حجّاً، ولا يُعْنى بصلاح نفسه ولا احكام أهله وتربية أولاده، فإذا جاء عيد الأضحى اهتم بالضحية، وبالغ في الاختيار، والبحث والاهتمام، وإذا لم يكن له مال استسلف أو باع آثاث بيته وآوانيه، واشتراها، اللهم إن هذا ليس من دينك وشرعك، وإنما هو من غلبة الهوى ووسوسة الشيطان.
اللهم اهدنـا للسنة ، وجنبنا البدعة والفتنة، وارزقنا الإخلاص.وتقبل منا بفضلك يا أرحم الراحمين
يارب العالمين . آميــن
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
منقول (http://www.bokhabza.com/play.php?catsmktba=288)
[CENTER]
المهم من أحكام الأضحية
للشيخ
أبي أويـس محمد بوخبزة الحسـني
الحمد لله المستحق للعبادة وحده، المُولي عبادَه كرمَه ورفده، الناصر بالتوحيد وحُسن اتباع عبده، ونشهد أن لا إله إلا الله الوليّ الحميد، ونشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، أكرم الرسل وأفضل السادات والعبيد، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد النبيّ الأوّاب، الناطق بالصواب، وعلى آله البررة الأحباب، والصحابة أولي القلوب الحيّة والألباب.
من يطع الله ورسوله فقد رشد واهتدى ومن يعصي الله ورسول فقد غوى واعتدى أما بعد: فإن أحسن الحديث كتاب الله عز وجل وخير الهدي هدي محمد ص، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
أما بعد : قال الله تعالى :" إن إعطيناك الكوثر، فصل لربك وانحر"وقال تعالى :" وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ".
أيها المسلون.. هذه أيّام الحج الأكبر قد أطلَّتكم ، وهذه مواسم القُربات والخيرات قد وافتكم، فاعمروها بالتكبير والتهليل، وافعلوا الخير للملِك الجليل، واعلموا أن مِن آكد ما يُطلب فيها يومَ الحج الأكبر وهو يوم عيد النحر، إراقة الدم تقرباً إلى الله وزُلفى، وإحياءً لذكرى أبي الأنبياء، سيدنا إبراهيم عليه السلام ، مع إخلاص النية، وتوحيد القصد، وإرادة وجه الله، لا لِحظ نفس، ولا لهوى بطن، ولا لجبر خواطر.
فإن ذلك من أفضل الأعمال وأحبّها إلى الله في ذلك اليوم المعهود، ففي جامع الترمذي عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله ص قال :" ما عمل ابن آدام من عمل يوم النحر، أحبّ إلى الله من إهراق الدم،_أي إسالته بذبح الأضحية_ إنها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها، وإن الدم ليقع من الله بمكان._ يعني أن الله يقبلها قبولاً عظيماً_ قبل أن يقع على الأرض، فطِيبوا بها نفساً.
واعلم يا أخي وفقك الله وإياي، أن هذه الأضحية سُنة مؤكدة، فعلها رسول الله ص والمسلمون ، وانعقد الإجماع على مشروعيتها، وأنه يُكره تركها لمن قدر عليها، فقد ضحى رسول الله ص بكبْشين أملحيْن أقرنيين، ذبحهما بيّده وسمّى وكبّر، كما في الصحيحين، وروى مسلم عن أم سلمة أن النبي ص قال:" إذا رأيتم الهلال، وأراد أحدكم أن يُضحي، فليُمسك عن شعره وأظفاره. وقال العلماء أنها تجب بالنذر ، ويقول المُضحي هذه لله، أو هذه أضحية أو اشتراها بنية الأضحية، وتكون من البقر والغنم والإبل والمعِز، ولا تُجزء من غير هذه الأصناف، ويجزء من الغنم ما له نصف سنة، ومن المعز ما له سنة، ومن البقر ما له سنتان، ومن الإبل ما له خمسُ سنوات، وأفضلها الغنم الذكر، فقد قال ص:"نعمة الأُضحية الجذع من الضّأن، _والجذع ما له سنتان عند الجمهور_ وفي صحيح مسلم عنه ص :" لا تذبحوا إلا مُسنَّة، فإن يعْسُر عليكم فاذبحوا جدعة من الضَّأن".والمُسنة الكبيرة، ولا بأس بذبح الخصي_يعني المرضوض الانثيين_ ويُطلب من الأضحية أن تكون سالمة من العيوب مستسمنة متخيرة، فلا يجوز للإنسان أن يُضحي بالمـِعيبة. ففي جامع الترمذي وقال حسن، أن رسول الله ص قال:" أربعة لا تُجزء من الأضاحي، العوراء البيّن عوارها، والمريضة البيّن مرضها، والعرجاء البيّن ضلعها، والعجفاء التي لا تُنْقِي. وفي السنن عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: أمرنا رسول الله ص أن نستشرف الأذن والعين، ولانُضحي بالعوراء، ولامُقَابلة ولا مدابرة ولا خرقاء ولا شرقاء. قال زهير بن معاوية أحد رواة الحديث، فقلت لأبي إسحاق آذكر العضباء؟ قال :لا، قلتُ فما المقابلة؟ قال يقطع طرف الأذن، قلتُ: فما المدابرة؟ قال: يقطع مؤخر الأذن، قلتُ:فما الشرقاء؟ قال: يشق الأذن، قلتُ: فما الخرقاء؟ قال تخرق أذنها للسمنة . ووقتها أن لا تُذبح إلا بعد طلوع الشمس من يوم العيد ، وبعدما تُصلى صلاة العيد، ويصِّح ذبحها بعد ذلك، في أيِّ يوم من الأيام الثلاثة في ليل أو نهار، قال ص :" أول ما نبدأ به في يومِنا هذا أن نصلي، ثم نرجع فننْحر، فمن فعل ذلك فقد أصاب سُنتنا، ومن ذبح قبلُ فإنما هو لحم قدّمه لأهله، ليس من شك في شيء، قال أبو بُردة:"خطبنا رسول الله ص يوم النحر فقال :" من صلى صلاتنا ووجه قِبلتنا ، ونسك نسكنا فلا يذبح حتى يُصلي". وتكفي الشاة من الضأن أو المعِز عن أهل البيت كلهم، فهي سُنة كفاية، فقد قال أبو أيوب الأنصاري: كان الرجل في عهد رسول الله ص يُضحي بالشاة عنه وعن أهل بيته، فيأكلون ويطعمون، حتى تباهى الناس فصار كما ترى، وتجوز المشاركة في الأضحية إذا كانت من البقر أو الإبل ، وتُجزء البقرة أو البدنة عن سبعة أشخاص ، والمطلوب من المُضحي أن يأكل من أضحيته، ويُهدى منها لأقاربه، ويتصدق منها على الفقراء، فقد قال رسول الله ص :" كلوا وأطعموا وادخروا" ولايجوز بيعها ولا بيع جلدها، ولا يُعطى الجزار من لحمها أجرة على ذبحه، والمطلوب من المضحي أن يحسن ذبح أضحيته، ويقول: بسم الله، والله أكبر ، اللهم هذا عني وعن أهل بيتي، إن كان له أهل، فإن رسولَ الله ذبح كبشاً وقال:" بسم الله والله أكبر، اللهم هذا عني وعن من لم يُضحي من أمتي" رواه أبو داود والترمذي. فإن كان لا يُحسن الذبح فليحْضُر مع الجزار، فإن رسول الله ص قال لابنتِه فاطمة،" يا فاطمة قومي فاشهدي أُضحيتك فإنه يغفر لكِ عند أول قطرة من دمِها كل ذنب عملتيه، وقولي:" إن صلاتي ونُسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين"، فقال أحد الصحابة، يا رسول الله :"هذا لك ولأهل بيتك خاصة أو للمسلمين عامة، قال ص:" بل للمسلمين عامة".
هذه أيها المسلمون_أرشدكم الله وإياي_مهمات من أحكام الأضحية وآدابها، اقتصرنا فيها على ما ورد عن رسول الله ص، وخير الهدي هدي محمد وشر المحدثات البدائع، فإذا أحسنت إليها الاستماع، وتفَّهمتها بقلب واع، أدركت ما بيننا وما بينها من البُعد والمخالفة، فإن هذه السُنة المحدية خالطتها الأهواء، وأحاطت بها البدع ، حتى أخرجتها عن طبيعتها، فأصبحت مُناسبة تقليديّة تحكمها العادة، وتُكيِّفُها الجاهلية، بدليل أن الجماهير من الناس يحرصون عليها ولا يفرِّطون فيها، ولا يُراعون فيها الأحكام الشرعية، وإنما يجبرون بها الخواطر، ويحققون بها رغبات النساء، ولا يهمُّهم بعد ذلك من سلوكهم ولا من سلوك أبنائهم ونسائهم شيء، وهذا من مكائد الشيطان الخبيثة، وتلاعبه بأتباعه، وإلا فكيف يُفرِّط الإنسان في فرائض الدين ، وواجباته العينـيِّة، فلا يعرف صلاة ولا غسل الجنابة، ولا حُكم الصيام ولا يؤدي زكاة ولا حجّاً، ولا يُعْنى بصلاح نفسه ولا احكام أهله وتربية أولاده، فإذا جاء عيد الأضحى اهتم بالضحية، وبالغ في الاختيار، والبحث والاهتمام، وإذا لم يكن له مال استسلف أو باع آثاث بيته وآوانيه، واشتراها، اللهم إن هذا ليس من دينك وشرعك، وإنما هو من غلبة الهوى ووسوسة الشيطان.
اللهم اهدنـا للسنة ، وجنبنا البدعة والفتنة، وارزقنا الإخلاص.وتقبل منا بفضلك يا أرحم الراحمين
يارب العالمين . آميــن
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
منقول (http://www.bokhabza.com/play.php?catsmktba=288)