المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رداً على النخلي .. المثقف والفقيه ليسا وجهين لعملة واحدة



حازم
04-26-2005, 06:31 PM
بقلم : مساعد بن لافي الجهني


القطيعة بين المثقف والفقيه؟! لماذا؟! وما هي الأسباب؟! والى متى هذه القطيعة؟! ومن المستفيد منها؟! ولماذا الفقيه هو الشخص الوحيد المعتد بقوله في الأحكام والمسائل والاستنباطات الشرعية؟! ثم أليس هنالك من المثقفين وفي مجالات كثيرة من هم أهل للفتيا والاجتهاد؟! تساؤلات كثيرة حملها وعلى مدار أسبوعين متواصلين مقال الأستاذ حسن مرزوق النخلي والذي حاول من خلاله ولو لم يصرح بالمعنى أن يجعل المثقف والفقيه وجهين لعملة واحدة؟! مدللاً على ذلك بذكر مسائل فقهية كثر الجدل حولها كمسألة الحكم في شد الرحال إلى قبر الرسول صلى الله عليه وسلم ابتداء ويدخله ضمناً استقبال القبر حال الدعاء؟! وحكم زيارة الآثار في المدينة النبوية؟! وما هي أسباب حدوث كحادثة تسونامي وهل هي عقوبة ربانية نتيجة اجتراء العباد على الذنوب والمعاصي والمجاهرة بها؟! أم أنها نتيجة لضعف الطبقة القشرية للكرة الأرضية في تلك المناطق؟! وقضية رؤية هلال شهر شوال وذي الحجة لعام 1425هـ وضعف الدلالات الفلكية على دخول الشهر؟! وهذا بعض مما جاء في كلام الكاتب والذي هو من وجهة نظري يحتاج إلى تمعن وروية حيث أن هذا الكلام إن كان على إطلاقه يحمل بعض المغالطات والتي منها أن بعض المثقفين ليس لديهم من العلم الشرعي والثقافة الدينية إلا ما درسوه من اجل نيل الشهادة ثم نسوه ولم يعملوا به؟! وهذا يعني أنهم غير مؤهلين لا علمياً ولا معرفياً للوقوف مع رجال العلم والفقهاء للتصدي للأحكام الشرعية ومناقشتها؟! بل إن الأدهى من ذلك أن البعض ممن ثقافتهم دنيوية لا يحسنون حتى تأدية فرائض العبادات فكيف يشاركون في صنع القرار الديني فيما يهم العامة والخاصة؟! وكتدليل على هذا القول هنا نحن نشاهد كثيراً من بعض المثقفين وعبر وسائل الإعلام المختلفة يفتون ويجتهدون في أحكام ومسائل شرعية حار فيها المحققون من علماء الإسلام؟! ثم يأتي بعض من هؤلاء المثقفين ومن خلال مقال أو حوار صحفي واحد أو جلسة على الهواء ليقول رأيه في مسائل وأحكام وقف دونها الجهابذة من العلماء ولينسف بذلك كل آرائهم وأقوالهم، فيا للعجب؟! كذلك من المؤسف المبكي انه لو سأل بعض هؤلاء المتفيقهين في مسائل ثابتة في العقيدة والعبادات والمعاملات الشرعية وعن رأي الشرع فيها لصمت وطأطأ رأسه ولم يتفوه ببنت كلمة وذلك لضحالة ثقافته الشرعية وهو قبل لحظات يتشدق بكونه حاصلاً على الشهادة الفلانية والدرجة الفلانية وقرأ لفلان وعلان؟! كذلك أرجو أن لا يكون الأستاذ (النخلي) قد نسي أن السواد الأعظم من علمائنا وفقهاء المسلمين المخلصين المتبعين للوحيين كانوا على قدر كبير من الثقافة والمعرفة بل وسبقوا أهل زمانهم في علوم كثيرة ومختلفة ولم يقفوا عند العلم الشرعي الذي برعوا فيه؟! ثم الم يقل الأستاذ (النخلي) بان الفقيه أو عالم الدين قد استطاع أن يؤدي دوراً مهماً في المجتمعات الإسلامية أكثر من غيره لكونه يعتمد على النص؟! وهذا يعني أن غيره ربما اعتمد على فلسفة خاطئة أو هوى متبع أو رأي شاذ يعارض الدليل الصريح ؟! وهذا يعني بالضرورة أن عقلاء الناس لا يقبلون من مثقف أياً كانت درجة ثقافته الخوض في مسائل ليست من تخصصه كما لا يطلبون شفاء قلوبهم وصلاح أحوال دينهم ودنياهم عند من لا يعرف العلاج والمقدار النافع منه؟! بل إن بعض الفرق التي حكمت أقوال الرجال في النصوص وتركت الدليل الصريح والنقل الصحيح لا يتقبل متبعوها والمتعصبون لمعتقدها آراء مثقفيهم في مسائلهم الدينية والتعبدية؟! إن المتتبع للأدلة الشرعية يجد أنها لم تترك شيئاً من مصالح البلاد والعباد في أمور الدين والدنيا إلا وقد وضعت له الحلول المناسبة والناس في قبول الحق والعمل على قسمين قسم يقول: {سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِير} وقسم ثان يقول: {لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا} والله الهادي إلى سواء السبيل.



مساعد بن لافي الجهني – خيبر

صحيفة المدينة الأربعاء 21 محرم 1426 - الموافق - 2 مارس 2005 - العدد (15288)