المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حكم سب الصحابة رضي الله عنهم



أبو الحجاج علاوي
12-01-2008, 09:19 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله مصطفاه

وبعد

فلقد شاع في هذه الأزمان وذاع، مسألة خطيرة عظيمة، يترتب عليها أشياء كبيرة جسيمة، وهي مسألة الكلام في الصحابة؛ بالتفسيق والتشنيع ، بل والتكفير والتبديع.

وإذا ما نظرنا بعين الفاحص الخبير، وتدبرنا هذا الكلام الخطير، وجدناه يقدح في صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم ، بل ويقدح في دين الإسلام، ويقدح في ربنا جل جلاله

وإليك التفصيل:

إذا كان الصحابة ـ كلهم أو غالبيتهم ـ من شرار الخلق؛ فما هو حال صاحبهم الذي عاش معهم فترة من الزمن؟
فهل يرضى عن قوم هم من أكفر الناس؟!
أم أنه خلال الثلاثِ والعشرين سنة التي قضاها معهم لم يربهم التربية الإسلامية الحقّة ؟!
ثم لماذا يذكر لهم من الفضائل التي قد ملأت دواوين السنة؟
فهل ذَكَرَ هذه الفضائل وهو يعرف أنهم من شرار الخلق؟!،

فهذا طعن في النبي صلى الله عليه وسلم.

والسؤال الآخر من الواسطة بيننا وبين النبي صلى الله عليه وسلم في نقل الشريعة؟
أليسوا هم؟
فما بالك بالدين الذي ينقله فساق! أو ضلال! أو كفار!،

أليس في هذا تشكيك في الدين؟!.

وأيضاً من المعلوم قطعاً أن الله سبحانه لا يختار لنبيه إلا الأفضل،
فهل اختيار الله لهم ليكونوا أصحاب نبيه صلى الله عليه وسلم ، وحملة الرسالة، وتبليغها للناس بعد وفاته،
وهم ـ كما يقول الطاعن فيهم ـ من شرار الخلق!
فهل هذا هو الأفضل للنبي صلى الله عليه وسلم؟!

تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً.

وبعد هذه المقدمة لا بد لنا أن نتعرف على حكم سب الصحابة رضوان الله عليهم

فأقول

سبّ الصحابة ينقسم إلى أنواع، كلها ضلال وفسق وطغيان،

فإذا كان السبّ بتكفير جميعهم أو معظمهم، فهو كفر بواح مُجْمَع على تكفير قائله.

وإذا كان بالطعن في دينهم، فهذا في كفره خلاف بين العلماء؛ ولكن الإجماع على فسقه وضلاله، كما قال الإمام الهيتمي رحمه الله في الصواعق المحرقة (ص 258).

وإذا كان السبّ بما لا يقدح في دينهم ـ كالجبن والبخل ـ، فصاحبه لا يكفر ولكن يؤدب ويعزر بحسب الحاجة.

قال شيخنا العلامة مشهور بن حسن حفظه الله:

"أجمع العلماء القائلون بعدم تكفير سابِّ الصحابة على أن سبّهم فسق، مع مراعاة ما يلي:

القول بتكفير من يطعن في جميع الصحابة لا محيد عنه، بل هو من المسلَّمات، إذ إنه يؤدي إلى إبطال الشريعة.....

القول بتكفير من يطعن فيهم ويعتقد كفرهم هو الصحيح.

من صادم نصاً صريحاً، وأنكر دليلاً قاطعاً؛ فلا ريب في كفره وضلاله، كمن قذف عائشة، وطعن في الخلفاء الراشدين.

من سبّ أحداً من الصحابة من حيث إنه صحابي؛ فلا شك أن في ذلك تعريضاً بسبّ النبي صلى الله عليه وسلم ، وإيذاء له..".

[ إرشاد الغبي إلى مذهب أهل البيت في صحب النبي ص70 هامش بتصرف]



قال الإمام أبو الحسين الملطي الشافعي ـ رحمه الله ـ (ت377) ـ بعد أن ساق حديثاً يدل على معاناة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ـ قال:

" إنما سقت هذا الحديث وما أشبهه؛

لتعرف كيف كان بدء هذا الدين، وتعلم المشقة فيه،

وما لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم من جهال قومه،

وكيف كانت قلوب المؤمنين من التعزيز والتوقير،

وكيف لم يَلْوِهم عن الحق أحد،

ولم يؤثروا على الله شيئاً،

وبلغ المكروه منهم ما قد تسمع بعضه،

فأين أنت يا بطّال من هؤلاء السابقين؟

وأين عملك من أعمالهم؟

وهل بقي عمل لعامل في عصرنا هذا بوقت أو لحظة من أوقاتهم وسبقهم؟

وإنما نالوا الشرف

بسبقهم إلى الإسلام،

وبذلهم النفوس،

والكل في الله،

حتى أيد الله بهم نبيه صلى الله عليه وسلم ، وأظهر بهم دينه، وأعلن بهم الحق، وأظهر بهم الصدق،

فكيف يجسر على الطعن عليهم من عرف الله ساعة في عمره؟

أم كيف يجترئ على سبّهم من يزعم أنه مسلم؟

والله سبحانه وتعالى يقول لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ ) إلى قوله ( رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ )،

فأين أنت؟

وأين لك وأهل عصرك من هؤلاء؟

هيهات أن تدرك بعض شأنهم، أو أن تبلغ مد أحدهم أو نصيفه،

فكيف! وأنت ترجع في أمرك كله إلى عقلك الفاسد، ورأيك الأعرج، فتقول:

قد فعل فلان، ولِمَ كان؟ ومِمَّ كان؟

وأنت يا جاهل!

قد ضارع قولُك قولَ إبليس حين قاس فقال: خلقتني من نار، وخلقته من طين،

فأنت تعارض كما عارض وَلِيُّك الشيطان.

ثم من أدل الأدلة أنك لو تقطّعت واجتهدت لم يصحَّ لك أصل تعتمد عليه إلا أن تكذب وتنقل الكذب، لتستريح إليه، ولا راحة لكذاب،

واللهُ جل ذكره يقول: ( قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ ) أي: لُعِنَ الكذابون،

وقال النبي صلى الله عليه وسلم "من كذب على معتمداً فليتبوأ مقعده من النار"،

وأيضاً فتأويلك القرآن على غير تأويله، وقولك فيه برأيك الفقير، ومخالفتك للسلف، وخروجك من العلم، ورجوعك إلى الجهل الذي هو أولى بك، وقولك في حجتك: روى فلان وفلان كذا وكذا،

وأهل العلم في الآفاق يردون ذلك ويُكَذِّبُونك ، من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن تقوم الساعة،

فأنت ضالّ مُضِلّ! تركت السواد الأعظم، وتركت الطريق الواضحة،

والله تعالى يقول وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) [الأنعام153]،

فهل عقلت هذا عن اللهجل ذكره ؟

أم أنت من الأخسرين الذين يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض؟

واعلم أن من كفر بآية من الكتاب فقد كفر بجميعه، ومن كفر بحديث واحد فهو كافر بصاحب الشريعة، ولن ينفعه عمل، ولا له مصير إلا إلى النار.

فالله الله في نفسك انتبه؛

ودع ما يريبك لما لا يريبك،

ولا تتبع هواك،

فليس على وجه الأرض شخص يَعْدِلُ عن السنة والجماعة والألفة؛ إلا كان متبعاً لهواه، ناقصاً عقله، خارجاً من العلم والتعارف،

فالزم الحق ترشد إن شاء الله".

[التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع ص 20-22 بتصرف]

قال أبو الحجاج عفا الله عنه :

كيف لمسلم أن يسبّهم ويطعن فيهم؟

والله لا يصدر هذا إلا من أحد رجلين: إما جاهل فيُعَلَّم، وإما صاحب هوى فيُعْلَم،

ثم نقول للطاعن فيهم: هل أنت في مستوى من تكلمت فيهم؟

أو قمت بعشر معشار ما قاموا به؟

ولقد قلت قبل:

يَا أَيُّهَا الْأَقْــــــــــــــــــزَامُ مَهْلاً إِنَّكُمْ:::::أَظْهَــــــرْتُمُ عَــــقْلاً بَلِيداً أَجْهَلا

مَنْ ذَا يُطَاوِلُ فِي السَّمَاءِ نُجُـــــــومَهَا:::::أَوْ ذَا يُـــدَانِي بِالنَّقَائِـــــصِ كُمَّلا

أَوْ ذَا يُنَاطِــــــــــــــحُ صَخْرَةً بِقُرُونِهِ:::::مَا لِلذُّبَابِ مَـــعَ الصُّقَـورِ تَحَمُّلا

اللهم يارب السماوات السبع ورب العرش العظيم إني اشهدك واشهد ملائكتك وحملة عرشك وجميع خلقك على حب الصحابة الكرام والبراءة من الطاعنين لهم اللئام .

وأسألك بهذا الحب يا ربنا أن تحشرني معهم ومع شيخهم النبي صلى الله عليه وسلم في دار كرامتك يوم لا ينفع مال ولا بنين إلا من أتي الله بقلب سليم

رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

بلاد الأفراح
12-01-2008, 11:17 PM
بارك الله فيكم ووفقكم


اللهجل ذكره

سقط سهوا فحبذا لو يصحح

حفظكم الله

.

mupmdown
12-03-2008, 04:30 PM
{مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}

bu Rashid
03-17-2009, 07:07 PM
كيف يسب الواحد الصحابة وقد امرنا الله باتباعهم قال تعالى :
وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)
سورة التوبة اية 100

وكيف يسب الواحد الصحابة وقد مدح الله من يستغفر لهم : قالى تعالى

وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ

وكيف يسب الواحد ازواج النبي ( ص ) وقد قال تعالى :
النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا) الاحزاب اية 6

فهم امهات المؤمنين .فهل الواحد يسب امه .


ومافئدة السيب اصلا وهل الله يثيب الناس على هذه الفعلة الشنيعة .

علي المهاجر
03-17-2009, 10:18 PM
هذا الموضوع اتمنا لو يقرؤه الشيعة و من معهم من الفرق الضالة ربما قد يرتدع بعضهم عن سب الصحابة و امهات المؤمنين