المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : للأمير أذنا حمــار .. !!



DirghaM
12-03-2008, 05:38 PM
للأمير أذنا حمـار ..


من منـا لم يمضي ساعات من الطفولة وهو يشاهد رسوما متحركة التي تحكي قصة ذلك الحلاق المسكين الذي جرّته الأقدار إلـى قصر الملك في مهمة مختـومة بـ " سري للغاية " .


دخل الحلاق القصر قاصدا رأس الامير لا ليقطعه بل ليهذبه ويزينه إستعدادا للعيد الذي سيخرج فيه الملك على شعبه ويجب أن يبدو في أحسن منظر قائدا شامخا وسط موكبه الرهيب ...


ولكن كانت المفاجاة اعظم مما قد يتصور .. فالأمير قبل أن يكشف عن رأسه أخذ موثقا من الحلاق ليكتمن سره وليستر ما ستر الله .. بدا الذهول على وجه الرجل المسكين .. لكن سرعان ما تلاشى وانفجر ضاحكا حين أبصر أذنا الأمير ، فصرخ بأعلى صوته الممزوج بقهقهة تهز أركان القصر .. للأمير أذنا حمار ، للأمير أذنا حمار ..


غضب الأمير واستل سيفه ليضرب عنقه .. وهنا غرقت الضحكات وما شابهها في بطن الحلاق الضحية الذي لا حول له ولا قوة .. فتراجع الأمير عندها عن تصفيته وطلب منه أن يؤدي مهمته ثم يغادر القصر راميا السر فـي أعماق محيط النسيان .. وله مقابل ذلك أجرٌ عظيم وشكر جزيل ..


أخذ الحلاق أكياس الذهب فانصرف إلى حياة الترف .. الكل في المدينة يتساءل من أين له هذا في ليلة وضحاها !! وكيف تمكن هذا الحلاق النمام من كتم سره وهو المعروف بثرثرته وإفشاء أسرار أهل القرية أجمعين !!


كانت تلك أسئلة تحيير القبيلة .. فبحثوا عن الجواب فلم يغني التجسس ولا حيلة .. فلما استيأسوا منه خلصوا نجيّا .. وقرروا أن يرموه بتهمة ويجروه إلى القاضي عصيا .. وبينما هم يمكرون به مكرا .. كان نفس الحلاق تنازعه في الأمر .. فهي أشد منهم كيدا ومكرا .. لم يذق النوم ولا الراحة وهذا السر يثقل قلبه .. لابد أن يفشيه .. لابد أن يقوله .. ولكن ....


مضى الأسبوع الأول والثاني .. لم يعد يحتمل ..فالسر يحرقه والهم يغرقه .. ينقله مما هو فيه من نعيم ويسكنه الكتمانُ أسفل الجحيم .. فخرج من بيته نحو الصحراء .. حفر حفرة فنظر ذات اليمين وذات الشمال .. فلما لم يرى حيا .. صرخ فـى ظلمات الحفرة قائلا: " للأمير أذنا حمار " ،، كررها مرات ومرات ،، حتى شعر بأنه أفشى السر .. وأحسّ براحة الخيانة التي أدمنها منذ الصغر .. اعاد التراب إلى مكانه وغطى الحفرة وعاد إلى البيت فرحا مسرورا ..


ولّى فصل الصيف .. وأتى الشتاء بالغيث ،، ثـم تبعته المصيبة ،، اقصد الربيع الذي هو موعد الهلاك للحلاق التعيس .. الربيع الذي سيحول نهاره إلى ليل ونعيمه إلى جحيم وبيته إلى قبر ..
قالوا : أنبتت الأرض في ذلك الفصل ما شاء الله أن تنبت .. فأحاطت بالمدينة الأشجار والنبات .. وبالتحديد في الحفرة التي إستودعها الحلاق السر خرجت شجيرة غريبة الشكل والمنظر ..
وفي ليلة صامتة وقبل طلوع الفجر بقليل .. صرخت الشجيرة العجيبة صرخة مدوية : " للأمير أذنا حمار " كررتها ثم كررتها فبدأ ما جاورها من النبات بالصراخ كذلك .. أستيقظ أهل القرية مفزوعين مندهشين .. فانبعث الأمير من مرقده والحلاق من مضجعه نحو الباب .. الاول يقسم لأذبحنه ، والثاني يقسم لأهربن ..


وقبل أن يتم الرجل تدثره .. قام عليه الجلاد بسيفه .. وقطع رأسه وعلقه على سور القرية .. وتحته مقال يقول : " هذا مجرم مسّ بمقدسات الدولة ":)):


وفي الصباح خرج الأمير بأذنيه الكبيرتين بلا ستر ليخطب خطبته والناس ينظرون .. ولكن من شدة الخوف كتموا ضحكاتهم .. فأنت لا تسمع لهم ولا همسا .. ولا يرفعون عينا إليه ولا رأسا ..


هذا هو الإلحاد .. فنقول للملحدين إن لأميركم اذنا حمــار ..