المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل احياء الموتى معجزة خاصة بالانبياء ام هي كرامة كذلك للاولياء



سالم
12-18-2008, 10:52 PM
قول إبن تيمية في إحياء الموتى على يد الأولياء

قال إبن تيميّة في كتاب النبوّات : ( 298 ) : ( وقد يكون إحياء الموتى على يد أتباع الأنبياء (ع) كما وقع لطائفة من هذه الأمّة ) ، وقال في النبوّات : ( 218 ) ، وهو يستعرض معجزات الأنبياء : ( فإنّه لا ريب أنّ الله خصّ الأنبياء بخصائص لا توجد لغيرهم ، ولا ريب أنّ من آياتهم ما لا يقدر أن يأتي به غير الأنبياء ... كالناقة التي لصالح فإنّ تلك الآية لم تكن مثلها لغيره ، وهو خروج ناقة من الأرض بخلاف إحياء الموتى فإنّه اشترك فيه كثير من الأنبياء والصالحين ). كتاب النبوات

http://arabic.islamicweb.com/Books/taimiya.asp?book=373&id=212

ايمان نور
12-19-2008, 12:17 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
نعم ذكرت تلك المسألة هنا أثناء شرح معنى العلم اللدنى
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=13044

سالم
12-19-2008, 08:20 PM
شكرا على الرابط

ايمان نور

سالم
12-19-2008, 08:22 PM
كرامات الأولياء


الشيخ/ ناصر بن محمد الأحمد


المـــصــــدر

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد: فإن العقيدة التي أمرنا الله بها، هي التي جاءت في كتابه، والعقيدة التي جاء بها رسولنا -صلى الله عليه وسلم- والتي أمرنا بإتباعه وإلا هلكنا، هي التي نطقت بها أحاديثه الصحيحة الثابتة عنه -صلى الله عليه وسلم-، سواء كانت متواترة أو آحاداً، فنحن أهل السنة والجماعة نأخذ بها كلها، خلافاً لبعض المبتدعة الذين لا يأخذون مسائل الاعتقاد من أحاديث الآحاد.
ومن جمله ما أمرنا باعتباره وأخذه، مسألة الكرامات التي هي محل بحثنا هذا. كرامات الصالحين وأولياء الله -عز وجل-. وقد عد علماء السلف هذه المسألة، من جمله ما يعتقده أهل السنة والجماعة، قال شيخ الإسلام ابن تيميه -رحمه الله- تعالى في العقيدة الواسطية، ومن أصول أهل السنة التصديق بكرامات الأولياء وما يجرى الله على أيديهم من خوارق العادات" (1).

وقال الإمام الطحاوي -رحمه الله- تعالى في عقيدته المشهورة بالطحاوية "ونؤمن بما جاء من كراماتهم وصح عن الثقات من رواياتهم" (2).

وقال السفاريني -رحمه الله- تعالى في منظومته :


وكل خارق أتى عند صالح *** من تابع لشرعنا وناصح
فإنها من الكرامات التي *** بها نقول فاقف للأدلة
ومن نفاها من ذوى الضلال *** فقد أتى في ذاك بالمحال
فإنها شهيرة ولم تزل *** في كل عصر يا شقا أهل الزلل
(3)

إلى غير ذلك من أقوال السلف في هذا الباب، وقد خصص الإمام اللالكائي في كتابه شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة جزءاً خاصاً بكرامات الأولياء نقل فيها من الأحاديث والآثار أمراً عجباً، وقبله وبعده فمن كتب في عقيدة السلف أو في الرد على من خالفهم.

فأهل السنة والجماعة يؤمنون بأن الكرامات والخوارق قد تحصل بأمر الله -جل وتعالى- لبعض أولياءه ولبعض عباده الصالحين لحكم جليلة سنبينها بالتفصيل إن شاء الله تعالى في هذا البحث المتواضع.
وبعد هذا الإجمال فقد آن الشروع في التفصيل.

كرامات الأولياء :

وقبل الشروع في ذكر تفاصيل هذه المسألة، كان لزاماً أن نبدأ بتعريف كلٍ من الكرامة ثم الولاية لتتضح الصورة تماماً.

أولاً: الكرامة:

قال ابن منظور: الكريم من صفات الله وأسمائه وهو الكثير الخير الجواد المعطي الذي لا ينفذ عطاؤه (4).
أما الكرامة فتعريفها أنها: أمر خارق للعادة غير مقرون بدعوى النبوة يظهر على يد عبد ظاهر الصلاح ملتزم المتابعة لنبي كلف بشريعته مصحوباً بصحة الاعتقاد والعمل الصالح علم بها أو لم يعلم ولا تدل على غيره لجواز سلبها وأن تكون استدراجاً. (5).

وقال السفارينى " الكرامة وهى أمر خارق للعادة غير مقرون بدعوى النبوة ولا هو مقدمة يظهر على يد عبد ظاهر الصلاح علم بها ذلك العبد الصالح أم لم يعلم "(6).

ثانياً: الولاية :

إنه لا تعريف للأولياء أحسن من قول الله تعالى: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [(62-64) سورة يونس] " فالولاية مرتبة في الدين عظيمة لا يبلغها إلا من قام بالدين ظاهراً وباطناً" فالولاية لها جانبان:

- جانب يتعلق بالعبد: وهو القيام بالأوامر واجتناب النواهي ثم التدرج في مراقي العبودية بالنوافل.

- وجانب يتعلق بالرب -سبحانه وتعالى-: وهو محبة هذا العبد ونصرته وتثبيته على الاستقامة.

فالولي هو ذلك العبد الذي آمن بالله -عز وجل-: أي صدق به وبما جاء عنه سبحانه في كتابه الكريم وعلى لسان رسوله -صلى الله عليه وسلم- والتزم بشرعه ظاهراً وباطناً ثم داوم على ذلك بمراقبة الله سبحانه وملازمة التقوى والحذر من الوقوع فيما يسخطه عليه من تقصير في واجب أو ارتكاب لمحرم هذا العبد هو ولي الله -سبحانه وتعالى- يحبه وينصره ويبشره برضوانه وجنته. وعند فراقه للدنيا يرتفع عنه الخوف والحزن لما يكشف له من رحمة الله وبشارته.

وهذا المعنى يؤكده الحديث القدسي الذي أورده البخاري في صحيحه: ((من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشى بها وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه)).

فهذا الحديث تضمن المعاني التي في الآية الكريمة:

جانب العبد: وهو أداء الفرائض ثم التقرب بالنوافل، وجانب الرب -عز وجل-: وهو محبته لذلك العبد ونصرته وتأييده ورعايته له في كل موقف وحفظه لجوارحه فيصبح عبداً محفوظاً في جميع جوارحه، وهذا معنى قوله -صلى الله عليه وسلم- لابن عباس -رضي الله عنهما-، ((يا غلام احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك..))(7).

إن كرامات الأولياء:

- قد تكون تأييداً وتثبيتاً للشخص.

- وقد تكون تأييداً للحق.

ولهذا كانت الكرامات في التابعيين ومن جاء بعدهم أكثر من الصحابة، لأن الصحابة عندهم من التثبيت ما يستغنون به عن الكرامات.

فالعاقل الذي يطلب الاستقامة لا الكرامة.

قال أبو علي الجوزجانى: "كن طالباً للاستقامة لا طالباً للكرامة، فإن نفسك منجبلة على طلب الكرامة، وربك يطلب منك الاستقامة".

قال الشيخ السهروردي فى عوارفه: "وهذا الذي ذكره أصل عظيم كبير في الباب، وسر غفل عن حقيقته كثير من أهل السلوك والطلاب، وذلك أن المجتهدين والمتعبدين سمعوا عن سلف الصالحين المتقدمين وما منحوا به من الكرامات وخوارق العادات فأبداً نفوسهم لا تزال تتطلع إلى شيء من ذلك، ويحبون أن يرزقوا شيئاً من ذلك، ولعل أحدهم يبقى منكسر القلب متهماً لنفسه في صحة عمله حيث لم يكاشف بشيء من ذلك ولو علموا سر ذلك لهان عليهم الأمر، فيعلم أن الله يفتح على بعض المجاهدين الصادقين من ذلك باباً، والحكمة فيه أن يزداد بما يرى من خوارق العادات وآثار القدرة تفننا، فيقوى عزمه على هذا الزهد في الدنيا والخروج من دواعي الهوى وقد يكون بعض عباده يكاشف بصدق اليقين ويرفع عن قلبه الحجاب ومن كوشف بصدق اليقين أغنى بذلك عن رؤية خرق العادات، لأن المراد منها كان حصول اليقين، وقد حصل اليقين فلو كوشف هذا المرزوق صدق اليقين بشيء من ذلك لازداد يقيناً، فلا تقتضي الحكمة كشف القدرة بخوارق العادات لهذا الموضوع استغناء به وتقتضي الحكمة كشف ذلك الآخر لموضع حاجته، وكان هذا الثاني يكون أتم استعداداً وأهلية من الأول، فسبيل الصادق مطالبة النفس بالاستقامة، فهي كل الكرامة ثم إذا وقع في طريقه شيء خارق كان كأن لم يقع فما يبالي ولا ينقص بذلك.
وإنما ينقص بالإخلال بواجب حق الاستقامة" (8).

الكرامة قسمان :-"

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- تعالى في العقيدة الواسطية: "ومن أصول أهل السنة والجماعة التصديق بكرامات الأولياء وما يجري الله على أيديهم من خوارق العادات في أنواع العلوم والمكاشفات وأنواع القدرة والتأثيرات..."

أثبت شيخ الإسلام -رحمه الله- في هذا المقطع من عقيدته أن الكرامة قسمان:

1- قسم يتعلق بالعلوم والمكاشفات.

2- قسم يتعلق بالقدرة والتأثيرات.

أما القسم الأول فهو أن يحصل للإنسان من العلوم ما لا يحصل لغيره، والمكاشفات أن يكشف له من الأمور مالا يحصل لغيره.

مثال الأول: وهو أن يحصل للإنسان من العلوم ما لا يحصل لغيره: ما ورد عن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- أن الله أطلعه على ما في بطن زوجته من الحمل، أعلمه الله بأنه أنثى.

ومثال الثاني: وهو أن يحصل للإنسان من الكشف ما لا يحصل لغيره: ما حصل للفاروق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في قصته المشهورة: "يا سارية الجبل".

وما حصل للرسول -صلى الله عليه وسلم- من المكاشفات في غزوة مؤتة عندما أخبر وهو في المدينة بمقتل القواد الثلاثة، وأنه تسلم الراية بعد جعفر خالد بن الوليد.

أما القسم الثاني من أقسام الكرامات، وهو ما يتعلق بالقدرة والتأثيرات، فهو كما قال العلماء عن شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- تعالى رحمة واسعة، وما أعطي من قوة في المناظرة والتأثير على الخصم من العلوم العقلية والنقلية، حتى قالوا أنه لم ينقطع -رحمه الله- يوماً من الدهر وهو يناظر خصمه. حتى أنه كان يخصم الذي أمامه من أقواله ومذهبه، ولاشك أن هذا مما فتح الله به على شيخ الإسلام من الكرامات.

وهذا القسم من الكرامات، ينال شيئاً منه الواحد منا والله المستعان في بعض المناسبات ونحن الضعاف المهازيل فأحياناً تقوم وتتكلم في مناسبةٍ ما، دون ما إعداد فتتكلم بكلام رصين متين قوي، وتأتي بالأدلة والشواهد حتى أنك أنت تستغرب من نفسك كيف خرج منك مثل هذا الكلام، الذي لو أعددت له ما كان بهذه القوة والرصانة والمتانة. لاشك بأن هذا مما يفتح الله به على العبد، وليس هو بحول العبد ولا بقوته. وإن حصل شيء من هذا لأحدنا في بعض الأحايين فأيضاً ينبغي له ألا يغتر بنفسه فربما يكون استدراجاً له، وربما يكون هذا من تأييد الله -جل وتعالى- للحق لا للشخص.

فوائد الكرامات:

إن الكرامات لا تحصل عبثاً دون حكم وفوائد، وقد لخص العلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي فوائد الكرامات في ثلاث قضايا، ذكرها -رحمه الله- في تعليقه على العقيدة الواسطية فقال -رحمه الله-: " أعظمها الدلالة على كمال قدرة الله ونفوذ مشيئته وكما أن لله سنناً وأسباباً تقتضى مسبباتها الموضوعة لها شرعاً وقدراً فإن لله أيضاً سنناً أخرى لا يقع عليها علم البشر ولا تدركها أعمالهم وأسبابهم. فمعجزات الأنبياء وكرامات الأوليات بل وأيام الله وعقوباته في أعدائه الخارقة للعادة كلها تدل دلالة واضحة أن الأمر كله لله والتقدير والتدبير كله لله، وأن لله سنناً لا يعلمها بشر ولا ملك. فمن ذلك قصة أصحاب الكهف والنوم الذي أوقعه الله بهم تلك المدة العظيمة وقيض أسباباً متنوعة لحفظ دينهم وأبدانهم كما ذكر الله في قصتهم. ومنها ما أكرم الله به مريم بنت عمران وأنه {كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ} [(37) سورة آل عمران]، . وكذلك حملها وولادتها بعيسى على ذلك الوصف الذي ذكر الله، وكلامه في المهد هذا فيه كرامة لمريم ومعجزة لعيسى -عليه السلام-. وكذلك هبته تعالى الولد لإبراهيم من سارة وهى عجوز عقيم على كبره، كما وهب لزكريا يحيى على كبره وعقم زوجته، وهذه معجزة للنبي وكرامة لزوجته. وقد أطال شيخ الإسلام -رحمه الله- النفس وبسط الكلام في هذا الموضوع في كتابه - الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، وذكر قصصاً كثيرة متوافرة تدل على هذه القضية الثانية: أن وقوع الكرامات للأولياء في الحقيقة معجزات للأنبياء لأن تلك الكرامات لم تحصل لهم إلا ببركة متابعة نبيهم الذي نالوا به خيراً كثيراً من جملتها الكرامات.

الثالثة: أن كرامات الأولياء هي من البشرى المعجلة في الحياة الدنيا كما قال تعالى: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا} [(64) سورة يونس] وهى على قول بعض المفسرين: كل أمر يدل على ولايتهم وحسن عاقبتهم، ومن ذلك الكرامات، ولم تزل الكرامات موجودة لم تنقطع في أي وقت وفي أي زمن وقد رأى الناس منها العجائب والأمور الكثيرة"(9).

وهناك تعليق نفيس للشيخ/ ابن عثيمين على الواسطية ذكرها في أشرطته تتعلق بالنقطة الثانية وهو أن الكرامة للولي معجزة للنبي، قال حفظه الله: "كل كرامة لولي فهي آية للنبي الذي اتبعه، ولهذا قال بعض العلماء إن ما جرى من كرامات للأولياء من هذه الأمة فهي آيات للرسول -صلى الله عليه وسلم-" وقال بعض العلماء أنه ما من آية لنبي من الأنبياء السابقين إلا ولرسول الله -صلى الله عليه وسلم- مثلها، فالرسول مثلاً لم يلق في النار فيخرج حياً كما حصل لإبراهيم -عليه السلام- فقالوا جرى ذلك لأتباع الرسول -صلى الله عليه وسلم- كذلك فلق البحر لموسى -عليه السلام- حصل لأتباع الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمور في البحر أعظم مما حصل لموسى -عليه السلام- وهو المشي على الماء، كذلك إحياء الموتى لعيسى -عليه السلام- حصل لأتباع الرسول -صلى الله عليه وسلم- مثلها، كذلك الرجل الذي أحيا الله له فرسه حتى بلغ أهله، كذلك إبراء الأكمه وإعادة البصر حصل للرسول -صلى الله عليه وسلم- نفسه.

ضوابط الكرامة :

ليس كل ما يظهر على أيدي الصالحين أو غيرهم يكون كرامة، بل قد تكون غواية من الشيطان أو إضلالاً من بعض الجن، ولذا فقد وضع الدكتور أحمد بن سعد حمدان محقق كتاب اللالكائي - شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة- مقدمة في الجزء التاسع منه خاصة بموضوع الكرامات فوضع حفظه الله أربعة ضوابط مهمة:

1-أن يكون صاحبها مؤمناً متقياً:

وهو الوصف الذي ذكره الله -عز وجل- في كتابه بقوله تعالى: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ} [(62-63) سورة يونس].

فيؤدى ما افترضه الله -عز وجل- عليه من الفروض والواجبات ويجتنب ما نهاه الله -عز وجل- عنه من المحرمات ثم يترقي في سلم العبودية بعمل المستحبات وترك المكروهات حتى يحقق معنى الولاية.

قال شيخ الإسلام: وليس لله ولي إلا من اتبعه باطناً وظاهراً فصدقه فيما أخبر به من الغيوب والتزم طاعته فيما فرض على الخلق من أداء الواجبات وترك المحرمات.

2- أن لا يدعي صاحبها الولاية:

الولاية هي درجة تتعلق بفعل الرب -عز وجل- وفعل العبد، والعبد كما ذكرنا يترقي في سلم العبودية بنقل الطاعات وترك المخالفات، وهو لا يعلم عن الله -عز وجل- وهل قبل الله من العبد عمله فرفعه به أم لم يقبله منه.

فدعوى الولاية هي دعوى علم الغيب أولاً، ثم إنها تزكية للنفس ثانياً، وقد قال الله -عز وجل-: {فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} [(32) سورة النجم].

3- أن لا تكون سبباً في ترك شيء من الواجبات:

الكرامة يحصل عليها الولي بسبب طاعته لله -عز وجل- بإيمانه وتقواه، ويلزم من ذلك أن لا تخالف ما كان سبباً في حصولها.

4- أن لا تخالف أمراً من أمور الدين:

فلو رأى في المنام أو في اليقظة أن شخصاً في صورة نبي أو ملك أو صالح يقول له: قد أبحت لك الحرام، أو حرمت عليك الحلال، أو أسقطت عنك التكاليف، أو نحو ذلك لم يصدقه. فإن ذلك من الشيطان إذ أن شريعة الله -عز وجل- باقية إلى يوم القيامة من غير نسخ فما رأى الإنسان يقظةً أو مناماً يخالف ذلك فينبغي أن يعرف أنه من الشيطان (10).

الأشخاص الذين تظهر على أيديهم الخوارق: (11).

ليس كل من ظهر على يديه أمر خارق للعادة كان ولياً، ولذا فيمكن تصنيف أصحاب الخوارق إلى عدة أقسام على النحو التالي:

1- أناس صالحون ملتزمون بالشريعة الإسلامية ظاهراً وباطناً قد آمنوا بالله -عز وجل- وبما أمرهم أن يؤمنوا به وعملوا بما أمروا أن يعملوه ويعبدون الله -عز وجل- على وجل وخشية أن لا يتقبل منهم.
قد اتخذوا من حياة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قدوة يسيرون على منهاجها، ولا يدعون لأنفسهم مكانة زائدة على أفراد الأمة ولا يزكون أنفسهم، فهؤلاء هم أهل كرامة الله -عز وجل- وأهل توفيقه وليس فوق هداية العبد لطاعة الله -عز وجل- منزلة يتطلع إليها الإنسان المسلم.
2- قسم فاسق استخدموا الشياطين واستخدمتهم الشياطين إما عن طريق السحر أو ما شابه ذلك من الوسائل المحرمة. فهؤلاء قد اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله -عز وجل- وباعوا دينهم بما تقدمه لهم الشياطين مخاريق وبما تعينهم عليه من أعمال.

وهذا الصنف قد يظهر على حقيقته أمام الناس ويهمل الواجبات الشرعية ويرتكب المحذورات المحرمة وهذا كاف في بيان حاله وأنه ليس أهلاً للكرامة ولا للولاية لمخالفة سلوكه لسلوك أولياء الله -عز وجل-.

3- قسم كفار، استعملوا وسائل متعددة كالقسم السابق إلا أن هؤلاء يعملون ما يعملون لإفساد عقائد المسلمين فيظهرون لهم في مظهر الزهاد الصالحين ويظهرون لهم من السحر والشعوذة، ما يخدعونهم به ثم يبثون فيهم عقائد الشرك والضلال تحت ستار "الولاية" والناس ينخدعون بما يرونه يظهر على يديه من الأعمال الغريبة والمخاريق العجيبة.

4- وقسم عباد جهلة، أغواهم الشيطان، وهؤلاء ليس لديهم من العلم الشيء الذي يجعلهم يميزون فهؤلاء لا يفرقون بين ما هو كرامة، وما هو من خداع الشيطان.

فإذا رأوا أمراً غريباً أو سمعوا صوتاً ظنوا أن هذا ملك يخاطبهم، وما علموا بأن الشيطان قد يتمثل في صورة دابة، وكل هذا من مكر الشيطان بعباد الكرامات والذين ليس لديهم من العلم الشرعي ما يفرقون به بين الحق والباطل.


بين المعجزة والكرامة:

اسم المعجزة يعم كل خارق للعادة في اللغة وأيضاً في عرف الأئمة المتقدمين كالإمام أحمد وغيره، ويسمونها الآيات لكن كثيراً من المتأخرين يفرق في اللفظ بينهما، فيجعل المعجزة للنبي والكرامة للولي. وجماعهما الأمر الخارق للعادة.

فالمعجزة، أمر خارق للعادة مقرون بالتحدي سالم من المعارضة والمعجزة تكون حسية وتكون معنوية.

فالحسية هي المشاهدة بالبصر، كخروج الناقة، وانقلاب عصى موسى حية.

أما المعنوية، كمعجزة القرآن.

وقد أوتي نبينا -صلى الله عليه وسلم- من كل ذلك، فمن المحسوسات: انشقاق القمر، وحنين الجذع، ونبع الماء من بين أصابعه، وتسبيح الطعام، وغيرها.

ومن المعنويات. المعجزة الباقية الخالدة وهو القرآن.

أما الكرامات، فهي للأنبياء وللأولياء، وثبوتها للأولياء حق، وهو ظهور الأمر الخارق للعادة على أيديهم، وإن لم يعلموا كقصة أصحاب الكهف وأصحاب الصخرة، وكلها معجزات لأنبيائهم وكنداء عمر لسارية وككتابته إلى نيل مصر، وكخيل العلاء بن الحضرمي، وسيأتي تفصيل هذه بعد قليل بزيادة إيضاح وأمثله.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- "فما كان من الخوارق من باب العلم، فتارة بأن يسمع العبد ما لا يسمعه غيره وتارة بأن يرى ما لا يراه غيره يقظة ومناماً، وتارة بأن يعلم ما لا يعلم غيره وحياً وإلهاماً أو إنزال علم ضروري أو فراسة صادقه، ويسمى كشفاً ومشاهدات ومكاشفات ومخاطبات، فالسماع مخاطبات والرؤية مشاهدات والعلم مكاشفة، وما كان من باب القدرة فهو التأثير، وقد يكون همة وصدقاً ودعوة مجابة، وقد يكون من فعل الله الذي لا تأثير له فيه بحال، مثل هلاك عدوه بغير أثر فيه كقوله: ((من عادى لي ولياً فقد بارزني بالمحاربة)) (12). ومثل تذليل النفوس له ومحبتها إياه ونحو ذلك. وكذلك ما كان من باب العلم والكشف قد يكشف لغيره من حاله بعض أمور، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في المبشرات: ((هي الرؤيا الصالحة يراها الرجل الصالح أو ترى له)) (13). وكما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((أنتم شهداء الله في الأرض))(14).

وقد جمع لنبينا -صلى الله عليه وسلم- جميع أنواع المعجزات والخوارق أما العلم والأخبار الغيبية والسماع والرؤية فمثل إخبار نبينا -صلى الله عليه وسلم- عن الأنبياء المتقدمين وأممهم ومخاطباته لهم وأحواله معهم، وكذلك إخباره عن أمور الربوبية والملائكة والجنة والنار بما يوافق الأنبياء قبله من غير تعلم منهم، فإخباره عن الأمور الغائبة ماضيها وحاضرها هو من باب العلم الخارق، وكذلك إخباره عن الأمور المستقبلة مثل: مملكة أمته وزوال مملكة فارس والروم، وقتال الترك وألوف مؤلفة من الأخبار التي أخبر بها مذكور بعضها في كتب دلائل النبوة لأبي نعيم والبيهقي" انتهى(15).

وقال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز حفظه الله تعالى وأطال في عمره: " الفرق بين المعجزة والكرامة والأحوال الشيطانية الخارقة للعادة على يد السحرة والمشعوذين: أن المعجزة هي ما يجري الله على أيدي الرسل والأنبياء من خوارق العادات التي يتحدَّون بها العباد ويختبرون بها ويخبرون بها عن الله لتصديق ما بعثهم به ويؤيدهم بها سبحانه كانشقاق القمر ونزول القرآن فإن القرآن هو أعظم معجزة لرسولٍ على الإطلاق ولحنين الجذع ونبوع الماء من بين أصابعه وغير ذلك من المعجزات الكثيرة.

وأما الكرامة فهي ما يجري الله على أيدي أوليائه المؤمنين من خوارق العادات كالعلم والقدرة وغير ذلك كالظلة التي وقعت على أسيد بن الحضير حين قراءته القرآن وكإضاءة النور لعباد بن بشر وأسيد بن حضير حين انصرفا من عند النبي -صلى الله عليه وسلم- فلما افترقا أضاء لكل واحد منهما طرف سوطه، وشرط كونها كرامة أن يكون من جرت على يده هذه الكرامة مستقيماً على الإيمان ومتابعة الشريعة فإن كان خلاف ذلك فالجاري على يده من الخوارق يكون من الأحوال الشيطانية ثم ليعلم أن عدم حصول الكرامة لبعض المسلمين لا يدل على نقص إيمانهم لأن الكرامة إنما تقع لأسباب:
منها: تقوية إيمان العبد وتثبيته ولهذا لم ير كثير من الصحابة شيئاً من الكرامات لقوة إيمانهم وكمال يقينهم. ومنها: إقامة الحجة على العدو كما حصل لخالد لما أكل السم وكان قد حاصر حصناً فامتنعوا عليه حتى يأكله، فأكله وفتح الحصن، ومثل ذلك ما جرى لأبي مسلم الخراسانى لما ألقاه الأسود العنسي في النار فأنجاه الله من ذلك لحاجته إلى تلك الكرامة، وكقصة أم أيمن لما خرجت مهاجرة واشتد بها العطش سمعت حساً من فوقها فرفعت رأسها فإذا هي بدلو من ماء فشربت منها ثم رفعت.

وقد تكون الكرامة ابتلاء فيسعد بها قوم ويشقى بها آخرون، وقد يسعد بها صاحبها إن شكر، وقد يهلك إن أعجب ولم يستقم" (16). انتهى كلامه حفظه الله.

وقال الشيخ/ عبد العزيز السلمان: "ويفرق بينها وبين المعجزة بأن المعجزة تكون مقرونة بدعوى النبوة بخلاف الكرامة". (17).

صور من المعجزات والكرامات:

فأولاً هذه بعض معجزات رسولنا -صلى الله عليه وسلم-:

- روى مسلم في صحيحه من حديث جابر -رضي الله عنه- قال: سرنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى نزلنا وادياً أفيح فذهب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقضي حاجته فاتبعته بإداوة من ماء فنظر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلم ير شيئاً يستتر فإذا شجرتان بشاطئ الوادي فانطلق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى إحداهما، فأخذ بغصنين من أغصانها فقال: ((انقادي عليَّ بإذن الله)) فانقادت معه كالبعير المخشوم الذى يصانع قائده حتى أتى الشجرة الأخرى، فأخذ بعض أغصانها، فقال: ((انقادي عليَّ بإذن الله)) فانقادت كذلك حتى إذا كان بالمنتصف فيما بينهما لأَم بينهما حتى جمع بينهما، فقال: ((التئما عليَّ بإذن الله)) فالتأمتا عليه فخرجت أحضر مخافة أن يحس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقربى فتباعدت فجلست أحدث نفس فحانت مني لفتة فإذا أنا برسول الله -صلى الله عليه وسلم- مقبلاً وإذا الشجرتان قد افترقتا فقامت كل واحدة منهما على ساق".

- ولما انكسرت رجل عبد الله بن عتيك -رضي الله عنه- بعد ما قتل أبا رافع الذي يؤذي النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: فانتهيت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فحدثته فقال لي: ((أبسط رجلك)) فبسطت رجلي فمسحها فكأنها لم أشتكها قط.

- وفى الترمذى عن علي -رضي الله عنه- قال: كنت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمكة فخرجنا في بعض نواحيها فما استقبله شجر ولا جبل إلا وهو يقول السلام عليك يا رسول الله.
- وجاء أعرابي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: بم أعرف أنك نبي؟ قال: ((إن دعوت هذا العذق من هذه النخلة أتشهد أني رسول الله؟)) قال نعم، فدعاها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فجعل ينزل من النخلة حتى سقط إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم قال: ((ارجع)) فعاد، فأسلم الأعرابي.

- وقصة ارتجاف أحد: وذلك أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صعد أحداً ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((أثبت أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان)).

- وقصة ماء الركوة: وهى ما ورد عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: عطش الناس يوم الحديبية والنبي -صلى الله عليه وسلم- بين يديه ركوة فتوضأ فجهش الناس نحوه فقال: ((ما لكم؟)) قالوا: ليس عندنا ماء نتوضأ ولا نشرب إلا ما بين يديك، قال جابر: فوضع النبي -صلى الله عليه وسلم- يده في الركوة فجعل الماء يثور بين أصابعه كأمثال العيون، فشربنا وتوضأنا، قال سالم: قلت لجابر: كم كنتم قال: لو كنا مائة ألف لكفانا، كنا خمس عشرة مائة.

- وقصة عكاشة بن محصن بن حرشان الأسدي حينما اندفع يقاتل المشركين يوم بدر ويحصد فيهم حصدا حتى انكسر سيفه فلم يثنه ذلك عن خوض المعركة ولم يتخذ من كسر سيفه فلم يثنه ذلك عن خوض المعركة ولم يتخذ من كسر سيفه معذرة عند القتال فجاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- يخبره بكسر سيفه وإرادة غيره فدفع -صلى الله عليه وسلم- جذلاً من حطب فقال له: ((قاتل بهذا يا عكاشة)) فلما أخذه عكاشة من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هزه فعاد في يده سيفاً صارماً طويل القامة شديد المتن أبيض الحديدة فقاتل به -رضي الله عنه- حتى فتح الله تعالى على المسلمين ولم يزل عنده ذلك السيف يشهد به المشاهد مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى استشهد في قتال الردة في خلافة أبى بكر الصديق -رضي الله عنه-.

- وقصة حنين الجذع: ما ورد عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أن امرأة من الأنصار قالت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ألا أجعل لك شيئاً تقعد عليه فإن لي غلاماً نجاراً قال: ((إن شئت)) قال فعملت له المنبر، فلما كان يوم الجمعة وقف النبي -صلى الله عليه وسلم- على المنبر الذي صنع، فصاحت النخلة التي كان يخطب عندها حتى كادت أن تنشق فنزل النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى أخذها فضمها إليه فجعلت تئن أنين الصبي الذي يسكت.

- وقصة قتادة بن النعمان: فعن أبى سعيد الخدري أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خرج ذاك ليلة لصلاة العشاء وهاجت الظلماء من السماء وبرقت برقة فرأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قتادة بن النعمان فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((قتادة؟)) قال: نعم يا رسول الله، علمت أن شاهد الصلاة الليلة قليل فأحببت أن أشهدها، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إذا انصرفت فأتني)) فلما انصرف أعطاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عرجوناً وقال: ((خذه فسيضيء أمامك عشراً وخلفك عشراً)).

- وقصة أبى جابر: وهى ما ورد عند جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: توفى أبي شهيداً في أحد وعليه دين فاستعنت النبي -صلى الله عليه وسلم- على غرمائه أن يضعوا من دينه فطلب النبي -صلى الله عليه وسلم- فلم يفعلوا فقال لي النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((اذهب فصنف تمرك أصنافاً، العجوة على حدة وعذق زيد على حدة -أنواع التمر- ثم أرسل إلي)) قال جابر: ففعلت ثم أرسلت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فجلس على أعلاه أو في وسطه ثم قال: ((كِلْ للقوم)) قال جابر: فكلتهم حتى أوفيتهم الذي لهم وبقي تمري كأن لم ينقص منه شيء.
- ومن ذلك مجيء المطر في مسيره -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه إلى بدر وكان للمسلمين نعمة وقوة وعلى الكفار بلاء ونقمه.

- ورميه -صلى الله عليه وسلم- المشركين بالحصى والتراب حتى عمت رميته الجمع وتقليل المشركين في أعين المؤمنين، وإشارة النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى مصارع المشركين بقوله: ((هذا مصرع فلان هذا مصرع فلان)) فرأى المسلمون ذلك على ما أشار إليه وذكره.
- وقصه لبن أهل الصفة، وذلك أن أبا هريرة قعد يوماً على الطريق فمر به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فتبسم حين رآه وعرف ما في نفسه وما في وجهه ثم قال: ((يا أبا هريرة)) قلت: لبيك يا رسول الله قال: ((الحقْ)) ومضى فتبعته فاستأذن فأذن لي فدخل فوجد لبناً في قدح، فقال: ((من أين هذا اللبن؟)) قالوا: من فلان أو فلانة قال: ((أبا هر)) قلت: لبيك يا رسول الله، قال: ((الحق إلى أهل الصفة فادعهم لي)) قال أبو هريرة: فساءني ذلك فقلت وما هذا اللبن في أهل الصفة كنت أحق أنا أن أصيب من هذا اللبن شربة أتقوى بها، فإذا جاؤوا أمرني فكنت أنا أعطيهم وما عسى أن يبلغني من هذا اللبن قال فأتيتهم فدعوتهم فأقبلوا فاستأذنوا فأذن لهم وأخذوا مجالسهم من البيت فقال: ((يا أبا هريرة)) قلت: لبيك يا رسول الله قال: ((خذ فأعطهم)) قال فأخذت القدح، فجعلت أعطيه الرجل فيشرب حتى يروى ثم يرد على القدح، حتى انتهيت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وقد روي القوم كلهم فأخذ القدح فوضعه على يده فنظر إلي فتبسم فقال: ((يا أبا هر)) قلت: لبيك يا رسول الله، قال: ((بقيت أنا وأنت)) قلت: صدقت يا رسول الله، قال: ((أقعد فاشرب)) فقعدت فشربت، فقال: ((اشرب)) فشربت. فما زال يقول اشرب حتى قلت لا والذي بعثك بالحق ما أجد له مسلكا، قال: ((فأرني)) فأعطيته القدح فحمد الله وسمى وشرب الفضلة -صلى الله عليه وسلم-.

- ومن ذلك رد عين قتادة بن النعمان فقد أصيبت عينه في غزوة أحد حتى وقعت على وجنته فردها النبي -صلى الله عليه وسلم- فكانت أحسن عينيه وأحدَّهما نظراً وفى ذلك يقول ابنه:


أنا ابن الذي سالت على الخد عينه *** فردت بكف المصطفى أحسن الرد
فعادت كما كانت لأول أمرها *** فيا حسن ما عين ويا حسن ما خد

- وقال رفاعة بن رافع رميت بسهم يوم بدر ففقئت عيني فبصق فيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ودعا لي فما آذاني منها شيء بعد.

- ومن ذلك استسقاؤه واستصحاؤه -صلى الله عليه وسلم-ففي الصحيحين عن أنس أنه -صلى الله عليه وسلم- رفع يديه ثم قال: ((اللهم أغثنا اللهم أغثنا)) قال أنس: والله ما نرى في السماء من سحاب ولا من قزعة وإن السماء مثل الزجاجة وما بيننا وبين سلع من دار، فو الذي نفسي بيده ما وضع يديه حتى ثار السحاب أمثال الجبال، ثم لم ينزل من منبره حتى رأيت المطر يتحدر عن لحيته.

- ومن ذلك ما في غزوة خيبر من أنه -صلى الله عليه وسلم- أرسل إلى علي وهو أرمد فبصق في عينيه فبرئ كأن لم يكن به وجع.

- وقصة طعام جابر -رضي الله عنه- معروفه مشهورة.

ولقد صدق من قال:


محمد المبعوث للناس رحمة *** يشيد ما أوهى الضلال ويصلحُ
لئن سبَّحت صمُّ الجبال مجيبة *** لداود أو لان الحديد المصفحُ
فإن الصخور الصمَّ لانت لكفه *** وإن الحصا في كفه ليسبحُ
وإن كان موسى أنبع الماء بالعصا *** فمن كفه قد أصبح الماء يطفحُ
وإن كانت الريح الرخاء مطيعة *** سليمان لا تألو تروح وتسرحُ
فإن الصبا كانت لنصر نبينا *** برعبٍ على شهرٍ به الخصم يكدحُ
وإن أوتي الملك العظيم وسخرت *** له الجن تشفي مارضيه وتلدحُ
وإن كان إبراهيم أعطي خلة *** وموسى بتكليم على الطور يمنحُ
فهذا حبيب بل خليل مكلم *** وخصص بالرؤيا وبالحق أشرحُ
وخصص بالحوض العظيم وباللوا *** ويشفع للعاصين والنار تلفحُ
وبالمقعد الأعلى المقرب عنده *** عطاء ببشراه أقر وأفرحُ
وبالرتبة العليا الأسيلة دونها *** مراتب أرباب المواهب تلمحُ
وفى جنة الفردوس أول داخل *** له سائر الأبواب بالخار تفتحُ


ثانياً: نماذج من كرامات الأولياء:

- قصة سفينة مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ركبنا البحر في سفينة فانكسرت السفينة فركبت لوحاً من ألواحها فطرحني في أجمة فيها أسد، فلم يرعني إلا به فقلت: يا أبا الحارث أنا مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فطأطأ رأسه وغمز بمنكبه شقي، فما زال يغمزني ويهديني الطريق حتى وضعني على الطريق وهمهم فظننت أنه يودعني.

- ومنها قصة أبي مسلم الخولاني فإنه لما قال له الأسود العنسي المتنبي: أتشهد أني رسول الله، قال: "ما أسمع"، قال أتشهد أن محمداً رسول الله، قال: "نعم"، فأمر بنار فأوقدت له، وألقي فيها فجاؤوا إليه فوجدوه يصلي فيها، وقد صارت عليه برداً وسلاماً، فقدم المدينة بعد موت النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأجلسه عمر بينه وبين أبي بكر، وقال: "الحمد لله الذي لم يمتني حتى أراني في أمة محمد من فعل به كما فعل بإبراهيم".

- والعلاء بن الحضرمي كان عامل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على البحرين، وكان يقول في دعائه "يا عليم يا حليم يا علي يا عظيم فيستجاب له، ودعا الله بأن يسقوا ويتوضئوا لما عدموا الماء والسقاء فأجيب، ودعا الله لما اعترضهم البحر ولم يقدروا على المرور بخيولهم فمروا كلهم على الماء ما ابتلت سروج خيولهم، ودعا الله أن لا يروا جسمه إذا مات فلم يجدوه في اللحد.
- ولما مات أويس القرني وجدوا في ثيابه أكفاناً لم تكن معه من قبل ووجدوا له قبراً محفوراً في لحد من صخر فدفنوه فيه وكفنوه في تلك الأثواب.

- وأسيد بن حضير كان يقرأ سورة الكهف فنزل من السماء مثل الظلة فيها أمثال السرج وهي الملائكة نزلت لقراءته.

- وكانت الملائكة تسلم على عمران بن حصين.

- وعباد بن بشر وأسيد بن حضير خرجا من عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ليلة مظلمة فأضاء لهما نور مثل طرف السوط فلما افترقا افترق الضوء معهما. رواه البخاري وغيره.

- وقصه الصديق في الصحيحين لما ذهب بثلاثة أضياف معه إلى بيته وجعل لا يأكل لقمة إلا ربى من أسفلها أكثر منها فشبعوا وصارت أكثر مما هي قبل ذلك.

- وخبيب بن عدى كان أسيراً عند المشركين بمكة، وكان يؤتى بعنب يأكله وليس بمكة عنبة.
- وعامر بن فهيرة قتل شهيداً فالتمسوا جسده فلم يقدروا عليه، وكان لما قتل رفع فرآه عامر بن الطفيل وقد رفع. وقال عروة فيرون الملائكة رفعته.

- وخرجت أم أيمن مهاجرة وليس معها زاد ولا ماء فكادت تموت عطشاً فلما كان وقت الفطر وكانت صائمة سمعت حساً على رأسها فرفعته فإذا دلو معلق فشربت منه حتى رويت وما عطشت بقية عمرها.

- والبراء بن مالك كان إذا أقسم على الله أبر قسمه، وكانت الحرب إذا اشتد على المسلمين في الجهاد يقولون يا براء اقسم على ربك فيقول: يا رب أقسمت عليك لما منحتنا أكتافهم ينهزم العدو، فلما كان يوم القادسية قال: أقسمت عليك يا رب لما منحتنا أكتافهم وجعلتني أول شهيد، فمنحوا أكتافهم وقتل البراء شهيداً.

- وخالد بن الوليد حاصر حصناً منيعاً فقالوا: لا نسلم حتى تشرب السم فشربه فلم يضره.
- وسعد بن أبي وقاص كان مستجاب الدعوة ما دعا قط إلا استجيب له وهو الذي هزم كسرى وفتح العراق وذلك أنه لما وقف أمام المدائن ولم يجد شيئاً من السفن وتعذر عليه تحصيل شيء منها بالكلية، وقد ازدادت دجلة زيادة عظيمة واسود ماؤها ورمت بالزبد من كثرة مائها فخطب سعد الناس على الشاطئ وقال "ألا إني قد عزمت على قطع هذا البحر إليهم" فقالوا جميعاً: "عزم الله لنا ولك على الرشد، فافعل" ثم اقتحم بفرسه دجلة واقتحم الناس لم يتخلف عنه أحد، فساروا فيها كأنما يسيرون على وجه الأرض حتى ملؤوا ما بين الجانبين فلا يرى وجه الماء من الفرسان والرجال وجعل الناس يتحدثون على وجه الماء كما يتحدثون على وجه الأرض.

- ولما عذبت الزنيرة على الإسلام في الله فأبت إلا الإسلام وذهب بصرها، قال المشركون: أصاب بصرها اللات والعزى قالت: "كلا والله" فرد الله بصرها.

- ودعا سعيد بن زيد على أروى بنت الحكم فأعمى الله بصرها لما كذبت عليه فقال: "اللهم إن كانت كاذبة فاعم بصرها واقتلها في أرضها" فعميت ووقعت فى حفرة من أرضها فماتت.
- وتغيب الحسن البصري عن الحجاج الظالم المشهور فدخلوا عليه ست مرات فدعا الله -عز وجل- فلم يروه، ودعا على بعض الخوارج كان يؤذيه فخر ميتاً.
- وصلة بن أشيم مات فرسه وهو في الغزو فقال: "اللهم لا تجعل لمخلوق عليَّ منة"، ودعا الله -عز وجل- فأحيا فرسه، فلما وصل إلى بيته قال: يا بني خذ سرجه فإنه عارية فأخذ سرجه فمات الفرس.
إلى غير ذلك كثير من الكرامات التي حصلت لصالحي هذه الأمة، وقد ذكر أضعاف هذا بكثير الإمام أبو القاسم اللالكائي في كتابه شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، الجزء التاسع منه، فقد خصه بكرامات الأولياء، فمن أراد المزيد رجع إلى ذلك السفر العظيم.
آراء الفرق المخالفة لأهل السنة والرد عليها:
تبين لنا مما سبق أن قول أهل السنة والجماعة في باب الكرامات هو جواز وقوعها على أيدي الصالحين وأنها أمر خارق للعادة غير مقرونة بدعوى النبوة، وأنها لا تصل إلى الخوارق التي أظهرها الله -عز وجل- على أيدي أنبيائه ورسله.
فظهر هناك بعض الفرق المخالفة لمعتقد أهل السنة في هذا الباب، من هذه الفرق الأشاعرة والمعتزلة، وكل فرقه من هاتين الفرقتين غلت في جانب كما سيظهر بعد قليل من عرض آرائهم ثم الرد عليها.
مذهب الأشاعرة:
تعتقد الأشاعرة جواز الكرامات بدون حد، وما جاز وقوعه لنبي جاز وقوعه لولي، بل الخارق للعادة يقع من النبي والولي والساحر، ولا فرق إلا دعوى النبوة من النبي والصلاح من الولي.
يقول الجويني في كتاب الإرشاد صـ 269: "فإن قيل فما الفرق بين الكرامة والمعجزة قلنا: لا يفترقان في جواز العقل إلا بوقوع المعجزة على حسب دعوى النبوة ".
وكما نلاحظ من هذا المذهب أنه لا يخص الأنبياء بمعجزات زائدة على ما يحدث على أيدي الأولياء.
فيرد عليهم:
بأن الخوارق التي تقع على أيدي الأنبياء أظهرها الله -عز وجل- لتأييد دعوى النبوة لإقناع جماعات كافرة جاحدة، أما ما يظهر على أيدي الأولياء فإنه خاص بالولي نفسه جزاء له على عبادته أو لتقوية إيمانه أو نحو ذلك. ولا يستوي ما كان الغرض منه الإقناع لجماعات متعددة متنوعة الثقافة ومختلفة العقول تعاند الحق وتحاربه وما كان الغرض منه فردياً لشخص مؤمن في الأصل.
قال شيخ الإسلام ابن تيميه -رحمه الله-: "ثم هؤلاء جوزوا كرامات الصالحين ولم يذكروا بين جنسها وجنس كرامات الأنبياء فرقاً، بل صرح أئمتهم أن كل ما خرق لنبي يجوز أن يخرق للأولياء حتى معراج محمد -صلى الله عليه وسلم- وفرق البحر لموسى -عليه السلام- وناقة صالح -عليه السلام- وغير ذلك، ولم يذكروا بين المعجزة والسحر فرقاً معقولاً بل قد يجوزون أن يأتي الساحر بمثل ذلك لكن بينهما فرق دعوى النبوة وبين الصالح والساحر والبر والفجور... إلى أن قال -رحمه الله-: ومع هذا فالأولياء دون الأنبياء والمرسلين فلا تبلغ كرامات أحد قط إلى مثل معجزات المرسلين كما أنهم لا يبلغون في الفضيلة والثواب إلى درجاتهم ولكن قد يشاركونهم في بعضها كما قد يشاركونهم في بعض أعمالهم"(18).
مذهب المعتزلة:
يرى المعتزلة أن خوارق العادات لا يمكن أن تقع لغير الأنبياء، ولذا فقد ذهبوا إلى منع وقوع الكرامات للأولياء والصالحين، وقد قال بهذا القول أيضاً الإمام محمد بن حزم -رحمه الله- تعالى. قال شيخ الإسلام: "فقالت طائفة لا تخرق العادة إلا لنبي وكذبوا بما يذكر من خوارق السحرة والكهان وبكرامات الصالحين وهذه طريقة أكثر المعتزلة وغيرهم كأبي محمد بن حزم وغيره" (19).
وحجة المعتزلة فيما ذهبوا إليه أنه بالقول بالكرامات يشتبه النبي بالولي والنبي بالسحر وغيره.
ولا شك بأن هذه الحجة كما هي واضحة حجة عقليه فالمعتزلة كعادتهم يردون مسائل الاعتقاد إلى عقولهم فما وافقهم آخذوا به، وما خالف ردوه.
الرد عليهم:
يكفي في نقض كلام المعتزلة هذه النصوص الصحيحة الواردة في الكتاب والسنة والتي سقنا طرفاً منها في ثنايا هذا البحث والتي تثبت الكرامة لأولياء الله -جل وتعالى-. ولا شك أن نتاج العقل يجب أن يضرب به عرض الحائط إذا خالف نصاً من كتاب أو سنه.

وقد أورد شيخ الإسلام -رحمه الله- تعالى قول المعتزلة ثم رد عليهم بأن هذه الخوارق قد تواترت وشاهدها الناس وهذا كاف في الرد عليهم فقال: "والمنازع لهم -أي للمعتزلة- يقول هي أي الخوارق موجودة مشهودة لمن شهدها متواترة عند كثير من الناس أعظم مما تواترت عندهم بعض معجزات الأنبياء وقد شهدها خلق كثير لم يشهدوا معجزات الأنبياء فكيف يكذبون بما شهدوه ويصدقون بما غاب عنهم ويكذبون بما تواتر عندهم أعظم مما تواتر غيره"(20).

وقال الشيخ السعدي -رحمه الله-: "وقد أنكرها أيضاً طائفة من أهل الكلام ظناً منهم أن في إثباتها إبطالاً لمعجزات الأنبياء وهذا وهم باطل أبطله المؤلف -يعنى شيخ الإسلام - في كتابه النبوات وغيره من كتبه" (21).
__________________________

(1)- شرح العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام - لمحمد خليل هراس صـ 176 - طبعة دار الإفتاء 1402هـ.

(2)- شرح العقيدة الطحاوية - طبعة المكتب الإسلامي صـ 558.

(3)- لوامع الأنوار البهية - للعلامة السفاريني جـ 2 صـ392.

(4)- لسان العرب: 12/510

(5)- الكواشف الجلية عن معاني الواسطية - عبد العزيز السلمان صـ 717.

(6)- لوامع الأنوار البهية 2/392.

(7)- شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة - كرامات أولياء الله عز وجل للالكائي 9/7.

(8)- المعجزات والكرامات - ابن تيمية صـ17.

(9)- التنبيهات اللطيفة - للشيخ العلامة عبد الرحمن السعدي صـ 99.

(10)- شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة - اللالكائي 9/34.

(11)- من بحث الدكتور أحمد حمدان في مقدمة كتاب اللالكائي صـ23.

(12)- أصله في البخاري بلفظ: (من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب) كتاب الرقاق - باب التواضع.

(13)- رواه الإمام أحمد من حديث عبادة بن الصامت، ورواه أبو داود.

(14)- رواه ابن ماجه والإمام أحمد في مسنده عن ابن عمر.

(15)- بتصرف من رسالة شيخ الإسلام - المعجزات والكرامات وأنواع خوارق العادات صـ11.

(16)- التنبيهات اللطيفة على ما احتوت عليه العقيدة الواسطية من المباحث المنيفة تأليف العلامة الشيخ/ عبد الرحمن بن ناصر السعدي. علق عليها العلامة الشيخ/ عبد العزيز بن باز صـ97.

(17)- الكواشف الجلية عن معاني الواسطية صـ 717.

(18)- النبوات - شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله صـ3 .

(19)- النبوات صـ 2 .

(20)- النبوات صـ2 .

(21)- التنبيهات اللطيفة - للسعدى صـ 100 .


http://www.alahmad.com/node/692

سالم
12-19-2008, 08:27 PM
مشاركات منقولة من منتدى الألوكة

كرامة الاولياء ليس كما يرى الصوفية
------------------

في الأولياء الصالحين الأحياء وليس الأموات، كما تعتقد الصوفية في نفع الأولياء الأموات
هل يجوز الآن أن نقول أن للأولياء القّدرة على تدبير العالم ؟

الموضوع سهل لا يحتاج إلى كل هذا الإستغراب من أخونا الفاضل ابن الوزير فإن مسألة أحياء الموتى بأذن الله لم يشترك فيها الأنبياء ومن هو دونهم من الأولياء الأتقياء فقط بل حتى شرار الكفار من الطواغيت قد ثبت أنهم يستطيعون أحياء الموتى بأذن الله كما سوف يفعل المسيح الدجال فالأمر لا غرابة فيه لأنه يكون بأذن الله وليس استقلالاً


قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى 3 / 156 ( من أصول أهل السنة التصديق بكرامات الأولياء وما يجري الله على أيديهم من خوارق العادات في أنواع العلوم والمكاشفات وأنواع القدرة والتأثيرات )
مراد ابن تيمية رحمه الله هنا هو الحديث عن كرامة الولي عند أهل السنة الذين يؤمنون بهذا الأصل كما ثبت من واقع الكتاب والسنة وقد رد ابن تيمية على من ادعى أن الأولياء يتصرفون في الوجود وبين هذا الاعتقاد شركا في الربوبية ويوضح ذلك آخر العبارة في كلامه السابق حيث قال ( وأنواع القدرة والتأثيرات كالمأثور عن سالف الأمم في سورة الكهف وغيرها وعن صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين وسائر قرون الأمة وهي موجودة فيها إلى يوم القيامة ) فالمقصود المتقرر مما سلف هو أن هذا الكلام لا ينزل إلا على ما صح به الدليل وثبت وقوعه من كرامات للصالحين من سلف هذه الأمة.
وإذا تأملت هذا النص عن ابن تيميه تجد أن فيه تقرير لمعتقد أهل السنة بأن الأولياء ليس لهم قدرة على إحداث الكرامة بل أنها منة من الله عز وجل عليهم بلا تطلب منهم ولا إرادة لذلك قال شيخ الإسلام ( ما يجري الله على أيديهم ...) ولم يقل ما أجراه الولي.....

وكل ما سبق يكون للولي الصالح في حال حياته لا بعد وفاته ليس كما يعتقده من خالف أهل السنة من الصوفية وغيرهم إذ الولي عندهم ميت غالبا!!
ولا بد من بيان الفارق في مثل هذا المقام بين الخوارق والكرامات فكل خارق بحق الولي هو كرامة وليس كل خارق بحق الشقي كرامة قال شيخ الإسلام في كتابه (الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان) ص 150 ( كرامات الأولياء لا بد أن يكون سببها الإيمان والتقوى فما كان سببه الكفر والفسوق والعصيان فهو من خوارق أعداء الله لا من كرامات أولياء الله فمن كانت خوارقه لا تحصل بالصلاة والقراءة والذكر وقيام الليل والدعاء وإنما تحصل عند الشرك مثل دعاء الميت والغائب أو بالفسق والعصيان وأكل المحرمات ومثل الغناء والرقص فهذه أحوال شيطانية كما قال تعالى {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ }الزخرف36..
والله أعلم....


الكلام المنقول عن الإمام ابن تيمية رحمه الله لا جديد فيه ألبتَّة! بل الجديد الذي ينبغي أن يكون هو فهمه على مذهب أهل السنَّة، حتى لا يُزعم أنَّ فيه حُجَّة لغيرهم ممَّن يخالفونهم بنبذ الكتاب والسنة واتباع البدعة وسبل الغواية.
وذلك يتَّضح من فهم أمورٍ:
1- إحياء الموتى أوغيره من الكرامات -بإذن الله- من فعل الله يجريه الله على يد بعض أوليائه، كرامةً له، لصلاحه واستقامته، لا لدجله وفسقه وزندقته.
2- قد تشتبه الكرامة بالفتنة التي يجعلها الله تعالى لبعض الفسقة والكفرة، إمدادًا لهم في غيِّهم واستدراجًا لغيرهم ممَّن لا يعون نصوص الوحي في عدم اتِّباع من ضلَّ عنهما، كحال الدَّجَّال الذي أشار إليه أخونا الكريم.
فالدَّجَّال يحيي الموتى، ولن هل ذلك لصلاحه؟ وهل ذلك كرامة له؟ وهل ذلك قرينة لاتباعه في باطله بل كفره؟
وهذا موجود حتى عند النصارى أيضًا، وممَّا يزعمونه من كلام المسيح عليه الصلاة والسلام، أنَّ كثيرًا يدَعون الصلاح والهداية من أجل معجزات يأتون بها لو أمكنهم... الخ
3- هذه الكرامة أوغيرها قد تكون وقعت حقًّا، من جهة الإحياء، أوتكون متوهَّمةً، بظنِّ بعض الناس أنَّ فلانًا مات وهو لم يمت في الحقيقة، فيشتبه ذلك على العقول، فتظنَّ كرامة.
وقد تشتبه الكرامة بأنواعها بالسحر والمخرقة وإعانة الشياطين.
وقراءة سريعة في كتاب طبقات الشعراني ترى العجب العجاب ممَّا يسمَّى كرامةً -من الله- توزَّع على مجموعة من المهابيل والمجانين والفسقة والزنادقة!
4- نردِّد دائمًا : أنَّ السلف وأتباعهم ليس همُّهم البحث عن الكرامة لإثبات صدق الدعوى، بل تلك طريقة أهل الزيغ والضلال، الكرامة ليست شرطًا لإثبات الصدق في الدعوى.
أخيرًا.. أعجب -كعجب غيري- من إيراد صاحب الموضوع موضوعًا بلا زمام ولا خطام، دون بيان فائدته أومغزاه منه..
فعلى الأقل ينبغي لمن أراد أن يفيد إخوانه أن يبيِّن مقصوده من هذا النقل أوذاك.
فماذا كان لو كان ابن تيمية يقول إن من الكرامات إحياء الأموات؟!
لذا سأعدِّل في عنوان الموضوع حتى يوافقنا فيه صاحب الموضوع أويخالفنا في مراده منه.
وبالله التوفيق.

أولاً.. ما قال أحد حتى الآن إن الولي يحيى الموتى بإذنه هو، بل بإذن الله، حتى المسيح ابن مريم قيل له: ((بإذن الله))، فالله هو المحيي لكن على يد ذاك النبي أوالولي.
ثم أنت تثبته للدجال، وأضيف لك (المسيح ابن مريم) في الطير والإنس! فإذن ما جاز لمرة (واحدة) أوأكثر، من نبي أوشقي ما يمنعه أن يجوز مرات كثيرة من غيرهما؟ ما المانع العقلي منه؟
وثانيًا.. هل إحياء الموتى من اختصاص الله وشأنه! وطرح البركة في الطعام والشراب والرزق، أوشفاء الأكمه والأبرص، أوقلب العصا ثعبانًا =ليس كذلك، بل قد يشركه فيه غيره! ..
نعوذ بالله من الشرك، وحاشاك أن تقول بذلك.. لكنه إلزامٌ لو فهم ذاك كذاك



هناك تفريق مهم بين الكرامة والمعجزة يا اخوان أرجو ألا يخفاكم.
فالمعجزة هي ذاك الخارق الذي يجريه الرب سبحانه على يد نبي من أنبيائه بغرض اعجاز قومه، اقامة للحجة المعضدة للحجة الرسالية عليهم.. (وأقول المعضدة، لأن دعوة الرسل ليست الخوارق والمعجزات سبيل اثباتها بالأصالة، وانما حجة الحق ببرهان العقل والحس هي طريق ذلك.. ثم تكون المعجزات اضافة فوق ذلك..)
بينما الكرامة هي كل خارق من سوى ذلك، لنبي أو تابع من أتباعه، يجريه الله باذنه سبحانه على يديه، بغير تطلب منه أو ارادة لذلك الخرق، تكريما له وابتلاءا للناس..
وبما أن غاية الاعجاز - وهي تعجيز قوم النبي عن أن يأتوا بمثل ذلك الذي أجراه الله على يده - تتطلب أن يكون الخارق عظيما، فمن المتوقع أن تجد عند النظر في النصوص أن أعظم الخوارق هي ما اختص به الأنبياء والرسل دون غيرهم، اعجازا لأقوامهم بوصفهم مرسلين اليهم من رب العالمين.. والله أعلم.

http://majles.alukah.net/showthread.php?t=19321

سالم
12-19-2008, 09:29 PM
إحياء الموتى... الفروق الجلية بين فهم السلفية و فهم العرادية الصوفية

-
الحمد الله حمدا لا ينفد و اصلي و اسلم على النبي احمد و على آله و صحبه و من تعبد

أما بعد .

فقد اطلعت على مقال للمتحصن خلف جدر بن النفيس الازهري قام بنقله احد تلامذته الصغار حاول فيه ان يوهم العامه بأن اهل السنه متناقضون فأحدهم يجيز و الآخر يمنع و كما قيل أن كل قول صحيح و لكن آفته من الفهم السقيم ودرجة الفهم عند الصوفية حدث عنها و لا حرج فقد الغو شئ يسمى العلم و العقل و الرائ و السبب في ذلك يرجع الى التربية الخاطئة للمريدين على ايدي شيوخهم التنابله .

و قد ضل الصوفية في هذا الباب كما ضل النصاري فإن الحواريين مثلا كانت له مكرامات كما تكون الكرامات لصلاحي هذه الامة فظنو أن ذلك يستلزم عصمتهم فصاروا يوجبون موافقتهم في كل ما يقولون و هذا غلط حتى ان الصوفية زادو عنهم في الانحراف درجه فأوجبوا تأويل كلام مشايخهم فيما عارض ظاهر النصوص و المعاني العامة للكتاب والسنة .

و سأبين في هذه العجاله بإذن الفرق بين مذهب أهل السنه و الجماعة في احياء الموتي و مذهب المتصوفه حيث انه لا بد من حدود تحد للتفريق بين معجزة الانبياء و كرامة الاولياء كما انه لا بد من حد للتفريق بين كرامات اولياء الرحمن و و مخاريق اولياء الشيطان و أهل الاوثان و قد قال الحافظ بن حجر ( خرق العادة قد يقع للزنديق بطريق الإملاء و الإغواء كما يقع للصديق بطريق الكرامة و الاكرام و إنما تحصل التفرقة بينهما بإتباع الكتاب و السنة) . فتح البارئ 12/385 .


مقدمة .

من هو القادر على التميز بين الاحوال الرحمانية و الاحوال الشيطانية : -
يتمكن ابليس من الانسان على قدر حظه من العلم لذلك نجده قد تمكن من الصوفية غاية الامكان وذلك بسبب جهلهم المطبق لذلك لا تشتبه الكرامة الرحمانية بالحال الشيطانية إلا عند الجهال وأهل الاهواء بخلاف أهل العلم و البصيرة لذلك نجد الازهري في هذا الموضوع لم يستطع ان يفرق بين الحاليين فأعتقد ان هنالك تناقض في كلام الشيخين .

المذاهب في الكرامه .
المذهب الاول : جواز وقوعها على أيدي الصالحين و لكنها لا تصل إلى الخوارق التي أظهرها الله عز وجل على ايدي الانبياء ورسله لاثبات نبوتهم و هذا ما قرره شيخ الاسلام رحمه الله في موضوع الذي نقله الصوفي و هو مذهب أهل السنه .

المذهب الثاني: جواز وقوعها بدون حد فما جاز وقوعه لنبي جاز وقوعه لولي بل الخارق يقع من النبي و الولي و الساحر و لا فرق إلا دعوى النبوة من النبي و الصلاح من الولي . وهذا مذهب الاشاعرة و المتصوفه وهذا سبب عدم فهمهم لاقوال أهل السنه في هذا المجال .

و المذهب الثالث : المنع من وقوع خرق العادة لغير الانبياء و هذا قول المعتزلة وابن حزم و يذكر عن الإسفراييني من الاشاعرة .

القول الراجح في الكرامات

القول الراجح هو ما يشهد له الدليل من الكتاب و السنه و يؤكده الواقع و الحوادث التي ينقلها الثقات وهو ما ذهب اليه سلف الامة من جواز وقوعها بما دون خوارق الانبياء . أما المذهبان الاخران فعلي كل واحد منهما مآخذ وسنرد علي كل مذهب بأقوال علماءه المنتمين له .

اولا مذهب الاشاعرة و المتصوفه .
تقدم أن مذهب الاشاعرة و الصوفية جواز وقوع الخارق من الولي بدون حدود . و قد رد السبكي و هو من متأخري الاشاعرة و المتصوفه الذين تكلموا عن الكرامات بكلام مستفيض ورد فيه على المعتزلة و استدرك على مذهب الاشاعرة فقال ((معاذ الله أن يتحدى نبي بكرامه تكررت على ولي بل لا بد أن يأتي النبي بما لا يوقعه الله على يد الولي و إن جاز وقوعه فليس كل جائز في قضايا العقول واقعا .
و لما كانت مرتبة النبي أعلى و أرفع من مرتبة الولي كان الولي ممنوعا مما يأتي به النبي على الاعجاز و التحدي ، أدبا مع النبي )) طبقات الشافعية 2/320

بل ان لابي القاسم القشيري الصوفي كلاما جيدا يرد على اصحاب هذا المذهب نقله السبكي و نصره حيث قال القشيري ( إن كثيرا من المقدورات يعلم اليوم قطعا أنه لا يجوز أن يظهر كرامة للاولياء لضرورة أو شبه ضرورة يعلم ذلك فمنها حصول إنسان لا من أبوية و قلب جماد بهيمة أو حيونا و أمثال هذا يكثر ) انتهى .

ثم عقب السبكي عليه بقوله ( و هو حق لا ريب فيه و به يتضح أن قول من قال : لا فارق بين المعجزة و الكرامة إلا التحدي . ليس على وجهه ) طبقات الشافعية 2/316

و بهذا يتبين أن القول بعدم الفرق بين معجزات الانبياء و كرامات الاولياء قول فيه تجوز و أن الصحيح أن معجزات الانبياء أعلى و أرفع و اعظم و الله اعلم .

اما المذهب الثاني المنحرف مذهب المعتزلة يبطله الواقع دون الحاجة للادلة فالخوارق موجوده مشهوده لمن شهداها متواترة عند كثير من الناس .

يتبع ...


الكرامات و المبالغات :

المتابع لكرامات المتصوفة بصورة عامه يجد مبالغة عجيبه حتى انهم جعلو و العياذ بالله الزني و اللواط و العري و الخنى و السرقة من انواع الكرامات وكتبهم المختلفه طافحة بذلك .

و من مبالغاتهم التي وقعوا فيها ما يتعلق بموضوعنا الحالي فهم لم يقفوا عند جواز وقوع أحياء الموتي للولي كما ذهب اهل السنه و إنما تعدو ذلك حيث جعلوها صفه ملازمة لاولياءهم فكثيرا ما نقرأ في كتابهم " الولي الفلاني و من كراماته إحياء الموتي " كما اتخذو هذه الكرامه هزوءا و لعبا فجعلوها تقع لاولياءهم دون حاجة لنصر او تأيد للاسلام و المسلمين او حتى تثبيتهم بل تعدى هذا الامر ان جعلوها طريقا لتصفية الخصومات بين اولياءهم المزعومين فهذا يميت مريد هذا و فيأتي الأخر و يحيه مرة اخرى !!؟؟؟ . كما انهم اتبعو في طريقة إحياء الموتي طرق السحرة و الدجالين كما ذكر الشيخ ربيع حفظه الله في الموضوع المنقول .

و نقسم ا الفروق بين أهل السنه و المتصوفه و الاشاعرة في مسألة احياء الموتى إلى قسمين :
اولا : التفريق بين الكرامة و المعجزة .

1/ انه يجوز ان تقع كرامة احياء الموتي للولي بإذن الله و لكن ما لا يجوز و ما لا ينبغي ان نجعل هذه صفه ملازمه له بحيث يقال فلان يحي الموتى فهذه الصفه لا تنبغي إلا لله او نبي الله عيسى صلى الله عليه وسلم و هذا القرآن و السنه حكما بيننا فقد وقعت لبعض الانبياء عليهم السلام حوادث احياء الموتى مثل ابراهيم وموسى صلى الله عليهم و سلم و لكن لم يصفهم الله سبحانه و تعالى بصفه إحياء الموتى و لم يقل احد منهم انه يحي الموتي قال تعالى (( ابرئ الاكمه و الابرص و احي الموتى بإذن الله )) آل عمران و قال تعالى (( إذ تخرج الموتى بإذني )) المائدة .
و من هذا الباب انكر الشيخ ربيع حفظه الله من كل سوء على المتصوفه ادعاءهم ان اولياءهم يحيون الموتى فهو يوافق شيخ الاسلام في قوله انه يجوز ان تقع هذه الكرامه لاولياء الله الصالحين و يوافقه ايضا في انه لا يجوز وصف احدا بأنه يحي الموتى و جعل ذلك من صفاته التي لا تنفك عنه .

فما ادري ما أثار الازهري في هذا و كيف رائ ان هنالك تناقضا بين القولين و السبب و الله اعلم ان الازهري قد بدت تظهر عليه اثار التصوف من الفهم العجيب الذي لا يحسدون عليه .

2/من المعلوم أن المعجزة تقع على يد النبي لتأيده و نصرته لكن هؤلاء المتصوفه جعلو كرامة إحياء الموتى لعب و لهو و إستهزاء و من ذلك زعم النقشبنديون أن بها الدين نقشبند كان يقول للرجل مت فيموت ثم يقول له قم حيا فيحى مره اخرى . المواهب السرمدية فى آداب الطريقة النقشبندية 133 الانوار القدسية ص 137 .

هكذا بكل بساطة

و من ذلك ما زعمه الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني أن السيد على الميرغني قبض روح أحد مريديه وقد أعادها له هو وأحياه مرة أخرى وكان النبي صلى الله عليه وسلم شاهداً وحاضراً للمشهد وذلك في كتابه "قبس من نور" ص56 ، حيث يقول "قمت بتعليم أحد المريدين في الطريقة الأوراد والإرشاد وبعثت به إلى بلدة ما يرشد وكان في هذه البلدة أبناء الطريقة الختمية فلم يعجب ذلك السيد على الميرغني فقبض روحه فجاءني أحد الأخوان وقال لي أدركنا يا عم الشيخ فإن الرجل قبض روح أخينا فثرت ثورة شديدة وطرت أنا وعبده سبيكه بروحينا فوجدته ميتاً ومكفناً ينتظر الدفن ووجدت السيد على واقفاً وممسكاً بروح المرشد فقلت له لماذا قبضت روح المرشد فقال أنا حر وهذا الملك ملكي أفعل فيه ما أشاء فقلت له لست حراً وأنا شريك لك في الملك قال لست شريكاً لي ، قلت أيفعل كل واحد منا ما يريد فعله ، قال نعم قلت له أتعي ما تقوله جيداً ، قال نعم أعيه جيداً فناديت سيدي إبراهيم ورفعت يدي لأضربه وأسلب ما عنده من ولاية وفي هذه اللحظة حضر مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فارتجفنا ارتجافا شديداً وما كان من النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن أعاد الروح للمريد فاخذ يسير هنا وهناك ثم حدثت مشكلة وهي ان الروح ترتبط بالرزق وكان السيد علي قد شطب رزقه قبل قبض روحه وهو الآن فقير يعيش على أرزاق غيره وكثيراً ما يأتي الي فاقول له اصبر الرجل قد شطب رزقك ) الى هنا انتهى هذا السخف والاستخفاف بعقول الأمة وهذا الكذب والافتراء الذي لم يقل به حتى إبليس

فبالله عليكم ماهذا العبث اهذا من دين الله و لكن كما قال الله تعالى (( قل أبالله و آياته ورسوله كنتم تستهزون))

اهذ دين وولاية ام مسرحية اجرامية بوليسيه انتصر فيها احد المجرمين !!!

اصبحت كرامة احياء الموتي طريق لتصفية الخصومات بين هؤلاء الدجالين فإلى الله المشتكي .

فما هي الفائدة من طيران الطير المشوي او احياء الدجاجة بعد اكلها هل دخل الاسلام الاف الكفرة حينما شاهدو هذه الكرامه هل تيقن بصحة الاسلام عشرات الالاف من اليهود و النصارى بل و الله ما جنينا الا الاستهزاء و الاستخفاف بنا جراء اعتقادهم ان هذا هو ديننا حواديت و قصص تصلح لكتاب الف ليلة و ليله بل وصل بهم الامر ان استغربوا أننا ننكر عليهم كراماتهم المزعومة .

و من هذا الباب ايضا انكر الشيخ ربيع حفظه الله كراماتهم المنسوبه لاولياءهم .

3/ الطريقة التي يتبعها اولياء الصوفية في احياء الموتى طريقة اقل ما يقال فيها انها من طرق " القلا قلا " و هذه كلمات مشهورة يقولها السحرة عند استعراضاتهم فهي طريقة سحرة ترسخ عندهم مفهوم ان الولي يحي الموتى و انه صفه ملازمه له و أنه قد اخذ اذنا و صلاحيات مفتوحه لاحياء او إماته من يريد فيرسخون بذلك الخوف من اولياءهم فيضمنون اتباع مريديهم لهم .

فهذا صلة الذي ذكرة شيخ الاسلام يدعو الله ويصلي حتى يحي الله له دابته مع العلم أن الاثر ضعيف

و الرجل ايضا صلى و دعى الله ان يحي له حمارة .

و هذا ابراهيم عليه السلام يدعو الله ان يريه كيف يحي الموتى

بل حتى عيسى عليه السلام كما نقلت كتب التفاسير كما عند الطبري و القرطبي و ابن كثير كان يدعو الله ان يحي له الميت فكان الله يحيه له.

فمن اين اتيتم بطرق الشعوذه و الدجالين في احياء الموتى و التي نقل الشيخ ربيع حفظه الله جزءا بسيطا منها .


هذا - المذكور اعلاه - هو احد الجوانب التي انكر بسببها الشيخ ربيع حفظه الله على المتصوفه كراماتهم المزعومه في إحياء الموتى و الجانب الآخر هو : -



ثانيا :الاشخاص الذين تظهر أيديهم هذه الكرامة أو التفريق بين الاولياء و الكهنه.

إثبات كرامات الاولياء لا يعنى أن كل من ظهر على يديه فعل غريب أو خارق في الظاهر أن ذلك من أولياء الله عز وجل قال الدكتور تقي الدين الهلالي ( و من هذا تعلم أن ظهور الخوارق و ما في عالم الغيب ليس دليلا على صلاح من ظهرت له تلك الخوارق و لا على ولايته لله البته ) منقول من الفكر الصوفي في ضوء الكتاب و السنه ص 466 بل قد ورد على لسان غير واحد من السلف قولهم ( إذا رأيت الرجل يمشي في الماء و يطير في الهواء فلا تصدقه حتى تعرضه على الكتاب والسنة . فهذا الدجال يمكنه الله من رقبة رجل مسلم و يمكنه من إحياءه مرة ثانيه و يسخر له الشياطين تتشبه بالاموات حتى يلبس على الضعفاء دينهم فهل ياترى نعتبر هذه من كرامات الدجال ؟؟!!!

لذلك فلا بد من ملاحظة عدة أمور في من تظهر علي يديه هذه الخوارق لمعرفة مدى إمكان هذا الفعل كرامه من عدمها .

و من اهمها أن يكون هذا الذي تقع على يده الكرامه ملتزم بظاهر الشريعة الاسلامية ظاهرا و باطنا و لا يخفى على المتصوفه انفسهم انهم لا يتبعون ظاهر الشريعة بل هم باطنيون حتى النخاع يقسمون الدين إلى ظاهر و باطن و يجعلون الظاهر من نصيب عامة الامة اما هم الخواص فمن نصيبهم باطن الشريعة .

و الشئ الاخر ان لا يدعي الولاية لان هذا امر غيبي لا يعلمه إلا الله كما ان فيه تزكيه للنفس و قد نهي الله سبحانه و تعالى عن تزكية النفس و لا يخفى عليكم اخواني انه يكفي ان تكون شيخا للصوفيه حتى تصبح وليا لله حتى و إن كنت تعبد الحجر و اخشى ان يكون هذه احد الاسباب التي دعت الازهري إعتناقه هذا المذهب المنحرف طمعه في تذاكر بص ولاية المتصوفة .

واشترط كثير من المتصوفة القدامى الكتمان كما نقله بن الجوزي عن غير واحد منهم فمالنا نري صوفية اليوم اسرع من البرق في نشر هذه الخزعبلات

فمن هذا يتضح ان كلام الشيخ ربيع حفظه الله جاء منصبا على هذه الفرقة و ليس إنكار الكرامه من اصلها فكلام شيخ الاسلام عام في اولياء الرحمن و كلام الشيخ ربيع مخصوص في اولياء الشيطان و هذا واضح لكل ذي لب و لكن للاسف الصوفية الغو هذه الصفه – التفكر والتدبر – من عقول اتباعهم .


الخلاصة :
1/ انه لا تعارض البته بين كلام الشيخين الجليلين فالآفه كل الافه في اذهان الصوفية الخربه التي عمرت بالبدعة و الخرافه فأصبحت سوداء كالكوز مجخيا لا تنكر منكرا و لا تعرف معروفا .
2/ كلام الشيخ ربيع من قبيل الكلام المقيد للكلام العام الذي سطرة شيخ الاسلام .
3/ هنالك فروق واضحة بين في كل كبيرة وصغيرة بين المذهب الحق و المذهب المنحرف .
4/أن مفهوم الولاية عند الصوفية منحرف و يمكن ان يمثل عصابة من المجرمين يقتل بعضهم بعضا و يسلب فيه الاولياء بعضهم بعضا .
5/ ان الكرامة ليست دالة على ولاية الشخص الذي وقعت له .

و قد لعب الشيطان بهؤلاء من حيث لا يشعرون بسبب جهلهم فليس لديهم شئ من العلم يفرقون به بين ما هو كرامة و ما هو من خدع الشيطان .

فإذا رأوا في اليقظة بعض الامور الغريبة أو سمعوا صوتا أو نحو ذلك ظنو ملكا يخاطبهم أو يكشف لهم أمورا غيبيه .

بل قد يتمثل له ابليس في صورة دابه فيحملهم إلى أماكن غريبة أو يذبه بهم الى الحج فيظنون ذلك من تكريم الله عز و اجل.


بل بعضهم يعلم ان ذلك من فعل الشيطان و لكنه يعتقد ان الله قد سخر له الجنه لخدمه كرامه .

و كل ذلك مكر من الشيطان بعبّاد الكرامات و الذين ليس لديهم من العلم الشرعي ما يفرقون به بين الحق و الباطل .


فالحمد الله الذى هدى اهل السنه إلى ما اختلف فيه من الحق بإذنه و الحمد الله و صلواته على خيرته من خلقه محمد النبي و سلم تسليما كثيرا .

سالم
12-19-2008, 09:37 PM
كرامة الاولياء عند اهل السنة واعتقاد الشيعة و الولاية التكوينية

اهل السنة وكرامة الاولياء احياء الموتى

أولا: لم ينكر أحد من أهل العلم الذين عليهم المعول في الرد على الزنادقة وأهل البدع أن الله جل وعلا قد يظهر على أيدي أولياءه الصالحين بعضا من الامور الخارقة للعادة ، وذلك إما تكريما لهم أو لنصرة الدين.
....فلا ادري ما هو الشيء العجيب الغريب من قول شيخ الاسلام ، والذي جاء صاحب الموضوع يطبل ويزمر له ؟؟!!!.

ثانيا : قدرة الولي على إحياء الموتى تتم عبر الإخلاص في الدعاء والتضرع حال الشدة والاضطرار، (( أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ ))

وذلك كما حصل في قصة الرجل الذي دعا الله ان يحي له حماره.، والقصة كما رواها الخطيب البغدادي وصححها البيهقي كما يلي :
((أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار قال: حدثنا الحسن بن عرفة قال: حدثنا عبد الله بن إدريس الأودي عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي سبرة النخعي قال: أقبل رجل من اليمن، فلما كان في بعض الطريق نفق حماره، فقام فتوضأ ثم صلى ركعتين، ثم قال: اللهم إني جئت من الدثينة مجاهداً في سبيلك وابتغاء مرضاتك! وأنا أشهد أنك تحيي الموتى وتبعث من في القبور! لا تجعل لأحد على اليوم منة! أطلب إليك أن تبعث لي حماري! فقام الحمار ينفض رأسه! قال الشيخ الإمام الحافظ أبو بكر رضي الله عنه: هذا الرجل: نباتة بن يزيد النخعي.))

وعلى هذا الاساس نحمل قول شيخ الاسلام إمام المقتدين وخاتمة المجتهدين سيف السنة المسلول تقي الدين ابن تيمية رحمه الله

ثالثا: حتى الدجالون وعلى رأسهم المسيح الدجال يحييون الموتى ...مما يدل على أن المسألة ليست مختصة بالانبياء دون بقية البشر.

رابعا: إحياء الموتى عندنا يدخل تحت عنوان (كرامة الولي)، اما عند الشيعة فيدخل تحت عنوان (الولاية التكوينية) ، والفرق بين العنوانين كالفرق بين السماء والارض:

(*) كرامة الولي عندنا أهل السنة لها حدود ، اما الولاية التكوينية عندهم فلا حدود لها ( جميع ذرات الكون) ، فالامام يحي الموتى و يتصرف في الريح والسحاب والنور و الظلام و القمر و الشمس والرزق والمطر ...والخ.

الشاهد يا شيعة أنه لو كنتم تقولون إن للإمام كرامة واحدة او اثنتين لهانت، ولكن ما من كرامة أومعجزة تذكر، الا ونسبتموها اليه

(*) كرامة الولي عند اهل السنة لا ترتبط بمشيئة الولي ، فليس كل ما يريده الولي يجيبه الله اليه ، اما الولاية التكوينية عندكم فيجريها الإمام متى شاء و أينما شاء وكيفما شاء..
والشاهد هنا أنه لو كنتم تقولون أن الامام قد يحيي الموتى وقد لا يفعل ..لهانت ، ولكنم تدعون ان الإمام يفعل كل ذلك باختياره .


===========


رد على الشيعة

رابعا : صاحبنا يريد أن يفصل بين قضية (إحياء الموتى) و (الولاية التكوينية) ، لعله يجد في هذه الحيلة منفذا للخروج من ورطته ولكن هيهات . ف

محل النزاع بين الشيعة و السنة لا يتلخص في ادعاء الشيعة ان ائمتهم يحيون الموتى ..ولو كان هذا قولهم الوحيد لهانت، وإنما يتعدى ذلك الى ادعائهم بأن للائمتهم ولاية تكوينية تمكنهم من التحكم في كل ذرات الكون كيفما شاؤوا ومتى ما شاؤوا ....

من قله فهم صاحبنا ، ظن ان قولي (الامام يجري الولاية التكوينية باختياره ومتى شاء ) يعني (الامام يفعل ذلك استقلالا)، ثم راح يبني على هذا الفهم الخاطئ ويسود الموضوع بالترهات، ......ومع انه ليس من وظيفتي تفهيم الجاهل المركب ولكن من باب التنزل مع الخصوم اقول له :
المقصود من كلامي انكم تعتقدون ان مشيئة الامام من مشيئة الله ...فهل تنكر ذلك ؟؟

بمعنى هل يمكن ان يشاء الإمام شيئا ولا يشاؤه الله. ؟؟؟؟

سادسا: صاحبنا ينتظر مني ان اقر له بان أئمته يحييون الموتى ، وما درى هذا المسكين أنه مطالب اولا وقبل كل شيء باحضار الدليل، لان الدعاوى إن لم يقم لها دليل فأصحابها أدعياء.
صحيح أنه قد ثبت عقلا وواقعا بالدليل الصحيح قدرة غير الانبياء على احياء الموتى ..... ولكن هل ثبت ذلك في حق الإئمة؟؟؟

سابعا : أتحداه أن يقول أن لأئمة الشيعة القدرة على الاعجاز على الطيور والحيوانات..أتحداه





الكافي - الشيخ الكليني - ج 1 - ص 470
3 - عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن مثنى الحناط عن أبي بصير قال : دخلت على أبي جعفر عليه السلام فقلت له : أنتم ورثة رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ قال : نعم ، قلت : رسول الله صلى الله عليه وآله وارث الأنبياء ، علم كما علموا ؟ قال لي : نعم ، قلت : فأنتم تقدرون على أن تحيوا الموتى وتبرؤا الأكمه والأبرص ؟ قال : نعم بإذن الله ، ثم قال لي : ادن مني يا أبا محمد فدنوت منه فمسح على وجهي وعلى عيني فأبصرت الشمس والسماء والأرض والبيوت وكل شئ في البلد ثم قال لي : أتحب أن تكون هكذا ولك ما للناس وعليك ما عليهم يوم القيامة أو تعود كما كنت ولك الجنة خالصا ؟ قالت : أعود كما كنت ، فمسح على عيني فعدت كما كنت ، قال : فحدثت ابن أبي عمير بهذا ، فقال أشهد أن هذا حق كما أن النهار حق .

أن لأئمتهم ولاية تكوينية يجرونها على كل ذرات الكون

قال الخميني ((للإئمة مقام عظيم وخلافة تكوينية تخضع لها جميع ذرات الكون، وهذا المقام لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل))).
فماذا سيقول صاحبنا الان، هل سيعتذر عن اتهامه الباطل، أم سيصف الخميني بالكذب كما وصفني، أم سيبلع لسانه ويخنس ؟؟!!


علي بن ابي طالب يحي الموتى


قال ايو جعفر ميثم التمار قال امير المؤمنين (ع) انا يا سعيد بن الفضل بن الربيع بن مدركة ابن الصليب بن الاشعث بن ابي السمع بن الا حبل بن فزارة بن دهيل ابن عمر والدويني فقال لبيك يا علي فقال (ع) سل عما بدا لك فانا كنز الملهوف وانا الموصوف بالمعروف انا الذي قرعتني الصم الصلاب وهطل بامري صوب السحاب وانا المنعوت في الكتاب انا الطود والاسباب انا ق والقرآن المجيد انا النبأ العظيم انا الصراط المستقيم انا البارع انا العسوس انا القلمس انا العفوس انا المداعس انا ذو النبوة والسطوة انا العليم انا الحكيم انا الحفيظ انا الرفيع بفضلي نطق كل كتاب وبعلمي شهد ذوو الالباب انا علي اخو رسول الله وزوج ابنته فقال الاعرابي لا بتسميتك ولا رمزك فقال (ع) اقرأيا اخا العرب لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون ثم قال الاعرابي بلغنا عنك تحي الموتى وتميت الاحياء وتفقر وتغنى وتقضى في الارض وتمضى ليس لك مطاول يطاولك ولا مصاول فيصاولك افهو كما بلغنا يافتى قومه فقال (ع) قل ما بدا لك فقال اني رسول اليك من ستين الف رجل يقال لهم العقيمة وقد حملوا معي ميتا قد مات منذ مدة وقد اختلفوا في سبب موته وهو على باب المسجد فان احييته علمنا انك صادق نجيب الاصل وتحققنا انك حجة الله في ارضه وان لم تقدر على ذلك رددته الى قومه وعلمنا انك تدعي غير الصواب وتظهر من نفسك ما لا تقدر عليه فقال (ع) يا ابا جعفر ميثم اركب بعيرا وطف في شوارع الكوفة ومحالها وناد من اراد ان ينظر الى ما اعطى الله عليا اخا رسول الله وبعل فاطمة وابن فاطمة من الفضل ما اودعه رسول الله (ص) من العلم فليخرج الى النجف غدا فلما رجع ميثم فقال له امير المؤمنين (ع) يا ابا جعفر خذ الاعرابي الى ضيافتك فغداة غد سيأتيك الله بالفرج فقال أبو جعفر ميثم فاخذت الاعرابي ومعه محمل فيه الميت وانزلته منزلي واخدمته اهلي فلما صلى امير المؤمنين (ع) صلاة الفجر خرج وخرجت معه ولم يبق في الكوفة بر ولا فاجر الا وقد خرج الى النجف ثم قال الامام (ع) أئت يا ابا جعفر بالاعرابي وصاحبه الميت وهو راجل بجنب القبة التي فيها الميت فأت به النجف ثم قال امير المؤمنين (ع) جلت نعمته يا اهل الكوفة قولوا فينا ما ترونه منا وارووا عنا ما تسمعونه منا ثم قال (ع) ابرك يا اعرابي جملك ثم قال لتخرج صاحبك انت وجماعة من المسلمين فقال ميثم فاخرج من التابوت عصب ديباج اصفر فاحل فإذا تحته عصب ديباج اخضر فاحل فإذا تحته بدنة من اللؤلؤ فيها غلام تم عذاره بذوائب كذوائب الحسنى قال (ع) كم لميتك هذا فقال احد واربعون يوما قال فما كان ميتته فقال الاعرابي ان اهله يريدون ان تحييه ليعلموا من قتله لانه بات سالما واصبح مذبوحا من اذنه الى اذنه فقال (ع) ومن يطلب دمه فقال خمسون رجلا من قومه يقصد بعضهم بعضا في طلب دمه فاكشف الشك والريب يا اخا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب فقال (ع) قتله عمه لانه زوجه بابنته فخلاها وتزوج غيرها فقتله حنقا عليه فقال لسنا نرضى بقولك فانا نريد ان يشهد الغلام بنفسه عند اهله من قتله فيرتفع من بينهم السيف والفتنة فقام (ع) فحمد الله تعالى واثنى عليه وصلى على النبي (ص) ثم قال يا اهل الكوفة ما بقرة بني اسرائيل عند الله باجل من علي اخي رسول الله (ص) وانها احيت ميتا بعد سبعة ايام ثم دنا من الميت وقال ان بقرة بني اسرائيل ضرب ببعضها الميت فعاش واني لا ضربه ببعضي لان بعضي عند الله خير من البقرة ثم هزه برجله وقال قم باذن الله يا مدرك بن حنظلة بن غسان بن بحير بن قهر بن سلامة بن طيب بن الاشعث بن الاحوص بن واهلة بن عمرو ابن الفضل بن حباب قم فقد احياك الله علي باذن الله تعالى فقال أبو جعفر ميثم فنهض غلام احسن من الشمس ومن القمر اوصافا وقال لبيك يا محي العظام وحجة الله في الانام والمتفرد بالفضل والانعام لبيك يا علي يا علام فقال امير المؤمنين (ع) من قتلك يا غلام فقال عمي حريث بن رمعة بن شكال بن الاصم ثم قال علي (ع) للغلام اتمضي الى اهلك فقال لا حاجة لي في القوم فقال (ع) ولم قال اخاف ان يقتلني ثانيا ولا تكون انت فمن يحيني فالتفت الاعرابي صاحبه فقال امضي انت الى اهلك فقال معك ومعه الى ان ياتي اليقين لعن من اتجه له الحق ووضح وجعل بينه وبينه سترا وكانا مع امير المؤمنين (ع) الى ان قتلا بصفين فصار اهل الكوفة الى اماكنهم واختلفوا في امير المؤمنن (ع) واختلفت اقاويلهم فيه (ع)


عيون المعجزات
عيون المعجزات تأليف المحدث الجليل الشيخ حسين بن عبد الوهاب (من علماء القرن الخامس) حقوق الطبع محفوظة للناشر محمد كاظم الشيخ صادق الكتبي منشورات المطبعة الحيدرية في النجف 1369 هج‍ - 1950 م

سالم
12-19-2008, 11:39 PM
المعجزات لغير المسيح في الكتاب المقدس
===

اذا كان يعتقد النصارى ان المسيح غله لانه يعمل المعجزات بشفاء المرضى واحياء الموتى و رد البصر الي الاعمى فهناك في الكتاب المقدس من قاموا بنفس تلك المعجزات غير المسيح

اليشع يجعل 20 رغيفا يطعمون 100 رجل
======

ملوك2
اصحاح 4

42 وجاء رجل من بعل شليشة واحضر لرجل الله خبز باكورة عشرين رغيفا من شعير وسويقا في جرابه.فقال اعط الشعب ليأكلوا.
43 فقال خادمه ماذا.هل اجعل هذا امام مئة رجل.فقال اعط الشعب فياكلوا لانه هكذا قال الرب يأكلون ويفضل عنهم.
44 فجعل امامهم فأكلوا وفضل عنهم حسب قول الرب



اليشع يشفى الابرص
=====

2ملوك
اصحاح 5
5 فقال ملك ارام انطلق ذاهبا فارسل كتابا الى ملك اسرائيل.فذهب واخذ بيده عشر وزنات من الفضة وستة آلاف شاقل من الذهب وعشر حلل من الثياب.
6 وأتى بالكتاب الى ملك اسرائيل يقول فيه******فالآن عند وصول هذا الكتاب اليك هوذا قد ارسلت اليك نعمان عبدي فاشفه من برصه.
7 فلما قرأ ملك اسرائيل الكتاب مزّق ثيابه وقال هل انا الله لكي أميت واحيي حتى ان هذا يرسل اليّ ان اشفي رجلا من برصه.فاعلموا وانظروا انه انما يتعرض لي
8 ولما سمع اليشع رجل الله ان ملك اسرائيل قد مزّق ثيابه ارسل الى الملك يقول لماذا مزّقت ثيابك.ليات اليّ فيعلم انه يوجد نبي في اسرائيل.
9 فجاء نعمان بخيله ومركباته ووقف عند باب بيت اليشع.
10 فارسل اليه اليشع رسولا يقول اذهب واغتسل سبع مرّات في الاردن فيرجع لحمك اليك وتطهر.
11 فغضب نعمان ومضى وقال هوذا قلت انه يخرج اليّ ويقف ويدعو باسم الرب الهه ويردد يده فوق الموضع فيشفي الابرص.
12 أليس ابانة وفرفر نهرا دمشق احسن من جميع مياه اسرائيل.أما كنت اغتسل بهما فاطهر.ورجع ومضى بغيظ.
13 فتقدم عبيده وكلموه وقالوا يا ابانا لو قال لك النبي امرا عظيما أما كنت تعمله فكم بالحري اذ قال لك اغتسل واطهر.
14 فنزل وغطس في الاردن سبع مرات حسب قول رجل الله فرجع لحمه كلحم صبي صغير وطهر.

اليشع يرد البصر الي الأعمى
=====

2 ملوك
اصحاح 6



17 وصلى اليشع وقال يا رب افتح عينيه فيبصر.ففتح الرب عيني الغلام فابصر واذ الجبل مملوء خيلا ومركبات نار حول اليشع.
18 ولما نزلوا اليه صلى اليشع الى الرب وقال اضرب هؤلاء الامم بالعمى.فضربهم بالعمى كقول اليشع.
19 فقال لهم اليشع ليست هذه هي الطريق ولا هذه هي المدينة.اتبعوني فاسير بكم الى الرجل الذي تفتشون عليه.فسار بهم الى السامرة.
20 فلما دخلوا السامرة قال اليشع يا رب افتح اعين هؤلاء فيبصروا.ففتح الرب اعينهم فابصروا واذا هم في وسط السامرة.



ايليا يحي الميت
====

1 ملوك
اصحاح 17
18 فقالت لايليا ما لي ولك يا رجل الله.هل جئت اليّ لتذكير اثمي واماتة ابني.
19 فقال لها اعطيني ابنك.واخذه من حضنها وصعد به الى العلية التي كان مقيما بها واضجعه على سريره
20 وصرخ الى الرب وقال ايها الرب الهي أايضا الى الارملة التي انا نازل عندها قد اسأت باماتتك ابنها.
21 فتمدد على الولد ثلاث مرات وصرخ الى الرب وقال يا رب الهي لترجع نفس هذا الولد الى جوفه.
22 فسمع الرب لصوت ايليا فرجعت نفس الولد الى جوفه فعاش.
23 فاخذ ايليا الولد ونزل به من العلية الى البيت ودفعه لامه.وقال ايليا انظري.ابنك حيّ.
23 فقالت المرأة لايليا هذا الوقت علمت انك رجل الله وان كلام الرب في فمك حق

اليشع كذلك يحي الموتى
=====
2 ملوك
اصحاح 4
ودخل اليشع البيت واذا بالصبي ميت ومضطجع على سريره.
33 فدخل واغلق الباب على نفسيهما كليهما وصلّى الى الرب.
34 ثم صعد واضطجع فوق الصبي ووضع فمه على فمه وعينيه على عينيه ويديه على يديه وتمدّد عليه فسخن جسد الولد.
35 ثم عاد وتمشى في البيت تارة الى هنا وتارة الى هناك وصعد وتمدّد عليه فعطس الصبي سبع مرّات ثم فتح الصبي عينيه.
36 فدعا جيحزي وقال ادع هذه الشونمية.فدعاها ولما دخلت اليه قال احملي ابنك.
37 فاتت وسقطت على رجليه وسجدت الى الارض ثم حملت ابنها وخرجت


المسيح يتنبىء بان هناك من سيعبده بدون فائدة ويسير خلف ايمان ليس من الله لكن من البشر كما نرى المسيح يحذر من التثليث واتخاذ الناس المسيح كاله ويعبدونه وانها ذنب كبير

متى 15

9 وباطلا يعبدونني وهم يعلمون تعاليم هي وصايا الناس



قال تعالى

) لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ (72) لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (74) مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (75) قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً وَاللّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (76)) سورة المائدة


قال تعالى ( يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا ) النساء-171





http://www.ebnmaryam.com/vb/showthread.php?p=135398#post135398

muslimah
12-20-2008, 10:11 AM
بحث قيم فجزى الله الكاتب والناقل خير الجزاء

رغم مئات المعجزات التي أجراها ربنا جل في علاه على يد خاتم أنبيائه صلى الله عليه وسلم إلا أنني لم أر فيها معجزة إحياء الموتى ، وقد يكون سبب ذلك قطع الطريق على البشر اعتباره صلى الله عليه وسلم إلهاً أو يمتلك أحد خصائص الوهية وهي الخلق كما حدث مع المسيح عليه السلام فالله جل في علاه نسب إليه رد إحيائه الموتى بإذن الله {وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }آل عمران49
{إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ }المائدة110

ومما يجدر ذكره أن نفس هذا الكلام جاء في كتاب النصارى لكنهم يتعامون عن رؤيته والاعتراف بمطابقته بما جاء في كتاب الله إضافة إلى ما جاء في كتابهم من إحياء الموتى على يد آخرين كما نجد أعلاه على يد إليشع وكما نجد في سفر حزقيال الإصحاح 37 : 3-10 بعث الحياة في العظام البالية لكثير من الموتى بسبب ‏حزقيال

هنا ما يثبت أن المسيح عليه السلام بشر لا يحيي الموتى وإنما تم ذلك بفضل من الله :

قبل أن‎ ‎يحيي عيسى (عليه السلام) عازر دعا الله أوّلا ، طلب منه أن يستجيب له (يوحنا‎ :11‎نصّ41-42‏‎).


‎ وكما في (يوحنا ‏‏7نصّ42)-:"أنا لا أستطيع أن‎ ‎أفعل شيئا بنفسي‎ ".

وفي‎ ‎متّى(7نصّ22-23) ‎"‎سيقول لي كثير من الناس يوم الحساب‎ : ‎ياربّ،ياربّ ، أليس باسمك نطقنا بالنبوءات ؟وباسمك طردنا الشياطين ‏؟وباسمك عملنا‎ ‎العجائب الكثيرة ؟فأقول لهم : ما عرفتكم قطّ!ابتعدوا عنّي يا من يقترفون ظلما عظيما‎ !.

‏- أعمال الرسل الإصحاح 2 : 22 " بقوات وعجائب صنعها الله بيده "‏