قتيبة
01-05-2009, 06:18 PM
سلمان العودة يدعو علماء الأمة لنصرة أهل غزة
الإسلام اليوم/ أيمن بريك
دعا فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة ـ نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ـ علماء الأمة إلى نصرة أهل غزة، مشيرًا إلى أن تحرك وفد اتحاد علماء المسلمين يهدف إلى مساندة الحركة الشعبية في كل مكان في العالم الإسلامي، بالوقوف مع إخواننا في غزة ومناشدة الحكام أن يقوموا بالمساندة الإنسانية أولاً.
دعمٌ متواصل
وقال الشيخ سلمان ـ في لقاء مع فضائية الجزيرة ـ: إن هذا التحرك يأتي أيضًا في إطار الدعم المتواصل، ولدعوة القادة العرب للضغط في اتجاه إنهاء هذا العدوان، وفتح المعابر، ورفح الحصار، وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال محاولة لملمة الصف العربي، والقضاء على حالة التشرذم العربي، التي انعكست بدورها على التشرذم الفلسطيني.
غزة.. وأحداث سبتمبر
وأضاف فضيلته أن حصيلة العدوان الصهيوني على غزة بلغت حتى الآن أكثر من 2500 جريح، أو قريبًا من هذا الرقم، وقريبًا من 500 من الشهداء، هذا الرقم ثلاثة آلاف، هذا هو الرقم الذي قالت أمريكا أنهم قتلوا في أحداث 11 سبتمبر.. وبذلك أصبح العالم كله يتحدث عن لغة الإرهاب، بينما العدو محدود و مجهول، فما الذي يجعل هذه المحرقة التي تحدث في غزة اليوم، ولا تستثني أحدًا من الأطفال والنساء والمدارس والمساجد، وتطلق النار على كل ما تدبُّ فيه الحياة، وهذا يتم تحت سمع العالم وبصره، في حين أن رد الفعل هو الاكتفاء بعبارات الشجب والإدانة والاستنكار..
وردًّا على سؤال حول ما إذا كان لوفد اتحاد علماء المسلمين أفكارٌ معينةٌ لطرحها على الرؤساء والقادة الذين سيلتقونهم.. قال الشيخ سلمان: هناك أفكار عامّةٌ مشتركةٌ، مثلُ الدعوةِ إلى القمة العربية، والدعوةِ إلى قمةٍ إسلامية، والدعوةِ إلى مساندة المجهود الفلسطيني بكل ممكن، والوقوف مع الإخوة الفلسطينيين بالمال وبالغذاء والكساء والدواء، والمواقف السياسية المختلفة.. هذا معنًى مشتركٌ، كما أن هناك مناشداتٍ خاصةً لكل طرف، فالوفد يريد أن يلتقيَ بعددٍ من المسئولين، وغدًا سيكون لقاء الوفد مع خادم الحرمين الشريفين، الملكِ عبدِ الله بنِ عبدِ العزيز في الرياض.. وبعد غدٍ سيذهب الوفد إلى سوريا، وبعده قد يكون الوفد في تركيا، وهناك انتظار لم يأتِ بعدُ كجواب من مصر، أرسل لهم طلب، وأعتقد أنه لم يأت جوابٌ حتى الآن..
أضعف الإيمان
وأوضح الدكتور العودة أن المقصود هو مناشدةُ كلِّ واحدٍ من هؤلاء الحكام أو المسئولين أن يؤديَ دورَه فيما يخصُّه، وهناك معنًى مشتركٌ، هو أن أقل ما يمكن هو عقدُ قمةٍ عربيةٍ، مع أن الكثيرين قد يقولون: وماذا تُجدي القمة العربية؟ لكن نحن نقول: هذا أضعف الإيمان، أن تنعقد قمةٌ تحتَ مثلِ هذه الظروف، وأن تكون لديها مناشدةٌ واضحةٌ وقويةٌ للمجتمع الدولي، وأن يتحمل العالمُ مسئولياتِهِ، وأن يكون هناك ضغوطٌ، ومناشدةٌ أيضًا بإعادة النظر في علاقات عددٍ من الدّول العربية والإسلامية، مع إسرائيلَ في ظلِّ هذا الهجوم.. فنحن نشاهد أنه كيف أنّ تركيا أعلنت أنه لا جدوى من الحديث عن سلامٍ بين إسرائيل وسوريا، في ظل هذه الغطرسة، غطرسةِ آلة الحرب الإسرائيلية..
يوم الغضب
وتعقيبًا على مُداخلةٍ تقول: اليوم أنتم تتحركون، وهذا جانبٌ إيجابيٌّ، ربما يكون هذا سنةً عمل بها الكثيرون، لا قدر الله، في أزماتٍ أخرى، لكنْ ملاحظٌ أن العلماء، يبدون وكأنهم آخرُ مَنْ تحرّكوا.. عبر التاريخِ كان العلماء هم من يُحرِّكون الأمة، وهم في المقدمة، هم مَنْ يحملون المِشْعل، يحرِّكون ويستنهضون الهِمم، هم مَن يُعبِّئ الشعوب في الأزمات، وقتَ الشدائد.. الآن العلماء هم آخر من يتحرك.. تحرك الساسةُ.. تحرك الفنانون.. تحركت الجماهير.. الكل تحرك.. العلماء آخر من يتحرك !! كيف نفهم هذا الأمر؟!.. قال الشيخ سلمان: لك أن تتصور أن أمس الجمعة، كما يسمونه، يومَ الغضب، ربما ملايينُ المساجد في بقاع العالم الإسلامي، كلِّها ضجّت بالحديث عن هذه الأزمة، وفضحت الممارسة، ودعت المسلمين إلى التضامن مع إخوانهم، وأيضًا بالدعاء: " إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ " .
إيقادُ الشُّموع
وأضاف فضيلته: ومع ذلك فنحن في اتحاد العلماء ندعو إلى إيقاد الشموع بدلاً من إطلاق اللعنات، أو حتى الاكتفاء بالدموع، رأينا أنه حتى الحديثُ الإعلامي، أو الخطب أو البيانات أو غيرُها، أو المساندة المادية لا تكفي. بإمكان اتحاد العلماء، وعلماء آخرين أن يقوموا بدور مع الساسة ومع القادرين، وبلورة موقف، ربما قد يكون أكثرَ نضجًا..
وردًّا على سؤالٍ حول الحكم الشرعي، للعلماء الذين ابتعدوا عن هموم الناس، واعتزلوا ربما الحياةَ، بذريعة الزهد، وذريعة الضغوط المفروضة عليهم وغير ذلك.. ماذا تقول لهم؟ حتى يقوموا وينهضوا ويتصدَّوْا لمهمّتهم ؟.. أجاب الدكتور العودة، قائلاً: هذا الجَهْدُ، وهذا التفاعل، حتى الصُّراخ، الذي ينطلق عفويًّا من الإنسان، هو تعبير عن حقيقة الانتماء لهذه الأمة: يقول صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ المؤمنينَ في توَادِّهم وتراحمِهم وتعاطفِهم، مَثَلُ الجسدِ»، وفي الحديث الآخر: «كالبنيان يشدُّ بعضُه بعضًا»..
العذر مرفوض
وقال الشيخ سلمان: أعتقد أنه لا عذر لأحدٍ قادرٍ أن يعمل ما يستطيع، مشيرًا إلى أن العلماء علَّمونا عبر التاريخ، أنهم كانوا في مقدمة الموكب، وفي مقدمة الموقف، ومحاربة الاستعمار، هذا هو استعمار يهودي استيطاني إحلالي، عدواني، يستهدف من وراء فلسطين الأمةَ العربية والإسلامية كلَّها.
الساكت عن الحق !!
وردًّا على سؤال حول كيفية فهم تحوُّل بعض العلماء - وهم ورثة الأنبياء، وهم أصحاب كلمة الحق - من ناصرين للحق، إلى الناصرين عليه، إلى المنتصرين للحكام، إلى الساكتين على الحق.. أكد الدكتور العودة أنه لا يجوز السكوت عن الحق، ومثلُ هذه المواقف من لم يتكلم فيها، فأعتقد أنه لن يتكلمَ أبدًا، فمن يرى مثلَ هذه المشاهد، أيُّ إنسان، أنا لا أقل مسلم، أي إنسان عندما يرى هذه المشاهد، سوف يعتريه قدر من الذهول والاكتئاب والحزن..
وأضاف فضيلته: هذا العدوان لا يجوز السكوت عليه مطلقًا من أي إنسان قادر، والنبي صلى الله عليه وسلم قال، وأفتى في هذا: «إذا رأيت أمتي تهابُ أن تقولَ للظالم يا ظالم، فقد تُوُدِّعَ منها»..، ويقول صلى الله عليه وسلم : «لا قُدِّست أمةٌ لا يأخذ الضعيف فيها حقَّه غير متعتع»..
وأوضح الشيخ سلمان أنه يجب على علماء المسلمين، وعلى الدعاة وعلى القادرين وعلى الخطباء، أن يقولوا كلمة الحق، وهنا أنا أدعو أن تكون كلمة الحق، ليست إثارة مئات المعارك الجانبية التي ستشغل عقول الناس عن المعركة الكبرى.. الحق في القضية الفلسطينية، بصورتها البسيطة السهلة الواضحة، أن هناك شعبًا يباد ويقتل، وتُغتصبُ حقوقُه، وأن هناك كيانًا باغيًا باطشًا قويًا يمارس العربدةَ والغطرسة..
انفصال عن الواقع ؟!
هناك من يتهم العلماء بأنهم لا يفقهون في السياسة، وبأنهم مفصولون عن الواقع، لا علاقة لهم بما يجري، وغيرُ مطَّلعين على خفايا الأحداث، وبأن كل ما يفقهون فيه هو علم الفقه والدراسات الشرعية، ماذا تقول لهؤلاء؟.. قال الشيخ سلمان: إن العلماء لا يجب أن يتحركوا كما لو كانوا منفصلين عن الواقع، وعمّن حولهم أيضًا، وقد يجوز أن يكون من العلماء من ينقصُه إدراكُ أبعاد المشكلة، فيتكلم، ويضر من حيث يريد أن ينفع، لأنه لا يتصور الصورة بأكملها، ولذلك أقول: إن من الواجب على العلماء أو على القادرين منهم، أن يكون لديهم وعيٌ ومتابعة.
وأضاف فضيلته: واليوم نحن في عصر الفضائيات والإنترنت، وثقافة الصورة على مدار الساعة، وأعتقد أن فضْح قناةٍ مثلِ "قناة الجزيرة" على مدار 24 ساعة لمثلِ هذا العدوان أو هذه المحرقة "الهولوكست" الصهيونية الإسرائيلية، أعتقد أنه أبلغُ من آلاف الخُطب، ولكن هنا يكون دور العلماء، في أن يكون محفزًا لتحريك همم الناس، بما في ذلك أصحابُ القرار، وحفزِهم ودفعِهم لأن يوحدوا صفوفهم، لأن يتخذوا مواقف موحدة، لأن يعطوا المجال لشعوبهم، بالوقوف مع المغلوب ومساندته.
دور إيجابي
وكان سماحة الشيخ يوسف القرضاوي ـ رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ـ قد أشاد بالدور الإيجابي لدولة قطر في الأزمة الفلسطينية، مشيرًا إلى أن قطر وقفت في الأزمات العربية، حيث قامت بحلّ مشكلة لبنان، والآن تحلّ مشكلةَ دارفور، وهي بالنسبة للقضية الفلسطينية سبَّاقةٌ، دائمًا بمبادراتها، وهي تدعو الآن لعقد قمةٍ عربية.
وأكد الشيخ القرضاوي على أن القمة ضرورية، فإذا لم يلتقِ القادةُ في مثل هذه القضية التي يدمَّر فيها شعبٌ بلا ذنب إلا تمسُّكَه بحقه وثوابته، فمتى تجتمع القمة؟!..
وأردف الدكتور القرضاوي، قائلاً: " لقد لمسنا خلال لقائنا مع أمير قطر، حماسهُ لعقد قمةٍ عربيةٍ، وفتح المعابر، و إمداد غزةَ بما تحتاج إليه، والعملِ على وقف العدوان، مشيرًا إلى أن هذه بدايةٌ طيبة للجولة التي يقوم بها وفد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، سعيًا لنصرة أهل غزة.
وكان وفدٌ من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، قد بدأ اليوم السبت، من العاصمة القطرية الدوحة جولةً تشمل السعودية، الأردن، سوريا، مصر، تركيا؛ في محاولة لإنقاذ غزة، ووقف العدوان الإسرائيليّ على أهلها.
http://www.islamtoday.net/albasheer/artshow-12-106252.htm
الإسلام اليوم/ أيمن بريك
دعا فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة ـ نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ـ علماء الأمة إلى نصرة أهل غزة، مشيرًا إلى أن تحرك وفد اتحاد علماء المسلمين يهدف إلى مساندة الحركة الشعبية في كل مكان في العالم الإسلامي، بالوقوف مع إخواننا في غزة ومناشدة الحكام أن يقوموا بالمساندة الإنسانية أولاً.
دعمٌ متواصل
وقال الشيخ سلمان ـ في لقاء مع فضائية الجزيرة ـ: إن هذا التحرك يأتي أيضًا في إطار الدعم المتواصل، ولدعوة القادة العرب للضغط في اتجاه إنهاء هذا العدوان، وفتح المعابر، ورفح الحصار، وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال محاولة لملمة الصف العربي، والقضاء على حالة التشرذم العربي، التي انعكست بدورها على التشرذم الفلسطيني.
غزة.. وأحداث سبتمبر
وأضاف فضيلته أن حصيلة العدوان الصهيوني على غزة بلغت حتى الآن أكثر من 2500 جريح، أو قريبًا من هذا الرقم، وقريبًا من 500 من الشهداء، هذا الرقم ثلاثة آلاف، هذا هو الرقم الذي قالت أمريكا أنهم قتلوا في أحداث 11 سبتمبر.. وبذلك أصبح العالم كله يتحدث عن لغة الإرهاب، بينما العدو محدود و مجهول، فما الذي يجعل هذه المحرقة التي تحدث في غزة اليوم، ولا تستثني أحدًا من الأطفال والنساء والمدارس والمساجد، وتطلق النار على كل ما تدبُّ فيه الحياة، وهذا يتم تحت سمع العالم وبصره، في حين أن رد الفعل هو الاكتفاء بعبارات الشجب والإدانة والاستنكار..
وردًّا على سؤال حول ما إذا كان لوفد اتحاد علماء المسلمين أفكارٌ معينةٌ لطرحها على الرؤساء والقادة الذين سيلتقونهم.. قال الشيخ سلمان: هناك أفكار عامّةٌ مشتركةٌ، مثلُ الدعوةِ إلى القمة العربية، والدعوةِ إلى قمةٍ إسلامية، والدعوةِ إلى مساندة المجهود الفلسطيني بكل ممكن، والوقوف مع الإخوة الفلسطينيين بالمال وبالغذاء والكساء والدواء، والمواقف السياسية المختلفة.. هذا معنًى مشتركٌ، كما أن هناك مناشداتٍ خاصةً لكل طرف، فالوفد يريد أن يلتقيَ بعددٍ من المسئولين، وغدًا سيكون لقاء الوفد مع خادم الحرمين الشريفين، الملكِ عبدِ الله بنِ عبدِ العزيز في الرياض.. وبعد غدٍ سيذهب الوفد إلى سوريا، وبعده قد يكون الوفد في تركيا، وهناك انتظار لم يأتِ بعدُ كجواب من مصر، أرسل لهم طلب، وأعتقد أنه لم يأت جوابٌ حتى الآن..
أضعف الإيمان
وأوضح الدكتور العودة أن المقصود هو مناشدةُ كلِّ واحدٍ من هؤلاء الحكام أو المسئولين أن يؤديَ دورَه فيما يخصُّه، وهناك معنًى مشتركٌ، هو أن أقل ما يمكن هو عقدُ قمةٍ عربيةٍ، مع أن الكثيرين قد يقولون: وماذا تُجدي القمة العربية؟ لكن نحن نقول: هذا أضعف الإيمان، أن تنعقد قمةٌ تحتَ مثلِ هذه الظروف، وأن تكون لديها مناشدةٌ واضحةٌ وقويةٌ للمجتمع الدولي، وأن يتحمل العالمُ مسئولياتِهِ، وأن يكون هناك ضغوطٌ، ومناشدةٌ أيضًا بإعادة النظر في علاقات عددٍ من الدّول العربية والإسلامية، مع إسرائيلَ في ظلِّ هذا الهجوم.. فنحن نشاهد أنه كيف أنّ تركيا أعلنت أنه لا جدوى من الحديث عن سلامٍ بين إسرائيل وسوريا، في ظل هذه الغطرسة، غطرسةِ آلة الحرب الإسرائيلية..
يوم الغضب
وتعقيبًا على مُداخلةٍ تقول: اليوم أنتم تتحركون، وهذا جانبٌ إيجابيٌّ، ربما يكون هذا سنةً عمل بها الكثيرون، لا قدر الله، في أزماتٍ أخرى، لكنْ ملاحظٌ أن العلماء، يبدون وكأنهم آخرُ مَنْ تحرّكوا.. عبر التاريخِ كان العلماء هم من يُحرِّكون الأمة، وهم في المقدمة، هم مَنْ يحملون المِشْعل، يحرِّكون ويستنهضون الهِمم، هم مَن يُعبِّئ الشعوب في الأزمات، وقتَ الشدائد.. الآن العلماء هم آخر من يتحرك.. تحرك الساسةُ.. تحرك الفنانون.. تحركت الجماهير.. الكل تحرك.. العلماء آخر من يتحرك !! كيف نفهم هذا الأمر؟!.. قال الشيخ سلمان: لك أن تتصور أن أمس الجمعة، كما يسمونه، يومَ الغضب، ربما ملايينُ المساجد في بقاع العالم الإسلامي، كلِّها ضجّت بالحديث عن هذه الأزمة، وفضحت الممارسة، ودعت المسلمين إلى التضامن مع إخوانهم، وأيضًا بالدعاء: " إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ " .
إيقادُ الشُّموع
وأضاف فضيلته: ومع ذلك فنحن في اتحاد العلماء ندعو إلى إيقاد الشموع بدلاً من إطلاق اللعنات، أو حتى الاكتفاء بالدموع، رأينا أنه حتى الحديثُ الإعلامي، أو الخطب أو البيانات أو غيرُها، أو المساندة المادية لا تكفي. بإمكان اتحاد العلماء، وعلماء آخرين أن يقوموا بدور مع الساسة ومع القادرين، وبلورة موقف، ربما قد يكون أكثرَ نضجًا..
وردًّا على سؤالٍ حول الحكم الشرعي، للعلماء الذين ابتعدوا عن هموم الناس، واعتزلوا ربما الحياةَ، بذريعة الزهد، وذريعة الضغوط المفروضة عليهم وغير ذلك.. ماذا تقول لهم؟ حتى يقوموا وينهضوا ويتصدَّوْا لمهمّتهم ؟.. أجاب الدكتور العودة، قائلاً: هذا الجَهْدُ، وهذا التفاعل، حتى الصُّراخ، الذي ينطلق عفويًّا من الإنسان، هو تعبير عن حقيقة الانتماء لهذه الأمة: يقول صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ المؤمنينَ في توَادِّهم وتراحمِهم وتعاطفِهم، مَثَلُ الجسدِ»، وفي الحديث الآخر: «كالبنيان يشدُّ بعضُه بعضًا»..
العذر مرفوض
وقال الشيخ سلمان: أعتقد أنه لا عذر لأحدٍ قادرٍ أن يعمل ما يستطيع، مشيرًا إلى أن العلماء علَّمونا عبر التاريخ، أنهم كانوا في مقدمة الموكب، وفي مقدمة الموقف، ومحاربة الاستعمار، هذا هو استعمار يهودي استيطاني إحلالي، عدواني، يستهدف من وراء فلسطين الأمةَ العربية والإسلامية كلَّها.
الساكت عن الحق !!
وردًّا على سؤال حول كيفية فهم تحوُّل بعض العلماء - وهم ورثة الأنبياء، وهم أصحاب كلمة الحق - من ناصرين للحق، إلى الناصرين عليه، إلى المنتصرين للحكام، إلى الساكتين على الحق.. أكد الدكتور العودة أنه لا يجوز السكوت عن الحق، ومثلُ هذه المواقف من لم يتكلم فيها، فأعتقد أنه لن يتكلمَ أبدًا، فمن يرى مثلَ هذه المشاهد، أيُّ إنسان، أنا لا أقل مسلم، أي إنسان عندما يرى هذه المشاهد، سوف يعتريه قدر من الذهول والاكتئاب والحزن..
وأضاف فضيلته: هذا العدوان لا يجوز السكوت عليه مطلقًا من أي إنسان قادر، والنبي صلى الله عليه وسلم قال، وأفتى في هذا: «إذا رأيت أمتي تهابُ أن تقولَ للظالم يا ظالم، فقد تُوُدِّعَ منها»..، ويقول صلى الله عليه وسلم : «لا قُدِّست أمةٌ لا يأخذ الضعيف فيها حقَّه غير متعتع»..
وأوضح الشيخ سلمان أنه يجب على علماء المسلمين، وعلى الدعاة وعلى القادرين وعلى الخطباء، أن يقولوا كلمة الحق، وهنا أنا أدعو أن تكون كلمة الحق، ليست إثارة مئات المعارك الجانبية التي ستشغل عقول الناس عن المعركة الكبرى.. الحق في القضية الفلسطينية، بصورتها البسيطة السهلة الواضحة، أن هناك شعبًا يباد ويقتل، وتُغتصبُ حقوقُه، وأن هناك كيانًا باغيًا باطشًا قويًا يمارس العربدةَ والغطرسة..
انفصال عن الواقع ؟!
هناك من يتهم العلماء بأنهم لا يفقهون في السياسة، وبأنهم مفصولون عن الواقع، لا علاقة لهم بما يجري، وغيرُ مطَّلعين على خفايا الأحداث، وبأن كل ما يفقهون فيه هو علم الفقه والدراسات الشرعية، ماذا تقول لهؤلاء؟.. قال الشيخ سلمان: إن العلماء لا يجب أن يتحركوا كما لو كانوا منفصلين عن الواقع، وعمّن حولهم أيضًا، وقد يجوز أن يكون من العلماء من ينقصُه إدراكُ أبعاد المشكلة، فيتكلم، ويضر من حيث يريد أن ينفع، لأنه لا يتصور الصورة بأكملها، ولذلك أقول: إن من الواجب على العلماء أو على القادرين منهم، أن يكون لديهم وعيٌ ومتابعة.
وأضاف فضيلته: واليوم نحن في عصر الفضائيات والإنترنت، وثقافة الصورة على مدار الساعة، وأعتقد أن فضْح قناةٍ مثلِ "قناة الجزيرة" على مدار 24 ساعة لمثلِ هذا العدوان أو هذه المحرقة "الهولوكست" الصهيونية الإسرائيلية، أعتقد أنه أبلغُ من آلاف الخُطب، ولكن هنا يكون دور العلماء، في أن يكون محفزًا لتحريك همم الناس، بما في ذلك أصحابُ القرار، وحفزِهم ودفعِهم لأن يوحدوا صفوفهم، لأن يتخذوا مواقف موحدة، لأن يعطوا المجال لشعوبهم، بالوقوف مع المغلوب ومساندته.
دور إيجابي
وكان سماحة الشيخ يوسف القرضاوي ـ رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ـ قد أشاد بالدور الإيجابي لدولة قطر في الأزمة الفلسطينية، مشيرًا إلى أن قطر وقفت في الأزمات العربية، حيث قامت بحلّ مشكلة لبنان، والآن تحلّ مشكلةَ دارفور، وهي بالنسبة للقضية الفلسطينية سبَّاقةٌ، دائمًا بمبادراتها، وهي تدعو الآن لعقد قمةٍ عربية.
وأكد الشيخ القرضاوي على أن القمة ضرورية، فإذا لم يلتقِ القادةُ في مثل هذه القضية التي يدمَّر فيها شعبٌ بلا ذنب إلا تمسُّكَه بحقه وثوابته، فمتى تجتمع القمة؟!..
وأردف الدكتور القرضاوي، قائلاً: " لقد لمسنا خلال لقائنا مع أمير قطر، حماسهُ لعقد قمةٍ عربيةٍ، وفتح المعابر، و إمداد غزةَ بما تحتاج إليه، والعملِ على وقف العدوان، مشيرًا إلى أن هذه بدايةٌ طيبة للجولة التي يقوم بها وفد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، سعيًا لنصرة أهل غزة.
وكان وفدٌ من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، قد بدأ اليوم السبت، من العاصمة القطرية الدوحة جولةً تشمل السعودية، الأردن، سوريا، مصر، تركيا؛ في محاولة لإنقاذ غزة، ووقف العدوان الإسرائيليّ على أهلها.
http://www.islamtoday.net/albasheer/artshow-12-106252.htm