المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قوة ُالعقيدةِ وأثرها في نفوس ِالمسلمين



عين اليقين
01-06-2009, 07:27 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل في محكم التنزيل :"وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ"
وقال رسول الله (ص):{إن النصر مع الصبر وإن الفرج مع الكرب وإن مع العسر يسرا}.
ايها الاخوة الكرام :كلما ادلهم الخطب بالمخلصين لجئوا لمبدئهم لأنه الركن الشديد، وبتطبيقه طريق خلاصهم الوحيد.
لأن الحروب تكشف الأقنعة وترفع اللثام وتزيل المساحيق ويبان المرجفون والمنافقون، ويظهر للناس المخلصون من العلماء الناصحون الأمناء لأمتهم الأوفياء لعقيدتهم، لجعلها مركز تنبههم، وسر وجودهم وحياتهم، وسبيل نهضتهم وأساس وحدتهم.
وذلك لأن العقيدة الإسلامية هي القوة الحقيقية التي تثير الحياة في النفوس، وهي الضمانة الوحيدة التي تحول دون انتكاس الأمة وتدفعها لاقتحام الأخطار وتحدي الصعاب وهي الطاقة التي تفجر في الأمة الاستعداد للتضحية والبذل والفداء، وتدفعها إلى ركوب الأهوال وتحمل الشدائد والعناء، وفي التاريخ الإسلامي شواهد حية تبين أن الأمة كانت تتمرد على ضعفها عندما تبعث معاني العقيدة فيها، وتعود لتحتل مكان الصدارة بين الأمم.
وهذا ما جرى إبان الهجمات المغولية والمجازر التترية والدسائس والفتن اليهودية والحملات والغزوات الصليبية.
والأمة الإسلامية أمة حية رغم العارض الذي ألم بها وآلمها، فهي قادرة على الإمساك بزمام المبادرة للإنعتاق من سيطرة الكافر وأدواته الذليلة من حكام عملاء، وعلماء أجراء، وأوساط سياسية مصطنعة مهزومة.
والأمة الآن تمتلك من أسباب القوة المعنوية والمادية ما يكفي للقيام من سباتها ونفض الغبار عن كاهلها وأن تحزم وتعزم أمرها لتعود لأصل معدنها لتتبوأ مركز الصدارة.
ومن عوامل قوة الأمة الإسلامية قوة عقيدتها لأنها الوحيدة المقنعة للعقل، الموافقة لفطرة الإنسان، والتي تملأ القلب طمأنينة.
والأمة اليوم لم تفقد عقيدتها وإنما فقدت حرارة العقيدة وما أن تدب العافية بجسدها المنهك المريض فسرعان ما تجري الحياة بسائر أعضائها فتعود أقوى مما كانت عليه وقد اتعظت من أخطائها، وأدركت أن غيرها من الأمم الكافرة تعمل على إبادتها وهلاكها، وستجعل من ذلك حافزاً ودافعاً لتحريض المؤمنين على القتال لاعتقاد الأمة أن الكافر يتربص بها الدوائر.
وأدركت الأمة أن الحكام والكفار في خندق واحد يكيدون للمسلمين ويعملون جاهدين لسلخ الأمة عن عقيدتها لتتبنى الرأسمالية للحيلولة دون نهضتها المبدئية المبنية على أساس روحي. ولعدم جعل الحلال والحرام ميزان المصالح والمنافع.
وأدركت الأمة أن العداء بينها وبين الكفار عقدي قبل كل شيء. وأن أمريكا قد كشف اللثام عن وجهها القبيح وأنها دولة كافرة حربية مستعمرة لبلاد المسلمين فهي وأوروبا وروسيا وإسرائيل كفار حربيون، هذا واقعهم وما علينا والحالة هذه إلاَّ قتالهم واستئصال شأفتهم. والذي يحول دون ذلك الحكام الأنذال , والقاعدة الشرعية تقول :" ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ".
فيكون لزاما على الأمة قلعهم وإعادة الإسلام ومبايعة الإمام ليطبق عليهم عقيدتهم، وقد تكفل الله بنصر المسلمين. وصدق الله :"وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ".
ومن عوامل قوة الأمة الإسلامية التعداد السكاني الهائل، وهم خمس أهل الأرض ومعظمهم شباب تجري في عروقهم روح الشهادة، وهم أهل قتال ونزال. وغاية الغايات لدى المسلمين نيل رضوان الله، فالجنة وهي متصورة حقيقية وكأنهم يرونها رأي العين وهذه الأمور عند غيرنا مفقودة، فبالإضافة إلى حملها لرسالة الإسلام العظيم الذي يؤهلها للقوامة على الدنيا بأسرها، فهي صانعة الرجال والمسيطرة على معظم مصادر الطاقة في العالم وتحتل وسطا جغرافيا واسعاً وتمتلك ثروات طبيعية لا نظير لها، كل هذا وغيره مما يمكنها الإنعتاق والعودة إلى موقع القيادة الذي احتلته لقرون مديدة خلت.
وأدرك المخلصون من أبناء المسلمين أن الكافر ينظر إليهم على اعتبار أنهم وحدة واحدة،لا فرق بين مسلم مصري أو مسلم يمني ولا بين مسلم أفغاني ولا حتى مسلم أمريكي ولا من أي أرض هو، ولا بين شافعي أوظاهري ولا بين حنفي أو زيدي، ولا بين حنبلي أو جعفري، ،ويعتبرونهم كلهم مسلمون يحملون عقيدة واحدة. وحقيقة هم كذلك "وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ "
والذي تفعله أمريكا الآن ما هو إلاَّ نعمة من الله منَّها على المؤمنين لأنها تعمل على صحوة المسلمين من حيث لا تدري لأن الأمة بدأت تتوحد ضدها لأنها أدركت أنه يهدد كيانها وبدأت فكرة الوحدة الفكرية، والوحدة الشعورية تتنامى عند المسلمين لإحياء المجتمع المسلم بوحدة الأفكار ووحدة المشاعر، ووحدة الأنظمة. ويعني ذلك العودة لأحكام الإسلام وهذا مطلب المسلمين وأيقنت الأمة أن سبب بلائها هدم الخلافة، وأصبح مطلبهم عودة الإسلام، وإن ترك للأمة حرية الاختيار لاختارت الإسلام بعقيدته وأنظمته وعلى رأسه أمير المؤمنين. وهذه لعمري إرهاصات من الله أن يكون الكفار قد أوصلوها لذلك من حيث لا يشعرون "وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ".
وأخيراً هذه بشارات من الله ورسوله، فقد وعدنا من لا يخلف وعده بالنصر والظفر والتمكين.
ووعدنا بإظهار الإسلام على الدين كله، كما وعد رسوله عليه السلام بالفتح، وتمَّ الفتح المبين.
ووعدنا البشير النذير بفتح قسطنطينية أولا، فكان نعم الأمير أميرها ونعم الجيش جيشها، تليها روما وستفتح قريبا بإذنه تعالى. ووعدنا بعقر دار الإسلام، بيت المقدس، ووعدنا بالقضاء على يهود، وبكسر الصليب وقتل الخنزير.
ووعدنا ببلوغ الإسلام ما بلغ الليل والنهار، ودخول البيوتات المدر منها والحضر.
أيها الإخوة العقلاء :كان الكفار يحسبون ألف حساب لوحدة ولايتين كمصر والشام، فكيف بالله عليكم لو توحدت جميع الولايات وأصبحت وحدة واحدة، تحت إمرة أمير واحد، تحت راية واحدة، أيغلبها غالب، ومعها الغالب.
وفي الختام مسك الختام قوله تعالى :"إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا "

حارث البدائع
01-26-2009, 06:57 AM
بارك الله فيك