المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : متى تعود إلينا فلسطين ؟



السالم
01-06-2009, 08:50 PM
http://www.rslan.com/images/index/MataTa3ood2.jpg (http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1991)

http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1991

muslimah
01-08-2009, 02:03 PM
‎ ‎‏ سورة الإسراء‎ ‎

صراع بين رسالتين‎:-‎
‎ ‎قال تعالى (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا ‏‏حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ))وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرائيلَ ‏أَلَّا ‏تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلاً))ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً) (الاسراء:1-3) ‏لسورة‎ ‎‎الإسراء اسم توقيفي آخر هو سورة بني إسرائيل ، وقد بدأت بالحديث عن إسراء ‏الرسول‎ ‎صلى ‏الله عليه وسلم من المسجد الحرام في مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى في ‏بيت‎ ‎المقدس ، ثم ‏أشارت إلى البركة التي جعلها الله في المسجد الأقصى وما حوله، ثم‎ ‎انتقلت ‏مباشرة انتقالاً تاريخياً ‏من الرسالة الإسلامية إلى رسالة موسى نبي بني‎ ‎إسرائيل عليه السلام، ‏وإلى التوراة وما كلف الله ‏بني إسرائيل فيها. وأخبرتنا عن‎ ‎إفسادين كبيرين مقترنين بالعلو ‏الكبير يقعان على أيدي اليهود، ‏وأطلعتنا على وضع‎ ‎اليهود في كل منهما ، وحددت ملامح ‏الرجال العباد الربانيين ، الذين يزيلون‎ ‎‎الإفسادين اليهوديين ، وكان تركيزها على الإفساد ‏الثاني اليهودي أكبر.‏‎ ‎
إن الله‎ ‎يريد تعريفنا على طبيعة صراعنا مع اليهود وهو صراع بين رسالتين : رسالة الحق ‏التي‎ ‎‎يمثلها المسلمون ورسالة الباطل التي يمثلها اليهود وسيبدأ على أرض المدينة وينتهي‏‎ ‎على ‏الأرض ‏المباركة.‏‎ ‎

مظاهر البركة حول الأقصى‎ ‎‏:-‏
قد يخطيء بعض الناس في فهم‎ ‎البركة فيما حول المسجد الأقصى ، فيقصرها على البركة ‏‏الزراعية فهي الأرض التي تدر‎ ‎لبناً وعسلاً . صحيح أن هذه البركة موجودة لكنها بركة من ‏‏بركات كثيرة ، ومظهر من‎ ‎مظاهر البركة العديدة، فهي مباركة بركة إيمانية ، فللإيمان فيها ‏‏وجود راسخ ثابت‎ ‎أصيل ، قبل إبراهيم عليه السلام وبعده ، وهي بلاد نبوات ورسالات ، ‏وهي ‏مباركة بركة‎ ‎إيمانية قديمة ومعاصرة ومستقبلية ، فتاريخها الأصيل هو تاريخ للإسلام ‏والإيمان‎ ‎‎والعبودية لله ، وهي مباركة بركة جهادية حضارية حركية ، فعليها كان يسجل ‏التاريخ‎ ‎الإيماني ‏منعطفاته الخطيرة وأحداثه العظيمة ، وعليها كان يسجل التاريخ الجاهلي‎ ‎هزائمه ونكساته وزواله ‏‏.‏‎ ‎
التاريخ عليها حي فاعل متحرك لا يتوقف ، وتُقدم أعوامه‎ ‎وشهوره وأيامه مفاجآت عجيبة ‏وأحداثاً ‏خطيرة ومعارك فاصلة ، وزوال دول وأنظمة وولادة‎ ‎أخرى .‏‎ ‎
عليها قُصم الرومان والفرس والصليبيون والتتار ، وعليها سيقصم الله‎ ‎اليهود ويدمر كيانهم ، ‏‏وعليها سيقتل الله المسيح الدجال وعليها سيبيد الله جحافل‎ ‎يأجوج ومأجوج .‏‎ ‎
وهي مباركة بركة سياسية ، فهي أرض الإبتلاء والإمتحان ، وهي أرض‏‎ ‎الكشف والفضح ، ‏هي ‏التي تكشف الخونة ، وتفضح العملاء والرايات والشعارات والدعوات.‏‎ ‎

سر الربط بين المسجدين‎ ‎‏:-‏‎ ‎
ربطت سورة الإسراء ربطاً دقيقاً بين المسجد الحرام‎ ‎والمسجد الأقصى ، وهناك سر بديع ‏لطيف ‏للربط بين المسجدين ، فمن بعض حِكم هذا الربط‎ :- ‎
‏1- المسجد الأقصى وما حوله شهد وجود رسالات سابقة ، منها اليهودية‎ ‎والنصرانية ، كان ‏‏أصحابها هم الخلفاء على الناس ، والأمناء على الدين والإيمان ،‏‎ ‎والوارثين للأرض المباركة ‏‏. ‏والمسجد الحرام شهد بداية الرسالة الجديدة الخاتمة ،‏‎ ‎وولادة الأمة الإسلامية أمة الخلافة ‏والوراثة ‏والأمانة . فبما أن الأمة الجديدة‎ ‎تقيم حول المسجد الحرام ، فلا بد لها كي تحقق ‏خلافتها وأمانتها ‏على البشرية من أن‎ ‎تتملك ما حول المسجد الأقصى ، وأن ترثه هي من ‏الذين يقيمون حوله.‏‎ ‎
‏2- أن السورة‎ ‎تريد من المسلمين أن يُحسنوا النظر للمسجد الأقصى وما حوله فهو مبارك ‏ومقدس ‏كبركة‎ ‎وقدسية المسجد الحرام وما حوله .‏‎ ‎
‏3- تحذير المسلمين من المؤامرات المعادية ضد‎ ‎المسجدين ، ومن أطماع الأعداء الكافرين ‏في ‏المسجدين ، وأن الخطر الذي يتهدد المسجد‏‎ ‎الأقصى ، هو الخطر الذي يتهدد المسجد ‏الحرام.‏‎ ‎
فلما أخذ الصليبيون الأقصى وما‎ ‎حوله ، واستقروا فيه ، توجهت أنظارهم وبرامجهم ‏ومطامعهم ‏نحو المسجد النبوي في‎ ‎المدينة المنورة ، والمسجد الحرام في مكة المكرمة ، فقام " ‏أرناط ، ملك ‏الكرك‎ ‎الصليبي ، بعدة محاولات لاحتلال بلاد الحجاز ، كادت تنجح لولا أن الله ‏هيأ لهذه‎ ‎الأمة ‏صلاح الدين الأيوبي.‏‎ ‎
‏4- أن السورة تقدم للمسلمين المستضعفين في مكة‎ ‎المحاربين هناك بشرى ربانية ، بالفرج ‏‏والنصر والتمكين ، فستنتهي تلك المرحلة الحرجة‎ ‎التي يعيشونها في مكة ، وسيكتب الله لهم ‏‏التمكين ، فيفتحون البلاد ، ويصلون للمسجد‎ ‎والأرض المباركة ، متابعين خطى رسولهم صلى ‏الله ‏عليه وسلم ليلة الإسراء ، ويفتحون‎ ‎تلك البلاد ، ويقيمون عليها حكم الله ، ويعيدون تشييد ‏المسجد ‏الأقصى وبناءه .‏‎ ‎فالرسول صلى الله عليه وسلم كان ممهداً لفتح بلاد الشام ، وكان ‏إسراؤه إلى ‏المسجد‎ ‎الأقصى إرهاصاً ربانياً بفتح المسلمين الحقيقي القادم لهذه الأرض .‏‎ ‎

إفسادان‎ ‎لبني إسرائيل‎ ‎‏:-‏‎ ‎
قال سبحانه (وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرائيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً ‏كَبِيراً) ‏‏(الاسراء:4) ‏‏(فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ ‏وَكَانَ وَعْداً ‏مَفْعُولاً)(ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً)(إِنْ ‏أَحْسَنْتُمْ ‏أَحْسَنْتُمْ لَأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ ‏كَمَا ‏دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً)(عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ ‏‏لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً) (الاسراء 5-8) ‏‏ أول مرة " وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً "- "عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ ‏يَرْحَمَكُمْ "- "وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ ‏حَصِيراً " (الاسراء: من الآيات 4-8)‏
وقال تعالى في آخر السورة عن الإفساد الثاني )وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرائيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ ‏فَإِذَا ‏جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً) (الاسراء:104) ‏اختلف العلماء في تفسيرهم للإفسادين ولكن ‏جميع التفاسير السابقة لا تنطبق‎ ‎عليها الأحداث ‏التي وردت في الآيات فلا بد من إعادة النظر في ‏فهم النصوص وأحداث‎ ‎التاريخ . لقد علا ‏اليهود قديماً وأفسدوا إفسادات كثيرة ، ونظراً لربط ‏الآيات‎ ‎الكريمة بين المسجد الأقصى ‏والتاريخ اليهودي فإننا نؤكد أن الإفسادين متعلقان‎ ‎بالمسلمين ‏بعد بعثة نبينا محمد صلى الله ‏عليه وسلم.‏‎ ‎

إفسادهم الأول في المدينة‎ ‎‏:-‏‎ ‎
أتى اليهود إلى يثرب هاربين من الإضطهاد الروماني واليوناني الذي صُب عليهم في‎ ‎بلاد ‏الشام ، ‏وأُعجب العرب بما عند اليهود من مال وعلم وثقافة ، وتفنن اليهود في‎ ‎التحكم بالعرب ‏والإفساد ‏بينهم وامتصاص خيراتهم وإخضاعهم ، وكانوا يبشرونهم بقرب‎ ‎ظهور نبي ، ‏ويهددونهم بأنهم ‏سيتبعونه ويقتلون العرب معه ، ولكنهم لما بُعث محمد صلى‎ ‎الله عليه وسلم ‏كانوا أكثر الناس ‏عداوة له ، وتآمروا على قتله وحاربوه مع القبائل‏‎ ‎العربية الجاهلية .‏‎ ‎
‎ ‎‏“فإذا جاء وعد أولاهما….. "‏‎ ‎‏:-‏‎ ‎
‎" ‎إذا " ظرف لما يستقبل من‎ ‎الزمان ، أي أن المجيء يأتي بعد نزول آيات الإسراء المكية ، ‏‏وبالتالي فإن عباد الله‎ ‎الربانيين سيكونون أيضاً بعدها .‏‎ ‎
‎ ‎‏“بعثنا عليكم …."‏‎ ‎‏:-‏‎ ‎
إن التعبير بالبعث‎ ‎مقصود ومراد ، فالله بعث الصحابة بعثاً من العدم فلم يكن للعرب في ‏الجاهلية ‏أية‎ ‎منزلة. كما أن كلمة " بعثنا توحي أن مجيء هؤلاء الربانيين لم يكن متوقعاً فقد ‏بعث‎ ‎الله ‏الصحابة بعثاً فأزالوا إفساد اليهود وورثوا قوة اليهود ، الصغيرة في المدينة ،‏‎ ‎وقوة ‏فارس والروم ‏الكبيرة في العالم .‏‎ ‎
‎" ‎عباداً لنا….."‏‎ ‎‏:-‏‎ ‎
هذه الجملة لا‎ ‎تنطبق إلا على الصحابة لأن الله سماهم " عباداً " وأضافهم إليه " لنا "‏‎ ‎
إن كلمة‎ " ‎عباد " لا تنطبق على الكافرين السابقين الذين نسب لهم المؤرخون إزالة الإفسادين‎ ‎مثل ‏بختنصر وغيره.‏‎ ‎
هناك فرق بين كلمتي عباد وعبيد لأنه لا ترادف في كلمات‎ ‎القرآن ، فكلمة " عبيد " ذُكرت في ‏‏القرآن الكريم خمس مرات في الكلام عن الكفار‎ ‎ومعظمها بصيغة : " وما ربك بظلام للعبيد " ‏أي ‏أن الله يحاسب الكفار بعدله.‏‎ ‎
أما‎ ‎كلمة " عباد " فهي مذكورة خمساً وتسعين مرة منها أكثر من تسعين مرة عن المؤمنين .‏‎ ‎إن ‏الألف في هذه الكلمة توحي بالعزة والكرامة وهي صفات المسلم .‏‎ ‎
‏“أولي بأس‎ ‎شديد…."‏‎ ‎‏:-‏
كانت قوة الصحابة وبأسهم في مواجهة اليهود في جانبين : الجانب المادي‎ ‎الذي تمثل في شدة ‏‏قتالهم لليهود ويشهد عليه حصارهم لبني قينقاع وبني النضير وقتل‎ ‎بني قريظة ومحاربتهم في ‏‏خيبر وإخراجهم منها .‏‎ ‎
والجانب المعنوي الذي تمثل في‎ ‎تحديهم لليهود وإذلالهم لهم ، ويشهد عليه مواقف أبي بكر ‏وعمر ‏وعلي وعبادة بن الصامت‎ ‎وعبدالله بن رواحة وغيرهم .‏‎ ‎
لقد حكم " سعد بن معاذ " على بني قريظة حكماً‎ ‎ربانياً بقتل رجالهم وسبي نسائهم وأطفالهم ‏‏ومصادرة أموالهم واستملاك بيوتهم‎ ‎وأراضيهم وأثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه .‏‎ ‎
‎" ‎فجاسوا خلال الديار…"‏‎ ‎‏:-‏‎ ‎
الجوس هو تخلل الشيء والتغلغل فيه، وقد دخل الصحابة ديار اليهود، واحتلوها‎ ‎وجاسوا ‏خلالها ‏في ديار بني قينقاع وبني النضير وبني قريظة وفي خيبر وفي وادي القرى‎ ‎وفدك ‏وتيماء.‏‎ ‎
لقد أزالوا كيانهم في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ثم أجلى‏‎ ‎الفاروق بقاياهم عن جزيرة ‏‏العرب.‏‎ ‎
وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا الجوس بقوله‎ ‎تعالى )وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ‏مِنْ ‏صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً) (الأحزاب:26) ‏‏ )وَأَوْرَثَكُمْ ‏أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَمْ تَطَأُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً) ‏‏(الأحزاب:27) ‏‏نحن نعيش الإفساد الثاني‎ ‎لليهود‎ ‎‏:-‏‎ ‎
إذا علمنا أن إفساد اليهود الأول كان في المدينة، وأن المسلمين هم الذين‎ ‎قضوا على ذلك ‏الإفساد ، ‏نعلم أن الكَرّة تعود لليهود في الإفساد الثاني على الأجيال‎ ‎اللاحقة من المسلمين، ‏وهي الأجيال ‏التي تعيش في هذا الزمان :" ثم رددنا لكم الكرة‎ ‎عليهم" . ولم تكن لليهود كرة ‏على الأقوام ‏السابقين الذين حاربوهم .‏‎ ‎
‎" ‎وأمددناكم‎ ‎بأموال وبنين….."‏‎ ‎‏:-‏‎ ‎
أي أن قوة اليهود ليست ذاتية بل خارجية، أمدهم الله بها ليقضي‎ ‎عليهم ، ويتم بوسيلتين هما ‏‏الأموال والبنين، وهذا ما نراه واضحاً في أيامنا هذه ،‏‎ ‎فالغرب يمدهم بالمال ويسهل هجرة ‏اليهود ‏إلى فلسطين.‏‎ ‎
‎" ‎جئنا بكم لفيفاً….."‏‎ ‎‏:-‏‎ ‎
لقد مضى على اليهود أكثر من قرن وهم يأتون ملتفين في هجرات متتابعة إلى فلسطين‎‏ ، ‏‎ولن ‏‏يتوقف ذلك حتى يتم تجميع كل اليهود في هذه المنطقة تمهيداً للقضاء عليهم.‏‎ ‎
‎" ‎وجعلناكم أكثر نفيراً…"‏‎ ‎‏:-‏‎ ‎
أي أن الله عز وجل سيجعل اليهود الأكثر أعواناً‎ ‎ومؤيدين ، وهذا يبدو واضحاً من مواقف ‏العالم ‏معهم.‏‎ ‎
‎" ‎إن أحسنتم أحسنتم‎ ‎لأنفسكم…"‏‎ ‎‏:-‏‎ ‎
هذا رد على زعم تفرد اليهود على البشرية، وتفضيلهم على باقي الناس ،‏‎ ‎فهي أوهام ‏اخترعوها ‏ولا أساس لها .‏‎ ‎
هذا هو الإفساد الأخير لليهود‎ ‎
تحدث‎ ‎القرآن عن الإفساد الثاني لليهود بقوله ( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ )‏
وبقوله ( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً)‏
فكلمة " الآخرة " لا يراد بها‎ ‎يوم القيامة ، فليست هي المقابلة للدنيا ، وإنما الآخرة هنا هي ‏المقابلة ‏للأولى ،‏‎ ‎الأولى في قوله " فإذا جاء وعد أولاهما " أي المرة الأولى ، والآخرة " فإذا ‏جاء وعد‎ ‎‎الآخرة " أي المرة الثانية في الإفساد ، وتدل على أنه سيكون الإفساد الأخير .‏‎ ‎
لماذا قال : " ليسوءوا وجوهكم " ؟‎ ‎
إن المعركة بين المسلمين واليهود لا ينتج‎ ‎عنها إبادة اليهود وإفناؤهم والقضاء عليهم ، وإنما ‏ينتج ‏عنها إزالة فسادهم وتدمير‎ ‎كيانهم ، وتحويلهم إلى مجموعات يهودية ذليلة مهزومة ‏مسحوقة، ‏فإساءة وجوه اليهود لا‎ ‎تعني إفناؤهم .‏‎ ‎

اليهود والمسيح الدجال‎ ‎‏:-‏‎ ‎
سيظهر الدجال - وهو يهودي - في آخر‏‎ ‎الزمان من أصفهان بإيران ، وسيتبعه منها سبعون ‏ألف ‏يهودي ، ثم يحاربهم المسلمون‎ ‎ومعهم عيسى عليه السلام الذي سيقتل الدجال بيده الشريفة ‏، ‏وسيقضي المسلمون على كل‎ ‎يهودي تحقيقاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " لن تقوم ‏الساعة ‏حتى تقاتلوا‎ ‎اليهود ، فتقتلوهم حتى ينطق الشجر والحجر فيقول :" يا مسلم يا عبدالله : ‏هذا يهودي‎ ‎‎ورائي تعال فاقتله".‏‎ ‎
‏( وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ )‏‎ ‎‏:-‏‎ ‎
يعود الضمير‎ ‎الفاعل في " ليدخلوا " على الضمير الفاعل في " ليسوءوا " ، فالذين يسوءون ‏وجوه‎ ‎‎اليهود هم الذين يدخلون المسجد كما دخلوه أول مرة ، والمراد بالمسجد هنا المسجد‎ ‎الأقصى ، ‏وهم المسلمون الذين دخلوه فاتحين أول مرة عندما حرروه من الرومان ، وتم‎ ‎لهم ‏فتح الشام ونشر ‏الإسلام فيه.‏‎ ‎
فالمعركة عند الإفساد الثاني بين اليهود‏‎ ‎والمسلمين ستكون معركة إسلامية إيمانية ، وليست ‏معركة ‏قومية أو يسارية أو إقليمية‎ ‎وليست معركة فلسطينية أو عربية أو غير ذلك.‏‎ ‎

لطائف قرآنية من الآيات‎ ‎‏:-‏‎ ‎
الأفعال‎ ‎التي تشير إلى تمكن اليهود ثلاثة هي : " رددنا " - " أمددناكم " - " جعلناكم "‏‎ ‎
الفاعل في الأفعال الثلاثة " نا " يعود إلى الله عز وجل فهو يفعل لهم تلك‎ ‎الأفعال ، وفق ‏حكمته ‏ومشيئته تمهيداً لقضاء المسلمين عليهم.‏‎ ‎
وعند كلام الآية عن‎ ‎فعل المسلمين بهم ، فقد عرضت ثلاثة أفعال مسندة للمسلمين المجاهدين ‏هي ‏‏: " ليسوءوا‎ " - "‎وليدخلوا " - " وليتبروا "‏‎ ‎
الفاعل في الأفعال الثلاثة " الواو " يعود على‎ ‎المسلمين ، صحيح أن الله هو الذي يقرر ويقدر ‏، ‏لكن إسنادها للمسلمين تكريم من الله‎ ‎لهم ، وتشريف لهم . إذاً هي أفعال ثلاثة لليهود تقابلها ‏أفعال ‏ثلاثة للمسلمين .‏‎ ‎

وهناك لطيفة قرآنية أخرى فعندما تكلمت الآية عن تحقق الإفساد الثاني لليهود ،‏‎ ‎وعن تدمير ‏‏المسلمين له عبرت بحرف الشرط " إذا " فقالت " فإذا جاء وعد الآخرة ،‏‎ ‎ليسوءوا وجوهكم ‏‏وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيراً ".‏‎ ‎
بينما عبرت بحرف الشرط " إن " عند كلامها عن إحسان اليهود " إن أحسنتم أحسنتم‎ ‎لأنفسكم ‏وإن ‏أسأتم فلها ".‏‎ ‎
كما عبرت بحرف الشرط " إن " عند كلامها عن عودة‎ ‎اليهود للإفساد " وإن عدتم عدنا " ‏وهناك ‏فرق بين " إذا " و " إن " الشرطيتين .‏‎ ‎
تدخل " إذا " على فعل الشرط إذا كان متحققاً وقوعه متأكداً منه ، لا شك فيه ،‏‎ ‎وتدخل " إن " ‏على ‏فعل الشرط غالباً إذا كان مستحيل الوقوع أو مشكوكاً في وقوعه .‏‎ ‎
أي أن الإفساد الثاني لليهود سيتحقق وأن إحسانهم لن يتحقق.‏‎ ‎
وبما أن عودة‎ ‎اليهود للإفساد بعد تدمير كيانهم في إفسادهم الثاني مستحيلة ، عبر عنها بحرف ‏‏" ‏إن "‏‎ ‎التي تدل على هذا المعنى " إن عدتم عدنا "‏‎ ‎

عن كتاب "حقائق قرآنية حول القضية الفلسطينية"‏
تأليف : د.صلاح‎ ‎الخالدي


والله تعالى أعلم