السعيد شويل
01-11-2009, 09:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
******************
وفرض الحرب والقتال
******************
ونزل على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمر من الله
بقتال كل من أشرك وكذب بدين الله
يقول الله جل علاه
( َقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه)
*******
فرض الحرب والقتال
ضد الكفار والمشركين وضد اليهود والنصارى والصابئين
********
فرض الحرب والقتال
ضد كل من حاد ومال عن الصراط المستقيم وعن دين الله القويم
********
فرض الحرب والقتال
ضد كل من جحد رب الأرض والسماء وأنكر يوم البعث واللقاء
********
فرض الحرب و القتال
بعد بلاغهم وإبلاغهم برسالة الله .. ونذارتهم بأن دين الإسلام هو دين الله
********
فرض الحرب والقتال
شفقة بهم ورحمة لهم .. علهم .. يثوبون إلى رشدهم
فيؤمنوا بربهم الذى خلقهم والذى يحييهم ويميتهم
*********
فرض الحرب و القتال
وقاية لهم : من سكنى النار والجحيم .. وإنقاذهم من عذاب الله الأليم
********
يقول الله سبحانه وتعالى
(فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ)
**********
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ)
**********
وقد كانت المدينة المنورة هى الدار التى انطلق منها الحرب والقتال
كانت المدينة المنورة : هى موطن استقرار الدين .. ومقر ظهور دعوة المؤمنين .. ومثوى سيد الأولين والآخرين ..
منها : كمل الدين .. واتضح اليقين .. وحصل العز والتمكين
ومنها بدأت بعوث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وبدأت مغازيه وسراياه .. وكان النصر لنبى الله وأصحابه من عند الله
فذلت الرقاب ودانت البلاد وهوت القياصر والأكاسر
وجلا كل ضال عن المدينة المنورة ومنها محى الظلم والشرك عن مكة المكرمة
حتى دخل الناس فى دين الله أفواجا
وأتوا إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسالا
فأتوا من كل مكان للإيمان بالله وللتصديق بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
*****
ومنها كانت المبايعة
*****
مبايعة الصحابة لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
مبايعتهم : على ما أوجبه الله .. وعلى ما فرضه الله جل علاه
****
تلك المبايعة .. مبايعة على السمع والطاعة فى العسر واليسر والمنشط والمكره وعلى حرب الأحمر والأسود لنشر
دين الله
يقول الله جل علاه
(إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ )
*****
(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ)
*****
إنها البيعة التى بايعها ويبايعها كل من آمن وصدق بدين الله
فباع ويبيع نفسه وماله فى سبيل الله .. فيشتريها منهم الله جل علاه
يقول سبحانه وتعالى
(إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ )
يقول سبحانه وتعالى
(قَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ
عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً )
*****
فالقتال فى سبيل الله فيه العز والإباء وفيه الخير الذى وعده الله والجنة التى أعدها الله
(فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)
*********
ومبايعة الصحابة رضى الله عنهم لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة لخلق الله
********
لذا : فإن كل من يقاتل ويجاهد فى سبيل الله : يكون كمن بايع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : ويدخل
فى قول الله
( إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ )
********
فكل من بايع ويبايع نبى الله إنما يبايع الله جل علاه
لأن مبايعتهم إنما هى لملاقاة أعداء الله
.... فإما النصرعليهم .... وإما .... الشهادة فى سبيل الله ....
وكلا الأمرين حسنى عند الله
يقول الله جل سناه
(قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ )
*****
( وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا )
*****
لذا : إياكم يا أيها المسلمين
من التفريط فى ما فرضه الله ... وإلا أصابنا : البلاء والإبتلاء..
يقول سبحانه وتعالى
(قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْم مُّؤْمِنِينَ وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ )
*****
فالحرب والقتال فرض فرضه الله
يقول الله جل علاه
(كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ )
*****
وهذا الفرض اختبار لنا
..............................................
لأن الله ناصر دينه ومظهره .. بنا ... أوبدوننا
..............................................
*****
فإن لم نقاتل وخشينا العباد ... فلن نجنى إلا العذاب والعقاب
*****
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ
أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ )
***
( فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً )
***
(أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤُمِنِينَ )
***
بل :
وبقتالنا وجهادنا ننصر ديننا ونصون أنفسنا وأعراضنا ونحفظ ديارنا وأموالنا
يقول الله جل علاه
(كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ
يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ )
***
ولكن : إعلم :
أنه لا قتال لمن حاد عن دين الله ... إلا .. بعد دعوتهم ونذارتهم برسالة الله
فلابد من بلاغهم وإبلاغهم .. ولابد من إرسال البعوث لهم
***
يقول الإمام الماوردى :
من لم تبلغهم الدعوة إن بدء بقتالهم قبل دعوتهم إلى الإسلام وإنذارهم بالحجة
فقتلوا غرة وبيانا : ضمنت ديات نفوسهم
*****
ويقول أبى يعلى الفراء :
يحرم الإقدام على قتال المشركين أو أهل الكتاب غرة
فلابد من إظهار الدعوة لهم بدين الله وإعلامهم بنبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
*****
فإن اختاروا الإسلام
صاروا إخوانا لنا فى الدين لهم مالنا وعليهم ماعلينا
يقول الله جل علاه
(فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ)
*****
وإن أبوا الدعوة :
وأصروا على ماهم فيه من الضلال وتمادوا فى الكفر بالله وأوغروا فى عبادة غير الله متمسكين على ماهم فيه
من الشرك والبطلان والكفر و العصيان
**
فقد : وجب قتالهم
**
لأنه لا شفقة عليهم .. فهم غير مشفقين على نفسهم وأنفسهم .. فلا رحمة بهم
يقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
(أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لاإله إلا الله فإن قالوها عصموا منى دماءهم وأموالهم
إلا بحقها )
***
والقتال : فرض كفاية .. يحمله بعض الناس عن بعض
ولكن ..... يصبح : فرض عين .. إذا : وطىء الكفار ديار المسلمين
*****
يقول الله سبحانه وتعالى
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ جَمِيعاً )
***
(انْفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ)
***
(إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً)
**
يقول الإمام الشافعى ( فى الرسالة )
**
فرض الجهاد والقتال فى كتاب الله احتمل أمران :
الأول :
أن يكون الجهاد كله والنفير خاصة منه على كل مطيق له لايسع أحدا منهم التخلف عنه (كما هو فى الصلوات
والحج والزكاة ) فلا يخرج أحدا منه لأن عمله لا يكتب لغيره
والظاهرأن الفرض على العامة فى قول الله تعالى ( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ )
***
والأمر الثانى :
أن يكون معنى فرضها غير معنى فرض الصلوات بأن يكون قصد بالفرض فيها فرض
الكفاية ويكون من قام بالكفاية مدركا تأدية الفرض ونافلة الفضل فيخرج من تخلف عن المأثم والدلالة هو قوله
تعالى
(وَكُـلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى)
***
(وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ
إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ )
***
فلم يكن للمسلمين أن ينفروا كافة ... تماما كالتفقه فى الدين - فهو على بعضهم دون بعض -
فإذا قام بعض العامة بالكفاية أخرج المتخلفين من المأثم لأن النفير على بعضهم دون بعض
***
والله سبحانه وتعالى لم يسو بينهما فى قوله تعالى
(لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ
الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً )
***
(وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً )
***
كما أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : غزا وغزا معه من أصحابه جماعة
وخلف أخرى
****
ووجب فى القتال :
جمع وتوحيد صفوف المسلمين لملاقاة أى عدو من أعداء الله فهم يقاتلوننا كافة ... ففرض الله علينا .. أن
نقاتلهم كافة
يقول الله جل علاه
****
( وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً )
***
ووجب علينا أن نعد لهم .. ما استطعنا من القوة والبنيان
فنعد لهم العدة والعتاد .. والخيل والأسلحة من كل الألوان
****
(وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ
مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ )
*****
ووجب أن نقاتل ونجاهد بأموالنا وأنفسنا
فالله ناصرنا مادمنا نقاتل عن عقيدة وإيمان
ومادمنا ندافع لرفع راية الإسلام
*****
واعلموا يامن تقاتلون وتجاهدون فى سبيل الله : أنه مهما بلغ عدة وعتاد أعداء الله
ومهما بلغ عتادهم وأعدادهم ومهما بلغت قوتهم وشوكتهم
فلن ينتصروا علينا .. مادمنا متمسكين بما شرعه الله
يقول سبحانه وتعالى
****
(قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغْلَبُونَ)
*****
( لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى )
*****
فالنصر دائما للمسلمين
إذا ما اتبعوا المنهاج القويم وإذا ما عملوا بما ورد فى كتاب الله الكريم
(وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلَا نَصِيراً )
***
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً
ثُمَّ يُغْلَبُونَ )
***
وقد وجب فى القتال والجهاد : الثبات .. وعدم التولى .. فلا إدبار ولافرار
وينبغى استخدام كل أنواع وفنون القتال
***
فنحن نلاقى أعداء الله وننصر دين الله
.... فإما النصرعليهم .... وإما .... الشهادة فى سبيل الله ....
وكلاهما حسنى عند الله
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ )
*****
(وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضبٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ )
*****
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ )
*****
واعلم أنه لا أمان لكل من حاد ومال عن دين الله حال القتال .. إلا .. فى حالة الإستجارة
يقول سبحانه وتعالى
(وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ )
****
وعلينا أن نحذر : الأفاقين والمنافقين وأن نحذر كل ما يؤدى إلى الفرقة والنزاع فيما بيننا
فالعدو لن ينال منا إلا عند عدم تماسك بنياننا
(وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ )
*****
العزة شيمتنا .. والإباء سبيلنا
فلا خضوع ولا وهن .. ولا تسليم ولا استسلام
يقول الواحد القهار والعزيز الجبار
(فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ )
*****
فقط :
(وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ )
*****
فهم : إن طلبوا الأمان والمهادنة : يتم التفريق بين : ما إذا كان الظفر بهم متعذرا أم لا
*****
فإن كان متعذرا .. يجوز قبول الأمان والمهادنة معهم
فتتم الموادعة والمسالمة لهم ويكف عن قتالهم : مقابل بذل مال : يقبل منهم كل عام يكون خراجا مستمرا
يستقر به الأمان
**
فلقد هادن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشا عام الحديبية
**
ولكن : إن نقضوا العهد أو منعوا بذل المال أوعاجلونا بقتالهم
صاروا حربا لنا .. وزالت الموادعة لهم وارتفع الأمان .. ولزم قتالهم
*****
أما لو لم يكن الظفر بهم متعذرا : تفرض عليهم الجزية .. ويدفعونها صاغرين
مقابل عدم قتالهم .. وجزاء لعدم إيمانهم .. وجزاء لأماننا لهم
يقول سبحانه وتعالى
(قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ
دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ )
***
يقول الإمام القيروانى
إما أن يسلموا .. أو يؤدوا الجزية .. وإلا قوتلوا
وتقبل منهم الجزية : إذا كانوا حيث تنالهم أحكامنا فإن أبوها : قوتلوا عليها
*****
ومن دخل فى الإسلام منهم أو من غيرهم .. ثم ارتد عنه : فلاعهد .. ولا أمان .. ولا استرقاق .. له ... ولا يهادن
على الموادعة ولا يصالح على مال ... ولا يؤخذ منه جزية .. لأن فى هذا إقرار على ردته
ومن ادعى عليه الردة فأنكرها.. فالقول قوله .. بغير بين أو دليل : إلا إذا قامت بينة أو دلالة على ردته
******
فيا من آمنتم بدين الله
لاتأخذكم الحياة ومباهجها .. لا تأخذكم رونقها وزينتها .. لاتأخذكم فتنة أموالكم
لاتأخذكم فتنة زوجاتكم وأولادكم
(قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ
تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ )
****
.. ويامن وليتم .. ويامن توليتم فى الأرض
***
إحذروا الكفار والمشركين إحذروا كل أفاك أثيم
إحذروا اليهود والنصارى والصابئين
إحذروهم واحذروا كل من حاد عن دين الله القويم
ولتعوا قول الله جل علاه
( أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُم )
*****
يقول رب العالمين
*****
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ )
*****
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ )
*****
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِنَ الَّذِينَ
أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ )
*****
*****
فإن لم تعوا قول الله جل علاه
وإن لم تعوا سنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
وإن لم تعوا ما كان عليه الصحابة رضى الله عنهم
فاقرأوا ماقال الله فيكم
يقول الله جل علاه
(وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ )
*****
( َلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ فَاسِقُونَ)
*****
(لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ
عَشِيرَتَهُمْ)
*****
(ًالَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ .. أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ .. فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ )
************************************************** ************************
سعيد شويل
******************
وفرض الحرب والقتال
******************
ونزل على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمر من الله
بقتال كل من أشرك وكذب بدين الله
يقول الله جل علاه
( َقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه)
*******
فرض الحرب والقتال
ضد الكفار والمشركين وضد اليهود والنصارى والصابئين
********
فرض الحرب والقتال
ضد كل من حاد ومال عن الصراط المستقيم وعن دين الله القويم
********
فرض الحرب والقتال
ضد كل من جحد رب الأرض والسماء وأنكر يوم البعث واللقاء
********
فرض الحرب و القتال
بعد بلاغهم وإبلاغهم برسالة الله .. ونذارتهم بأن دين الإسلام هو دين الله
********
فرض الحرب والقتال
شفقة بهم ورحمة لهم .. علهم .. يثوبون إلى رشدهم
فيؤمنوا بربهم الذى خلقهم والذى يحييهم ويميتهم
*********
فرض الحرب و القتال
وقاية لهم : من سكنى النار والجحيم .. وإنقاذهم من عذاب الله الأليم
********
يقول الله سبحانه وتعالى
(فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ)
**********
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ)
**********
وقد كانت المدينة المنورة هى الدار التى انطلق منها الحرب والقتال
كانت المدينة المنورة : هى موطن استقرار الدين .. ومقر ظهور دعوة المؤمنين .. ومثوى سيد الأولين والآخرين ..
منها : كمل الدين .. واتضح اليقين .. وحصل العز والتمكين
ومنها بدأت بعوث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وبدأت مغازيه وسراياه .. وكان النصر لنبى الله وأصحابه من عند الله
فذلت الرقاب ودانت البلاد وهوت القياصر والأكاسر
وجلا كل ضال عن المدينة المنورة ومنها محى الظلم والشرك عن مكة المكرمة
حتى دخل الناس فى دين الله أفواجا
وأتوا إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسالا
فأتوا من كل مكان للإيمان بالله وللتصديق بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
*****
ومنها كانت المبايعة
*****
مبايعة الصحابة لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
مبايعتهم : على ما أوجبه الله .. وعلى ما فرضه الله جل علاه
****
تلك المبايعة .. مبايعة على السمع والطاعة فى العسر واليسر والمنشط والمكره وعلى حرب الأحمر والأسود لنشر
دين الله
يقول الله جل علاه
(إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ )
*****
(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ)
*****
إنها البيعة التى بايعها ويبايعها كل من آمن وصدق بدين الله
فباع ويبيع نفسه وماله فى سبيل الله .. فيشتريها منهم الله جل علاه
يقول سبحانه وتعالى
(إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ )
يقول سبحانه وتعالى
(قَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ
عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً )
*****
فالقتال فى سبيل الله فيه العز والإباء وفيه الخير الذى وعده الله والجنة التى أعدها الله
(فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)
*********
ومبايعة الصحابة رضى الله عنهم لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة لخلق الله
********
لذا : فإن كل من يقاتل ويجاهد فى سبيل الله : يكون كمن بايع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : ويدخل
فى قول الله
( إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ )
********
فكل من بايع ويبايع نبى الله إنما يبايع الله جل علاه
لأن مبايعتهم إنما هى لملاقاة أعداء الله
.... فإما النصرعليهم .... وإما .... الشهادة فى سبيل الله ....
وكلا الأمرين حسنى عند الله
يقول الله جل سناه
(قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ )
*****
( وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا )
*****
لذا : إياكم يا أيها المسلمين
من التفريط فى ما فرضه الله ... وإلا أصابنا : البلاء والإبتلاء..
يقول سبحانه وتعالى
(قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْم مُّؤْمِنِينَ وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ )
*****
فالحرب والقتال فرض فرضه الله
يقول الله جل علاه
(كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ )
*****
وهذا الفرض اختبار لنا
..............................................
لأن الله ناصر دينه ومظهره .. بنا ... أوبدوننا
..............................................
*****
فإن لم نقاتل وخشينا العباد ... فلن نجنى إلا العذاب والعقاب
*****
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ
أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ )
***
( فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً )
***
(أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤُمِنِينَ )
***
بل :
وبقتالنا وجهادنا ننصر ديننا ونصون أنفسنا وأعراضنا ونحفظ ديارنا وأموالنا
يقول الله جل علاه
(كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ
يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ )
***
ولكن : إعلم :
أنه لا قتال لمن حاد عن دين الله ... إلا .. بعد دعوتهم ونذارتهم برسالة الله
فلابد من بلاغهم وإبلاغهم .. ولابد من إرسال البعوث لهم
***
يقول الإمام الماوردى :
من لم تبلغهم الدعوة إن بدء بقتالهم قبل دعوتهم إلى الإسلام وإنذارهم بالحجة
فقتلوا غرة وبيانا : ضمنت ديات نفوسهم
*****
ويقول أبى يعلى الفراء :
يحرم الإقدام على قتال المشركين أو أهل الكتاب غرة
فلابد من إظهار الدعوة لهم بدين الله وإعلامهم بنبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
*****
فإن اختاروا الإسلام
صاروا إخوانا لنا فى الدين لهم مالنا وعليهم ماعلينا
يقول الله جل علاه
(فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ)
*****
وإن أبوا الدعوة :
وأصروا على ماهم فيه من الضلال وتمادوا فى الكفر بالله وأوغروا فى عبادة غير الله متمسكين على ماهم فيه
من الشرك والبطلان والكفر و العصيان
**
فقد : وجب قتالهم
**
لأنه لا شفقة عليهم .. فهم غير مشفقين على نفسهم وأنفسهم .. فلا رحمة بهم
يقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
(أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لاإله إلا الله فإن قالوها عصموا منى دماءهم وأموالهم
إلا بحقها )
***
والقتال : فرض كفاية .. يحمله بعض الناس عن بعض
ولكن ..... يصبح : فرض عين .. إذا : وطىء الكفار ديار المسلمين
*****
يقول الله سبحانه وتعالى
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ جَمِيعاً )
***
(انْفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ)
***
(إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً)
**
يقول الإمام الشافعى ( فى الرسالة )
**
فرض الجهاد والقتال فى كتاب الله احتمل أمران :
الأول :
أن يكون الجهاد كله والنفير خاصة منه على كل مطيق له لايسع أحدا منهم التخلف عنه (كما هو فى الصلوات
والحج والزكاة ) فلا يخرج أحدا منه لأن عمله لا يكتب لغيره
والظاهرأن الفرض على العامة فى قول الله تعالى ( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ )
***
والأمر الثانى :
أن يكون معنى فرضها غير معنى فرض الصلوات بأن يكون قصد بالفرض فيها فرض
الكفاية ويكون من قام بالكفاية مدركا تأدية الفرض ونافلة الفضل فيخرج من تخلف عن المأثم والدلالة هو قوله
تعالى
(وَكُـلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى)
***
(وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ
إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ )
***
فلم يكن للمسلمين أن ينفروا كافة ... تماما كالتفقه فى الدين - فهو على بعضهم دون بعض -
فإذا قام بعض العامة بالكفاية أخرج المتخلفين من المأثم لأن النفير على بعضهم دون بعض
***
والله سبحانه وتعالى لم يسو بينهما فى قوله تعالى
(لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ
الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً )
***
(وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً )
***
كما أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : غزا وغزا معه من أصحابه جماعة
وخلف أخرى
****
ووجب فى القتال :
جمع وتوحيد صفوف المسلمين لملاقاة أى عدو من أعداء الله فهم يقاتلوننا كافة ... ففرض الله علينا .. أن
نقاتلهم كافة
يقول الله جل علاه
****
( وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً )
***
ووجب علينا أن نعد لهم .. ما استطعنا من القوة والبنيان
فنعد لهم العدة والعتاد .. والخيل والأسلحة من كل الألوان
****
(وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ
مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ )
*****
ووجب أن نقاتل ونجاهد بأموالنا وأنفسنا
فالله ناصرنا مادمنا نقاتل عن عقيدة وإيمان
ومادمنا ندافع لرفع راية الإسلام
*****
واعلموا يامن تقاتلون وتجاهدون فى سبيل الله : أنه مهما بلغ عدة وعتاد أعداء الله
ومهما بلغ عتادهم وأعدادهم ومهما بلغت قوتهم وشوكتهم
فلن ينتصروا علينا .. مادمنا متمسكين بما شرعه الله
يقول سبحانه وتعالى
****
(قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغْلَبُونَ)
*****
( لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى )
*****
فالنصر دائما للمسلمين
إذا ما اتبعوا المنهاج القويم وإذا ما عملوا بما ورد فى كتاب الله الكريم
(وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلَا نَصِيراً )
***
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً
ثُمَّ يُغْلَبُونَ )
***
وقد وجب فى القتال والجهاد : الثبات .. وعدم التولى .. فلا إدبار ولافرار
وينبغى استخدام كل أنواع وفنون القتال
***
فنحن نلاقى أعداء الله وننصر دين الله
.... فإما النصرعليهم .... وإما .... الشهادة فى سبيل الله ....
وكلاهما حسنى عند الله
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ )
*****
(وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضبٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ )
*****
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ )
*****
واعلم أنه لا أمان لكل من حاد ومال عن دين الله حال القتال .. إلا .. فى حالة الإستجارة
يقول سبحانه وتعالى
(وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ )
****
وعلينا أن نحذر : الأفاقين والمنافقين وأن نحذر كل ما يؤدى إلى الفرقة والنزاع فيما بيننا
فالعدو لن ينال منا إلا عند عدم تماسك بنياننا
(وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ )
*****
العزة شيمتنا .. والإباء سبيلنا
فلا خضوع ولا وهن .. ولا تسليم ولا استسلام
يقول الواحد القهار والعزيز الجبار
(فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ )
*****
فقط :
(وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ )
*****
فهم : إن طلبوا الأمان والمهادنة : يتم التفريق بين : ما إذا كان الظفر بهم متعذرا أم لا
*****
فإن كان متعذرا .. يجوز قبول الأمان والمهادنة معهم
فتتم الموادعة والمسالمة لهم ويكف عن قتالهم : مقابل بذل مال : يقبل منهم كل عام يكون خراجا مستمرا
يستقر به الأمان
**
فلقد هادن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشا عام الحديبية
**
ولكن : إن نقضوا العهد أو منعوا بذل المال أوعاجلونا بقتالهم
صاروا حربا لنا .. وزالت الموادعة لهم وارتفع الأمان .. ولزم قتالهم
*****
أما لو لم يكن الظفر بهم متعذرا : تفرض عليهم الجزية .. ويدفعونها صاغرين
مقابل عدم قتالهم .. وجزاء لعدم إيمانهم .. وجزاء لأماننا لهم
يقول سبحانه وتعالى
(قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ
دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ )
***
يقول الإمام القيروانى
إما أن يسلموا .. أو يؤدوا الجزية .. وإلا قوتلوا
وتقبل منهم الجزية : إذا كانوا حيث تنالهم أحكامنا فإن أبوها : قوتلوا عليها
*****
ومن دخل فى الإسلام منهم أو من غيرهم .. ثم ارتد عنه : فلاعهد .. ولا أمان .. ولا استرقاق .. له ... ولا يهادن
على الموادعة ولا يصالح على مال ... ولا يؤخذ منه جزية .. لأن فى هذا إقرار على ردته
ومن ادعى عليه الردة فأنكرها.. فالقول قوله .. بغير بين أو دليل : إلا إذا قامت بينة أو دلالة على ردته
******
فيا من آمنتم بدين الله
لاتأخذكم الحياة ومباهجها .. لا تأخذكم رونقها وزينتها .. لاتأخذكم فتنة أموالكم
لاتأخذكم فتنة زوجاتكم وأولادكم
(قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ
تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ )
****
.. ويامن وليتم .. ويامن توليتم فى الأرض
***
إحذروا الكفار والمشركين إحذروا كل أفاك أثيم
إحذروا اليهود والنصارى والصابئين
إحذروهم واحذروا كل من حاد عن دين الله القويم
ولتعوا قول الله جل علاه
( أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُم )
*****
يقول رب العالمين
*****
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ )
*****
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ )
*****
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِنَ الَّذِينَ
أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ )
*****
*****
فإن لم تعوا قول الله جل علاه
وإن لم تعوا سنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
وإن لم تعوا ما كان عليه الصحابة رضى الله عنهم
فاقرأوا ماقال الله فيكم
يقول الله جل علاه
(وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ )
*****
( َلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ فَاسِقُونَ)
*****
(لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ
عَشِيرَتَهُمْ)
*****
(ًالَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ .. أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ .. فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ )
************************************************** ************************
سعيد شويل