المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إلى أهل غزة البسلاء الصبر و علاقته بالنصر على الأعداء



د.ربيع أحمد
01-13-2009, 02:46 AM
إلى أهل غزة البسلاء الصبر و علاقته بالنصر على الأعداء


إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له .

و أشهد أن لا إله إلى الله ، و أن محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة ونصح الأمة و كشف الله به الغمة و جاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين

أما بعد :

فهذه كلمة إلى كل مسلم و مسلمة مبتلى عامة و إلى إخواني و أخواتي المبتلين بالعدوان الصهيوني في غزة - فك الله كربهم و نصرهم على أعدائهم – خاصة حول الصبر و علاقته بالنصر على الأعداء فما أحوجنا في هذه الأيام إلى التذكير بعظم و فضل الصبر لدوره العظيم في النصر على الأعداء.

د.ربيع أحمد
01-13-2009, 03:07 AM
و الصبر

لغة المنع و الحبس ،و قال ابن منظور : (( الصَّبْرُ نقِيض الجَزَع صَبَرَ يَصْبِرُ صَبْراً فهو صابِرٌ وصَبَّار وصَبِيرٌ وصَبُور والأُنثى صَبُور أَيضاً بغير هاء وجمعه صُبُرٌ الجوهري الصَّبر حَبْس النفس عند الجزَع وقد صَبَرَ فلان عند المُصِيبة يَصْبِرُ صَبْراً وصَبَرْتُه أَنا حَبَسْته قال الله تعالى : ﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم ﴾ والتَّصَبُّرُ تكلُّف الصَّبْرِ ))[1] و الصبر شرعا حبس النفس عن الجزع و اللسان عن الشكوى و الجوارح عن المعصية [2] قال ابن القيم : (( هو خلق فاضل من أخلاق النفس يمتنع به من فعل مالا يحسن ولا يجمل وهو قوة من قوى النفس التي بها صلاح شأنها وقوام أمرها وسئل عنه الجنيد بن محمد فقال: (تجرع المرارة من غير تعبس) وقال ذو النون: (هو التباعد عن المخالفات، والسكون عند تجرع غصص البلية، وإظهار الغنى مع حلول الفقر بساحات المعيشة) وقيل: (الصبر هو الوقوف مع البلاء بحسن الأدب) ))[3] .





[1]- لسان العرب لابن منظور مادة صبر
[2]- دروس في العقيدة لصالح بن محمد العليوي ص 66
[3]- عدة الصابرين لابن القيم

د.ربيع أحمد
01-13-2009, 03:18 AM
و الصبر ثلاثة أقسام : صبر على الأوامر و الطاعات حتى يؤديها و صبر عن المناهي و المخالفات حتى لا يقع فيها و صبر على الأقدار و الأقضية حتى لا يتسخطها[1] .


و من الصبر على الطاعات الصبر على قتال العدو و الجهاد في سبيل الله فهو من من أعلى القربات، و أجلِّ الطاعات، و ذروة سنام الإسلام، وبه قام هذا الدين ، وارتفعت رايته قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لغدوة أو روحة في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها »[2] و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض ، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة »[3] و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يا أيها الناس لا تمنَّو لقاء العدو، وسلوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا، واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف »[4] .




[1] - عدة الصابرين لابن القيم
[2] - رواه البخاري في صحيحه رقم 2792 و رواه مسلم في صحيحه رقم 1880
[3]- رواه البخاري في صحيحه
[4] - رواه البخاري في صحيحه رقم 3024

د.ربيع أحمد
01-13-2009, 03:32 AM
و لنعلم أن

حزن القلب و دمع العين على فقد الغالي مع الصبر و الثبات و الاسترجاع ليس من الجزع و لا ينافي الصبر ؛ لأن طبيعة النفس البشرية التأثر بفقد الغالي
[1] ،فرسول الله صلى الله عليه وسلم حزن حزنا شديدا لموت ابنه إبراهيم ، و قال : إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ، و قد حزن حزنا شديدا لمقتل عمه حمزة، و موت عمه أبي طالب على الكفر .




[1]- دروس في العقيدة لصالح بن محمد العليوي ص 67

د.ربيع أحمد
01-13-2009, 03:47 AM
و الله قد


أمرنا بالصبر فمن يصبر فقد أطاع الله فالطاعة فعل ما أمر الشرع و ترك ما نهى عنه الشرع و الله قد أمر بالصبر قال تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾[1] فمن يصبر على الطاعات و يصبر على ترك المعاصي و يصبر عن التسخط بالمقدور فقد فعل ما أمر به الله أي أطاعه و من يطع الله فقد حفظ الله فيحفظه الله من كل مكروه و سوء يحفظه من تسلط الأعداء عليه و يحفظه من نيل الأعداء منه و يحفظه من غلبة الأعداء عليه ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف »[2].


و الصبر على فعل الطاعات و الصبر على ترك المحرمات من عمل الصالحات و التي هو القيام بشرائع الدين وتنفيذ أوامر الله و اجتناب نواهيه و بفعلها ينال المسلم العزة والتمكين و الظهور على الأعداء قال تعالى : ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾[3] .

و بالصبر على فعل الطاعات و ترك المحرمات و عدم التسخط بما قدر الله وقدر و الصبر على قتال أعداء الله ينال المسلم معية الله الخاصة قال تعالى : ﴿ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾[4] قال الشيخ أبو بكر الجزائري : (( وقوله ﴿ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ أي بالتأييد والنصر ، و الصبر شرط في تأييد الله وعونه فمن لم يصبر على القتال فليس له على الله وعد في نصره وتأييده ))[5]و مما يستفاد من الآية : معية الله بالعلم والتأييد والنصر للصابرين دون الجزع[6] .


و الصبر على فعل الطاعات و ترك المنكرات و عدم التسخط على أقدار الله المؤلمة يجعل صاحبه يكثر من الطاعات و يقلل من المحرمات و بذلك يزداد إيمانه ، وأهل الإيمان يدافع الله عنهم و يحميهم من عدوان الكفار عليهم ، و يحميهم من ظهور الكفار عليهم و يحميهم من أذى الخلق قال تعالى : ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ ﴾[7] أي : إن الله تعالى يدفع عن المؤمنين عدوان الكفار، وكيد الأشرار; لأنه عز وجل لا يحب كل خوَّان لأمانة ربه، جحود لنعمته[8].



[1] - ال عمران الآية 200
[2] - جامع الترمذي حديث رقم 2516 قال الألباني : حديث صحيح
[3] - النور الآية 55
[4] - الأنفال من الآية 66
[5] - أيسر التفاسير لأبي بكر الجزائري
[6] - أيسر التفاسير لأبي بكر الجزائري
[7] - الحج الآية 38
[8] - التفسير الميسر

د.ربيع أحمد
01-13-2009, 04:32 AM
و مما يعين

على الصبر تذكر عظم ثوابه فقد قال تعالى : ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَاب ﴾[1] أي أن الصابرين يعطيهم الله ثواب الصبر في الآخرة بغير حد و لا عد و لا مقدار ،و الصبر سبب لمحبة الله قال تعالى : ﴿ و َاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ﴾[2] و الصبر سبب لرحمة الله و ثناءه على عباده قال تعالى : ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾[3] .




[1]- الزمر من الآية 10
[2]- ال عمران من الآية 146
[3]- البقرة الآيات 155 - 157

د.ربيع أحمد
01-13-2009, 04:45 AM
فهلموا


أخوتي و أخواتي إلى الصبر و اصبروا على طاعة الله وعلى ما ينزل بكم من ضر وبلاء, وصابروا أعداءكم حتى لا يكونوا أشد صبرًا منكم, وأقيموا على جهاد عدوكم بكل ما أوتيتم من القوة وخافوا الله في جميع أحوالكم ينصركم الله على عدوكم حتى و إن تخاذل عنكم حكام المسلمين بالعدد و العدة فالله معكم بالعون و التأييد و التوفيق و تذكروا قوله تعالى : ﴿ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ﴾[1] و قوله تعالى : ﴿وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ و قوله تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ ﴾[2]هذاوالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و كتب ربيع أحمد سيد بكالوريوس الطب والجراحة الأربعاء 10 محرم 1430 هـ 7 /1 / 2009 م



[1]- الزمر من الآية 36
[2]- الأنفال الآية 45

زاد المعاد
01-14-2009, 06:34 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيراً ونفع الله بك

حقيقة متابعة لما تكتبه عن غزة

وحقيقة إنتظرت شيئاً لم تضيفه بعد

بعدما وضعت موضوعين وهذا منهما

أتمنى من شخصكم الكريم

إضافة موضوع عن المنح التى تكون بين طيات المحن

حيث أرى رغم ما تعانيه غزة من إبتلاء إلا وأراه سبباً لهداية أناس كثيرون

وحث الناس بعضهم بعضا على التذكرة بالطاعات

أيضاً وكلمة جهاد التى طالما تمنينا أن نسمعها حينما تمت مذابح فى البوسنة

وإنتهاك أعراض المسلمين فى أفغانستان وغيرها كثير من المدن الإسلامية

وهاهى الجموع تنطق بملىء الفيه الجهاد الجهاد

وأهم منحة إظهار المنافقين على حقيقتهم بعدما كانوا يرتدوا ثوب اللا حيلة

د.ربيع أحمد
01-25-2009, 03:40 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيراً ونفع الله بك
حقيقة متابعة لما تكتبه عن غزة
وحقيقة إنتظرت شيئاً لم تضيفه بعد
بعدما وضعت موضوعين وهذا منهما
أتمنى من شخصكم الكريم
إضافة موضوع عن المنح التى تكون بين طيات المحن
حيث أرى رغم ما تعانيه غزة من إبتلاء إلا وأراه سبباً لهداية أناس كثيرون
وحث الناس بعضهم بعضا على التذكرة بالطاعات
أيضاً وكلمة جهاد التى طالما تمنينا أن نسمعها حينما تمت مذابح فى البوسنة
وإنتهاك أعراض المسلمين فى أفغانستان وغيرها كثير من المدن الإسلامية
وهاهى الجموع تنطق بملىء الفيه الجهاد الجهاد
وأهم منحة إظهار المنافقين على حقيقتهم بعدما كانوا يرتدوا ثوب اللا حيلة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكي الله خيرا على الإضافة وفقك الله ورعاكي
أما عن حكم تقدير البلاء و المحن فقد بينت ذلك في رسالتي :

إلى أهل غزة الفضلاء بعض حكم نزول المصائب والبلاء (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=15917)

و بالنسبة لنصرة أهل غزة فقد تكلم فيها العديد من الإخوة و الأخوات خاصة الأخت muslimah على هذا المنتدى
و تكلم فيها مشايخنا على الفضائيات و المجلات و الصحف و لا أخيفك بالنشاط الهائل لجماعة الإخوان المسلمين في بيان الواجب تجاه غزة و إن كنت لا انتمى لجماعة لكن من باب شهادة حق فهؤلاء الإخوان كم ناولوا من التعذيب بسبب ذلك

و أما عن الجهاد فحكام المسلمين منعوه و لا يجوز الخروج عليهم لتجنب حدوث مفسدة أعظم و ليس الأمر بأيدينا و لو بأيدينا لجاهدنا ،و غالب شعب مصر يتمنى أن يحارب اليهود نصرة لإخواننا و أحببنا في غزة

اللهم اهدي حكامنا
اللهم وحد صفنا