المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفواحش السياسية علنًا وبلا خجل!!



memainzin
01-14-2009, 04:04 PM
الفواحش السياسية علنًا وبلا خجل!!
السيد أبو داود
14 - 1 - 2009



كان الدم الفلسطيني النازف في غزة بفعل العدوان الصهيوني الهمجي فاضحًا وكاشفًا للمواقف السياسية التي كان يجيد أصحابها خداع الناس واللف والدوران عليهم واستغلال وسائل الإعلام الكاذبة والمضللة لتزييف الحقائق وقلب الأمور.


فأولئك الذين ارتكبوا الخيانة وخانوا الأمانة ودخلوا مع أعداء الأمة في معاهدات سلام مخجلة، سلموا لأعدائنا بموجبها أرضنا منزوعة السيادة يراقبها مراقبون دوليون، ومنزوعة السلاح، وتم إجبارنا بموجبها على التطبيع مع اليهود أعداء الأمة التاريخيين، بنصوص القرآن والسنة، وعلى إقامة العلاقات الطبيعية معهم في مختلف المجالات، والتي استغلها اليهود في إغراقنا بشبكات التجسس، وبإفساد الزراعة في بلادنا، ونشر السرطان والأمراض الخطيرة بيننا.. الخ، بالإضافة عن فصلنا على التفاعل مع هموم وقضايا أمتنا، هؤلاء الذين خانوا الأمانة وفعلوا كل ذلك مع العدو يتبجحون بأن هذا هو الأفضل للأمة وأن الأمة لا تملك أفضل من ذلك.


هؤلاء الذين تلوثوا بعار اتفاقات الخزي يعز عليهم أن يروا شعبًا أو إقليمًا شريفًا يمارس المقاومة والجهاد ويأبى أن يستسلم كما استسلموا وأن يركع كما ركعوا وأن يخون كما خانوا، وبدلاً من أن يفيئوا إلى رشدهم ويتوبوا إلى الله ويغسلوا عارهم، ساروا في طريق العار لمنتهاه وأخذوا يسبون المقاومين المجاهدين وينسبون إليهم كل عيب ونقيصة، بينما هم أنفسهم الذين يرى الناس عارهم وما جنوه على شعوبهم وأمتهم من كوارث ومآس.


الذين خانوا أماناتهم أمام الله وأمام الناس، حينما وقع العدوان الصهيوني الجبان على غزة كانت أزمتهم كبيرة وتناقضاتهم فاضحة، فاتفاقات الخزي والعار تفرض عليهم ألا يتدخلوا من قريب أو بعيد في أي اعتداء يقوم به بنو صهيون ضد أية دولة عربية، فهكذا تنص كامب دافيد، بل أكثر من ذلك فقد جعلتهم اتفاقيات الخزي خدمًا للمشروع الصهيوني وحراسًا لحدوده ومعابره، فأغلقوا معبر رفح في وجه أبناء الدين والعروبة وساهموا في أن يكون الحصار الصهيوني على أهل غزة البطلة قاسيًا ومؤلمًا.


ولأن طريق الخزي والاستسلام يسير في اتجاه واحد، وهو المزيد من خيانة مصالح الأمة وخدمة مصالح أعدائها، فتم جعلهم محللاً يقدمون مبادرة شائهة تخون جهاد غزة وأهلها وتلتف عليه وتفرض مطالب إسرائيل التي هزمت على أرض الواقع، وكأن هذه المبادرة كتبت في تل أبيب لكي تفرع صمود غزة وجهادها من مضمونه.


والذي يريد أن يعرف إلى أي مدى كانت المبادرة المصرية تعبيرًا عن وجهة النظر الأمريكية الإسرائيلية عليه أن يطلع على المبادرة التركية التي تقوم على أسس أخلاقية وعلى أساس الحق والإنصاف، لأن تركيا غير مكبلة بمثل قيود اتفاقيات الخزي والاستسلام.
الذين قدموا هذه المبادرة ارتكبوا الفاحشة السياسية التي بمقتضاها خانوا الأمة وخانوا المقاومة والمجاهدين في غزة، وتحدثوا باسم أعداء الأمة وتحركوا نيابة عنهم، ولذلك استحقوا شكرهم وثناءهم.


والذين أغلقوا المعابر في وجوه المرضى والمصابين والجائعين وأصحاب الأعذار والحاجات الإنسانية، وقالوا إن غزة تخضع لسلطة احتلال التي من حقها أن تفتش وتعرف ماذا يدخل غزة وأن تمنع الأسلحة عن الدخول، هؤلاء ارتكبوا الفاحشة السياسية التي ما بعدها فاحشة.


والذين سعوا بكل جهدهم لمنع انعقاد القمة العربية الطارئة في الدوحة، لبحث الوضع في غزة، بحجة أن مصر لن تذهب إلى أية قمة إلا إذا علمت جدولها مسبقاً، مع ضرورة وجود اتفاق عربي على عقدها، وأن القمة التي دعت إليها الدوحة لا تحظى باتفاق عربي، وبالتالي لن تشارك فيها مصر، حال انعقادها بأي مستوى، هؤلاء ارتكبوا الفاحشة السياسية لأنهم يمنعون التئام الصف العربي، لأنهم يعلمون أن القمة ستتفاعل مع آلام غزة وأي مقررات لها ستكون ضد منطلقات كامب دافيد والمبادرة المصرية، وستضعهم في موقف مخز.


الذين ينادون بمحاسبة حماس على تصرفاتها التي دفعت المنطقة لهذا الوضع الدموي، والذين يتعجبون من رفض حماس التوقف عن إطلاق صواريخها، والذين يرون أن هذه الصواريخ مجرد "ألعاب نارية" على الأهداف الإسرائيلية، والذين يرون أن حماس ليست بالقوة التي تسمح لها بدخول هذه الحرب الشرسة مع إسرائيل، والذين يرفضون قيام دولة إسلامية في غزة وعلى أطراف مصر، وأن هذا شيء مقلق في ظل تنامي التطرف الديني وخطورته على المنطقة ككل، والذين يرفضون استمرار حماس في السيطرة على السلطة بقطاع غزة، الذين فعلوا كل ذلك ارتكبوا الفاحشة السياسية.


الذين رفضوا حضور قمة الدوحة ويعيبون على قطر وقفتها المبالغ فيها مع حماس، والذين يرون أن قطر تعتبر كل من يعارض سياسة حماس عدوا وتهاجمه أشد هجوم عبر قناة الجزيرة التابعة لها والتي تظهر مصر بالمتواطئة، والذين يتهمون قناة الجزيرة التي كشفتهم وعرتهم بالتواطؤ والعمالة، هؤلاء ارتكبوا الفاحشة السياسية.


والذين يقولون إن قطر وسوريا تحاولان أن تنتزعا اعترافاً لحماس من قمة عربية، لتنشئ إمارة إسلامية علي حدود مصر تمول من إيران وتكون نموذجاً لنجاح الثورة الإسلامية والمقاومة في إقامة أول دولة بفلسطين، وأن قمة الدوحة لو انعقدت الآن لإنقاذ غزة ستكون أول قمة عربية في التاريخ ضد القضية الفلسطينية، وستكون قمة لتكريس الانفصال، قمة بمن يحضر لينقسم الصف العربي فيتبع حماس فريق ويتبني فتح فريق آخر، الذين يقولون ذلك إنما يرتكبون الفاحشة السياسية على الملأ.


الذين يشبهون خالد مشعل الذي يرفض المبادرة المصرية لأنها تفرض عليه وعلى أهل غزة جميعًا الاستسلام، بالرئيس السوري الراحل حافظ الأسد الذي أباد سكان مدينة حماه عن بكرة أبيهم ليحافظ علي تماسك النظام السوري، ويقولون إن خالد مشعل يضحي بالفلسطينيين ليظل حاكماً ومسيطراً، ولا يفهمون معنى المقاومة والصمود ومواجهة المشروع الصهيوني، ويريدون أن يفرضوا الاستسلام على الجميع كما استسلموا هم، هؤلاء إنما يرتكبون الفاحشة علنًا وبلا خجل.


منقول من هذا الرابط http://www.shareah.com/index.php?/records/view/id/2894/