حمادة
01-17-2009, 02:31 AM
يقول العبقري هارون يحيى
هناك قوانين أساسية في الكون لا تتغير، تلك التي تحكم الأحياء وغير الأحياء على حد سواء. هذه القوانين تدل على الخلق المحكم للكون تماماً كما تدل الأحياء التي تعيش فيه، وهي تعرض علينا في يومنا هذا عليشكل قوانين فيزيائية كما اكتشفها الفيزيائيون. هذه القوانين التي يطلق عليها اسم ‘’قوانين الفيزياء’’ ليست إلا برهاناً على تمام خلق الله وكماله. (لمزيد من التفاصيل انظر: كتاب خلق الكون لهارون يحيى).
لنأخذ بعض الأمثلة على كمال الخلق:
على سبيل المثال: نتأمل إحدى الخصائص المتعددة لماء المطر: ‘’لزوجة الماء’’.
تتميز السوائل على اختلافها بدرجات متفاوتة من اللزوجة، إلا أن لزوجة الماء مثالية وتناسب كل أنواع الأحياء على وجه البسيطة. فلو كانت درجة لزوجة الماء أكثر بقليل مما هي عليه، لما تمكن النبات من نقل الغذاء عبر أنابيبه الشعرية.
وإذا كانت أقل مما هي عليه، فسيختلف جريان الأنهار اختلافاً كبيراً عما هو عليه، وبالتالي يتغير تشكيل الجبال، ولن تتشكل الوديان والضفاف، ولن تتحلل الصخور لتصنع التربة.
كذلك يسهل الماء دوران الخلايا الدموية التي تحمي أجسامنا من المكروبات والمواد الممرضة. فلو كان الماء أكثر لزوجة مما هو عليه،لاستحالت حركة هذه الخلايا في الأوعية، ولارتبك القلب في ضخ الدم، وقد يفشل في الحصول على الطاقة اللازمة لهذا العمل. حتى هذه الأمثلة القليلة كافية لتوضيح أن الماء قد خلق خصيصاً من أجل الأحياء. تأتي الآية الكريمة على وصف الماء بقوله تعالى:
{ هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَآءِ مَآءً لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ ٭ يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ في ذَلِكَ لآَيةً لِّقَومٍ يَتَفَكَّرُونَ }النحل: 10-.11
توازن القوى
ماذا يحدث لو أن قوة الجاذبية كانت أكبر مما هي عليه الآن؟ سيكون السير أو الركض مستحيلاً. سيستهلك الإنسان والحيوان طاقة أكبر بكثير ليتمكنوا من الحركة، وهذا يعني نضوب موارد الطاقة الأرضية. ماذا لو كانت الجاذبية أقل قوة مما هي عليه؟ لن تتمكن الأشياء الخفيفة من الحفاظ على وضعيتها على الأرض، ستطفو ذرات الرمال مثلاً في الهواء لفترات طويلة. ستنخفض سرعة تساقط قطرات المطر وقد تتبخر قبل أن تصل إلى الأرض. ستتباطأ حركة الأنهار ولا يمكن توليد الكهرباء بالنسبة ذاتها. كل ذلك يعتمد على خاصية تجاذب الكتل.
ينص قانون نيوتن للجاذبية على أن قوة التجاذب بين الأشياء تعتمد على كتلها والمسافة الفاصلة بينها. لذلك إذا تضاعفت المسافة بين نجمتين ثلاث مرات، فإن قوة التجاذب تنخفض تسعة أضعاف، أو إذا انخفضت المسافة إلى النصف، تزداد قوة الجاذبية أربعة أضعاف.
هذا القانون يساعد على فهم الوضع الحالي للأرض والقمر والكواكب. لو كان قانون الجاذبية غير هذا، أي: لوكانت قوة الجاذبية تزداد بازدياد المسافة، فلن تكون مدارات النجوم إهليليجية وستقع على الشمس. ولو كانت أضعف من ذلك لبقيت الأرض في مكان ثابت وبعيد عن الشمس. باختصار: لو لم تكن قوة الجاذبية بهذه الدقة لاصطدمت الأرض بالشمس أو لضاعت في أعماق الفضاء.
ماذا لوكان ثابت بلانك متغيراً؟
نحن نواجه أشكالاً مختلفة من الطاقة. حتى الحرارة التي نستشعرها أمام النار قد خلقت بموازين معقدة.
يفترض في الفيزياء أن الطاقة لا تشع عن طريق موجات حرارية، وإنما جزيئات صغيرة تدعى ‘’كوانتا’’. وفي حساب الطاقة المشعة تستخدم قيمة ثابتة يطلق عليها ثابت بلانك. هذا الرقم صغير جداً بحيث يمكن إهماله. إلا أنه واحد من الدلالات الأساسية والثابتة في الطبيعة، وهو تقريباً 6.626x10-34 إذا قسمت طاقة الفوتون على التردد في أي حالة من حالات الإشعاع، فإن الناتج هو هذا الرقم الثابت دائماً. جميع أنواع الطاقة الكهرومغناطيسية مثل الحرارة، الضوء، وغيرها تخضع لثابت بلانك.
فلو كان هذا الثابت مختلفاً قليلاً، لكانت الحرارة التي نستشعرها أمام النار مختلفة كثيراً عما هي عليه. وهنا قد يحدث أحد المتناقضين: إما أن تشتد الطاقة النارية حتى يمكن أن يتسبب جزء صغير منها في إحراقنا، أو أن تنخفض الطاقة الحرارية فيها حتى لا تكفي كرة نارية بحجم الشمس على تدفئة الأرض بأسرها.
قوة الاحتكاك
غالباً ما تعتبر قوة الاحتكاك أمراً مزعجاً نواجهه في حياتنا العملية كل يوم. ولكن كيف يمكن أن يبدو العالم لو لم يكن هناك قوة احتكاك؟ ستنزلق الأوراق والأقلام من أيدينا وتقع على الأرض، وستنزلق الطاولة باتجاه زاوية الغرفة، باختصار: ستبقى الأشياء تقع وتدور إلى أن تتوقف في النهاية في أخفض نقطة. في عالم اللااحتكاك يمكن أن تتحد كل العقد، وتخرج كل المسامير والبراغي من أمكنتها، بينما ينقطع الصوت ويبقى صداه يتردد إلى اللانهاية.
إن هذه القوانين التي تحكم الكون والمخلوقات التي تعيش فيه ما هي إلا نتيجة قوة إلهية عظمى. في الواقع هذه القوانين الفيزيائية ليست سوى وصف للنظام الإلهي الذي أبدعه الله. لقد خلق الله القوانين الكونية وسخرها للإنسان ليرى ويتعظ ويستشعر العظمة الإلهية ويشكر الخالق على نعمه.
لا يمكن أن يتوقف الإنسان عن عرض الأمثلة التي تعرض للقدرة الإلهية المعجزة . كل ما في هذا الكون منذ أن خلق قبل ملايين السنين ليس إلا خلق متقن صاغته اليد الإلهية بقدرة مطلقة وحكمة لا متناهية.
هناك قوانين أساسية في الكون لا تتغير، تلك التي تحكم الأحياء وغير الأحياء على حد سواء. هذه القوانين تدل على الخلق المحكم للكون تماماً كما تدل الأحياء التي تعيش فيه، وهي تعرض علينا في يومنا هذا عليشكل قوانين فيزيائية كما اكتشفها الفيزيائيون. هذه القوانين التي يطلق عليها اسم ‘’قوانين الفيزياء’’ ليست إلا برهاناً على تمام خلق الله وكماله. (لمزيد من التفاصيل انظر: كتاب خلق الكون لهارون يحيى).
لنأخذ بعض الأمثلة على كمال الخلق:
على سبيل المثال: نتأمل إحدى الخصائص المتعددة لماء المطر: ‘’لزوجة الماء’’.
تتميز السوائل على اختلافها بدرجات متفاوتة من اللزوجة، إلا أن لزوجة الماء مثالية وتناسب كل أنواع الأحياء على وجه البسيطة. فلو كانت درجة لزوجة الماء أكثر بقليل مما هي عليه، لما تمكن النبات من نقل الغذاء عبر أنابيبه الشعرية.
وإذا كانت أقل مما هي عليه، فسيختلف جريان الأنهار اختلافاً كبيراً عما هو عليه، وبالتالي يتغير تشكيل الجبال، ولن تتشكل الوديان والضفاف، ولن تتحلل الصخور لتصنع التربة.
كذلك يسهل الماء دوران الخلايا الدموية التي تحمي أجسامنا من المكروبات والمواد الممرضة. فلو كان الماء أكثر لزوجة مما هو عليه،لاستحالت حركة هذه الخلايا في الأوعية، ولارتبك القلب في ضخ الدم، وقد يفشل في الحصول على الطاقة اللازمة لهذا العمل. حتى هذه الأمثلة القليلة كافية لتوضيح أن الماء قد خلق خصيصاً من أجل الأحياء. تأتي الآية الكريمة على وصف الماء بقوله تعالى:
{ هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَآءِ مَآءً لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ ٭ يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ في ذَلِكَ لآَيةً لِّقَومٍ يَتَفَكَّرُونَ }النحل: 10-.11
توازن القوى
ماذا يحدث لو أن قوة الجاذبية كانت أكبر مما هي عليه الآن؟ سيكون السير أو الركض مستحيلاً. سيستهلك الإنسان والحيوان طاقة أكبر بكثير ليتمكنوا من الحركة، وهذا يعني نضوب موارد الطاقة الأرضية. ماذا لو كانت الجاذبية أقل قوة مما هي عليه؟ لن تتمكن الأشياء الخفيفة من الحفاظ على وضعيتها على الأرض، ستطفو ذرات الرمال مثلاً في الهواء لفترات طويلة. ستنخفض سرعة تساقط قطرات المطر وقد تتبخر قبل أن تصل إلى الأرض. ستتباطأ حركة الأنهار ولا يمكن توليد الكهرباء بالنسبة ذاتها. كل ذلك يعتمد على خاصية تجاذب الكتل.
ينص قانون نيوتن للجاذبية على أن قوة التجاذب بين الأشياء تعتمد على كتلها والمسافة الفاصلة بينها. لذلك إذا تضاعفت المسافة بين نجمتين ثلاث مرات، فإن قوة التجاذب تنخفض تسعة أضعاف، أو إذا انخفضت المسافة إلى النصف، تزداد قوة الجاذبية أربعة أضعاف.
هذا القانون يساعد على فهم الوضع الحالي للأرض والقمر والكواكب. لو كان قانون الجاذبية غير هذا، أي: لوكانت قوة الجاذبية تزداد بازدياد المسافة، فلن تكون مدارات النجوم إهليليجية وستقع على الشمس. ولو كانت أضعف من ذلك لبقيت الأرض في مكان ثابت وبعيد عن الشمس. باختصار: لو لم تكن قوة الجاذبية بهذه الدقة لاصطدمت الأرض بالشمس أو لضاعت في أعماق الفضاء.
ماذا لوكان ثابت بلانك متغيراً؟
نحن نواجه أشكالاً مختلفة من الطاقة. حتى الحرارة التي نستشعرها أمام النار قد خلقت بموازين معقدة.
يفترض في الفيزياء أن الطاقة لا تشع عن طريق موجات حرارية، وإنما جزيئات صغيرة تدعى ‘’كوانتا’’. وفي حساب الطاقة المشعة تستخدم قيمة ثابتة يطلق عليها ثابت بلانك. هذا الرقم صغير جداً بحيث يمكن إهماله. إلا أنه واحد من الدلالات الأساسية والثابتة في الطبيعة، وهو تقريباً 6.626x10-34 إذا قسمت طاقة الفوتون على التردد في أي حالة من حالات الإشعاع، فإن الناتج هو هذا الرقم الثابت دائماً. جميع أنواع الطاقة الكهرومغناطيسية مثل الحرارة، الضوء، وغيرها تخضع لثابت بلانك.
فلو كان هذا الثابت مختلفاً قليلاً، لكانت الحرارة التي نستشعرها أمام النار مختلفة كثيراً عما هي عليه. وهنا قد يحدث أحد المتناقضين: إما أن تشتد الطاقة النارية حتى يمكن أن يتسبب جزء صغير منها في إحراقنا، أو أن تنخفض الطاقة الحرارية فيها حتى لا تكفي كرة نارية بحجم الشمس على تدفئة الأرض بأسرها.
قوة الاحتكاك
غالباً ما تعتبر قوة الاحتكاك أمراً مزعجاً نواجهه في حياتنا العملية كل يوم. ولكن كيف يمكن أن يبدو العالم لو لم يكن هناك قوة احتكاك؟ ستنزلق الأوراق والأقلام من أيدينا وتقع على الأرض، وستنزلق الطاولة باتجاه زاوية الغرفة، باختصار: ستبقى الأشياء تقع وتدور إلى أن تتوقف في النهاية في أخفض نقطة. في عالم اللااحتكاك يمكن أن تتحد كل العقد، وتخرج كل المسامير والبراغي من أمكنتها، بينما ينقطع الصوت ويبقى صداه يتردد إلى اللانهاية.
إن هذه القوانين التي تحكم الكون والمخلوقات التي تعيش فيه ما هي إلا نتيجة قوة إلهية عظمى. في الواقع هذه القوانين الفيزيائية ليست سوى وصف للنظام الإلهي الذي أبدعه الله. لقد خلق الله القوانين الكونية وسخرها للإنسان ليرى ويتعظ ويستشعر العظمة الإلهية ويشكر الخالق على نعمه.
لا يمكن أن يتوقف الإنسان عن عرض الأمثلة التي تعرض للقدرة الإلهية المعجزة . كل ما في هذا الكون منذ أن خلق قبل ملايين السنين ليس إلا خلق متقن صاغته اليد الإلهية بقدرة مطلقة وحكمة لا متناهية.