المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اللهُمّ إني لا أسألك رَدّ القَضَاء! ولكن أسألكَ اللّطْف فِيه !!



مالك مناع
01-20-2009, 11:55 AM
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل المرسلين أما بعد :

اعلم – رحمني الله وإياك – أنه قد تضافرت الأدلة على أن الدّعاء يدفع البلاء، ويردّ القضاء، لأنه من القدر الذي لا شيء أنفع منه في دفع الضر ، أو جلب النفع؛ وقد شاع على ألسن كثير من الناس في هذا الزمان إمامهم ومأمومهم هذا الدعاء ! " اللهُمّ إني لا أسألك رَدّ القَضَاء! ولكن أسألكَ اللّطْف فِيه !! " . ولا شك أن هذا الدعاء خطأ محض ، واعتداء في الدعاء ، وكيف لا يكون كذلك ؟! ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : [ لا يَردّ القَضَاء إلا الدّعاء]. رواه الترمذي وغيره وقال : حسن غريب وحسنه الألباني في صحيح الجامع.

ويقول عليه الصلاة والسلام : [ لا يُغني حذرٌ من قدر ، والدّعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل ، وإن البلاء لينزل فيلقاه الدعاء، فيعتلجان (يتصارعان) إلى يوم القيامة ]. رواه الحاكم وصححه ، وحسنه الألباني.

ولا شك أن الدعاء من القدر ، فهو كسائر الأسباب المقدرة التي حث الشرع فيها العباد على تحصيلها والسعي في تحقيقها ، ومما يدلك على ذلك : ما رواه الترمذي في جامعه بسنده عن أبي خزامة عن أبيه قال:سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله : أرأيت رُقى نسترقيها ، ودواء نتداوى به ، وتُقاةً نتقيها هل تردّ من قدر الله شيئا؟
قال : " هي من قدر الله ". قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح .

قال ابن القيم – رحمه الله تعالى- كما في " الجواب الكافي " :

[ والدعاء من أنفع الأدوية ، وهو عدوّ البلاء ، يُدافعه ويُعالجه ،ويمنع نزوله ، أو يُخفّفه إذا نزل ، وهو سلاح المؤمن ، كما روى الحاكم في صحيحه من حديث علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" الدعاء سلاح المؤمن ، وعماد الدين ، ونور السماوات والأرض ".

وله مع البلاء ثلاثة مقامات:

أحدها : أن يكون أقوى من البلاء فيدفعه.

الثاني : أن يكون أضعف من البلاء ، فيقوى عليه البلاء ، فيصاب به العبد ، ولكن قد يخففه وإن كان ضعيفا.

الثالث : أن يتقاوما ، ويمنع كل منهما صاحبه]. انتهى كلامه – رحمه الله تعالى - .


وقد سئل الشيخ العلامة ابن عثيمين – رحمه الله تعالى – عن هذه العبارة كما في " نور على الدرب " ش. [290 ].


السؤال:

كثير من الناس يقولون: [ اللهم إننا لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه]. فما الحكم في ذلك جزاكم الله خيرا؟

الجواب :

[لا نرى الدعاء هذا ، بل نرى أنه محرم ، وأنه أعظم من قول الرسول عليه الصلاة والسلام: ( لا يقل أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت) ، وذلك لأن الدعاء مما يردّ الله به القضاء ، كما جاء في الحديث : ( لا يرد القضاء إلا الدعاء).والله عز وجل يقضي الشيء ، ثم يجعل له موانع فيكون قاضياً بالشيء، وقاضياً بأن هذا الرجل يدعو فيردّ القضاء، والذي يردّ القضاء هو الله عز وجل، فمثلا الإنسان المريض، هل يقول اللهم إني لا أسألك الشفاء ولكني أسألك أن تهون المرض؟!! لا ، بل يقول: اللهم إنا نسألك الشفاء فيجزم بطلب المحبوب إليه دون أن يقول : يا ربّ أبق ما أكره لكن الطف بي فيه ، خطأ، هل الله عز وجل إلا أكرم الأكرمين وأجود الأجودين ، وهو القادر على أن يرد عنك ما كان أراده أوّلا بسبب دعائك، فلهذا نحن نرى أن هذه العبارة محرمة، وأن الواجب أن يقول : اللهم إني أسألك أن تعافيني ، أن تشفيني ، أن ترد علي غائبي وما أشبه ذلك ]. انتهى كلامه – رحمه الله تعالى - .

ومما يدل على فقه السلف ووعيهم لهذه المسألة الهامة ما صحّ عن عمر بن الخطّاب أنه كان يقول:" اللهمّ إن كنت قد كتبتني شقيّاً، فامحني واكتبني سعيداً ".

وأخيراً أسأل الله تعالى الكريم أن يفقهنا في ديننا، وأن يعلمنا من ديننا ما ينفعنا، وأن يوفقنا لإتباع سنته صلى الله عليه وسلم. والحمد لله رب العالمين.

أسامة عبدالرحمن
02-26-2009, 11:29 PM
شكر الله لك أخى الكريم .

Hosam
03-11-2009, 10:57 AM
نعم و نسأله تعالى أن يمحوا ما كتب علينا من سوء و يبدله بكل خير و هناء و سعادة
كيف لا و هو القادر على كل شيء؟
أفلا نسأله أن يحقق أكثر شيء نتمناه؟

جزاكم الله خيرا ً