ابو زيد القيرواني
02-09-2009, 09:34 AM
هذا رد على ملحد سالني عن سبب الوجود و لماذا العالم هكذا
فاحببت ان انشر ردي لعل الله ان ينفع به او يسخر من يصحح اخطاء في الرد
--------------
سيكون ردي طويلا فارجو ان لا تمل
ولن اجيبك بالاجابات التقليدية فهي لاصحاب العقول التقليدية و لا اراك منهم
والنبي عليه الصلاة و السلام يقول ما معناه
خاطبوا القوم بما يفقهون
قلت ان العقل لكي يصل الى نتيجة صحيحة يجب ان يلم بجميع المعطيات
وبحثك عن سبب الوجود و غيره يجب ان لا تتجاهل فيه الحقائق الاخرى
فالنظرية السليمة هي التي تفسر كل شيء
العلم يجيب على السوال
كيف حدث الشيء
اما الدين فيجيب ايضا على السوال
لماذا حدث الشيء
فالبحث ايضا يجب ان يكون متكاملا
العلم اذا لا يمكن ان يكون بديلاعن الدين
علم الفيزيولوجيا يجيبك مثلا كيف يعمل القلب و كيف يضخ الدم
هذا دوره
فكيف تقول اذا انه يعوض نظرية الخالق
كانك وجدت الة ففهت كيف تعمل و القوانين التي تحكمها
فاستنتجت انها جاءت بلا مهندس
فهذا غير منطقي
اول نقطة يجب ان ندرسها
هل لهذا الكون خالق
و لا ادري هل انت مهتم بعلم الاحياء او الفلك او الفلسفه المحضة لكي نقرر من خلالها هذا او ننفيه
او بالاصح نقرره او لا نقرره فالنفي مستحيل
ولكن ببساطة
فالعلم اثبت نظرية الانفجار العظيم التي تنفي خلود المادة
قال تعالى
الم ير الذين كفروا ان السماوات و الارض كانتا رتقا ففتقناهما
وان الكون يتوسع كما جاء في القران الكريم
" و السماء خلقناه باييد و انا لموسعون"
ويقول العلماء
ان فكرة تكون الكون بالصدفة هي اقرب الى فكرة تكوين قاموس من مطبعة انفجرت او ان قردا كتب قاموس
هذا مع افتراض وجود مكوناته التي هي تفتقر لموجد
ولهذا الحديث ما بعده
الفوضى يا زميلي لا نجدها في الخلية الحية لا نجد الا تناسقا كبيرا
والفوضى عاجزة عن تفسير وجودنا
فنظرية التطور اصبحت متعارضة مع اكتشافات العلم الحديث
فعضو كالعين مثلا يستحيل وجوده عن طريق التطور
والجناح لا يمكن ان يتطور من رجل زاحف
من الزواحف
لانه يجب ان يخلق في حالته الكاملة
فان كان تطور من رجل زاحف
فسنجد مخلوقا لملايين السنين له عضو هو نصف جناح و نصف رجل
فلا هو قادر على المشي و لا هو قادر على الطيران
فسينتهي هو و نسله حتما طبقا لقانون البقاء للاقوى
ولكن نقول
اما ان يكون للكون خالقا او لا يكون
فوجب علينا التعامل مع النتائج بمسؤولية
الحقيقة ان نظرية الالحاد باتت غير متانسبة منطقيا
وهي تعارض فطرة الانسان الباحث عن اله يعبده و يتذلل له
ولكن الخطا الكبير هو انك تعاملت مع الاله بالمنظور المسيحي و ليس بالمنظور الاسلامي الصحيح الذي يفسر كل شيء
فالله في المسيحية محبة
وكذلك هو في عقول الكثير من اهل بلادنا
ومن هنا تاتي الاسئلة
ان كان محبة فلماذا الامراض و لماذا الحروب و لماذا الحزن و لماذا و لماذا
اما في المنظور الاسلامي
فالله تعالى موجود ازلا
اي ليس له بداية في الزمان
فهو خالق المكان و الزمان
واجب الوجود
وله صفات هي ايضا ازلية واجبة الوجود
من صفاته انه خالق
وهي صفة متجلية بخلقه للكون
ومن صفاته انه رحيم
وهي صفة متجلية برحمته بالمخلوقات حيث يولد الحيوان الصغير فيجد اما غير عاقله ترحمه و تكبره
ومن صفاته انه عليم
و يتجلى هذا في الخلية الحية التي تعمل افضل من مصانع المهندسين
و في الكون ...
ومن صفاته انه المتكبر
فخلق الملائكة لتعبده و تسبحه ووتواضع له
ومن صفاته انه يحب ان يحمد و يشكر
فخلق الملائكة لتقدسه و تحمده ...
ومن صفات الله الازلية ايضا المغفرة و التعذيب و القهر و العدل و غيرها
ولكي تتجلى صفات مثل المغفرة مثلا
خلق الانس و الجن
واعطاهم الاختيار
لانه لكي يكون هناك مغفرة وجب ان يكون هناك ذنب
وليكون هناك ذنب وجب ان يكون المذنب مختارا
فلا ذنب على مجنون او مكره
والملائكة مخلوقات مسيرة لا اختيار لها
و لا تعصي الله ابدا
فهي لا تذنب
فصفة المغفرة لا تتجلى معها
فصفة المغفرة تتجلى مع الانس و الجن و مثلهم من المخلوقات الفضائية المخيرة
والاسلام يقر ان هناك حيوانات في الكون تمشي على كواكب اخرى
قال تعالى
ومن اياته السماوات و الارض و ما بث فيهما من دابة
و الدابة في اللغة هو الحيوان الذي يمشي على الارض
و من صفات الله الانتقام
هي صفة ازلية في اله الكون
لا تقل لماذا اصبح منتقما لانه تعالى لا يكتسب الصفات
بل صفاته ازلية
و صفة الانتقام تتجلى في خلق مخلوقات مخيرة
تختار الظلم و الافساد
فينتقم الله منها
خلقها اذا لينتقم منها
ولكنه لم يظلمها لان من صفاته العدل
ولذلك نفهم قوله تعالى
واذا قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء و نحن نسبح بحمدك و نقدس لك قال اني اعلم ما لا تعلمون
وهذا يدل انه كان قبل الانسان الحالي حيوانات عاقلة في الكون كانت هي ايضا خليفة
لان الملائكة استنتجت ان الانسان سيفسد في الارض و يسفك الدماء
واستنتاجها من تجربة سابقة مع مخلوقات اخرى
وليس قياسا على الجن كما يظن الكثير من علماء التفسير
لان الجن موجود حينها
فلو كان في غابة مثلا نمور
وقلت لك ساجعل فيها اسود
لا تقول لي اتجعل فيها من يخيف الناس و يفترسهم
لانه بالفعل هناك من يحقق هذه الصفة و هي النمور
ولله المثل الاعلى
فالقران يفسر وجود اشباه البشر الذين اكتشف علم الحفريات اثا رلهم عمرها ملايين السنين
والله تعالى يعلم انهم سيفسدون في الارض و يسفكون الدماء
وخلقهم اذا لتتجلى صفة اهلاك المفسدين و الانتقام منهم
وكذلك لتتجلى صفة الهداية و الحب و عدم الحب
فالله يحب المتقين
و الله لا يحب الفساد
حيث ان دورهم هو عبادته باختيارهم
ولا شك ان هناك من سيطيع و هناك من سيعصي لوجود الاختيار المفقود عند الملائكة و الحيوانات
ولكن الملائكة سالت سوال استفهام ظنا منهم ان الهدف من خلقه هو التسبيح و التقديس فقط
فخافوا ان يكونوا قصروا في ذلك
و من صفاته تعالى
التعذيب
وهذه صفة تتجلى مع مخلوقات مختارة
قال تعالى
ولكن حقت كلمة ربك لاملان جهنم من الجنة و الناس اجمعين
ومن صفاته تعالى النصير
ولينصر وجب وجود مهزوم
فيدعو النصير لينصره
وهذه الصفة ايضا تتجلى مع مخلوقات مخيرة
و من صفاته تعالى القهر
قهر الخلق كلهم بالموت و المرض
قهر الغزال بالاسد و قهر الاسد بالكبر و بالاسد الشاب الذي ياتي فياخذ مكانه بين اناثه و يخرجه قصرا
وقهر الاسد الشاب بالجوع و الطفيليات التي تعكر عليه سيادته
وقهر المظلوم بالظالم لتتجلى صفة النصرة و الانتقام
و من صفات الله تعالى الاهلاك
وتتجلى ايضا مع المخلوقات المخيرة
يقول تعالى
واذا اردنا ان نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا
وقوله اذا اردنا ان نهلك
اي ان الاهلاك من صفاته تعالى
يتجلى بامره تعالى للقرية
فتعصي اوامره
فيهلكها لانه عادل
ومن صفاته الصبور
خلق الكون في سته ايام من ايامه التي لا يعلم مدتها الا هو
وهو قادر على خلقه في اقل من لحظة
وترك فرعون سنوات يظلم و يطغى ثم اهلكه لتتجلى صفة القوة و الجبروت
وغير ذلك
خلق الانسان من ذكر و انثى ليثبت لهم افتقار احدهم للاخر
ورفع الوهم الذي يمكن ان يصيب البعض انه لا يمكن ان يخلق الا هكذا فخلق عيسى صلى الله عليه و سلم بلا اب ذكر
وخلق حواء بلا انثى
وخلق ادم بلا ذكر او انثى
وخلق الكون من عدم
والحروب هي نتيجة حتمية لوجود مخلوقات مخيرة
تتجلى بها صفات من صفات الله تعالى الا و هي المعز و المذل
والخافض و الرافع
والمعز تتجلى بان يعز ذليلا
و المذل بان يذل عزيزا
الكون هكذا لان لربه هذه الصفات
وهو ازلي
واجب الوجود لافتقار الكون الحادث له
وارسل الرسل لتتجلى صفة الهداية
وصفة الهداية لا يجب ان تعارض صفة التكبر
لذلك يجب على الانسان ان يذهب هو اليه و يطلب منه الهداية
وهذه هي الانابة
قال تعالى
الله يضل من يشاء و يهدي اليه من ينيب
وللهداية في اللغة معاني
منها القيادة
والله لا يقود اليه الكفر لانه متكبر غني عنه
قال تعالى
ان الله لا يهدي القوم الكافرين
وللهداية ايضا معنى التبيين و الارشاد
وهذا اعطاه للخلق المكلفين
لانه لا يعذب الا بعد الانذار
قال تعالى
واما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى فاخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون
ومن صفاته انه يحب الصابرين
فخلق الانسان المريض ليصبر
ومن صفاته انه يحب ان يحمد و يشكر
فخلق المريض ليحمده الصحيح
وقد جاء في الاثر ان الله عرض على ادم ذريته فراى الصحيح و السقيم و الجميل و الدميم
فقال اي رب هل سويت بين بني
قال يا ادم انما اردت ان اشكر
فالاعمى مخلوق ليصبر لان الله يحب الصابرين
وليحمده الصحيح
فان قيل لقد ظلم الاعمى اذا حرمه عينه
قلنا ان الظلم ان تاخذ حق الغير دون اذنه
فهل خلق الاعمى عينه ثم اخذها الله منها قصرا
كلا فالله تعالى خالق كل شيء له الخلق و الامر
ومثاله كتيبة من الجنود يختار القائد منها عشرة للقيام بمهمة صعبة
فان نجحت اخذت اجرا مضاعفا
وان رفضوا عوقبوا
فليس القائد ظالما لهم
و لله المثل الاعلى
فالاعمى مخلوق لحكمة معينة
فان قام بدوره و شكر نال جزاءا وفيرا
وان رفض و جزع عوقب
نسال الله تعالى العفو و العافية في الدنيا و الاخرة و نحمده على نعمه و الائه الظاهرة و الباطنة
اما مسالة الراحة النفسية
فالعلم لا يعطيها لعجزه عن الكثير من الاشياء
والدين يعطيها للانسان لان الدين يطلب منك في المشكل ان تاخذ بالاسباب
وانت هنا مشترك مع الملحد ظاهريا
ولكن ان انقطعت الاسباب
يقف الملحد و يمرض او ينتحر
اما المومن فيجب ان لا يقنط
لانه يتوجه الى مسبب الاسباب
فيفتح له الابواب المغلقةان شاء لان من صفاته الفتاح
و لا يفتح احيانا لان من صفاته الفعال لما يريد
فتتجلى صفة فعل ما يشاء
فلا يكون مجبرا ان يفتح لكل من يسال
وكم من مرض بالسرطان شفي
و ستقول ايضا كم من مريض مات و هلك و لم يسمع الله دعائه
اقول مات لانه يجب ان تتجلى صفة القهر
وشفي الاخر لانه يجب ان تتجلى صفات اجابة المظطر
مع ان العلم يحكم عليهما بالموت كلاهما
و لاتعارض بين خلق الانس و الجن للتجلى صفات الله تعالى و بين خلقهم للعبادة
وكمثال
رجل له حقل ياتي بالعمال
فيقول
لم ات بهولاء الا للعمل في الحقل
ومعلوم ان من وراء عملهم نمو الثمار و تحقق مصالح و زيادة ثروته...
ولله المثل الاعلى فهو غير محتاج للخلق غني عنهم فلا يزيده خلقهم عزا و لا ينقصه عدمهم جلالا
فالامر يا زميلي في حب المعرفة كبير
فالكل مرتبط بصفات الاله
ولذلك قال العارفون
اعرف نفسك لتعرف ربك
وصفاته ازلية واجبة الوجود
لا تسال لما هو هكذا لانه هكذا
لذلك خافه العارفون
ولذلك امنه اشباه المسلمين
وهو القائل
والذين هم من عذاب ربهم مشفقون ان عذاب ربهم غير مامون
والله تعالى اعلم
فاحببت ان انشر ردي لعل الله ان ينفع به او يسخر من يصحح اخطاء في الرد
--------------
سيكون ردي طويلا فارجو ان لا تمل
ولن اجيبك بالاجابات التقليدية فهي لاصحاب العقول التقليدية و لا اراك منهم
والنبي عليه الصلاة و السلام يقول ما معناه
خاطبوا القوم بما يفقهون
قلت ان العقل لكي يصل الى نتيجة صحيحة يجب ان يلم بجميع المعطيات
وبحثك عن سبب الوجود و غيره يجب ان لا تتجاهل فيه الحقائق الاخرى
فالنظرية السليمة هي التي تفسر كل شيء
العلم يجيب على السوال
كيف حدث الشيء
اما الدين فيجيب ايضا على السوال
لماذا حدث الشيء
فالبحث ايضا يجب ان يكون متكاملا
العلم اذا لا يمكن ان يكون بديلاعن الدين
علم الفيزيولوجيا يجيبك مثلا كيف يعمل القلب و كيف يضخ الدم
هذا دوره
فكيف تقول اذا انه يعوض نظرية الخالق
كانك وجدت الة ففهت كيف تعمل و القوانين التي تحكمها
فاستنتجت انها جاءت بلا مهندس
فهذا غير منطقي
اول نقطة يجب ان ندرسها
هل لهذا الكون خالق
و لا ادري هل انت مهتم بعلم الاحياء او الفلك او الفلسفه المحضة لكي نقرر من خلالها هذا او ننفيه
او بالاصح نقرره او لا نقرره فالنفي مستحيل
ولكن ببساطة
فالعلم اثبت نظرية الانفجار العظيم التي تنفي خلود المادة
قال تعالى
الم ير الذين كفروا ان السماوات و الارض كانتا رتقا ففتقناهما
وان الكون يتوسع كما جاء في القران الكريم
" و السماء خلقناه باييد و انا لموسعون"
ويقول العلماء
ان فكرة تكون الكون بالصدفة هي اقرب الى فكرة تكوين قاموس من مطبعة انفجرت او ان قردا كتب قاموس
هذا مع افتراض وجود مكوناته التي هي تفتقر لموجد
ولهذا الحديث ما بعده
الفوضى يا زميلي لا نجدها في الخلية الحية لا نجد الا تناسقا كبيرا
والفوضى عاجزة عن تفسير وجودنا
فنظرية التطور اصبحت متعارضة مع اكتشافات العلم الحديث
فعضو كالعين مثلا يستحيل وجوده عن طريق التطور
والجناح لا يمكن ان يتطور من رجل زاحف
من الزواحف
لانه يجب ان يخلق في حالته الكاملة
فان كان تطور من رجل زاحف
فسنجد مخلوقا لملايين السنين له عضو هو نصف جناح و نصف رجل
فلا هو قادر على المشي و لا هو قادر على الطيران
فسينتهي هو و نسله حتما طبقا لقانون البقاء للاقوى
ولكن نقول
اما ان يكون للكون خالقا او لا يكون
فوجب علينا التعامل مع النتائج بمسؤولية
الحقيقة ان نظرية الالحاد باتت غير متانسبة منطقيا
وهي تعارض فطرة الانسان الباحث عن اله يعبده و يتذلل له
ولكن الخطا الكبير هو انك تعاملت مع الاله بالمنظور المسيحي و ليس بالمنظور الاسلامي الصحيح الذي يفسر كل شيء
فالله في المسيحية محبة
وكذلك هو في عقول الكثير من اهل بلادنا
ومن هنا تاتي الاسئلة
ان كان محبة فلماذا الامراض و لماذا الحروب و لماذا الحزن و لماذا و لماذا
اما في المنظور الاسلامي
فالله تعالى موجود ازلا
اي ليس له بداية في الزمان
فهو خالق المكان و الزمان
واجب الوجود
وله صفات هي ايضا ازلية واجبة الوجود
من صفاته انه خالق
وهي صفة متجلية بخلقه للكون
ومن صفاته انه رحيم
وهي صفة متجلية برحمته بالمخلوقات حيث يولد الحيوان الصغير فيجد اما غير عاقله ترحمه و تكبره
ومن صفاته انه عليم
و يتجلى هذا في الخلية الحية التي تعمل افضل من مصانع المهندسين
و في الكون ...
ومن صفاته انه المتكبر
فخلق الملائكة لتعبده و تسبحه ووتواضع له
ومن صفاته انه يحب ان يحمد و يشكر
فخلق الملائكة لتقدسه و تحمده ...
ومن صفات الله الازلية ايضا المغفرة و التعذيب و القهر و العدل و غيرها
ولكي تتجلى صفات مثل المغفرة مثلا
خلق الانس و الجن
واعطاهم الاختيار
لانه لكي يكون هناك مغفرة وجب ان يكون هناك ذنب
وليكون هناك ذنب وجب ان يكون المذنب مختارا
فلا ذنب على مجنون او مكره
والملائكة مخلوقات مسيرة لا اختيار لها
و لا تعصي الله ابدا
فهي لا تذنب
فصفة المغفرة لا تتجلى معها
فصفة المغفرة تتجلى مع الانس و الجن و مثلهم من المخلوقات الفضائية المخيرة
والاسلام يقر ان هناك حيوانات في الكون تمشي على كواكب اخرى
قال تعالى
ومن اياته السماوات و الارض و ما بث فيهما من دابة
و الدابة في اللغة هو الحيوان الذي يمشي على الارض
و من صفات الله الانتقام
هي صفة ازلية في اله الكون
لا تقل لماذا اصبح منتقما لانه تعالى لا يكتسب الصفات
بل صفاته ازلية
و صفة الانتقام تتجلى في خلق مخلوقات مخيرة
تختار الظلم و الافساد
فينتقم الله منها
خلقها اذا لينتقم منها
ولكنه لم يظلمها لان من صفاته العدل
ولذلك نفهم قوله تعالى
واذا قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء و نحن نسبح بحمدك و نقدس لك قال اني اعلم ما لا تعلمون
وهذا يدل انه كان قبل الانسان الحالي حيوانات عاقلة في الكون كانت هي ايضا خليفة
لان الملائكة استنتجت ان الانسان سيفسد في الارض و يسفك الدماء
واستنتاجها من تجربة سابقة مع مخلوقات اخرى
وليس قياسا على الجن كما يظن الكثير من علماء التفسير
لان الجن موجود حينها
فلو كان في غابة مثلا نمور
وقلت لك ساجعل فيها اسود
لا تقول لي اتجعل فيها من يخيف الناس و يفترسهم
لانه بالفعل هناك من يحقق هذه الصفة و هي النمور
ولله المثل الاعلى
فالقران يفسر وجود اشباه البشر الذين اكتشف علم الحفريات اثا رلهم عمرها ملايين السنين
والله تعالى يعلم انهم سيفسدون في الارض و يسفكون الدماء
وخلقهم اذا لتتجلى صفة اهلاك المفسدين و الانتقام منهم
وكذلك لتتجلى صفة الهداية و الحب و عدم الحب
فالله يحب المتقين
و الله لا يحب الفساد
حيث ان دورهم هو عبادته باختيارهم
ولا شك ان هناك من سيطيع و هناك من سيعصي لوجود الاختيار المفقود عند الملائكة و الحيوانات
ولكن الملائكة سالت سوال استفهام ظنا منهم ان الهدف من خلقه هو التسبيح و التقديس فقط
فخافوا ان يكونوا قصروا في ذلك
و من صفاته تعالى
التعذيب
وهذه صفة تتجلى مع مخلوقات مختارة
قال تعالى
ولكن حقت كلمة ربك لاملان جهنم من الجنة و الناس اجمعين
ومن صفاته تعالى النصير
ولينصر وجب وجود مهزوم
فيدعو النصير لينصره
وهذه الصفة ايضا تتجلى مع مخلوقات مخيرة
و من صفاته تعالى القهر
قهر الخلق كلهم بالموت و المرض
قهر الغزال بالاسد و قهر الاسد بالكبر و بالاسد الشاب الذي ياتي فياخذ مكانه بين اناثه و يخرجه قصرا
وقهر الاسد الشاب بالجوع و الطفيليات التي تعكر عليه سيادته
وقهر المظلوم بالظالم لتتجلى صفة النصرة و الانتقام
و من صفات الله تعالى الاهلاك
وتتجلى ايضا مع المخلوقات المخيرة
يقول تعالى
واذا اردنا ان نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا
وقوله اذا اردنا ان نهلك
اي ان الاهلاك من صفاته تعالى
يتجلى بامره تعالى للقرية
فتعصي اوامره
فيهلكها لانه عادل
ومن صفاته الصبور
خلق الكون في سته ايام من ايامه التي لا يعلم مدتها الا هو
وهو قادر على خلقه في اقل من لحظة
وترك فرعون سنوات يظلم و يطغى ثم اهلكه لتتجلى صفة القوة و الجبروت
وغير ذلك
خلق الانسان من ذكر و انثى ليثبت لهم افتقار احدهم للاخر
ورفع الوهم الذي يمكن ان يصيب البعض انه لا يمكن ان يخلق الا هكذا فخلق عيسى صلى الله عليه و سلم بلا اب ذكر
وخلق حواء بلا انثى
وخلق ادم بلا ذكر او انثى
وخلق الكون من عدم
والحروب هي نتيجة حتمية لوجود مخلوقات مخيرة
تتجلى بها صفات من صفات الله تعالى الا و هي المعز و المذل
والخافض و الرافع
والمعز تتجلى بان يعز ذليلا
و المذل بان يذل عزيزا
الكون هكذا لان لربه هذه الصفات
وهو ازلي
واجب الوجود لافتقار الكون الحادث له
وارسل الرسل لتتجلى صفة الهداية
وصفة الهداية لا يجب ان تعارض صفة التكبر
لذلك يجب على الانسان ان يذهب هو اليه و يطلب منه الهداية
وهذه هي الانابة
قال تعالى
الله يضل من يشاء و يهدي اليه من ينيب
وللهداية في اللغة معاني
منها القيادة
والله لا يقود اليه الكفر لانه متكبر غني عنه
قال تعالى
ان الله لا يهدي القوم الكافرين
وللهداية ايضا معنى التبيين و الارشاد
وهذا اعطاه للخلق المكلفين
لانه لا يعذب الا بعد الانذار
قال تعالى
واما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى فاخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون
ومن صفاته انه يحب الصابرين
فخلق الانسان المريض ليصبر
ومن صفاته انه يحب ان يحمد و يشكر
فخلق المريض ليحمده الصحيح
وقد جاء في الاثر ان الله عرض على ادم ذريته فراى الصحيح و السقيم و الجميل و الدميم
فقال اي رب هل سويت بين بني
قال يا ادم انما اردت ان اشكر
فالاعمى مخلوق ليصبر لان الله يحب الصابرين
وليحمده الصحيح
فان قيل لقد ظلم الاعمى اذا حرمه عينه
قلنا ان الظلم ان تاخذ حق الغير دون اذنه
فهل خلق الاعمى عينه ثم اخذها الله منها قصرا
كلا فالله تعالى خالق كل شيء له الخلق و الامر
ومثاله كتيبة من الجنود يختار القائد منها عشرة للقيام بمهمة صعبة
فان نجحت اخذت اجرا مضاعفا
وان رفضوا عوقبوا
فليس القائد ظالما لهم
و لله المثل الاعلى
فالاعمى مخلوق لحكمة معينة
فان قام بدوره و شكر نال جزاءا وفيرا
وان رفض و جزع عوقب
نسال الله تعالى العفو و العافية في الدنيا و الاخرة و نحمده على نعمه و الائه الظاهرة و الباطنة
اما مسالة الراحة النفسية
فالعلم لا يعطيها لعجزه عن الكثير من الاشياء
والدين يعطيها للانسان لان الدين يطلب منك في المشكل ان تاخذ بالاسباب
وانت هنا مشترك مع الملحد ظاهريا
ولكن ان انقطعت الاسباب
يقف الملحد و يمرض او ينتحر
اما المومن فيجب ان لا يقنط
لانه يتوجه الى مسبب الاسباب
فيفتح له الابواب المغلقةان شاء لان من صفاته الفتاح
و لا يفتح احيانا لان من صفاته الفعال لما يريد
فتتجلى صفة فعل ما يشاء
فلا يكون مجبرا ان يفتح لكل من يسال
وكم من مرض بالسرطان شفي
و ستقول ايضا كم من مريض مات و هلك و لم يسمع الله دعائه
اقول مات لانه يجب ان تتجلى صفة القهر
وشفي الاخر لانه يجب ان تتجلى صفات اجابة المظطر
مع ان العلم يحكم عليهما بالموت كلاهما
و لاتعارض بين خلق الانس و الجن للتجلى صفات الله تعالى و بين خلقهم للعبادة
وكمثال
رجل له حقل ياتي بالعمال
فيقول
لم ات بهولاء الا للعمل في الحقل
ومعلوم ان من وراء عملهم نمو الثمار و تحقق مصالح و زيادة ثروته...
ولله المثل الاعلى فهو غير محتاج للخلق غني عنهم فلا يزيده خلقهم عزا و لا ينقصه عدمهم جلالا
فالامر يا زميلي في حب المعرفة كبير
فالكل مرتبط بصفات الاله
ولذلك قال العارفون
اعرف نفسك لتعرف ربك
وصفاته ازلية واجبة الوجود
لا تسال لما هو هكذا لانه هكذا
لذلك خافه العارفون
ولذلك امنه اشباه المسلمين
وهو القائل
والذين هم من عذاب ربهم مشفقون ان عذاب ربهم غير مامون
والله تعالى اعلم