المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصيدة في اليهود أنهت أزمة



muslimah
02-18-2009, 05:41 PM
قصيدة في اليهود أنهت أزمة






يحيى بشير حاج يحيى


اليهود كعادتهم في استغلال المناصب ، وابتزاز المجتمعات التي تبتلى بهم وصلوا في يوم من الأيام على عهد صاحب غرناطة " باديس بن حيوس " الصنهاجي إلى السيطرة المحكمة عن طريق الوزير اليهودي " يوسف بن إسماعيل : المعروف ( بابن تغرالة ) ، وراحت أيديهم تعبث في أموال المسلمين وأقواتهم ، حتى ذاق الناس من جشعهم الأمرين .
وكان الشاعر الزاهد " أبو إسحاق الألبيري الأندلسي " قد ضاق بهم ذرعا ، و قد أحس بوطأتهم على المسلمين آنذاك ، وباستغلالهم للمناصب و الأموال إلى حد الإذلال ؟! فكتبت قصيدة يستنهض فيها الهمم ويحرض صنهاجة على البطش بهم ، فكان له ما أراد ، وكانت أبياته النار التي تشعل الفتيل . ومما قاله في القصيدة :

ألا قـل لصنهاجة أجمعين *** بـدور ِالنّديِّ و أُسد العرينْ
لـقـد زَلَّ سـيـدُكم زَلةً *** تَـقـرُّ بـها أعينُ الشامتين
تـخـيّـرَ كـاتـبَه كافرا *** ولـو شاء كان من المسلمين
فـعَـزّ الـيهودُ به وانتَخَوْا *** وتاهوا ، وكانوا من الأرذلين

ومضى أبو إسحاق يعدد تجاوزات اليهود ، ويدعو إلى إنزالهم المنزلة التي يستحقون ، معاتبا باديس على اتخاذه منهم وزيرا وبطانة ؟!



أبـاديـسُ ! أنـتَ امرؤٌ حاذقٌ *** تُـصـيـبُ بـظنكَ نفْسَ اليقين
فـكـيـف اختفَتْ عنكَ أعيانُهم *** وفي الأرض تُضرَب ُمنها القرون
وكـيـف تُـحـب ّفـراخَ الزّنا *** وهـم بَـغّضوكَ إلى العالمين ؟!
وكـيـف يـتـم لـكً المُرتقى *** إذا كـنـتَ تـبني وهم يهدمون

ثم يستعرض الألبيري أحوال غرناطة تحت سيطرتهم ويقول :

وإنـي احـتـلـلتُ بغرناطة ًٍِ *** فـكـنـتُ أراهم بها يعبثون
وقـد قـسّـمـوها وأعمالَها *** فـمـنـهـم بكل مكان لعين
وهـم يـقـبـضون جباياتِها *** وهم يخضِمون ، وهم يقضِمون
وهـم يـلـبسونَ رفيعَ الكِسا *** وأنـتـم ِلأوضـعِـها لابسون
وهـم أُمَـنَـاكـم على سركم *** وكـيف يكون خؤونٌ أمين ؟!
ويـأكـلُ غـيـرُهـم iدرهما *** فـيُقصَى ، ويُدنَوْنَ إذ يأكلون


و تمضي القصيدة تبين كيف أن ابن تغرالة و قومه تمتعوا بخيرات المسلمين ، حتى صار أحدهم كالكبش السمين :


فـبـادِرْ إلـى ذبـحِـه ِقرُبة *** وَضَـحّ ِبـه فـهو كبشٌ سمين
ولا تـرفع ِالضغط ًعن رهطِه *** فـقـد كـنـزوا كلَّ عِلْق ٍثمين
و لا تـحـسـبَنْ قتْلَهم غَدْرَة *** بـل ِالـغدرُ في تركِهم يعبثون
وقـد نَـكَـثـوا عهدَنا عندَهم *** فـكـيف تُلام ُعلى الناكثين ؟!
وكـيـف تـكـون لـهم ذِمّة *** ونحن خُمولٌ ، وهم ظاهرون ؟!