المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل الإنسان مخير أم مسير.....سؤال يطرحه الكثيرون



الحكيم
02-19-2009, 08:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أولاً لابد من التفريق بين الأشياء التي نقيس الإنسان على أساسها أنه هو مخير أم مسير...
فهناك أشياء يسير بها الإنسان مكرهاً عاجزاً عن دفعها عنه وهي العوارض التي تصيبه مثل المرض والنوم وأنه عبد لله
تعالى فهو لا يستطيع الإنفكاك عن سلطان هذه العبودية وإن لم يكن يريدها إذاً فهو عبد لله تعالى على وجه الإجبار
وهناك أمثلة كثيرة حول هذه الفكرة........
أما الأمور التي هو مخير فيها يفعل ما يشاء هو كونه مطيع لله تعالى أم عاصي له وهذه من أهم الأمور وأخطرها فقد قال تعالى: ((إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً))الإنسان 3 صدق الله العظيم
وعلى هذا المنوال تسير باقي الأشياء فأنت مخير، تقوم بعملك اليوم أو غداً أو الذي بعده أو لا تقوم به أبداً فأنت مخير في هذا

إذاً: النتيجة أن هناك أموراً قد جعلنا الله تعالى مجبورين على القيام بها وعلى الكفة الأخرى أشياء قد جعل الله لنا مطلق الصلاحية في أدائها أو عدم أدائها أو في طريقة أدائها........
والحمد لله أولاً وآخراً وأرجو أن أكون قد وضحت المعلومة قدر الكفاية لتذكير الغافل وتعليم الجاهل:ANSmile:

خادمة القرآن الكريم
02-20-2009, 11:04 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

إذاً: النتيجة أن هناك أموراً قد جعلنا الله تعالى مجبورين على القيام بها :ansmile:

السلام عليكم
لتوضيح الصورة أكثر : كيف تفصل بين القدر والتسيير ؟
فهذا السؤال من شأنه أن يحل اشكاليات كثيرة عند الملاحدة ؟

ان أصابك أمر لم تختاره أنت ؟ هل هذا تسيير من الله ؟هل انت مسيير هنا ؟
ومنهم من يعزي ذلك لحكمة يعلمها الله ولا نعلمها نحن ؟ولاذنب لنا فيها ؟
هل توافق على هذا الكلام ؟أم أن هناك تفسير آخر ؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أميرة الجلباب
02-21-2009, 03:51 AM
سـ: هل الانسان مخير أم مسير ؟
جـ: هذا سؤال خاطئ، مثل قولنا: 5+5 = 9 أم 11 !
والجواب الصحيح أن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم جالسا وفي يده عود ينكت به، فرفع رأسه فقال: "ما منكم من نفس إلا وقد علم منزلها من الجنة والنار"، قالوا : يا رسول الله فلم نعمل؟ أفلا نتكل؟!
قال: "لا، اعملوا، فكل ميسر لما خلق له "، ثم قرأ: {فأما من أعطى واتقى* وصدق بالحسنى} إلى قوله: {فسنيسره للعسرى} [الليل:5 - 10]). البخاري ومسلم، واللفظ لمسلم من حديث علي بن أبي طالب.


يقول الشيخ ياسر برهامي حفظه الله – في شرح "منة الرحمن" جـ 1، صـ 352.
( وبعض الناس عند الإجابة عن هذا السؤال يجيب أن الإنسان مخير في الأمور الاختيارية، ومسير في الأمور الاضطرارية، وهذه الإجابة في الحقيقة – وإن كانت تزعم الوسطية – إلا أنها في الحقيقة انتهت إلى الطرف القائل بأن الإنسان مخير فحسب، وذلك لأننا – شأن جميع العقلاء – لا نتكلم عن الأمور الاضطرارية ، وإنما نتكلم عن الأفعال الاختيارية ، وهو قد أجاب بشأنها بأنه مخير، وهذه في الحقيقة إجابة القدرية، وهي أن الإنسان مخير في أفعاله، ويعنون بذلك أنه ليس لله عليه سلطان ولا قدرة ولا إرادة، وهذا هو الجزء الباطل في الإجابة، فلا يصح أن يقال أن الإنسان مخير مطلقًا، بل لابد أن يقال: الإنسان مخير بمعنى أن له اختيارًا وقدرة وإرادة وقدرة ومشيئة لكن ذلك كله تحت مشيئة الله عز وجلّ وقدرته، لقوله تعالى: ((لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ . وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ )). التكوير28- 29.

لذلك نرى أن هذه الإجابة التي دأب الكثيرون على الإجابة بها عن سؤال: هل الإنسان مسير أم مخير؟ بها خلل كبير ، وفيها توجيه إلى عقيدة القدرية النُّفَاة، وإن كانت مستترة، وإنما الإجابة الصحيحة أن نجيب بما أجاب به النبي – صلى الله عليه وسلم – ((فكل ميسر لما خلق له)). فالإنسان له قدرة و إرادة ، وذلك بمشيئة الله وتحت قدرته ، ويحتمل أن نجيب بأن : الإنسان مسير مخير، ونقصد أن له إرادة واختيارًا (تَشَاءُونَ )، وإرادته تحت إرادة الله ومشيئته سبحانه وتعالى: ((إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)).اهـ.

وقال في موضع آخر صـ 344:
(فأمرهم النبي – صلى الله عليه وسلم – بالعمل وبين أن وجود القَدَر السابق لا يعنى ترك العمل، لأن الله عز وجل كتب المقادير بأسبابها، فقال: (هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون )، وقال: (هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون). صححه الألباني في صحيح سنن أبي داود "4703".

وليس هذا أمرًا مكتوبًا بلا أسباب ، فلذا عليك أن تأخذ بالأسباب ، لأن الله عز وجل خلق لك قدرة وإرادة يقع بها فعلك، ولكن ذلك لا يعني الخروج عن القدر، وهذه المسألة التي حيرت البشرية وجوابها في هذا الحديث الذي لا يتجاوز السطر أن الناس تعمل، وكل مُيَسَّرٌ لما خُلق له، فالإنسان ليس مسيَّرًا فقط، ولا مخيرًا فقط، لأن كلمة "مسيَّر" يعني إنه لا اختيار له كالسيارة يقودها صاحبها ويوجهها وكونه مخيرًا يعني إنه لا سلطان لأحد عليه، فكلا الأمرين باطل.

إنما يُجمع بين الأمرين فالإنسان له اختيار ومشيئة وجعل الله وقَدَّر له قدرة، والصواب في التعبير هو ما قاله النبي – صلى الله عليه وسلم – (اعملوا فكل مُيسَّر لما خلق له)، فلا يلزمنا أحد بإحدى إجابتين كلاهما خطأ ، فيقول لك: الإنسان مسير أم مخير ؟ وكأنه يقول: 5+5 = 9 أم 11، فنقول: كلتا الإجابتين خطأ ، والصواب ما قاله النبي – صلى الله عليه وسلم - : (اعملوا فكل مُيَسَّر لما خُلق له).اهـ . شرح المنة.

ناصر التوحيد
02-21-2009, 04:25 AM
لابد أن يقال: الإنسان مخير بمعنى أن له اختيارًا وقدرة وإرادة وقدرة ومشيئة لكن ذلك كله تحت مشيئة الله عز وجلّ وقدرته، لقوله تعالى: ((لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ . وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ )). التكوير28- 29.
فالإنسان له قدرة و إرادة ، وذلك بمشيئة الله وتحت قدرته ، ويحتمل أن نجيب بأن : الإنسان مسير مخير، ونقصد أن له إرادة واختيارًا (تَشَاءُونَ )، وإرادته تحت إرادة الله ومشيئته سبحانه وتعالى: ((إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)).اهـ.

فلذا عليك أن تأخذ بالأسباب ، لأن الله عز وجل خلق لك قدرة وإرادة يقع بها فعلك، ولكن ذلك لا يعني الخروج عن القدر، وهذه المسألة التي حيرت البشرية وجوابها في هذا الحديث الذي لا يتجاوز السطر أن الناس تعمل، وكل مُيَسَّرٌ لما خُلق له، فالإنسان ليس مسيَّرًا فقط، ولا مخيرًا فقط، لأن كلمة "مسيَّر" يعني إنه لا اختيار له كالسيارة يقودها صاحبها ويوجهها وكونه مخيرًا يعني إنه لا سلطان لأحد عليه، فكلا الأمرين باطل.
إنما يُجمع بين الأمرين فالإنسان له اختيار ومشيئة وجعل الله وقَدَّر له قدرة، والصواب في التعبير هو ما قاله النبي – صلى الله عليه وسلم – (اعملوا فكل مُيسَّر لما خلق له)، فلا يلزمنا أحد بإحدى إجابتين كلاهما خطأ ، فيقول لك: الإنسان مسير أم مخير ؟ وكأنه يقول: 5+5 = 9 أم 11، فنقول: كلتا الإجابتين خطأ ، والصواب ما قاله النبي – صلى الله عليه وسلم - : (اعملوا فكل مُيَسَّر لما خُلق له).اهـ . شرح المنة.

نعم

لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ ( 28 ) وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ .

مما يعني :
لا يمكن لمشيئة انسان ان تخالف او تعارض مشيئة الله تعالى
لا يعني اتفاق المشيئتين ..مشيئة الله ومشيئة الانسان ..ان الله راضٍ عن مشيئة هذا الانسان - كالكفر او الشرك او الذنب او العصيان -

إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ
فان : كُفْرُ الْكَافِرِ غَيْرُ مَرْضِيٍّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَإِنْ كَانَ بِإِرَادَتِهِ .
( وَإِنْ تَشْكُرُوا ) وتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَتُطِيعُوهُ ، ( يَرْضَهُ لَكُمْ ) فَيُثِيبُكُمْ عَلَيْهِ .

علاء فريد
02-21-2009, 11:43 AM
السلام عليكم

اذا ما نظر الانسان الى افعاله نظرة عميقية يجد ان الانسان يعيش بدائرتين احداهما يسيطر عليها سيطرة كاملة والاخرى تسيطر عليه سيطرة كاملة. اما الدائرة التي تسيطر علي الانسان فهي قسمان .قسم يقتضيه نظام الوجود والقسم الثاني هي التي تقع فيه الافعال التي ليست في مقدوره والتي لا قبل له بدفعها ولا يقتضيها نظام الوجود .

أما ما يقتضيه نظام الوجود فالانسان يخضع لها ويسير بحسبها تسييرا جبريا لانه سائر مع الكون والانسان والحياة على غير ارادته فهو فيها مسير لا مخير .
امثلة
فقد اتى الانسان على هذه الدنيا بغير ارادته وسيذهب عنها بغير ارادته ولا يستطيه ان يطير بجسمه الطبيعي في الهواء .ولا يستطيع ان يخلق لنفسه لون عينيه ولا شعره ولا غير ذلك .وانما الذي اوجد ذلك كله هو الله جلت قدرته دون ان يكون للانسان ايّ اثر في ذلك .لان الله هو الذي خلق نظام الوجود وجعله منظما للوجود وجعل الوجود يسير حسبه ولا يملك التخلف عنه .

اما القسم الثاني في الدائرة التي يسيطر عليها الانسان والتي هي ليست في مقدوره والتي لا قبل له بدفعها فهي الافعال التي تحصل من الانسان او عليه جبرا عنه ولا يملك دفعها مطلقا امثلة:

كما لو سقط انسان عن ظهر حائط على شخص فقتله. وكما لو اطلق شخص النار على طير فأصابت انسانا لم يكن يعلمه فقتله .وكما لو تدهور قطارا لخلل لم يكن بالامكان تلافيه فتسبب عن هذا التدهور قتل جميع الركاب. وما شاكل ذلك .

فأن هذه الافعال التي حصلت من الانسان او عليه. وان كانت ليست مما يقتضيه نظام الوجود . ولاكنها وقعت من الانسان او عليه على غير ارادة منه .هي التي تسمى قضاء لان الله هو وحده الذي قضاه ولذلك لا يحاسب عليه الانسان يوم القيامة .

بقيت مسألة واحدة وهي الافعال الاختيارية التي يقوم بها الانسان بمحض اختياره وهنا مربط الفرس وهذا هو لب الموضوع وهنا يسأل عنها يوم القيامة .فالانسان يأكل ويشرب متى شاء ويسافر متى شاء ويؤمن بعقيدة الاسلام متى شاء ويكفر بها متى شاء فالمدقق لهذه الافعال يرى ان الانسان انما يقوم بها بمحض اختياره وليست جبرا عنه فهو مسؤول عنها يوم لقاء المنتقم. فالله عز وجل يسأل الملحدون يوم القيامة عن الحادهم وكفرهم ويسأل النصرانيين عن تمسكهم بعقيدتهم مع انهم مطالبون ومأمورون بأعتناق الاسلام لانهم يستطيعون ترك ما يؤمنون به الان واعتناق ما يرضي الله جلت قدرته .فكل انسان يقوم بفعل بمحض اختياره فهو مسؤول عنه يوم القيامة.قال تعالى :كل نفس بما كسبت رهينة .

لذلك نجد المؤمن الصادق المدرك لحقيقة القضاء والقدر العارف حقيقة ما وهبه الله من نعمة العقل والاختيار . نجده شديد المراقبة لله. شديد الخوف من الله يعمل للقيام بالاوامر الالهية ولاجتناب النواهي خوفا من عذاب الله وطمعا في جنته وحبا في اكتساب ما هو اكبر من ذلك الا وهو رضوان الله سبحانه وتعالى.

المختصر من كتاب نظام الاسلام .
للحديث بقية ان كان في العمر بقية
أسألة

الحكيم
02-21-2009, 10:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت خادمة القرآن الكريم: تحية طيبة
الأمر بسيط جداً فالإنسان في حياته العادية يمر بأشياء تكتب عليه لا دخل له فيها كأن يلتقي بأحدهم في الطريق فهذا اللقاء سيحدث مهما فعل هذا الشخص طبعاً إذا كان هذا اللقاء مقدراً أي قد قدره الله تعالى في علمه.
أما في الأمور التي للإنسان تخيير في فعلها فهو حر يمشي في هذا الطريق أو ذاك أو لا يخرج من داره مطلقاً. هذا على نحو من التلخيص والتبسيط.
ومن الأمور الواجبة على الإنسان الرزق فهو منحة من الله تعالى ليس للإنسان دخل في تحديده أو تكثيره أو إعدامه..... وهذا ما قصدته من قولي.


*الأخت أميرة الجلباب: تحية طيبة
أنا لم أقل أن الإنسان مخير مطلقاً ولم أنوه لعقيدة القدرية كما تزعمين وإنما فصلت في القضية على نحو من العموم والشمولية فمن يسأله السؤال يسأله بشقيه الإختياري والإضطراري وكلنا متفقون على معنى اللآية التي ذكرتها والحديث الذي أوردته ومتفقون أيضاً على هذا التفسير
ولم أتوقع أن يفسر كلامي هذا التفسير الخاطئ ويوجه لي هذا التوجيه اللاذع وأنا أعتقد أن كلامي أعم وأشمل من كلامك ولا يحتمل هذا التفسير الخاطئ الذي فسر له
وكلامك يدعن أفصل القول في مسألة علم الله تعالى بأعمالنا وتسجيلها في اللوح المحفوظ فقد ثبت أنه عندما يولد الإنسان يكتب ملخص حياته وهل شقي أم سعيد وعلى هذا ف‘ن البعض يعترضون أن الله قد علم أعمالنا وأجبرنا على فعلها وهذا إدعاء باطل والجواب كالتالي:
إن علم الله تعالى هو علم كاشف لا مؤثر وقد شبهه بعض العلماء بالضوء الذي يريك ما تحويه الغرفة من أثاث دون أن يحرك شيئاً من مكانه
ولله المثل الأعلى.... فعلم الله تعالى إنما هو كاشف يكشف الله تعالى به حياة الإنسان على ماهي عليه دون أن يجبر الإنسان على فعل شيء أو إرغامه على تركه فلو كان الله تعالى يريد إجبارنا على الهداية واختيار الإسلام ديناً لما أرسل لنا رسولنا محمداً صلى الله تعالى عليه وعلى آله وأصحابه وسلم ولكن الله تعالى قال في محكم تنزيله:
((وهديناه النجدين)) فالله تعالى أرانا طريق الحق وأرانا طريق الضلال فمن أراد اتباع الحق فاز ومن انحرف في مهاوي الضلال فقد خسر.
ولدي تحفظ آخر على كلامك: فأنا لم أشر في كلامي على أنه يجب على الإنسان أن يتواكل بدعوى أنه-مكتوب ومقدر- فلا يقول هذا الكلام إلا الكسول الذي لا يريد العمل.
ولكن من قال أن الإنسان مخير مطلقاً أو مسير مطلقاً، هذا الكلم قلته أنت ولم أقله أنا، فلقد قلت أن الإنسان مخير في الأمور التي لا مشيئة له فيها كالمرض والصحة...ومخير فيما له قدرة في دفعه أو إيجاده، وجوبك به خلل وناقص المعنى ومفكك الأفكار أو بالأحرى ليسجواباً على ما طرحته أنا إنما هو تعليق على شيء آخر.... والله أعلم
وللطرفة أقول أن جواب سؤالك أن 5+5=9 أم 11
أقول لك إنما هو المتوسط الحسابي ل9 و ال11......

*الأخ ناصر التوحيد جزاك الله خيراً...

*الأخ علاء فريد لافض فوك ولا تربت يداك وكلامك جميل لكنه فلسفي جداً

ناصر التوحيد
02-21-2009, 11:12 PM
*الأخ ناصر التوحيد جزاك الله خيراً...

وجزاك الله خيراً وجزى الله خيراً كل اخ واخت شاركت في الموضوع
فكل مشاركة ساهمت في الافادة في الموضوع

وبالنسبة للاخت الفاضلة أميرة الجلباب فهي قدمت مشاركة ساهمت في القاء مزيد من التوضيح والتوسع والاستفاضة والبيان فيما يتعلق بمسالة الجبر والاختيار وعقيدة القضاء والقدر
مثلما فعلت انا بما ذكرته عن ذلك لمزيد الافادة للقارئ
خاصة وانك اخي الفاضل قلت :


وأرجو أن أكون قد وضحت المعلومة قدر الكفاية لتذكير الغافل وتعليم الجاهل:ansmile:
الحقيقة انك اخي الفاضل وضحت المعلومة قدر الكفاية لتذكير الغافل
ولكن لم تكن مشمولة بباقي المسائل المتعلقة بها لتكون على قدر الكفاية لتعليم الجاهل
ولكنه بهذه المشاركات المكملة للمسائل المتعلقة بها والتي لم يتم ذكرها في الموضوع الاساسي اصبح الموضوع على قدر الكفاية لتعليم الجاهل

فشكرا لك ولكل من شارك في الموضوع

خادمة القرآن الكريم
02-22-2009, 12:48 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت خادمة القرآن الكريم: تحية طيبة
الأمر بسيط جداً فالإنسان في حياته العادية يمر بأشياء تكتب عليه لا دخل له فيها كأن يلتقي بأحدهم في الطريق فهذا اللقاء سيحدث مهما فعل هذا الشخص طبعاً إذا كان هذا اللقاء مقدراً أي قد قدره الله تعالى في علمه.
أما في الأمور التي للإنسان تخيير في فعلها فهو حر يمشي في هذا الطريق أو ذاك أو لا يخرج من داره مطلقاً. هذا على نحو من التلخيص والتبسيط.
ومن الأمور الواجبة على الإنسان الرزق فهو منحة من الله تعالى ليس للإنسان دخل في تحديده أو تكثيره أو إعدامه..... وهذا ما قصدته من قولي.


اسمحلي أخي الفاضل أن أبدي وجهة نظري في التعليق على كلامك وقد تكون خاطئة لذلك أريد مناقشتها في هذا المنتدى

بالنسبة لكلامك ((فالإنسان في حياته العادية يمر بأشياء تكتب عليه لا دخل له فيها كأن يلتقي بأحدهم في الطريق فهذا اللقاء سيحدث مهما فعل هذا الشخص ))

بالنسبة لكلمة لا دخل له فيها هل هذا مستند على حديث أو آية ..........
أقول أن ذلك ظاهريا يبدو وكأنه لا دخل له فيها وانما كل ما يصيب الانسان بعد بلوغه (أقصد بعد تكليفه) له دخل فيه دون أن يشعر
فالله سبحانه وتعالى يهيىء الاسباب لحدوث هذا اللقاء الذي تكلمت عنه ليحدث أحداث تلائم وتوافق عملك السابق من خير اوشر
والآيات كثيرة في ذلك بمعنى بما كسبت أيدي الناس ........

أقصد ان كل ما يحدث معك يكون نتيجة لاختيار مسبق قمت به والله تعالى يرد عليك اما ثوابالخير فعلته أو محبة (كابتلاء لرفع درجة -او تلبية لدعاء )او عقابا وسخطا لذنب ارتكبته
وبالتالي لا يمكنك القول لا دخل له فيه فما يحدث لك انعكاس لتخييرك المسبق .
وهذه قصة واقعية كمثال: رجل يعمل في بقالية في سوق سمع صوت مشاجرة في السوق فمد راسه ليرى ما يجري واذا بطلقة تصيبه دون ان يشارك بالشجار او يكون له اي طرف بذلك .....فأخذ يقول هذا من الله ولا دخل لي بشيء .ولم افعل شيء .....

وأقول نعم هذا بمشيئة الله وبتقديره العالم بكل شيء ......هذا صحيح لا خلاف عليه .....ولكن الله يعلم أن هذا الانسان قد أكل مال ايتام ورفض ان يعطيهم حقهم .....فاشتكو لشيخ ليفصل بينهم ورفض ....فتوجهوا بدعائهم لله المنتقم الجبار في اليوم السابق للحادثة ........

أقصد من تلك القصة انك لا تدري سبب ما يحصل معك فتقول انه تسيير وجبر ولكنه في الحقيقة أصله تخيير مسبق لك
فالله العادل الذي يحاسب التاس على مثقال ذرة .........

فانت مخير بكل شيء ضمنيا حتى لو كان الامر ظاهريا يبدو لك الجبر والتسيير الا ببعض الامور التي تسبق تكليفك كالشكل والمظهر والاهل والبيئة و........فانت هنا مسير بها

وبالمناسبة عرضت الموضوع في هذا الرابط
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=16391

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ناصر التوحيد
02-22-2009, 04:06 AM
رجل يعمل في بقالية في سوق سمع صوت مشاجرة في السوق فمد راسه ليرى ما يجري واذا بطلقة تصيبه دون ان يشارك بالشجار او يكون له اي طرف بذلك .....فأخذ يقول هذا من الله ولا دخل لي بشيء .ولم افعل شيء .....
وأقول نعم هذا بمشيئة الله وبتقديره العالم بكل شيء ......هذا صحيح لا خلاف عليه .....ولكن الله يعلم أن هذا الانسان قد أكل مال ايتام ورفض ان يعطيهم حقهم .....فاشتكو لشيخ ليفصل بينهم ورفض ....فتوجهوا بدعائهم لله المنتقم الجبار في اليوم السابق للحادثة ........
وانا أقول نعم ... قد يكون هذا الانسان أكل مال ايتام ورفض ان يعطيهم حقهم .....فاشتكوا لشيخ ليفصل بينهم ورفض .... فتوجهوا بدعائهم لله المنتقم الجبار في اليوم السابق للحادثة
نعم ..قد يكون لذلك
ولكن قد يكون لغير ذلك ايضا
فالصورة ليست مكتملة بطريقة نظرتك اليها
انت قلت :

سمع صوت مشاجرة في السوق فمد راسه ليرى ما يجري واذا بطلقة تصيبه دون ان يشارك بالشجار
وحتى تكتمل الصورة نستطيع ان نقول :
سمع صوت مشاجرة في السوق فلم يمد راسه ليرى ما يجري واذا بطلقة تصيبه
ونستطيع ان نقول :
ولم يسمع صوت مشاجرة في السوق فلم يمد راسه واذا بطلقة تصيبه
فالطلقة اصابته في كل هذه الحالات
مع انه لم يشارك بالشجار
ومع انه لم يمد راسه ليرى ما يجري
ومع انه لم يسمع صوت مشاجرة في السوق فلم يمد راسه
اذن هذا هو الذي نسميه القضاء وهو وقوع الحدث عليه غصبا عنه
ولكن لا يشترط لوقوع القضاء الالهي ان يكون هذا الانسان أكل مال ايتام ورفض ان يعطيهم حقهم او عقابا وسخطا لذنب ارتكبته
بل قد يكون لاشياء اخرى :
ان الله هو القادر وهو القاهر فوق عباده
ان الله هو المريد وهو الفعال لما يريد
وهل حصول هذا الحادث لا يصيب الا المصاب نفسه
لا
ان الله هو الذي يختبر الناس ويمتحنهم مع انه العالم بكل شيء والعالم بكل الغيوب والعالم بما تخفي الصدور وهو الخبير اللطيف العالم بمن خلق
فان لم تكن الفتنة للمصاب - لانه مات - فقد تكون لاهل المصاب .. ورد فعلهم على هذه المصيبة ..أشكر أم كفر .. أصبر أم جزع ؟

فالقول بان كل ما يحدث معك يكون نتيجة لاختيار مسبق قمت به والله تعالى يرد عليك .. ليس صحيحا .. لانه ليس شرطا بان يكون كل ما يحدث معك نتيجة لاختيار مسبق قمت به

وبالتالي ليس صحيحا القول بان أصله تخيير مسبق لك
لان هذا خلط مرفوض بين حقيقة التخيير وحقيقة التسيير

فما يقع للانسان فد يكون من باب القضاء ايضا للاسباب اعلاه
ولذلك فـ " الدعاء يرد القضاء " بفضل الله

اعطيك مثالا واضحا وموضحا
حسن طفل رضيع عمره يوم واحد
كان يسافر مع والديه في سيارتهما
حدث لسيارتهما حادث سير
قد يموتون كلهم
وقد يموت الطفل الرضيع وحده ويعيش الوالدان
فهل تظنين ان ما حدث لهذا الطفل الرضيع كان نتيجة لاختيار مسبق قام به والله تعالى يرده عليك

اذن انت هنا اخطات فاي اختيار مسبق كان لهذا الطفل الرضيع
وانت هنا خلطت بين مسالة القضاء وبين مسالة مكر الله بالذين يمكرون ضد دين الله وضد عباد الله المؤمنين
فمكر الله بهؤلاء هو رد لمكرهم عليهم وهو فعلا الذين بداوا بالمكر

لكن هنا في المثال المذكور لا يوجد شيء اسمه مكر لانه لم يوجد اصلا مكر ولا رد مكر من الاساس
فهنا يعتبر هذا من باب القضاء
والذي لا حصر لاسباب وقوعه
وان كنا لا نعلم كل هذه الاسباب
فهي اسباب عديدة
ولا شك ان فيها حكمة
فلا يوجد عمل لله بلا حكمه
لانه سبحانه وتعالى الحكيم

علاء فريد
02-22-2009, 06:57 AM
الرزق

*الأخ علاء فريد لافض فوك ولا تربت يداك وكلامك جميل لكنه فلسفي جداً

السلام عليكم

اخي الكريم الموضوع الذي قدمته انا هو واقع لافعال العباد وانت لم تذكر كيف توصلت بأنه كلام فلسفي ؟

الحكيم
02-22-2009, 03:53 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
*الأخت خادمة القرآن الكريم:
إنما كان قصدي في القول أنه ليس للإنسان دخل بهذه الأعمال بشكل فعلي فهو لا يملك هذه القوة التي تخوله ليتحكم بما يجري معه وإنما يكون تدخله بما يجري معه ليس تدخلاً بمعنى الكلمة فهو لا يستطيع التأثير بما يجري له وما اختياره المسبق للعمل الذي سيقوم به إلا نوع من الأشياء الإختيارية لهذا الإنسان...
وكلامك عن تلك القصة إنما كان لصاحب البقالية الدخل حين مد رأسه ولكن لم يكن له اختيار في تلك الطلقة التي أصابته وهذا الكلام يؤيد بشكل مباشر الكلام الذي طرحته أنا وما كلامك إلا تأييد لكلامي فهو قد مد رأسه بفعل اختياري من نفسه والله تعالى لم يرغمه على مد رأسه وإنما كان هذا الفعل من اختياره وحده ولكن قدر الله تعالى قد وقع عليه عندما أصابته الطلقة وهو لم يتدخل في هذا الأمر بل إن الواقع يقول بأنه يجب أن لا تصيبه الطلقة لأنه ليس طرفاً في النزاع القائم(المشاجرة) وهكذا ففي قصتك مثال عن الفعل الإختياري وعن الفعل القسري..
وكلامك عن دعاء الأيتام على ذلك الرجل فإنه يضطرني للحديث عن قضية:هل يدفع الدعاء القدر؟؟
وفي الجواب أقول:
الدعاء سبب في دفع القدر ولكن الله تعالى قد علم وقدر عليك أنك ستصاب بمرض مثلاً وأنك بعد يومين ستدعو الله تعالى وأنه سيشفيك أو لن يشفيك فهذا كله مقدر في علم الله تعالى منذ الأزل فالله تعالى قد اطلع على حياة كل إنسان فينا بعلمه ولكنه تعالى لم يؤثر في هذه الحياة أو بأمر فيها لا لشيء وإنما لكي يكون للإمتحان الدنيوي معنى فإذا افترضنا أن الله تعالى قد أجبرنا على اتباع الحق فكيف تمون الدنيا دار امتحان بل إنه لن يكون للإمتحان معنى بالأساس لأنه قائم على الإجبار... وليكن في معلوم الجميع أن الأمور القسرية في حياتنا لا تسبب لنا عائقاً في أصل وجودنا على ظهر هذه الدنيا وهي الإختبار والإمتحانلنا نحن كبشر وإنما هي في الأمور التي ليس لها علاقة بهذه الغاية..
وعلم الله تعالى كاشف وليس مؤثر.....
بمعنى أنه تعالى يعلم ما قد فعله العبد وما يفعله وما سيفعله ولكنه لا يؤثر في اختيار العبد لهذه الأعمال فالملحد لو ألحد كل حياته لن يجبره الله تعالى أن يسلم لأن الله تعالى قد خيره بالأساس وهو اختار الضلال وسيأتيه الحساب يوم القيامة على هذا الإختيار لأنه اختاره في حياته الدنيا...
ولأبسط الأمر أكثر أقول:
في أحد المدارس يوجد أستاذ ولديه ثلاثون طالباً وفي أول الفصل الأول قال بأن الطالب فلان سيرسب في هذه السنة وقد أشار إليه من بين ثلاثين طالب لأنه سيرسب وهذا الأستاذ كان كلما أخرج هذا الطالب لكي يفحصه تكون نتيجته ضعيفة وكان الأستاذ يزداد إصراراً أن هذا الطالب سيرسب في هذه السنة... والأستاذ لم يزور علامات الطالب وإنما كانت العلامات نتيجة تعبه الحقيقية...
وبالفعل قد رسب الطالب في آخر السنة كما قال الأستاذ.. فالأستاذ بعلمه وخبرته علم أن هذا الطالب سيرسب ولا أحد يقول أن الأستاذ قد جعل الطالب يرسب وإنما كان رسوبه محصلة لعمله وتعبه خلال السنة...
ولله المثل الأعلى... فالله تعالى يعلم أن فلاناً سكون مصيره في النار على عكس فلان الآخر الذي سكون مصيره للجنة...
وهكذا أعتقد أنني أكون قد فصلت بالمسألة وشرحتها جيداً.. كما أراها
ولا أدعي العلم ولكن الله يمن على من يشاء

والنتيجة: أن الله تعالى يعلم أن مرضاً سيصيبك وأن ستدعو الله تعالى لكي يشفيك وهو إما أن يشفيك وإما أن لا يشفيك فهذا يتبع لحكمة عنده سبحانه... وهكذا فلا يقال أن الدعاء يدفع القدر وإنما هو سبب في دفعه..

*الأخ ناصر التوحيد:
ردك جميل ومثالك أروع وجزاك الله خيراً... ونحن في هذا المنتدى إنما نبتغي الفائدة لتعم الجميع ولسنا متعصبين لآرائنا أو على الأقل هذا هو رأيي وأنا مستعد للتراجع عن أي رأي شريطة أن أقتنع بالدليل الذي يطرحه الآخر فكلنا نبتغي الحق..
والله تعالى لا يخلق شيئاً بلا حكمة إلا أننا قد لا نعلم هذه الحكمة..

*الأخ علاء فريد: تحية طيبة
أنا أعتذر إن بدرت مني إساءة ولكن ما قصدته بكلمة فلسفي أنه منطقي وعقلي وبليغ العبارات ولم أقصد أنه عسير الفهم غليظ المعنى كما أولت كلامي أيها الأخ الكريم
وشكراً لك على كل حال....

علاء فريد
02-22-2009, 05:45 PM
فهناك أشياء يسير بها الإنسان مكرهاً عاجزاً عن دفعها عنه وهي العوارض التي تصيبه مثل المرض والنوم وأنه عبد لله
تعالى فهو لا يستطيع الإنفكاك عن سلطان هذه العبودية وإن لم يكن يريدها إذاً فهو عبد لله تعالى على وجه الإجبار
:ansmile:


اخي الكريم ان الامثلة التي طرحتها في موضوعك القيم على ان الانسان مسير غير دقيقة اتدري لمذا ؟ترقب معي يرحمك الله
ان مثال النوم الذي طرحته له اثر يتعلق بالانسان مباشرة.. فالانسان يذهب للنوم متى شاء ويستطيع ان يستيقظ متى شاء اليس كذلك؟ فأن كان كذلك اذن يقوم به الانسان مختارا ليس جبرا عنه .ولاكن الذي يدفع الانسان الى النوم هي حاجته لها حتى يحافظ على بقائه ليس جبرا عنه .وخير دليل انت اخي الكريم اسأل نفسك هل تذهب للنوم مختارا ام مسيرا ؟



وأنه عبد لله
تعالى فهو لا يستطيع الإنفكاك عن سلطان هذه العبودية وإن لم يكن يريدها إذاً فهو عبد لله تعالى على وجه الإجبار

ماذا تقصد بهذه الجملة؟

خادمة القرآن الكريم
02-22-2009, 09:20 PM
السلام عليكم شكرا على الرد أخي الفاضل وما أسئلتي هذه الا لايجاد طريقة مساعدة للرد على بعض أسئلة الملحدين التي تتناول هذا الموضوع ومعلوم لديكم كم هي كثيرة وخاصة بموضوع التسيير والقدر
وانا بالنتيجة طالبة للحق والعلم من خلال منتداكم الكريم و ما رأيي الا محتمل الخطأ لذا ساستفسر أكثر عن الموضوع !
سيكون تعليقي بالازرق

وانا أقول نعم ... قد يكون هذا الانسان أكل مال ايتام ورفض ان يعطيهم حقهم .....فاشتكوا لشيخ ليفصل بينهم ورفض .... فتوجهوا بدعائهم لله المنتقم الجبار في اليوم السابق للحادثة
نعم ..قد يكون لذلك
ولكن قد يكون لغير ذلك ايضا
فالصورة ليست مكتملة بطريقة نظرتك اليها
انت قلت :

وحتى تكتمل الصورة نستطيع ان نقول :
سمع صوت مشاجرة في السوق فلم يمد راسه ليرى ما يجري واذا بطلقة تصيبه
ونستطيع ان نقول :
ولم يسمع صوت مشاجرة في السوق فلم يمد راسه واذا بطلقة تصيبه
فالطلقة اصابته في كل هذه الحالات
مع انه لم يشارك بالشجار
ومع انه لم يمد راسه ليرى ما يجري
ومع انه لم يسمع صوت مشاجرة في السوق فلم يمد راسه
اذن هذا هو الذي نسميه القضاء وهو وقوع الحدث عليه غصبا عنه
ولكن لا يشترط لوقوع القضاء الالهي ان يكون هذا الانسان أكل مال ايتام ورفض ان يعطيهم حقهم او عقابا وسخطا لذنب ارتكبته
بل قد يكون لاشياء اخرى : ((هذا صحيح وهذا الكلام قلته بردي انه قد يكون لرفع درجة بالجنة ايضا كثواب (على خير فعله مسبقا) او كابتلاء ليمتحنه الله به كما تفضلتم ولكن حتى هذا الابتلاء يكون الله يعرف نتيجته وابتلاه فيه نتيجة فعل قام به استوجب هذا الابتلاء .....))
ان الله هو القادر وهو القاهر فوق عباده
ان الله هو المريد وهو الفعال لما يريد
وهل حصول هذا الحادث لا يصيب الا المصاب نفسه
لا
ان الله هو الذي يختبر الناس ويمتحنهم مع انه العالم بكل شيء والعالم بكل الغيوب والعالم بما تخفي الصدور وهو الخبير اللطيف العالم بمن خلق
فان لم تكن الفتنة للمصاب - لانه مات - فقد تكون لاهل المصاب .. ورد فعلهم على هذه المصيبة ..أشكر أم كفر .. أصبر أم جزع ؟ ((نعم هذا صحيح قد تكون لاهل المصاب ولكن المصاب لا بد وان يكون له دخل بشكل او باخر فالله يعلم انهمثلا كان سييبغي في الارض ويتجبر لو لم تصبه تلك المصيبة لانه كان باغيا قبلا باختياره-او انه بمصيبيته هذه رفع درجة بالجنة نتيجة لخير قام به فاحبه الله لاجل ذلك-

لماذ اخي تحيد ان يكون للمصاب دخل على اي اساس ديني تستند ...بما كسبت ايدي الناس-وما الله بظلام للعبيد -))

فالقول بان كل ما يحدث معك يكون نتيجة لاختيار مسبق قمت به والله تعالى يرد عليك .. ليس صحيحا .. لانه ليس شرطا بان يكون كل ما يحدث معك نتيجة لاختيار مسبق قمت به لماذا ليس شرطا ؟؟؟؟؟؟؟

وبالتالي ليس صحيحا القول بان أصله تخيير مسبق لك
لان هذا خلط مرفوض بين حقيقة التخيير وحقيقة التسيير ممكن توضيح هذا الخلط ومنكم نستفيد؟
فما يقع للانسان فد يكون من باب القضاء ايضا للاسباب اعلاه هذا صحيح ولكن هذا القضاء كان نتيجة علم الله المطلق المسبق بعباده فعرف الله ما سيفعله العبد وقضى بهذا القضاء عليهولذلك فـ " الدعاء يرد القضاء " بفضل الله نعم الدعاء يرد القدر

اعطيك مثالا واضحا وموضحا
حسن طفل رضيع عمره يوم واحد ((اخي الفاضل لو اطلعت على ردي المسبق قلت ان التخيير يبدأ مع الانسان من سن البلوغ (التكليف وقبل ذلك لا تخيير وانما تسيير له واعطيت مثالا شكله وووووو فالطفل الرضيع لا يدخل بما اناقش فيه ))
كان يسافر مع والديه في سيارتهما
حدث لسيارتهما حادث سير
قد يموتون كلهم
وقد يموت الطفل الرضيع وحده ويعيش الوالدان
فهل تظنين ان ما حدث لهذا الطفل الرضيع كان نتيجة لاختيار مسبق قام به والله تعالى يرده عليك ولكني هنا اعتبر ما يجري له نتيجة اختيار اهله لافعالهم (اي نتيجة تخيير للاهل لانهم مكلفون اما له فهو تسييراذن انت هنا اخطات فاي اختيار مسبق كان لهذا الطفل الرضيع ((لا تخيير له وانما تخيير لوالديه المكلفان وتسيير له)

وانت هنا خلطت بين مسالة القضاء وبين مسالة مكر الله بالذين يمكرون ضد دين الله وضد عباد الله المؤمنين
فمكر الله بهؤلاء هو رد لمكرهم عليهم وهو فعلا الذين بداوا بالمكر ولكن أخي مكرهم هذا ومكر الله لهم من القضاء فعن اي خلط تتحدث ؟يرجى التوضيح؟
وهنا انت تؤكد كلامي مكروا باختيارهم فمكر الله بهم اي نتيجة تخيير لهم وهم بالنتيجة مخيرون وليس مسيرون

لكن هنا في المثال المذكور لا يوجد شيء اسمه مكر لانه لم يوجد اصلا مكر ولا رد مكر من الاساس
فهنا يعتبر هذا من باب القضاء القضاء نفسه اما مكر ورد مكر او ثواب ومحبة أليس كذلك اخي ؟أليس القضاء نتيجة علم الله المسبق بحال عباده وافعالهم وبتاء عليه كتب القضاء؟

والذي لا حصر لاسباب وقوعه
وان كنا لا نعلم كل هذه الاسباب نعم لا نعلمها لاننا بشر قد ننسى ما اقترفناه من ذنوب او لا تعرف مراد الله في اثابتنا على حسناتناولا الكيفية .......فكل هذا بمشيئة الله تعالى........فهي اسباب عديدة
ولا شك ان فيها حكمة
فلا يوجد عمل لله بلا حكمه هذا كلام لا خلاف عليه وجود كل ما يحصل حكمة من الله وانا وانت والمؤمنين نعلم هذا اخي الكريم ونعتنقه باعتناقنا للاسلام وايماننا بالقضاء والقدر وانا اتفهم عليك بكل حرف تقوله ومؤمنة به حق الايمان

ولكن اخي ما اقوله ان لم يكن فيه اي خطأ ديني فاخبرني بذلك لان هذا المنطلق جرى بيني وبين ملحد ووجدته منفذا لاقناعه فهل هذا خطا ديني لا يجوز لي التفكير به أم انه يقبل الايجاب ام انه غير مقبول وان كان كذلك فارجو ان تقول لي لماذا ؟

انه مجرد راي ولا الزم به احد وانما استفسر عنه ! واتمنى ان لا اكون اخطات بسؤالي هذا ؟
وأستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم
والله أعلم

ناصر التوحيد
02-23-2009, 12:08 AM
السلام عليكم شكرا على الرد أخي الفاضل وما أسئلتي هذه الا لايجاد طريقة مساعدة للرد على بعض أسئلة الملحدين التي تتناول هذا الموضوع ومعلوم لديكم كم هي كثيرة وخاصة بموضوع التسيير والقدر
وانا بالنتيجة طالبة للحق والعلم من خلال منتداكم الكريم و ما رأيي الا محتمل الخطأ لذا ساستفسر أكثر عن الموضوع !
سيكون تعليقي بالازرق

وعليكم السلام
بارك الله فيك
وزادك الله علما وحرصا ونباهة

ولا يوجد خطأ ديني في كلامك , لكنه فقط نقص في الصورة الكاملة للمسالة كما يجب ان يفهمها ويعرفها المسلم
وبما ان هذا ملحد فيكتفى بابراز الصورة التي يفهمها طالما وجدتيها منفذا لاقناعه
وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ * وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ .
فالله يتجاوز عن كثير من اخطائنا ولولا عفوه جل جلاله لارهقتنا المصائب التي ناتي يها لانفسنا بسبب اخطائنا
وعلى الانسان ان يعلم بأن المصائب التي تصيبه هي نتيجة أعماله

التخيير يبدأ مع الانسان
ولكن الله العادل يحاسب الانسان على اختياره من سن البلوغ
نعم
"رفع القلم عن ثلاثة عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يبلغ، وعن المجنون حتى يعقل"

خادمة القرآن الكريم
02-23-2009, 01:42 PM
بارك الله بك اخي الفاضل ناصر التوحيد فهذا ما حاولت قوله ...........جزاك الله عنا كل خير

أما بالنسبة لك أخي الفاضل الحكيم سؤالي نفس سؤال الاخ علاء فريد في رده السابق
واضيف عليه تعليقا بالازرق هنا على كلامك
[quote=الحكيم;120011]بسم الله الرحمن الرحيم
*الأخت خادمة القرآن الكريم:
إنما كان قصدي في القول أنه ليس للإنسان دخل بهذه الأعمال بشكل فعلي فهو لا يملك هذه القوة التي تخوله ليتحكم بما يجري معه (نعم لا اقول انه يملك القوة فالقوة لله وحده القادر على كل شيء ولكنه مؤثر بشكل او بآخر بتصرفاته المسبقة )
وإنما يكون تدخله بما يجري معه ليس تدخلاً بمعنى الكلمة فهو لا يستطيع التأثير بما يجري له (هذا الكلام ليس دقيقا أخي الكريمبل يستطيع التدخل تحت مشيئة الله فماذا تقول بحديث الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم بأن الدعاء يرد القدر ؟ وماذا تقول في من يعمل خيرا خيرا يرى ومن يعمل شرا شرا يرى.........أليس هذا تاثير لما يجري له ....وكل هذا طبعا تحت علم الله ومشيئته
وما اختياره المسبق للعمل الذي سيقوم به إلا نوع من الأشياء الإختيارية لهذا الإنسان...(عذرا منك لم أفهم هذه الجملة)

وكلامك عن تلك القصة إنما كان لصاحب البقالية الدخل حين مد رأسه ولكن لم يكن له اختيار في تلك الطلقة التي أصابته ((كيف لم يكن له اختيار ؟اذ انه بعمله واختياره المسبق (اكل مال اليتيم) وضع نفسه بهذا الموضع فتصرفه هذا جعل الايتام يدعون عليه فاستجاب الله لهم ........بهذه الحادثة .....هذا كمثال فقط ولا ادعي علمي بحكمة الله بالابتلاءات والمصائب .لا سمح الله ولكن على المسلم أن يحسن الظن بالله .وان يعطي نفسه ذنبا ارتكبه في حال البلاء قد يكون منسي او غير خاطر على بالنا ولكن علمه عند الله ...او يكون محبة من الله لاختبارنا ورفع درجتنا عنده وما هذه المحبة (ايضا الا نتيجة عمل مسبق حسن كنت مختار به اساسا .........اي بالنتيجة ...اختيارك المسبق له كل الاثر على ما يحصل معك طالما انت مكلف .لذا لا تعلق الامور على الله سبحانه وتعالى وتقول لا اعرف لماذا ليس لي اي ذنب ..
فكل ما ياتي من الله يكون بمكانه ومناسبا لك ولشخصك ولاختيارك المسبق .....))وهذا الكلام يؤيد بشكل مباشر الكلام الذي طرحته أنا وما كلامك إلا تأييد لكلامي فهو قد مد رأسه بفعل اختياري من نفسه والله تعالى لم يرغمه على مد رأسه وإنما كان هذا الفعل من اختياره وحده ولكن قدر الله تعالى قد وقع عليه عندما أصابته الطلقة وهو لم يتدخل في هذا الأمر لا هذا غير صحيح له تدخل مسبق أغضب فيه الله ولكنك تجهله بل إن الواقع يقول بأنه يجب أن لا تصيبه الطلقة لأنه ليس طرفاً في النزاع القائم(المشاجرة) أرأيت اخي تقول الواقع يقول وما ادراك انت هذا لانك انسان أما الله سبحانه يعلم بعلمه المسبق انه اكل مال اليتيم....... وهكذا ففي قصتك مثال عن الفعل الإختياري وعن الفعل القسري....أعود وأكرر لا قسر هنا .ان ما حصل نتيجة تخيير مسبق وليس قسرية.

والنتيجة: أن الله تعالى يعلم أن مرضاً سيصيبك وأن ستدعو الله تعالى لكي يشفيك وهو إما أن يشفيك وإما أن لا يشفيك فهذا يتبع لحكمة عنده سبحانه...نعم ولكن هذه الحكمة أشار الله سبحانه وتعالى لنا بماهيتها بآيات كثيرة ....
ملخصها ان ما يصيبك نتيجة اعمالك ....من يعمل مثقال ذرة خيرا يرى ومن ...........................شرا يرى........ وهكذا فلا يقال أن الدعاء يدفع القدر وإنما هو سبب في دفعه..

وهذه الجملة ايضا لم افهمها ؟الحديث واضح بمعنى الدعاء يرد القدر ! *

وعلى كل حال انه مجرد راي وغير ملزم لاحد ...
اللهم اهدينا للحق وارزقنا اتباعه
واستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم

الحكيم
03-04-2009, 08:12 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أريد القول بأن مثل هذه الأمور يجب أن تفوض لله تعالى بحسث لا يكثر الجدل بمثل هذه الأمور
فلقد كان الصحابة يتورعون عن الخوض في الأمور التي يكثر فيها الجدل والأخذ والرد
ولكننا نوضح المسألة بحيث لا ندخل في التشعبات التي ليس للكلام فيها فائدة
والحمد لله أولاً وآخراً

الحكيم
03-04-2009, 08:19 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت خادمة القرآن الكريم:
القوة التي يقوم بها العبد ويتدخل في أمور حدوث القدر أو منعه إنما هي قوة وهمية لا يمكن تسميتها قوة لأن القوة الحقيقية من الله تعالى وهو يمدنا بالقوة التي نملكها.... فقوتنا ليست نابعة من ذاتنا إنما هي من عند الله تعالى لذلك لا تسمى قوة بالمعنى الحقيقي وبذلك يصبح التأثير الذي نحدثه إنما هو تأثير مصحوب بقوة الله تعالى وإمداده لنا بالقوة التي نتمتع بها
فإذاً تأثيره للشيء الذي يحدث له تأثير ضعيف لأنه لا يملك أن يقوم بذاته أي بدون الله تعالى فلذلك هو تأثير بالأشياء لكن تأثير ليس نابعاً من الإنسان نفسه بل هو مصحوب بإمداد من الله تعالى
وربما هذا ما اشتبه عليك أختي الكريمة من الكلمة التي أثارت حفيظتك

ناصر التوحيد
03-04-2009, 08:40 PM
نعم

يقول الله تعالى في سورة الزلزلة :

فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ
وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ

خادمة القرآن الكريم
03-10-2009, 02:21 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت خادمة القرآن الكريم:
القوة التي يقوم بها العبد ويتدخل في أمور حدوث القدر أو منعه إنما هي قوة وهمية لا يمكن تسميتها قوة لأن القوة الحقيقية من الله تعالى وهو يمدنا بالقوة التي نملكها.... فقوتنا ليست نابعة من ذاتنا إنما هي من عند الله تعالى لذلك لا تسمى قوة بالمعنى الحقيقي وبذلك يصبح التأثير الذي نحدثه إنما هو تأثير مصحوب بقوة الله تعالى وإمداده لنا بالقوة التي نتمتع بها
فإذاً تأثيره للشيء الذي يحدث له تأثير ضعيف لأنه لا يملك أن يقوم بذاته أي بدون الله تعالى فلذلك هو تأثير بالأشياء لكن تأثير ليس نابعاً من الإنسان نفسه بل هو مصحوب بإمداد من الله تعالى
وربما هذا ما اشتبه عليك أختي الكريمة من الكلمة التي أثارت حفيظتك

أخي في الله الحكيم كلامك هذا صحيح وانا اقر به بان القوة لله وان الانسان ضعيف امام قوة الله وان الله تعالى هو من يمدنا بتلك القوة وهذا قلته في ردي ان كل ما يحصل بمشيئة الله وبرضاه
وانا سعيدة بكلماتك التي تؤيد وجهة نظري(( بل هو مصحوب بإمداد من الله تعالى )) مصحوب (اي له اساس نابع من اختيار الانسان)

التأثير الذي نحدثه ((هذا جوهر كلامي يوجد تأثير نحدثه وهو نتيجة عن اختيارنا ))

بارك الله بك اخي وزادك حكمة ومعرفة وما قصدي الا بتحميل الانسان ما يحصل له نتيجة اختياره وابعاد صفة الظلم عن الله تعالى حاشاه من ذلك التي يلصقها الملحدون لتخبطهم بمفهوم التسيير والتخيير

فكلامي ليس موجه للحكماء امثالك وانما لهم ليفهموا الحقيقة وعدل الله سبحانه وتعالى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحكيم
06-24-2010, 02:26 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أولاً أريد القول أن ما يريده العبد لاينفذ ولا ينطبق على أرض الواقع إن لم يسمح الله تعالى به وليس من الضروري أن يكون الله تعالى راضياً عن هذا الفعل فمن يختار طريق الكفر والإلحاد لن يستطيع سلوك هذا الطريق إن لم يأذن الله تعالى به ويسمح له ولكنه تعالى لا يرضى لعباده الكفر ولكن يوجد من الناس من هم كفار فهذا يقتضي بالضرورة أن الله تعالى قد سمح لهذا الشيء أن يحصل لأنه لا يوجد شيء في هذا الوجود بدون علم وإذن الله تعالى كما أن الله تعالى منزه أن يفعل شيئاً من باب العبث واللهو فلكل أمر يفعله تعالى حكمة قد تخفى علينا...
الأخت أميرة الجلباب:
للرد على الحديث الذي أوردته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم:" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم جالسا وفي يده عود ينكت به، فرفع رأسه فقال: "ما منكم من نفس إلا وقد علم منزلها من الجنة والنار"، قالوا : يا رسول الله فلم نعمل؟ أفلا نتكل؟!
قال: "لا، اعملوا، فكل ميسر لما خلق له " فهذا الحديث يضطرنا إلى الكلام عن علم الله تعالى فأقول:
"علم الله تعالى كاشف وليس مؤثراً ومثال ذلك ولله المثل الأعلى كمثل رجل دخل غرفة مظلمة فأشعل فيها ضوءاً فرأى ما في الغرفة من أثاث وأغراض فالضوء هذا قد كشف عن ماهية هذه الأغراض ولكنه لم يؤثر فيها بشء ولله المثل الأعلى فإن علم الله تعالى كاشف يكشف عن الأمور وعن ماهيتها وكنهها ولكنه لا يؤثر فيها وهذا ليس عجزاً منه سبحانه حاشاه بل هو ذروة العدل وكمال المساواة فلو كان علم الله تعالى مؤثراً وعلمه تعالى يحيط بكل شيء في الموجودات والمعدومات فلو أثر بها علم الله تعالى لبطلت الحكمة من خلق المخلوقات لامتحانهم وخلق الجنة والنار والعقاب والجزاء ولكن مقتضى العدل الإلهي أن الإنسان يفعل ما يشاء في الأمور التكليفية فهو يسلم أو لا يسلم فهل من آية أو حديث ورد في السنة النبوية أن الإنسان مجبر على الإسلام والإيمان بالله تعالى وإلا فلا فائدة من الثواب والعقاب....
الأخت خادمة القرآن الكريم:
لو قلنا أن للإنسان تأثير في أفعاله لأشركنا بالله تعالى ولكن الإنسان مجرد عبد لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً ولا حياة ولا نشوراً وإنما ما يقوم به من الأفعال يضاف إلى الإنسان على نحو المجاز لا على نحو الحقيقة فنقول: فلان امتلك بيتاً جديداً.. وهل الملك إلا لله تعالى فهذا الرجل يملك هذا الشقة لأن الله تعالى قد أقام هذا الكون على أسباب ومسببات والأسباب تقتضي أن من يملك ثمن الشقة وصاحب الشقة يريد بيعها وهو يرغب في شرائها أن تتم الصفقة ويقتني هذا الرجل الشقة ولكن كل هذا تم بحول الله تعالى وقوته وقدرته والملك في الحقيقة لله تعالى وليس لعبد من العباد أي شيء يملكه في هذه الحياة ملكاً حقيقياً فلولا أن الله تعالى ييسر له أن يفعل بها ما يريد لما استطاع فهل تسمين هذا الرجل مستطيعاً أو مؤثراً في اعماله على وجه التحقق والثبوت لا على نحو الإضافة والمجاز فأنا لا أنكر أن الواحد منا يشتري ويبيع ويملك ويذهب ويأتي ويفعل ما يريد وإلا لقلنا أن الإنسان جثة هامدة لا يفعل شيئاً وهذا لا يقوله عاقل لكنني أقول أن إضافة هذه الأفعال للإنسان هي من باب المجاز لا التحقق وهذا الكلام لا يدل على الجبرية ولا المعطلة ولا القدرية ولا المعتزلة الذين ذهبوا في طرق شتى وابتعدوا عن طريق الصواب والحق...
وهذه الدنيا دار ابتلاء وامتحان قد وهبنا الله تعالى مطلق الحرية بالتصرف في الأمور التكليفية فالمرء يسلم أو يكفر يصلي أو لا يصلي وهكذا ولكن الشرع قد وضع حدوداً لمن يخالف الشرع ولكن إن أبى المرء أن يصلي فليس فالشرع يحكم عليه بالحبس والاستتابة وإقامة البرهان فإن أبى الصلاة جاحدة أو انكرها قتل ولكن لم يحكم عليه الشرع بان يمسكه عدة رجال ويبدأوا بإخضاع جسده لسلسلة حركات توافق الصلاة وهذا خير دليل على كلامي فالمرء عندما يدخل الإسلام فهذا بمثابة عهد يقطه هذا المرء على نفسه بأن يطبق أحكامه فإذا ما أخل بهذا العهد كان لزاماً عليه العقاب ولكنه يبقى على حريته أيتوب ام يصر على عصيانه...
أما قصة صاحب البقالية فهو عندما اكل مال اليتيم لم يكن هذا سبباً مباشراً في تعرضه لتلك الرصاصة فاختيار أكل مال اليتامى ليس لزاماً أن العقوبة هي رصاصة تفضي إلى الموت فقد ياكل رجل مال اليتامى ومال الربا ويفعل المعاصي والموبقات ولكن الله تعالى يزيده من النعيم في الدنيا لكي يقيم عليه الحجة يوم القيامة فكلامك أن هذا الرجل باختياره أكل مال اليتامى قد تسبب في ما جرى له ليس دقيقاً..
أما بالنسبة للجملة التي لم تفهميها:"وما اختياره المسبق للعمل الذي سيقوم به إلا نوع من الأشياء الإختيارية لهذا الإنسان" فمعناها أن اختيار الإنسان لنوع العمل الذي سيقوم به مستقبلاً خاضع لسلطان إرادته إن شاء فعل وإن شاء أحجم..
والدعاء سبب في دفع القدر وكذلك الصدقة فالمرء يمرض ثم يدعو الله تعالى فإما أن يرفع عنه المرض أو يبقيه مريضاً فهكذا يتبين لنا أن الدعاء ليس من الضروري أن يرفع البلاء فقد يؤجله الله تعالى لهذا الشخص ويدخر له ثوابه فقد يصاب والدي بمرض يدنيه من الموت فأدعو الله تعالى له أن يشفيه فقد يشفى وقد لا يشفى فالدعاء غير ملزم برفع القضاء وإنما هو سبب قد يساعد برفع القدر بإذن الله تعالى و قد لا يساعد في رفعه وكل شيء يقع تحت سلطان قدرة الله تعالى ومشيئته...
وفي هذا الشأن أريد ذكر قصة سيدنا عيسى عليه السلام في إحياء الموتى وكذلك باقي معجزات الأنبياء وكرامات الأولياء فكل هذا قد جرى على أيدي عباد الله تهالى من أنبياء وأولياء ولكن الله تعالى هو الذي وهبهم القدرة على ذلك وأذن لهم بذلك فتمت لهم تلك المعجزات وهكذا أقول أن الأنبياء قد فعلوا المعجزات بأنفسهم وبقوته التي منهم إياها الله تعالى وبقدرتهم التي اعطاهم إياها الله تعالى فإضافة هذه الأفعال إلى العباد إضافة مجاز وإضافتها إلى الله جل شأنه إضافة تحقق وثبوت وعلى وجه الحقيقة وهذا مختصر الكلام....
وأسباب هذا الكون تقتضي أن من يعمل خيراً يجز به ومن يعمل سوءاً يجز به فالإنسان يعاقب أو يثاب نتيجة لعمله وأفعاله ولا تزر وازرة وزر أخرى ولن يعاقب الإنسان على شيء لم يفعله لأن العدالة الإلهية تقتضي ذلك...
وكمثال آخر أقول:
أنا في هذا المنتدى عضو ولست مشرفاً ولا إدارياً فبهذه الصفة لي أنا مجبر في كوني عضواً فلا أستطيع أن أتحكم في إدارة الموقع أو ألغي عضوية واحد من أعضائه أو ألغي موضوعاً أو أفعل أي شيء ليس من صلاحياتي ولكنني مخير(كعضو في المنتدى) ان أكتب موضوعاً جديداً في مجال معين أو أشارك في أحد الموضوعات أو لا أفعل شيئاً أو أتصفح المشاركات الجديدة أو أي شيء من صلاحياتي كعضو وإذا ما أسقطنا هذا الكلام على واقعنا المعاش أدركنا القضية بكل وضوح لا يدع لأحد مجالاً في الإعتراض والقدح في هذا الموضوع....
وأما قولي أن الدعاء لا يدفع القدر بل هو سبب في دفع القدر هو بمثابة شرح للحديث ولكلامي السابق أي أن الدعاء لا يؤثر من ذاته أي من كونه دعاءً فقط يستطيع بثوة ذاتية منه أن يدفع القدر ومن يقول هذا فقد أشرك بالله تعالى ولكن الدعاء سبب في رفع القدر فليس من المحتم أن من دعا ربا ربه أن يشفيه من مرضه أنه سيشفى لا محالة وهذا تشرحه أخرى تقسم الدعاء إلى ثلاثة أنواع إما أن ينفذ الدعاء ويتحقق أو أن يتأخر إلى أمر يحتاجه المرء أكثر يرفع به الله تعالى قدراً آخر يكون الإنسان بحاجة إلى الدعاء أكثر أو ان ينسأ إلى يوم القيامة يزيد من درجاته وحسناته وأظن أن هذا الكلام يزيل الحيرة في عدم فهمك لمرادي في هذا الموضوع الذي أثار الجدال والنقاش حوله بين العلماء.
ولا يشترط لنفوذ القدر والقضاء الإلهي أن يكون هذا الشخص بالغاً أو لا فولد في سن السابعة يمسك مسدساً ويفرغ طلقة منه في رأسه ويموت فهذا الفعل قد تسبب في وفاته مع أن هذا الغلام ليس مكلفاً ولا بالغاً.....
وجزاك الله خيراً اختي الكريمة..

والأخ ناصر التوحيد قد أجاد وأفاد في كلامه هذا وقد أصاب عين الحق فجزاه الله خيراً.

الأخ علاء فريد: يا أخي الكريم أنا أتكلم عن النوم لا عن موعده وكيفية النوم فأنا وأنت نذهب متى نشاء إلى النوم لكننا لا نستطيع أن لاننام فهذا أمر يجبر فيه الإنسان على فعله ولسنا في صدد الكلام عن طريقة وموعد وكيفية النوم فإن أنت نمت باكراً أو متأخراً فأولاً وآخراً ستنام لا محالة لأنك مجبر على النوم ومجبول عليه وهل تستطيع أن لا تأكل أو لا تشرب وأن تحافظ على حياتك في نفس الوقت.
وأما استفسارك:وأنه عبد لله تعالى فهو لا يستطيع الإنفكاك عن سلطان هذه العبودية وإن لم يكن يريدها إذاً فهو عبد لله تعالى على وجه الإجبار

ماذا تقصد بهذه الجملة؟
أقول: الإنسان مسلم أو كافر هو عبد لله تعالى وهذه العبودية ملزم بها الإنسان مسلماً وكافراً سواء تمثلها أم لا فأسألك هل يستطيع الإنسان أن يصبح إلها؟ الجواب: لا
لأن العبد لا يستطيع التفلت من سلطان هذه العبودية فهذه الصفة ملازمة للإنسان ومجبر عليها لا يستطيع أحد من المخلوقات أن يدعي أنه ليس عبداً لله لأن ذلك يقوده إلى إدعاء الالوهية لأن الإله ليس عبد والعبد ليس إله.
وأرجو أن يكون هذا الموضوع قد أخذ كل حيثياته وشمل كل مسائله بحيث يفهمه الجميع ومن لديه استفسار أرجو أن يكتب لنا وأرجو المزيد من المشاركات والردود وجزاكم الله خيراً.....
والحمد لله رب العالمين

no name
03-16-2011, 11:39 AM
أولاً أريد القول أن ما يريده العبد لاينفذ ولا ينطبق على أرض الواقع إن لم يسمح الله تعالى به وليس من الضروري أن يكون الله تعالى راضياً عن هذا الفعل فمن يختار طريق الكفر والإلحاد لن يستطيع سلوك هذا الطريق إن لم يأذن الله تعالى به ويسمح له ولكنه تعالى لا يرضى لعباده الكفر ولكن يوجد من الناس من هم كفار فهذا يقتضي بالضرورة أن الله تعالى قد سمح لهذا الشيء أن يحصل لأنه لا يوجد شيء في هذا الوجود بدون علم وإذن الله تعالى كما أن الله تعالى منزه أن يفعل شيئاً من باب العبث واللهو فلكل أمر يفعله تعالى حكمة قد تخفى علينا...

أخي الحكيم لدي سؤال متعلق بكلامك بأن الله قد سمح بوجود الكفر
ولكن كيف يختار الانسان هذا الطريق ؟؟
سيختاره بسبب وجود العقل الذي وضعه الله لنا لكي نختار من خلاله
ولكن السؤال الحقيقي يأتي هنا بما أن الله هو الذي خلق العقل إذا أصبح الانسان مسيرا بذلك لأنو العقل من صنع الله أليس كذلك فكل ما يدور في هذا العقل من أفكار هي من صنع الله لأنه وضع العقول وصنفها باختياره وجعلنا نفكر من خلال ما صنع
وهنا اذا كيف يعتبر الانسان مخيرا في اختيار الطريق نحو الاسلام أو المسيحية او الالحاد ......... اذا كان العقل الذي يحمله هو من صنع الله تعالى ؟؟؟

ماكـولا
03-16-2011, 01:15 PM
فرق بين خلق الله -سبحانه جلّ شأنه- الافعال , وبين فعل العبد لها , فالعبد فاعل لافعاله ولا ينسب ذلك لله ! والا لما فرّقت بين الخالق والمخلوق , وبين الرب والمربوب , والكل عندك شيء واحد وهذا ظاهر البطلان !
فالله خلق الكفر واراده كوناً ولم يرده شرعاً ولا احبه . فارادته للكفر لابتلاء عباده , وليجازي من جاهد للوصول الى الحق بالجنان ومن عاند بالكفران بالنيران !
فكما انك جاهدت نفسك الى الوصول الى اللاادرية كذلك جاهدت نفسي حتى صرت مسلماً ثم طالب علم , وما ذلك الا بكثرة القراءات والصلوات والدعوات حتى صرنا الى ماصرنا اليه . ولا نزال نطلبه ليزداد ايماننا

وكذلك الامر في اي فن من الفنون , من الهندسة او الطب او التجارة , وان كان الله يهدي اليها بالفطرة الا انها وحدها لا تكفي للرقي بها بمعزل عن طلبها تعلماً وقراءةً

no name
03-16-2011, 07:17 PM
كلامك صائب أخي الكريم ماكولا العبد فاعل لأفعاله ولا علاقة لله تعالى في ذلك ولكن هذه الأفعال اليست صادرة من عقل هذا الانسان ام من أين صدرت؟؟؟؟؟

ماكـولا
03-17-2011, 01:25 AM
العبد فاعل لأفعاله = صادرة من عقل هذا الانسان

وليس هنالك معنى للمحاكمة التي تريد فقولك
سيختاره بسبب وجود العقل الذي وضعه الله لنا لكي نختار من خلاله
و
بما أن الله هو الذي خلق العقل إذا أصبح الانسان مسيرا
وهذا الاستنتاج خطأ وخاطئ ! لان الله لما خلق لك العقل الذي يحجزك عن الوقوع فيما لا يحمد , جعل الله لك فيه ما تميز به بين الخير والشر , والخطأ والصواب .
كما وقد جعلك صاحب ارادة لسلوك الخير او الشر !
أفلا ترى انك عند اختيار الاكلات والاصحاب والمواطن والمساكن والزوجات والمركوبات تكون مخيراً ؟!