المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا تقل: "محمد حبيب الله " !!



مالك مناع
02-27-2009, 06:40 PM
قال العلامة بن عثيمين رحمه الله في شرحه لكتاب التوحيد من صحيح البخاري على حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

(يجمع الله المؤمنين يوم القيامة كذلك فيقولون: لو استشفعنا إلى ربنا حتى يريحنا من مكاننا هذا، فيأتون آدم فيقولون: يا آدم أما ترى الناس ؟ خلقك الله بيده، وأسجد لك ملائكته ..... فيقول: لست هناك ولكن ائتوا نوحا .... فيأتون نوحا فيقول: لست هناك – ويذكر خطيئته التي أصاب – ولكن ائتوا إبراهيم خليل الرحمن ......إلى آخر الحديث).

قال رحمه الله تعالى:

[ .... وفي هذا إشارة إلى أن أعظم وصف يحصل للإنسان أن يتخذه الله خليلا ، "خليل الرحمن" ولم يقل رسول ولا نبي ! لأن الخلة درجة عظيمة لمن ينالها، ولا نعلم أحدا نالها من البشر إلا رجلين هما إبراهيم ، ومحمد -صلى الله عليه وسلم-: " إن الله اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا"، وبه تعرف أن من قالوا: " إبراهيم خليل الله ، ومحمد حبيب الله ! " أنهم نقصوا النبي -صلى الله عليه وسلم-لأن المحبة أدنى من الخُلة، والخلة ثابتة للرسول -صلى الله عليه وسلم- ، المحبة تكون حتى لعامة المؤمنين ولعامة التوابين ولعامة المتطهرين يعني ليست خاصة بالأنبياء فضلا عن أولي العزم، والخلة لا نعلم أنها كانت إلا لهذين الرسولين الكريمين، فالذي نجده في بعض الأدعية، أو في بعض خطب الوعظ ، أو ما أشبه ذلك :{ إبراهيم الخليل ومحمد الحبيب } نقول هذا خطأ، هذا نقص في حق الرسول -صلى الله عليه وسلم- .

فإذا قال: أنا أريد محمد الحبيب لي؟! قلنا هذا أيضا خطأ ، كان أبو هريرة -رضي الله عنه- يقول "حدثني خليلي ، أوصاني خليلي" اتخاذ النبي -صلى الله عليه وسلم- خليلا أشد من أن تتخذه حبيباً ، هل تتخذ صديقك خليلا؟ جاء في الحديث " المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل" والممنوع أن يَتخذَ الرسولُ خليلا ، وأما نحن فلسنا بممنوعين أن نتخذ الرسولَ خليلا ، أو من يستحق المحبة والخلة خليلا]. انتهى كلامه – رحمه الله تعالى- .

وقال العلامة الألباني رحمه الله في شرح الطحاوية معلقاً على كلام الطحاوي (وحبيب رب العالمين): بل هو خليل رب العالمين فإن الخلة أعلى مرتبة من المحبة وأكمل ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً) ولذلك لم يثبت في حديث أنه صلى الله عليه وسلم حبيب الله.

DirghaM
02-28-2009, 01:28 PM
إذن المحبة ضمن الخلة ..
والذي لا يليق هو أن تقول " إبراهيم الخليل ومحمد الحبيب " وليس أن تقول " محمد حبيب الله " دون إقترانها بإبراهيم خليل الله كي لا يتوهم نقص في قدر المصطفى صلى الله عليه وسلم

المحبة تكون حتى لعامة المؤمنين ولعامة التوابين ولعامة المتطهرين يعني ليست خاصة بالأنبياء فضلا عن أولي العزم،

بارك الله فيك ..

mupmdown
02-28-2009, 02:50 PM
إذن المحبة ضمن الخلة ..
والذي لا يليق هو أن تقول " إبراهيم الخليل ومحمد الحبيب " وليس أن تقول " محمد حبيب الله " دون إقترانها بإبراهيم خليل الله كي لا يتوهم نقص في قدر المصطفى صلى الله عليه وسلم

.

تماما، لأنه بنفس المنطق فلن يجوز أن نقول محمد رسول الله (صلى الله عليه و سلم) لأن الرسالة أدنى درجة من الخُلة.

ناصر التوحيد
02-28-2009, 11:48 PM
نحن نتبع ولا نبتدع

نقول : محمد رسول الله (صلى الله عليه و سلم) لأن النصوص نفسها تقول بذلك

وفي القرآن الكريم الكثير من هذه الآيات

يقول الله عزَّ و جَلَّ :

{ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ } .

{ مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ } .

{ مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا } .

مسلمة84
03-01-2009, 01:31 AM
الاكمل والاليق أن يقال محمد خليل الله لأن قولك حبيب الله يصلح لكل مؤمن، فإن المحبة عامة والخلة خاصة:

قال الشيخ الفوزان في التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية (http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Library/tabid/90/Default.aspx?View=Page&PageID=31&PageNo=1&BookID=35&SectionID=1): و " حبيب رب العالمين " هذه العبارة فيها مؤاخذة؛ لأنه لا يكفي قوله : حبيب ، بل هو خليل رب العالمين؛ والخلة أفضل من مطلق المحبة؛ فالمحبة درجات ، أعلاها الخلة ، وهي خالص المحبة ، ولم تحصل هذه المرتبة إلا لاثنين من الخلق إبراهيم عليه الصلاة والسلام وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا ، ونبينا عليه الصلاة والسلام ، فقد أخبر بذلك فقال : إن الله اتخذني خليلًا كما اتخذ إبراهيم خليلًا . فلا يقال : حبيب الله؛ لأن هذا يصلح لكل مؤمن ، فلا يكون للنبي صلى الله عليه وسلم في هذا ميزة ، أما الخلة فلا أحد يلحقه فيها .اه

فقوله: فيها مؤاخذة ..واضحّ في انه يعني مطلق الوصف ولم يشترط اقتران ذكر النبي محمد بالنبي ابراهيم عليهما افضل الصلاة والسلام

وكذلك مر في قول الشيخ العثيمين :
فإذا قال: أنا أريد محمد الحبيب لي؟! قلنا هذا أيضا خطأ ، كان أبو هريرة -رضي الله عنه- يقول "حدثني خليلي ، أوصاني خليلي" اتخاذ النبي -صلى الله عليه وسلم- خليلا أشد من أن تتخذه حبيباً ، هل تتخذ صديقك خليلا؟ جاء في الحديث " المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل" والممنوع أن يَتخذَ الرسولُ خليلا ، وأما نحن فلسنا بممنوعين أن نتخذ الرسولَ خليلا ، أو من يستحق المحبة والخلة خليلا]. انتهى كلامه – رحمه الله تعالى- .
فهو يرشد رحمه الله الى ترك قول محمد الحبيب حتى وإن أراد القائل بذلك نفسه ونبه الى جواز اتخاذه خليلا وهو الأولى ويٌستغنى به عن الوصف الاول.
وقال في مجموع فتاواه (http://www.islam-qa.com/ar/ref/34634) رحمه الله: "ولهذا من وصفه بالمحبة فقط فإنه نزله عن مرتبته ، فالخلة أعظم من المحبة وأعلى ، فكل المؤمنين أحباء الله ، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم في مقام أعلى من ذلك وهو الخلة فقد اتخذه الله خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً، لذلك نقول : إن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم خليل الله، وهذا أعلى من قولنا : حبيب الله لأنه متضمن للمحبة ، وزيادة لأنه غاية المحبة ."

وأيضا في كلام الشيخ الألباني رحمه الله :
(وحبيب رب العالمين): بل هو خليل رب العالمين فمفاد قول العلماء انه لا مسوغ لترك الوصف الادق الى الاقل منه دقة ..بل ان في ذلك انتقاصا من حق النبي صلى الله عليه وسلم في ذكر فضله على سائر الانبياء سوى ابراهيم عليه السلام في صفة الخلة.

كما أنه لم يثبت وصف النبي بحبيب الله بل الثابت وصفه بالخليل كما سبق في الحديث:(إن الله اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً) رواه مسلم. اما ما أخرجه الترمذي والدارمي في حديث طويل عن ابن عباس مرفوعا : إن إبراهيم خليل الله ألا وأنا حبيب الله ولا فخر ..
وهذا الحديث ضعيف ، لا يصح عن النبي ( ص ) . ضعفه الألباني في ضعيف الترمذي .

فعلينا بما بما ثبت ونٌهينا عن الابتداع كما سبق ووضح الفاضل ناصر التوحيد .

مالك مناع
03-01-2009, 02:43 PM
جزاك الله خيرا أخت مسلمة 84 .. كفيت ووفيت بارك الله فيك.

وبقي أن يقال أن الخُلّة كما سبق بيانه أعلى مرتبة وأرفع درجة من مطلق المحبة، فلا يصح إطلاق الوصف بما هو أدنى دون موجب لذلك لما يوهم النقص، حتى لو لم يأت الكلام في مقام المقارنة، وكلام الإمام الطحاوي الذي تعقبه الإمام الألباني لم يكن فيه ذكر لسيدنا إبرهيم عليه السلام، وفرق كبير بين باب الإخبار وبين أن يُتخذ هذا الوصف علماً يتداوله الوعاظ وأئمة المساجد فضلاً عن العوام، فهذا هو الممنوع عند التحقيق.

أما القول بأن الرسالة أقل من الخلة وعليه فلا يصح من باب الإلزام أن يطلق عليه رسول فهو تعليل ضعيف فالجهة بين الرسالة والخلة منفكة فلا يُصار إلى المقابلة بينهما لإثبات أحدى الوصفين وإلغاء الآخر. بل يصح أن يقال أن النبي صلى الله عليه وسلم رسول رب العالمين وخليله. أما الخلة والمحبة فإما أن يكون حبيباً فلا يصح أن يرفع لمرتبة الخليل وإما أن يقال خليلاً فلا ينبغي أن يوصف بالحبيب لأن في ذلك إنقاص لقدره ومنزلته.

وجزاكم الله خيراً ..

فخر الدين المناظر
03-01-2009, 09:15 PM
جزاك الله خيرا اخي مالك على هذه الإفادات..
هل هناك من تتبع كل الأحاديث التي ورد فيها لفظ حبيب الله ؟؟،، فقد حسن علماؤنا كالترمذي وأبو عيسى وغيرهما الحديث الذي ضعفه الإمام الألباني في سنن الترمذي .. ولعلهم تتبعوا كل الطرق التي جاء فيها لفظ حبيب الله فهناك طرق أخرى للحديث منها :

ما اخرجه الدارمي في سننه أخبرنا ‏‏عبد الله بن صالح ‏ ‏حدثني ‏ ‏معاوية ‏ ‏عن ‏ ‏عروة بن رويم ‏ ‏عن ‏ ‏عمرو بن قيس ‏
أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال إن الله أدرك ‏ ‏بي ‏ ‏الأجل ‏ ‏المرحوم واختصر ‏ ‏لي اختصارا ‏ ‏فنحن الآخرون ونحن السابقون يوم القيامة وإني قائل قولا غير فخر ‏ ‏إبراهيم ‏ ‏خليل ‏ ‏الله ‏ ‏وموسى ‏ ‏صفي الله وأنا حبيب الله ومعي لواء الحمد يوم القيامة وإن الله عز وجل وعدني في أمتي وأجارهم من ثلاث لا يعمهم ‏ ‏بسنة ‏ ‏ولا ‏ ‏يستأصلهم ‏ ‏عدو ولا يجمعهم على ضلالة"
نقل النووي في شرحه لصحيح مسلم ما يلي :

"قال القاضي : وجاء في أحاديث أنه صلى الله عليه وسلم قال : " ألا وأنا حبيب الله " فاختلف المتكلمون هل المحبة أرفع من الخلة , أم الخلة أرفع ؟ أم هما سواء ؟ فقالت طائفة : هما بمعنى , فلا يكون الحبيب إلا خليلا , ولا يكون الخليل إلا حبيبا , وقيل : الحبيب أرفع , لأنها صفة نبينا صلى الله عليه وسلم , وقيل : الخليل أرفع , وقد ثبتت خلة نبينا صلى الله عليه وسلم لله تعالى بهذا الحديث , ونفى أن يكون له خليل غيره , وأثبت محبته لخديجة , وعائشة وأبيها , وأسامة وأبيه , وفاطمة وابنيها , وغيرهم . ومحبة الله تعالى لعبده تمكينه من طاعته , وعصمته , وتوفيقه , وتيسير ألطافه , وهدايته , وإفاضة رحمته عليه . هذه مباديها , وأما غايتها فكشف الحجب عن قلبه حتى يراه ببصيرته , فيكون كما قال في الحديث الصحيح : " فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به , وبصره " إلى آخره . هذا كلام القاضي . وأما قول أبي هريرة وغيره من الصحابة رضي الله عنهم : سمعت خليلي صلى الله عليه وسلم : فلا يخالف هذا ; لأن الصحابي يحسن في حقه الانقطاع إلى النبي صلى الله عليه وسلم ."

وقد قال الحكي أن معناه ثابت. ووارد عن السلف فمثلا روى الإمام احمد :
حدثنا ‏ ‏إسحاق بن يوسف ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏مسعر ‏ ‏عن ‏ ‏عمرو بن مرة ‏ ‏عن ‏ ‏أبي الضحى ‏ ‏عن ‏ ‏مسروق ‏ ‏قال حدثتني ‏ ‏الصديقة بنت الصديق حبيبة حبيب الله المبرأة ‏ أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏كان ‏ ‏يصلي ركعتين بعد العصر فلم أكذبها


المسألة يلزمها بحث مفصل وتجميع للطرق وكلام اهل العلم في المسألة وجرد للأدلة وتأصيل.

مالك مناع
03-02-2009, 01:12 PM
إتماماً للفائدة ننقل شرح الشيخ عبد العزيز الراجحي لكلام الإمام الطحاوي: " وحبيب رب العالمين ":

يعني نبينا -صلى الله عليه وسلم- حبيب رب العالمين، بل خليل رب العالمين، لو قال الشيخ الطحاوي: "وخليل رب العالمين" لكان أولى؛ لأن الخلة أكمل من المحبة، ثبت له -عليه الصلاة والسلام- الخلة كما ثبتت لإبراهيم.

قال -عليه الصلاة والسلام-: إني أبرأ من الله أن يكون لي منكم خليل، إن الله اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا وبالحديث الآخر: لو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكرا خليلا ولكن صاحبكم خليل الرحمن يعني نفسه.

فإذن الخلة ثابتة لنبينا -صلى الله عليه وسلم-، والخلة أعلى مقامات المحبة، أعلى مقامات المحبة، والمحبة ثابتة لغير الخليل قال الله تعالى: ( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ) ( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) ( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ) .

هذه المحبة ثابتة لهم، لكن الخلة فوق ذلك، والخلة لم تكن إلا لاثنين: لإبراهيم ومحمد -عليهم السلام-، فهما الخليلان.

وأما ما يقوله بعض الناس ويزعمه من أن الخلة لإبراهيم والمحبة لمحمد، ويقول: إبراهيم خليل الله، ومحمد حبيب الله. هذا باطل، بل محمد أيضا خليل الله.

ويروى في ذلك حديث رواه الترمذي: إن إبراهيم خليل الله، ألا وأنا حبيب الله ولا فخر هذا حديث ضعيف، لا يصح، رواه الترمذي: إن إبراهيم خليل الله، ألا وأنا حبيب الله ولا فخر هذا حديث ضعيف، في سنده ضعيفان: زمعة بن صالح، وسلمة بن وهران، وهما ضعيفان؛ فلا يصح الحديث.

والصواب أن محمدا خليل الله كما أن إبراهيم خليل الله، فقول الشيخ: "هو حبيب الرحمن" يوهم أنه لا يثبت الخلة لمحمد، لو قال: "وخليل الرحمن" "وخليل رب العالمين" كان أحسن، لو قال الطحاوي بدل "وحبيب رب العالمين": "وخليل رب العالمين" لكان أحسن؛ حتى يثبت الخلة، فالخلة ثابتة لاثنين: لإبراهيم ومحمد -عليهما الصلاة والسلام-.

والخلة هي نهاية المحبة -نهايتها-؛ وذلك لأن المحبة مراتب، المحبة لها مراتب، ولها درجات ومراتب:

أول مراتب المحبة : العلاقة، وهي تعلق القلب بالمحب، ثمة علاقة تعلق القلب بالمحب.

المرتبة الثانية: إرادة، وهي إرادة المحبوب وطلبه له، إرادة المحب للمحبوب وطلبه له.

المرتبة الثالثة: الصبابة، وهي انصباب القلب إلى المحب، بحيث لا يملكه كانصباب الماء إلى الحجور.

الرابع: الغرام، وهو الحب الملازم للقلب، سمي غراما لملازته له، ومنه الغريم، سمي غريما لملازمته لغريمة صاحب الدَّين إذا لقي المدين لزمه، ومنه قوله تعالى في جهنم: إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا يعني ملازما.

المرتبة الخامسة: المودة والود، وهو صفو المحبة وخالصها ولبها، ومنه قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا .

المرتبة السادسة: الشغف، وهو الحب الذي وصل إلى شغاف القلب، وهو غلافه، وهي الجلدة التي دون الحجاب.

المرتبة السابعة: العشق، وهو الحب المفرط الذي يخشى على صاحبه، وهذا لا يوصف به الرب، هذه المرتبة لا يوصف بها الرب، ولا يوصف العبد بها في محبته لربه؛ لأنه لم يرد، ولعل الحكمة في ذلك أنها محبة مع شهوة.

الثامن: التتيم، وهو التعبد، ومنه تيم الله أي عبد الله، يقال: تيمة الحب. أي عبّده وذللـه.

التاسع: التعبد، وهو غاية الذل مع غاية المحبة، يقال: طريق معبد إذا وطئته الأقدام، غاية الذل مع غاية المحبة، ومحبة العبودية خاصة بالله، ولا تكون إلا لله، وهي غاية الذل مع غاية الحب، فإذا صرفت لغير الله كانت شركا.

العاشر: الخلة، وهي سميت خلة لأنها لتخللها القلب والروح، تتخلل القلب والروح حتى تصل إلى سويدائك، كما قال الشاعر:

قد تخللت مسلك الروح مني

ولـذا سـمي الخليل خليلا

والخلة هي نهاية المحبة وكمالها، ولا يتسع القلب لأكثر من خليل واحد، القلب يمتلئ ما يتسع لأكثر من خليل واحد؛ ولهذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: لو كنت متخذا من أهل الأرض خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن صاحبكم خليل الله يعني نفسه -عليه الصلاة والسلام-. يعني لو كان في قلبي متسع لكان لأبي بكر، ولكن قلبي امتلأ بخلة الله، فليس فيه متسع، لو كان فيه متسع لكان لأبي بكر، لكن القلب لا يتسع لأكثر من خليل، امتلأ قلبه -عليه الصلاة والسلام- بخلة الله، فلا يتسع لأكثر من واحد.

أما المحبة فيتسع قلبه لكثير يحب عائشة ويحب أبا بكر، وأسامة حِبُّه، وزيد أبوه، أسامة حِبُّه وابن حِبِّه فيتسع القلب لأكثر من واحد هذا بالنسبة للمخلوق للنبي -صلى الله عليه وسلم- أما الله -سبحانه وتعالى- أما الخلة بالنسبة لله فهي صفة لجلال وعظمة الله. والله -تعالى- يوصف من هذه المراتب بالإرادة والمحبة والمودة والخلة هذه الأربع يوصف بها الله أما بقية المراتب فلا، فلم يرد، والخلة هي نهايتها وكمالها وهى أنه تتخلل القلب وتصل إلى سويدائه ويمتلئ بها القلب، ولا يتسع لأكثر من واحد فالخلة لإبراهيم ومحمد -صلى الله عليه وسلم- هذا بالنسبة للنبي -صلى الله عليه وسلم- امتلأ قلبه بخلة الله، أما الله فاتصافه بالخلة كسائر صفاته يليق بجلاله وعظمته لا تشبه صفاته صفات المخلوقين. انتهى كلامه حفظه الله.


ولي عودة بإذن الله لتعليق الأستاذ الفاضل فخر الدين وفقه الله.

ناصر التوحيد
03-02-2009, 01:29 PM
القصد هو عدم الافراد للوصف
فلي ان اقول : محمد ‏صلى الله عليه وسلم حبيب الله وخليله
وان افردت فعليّ ان اقول محمد ‏صلى الله عليه وسلم خليل الله
لان الاعلى يشمل الادنى
والخلة تشمل المحبة
كما ان كثير من خلق الله هم احباب الله
انبياء الله ورسله الكرام
المتقون
المحسنون
التوابون
المتطهرون
وغيرهم

فلا نكتفي بقول حبيب الله كي لا يتوهم نقص في حق الرسول وقدره صلى الله عليه وسلم
لأن المحبة أدنى من الخلة
ولا نعلم أحدا نال درجة ووصف الخُلة من البشر إلا إبراهيم عليه السلام ، ومحمد صلى الله عليه وسلم
فالاكمل والاليق أن يقال محمد خليل الله لأن قولك حبيب الله يصلح لكل مؤمن، فإن المحبة عامة والخلة خاصة
وفي هذا إشارة إلى أن أعظم وصف يحصل للإنسان أن يتخذه الله خليلا
والخلة هي خالص المحبة
فيكون للنبي صلى الله عليه وسلم في هذا ميزة لا يلحقه أحد فيها

فحين اقول حبيب الله فهو وصف يصح لكل مؤمن تقي ومحسن وتواب ...
وحين اقول خليل الله فهو وصف لا يصح إلا لإبراهيم عليه السلام ، ومحمد صلى الله عليه وسلم
فهل عليه الصلاة والسلام هو حبيب الله
نعم بالطبع
فانه عليه الصلاة والسلام لأحب الخلق إلى الله تعالى
وهو عليه الصلاة والسلام لأحب الخلق عند خلق الله تعالى
ولكنه ايضا اكثر من ذلك فهو خليل الله
وكثير من خلق الله هم أحباب الله
وهنا يكون التفرد والتميز بالخلة

كما ان النصوص جاءت بوصف خليل الله