المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مَن أنكر الصفات .. لا يمكن أن يدفع إنكار من أنكر المعاد!



أميرة الجلباب
03-05-2009, 10:10 PM
مَن أنكر الصفات .. لا يمكن أن يدفع إنكار من أنكر المعاد !


قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله-:

التطرف في التنزيه يستلزم إبطال الدين كله.

من الناس من تطرف في التنزيه حتى أنكر الصفات ، أو أنكر بعضها ، أو أنكر الإيجابية منها ، أو أنكر الإيجابي والسلبي فأقول : إن التطرف في التنزيه في كل أقسامه يؤدي إلى إبطال الدين كله .
مثال ذلك: إذا كان المنزه يثبت بعض الصفات وينكر بعضها قلنا له: لماذا تثبت ولماذا تنكر؟ قال: أثبت هذه الصفات لأن العقل دل عليها، وأنكر هذه الصفات لأن العقل لم يدل عليها أو دل على نفيها .
فيقول له القوم الآخرون : ننفي جميع الصفات لأن العقل لا يدل عليها ، أو لأن العقل دل على نفيها . فلا يستطيع الأول أن يرد على هؤلاء لأنه إذا رد عليهم بأن العقل يثبت ذا و ينكر ذا أو لا يثبته قيل له: أنا عقلي لا يثبت ما تثبت، و ما دام المرجع هو العقل فإن ما أنكرته أنت بحجة العقل فأنا أنكر ما أنكر بحجة العقل و لكن الأمر لا ينتهي عند موضوع الصفات . بل يأتينا أهل التخييل الذين أنكروا اليوم الآخر ، وأنكروا رسالة الرسل بل أنكروا وجود الله رأساً – و العياذ بالله – فيقولون : عقولنا لا تقبل أن تحيى العظام و هي رميم ، لا تقبل وجود جنة و لا نار ، فيحتجون بالعقل كما احتج هؤلاء بالعقل .


قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : وإثبات الصفات في القرآن والسنة أكثر من إثبات المعاد ، فأي إنسان ينكر الصفات فإنه لا يمكن أن يدفع إنكار من أنكر المعاد ، ولا ريب أن إنكار المعاد ، وإنكار الشرائع إبطال للدين كله ، والخلاص من هذا هو إتباع طريق السلامة أن نثبت ما أثبته الله لنفسه من الأسماء والصفات ، وننفي ما نفاه الله عن نفسه من الصفات ، ونسكت عما سكت عنه وبهذا لا يمكن لأي إنسان أن يفحمنا ، لأننا قلنا إن هذه المسائل الغيبية إنما تدرك بالشرع والمنقول عن المعصوم، والعقول مضطربة ومختلفة . وكل إنسان من مدعي العقل يدعي وجوب ما يدعي الآخر أنه ممتنع ، أو ما يدعي الآخر أنه من الممكنات لا من الواجبات .
المصدر: أسماء الله و صفاته و موقف أهل السنة منها – لفضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله.


وقال – رحمه الله – في شرح العقيدة الواسطية/ الشريط الأول - بتصرف:

( جاءت بدعة الحلول والاتحاد وإنكار البعث ، التي تفرعت من بدعة الجهمية والمعتزلة، الجهمية والمعتزلة كلهم يؤولون آيات الصفات وأحاديثها - أعبر بالتأويل بناءً على دعواهم وإلا ففي الحقيقة حرفوها- ويقولون إنه لا يراد بها ظاهرها (إثبات الصفات)، وإنما يراد بها معاني هم عينوها في عقولهم، فجاء المتفلسفة أهل الحلول والاتحاد وأنكروا وجود الخالق والبعث والجنة والنار، وقالوا إن ما جاءت به الرسل من أمر الإيمان بالله واليوم الآخر ما هو إلا تخييل لا حقيقة له.
هذه الطائفة وهذه الفرقة موجودة أهل الحلول والاتحاد ومنهم كثير من النصيرية وغيرهم ، يرون هذا الرأي والعياذ بالله ، المعتزلة قاموا عليهم، قالوا: اتقوا الله الرسل جاءت بإثبات هذا الأمر وبضرب الأمثال له ولابد من بعث وجزاء، والنصوص واضحة، والشبهة التي تقولونها فاسدة ، أبطلها القرآن لما قال الخصم المبين: ( من يحيي العظام وهي رميم)، قال تعالى: (يحييها الذي أنشأها أول مرة). فالرسل جاءت بإثبات الجزاء والمعاد ، والشبهة المانعة منه فاسدة.
فقال لهم الفلاسفة : الرسل جاءت بإثبات الصفات لله عز وجل، والشبهة التي تمنع من وجود الصفات لله فاسدة ما المانع أن يتصف الله عز وجل بالعلم والقدرة والحكمة والرحمة من غير مماثلة ، ما المانع؟ والمانع منتفي ومع ذلك أنتم نفيتم الصفات فكيف تحتجون علينا بشيء أنتم تصنعونه؟! بل الذي أنكرناه نحن تقريره في القرآن والسنة أقل بكثير من تقرير أسماء الله وصفاته، (بل كل حرف في القرآن هو من صفات الله لأنه كلام الله) كيف تنقمون منا أن ننكر أمرا تنكرون أنتم ما هو أعظم تحققا منه.
استطالوا وعجز المعتزلة والجهمية عن الجواب، فجاء أهل السنة والجماعة وقالوا: الكل حق على حقيقته ولا نتناقض. وبذلك قامت الحجة على المتفلسفة وعلى المعتزلة والجهمية )اهـ.

منتقبة
03-07-2009, 04:21 AM
بارك الله فيك
وزادك علما ونورا
ونفع بكى الأسلام أختنا الكريمة