المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإيمان بالله تعالى ليس نظريا



أبو مريم
03-10-2009, 09:32 PM
يرى المعتزلة وكثير من الأشاعرة أن معرفة الله تعالى لا تتم إلا بالنظر ويستدلون على ذلك بأنها لو لم تكن نظرية لما وقع فيها الخلاف فضلا عن أدلة أخرى من القرآن والسنة ظنوا أنها فى صالحهم ، وقد بنوا على ذلك أحكاما منها ما يتعلق بإيمان من أسموه بالمقلد وقالوا إنه لا يصح، وقد نقلت فى بعض المواضيع كلاما لشيخ الإسلام وغيره من أهل السنة فى الرد على هؤلاء، ثم رأيت أن بعض الإخوة يخالف فى ذلك مذهب أهل السنة وينحرف إلى موقف المعتزلة على الرغم من تمسكه بمذهب أهل السنة فغضضت الطرف عن ذلك ، لكن بعد ذلك لاحظت أن هناك من غير المتخصصين من ظن صحة ذلك واعتقد أنه مذهب أهل السنة وأنه لا يصح الإيمان إلا بدليل عقلى وأن من لا يمتلك دليلا عقليا مفصلا فلا يصح إيمانه وأن الإيمان بالله تعالى وصفاته يحتاج لنظر واستدلال عقلى حتى وصفه بعض الإخوة بأنه أشبه باختبار الرياضيات فى كلية العلوم وأنه ليس فى قوة 1+1=2 ، وأخشى أن يكون ذلك الموقف مستشريا هنا خاصة بعد إغلاق ثم حذف الموضوع الذى قمت فيه بالرد على أخينا الكريم مما أثار قلقى من انتشار تلك الفكرة الخاطئة المخالفة لمذهب السلف .
ولذلك أعرض الموضوع للمناقشة هنا ليشارك فيه الجميع مسلمهم وكافرهم حتى يتضح الحق فيه للجميع فمن كان لديه دليل فليتقدم مشكورا وإلا فلا يحق لأحد كائنا من كان بعد الآن الدفاع عن هذا الموقف هنا أو مساندته .

اخت مسلمة
03-10-2009, 10:32 PM
اولا جزاك الله خيرا على هذا الطرح الفطن
ثانيا النظر والاستدلال هو بمعنى المعرفة العقلية، وإذا سلمنا بدلالة النظر لمعرفة الله سبحانه وتعالى فالمقصود المعرفة العقلية، أو الاجتهاد العقلي، أو الاستدلال العقلي.
ومن هذا الطرح كان هناك نوعان من النظر المقصود به المعرفة :
النوع الأول: نظر عقلي محض وهو النظر الكلامي: وهو اتباع القواعد المنطقية والفلسفية في التفكير، فهذا النظر لا يأتي إلا بالضلال، ولا يثمر لصاحبه أي علم أو هدى.
وهذا الذي سلكه هَؤُلاءِ المعبرون عن حيرتهم وضياعهم وضلالهم ونقاشاتهم العقيمة وسفسطائيتهم الباهتة .
النوع الثاني: نظر شرعي وهو: النظر لفهم نصوص الكتاب والسنة بالتدبر والتأمل والتفكر لفهم كتاب الله عَزَّ وَجَلَّ، كما أمر الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
وهذا الاستدلال هو الذي يوصل إِلَى اليقين، فطريق اليقين هو: النظر أو الاستدلال الشرعي، لا الاستدلال والنظر الكلامي المنطقي،ومن ذلك أن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ضرب لنا الأمثلة الكثيرة عَلَى أعظم القضايا وهي قضايا الإيمان، فقضية الإيمان بالله سبحانه مثلاً ضرب الله عليها الأمثلة لإثبات وحدانيته سبحانه، وأنه حق، وعلى أن القُرْآن حق، وأن محمداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حق.
فيقول الله تعالى في سورة فصلت :((سنريهم آياتنا في الآفاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق )
فهناك آيات في الكون، وآيات في النفس، فعلماء الفلك والطب مثلاً يعرفون هذه الأمور، والبدوي العامي الجاهل ينظر إِلَى السماء كيف رفعت، وإلى الجبال كيف نصبت، وإلى الأرض كيف سطحت، وبإمكانه أن ينظر إِلَى البعير الذي يركبه كيف خلق، فيصل به نظره وتدبره إِلَى اليقين والاعتقاد الجازم الصادق الذي لا يدخله ريب أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ كل إنسان ينظر كيف خلقه الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فيصل عن طريق هذا النظر إِلَى أن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى حق.
اذن النظر واكرر انه نظر حسي والعقلي من مندوحات الشريعه للوصول الى المعرفه والى اليقين التام بمراتبه الثلاثة .
لفتة :(( ارجو اخي ان لاتغض الطرف عن اي نوع من انواع الانحرافات او المخالفات فكلنا يحتاج الى التوجيه والتعليم ))
جزاك الله خيرا
تحياتي

مالك مناع
03-10-2009, 10:51 PM
أهلا بالأستاذ الكبير (علماً وفهماً وأدباً) .. والحبيب إلى قلوب الموحدين .. ونسأل الله العظيم أن يبارك في جهودك ويجزيك عنا خير الجزاء وأجزله وأوفره وأوفاه ..

كثيراً ما كان يتكلم شيخ الإسلام رحمه الله في مسألة أول واجب على المكلف، ويبنيها على كلامه في مسألة القدر، وذلك لأن الأصول التي انطلق منها من خالف في هذه المسألة من المعتزلة وغيرهم: أن العباد لا يثابون إلا على ما يعملون ولا يثابون على ما يخلق فيهم من العلوم الضرورية، وأصل مبنى الثواب هو التوحيد، فإذاً أصله لا بد أن يؤخذ بالعلم النظري، ومن هنا قالت المعتزلة: إن أول واجب على المكلف هو النظر.

ومعلوم بطلان هذا القول بالأدلة الشرعية فإن الرسول صلى الله عليه وسلم حين خاطب سائر الناس سواء من كان منهم عارفاً أو جاهلاً أو وثنياً أو يهودياً أو نصرانياً، لم يكن يأمرهم بذلك، فقد جاء في حديث ابن عباس و معاذ رضي الله عنهما لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذاً إلى اليمن أنه قال له: (فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله)، وقد ثبت في الأخبار والسير أن أهل اليمن إذ ذاك كان فيهم يهود ونصارى وعبدة أوثان.

ويؤكد ذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم المتفق عليه: "كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه.. الحديث" ولم يقل: "أو يمسلمانه". وفيه دليل على أنه يولد على التوحيد، وهذا التوحيد هو توحيد الألوهية المتضمن لتوحيد الربوبية، ولقوله صلى الله عليه وسلم في حديث عياض بن حمار في صحيح مسلم: "خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين.." الحديث. وحصول هذه المعرفة التوحيدية ضرورية، بل فطرية بشرط عدم دخول مؤثرات تحرف هذه المعرفة التوحيدية إلى الشرك.


وقد بنوا على ذلك أحكاما منها ما يتعلق بإيمان من أسموه بالمقلد وقالوا إنه لا يصح

الطامة يا أخي أنه يلزم من قولهم هذا تكفير العوام بل تكفير الصدر الأول من الصحابة والتابعين !

جزاكم الله خيراً لطرح هذا الموضوع الهام ..

رائد الخير
03-11-2009, 01:38 AM
أستاذنا المحترم أبو مريم حفظكم الله
نعم أنا أعتقد أن معرفة الله عقلا (ركز هنا على العقل) لا تتم إلا بالنظر في الموجودات, هل في هذا إشكال؟

لكن معرفة الله لا تتم بالنظر فقط, بل الشك أيضا, أن تشك في كون المخلوقات أبدية أو وُجِدَتْ بِلا مُوجِدْ, و لا أنسى الطبيعة الإنسانية التي تميل دائما إلى الله و هي الفطرة, و أنا أعرف هذه الفطرة من خلال الصعوبة في قبول أي فكرة أخرى غير الخالق فيما يتعلق بظهور المخلوقات.

و السلام عليكم و رحمة الله

أبو سعد الحنفي
03-11-2009, 03:40 AM
الحمد لله .

أولا أرجو من الإدارة الكريمة أن تسمح لي بنقاش الدكتور الفاضل أبي مريم على العام ، فالأخ الكريم قد وجه الدعوة لمناقشة مسلمي المنتدى و كفاره فيما ادعاه و زعم أنه الحق ، فأرجو منكم أن لا تحرموني شرف مناقشة أحد أفاضل المنتدى و إن كنت أخالفه فيما ذهب إليه .

و في انتظار رد الإدارة الموقرة على طلبي ، سأعرج على مسألة فرعية ظن أنها تنبني على ما تفضل به ، و سأبين له عدم دقة كلامه و أن فيما نسبه للأشاعرة دعوى عارية عن الدليل و ظاهرة البطلان لمن عرف كتب القوم و طريقتهم في تقرير الأقوال ، و إليكم كلاما موثقا ، قاله الشيخ إبراهيم البيجوري في شرحه لجوهرة التوحيد للإمام اللقاني ، عند قول الناظم " ففيه بعض القوم يحكي الخلفا " ، حيث قال غفر الله لنا و له :

" و حاصل الخلاف فيه أقوال ستة ، الأول : عدم الاكتفاء بالتقليد بمعنى عدم صحة التقليد ، فيكون كافرا ، و عليه السنوسي في الكبرى . الثاني : الاكتفاء بالتقليد مع العصيان مطلقا ، أي سواء كان فيه أهلية للنظر أم لا . الثالث : الاكتفاء به مع العصيان إن كان فيه أهلية للنظر و إلا فلا عصيان . الرابع : أن من قلد القرآن و السنة القطعية صح إيمانه لاتباعه القطعي ، و من قلد غير ذلك لم يصح إيمانه لعدم أمن الخطإ على غير المعصوم . الخامس : الاكتفاء به من غير عصيان مطلقا ، لأن النظر شرط كمال فمن كان فيه أهلية النظر و لم ينظر فقد ترك الأولى . السادس : أن إيمان المقلد صحيح و يحرم عليه النظر ، و هو محمول على المخلوط بالفلسفة . و ما أحسن قول بعضهم :

عاب الكلام أناس لا خلاق لهم ####### و ما عليه إذا عابوه من ضرر
ما ضر شمس الضحى في الأفق طالعة ###### أن لا يرى ضوءها من ليس ذا بصر


و القول الحق الذي عليه المعول من هذه الأقوال القول الثالث . " اه

و كتعريج على مسألة إيمان المقلد أود أن أنقل لكم كلاما أحرى أن يكتب بماء الذهب لأحد جهابذة الشافعية ، فما أحسن قول الإمام العلامة الحبر الفهامة أبي إسحاق الشيرازي في كتابه الماتع " الإشارة إلى مذهب أهل الحق " ، مقررا الحق الذي لا محيص عنه ، ردا على بعض الجهال في زمانه ، حيث قال رضي الله عنه و أرضاه :

" فمن أنكر النظر و الاستدلال لا يخلو : إما أن ينكر بدليل ، أو بغير دليل ، أو بالتقليد فإن أنكره بغير دليل لا يقبل منه ، و إن أنكره بالتقليد ، فليس تقليد من قلده بأولى من تقليدنا ، و إن أنكره بدليل فهو النظر و الاستدلال الذي أنكره و النظر لا يزول بالنكير فبطل دعواه و ثبت ما قلناه ." اه

في انتظار الرد من قبل الإدارة ، و شرطي الوحيد أن يكون الحوار على العام ، إحقاقا للحق ، و حبذا لو كان ثنائيا ، و ليكن حوارا بين أستاذ و تلميذه ، فكون الدكتور أعلم منا ، لا يستلزم ذلك تقليده فيما ذهب إليه مما هو مرجوح عند أهل العلم ، و اختلافنا لا يفسد للود قضية ، و كما قيل " لا تعرف الحق بالرجال ، إعرف الحق تعرف أهله "

و السلام عليكم .

أبو مريم
03-11-2009, 07:36 PM
الأخ الحبيب إلى قلبى مالك مناع زادك الله علما ونفعنا بما تكتب وثبتنا وإياك والمسلمين على صراطه المستقيم حتى نلقاه .
الأخت الفاضلة أخت مسلمة :
بالفعل يا أختاه أوافقك الرأى على أن النظر فى آيات القرآن الكريم هو مما يزداد به الإيمان قطعا وليس النظر الذى هو على طريقة الفلاسفة والذى وصفه أبو حامد الغزالى رحمه الله تعالى بأنه لا ينتفع به إلا فى مداواة مرضى الشبه وإفحام نوابغ المبتدعة على أنه رحمه الله فى نهاية حياته شكك فى فوائده وقال إن الإيمان المستند إلى دليل العقل ضعيف مشرف على التزاول لأدنى شبهة وأن الإيمان الحق هو المستفاد من الفطرة التى يدعمها العمل الصالح ومداومة الذكر وتقوى الله عز وجل والبعد عن المعاصى .
على أننا نخصص بالنظر هنا النظر فى طريق معرفة الله تعالى وإثبات وجوده وتعلمين أختنا الفاضلة أن القرآن الكريم لم يعن بالاستدلال على وجود الله تعالى لأن ذلك ليس محل شك وإنما قال تعالى (( أفى الله شك فاطر السموات والأرض )) ولم يثبت أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يستدل على وجود الله تعالى بالأدلة الشرعية أو العقلية و دعوة القرآن والسنة إنما هى إلى تعظيم ذلك الإيمان فى القلب وحفظ الفطرة وتنويرها ودفع ما يعارضها .
نحن لسنا فى حاجة لأدلة على وجود الله تعالى لأن ذلك أوضح وأجلى من أى قضية أخرى وهو متحصل للجميع منذ البداية وإنما الحاجة لإلزام الملاحدة بتلك الأدلة حتى نفحمهم ونفضحهم ونمنعهم من التشويش على صغار العقول ومن فى قلبه مرض .. هذا هو كل ما فى الأمر بمنتهى البساطة .
الأخ العزيز رائد الخير :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ويا ليتك تنادينى بأخى فهى أحب إلى ودعك من أستاذ هذه فلست بأستاذ ولا شيخا ولا يحزنون.
قلت يا أخى :

نعم أنا أعتقد أن معرفة الله عقلا (ركز هنا على العقل) لا تتم إلا بالنظر في الموجودات, هل في هذا إشكال؟
لكن معرفة الله لا تتم بالنظر فقط, بل الشك أيضا, أن تشك في كون المخلوقات أبدية أو وُجِدَتْ بِلا مُوجِدْ, و لا أنسى الطبيعة الإنسانية التي تميل دائما إلى الله و هي الفطرة, و أنا أعرف هذه الفطرة من خلال الصعوبة في قبول أي فكرة أخرى غير الخالق فيما يتعلق بظهور المخلوقات.

نعم يا أخى ما ذكرته هو ما يوصف بطريق معرفة الله تعالى بالنظر العقلى وهو غير لازم وإنما يكون مؤكدا لفطرة أو عائدا إليها بعد انطماسها وليس هو الطريق المستقيم الأمثل لمعرفة الله تعالى فضلا عن أن نقول إن معرفة الله تعالى وإيماننا به لا يتم إلى بالنظر العقلى كما قالت المعتزلة وبعض الأشاعرة .
الأخ العزيز أبو أسعد الحنفى :
طبعا يا أخى أعتب عليك بشدة وصفك لى بالأستاذ وأنك أنت التلميذ فهذا بلا شك كلام لا يمت إلى الحقيقة بصلة غفر الله لك .

أولا أرجو من الإدارة الكريمة أن تسمح لي بنقاش الدكتور الفاضل أبي مريم على العام ، فالأخ الكريم قد وجه الدعوة لمناقشة مسلمي المنتدى و كفاره فيما ادعاه و زعم أنه الحق ، فأرجو منكم أن لا تحرموني شرف مناقشة أحد أفاضل المنتدى و إن كنت أخالفه فيما ذهب إليه .

لم أوجه دعوة للمناظرة مع الإخوة لأننا متفقون ولله الحمد وإنما أردت فقط أن أوضح الحقيقة فى تلك المسألة ومذهب أهل السنة الذى ربما قد التبس لدى بعضهم .

و سأبين له عدم دقة كلامه و أن فيما نسبه للأشاعرة دعوى عارية عن الدليل و ظاهرة البطلان لمن عرف كتب القوم و طريقتهم في تقرير الأقوال ،
ليس فى كلامى دعاوى عارية عن الصحة فيما يتعلق بالأشاعرة يا أخى وسأستدل على صحة كلامى بما نقلته أنت نفسك من كتاب شرح الجوهرة للبيجورى وهو بالمناسبة كان يدرس إلى فترة قريبة لتلاميذ الإعدادية بالأزهر :


و إليكم كلاما موثقا ، قاله الشيخ إبراهيم البيجوري في شرحه لجوهرة التوحيد للإمام اللقاني ، عند قول الناظم " ففيه بعض القوم يحكي الخلفا " ، حيث قال غفر الله لنا و له :

" و حاصل الخلاف فيه أقوال ستة ، الأول : عدم الاكتفاء بالتقليد بمعنى عدم صحة التقليد ، فيكون كافرا ، و عليه السنوسي في الكبرى .

هذا هو واحد من الأشاعرة يقول بعدم صحة إيمان المقلد وهو ممن عنيتهم بقولى :((وكثير من الأشاعرة.. )).



و كتعريج على مسألة إيمان المقلد أود أن أنقل لكم كلاما أحرى أن يكتب بماء الذهب لأحد جهابذة الشافعية ، فما أحسن قول الإمام العلامة الحبر الفهامة أبي إسحاق الشيرازي في كتابه الماتع " الإشارة إلى مذهب أهل الحق " ، مقررا الحق الذي لا محيص عنه ، ردا على بعض الجهال في زمانه ، حيث قال رضي الله عنه و أرضاه :

" فمن أنكر النظر و الاستدلال لا يخلو : إما أن ينكر بدليل ، أو بغير دليل ، أو بالتقليد فإن أنكره بغير دليل لا يقبل منه ، و إن أنكره بالتقليد ، فليس تقليد من قلده بأولى من تقليدنا ، و إن أنكره بدليل فهو النظر و الاستدلال الذي أنكره و النظر لا يزول بالنكير فبطل دعواه و ثبت ما قلناه ." اه

يا أخى هداك الله من هو الذى أنكر النظر العقلى جملة وتفصيلا وقال بمذهب الحشوية أوالسمنية أوتسفسط حتى ترد عليه بهذا الكلام ؟!
نحن لا نتناقش فى النظر العقلى ولا إفادته للعلم مطلقا وإنما النقاش حول ضرورة النظر العقلى المفضى إلى العلم بوجود الله تعالى وقول المعتزلة وكثير من الأشاعرة وبعض الحنابلة إنه واجب ولا يصح الإيمان بدونه وأن الإيمان بالله تعالى وعرفته نظرية وتحتاج لنظر وقياس واستدلال وبغير ذلك لا يكون هناك معرفة بوجود الله تعالى وأنه ليس فى وضوح وجلاء القضايا البديهية مثل قولنا الواحد نصف الاثنين هذا ما نتناقش فيه يا أخى الفاضل .

karim_3mor
03-11-2009, 08:36 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا أخى أبو مريم
بما انك تتكلم عن اخطاء عند المسلمين فأريد ان اسئلة سؤال يتعلق بنفس الموضوع
هل يجوز وصف الله ببعض الصفات التى لم ترد فى الكتاب ولا فى السنة كما يفعل بعض الاخوة هنا اثناء الحوار مع غير المسلمين
كقول احدهم الله موجود او وصفه تعالى بالارادة العاقلة اوانه أزلي

أبو مريم
03-11-2009, 08:38 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا أخى أبو مريم
بما انك تتكلم عن اخطاء عند المسلمين فأريد ان اسئلة سؤال يتعلق بنفس الموضوع
هل يجوز وصف الله ببعض الصفات التى لم ترد فى الكتاب ولا فى السنة كما يفعل بعض الاخوة هنا اثناء الحوار مع غير المسلمين
كقول احدهم الله موجود او وصفه تعالى بالارادة العاقلة اوانه أزلي
يا ليتك تلتزم بالموضوع يا أخى حتى لا نتشعب ويفقد الكلام أهميته وقيمته .
ضع ما تريد فى رابط آخر لو تكرمت .

karim_3mor
03-11-2009, 08:55 PM
وضعت السؤال هنا
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?p=122373#post122373

أبو سعد الحنفي
03-11-2009, 10:35 PM
أخي الكريم أبا مريم ، بارك الله فيك على حسن خلقك .

أما ذكري لكلام الشيخ إبراهيم البيجوري ، فالغرض منه إثبات أن مسألة صحة إيمان المقلد ليست مما ينبني ضروروة على القول بأن الإيمان بالله بديهي أو نظري .

فكما ترى حفظنا الله و إياك أن جمهور المتكلمين ( أشاعرة و معتزلة ) متفقون على أن وجود الله طريقه النظر و الاستدلال و ليس الفطرة ، و رغم اتفاقهم في هذه المقدمة إلا أن المعتزلة كفروا المقلد و أوجبوا على العوام معرفة الدليل وفق اصطلاحاتهم و هو ما أبطله الأشاعرة و قالوا أن إيمان المقلد صحيح بشرط الجزم و المطابقة للأمر في نفسه ، و قالوا أيضا أن الدليل لا يجب أن يكون وفق مقدمات عقلية و أشكال منطقية ، بل قالوا يكفي الدليل الإجمالي للعامي ، كجنس استدلال الأعرابي بالبعرة و البعير .

و مذهب الأشاعرة مذهب له أصول و ضوابط و أقوال راجحة و مرجوحة ، و ليس كل ما يوجد في أحد كتب القوم يلزم الجميع ، و هذا نفس الأمر في المذاهب الفقهية ، فهناك طرق للترجيح لمعرفة القول المعمول به ، فمن ينسب قولا لأحد المذاهب الفقهية لمجرد ورود هذا القول في كتب أحد الأئمة يكون مجازفا و ظالما لهم ، و نفس الأمر في مذهب الأشاعرة و إن كان مذهبا عقديا ، فكتب هذا المذهب لا تكاد تحصى منها المطول و منها المختصر ، و حاوية لأقوال عديدة و أحيانا متضاربة ، و لكن ليس كل ما يوجد فيها عليه المعول ، فمثلا الأستاذ أبو إسحاق الإسفراييني نقل عنه إنكار الكرامة لأولياء الله تعالى ، و لا يخفى عليك مكانة الأستاذ عند القوم ، و رغم ذلك فإن قوله هذا مرجوح ، و جمهور الأشاعرة يثبتون الكرامة ، كذلك الإمام فخر الدين الرازي له اختيارات خارج المذهب ، و هو لمن يطالع كتابه الأربعين في أصول الدين ، تجده يقول " و الأمر عندي كذا " إذا اختار ما يخالف المذهب ، و ما يوافق فيه يقول " و الأمر عندنا " .

فبسبب ذلك كله أردت أن أنبهك إلى أن ما قاله الإمام أبو عبد الله السنوسي في كبراه ( و قد صرح بعض تلاميذه برجوعه عن هذا القول ) قول غير معتمد .

و فيما نقلته لك من شرح الجوهرة كافي في إثبات وجهة نظري ، لأن هذا الكتاب المتأخر معتمد في المذهب .

و على كل حال كما سبق و أن قلت أن هذه المسألة فرعية ، فليس قول المتكلمين بأن وجود الله نظري لا بديهي يستلزم تكفير المقلد أو الطعن في إيمانه .

المهم ، أنا العبد الضعيف أرى بصحة قول المتكلمين ( أي أن قضية وجوده سبحانه نظرية و لا تكون إلا بدليل عقلي و لو إجمالي ) ، و أود لو تأذن لي الإدارة فأبدأ في سرد ما عندي ، و ليس حواري معك من جنس المناظرة أو غيره ، بل يمكن تسميته بالمباحثة ، و ربما قد أكون مخطأ ، فلعلها تكون هذه فرصة مناسبة لتوجيهي للطريق الصحيح ، و أما اشتراطي الحوار على العام فبسبب أن الإدارة الكريمة ( و لها الحق في هذا ) لا تحبذ الحوار الإسلامي الإسلامي لما يمكن أن يسببه من تشويش و تحريف لرسالة المنتدى ، ألا و هي محاورة الكفار من ملاحدة و لادينيين ...

أبو مريم
03-11-2009, 11:01 PM
الأخ الفاضل أبو أسعد الحنفى بارك الله فيك وهدانا وإياك إلى صراطه المستقيم .
بالنسبة للمذهب الأشعرى هو ليس موضوعنا هنا وقد كان الكلام عليه عرضا ولتعلم اخى الكريم أن الإنصاف يجعلنا نقر للكثير من الأشاعرة بالفضل فهم قد دافعوا عن الإسلام ضد المبتدعة وضد الفرق المنحرفة كالشيعة والمعتزلة وأبلوا فى ذلك بلاء حسنا حتى إن ابن عساكر قد ذكر فى كتابه تبيين كذب المفترى أن الحنابلة لا زالوا يعتضدون بالأشاعرة على مخالفيهم حتى وقعت الفتنة بينهم ، ومعلوم أن الأشاعرة ينقسمون إلى مراتب يمكن إجمالها فى ثلاث : متكلمون كالجوينى والغزالى والرازى ، وعلماء غير متكلمين كابن حجر والقرطبى والسيوطى ، وعوام مقلدون هم أكثر الأصناف تعصبا كالأزهريين اليوم ، وأن الأشعرية قد مرت بمراحل ففى البداية كانوا قريبين من أهل السنة حتى إن بعض السلفيين ظن أن أبا الحسن الأشعرى كان سلفيا وأن آخر ما ألف هو كتاب الإبانة ، وقد استمر الحال على ذلك ردحا من الزمن خاصة لدى الباهلى والإسفرايينى والباقلانى الذى يعد من أفضلهم وأسلمهم اعتقادا ، ثم بدأ المذهب بالميل للاعتزال منذ الجوينى حتى بلغ ذروته على يد الرازى حتى إن واحدا من كبار مؤرخيهم وهو ابن خلدون يقول إن المذهب فى تلك المرحلة قد التحم بالاعتزال ..
لكن يلاحظ على أئمتهم أنهم يعدلون فى آخر حياتهم إلى قريب جدا من منهج السلف وهذا من فضل الله تعالى عليهم واقرأ فى ذلك كتبهم المتأخرة كالنظامية وإلجام العوام والمنقذ وغيرها ...

أما ذكري لكلام الشيخ إبراهيم البيجوري ، فالغرض منه إثبات أن مسألة صحة إيمان المقلد ليس مما ينبني ضروروة على القول بأن الإيمان بالله بديهي أو نظري .
بل هى منبنية عليه يا أخى ومن قال بصحة إيمان المقلد وهو يدعى أن معرفة الله تعالى لا تحصل إلى بالنظر والاستدال فهو متناقض ولا بد .

و مذهب الأشاعرة مذهب له أصول و ضوابط و أقوال راجحة و مرجوحة ، و ليس كل ما يوجد في أحد كتب القوم يلزم الجميع ، و هذا نفس الأمر في المذاهب الفقهية ، فهناك طرق للترجيح لمعرفة القول المعمول به ، فمن ينسب قولا لأحد المذاهب الفقهية لمجرد ورود هذا القول في كتب أحد الأئمة يكون مجازفا و ظالما لهم ، و نفس الأمر في مذهب الأشاعرة و إن كان مذهبا عقديا ، فكتب هذا المذهب لا تكاد تحصى منها المطول و منها المختصر ، و حاوية لأقوال عديدة و أحيانا متضاربة ، و لكن ليس كل ما يوجد فيها عليه المعول ، فمثلا الأستاذ أبو إسحاق الإسفراييني نقل إنكار الكرامة لأولياء الله تعالى ، و لا يخفى عليك مكانة الأستاذ عند القوم ، و رغم ذلك فإن قوله هذا مرجوح ، و جمهور الأشاعرة يثبتون الكرامة ، كذلك الإمام فخر الدين الرازي له اختيارات خارج المذهب ، و هو لمن يطالع كتابه الأربعين في أصول الدين ، تجده يقول " و الأمر عندي كذا " إذا اختار ما يخالف المذهب ، و ما يوافق فيه يقول " و الأمر عندنا " .
ليس الأمر على ذلك النحو يا أخى وأنت هنا تخلط بين المذهب الفقهى والمذاهب الكلامية نحن نحترم القوم ونشيد بهم فى بعض المواضع ولكن لا يعنى ذلك أن لهم أصولا كأصول الفقهاء وضوابط كضوابطها هناك فقط اجتهادت شخصية وتقليد وتأثرات إيجابية بالفلاسفة والمعتزلة وردود أفعال سلبية تجاه المشبهة والمجسمة وصراعات فكرية ومجادلات وتخبطات ولا يوجد وجها للمقارنة بين تلك المذاهب والمذاهب الفقهية .
أعتقد يا أخى أننا ابتعدنا عن الموضوع كثيرا :
أنا قلت إن كثيرا من الأشاعرة قد قالوا بأن المعرفة لا تتم إلا بالنظر ولم أقل إنهم جميعا قالوا بذلك وجاء ذلك فى كلامى عرضا وأنت تقر بذلك وانتهى ولا حاجة لنا للتشعب فى تلك المسائل .

المهم ، أنا العبد الضعيف أرى بصحة قول المتكلمين ( أي أن قضية وجوده سبحانه نظرية و لا تكون إلا بدليل عقلي و لو إجمالي ) ، و أود لو تأذن لي الإدارة فأبدأ في سرد ما عندي ، و ليس حواري معك من جنس المناظرة أو غيره ، بل يمكن تسميته بالمباحثة ، و ربما قد أكون مخطأ ، فلربما تكون هذه فرصة مناسبة لتوجيهي للطريق الصحيح ، و أما اشتراطي الحوار على العام بسبب أ، الإدارة الكريمة ( و لها الحق في هذا ) لا تحبذ الحوار الإسلامي الإسلامي لما يمكن أن يسببه من تشويش و تحريف لرسالة المنتدى ، ألا و هي محاورة الكفار من ملاحدة و لادينيين ...
لا حاجة لكل تلك المقدمات يا أخى ادخل فى الموضوع بارك الله فيك : أين أدلتك على أن معرفة الله تعالى لا تحصل إلا بالنظر والاستدلال العقلى وأنها ليست فطرية ؟

مراقب 2
03-12-2009, 05:18 PM
يقصر الحوار على الإخوة في هذا القسم مؤقتا .

ناصر الشريعة
03-13-2009, 05:35 PM
ما تفضل به الأخ العزيز أبو مريم بارك الله فيه موافق للحق والصواب ، وهناك عبارة تحتاج إلى توضيح يسير ، وهو قوله الكريم في ذكر المخالفات والأخطاء في هذه المسألة:


وأن الإيمان بالله تعالى وصفاته يحتاج لنظر واستدلال عقلى

فلا شك أن مراد الأخ أبي مريم ليس نفي دلالة العقل على الإيمان بالله تعالى وصفاته فلا أحد ينفي دلالة العقل على وجود الله تعالى وكماله.
وإنما هو استنكار منه لقصر وحصر الاستدلال على ذلك بالدليل النظري الكلامي الذي يستعمله الجهمية والمعتزلة والأشاعرة، لا سيما إذا كان متضمنا لبدعهم الكلامية الزائغة.

وهناك مسألة أخرى غير قصر الاستدلال على الله بالدليل النظري الكلامي دون غيره من الأدلة الشرعية الصحيحة الثابتة.

وهي مسألة: هل العلم بوحدانية الله تعالى علم ضروري أو نظري؟

والجواب: أن هناك فرقا بين العلم الضروري الذي ينشأ من غير نظر ولا استدلال، والعلم الضروري الذي يحصل للناظر بعد نظره، فإيمان الموحد ضروري، ولكن قد تحصل له الضرورة بالفطرة أو المعجزة أو دلائل صدق النبوة بمجرد بلوغ الحجة إليه كما حصل لبعض الصحابة الذين آمنوا بمجرد دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لهم إلى الإسلام، أو دعوة أصحابه لهم، وقد لا يحصل هذا العلم الضروري لبعض الناس إلا بعد وقت ونظر وبحث وسؤال كما حصل لبعض الصحابة من أهل الكتاب وغيرهم.

فالعلم بوحدانية الله تعالى من حيث الضرورة والظن يعد علما ضروريا، فليس هناك ما هو ضروري إلا كان العلم بالله أعظم ضرورة منه، كيف لا؟ وكل ضروري إنما هو برهان من براهين وحدانيته.

وأما من حيث تحصيل العبد لهذا العلم الضروري وتنبهه لضروريته فيختلف فيه الناس، فمنهم من يتبين له ضروريته من أول الأمر لصلاح نفسه وسلامة فطرته وتوفيق الله له، ومنهم من يحتاج إلى تنبيه إلى بعض دلائل الوحدانية كدلائل صدق النبوة، وتأمل الآيات الكونية، ومنهم من بلي بعلم الكلام الجدلي البدعي، حتى صار بينه وبين الضرورة عوائق ومراحل لا يصل إلى الضرورة إلا باجتيازها، وهذا حال أهل الكلام لم يزدهم الجدل إلا بعدا عن الحق، وصعب عليهم معرفة الهدى والنور، فيحتاج المرء منهم إلى بحث مطول ليصل إلى العلم الضروري بوجود الله تعالى.

وليس هذا غريبا، فإن من العلوم الضرورية ما لا يحتاج فيه عند كثير من الناس إلى استدلال، بينما يغفل عنها كثير منهم دون علم بها أصلا فضلا عن أن يكون علما ضروريا أو ظنيا، ككثير من ضروريات الحساب والعلوم التجريبية، وفي كل علم وفن ضروريات عند أهله لا يختلفون فيها رغم جهل أكثر الناس بها من غير أهلها.

ومن الناس من يضعف فهمه عن إدراك الضروريات لما عود نفسه من الشكك والارتياب وكثرة الاعتراضات والإيرادات على الأدلة والبراهين والعلوم المكتسبة، فلا يكون إداركه للضروريات كإدراك من لم تشكل على فهمه تلك الإيرادات والاعتراضات.

وبهذا يعلم، أن وحدانية الله تعلم بالضرورة، وهذه الضرورة إما أن تكون من أول الأمر لمن لم يوجد لديه مانع كتحريف الفطرة وفساد الفهم مثلا، أو تكون في آخر الأمر بعد الاستدلال بالأدلة الكثيرة الظاهرة الواضحة على وجود الله تعالى دون قصر لها على النظر الكلامي، مع الحذر من بدع المتكلمين.

أبو سعد الحنفي
03-13-2009, 09:16 PM
بسم الله الرحمان الرحيم

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله سيد ولد آدم و من اتبع سنته و اهتدى بهداه .

أما بعد ، فليلتمس الدكتور أبو مريم لي العذر في تأخري عن الرد على ما وعدت به ، فأخوكم كان مشغولا و الله المستعان ، و لذلك و بدون مقدمات أدخل في صلب الموضوع ، فأقول أن إثبات وجهة نظري لا تحتاج لكثير تعقيد ، بل سيرى القارئ اللبيب أن ما نزعم إثباته موجود في كلام الأخ الفاضل أبي مريم حفظه الله عند رومه نفيه .

نعم ، فنحن بحول الله و قوته لن ندخل في مباحث جانبية ربما يخالفني فيها الأخ الفاضل ، بل سأنطلق مما اعترف به هو نفسه لأظهر له أن ما منعه هو عين ما صرح به ضمنا .

و هذه الدعوى العريضة التي ندعيها ستكون عن طريق تحليل عنوان الموضوع فقط ، فالدكتور الفاضل كتب عنوانا لموضوعه سماه بـ " الإيمان بالله ليس نظريا " .

إن الحكم على الشيء فرع عن تصوره ، هذا قول أهل الأصول ، و هو نفس قول المناطقة التصديق فرع التصور ، إذا ثبت هذا ، نقول اعلم أيها القارئ اللبيب أن ما يوصل إلى التصورات يدعى بقول شارح كما قال الإمام الأخضري رضي الله عنه ، و التصديق و هو إدراك النسبة أو إدراك الماهية مع الحكم عليها بالنفي أو الإثبات على خلاف بين مذهب الإمام الرازي و بقية المناطقة ، و ما يوصل إلى التصديق يسمى حجة عند العقلاء .

يعني مبحث التصورات ( تصور أطراف القضية ) يسبق إثبات أو سلب أحد طرفي القضية عن الأخرى ، و مبحث التصورات هو مبحث التعريفات ، و الدكتور أبو مريم قدم لنا قضية ، أي موضوع و محمول و نسبة ، و هو يرى سلب المحمول عن الموضوع ، و نحن ننازعه في هذا ، و كما قلت ، لما كان التصور يسبق التصديق ، أي أن التعريفات تسبق إثبات المحمول للموضوع أو نفيه عنه ، أرى أنه من المنطقي أن يقوم الدكتور بتعريفات لمصطلحاته حتى نتجنب كثيرا من الخلاف و الجدال ، فإذا حصل هذا سيرى القارئ الكريم كيف تزول الخلافات ، و يتضح بعد التحقيق أن الغلط يكمن في التعاريف .

و ضبط التعاريف هو أحد السبل التي تعصم المتحاورين الغلط .

موضوع هذه القضية هو " الإيمان بالله " و محمولها هو " نظريا " ، و النسبة هي السلب " ليس " ، و تبعا لما قررناه أقول : ماهو تعريف الإيمان ؟؟ و ماهو المقصود بالإيمان بالله ؟؟؟
و ما معنى نظري ؟؟ و هل السلب الذي أوقعه الفاضل سلب دائم ، أم أنه سلب يصح ارتفاعه في وقت دون وقت ؟؟؟

طبعا هذه أسئلة موجهة للدكتور ، و هو المطالب بتقديم تعاريف لما قدمه لنا .

و نحن سنقدم تعاريف أهل العلم لهذه المصطلحات و سنرى كيف أن ضبط تعاريف هذه المصطلحات ينطوي على ما ندعيه و بالله تعالى التوفيق .

" الإيمان " كما عرفه أهل العلم ( راجع الدر الثمين و المورد المعين شرح المرشد المعين على الضروري من علوم الدين للإمام ميارة الفاسي ، و يسمى أيضا هذا الكتاب ميارة الكبير ) : الجزم المطابق للواقع عن دليل أو التصديق المطابق للواقع عن دليل ، المهم أنهم رحمهم الله على اختلاف عباراتهم اتفقوا على شرطين لكي يصح نسبة الإيمان لأحدهم ، و الشرطان هما " المطابقة للواقع " و " عن دليل " ، أما الجزم أو التصديق فليس بشرط ، و ذلك يعود لكون الإيمان أصلا هو التصديق لغة ، و الشرط يكون خارجا عن ماهية الشيء ، كالطهارة شرط لصحة الصلاة و ليس داخلا في ماهيتها .

فإيمان النصارى جزم و لكنه ليس مطابقا للواقع و بالتالي يستحيل أن يكون عن دليل ، و إيمان العامي مطابق للواقع و الدليل قد يكون جزمه بقول غيره أو يكون دليلا إجماليا ، فالجزم بقول الغير دليل أيضا ، أما طالب العلم فإيمانه مطابق للواقع و عن دليل تفصيلي ، و أهل العلم لم يختلفوا في كفر من لم يحقق الجزم أو المطابقة للواقع ، كإيمان النصارى و اليهود ، جزم و لكنه مخالف للأمر في نفسه ، كذلك الشاك أو الظان لم يختلفوا في كفره ، و إنما الخلاف وقع في الدليل ، أي هل يشترط فيه التفصيل أم لا ؟؟ ، فقالوا أن العامي عليه أن يحيط بدليل إجمالي و لو من جنس استدلال الأعرابي بالبعرة و البعير .

طيب ، بعد هذا الكلام المطول نسبيا ، و الذي يستطيع أي شخص أن يراجعه في كتب أهل العلم أقول ، لما كان هذا هو تعريف الإيمان صح لنا أن ندعي بعدها أن الدليل ( و لو إجمالا ) شرط في صحته ، و عدم الشرط يستلزم عقلا عدم المشروط .

ثم ننتقل لتحليل لفظة " الإيمان بالله " ، فهذا الإطلاق يحوي كثيرا من المباحث ، فهل المقصود بالإيمان بالله هو الجزم بوجوده ، أم الجزم بوجوده و صفاته و أفعاله ؟؟

طبعا الظاهر من كلام الدكتور الفاضل هو الحديث عن وجوده سبحانه ، إذ أنه يسلم معنا أن صفاته سبحانه تنقسم لما يستقل العقل بإدراكه دون توقف على الشرع كقدرته و علمه و حياته .. و منها ما لا يستطيع العقل الجزم بالثبوت أو السلب ، و هذه هي الصفات التي استقل الشرع بإثباتها كبصره و كلامه و سمعه سبحانه .

فلو كان يقصد بــ " الإيمان بالله " ما يشمل صفاته لنقض دعواه ، إذ إثبات الشرع متوقف على إثبات المعجزة ، و التصديق برسالة المصطفى صلى الله عليه و سلم ربنا .

و هذا لا يكون إلا نظريا ، و هذا ما لا ينازعنا فيه الأخ ، لذلك وجب حمل كلامه على الإيمان بوجوده سبحانه ، و لا يجوز تعديتها إلى غيرها لما في ذلك من النقض لدعوى الدكتور أبي مريم حفظه الله .

طيب ، بعد ذلك أقول ، هل التصديق بوجوده سبحانه هو مجرد الإيمان بوجوده دون قيود ، أم أن وجوب وجوده سبحانه قيد يخرج به وجود الممكنات ؟؟؟

إن قال لنا أن البديهي ، هو الإيمان بمجرد وجوده سبحانه ، فأقول هذا أصلا قد خالف الأمر في نفسه ، و هذا يبطل ما اشترطناه مقدما ، إذ وجوده سبحانه واجب ، نفيه يستلزم محالات عقلية لا تخفى على ذهن اللبيب ، فالتحقيق أنه ليس بإيمان أصلا و إن صح إطلاقه لغة .

إذا تقرر هذا أقول ، إذا كان وجوده واجب ، ألا يستلزم هذا إدراك معنى الواجب ، و معنى الإمكان ( أنا قلت معنى و لم أشترط اللفظ فتأمل ) ، و معنى مخالفته للحوادث سبحانه ، أي أن وجوده سبحانه ليس كوجود الموجودات التي نراها ، و هذا يستلزم نظرا و فكرا و لو بسيطا ، فننظر في خلق الله و نرى وجوب افتقارها ، ثم نحكم عقلا بوجوب وجود ذات علية رجحت جانب الوجود على العدم لهذه الممكنات التي نراها بأعيننا ، و إلا لما صح وجودها .

و كل ما ذكرته آنفا يهدم دعوى الفاضل بكون وجوده سبحانه بديهي ، و سيأتيك مزيد بيان ، عندما نعرف البديهي و النظري كما عرفه أهل العلم .

قال الإمام الأخضري رضي الله عنه ( صاحب السلم المرونق في المنطق و الجوهر المكنون في البلاغة و المختصر في فقه السادة المالكية ) ، عند شرحه لقوله في منظومته الشهيرة التي طارت بها الركبان " و النظري ما احتاج للتأمل #### و عكسه هو الضروري الجلي "

حيث قال : " أعني أن العلم الحادث قسمان : ضروري و نظري :
فالضروري : ما يدرك بديهة بلا تأمل ، كالعلم بأن الواحد نصف الاثنين و النار محرقة .
و النظري : ما يحصل بالنظر و الاستدلال ، كالعلم بأن الواحد عشر عشر المائة و بأن العالم حادث ..

و النظر ترتيب أمور معلومة على وجه يؤدي إلى استعلام ما ليس بمعلوم " اه .

و قال الإمام الأصولي المتكلم " ابن جزي الكلبي المالكي الغرناطي " ، في كتابه الماتع " تقريب الوصول إلى علم الأصول " ، في تعريف الضروري و النظري ، ما نصه :

" وأما العقلي: فينقسم قسمين: ضروري ونظري.
فالضروري: هو الذي لا يفتقر إلى نظر واستدلال، ويسمى أيضاً البديهي، كعلم الإنسان بوجود نفسه، وعلمه بأن الاثنين أكثر من الواحد، وعلمه بأن المصنوع لا بد له من صانع، وشبه ذلك من الأوليات.
والنَّظريّ بخلافه، وهو الذي يفتقر إلى نظر واستدلال " اه .

إلى هنا أكتفي من نقل التعاريف ، و أقول أن في ما أوردته كفاية و زيادة ، إذ رغم اختلاف التعابير ، فهم متفقون على أن الضروري ما لا يحتاج إلى نظر و استدلال ، بخلاف النظري .

و الآن ، أحبتي الكرام لاحظوا كيف أن دعوى الدكتور أبي مريم لا تصمد بعد هذه التعاريف ، فقوله أن الإيمان بوجوده سبحانه ليس نظريا كلام متناقض ، إذ الإيمان أصلا يستلزم دليلا ( و إن كان إجماليا ) ، و الاستدلال لا يكون إلا في القضايا النظرية ، و بالله تعالى التوفيق .

أضيف فأقول ، بعضهم توهم أن وجوده سبحانه فطري بمعنى أنه بديهي ، و ربما استأنس بالحديث المروي في صحيح مسلم ، مع أن الحديث يتحدث عن الإسلام و ليس عن الإيمان ، و الحديث له تفسيرات عند أهل العلم ، لأنه في بعض الروايات قد وردت زيادة ، و هي " و إن كانا مسلمين فمسلم " ، و هذه لم ينتبه لها البعض ، و هي توضح بعض ما يلتبس ، فالفطرة تكون بالتالي بمعنى الاستعداد لقبول رسالة الإسلام ، لأن واضع الإسلام و خالق نفوس العباد واحد .

دليل آخر : القضايا إما نظرية أو بديهية ، و البديهيات التصديقية معلومة ، كأن الجزء أصغر من الكل ، و كون الترجيح بدون مرجح باطل ، و لا يجوز رفع أو اجتماع النقيضين ...

و النظري ينبني ضرورة على البديهي ، أي أن القضايا النظرية بعد تفكيكها لا بد و أن تعود لإحدى البديهيات العقلية أو المحسوسات ... فالمحسوس برهانه في نفسه ، طيب واضح لكل ذي لب أن الاستدلال على وجوب وجوده سبحانه يكون ضرورة انطلاقا من ملاحظة وجوب افتقار المخلوقات ، و الإمكان أو الحدوث فرع الإفتقار .

طيب ، لو جاء شخص و زعم اجتماع النقيضان أو ارتفاعهما ، و قدم شبهات طويلة ، فالأصل أن نقول " شبهة في مقابل بديهة " ، و لا يصح عقلا الاستدلال على بدهية البديهيات ، فهذا يجعلها نظرية و هذا خلف .


بقي أن أقول أن الأخ الفاضل و الحبيب إلى قلبنا لما له من جهود في الذب عن دين الله تعالى ، الدكتور أبا مريم ، مطالب بتعريفات معتمدة لما قدمه لنا ، ثم إن الاعتراض لا يكون بقوله أن وجوب وجوده واضح لكل عاقل ، فهذا ما لا ننازع فيه ، و لكن وضوح هذا الاستدلال لا يستلزم قلب حقيقته ، و كما قلت فالدليل الإجمالي دليل عقلي معتبر عند العلماء ، بل إنهم رضي الله عنهم لم يشترطوا مصطلحات أهل المنطق و الكلام كما توهم بعضهم ، فالعبرة بالمعاني لا بالمباني ، و من ينفي هذه المعاني عن القرآن فهو يعيبه لا يمدحه ، ، بل قالوا ، يكفي الدليل الإجمالي كما تعتقد العجائز و أغلب العوام ، ثم إنهم يفضلون أدلة القرآن ، مع ملاحظة أن القرآن فيه من القياسات المنطقية و الحجج العقلية ما يثبت كونه من عند الله ، و ليراجع القارئ الكريم كتاب " القسطاس المستقيم " لحجة الإسلام ، أو راجع تفسير بعض الآيات لأهل العلم ، كقوله سبحانه " أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون " ؟؟؟

فالقرآن ، أدلته عقلية ، باعتبار تحقق معنى الدليل العقلي ، و لم يشترط عالم معتبر ورود اللفظ بعينه ، كذلك استدلال الأعرابي استدلال عقلي صحيح ، و إن كان إجماليا ، فلا يجوز بعدها أن ندعي أن وجوده سبحانه بديهي ، لأن البديهة لها تعريف ، و النظري كذلك .

و عذرا على التطويل ، و السلام عليكم .

تلميذكم .

أبو مريم
03-14-2009, 09:57 PM
الأخ العزيز الفاضل ناصر الشريعة بارك الله فيك ونفعنا بعلمك ، قلت أخى الكريم :

وبهذا يعلم، أن وحدانية الله تعلم بالضرورة، وهذه الضرورة إما أن تكون من أول الأمر لمن لم يوجد لديه مانع كتحريف الفطرة وفساد الفهم مثلا، أو تكون في آخر الأمر بعد الاستدلال بالأدلة الكثيرة الظاهرة الواضحة على وجود الله تعالى دون قصر لها على النظر الكلامي، مع الحذر من بدع المتكلمين.
كل الناس يا أخى تولد على الفطرة السليمة والتى يعرفون بها الله تعالى ووحدانيته فلا حاصل من هذا التقسيم الذى تفضلتم به ؛ فمن ينحرف عنها ثم يعاد إليها بطريق النظر العقلى هو عائد وليس مبتدئ مثله مثل المسفسط الذى تاب من سفسطته وإنكاره للبديهيات .
الأخ العزيز أبو سعد الحنفى وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، قلت يا أخى:

و بدون مقدمات أدخل في صلب الموضوع ،
فأقول أن إثبات وجهة نظري لا تحتاج لكثير تعقيد ، بل سيرى القارئ اللبيب أن ما نزعم إثباته موجود في كلام الأخ الفاضل أبي مريم حفظه الله عند رومه نفيه .
نعم ، فنحن بحول الله و قوته لن ندخل في مباحث جانبية ربما يخالفني فيها الأخ الفاضل ، بل سأنطلق مما اعترف به هو نفسه لأظهر له أن ما منعه هو عين ما صرح به ضمنا .
و هذه الدعوى العريضة التي ندعيها ستكون عن طريق تحليل عنوان الموضوع فقط ، فالدكتور الفاضل كتب عنوانا لموضوعه سماه بـ " الإيمان بالله ليس نظريا " .
إن الحكم على الشيء فرع عن تصوره ، هذا قول أهل الأصول ، و هو نفس قول المناطقة التصديق فرع التصور ، إذا ثبت هذا ، نقول اعلم أيها القارئ اللبيب أن ما يوصل إلى التصورات يدعى بقول شارح كما قال الإمام الأخضري رضي الله عنه ، و التصديق و هو إدراك النسبة أو إدراك الماهية مع الحكم عليها بالنفي أو الإثبات على خلاف بين مذهب الإمام الرازي و بقية المناطقة ، و ما يوصل إلى التصديق يسمى حجة عند العقلاء .
يعني مبحث التصورات ( تصور أطراف القضية ) يسبق إثبات أو سلب أحد طرفي القضية عن الأخرى ، و مبحث التصورات هو مبحث التعريفات ، و الدكتور أبو مريم قدم لنا قضية ، أي موضوع و محمول و نسبة ، و هو يرى سلب المحمول عن الموضوع ، و نحن ننازعه في هذا ، و كما قلت ، لما كان التصور يسبق التصديق ، أي أن التعريفات تسبق إثبات المحمول للموضوع أو نفيه عنه ، أرى أنه من المنطقي أن يقوم الدكتور بتعريفات لمصطلحاته حتى نتجنب كثيرا من الخلاف و الجدال ، فإذا حصل هذا سيرى القارئ الكريم كيف تزول الخلافات ، و يتضح بعد التحقيق أن الغلط يكمن في التعاريف .
و ضبط التعاريف هو أحد السبل التي تعصم المتحاورين الغلط .
موضوع هذه القضية هو " الإيمان بالله " و محمولها هو " نظريا " ، و النسبة هي السلب " ليس " ، و تبعا لما قررناه و نحن سنقدم تعاريف أهل العلم لهذه المصطلحات و سنرى كيف أن ضبط تعاريف هذه المصطلحات ينطوي على ما ندعيه و بالله تعالى التوفيق .
" الإيمان " كما عرفه أهل العلم ( راجع الدر الثمين و المورد المعين شرح المرشد المعين على الضروري من علوم الدين للإمام ميارة الفاسي ، و يسمى أيضا هذا الكتاب ميارة الكبير ) : الجزم المطابق للواقع عن دليل أو التصديق المطابق للواقع عن دليل ، المهم أنهم رحمهم الله على اختلاف عباراتهم اتفقوا على شرطين لكي يصح نسبة الإيمان لأحدهم ، و الشرطان هما " المطابقة للواقع " و " عن دليل " ، أما الجزم أو التصديق فليس بشرط ، و ذلك يعود لكون الإيمان أصلا هو التصديق لغة ، و الشرط يكون خارجا عن ماهية الشيء ، كالطهارة شرط لصحة الصلاة و ليس داخلا في ماهيتها .
فإيمان النصارى جزم و لكنه ليس مطابقا للواقع و بالتالي يستحيل أن يكون عن دليل ، و إيمان العامي مطابق للواقع و الدليل قد يكون جزمه بقول غيره أو يكون دليلا إجماليا ، فالجزم بقول الغير دليل أيضا ، أما طالب العلم فإيمانه مطابق للواقع و عن دليل تفصيلي ، و أهل العلم لم يختلفوا في كفر من لم يحقق الجزم أو المطابقة للواقع ، كإيمان النصارى و اليهود ، جزم و لكنه مخالف للأمر في نفسه ، كذلك الشاك أو الظان لم يختلفوا في كفره ، و إنما الخلاف وقع في الدليل ، أي هل يشترط فيه التفصيل أم لا ؟؟ ، فقالوا أن العامي عليه أن يحيط بدليل إجمالي و لو من جنس استدلال الأعرابي بالبعرة و البعير .
.
هذه تسمى سفسطة يا أخى الفاضل بدليل أنك لو استبدلت عبارة "الإيمان بالله تعالى" بعبارة "الإيمان بأن الواحد نصف الاثنين" فبنفس طريقتك ونفس عبارتك ستصل إلى أنها ليست بديهية وفطرية بل تحتاج لنظر واستدلال .
لقد قلت كلاما واضحا يفهمه القاصى والدانى وكررته مرارا ولا داعى من التقعر والتعنت فى شرح الكلام وهو أن معرفة الله تعالى تحصل للناس جميعا بالفطرة منذ نشأتهم وليست من العلوم النظرية التى تفتقر إلى النظر والاستدلال .
ولو أننى تابعت كل كلامك وفندته وجاريتك فيه لدخلنا فى تفاريع الله وحده يعلم متى وأين وكيف ستنتهى فكثير من كلامك ونقولك يا أخى فى حد ذاتها ليست دقيقة ومن مصنفات لا توصف بالعلمية ولا بالدقيقة لا شأن لها عند الباحثين المتخصصن ويكفى ما نقلته من تعريف الاعتقاد أو الإيمان والصحيح أنه الاعتقاد الجازم المطابق للواقع عن دليل أو ضرورة ، يعنى هناك كلمة "ضرورة" أنت تجاهلتها أو ربما اخترت هذا الكتاب الذى تناساها وتجاهلها مع أن هناك ما لا يحصى من المراجع المعتبرة بهذا الصددا عندك مثلا وبما أنك تميل لمذهب الأشاعرة : الرازى فى معالم أصول الدين ص20، الجرجانى فى التعريفات ص199، ابن حجر فى نزهة النظر ص41، النووى فى المجموع ص 17/384 .

أقول : ماهو تعريف الإيمان ؟؟ و ماهو المقصود بالإيمان بالله ؟؟؟
و ما معنى نظري ؟؟ و هل السلب الذي أوقعه الفاضل سلب دائم ، أم أنه سلب يصح ارتفاعه في وقت دون وقت ؟؟؟
طبعا هذه أسئلة موجهة للدكتور ، و هو المطالب بتقديم تعاريف لما قدمه لنا .

الإيمان بالله تعالى هو الإقرار بربوبية الله تعالى وألوهيته واتصافه بصفات الكمال وتنزهه عن صفات النقص وتعظيمه ومحبته ..وهذا متقرر فى أصل الفطرة قال تعالى (( وإذا أخذ ربك من بنى آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى )) ولم يستثن منه أحد من البشر فى أصل خلقته .

طيب ، بعد هذا الكلام المطول نسبيا ، و الذي يستطيع أي شخص أن يراجعه في كتب أهل العلم أقول ، لما كان هذا هو تعريف الإيمان صح لنا أن ندعي بعدها أن الدليل ( و لو إجمالا ) شرط في صحته ، و عدم الشرط يستلزم عقلا عدم المشروط .
ليس الدليل شرطا يا أخى لأن هناك أيضا الضرورة كإيمانك بأن الواحد نصف الاثنين فهذا لا يحتاج لدليل لأنك تعرفه بالضرورة .

ثم ننتقل لتحليل لفظة " الإيمان بالله " ، فهذا الإطلاق يحوي كثيرا من المباحث ، فهل المقصود بالإيمان بالله هو الجزم بوجوده ، أم الجزم بوجوده و صفاته و أفعاله ؟؟

طبعا الظاهر من كلام الدكتور الفاضل هو الحديث عن وجوده سبحانه ، إذ أنه يسلم معنا أن صفاته سبحانه تنقسم لما يستقل العقل بإدراكه دون توقف على الشرع كقدرته و علمه و حياته .. و منها ما لا يستطيع العقل الجزم بالثبوت أو السلب ، و هذه هي الصفات التي استقل الشرع بإثباتها كبصره و كلامه و سمعه سبحانه .

فلو كان يقصد بــ " الإيمان بالله " ما يشمل صفاته لنقض دعواه ، إذ إثبات الشرع متوقف على إثبات المعجزة ، و التصديق برسالة المصطفى صلى الله عليه و سلم ربنا .
و هذا لا يكون إلا نظريا ، و هذا ما لا ينازعنا فيه الأخ ، لذلك وجب حمل كلامه على الإيمان بوجوده سبحانه ، و لا يجوز تعديتها إلى غيرها لما في ذلك من النقض لدعوى الدكتور أبي مريم حفظه الله .
اقرأ قوله تعالى ((قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)) هذا هو المعنى الذى عنيته وهو ما يدل عليه لفظ الجلالة فدعك من تلك التقسيمات الصورية المبتدعة .

طيب ، بعد ذلك أقول ، هل التصديق بوجوده سبحانه هو مجرد الإيمان بوجوده دون قيود ، أم أن وجوب وجوده سبحانه قيد يخرج به وجود الممكنات ؟؟؟ إن قال لنا أن البديهي ، هو الإيمان بمجرد وجوده سبحانه ، فأقول هذا أصلا قد خالف الأمر في نفسه ، و هذا يبطل ما اشترطناه مقدما ، إذ وجوده سبحانه واجب ، نفيه يستلزم محالات عقلية لا تخفى على ذهن اللبيب ، فالتحقيق أنه ليس بإيمان أصلا و إن صح إطلاقه لغة
كلامك غير واضح يا أخى، وضح لو تكرمت .

إذا تقرر هذا أقول ، إذا كان وجوده واجب ، ألا يستلزم هذا إدراك معنى الواجب ، و معنى الإمكان ( أنا قلت معنى و لم أشترط اللفظ فتأمل ) ، و معنى مخالفته للحوادث سبحانه ، أي أن وجوده سبحانه ليس كوجود الموجودات التي نراها ، و هذا يستلزم نظرا و فكرا و لو بسيطا ، فننظر في خلق الله و نرى وجوب افتقارها ، ثم نحكم عقلا بوجوب وجود ذات علية رجحت جانب الوجود على العدم لهذه الممكنات التي نراها بأعيننا ، و إلا لما صح وجودها .
الواجب والممكن والممتنع من مبادئ التصورات التى يمكن التعبير عنها بأوضح منها كما قال إمامك الرازى فى المطالب العالية وغيره، وكون الخالق مغاير للمخلوق لا يحتاج لنظر واستدلال فمن علم أن للكون خالقا علم بنفس هذا العلم أن هذا الخالق غير هذا المخلوق كعلمك بأن الاثنين ضعف الواحد لا يقال إنه علم جديد يحتاج إلى استدلال بعد علمك بأن الواحد نصف الاثنين وكعلمك بأن أحد المتساويين مساو للآخر هو نفسه ما تعلم به أن الآخر مساو له وعلمك بأن هذا ابن لهذا هو نفسه ما تعلم به أن ذاك أب له.. ذكره من الأشاعرة الباقلانى والجوينى ورجحه الآمدى فى كتابه الأبكار.


و كل ما ذكرته آنفا يهدم دعوى الفاضل بكون وجوده سبحانه بديهي ، و سيأتيك مزيد بيان ، عندما نعرف البديهي و النظري كما عرفه أهل العلم . ؟؟!!

قال الإمام الأخضري رضي الله عنه ( صاحب السلم المرونق في المنطق و الجوهر المكنون في البلاغة و المختصر في فقه السادة المالكية ) ، عند شرحه لقوله في منظومته الشهيرة التي طارت بها الركبان " و النظري ما احتاج للتأمل #### و عكسه هو الضروري الجلي "
حيث قال : " أعني أن العلم الحادث قسمان : ضروري و نظري :
فالضروري : ما يدرك بديهة بلا تأمل ، كالعلم بأن الواحد نصف الاثنين و النار محرقة .
و النظري : ما يحصل بالنظر و الاستدلال ، كالعلم بأن الواحد عشر عشر المائة و بأن العالم حادث ..
و النظر ترتيب أمور معلومة على وجه يؤدي إلى استعلام ما ليس بمعلوم " اه .
و قال الإمام الأصولي المتكلم " ابن جزي الكلبي المالكي الغرناطي " ، في كتابه الماتع " تقريب الوصول إلى علم الأصول " ، في تعريف الضروري و النظري ، ما نصه :
" وأما العقلي: فينقسم قسمين: ضروري ونظري.
فالضروري: هو الذي لا يفتقر إلى نظر واستدلال، ويسمى أيضاً البديهي، كعلم الإنسان بوجود نفسه، وعلمه بأن الاثنين أكثر من الواحد، وعلمه بأن المصنوع لا بد له من صانع، وشبه ذلك من الأوليات.
والنَّظريّ بخلافه، وهو الذي يفتقر إلى نظر واستدلال " اه .
إلى هنا أكتفي من نقل التعاريف ، و أقول أن في ما أوردته كفاية و زيادة ، إذ رغم اختلاف التعابير ، فهم متفقون على أن الضروري ما لا يحتاج إلى نظر و استدلال ، بخلاف النظري .
و الآن ، أحبتي الكرام لاحظوا كيف أن دعوى الدكتور أبي مريم لا تصمد بعد هذه التعاريف ، فقوله أن الإيمان بوجوده سبحانه ليس نظريا كلام متناقض ، إذ الإيمان أصلا يستلزم دليلا ( و إن كان إجماليا ) ، و الاستدلال لا يكون إلا في القضايا النظرية ، و بالله تعالى التوفيق . اعذرنى يا أخى فكلامك كله يخلو من وجه استدلال .
ابدأ من عبارة أن النظرى ما يحتاج لنظر واستدلال والضروى ما لا يحتاج لنظر واستدلال وحاول مرة أخرى .

أضيف فأقول ، بعضهم توهم أن وجوده سبحانه فطري بمعنى أنه بديهي ، و ربما استأنس بالحديث المروي في صحيح مسلم ، مع أن الحديث يتحدث عن الإسلام و ليس عن الإيمان ، و الحديث له تفسيرات عند أهل العلم ، لأنه في بعض الروايات قد وردت زيادة ، و هي " و إن كانا مسلمين فمسلم " ، و هذه لم ينتبه لها البعض ، و هي توضح بعض ما يلتبس ، فالفطرة تكون بالتالي بمعنى الاستعداد لقبول رسالة الإسلام ، لأن واضع الإسلام و خالق نفوس العباد واحد .
ما ذا تقصد بقولك توهم وما علاقته بما بعده ؟
هل تقصد مثلا أن استئناسهم بهذا الحديث فقط جعلهم يتوهمون ذلك ، أم تدعى أنهم واهمون بدون أن يكون لديك دليل ثم تذكر كلاما عن حديث كنوع من النقل الذى تزين به كلامك ؟!


دليل آخر : القضايا إما نظرية أو بديهية ، و البديهيات التصديقية معلومة ، كأن الجزء أصغر من الكل ، و كون الترجيح بدون مرجح باطل ، و لا يجوز رفع أو اجتماع النقيضين ...

و النظري ينبني ضرورة على البديهي ، أي أن القضايا النظرية بعد تفكيكها لا بد و أن تعود لإحدى البديهيات العقلية أو المحسوسات ... فالمحسوس برهانه في نفسه ، طيب واضح لكل ذي لب أن الاستدلال على وجوب وجوده سبحانه يكون ضرورة انطلاقا من ملاحظة وجوب افتقار المخلوقات ، و الإمكان أو الحدوث فرع الإفتقار .
طيب ، لو جاء شخص و زعم اجتماع النقيضان أو ارتفاعهما ، و قدم شبهات طويلة ، فالأصل أن نقول " شبهة في مقابل بديهة " ، و لا يصح عقلا الاستدلال على بدهية البديهيات ، فهذا يجعلها نظرية و هذا خلف .
لا يصح عقلا بمعنى أنه تحصيل لحاصل فهذا ما أوافقك فيه، أما أنه لا يستحيل أن نجعل البديهة نتيجة فى قياس مطلقا فهذا ليس صحيحا فمن ذا الذى يمنع من ذلك ؟!


بقي أن أقول أن الأخ الفاضل و الحبيب إلى قلبنا لما له من جهود في الذب عن دين الله تعالى ، الدكتور أبا مريم ، مطالب بتعريفات معتمدة لما قدمه لنا ما معنى تعريف معتمد يا أخى ؟ يعنى عليه ختم النسر مثلا ؟
الكلام واضح يعلمه القاصى والدانى وقد أوضحته مرارا وتكرارا ولا أظن أن أحدا لا يعرف معنى أن الإيمان بالله تعالى فطرى ولا يحتاج لنظر واستدلال عقلى كما زعم المعتزلة وبعض الأشاعرة ، إلا إذا كنت تريد الدخول فى متاهات لفظية لا تنتهى .


ثم إن الاعتراض لا يكون بقوله أن وجوب وجوده واضح لكل عاقل ، فهذا ما لا ننازع فيه ، و لكن وضوح هذا الاستدلال لا يستلزم قلب حقيقته ، و كما قلت فالدليل الإجمالي دليل عقلي معتبر عند العلماءما الذى تقصده بالدليل ؟ إن كنت تقصد المعنى الاصطلاحى وهو ما يتوصل بصحيح النظر فيه إلى المطلوب ومثاله الاستدال على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم أو على أن القرآن من عند الله تعالى فأنت لم تأت حتى الآن بما يثبت أنه واجب الإتيان به لمعرفة الله تعالى ، وإن كنت تقصد المعنى اللغوى الذى يصح معه لغة أن نقول عرفنا الله تعالى بدليل الفطرة فلا وجه لاعتراضك ، أما إن كنت تستعملهما معا أو لا تعرف على وجه التحديد أيهما تستعمل فتلك مغالطة لفظية .

بل إنهم رضي الله عنهم لم يشترطوا مصطلحات أهل المنطق و الكلام كما توهم بعضهم ، فالعبرة بالمعاني لا بالمباني ،
وأين أنت من هذا يا أخى ؟

و من ينفي هذه المعاني عن القرآن فهو يعيبه لا يمدحه ،
سبحان الله
أين هى المعانى ومن هو الذى نفاها ؟
سألتك عن أدلة من القرآن الكريم على أن الإيمان بالله تعالى يحتاج لنظر وليس فطرى وبديهى فلم تأت بشىء ثم تلمح إلى أننى أنكرها وأعيب بذلك على القرآن !!

، بل قالوا ، يكفي الدليل الإجمالي كما تعتقد العجائز و أغلب العوام ،
ولو سألت العجائز عن أدلتهم على وجود الله تعالى فلن تظفر منهن بشىء يقبله هؤلاء المتكلمون ، وهذا يدل على تناقض المتكلمين لأنهم قالوا بصحة إيمان هؤلاء العجائز استنادا لتلك الأدلة التى لا تصح أصلا فكأنهم يقرون بإيمان على أدلة باطلة وقد صرح بذلك بعضهم بالفعل فى كتابه إلجام العوام وقال إن المقصود هو حصول الإيمان بغض النظر عن الدليل وهو ما لا يقر به أحد من المتكلمين وما كان أغناهم عن هذا التناقض لو أنهم سلموا بدليل القرآن وقالوا بأن الله تعالى يعرف بالفطرة وليس العلم بالله تعالى موقوفا على الأدلة العقلية .

ثم إنهم يفضلون أدلة القرآن ، مع ملاحظة أن القرآن فيه من القياسات المنطقية و الحجج العقلية ما يثبت كونه من عند الله ، و ليراجع القارئ الكريم كتاب " القسطاس المستقيم " لحجة الإسلام ، أو راجع تفسير بعض الآيات لأهل العلم ، كقوله سبحانه " أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون " ؟؟؟
هذا مفروغ منه لكن ليس من بينها دليل على وجود الله تعالى بل دليلا على أن ذلك هو صميم الفطرة التى فطر الناس عليها وأنه ليس موضعا للشك أصلا وأن التشكيك فيه ضرب من الجنون والهذيان وأما قوله تعالى أم خلقوا من غير شىء أم هم الخالقون فليس للاستدلال على وجود الله تعالى لأن السياق يخاطب المشركين من كفار مكة ومن على شاكلتهم وليس ملاحدة يكفرون بوجود الله تعالى، ويستدل على ذلك أيضا باستعمال لفظة خلقوا وليس أتوا أو وجدوا يعنى أنهم كانوا يقرون بفكرة الخلق ووجود الخالق .

فالقرآن ، أدلته عقلية ، باعتبار تحقق معنى الدليل العقلي ، و لم يشترط عالم معتبر ورود اللفظ بعينه ، كذلك استدلال الأعرابي استدلال عقلي صحيح ، و إن كان إجماليا ، فلا يجوز بعدها أن ندعي أن وجوده سبحانه بديهي ، لأن البديهة لها تعريف ، و النظري كذلك .
كما قلت آنفا ليس معنى أننا نستدل على وجود الله تعالى بأدلة عقلية أن ذلك هو طريق معرفة الله تعالى وأن الإيمان بالله تعالى ليس فطريا، وما من قضية بديهية فطرية إلا ويمكن أن تجعلها نتيجة فى قياس صحيح لكنك ستجدها دائما أعرف من المقدمات .

متعلم أمازيغي
03-15-2009, 09:58 PM
في كتاب "فصل المقال" كلام نفيس للامام ابن رشد الفيلسوف،رد فيه على الفقهاء الذين حرموا النظر في كتاب القدماء و نهوا عن الاشتغال بالفلسفة بنظرة فقهية شرعية ،فانطلق مما يسميه "فعل الفلسفة" و بين بالنص القرآني أنه واجب بالشرع ، اذ أن "فعل الفلسفة" أو "التفلسف" ليس الا النظر في الموجودات و اعتبارها من حيث دلالتها على الخالق و الصانع سبحانه و تعالى و هذا عين ما دعى اليه الباري سبحانه و تعالى بقوله "و اعتبروا يا أولي الأبصار"،و الاعتبار كما يقول المناطقة هي الوصول الى نتيجة مجهولة انطلاقا من مقدمة معلومة(هو نفسه القياس عند الفقهاء)،و مادام أن الله قال " اعتبروا" و هو فعل أمر و معلوم عند الأصوليين أن الأمر للوجوب،فيكون النظر العقلي أو الاعتبار واجب في اثبات الله عز وجل،و الله أعلم

أبو مريم
03-15-2009, 11:35 PM
في كتاب "فصل المقال" كلام نفيس للامام ابن رشد الفيلسوف،رد فيه على الفقهاء الذين حرموا النظر في كتاب القدماء و نهوا عن الاشتغال بالفلسفة بنظرة فقهية شرعية ،فانطلق مما يسميه "فعل الفلسفة" و بين بالنص القرآني أنه واجب بالشرع ، اذ أن "فعل الفلسفة" أو "التفلسف" ليس الا النظر في الموجودات و اعتبارها من حيث دلالتها على الخالق و الصانع سبحانه و تعالى و هذا عين ما دعى اليه الباري سبحانه و تعالى بقوله "و اعتبروا يا أولي الأبصار"،و الاعتبار كما يقول المناطقة هي الوصول الى نتيجة مجهولة انطلاقا من مقدمة معلومة(هو نفسه القياس عند الفقهاء)،و مادام أن الله قال " اعتبروا" و هو فعل أمر و معلوم عند الأصوليين أن الأمر للوجوب،فيكون النظر العقلي أو الاعتبار واجب في اثبات الله عز وجل،و الله أعلم
لا تخلط يا أخى بين القول بأن معرفة الله تعالى فطرية ولا تحتاج لنظر واستدلال وبين القول بنفى النظر والاستدلال مطلقا .
والآية الكريمة إنما يستدل بها الأصوليون على حجية القياس بصفة عامة ونحن لا ننازع فى ذلك ولا فى إمكانية الاستدلال على وجود الله تعالى بالدليل العقلى ومشروعية ذلك وإنما فى اعتبار ذلك ضروريا ولازما ولا تتم ولا تحصل المعرفة بالله تعالى إلا به كما زعم المعتزلة وكثير من الأشاعرة وبعض الحنابلة .

متعلم أمازيغي
03-16-2009, 01:20 PM
اذا كانت الآية دليل على وجوب القياس الشرعي الذي بوساطته نعرف الأحكام الشرعية للمكلفين فمن باب أولي أن تكون حجة على وجوب القياس العقلي لالثبات الله سبحانه وتعالى اذ العبرة بعموم اللفظ و كل الآيات المبدوءة ب " و من آياته.." فيها دعوة الى التأمل و استخدام العقل للوصول الى أسمى الغايات و هي معرفة واجب الوجود سبحانه و تعالى،و نحن لا نختلف معك أستاذنا الفاصل في جبلة الانسان على الايمان بالله،لكن أين دور العقل؟و ما موقعه من معرفة الله عز وجل؟الاعتماد على الفطرة فقط اقصاء لأفضل ما أوتي الانسان و مناط تكليفهم ألا و هو العقل،و حسبك أن المجنون غير مكلف،فتأمل!
ثم دليل آخر استنبط منه العلماء وجوب معرفة الأصول الثلاثة (الله،الرسول،الاسلام) بالدليل سواء كان شرعي أو عقلي و هو سؤال الملك في القبر،فيقال من ربك فيجيب المقلد هاه هاه سمعت الناس يقولون شيئا فقلته،و هنا قرر العلماء أن "التقليد في العقائد كفر" و قد ذكر ذلك الشيخ صالح آل الشيخ في شرحه للأصول الثلاثة،و العلم لله.

أبو مريم
03-16-2009, 02:35 PM
اذا كانت الآية دليل على وجوب القياس الشرعي الذي بوساطته نعرف الأحكام الشرعية للمكلفين فمن باب أولي أن تكون حجة على وجوب القياس العقلي لالثبات الله سبحانه وتعالى اذ العبرة بعموم اللفظ و كل الآيات المبدوءة ب " و من آياته.." فيها دعوة الى التأمل و استخدام العقل للوصول الى أسمى الغايات و هي معرفة واجب الوجود سبحانه و تعالى،
أخى الفاضل كلامك إنشائى وليس فيه أدلة على أن معرفة الله تعالى ليست فطرية ، والدعوة للتأمل ليست بالضرورة لإثبات وجود الله تعالى ابتداء بل قد تكون لزيادة الإيمان وجلاء الفطرة .

و ما موقعه من معرفة الله عز وجل؟الاعتماد على الفطرة فقط اقصاء لأفضل ما أوتي الانسان و مناط تكليفهم ألا و هو العقل،و حسبك أن المجنون غير مكلف،فتأمل!
بل قولك إنها لا تكون إلا بالعقل فيه نفى للفطرة التى فطر الله الناس عليها .وليس بالضرورة أن يكون للعقل ( النظرى ) دور فى كل شىء بل هناك قضايا نسلم بها دون نظر واستدلال كالبديهيات دون أن يعنى ذلك إقصاء العقل .

ثم دليل آخر استنبط منه العلماء وجوب معرفة الأصول الثلاثة (الله،الرسول،الاسلام) بالدليل سواء كان شرعي أو عقلي و هو سؤال الملك في القبر،فيقال من ربك فيجيب المقلد هاه هاه سمعت الناس يقولون شيئا فقلته،و هنا قرر العلماء أن "التقليد في العقائد كفر" و قد ذكر ذلك الشيخ صالح آل الشيخ في شرحه للأصول الثلاثة،و العلم لله.
ومن قال يا أخى إن الإيمان بالفطرة نوع من التقليد ؟!

اخت مسلمة
03-16-2009, 03:25 PM
اختلف العلماء ياأخي في ايمان المقلد لايصح ان نجعله كفر فجداتنا واجدادنا كانوا غير متعلمين وليس لهم علاقة لابكتب ولابدراسات ولا باقوال علماء ولا اختلافاتهم وكانوا يعرفون واجباتهم الدينية ويقومون بها على اكمل وجه وهذه فطرة وتقليد في آن معا فلو الزمناهم مثلا بمنع التقليد والالتزام بالاجتهاد لالزمناهم بما لايطيقون هم يعرفون الله ويعرفون رسول عليه الصلاة والسلام ويعلمون مايجب ومالايجوز وعاشوا وماتوا على ذلك وحسنت ولله الحمد خواتيمهم منهم من مات وهو يصلي ومنهم من مات متوضئا فهل هؤلاء كفار ؟ هل يجوز تكفيرهم ؟
فمابال الجارية التي عاشت في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام وسالها اين الله قالت في السماء وسالها من انا (عليه الصلاة والسلام)قالت انت رسول الله فقال لصاحبها اعتقها فانها مؤمنة ,
اذن الاختلاف في المسالة بين العلماء لايصل الى حد التكفير
تحياتي

أبو مريم
03-16-2009, 03:42 PM
اختلف العلماء ياأخي في ايمان المقلد لايصح ان نجعله كفر فجداتنا واجدادنا كانوا غير متعلمين وليس لهم علاقة لابكتب ولابدراسات ولا باقوال علماء ولا اختلافاتهم وكانوا يعرفون واجباتهم الدينية ويقومون بها على اكمل وجه وهذه فطرة وتقليد في آن معا فلو الزمناهم مثلا بمنع التقليد والالتزام بالاجتهاد لالزمناهم بما لايطيقون هم يعرفون الله ويعرفون رسول عليه الصلاة والسلام ويعلمون مايجب ومالايجوز وعاشوا وماتوا على ذلك وحسنت ولله الحمد خواتيمهم منهم من مات وهو يصلي ومنهم من مات متوضئا فهل هؤلاء كفار ؟ هل يجوز تكفيرهم ؟
فمابال الجارية التي عاشت في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام وسالها اين الله قالت في السماء وسالها من انا (عليه الصلاة والسلام)قالت انت رسول الله فقال لصاحبها اعتقها فانها مؤمنة ,
اذن الاختلاف في المسالة بين العلماء لايصل الى حد التكفير
تحياتي
هذا لا يسميه تقليدا إلا من اشترط فى حصول الإيمان النظر والاستدال وترتيب المقدمات أو ما يعرف بالاستدلال العقلى النظرى كما يدعى المعتزلة وهو فى الحقيقة ليس تقليدا بل اتباع للفطرة الصحيحة التى فطر الناس عليها .

متعلم أمازيغي
03-16-2009, 07:10 PM
يا عزيزي أنت بكلامك أقرب الى المعتزلة الذين استأثروا بالعقل فادعوا أن الحسن ما حسنه العقل و القبيح ما قبحه العقل من غير حاجة الى الشرائع ،و جعلوه من الألطاف الالهية –كذا يسمونه- حتى قيل أنهم أجلسوه فوق العرش –أي معبودهم- ، و ان كنا نشنع عليهم لأنهم استأثروا بالعقل في الحكم على الأشياء و اعطائها قيمة لتيقنهم بأن البديهيات العقلية لا تتعارض مع الشرع اذ كلاهما حق و الحق لا يضاد الحق،فكذلك جعل الفطرة أساس المعرفة بالله لوحدها يضاهي غلو المعتزلة في العقل .
لو كانت الفطرة وحدها كافية للايمان بالله لما أرسل الله الرسل بل لكان فعله عبثا –تعالى الله- ،و معلوم أن المعرفة بالله كما يقول ابن قيم رحمه الله قسمان معرفة يشترك فيها الكل الفاجر و البار و الموحد و المشرك و هي التي تكون نابعة من الفطرة أي الاقرار بوجود الصانع مسبب الأسباب،أما المعرفة الحقيقية التي هي غاية ارسال الرسل و انزال الكتب و خلق الجنة و النار فهي التي تكون سبيلا لمحبته و هذه لا بد فيها من اتباع الرسل،و كم من فرقة تقر بوجود الاله(لا أقول مؤمنة لأن الايمان أعم،و أنت في عنوان الموضوع أشرت الى الايمان بمفهومه الاصطلاحي لا محالة) لا تؤمن بالنبوات؟ كالفلاسفة و هم أصحاب ذكاء الفطرة –كما يحلو لهم تسمية أنفسهم- قالوا اذا كان بعث السلطان لرسله الى أطراف الناس ممتنع فارسال الله للرسل الى الخلق يمتنع من باب أولى،فهل ايمان فطرتهم هذا يجدي شيئا؟
ثم اذا كانت معرفة الله معرفة حب لا تكون الا بالقيام بما أمر و ترك ما نهى عنه و زجر ، فهل من دليل في الفطرة على تلك الأوامر و النواهي؟ هل من دليل في الفطرة على صفة الصلاة و كيفية أداء مناسك الحج؟بل بداهة الأمر يحتاج الى نظر في الأدلة الشرعية و فهم للنصوص و هذا لا يكون الا بالعقل،و قد علم أن الايمان شعب و القول بأن الايمان تصديق فقط سقوط في وحل الارجاء،فلا بد فيه من العمل،ليكون القيام بالعمل الصحيح شرط في صحة الايمان،و الاحاطة بهذا العمل يحتاج منا الى نطر و استدلال،و من هذا الباب دخل الشر على النصارى و ضلوا عن الصراط المستقيم لكونهم عملوا من غير علم،و الحاصل أن الذي يجعل الفطرة وحدها كفيلة لتحقيق المعرفة بالله فهو بجرثومة الارجاء ملوث لأنه حصر مفهوم الايمان في الاقرار بالله،و بالتالي فلا يضر مع الاقرار به اقتراف ذنب،بل عندهم ايمان ابليس و فرعون -لعنة الله عليهما- يوازي ايمان الأنبياء و الملائكة صلوات ربي و سلامه عليهم.
ملحوظة : أعتذر أني لا أوثق كلامي لأنه ليس معي مراجع فنحن لا نتصل الا من مقاهي الأنترنت لغربتنا عن البلد الأم.
ننتظر أيها الفاضل أدلتك بخصوص الموضوع(اشتراط الفطرة فقط في حصول الايمان)
:hearts::hearts:

أبو مريم
03-16-2009, 11:06 PM
يا عزيزي أنت بكلامك أقرب الى المعتزلة الذين استأثروا بالعقل فادعوا أن الحسن ما حسنه العقل و القبيح ما قبحه العقل من غير حاجة الى الشرائع ،و جعلوه من الألطاف الالهية –كذا يسمونه- حتى قيل أنهم أجلسوه فوق العرش –أي معبودهم- ، و ان كنا نشنع عليهم لأنهم استأثروا بالعقل في الحكم على الأشياء و اعطائها قيمة لتيقنهم بأن البديهيات العقلية لا تتعارض مع الشرع اذ كلاهما حق و الحق لا يضاد الحق،فكذلك جعل الفطرة أساس المعرفة بالله لوحدها يضاهي غلو المعتزلة في العقل .

أقرب للمعتزلة أم على النقيض من المعتزلة ؟
لقد عاب العلماء على من يجعل من لازم المذهب مذهب وأنت تجعل من نقيض المذهب مذهب !!
لا يا أخى الفاضل أنا لست قريبا من المعتزلة ولا شبيها بهم .وليس القول بأن الله تعالى قد فطر الناس على الإيمان به ومحبته من الغلو فى الفطرة.

لو كانت الفطرة وحدها كافية للايمان بالله لما أرسل الله الرسل بل لكان فعله عبثا –تعالى الله- ،
الرسل قد بعثت لإتمام مكارم الأخلاق وصيانة الفطرة وتبليغ الشرائع وإقامة الدين بين الناس ولم يقل أحد إن الفطرة تغنى عن كل ذلك فلا تحمل كلامى ما لا يحتمل لتستنتج منه ما تشاء .

و معلوم أن المعرفة بالله كما يقول ابن قيم رحمه الله قسمان معرفة يشترك فيها الكل الفاجر و البار و الموحد و المشرك و هي التي تكون نابعة من الفطرة أي الاقرار بوجود الصانع مسبب الأسباب،أما
هذا هو عين ما ذكرته ويبدو لى أنك لا تقرأ جيدا يا أخى راجع الموضوع مرة أخرى وتأمله جيدا .

المعرفة الحقيقية التي هي غاية ارسال الرسل و انزال الكتب و خلق الجنة و النار فهي التي تكون سبيلا لمحبته و هذه لا بد فيها من اتباع الرسل
وهل من قال إن الله تعالى يعرف بالفطرة وأن الناس مجبولة بفطرتها على الإقرار بوجود الله تعالى ومحبته وأن كل مولود يولد على تلك الفطرة وأن الله تعالى خلق عباده حنفاء فاجتالتهم الشياطين.. هل من يقول بذلك يكون كافرا بالرسل مستغنيا عنهم ؟!


،و كم من فرقة تقر بوجود الاله(لا أقول مؤمنة لأن الايمان أعم،و أنت في عنوان الموضوع أشرت الى الايمان بمفهومه الاصطلاحي لا محالة) لا تؤمن بالنبوات؟ كالفلاسفة و هم أصحاب ذكاء الفطرة –كما يحلو لهم تسمية أنفسهم- قالوا اذا كان بعث السلطان لرسله الى أطراف الناس ممتنع فارسال الله للرسل الى الخلق يمتنع من باب أولى،فهل ايمان فطرتهم هذا يجدي شيئا؟

لا يا أخى الفلاسفة ليسوا متبعين للفطرة فلا تخبط شمالا ويمينا فى استدلالاتك ودقق كلامك وحققه .



ثم اذا كانت معرفة الله معرفة حب لا تكون الا بالقيام بما أمر و ترك ما نهى عنه و زجر ، فهل من دليل في الفطرة على تلك الأوامر و النواهي؟ هل من دليل في الفطرة على صفة الصلاة و كيفية أداء مناسك الحج؟بل بداهة الأمر يحتاج الى نظر في الأدلة الشرعية و فهم للنصوص و هذا لا يكون الا بالعقل،و قد علم أن الايمان شعب و القول بأن الايمان تصديق فقط سقوط في وحل الارجاء،فلا بد فيه من العمل،ليكون القيام بالعمل الصحيح شرط في صحة الايمان،و الاحاطة بهذا العمل يحتاج منا الى نطر و استدلال،و من هذا الباب دخل الشر على النصارى و ضلوا عن الصراط المستقيم لكونهم عملوا من غير علم،و الحاصل أن الذي يجعل الفطرة وحدها كفيلة لتحقيق المعرفة بالله فهو بجرثومة الارجاء ملوث لأنه حصر مفهوم الايمان في الاقرار بالله،و بالتالي فلا يضر مع الاقرار به اقتراف ذنب،بل عندهم ايمان ابليس و فرعون -لعنة الله عليهما- يوازي ايمان الأنبياء و الملائكة صلوات ربي و سلامه عليهم.
و الحاصل أن الذي يجعل الفطرة وحدها كفيلة لتحقيق المعرفة بالله فهو بجرثومة الارجاء ملوث لأنه حصر مفهوم الايمان في الاقرار بالله،و بالتالي فلا يضر مع الاقرار به اقتراف ذنب،بل عندهم ايمان ابليس و فرعون -لعنة الله عليهما- يوازي ايمان الأنبياء و الملائكة صلوات ربي و سلامه عليهم.

ولو طبقنا كلامك هذا لقلنا إن الحمزة رضى الله عنه لم يكن محبا لله تعالى ولا مؤمنا به لأنه قد مات قبل نزول أية تحريم الخمر وكان شاربا لها وكذلك سمية وزوجها رضى الله عنهما لأنهما لم يعرفا الصيام ولا الحج والزكاة لأنهما شرعا بالمدينة بعد ذلك، ومنهم من مات ولم يسجد لله سجدة رضى الله عنهم وأرضاهم .
لا طبعا، الإنسان بطبيعته مفطور على محبة الله والالتزام بشريعته متى عرفها كما أن الطفل الصغير يكون مفطورا على تقبل ثدى أمه متى أمكنه التوصل إليه، كما أنه لا علاقة لذلك بالاكتفاء بالإيمان القلبى أو اللفظى عن العمل بالشرائع كما تدعى ولا أدرى من أين ولا كيف تأتى بهذا الكلام الباطل الذى تلقيه على الناس جذافا .
والحاصل أن فى كلامك يا أخى جرثومة خنفشارية فأنت يا أخى العزيز لا تكتفى بجعل لازم المذهب مذهب بل وتدعى أن نقيض المذهب هو مذهب كذلك وتضع العبارات الإنشائية والخطابية وتستنتج منها بطريقة غير صحيحة أحكاما خاطئة وتحمل كلام الناس ما لا يحتمل لتستنتج منه ما تشاء ثم ترمى بالتهم والأوصاف جذافا وإلا خففتها بالرمى بجراثيم التهم والأصاف .


ملحوظة : أعتذر أني لا أوثق كلامي لأنه ليس معي مراجع فنحن لا نتصل الا من مقاهي الأنترنت لغربتنا عن البلد الأم.

ننتظر أيها الفاضل أدلتك بخصوص الموضوع(اشتراط الفطرة فقط في حصول الايمان)


إذن فأنت لا تشترط الفطرة فقط بل تشترط شروطا أخرى فأنت المطالب بذكر ما يزيد على ما تم الاتفاق عليه ..هذا هو جواب لفظك؛ يعنى ببساطة يا أخى أنت لا تعرف صياغة حتى السؤال الدال على عدم قراءتك لما يكتب ؟
طيب يا أخى سأفترض أن سؤالك على النحو التالى : ما هى أدلتك على أن الإيمان بالله تعالى فطرى :
ذكرت أكثر من دليل من القرآن الكريم منها قوله تعالى (( وإذ أخذ ربك من بنى آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسكم ألست بربكم قالوا بلى )) .

حمادة
03-16-2009, 11:39 PM
عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏قال ‏: ‏قال النبي ‏ ‏صلى الله ‏عليه وسلم : ‏ ‏كل مولود‏ يولد على الفطرة ‏ فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه....البشرية كلها مفطورة على الايمان بالله جل جلاله لدالك فالايمان بالله تعالى فطري والدليل على ذلك ان كل حضارة عبر التاريخ الا وكانت لها معابد تتعبد فيها وهناك ايضا من علماء الاجتماع من قام بعدة ابحاث حول تاريخ ظهور الايمان بالله تعالى فوجد ان الانسان مفطور على الايمان به بكلمة اخرى وجدوا ان الايمان بالله فطري بل وجدوا هناك بعض القبائل من كانوا يعبدون اله واحد خير حكيم عليم ... ولكن هذه الفطرة قد تنحرف بالانسان وتجعله يشرك مع الله اله اخر ولذلك

الرسل قد بعثت لإتمام مكارم الأخلاق وصيانة الفطرة وتبليغ الشرائع وإقامة الدين بين الناس ولم يقل أحد إن الفطرة تغنى عن كل ذلك فلا تحمل كلامى ما لا يحتمل لتستنتج منه ما تشاء .
الإيمان بالله من البديهيات عند المؤمن وإلا ما وجد ملحدون والإيمان بالله اصل البديهيات عند جميع الناس مؤمنهم وكافرهم ويستدل على ذلك بوجود الملحدين فالإنسان يحركه ما يقلقه أو ما يحبه وهم يحبون ألا يكون للكون خالق يلزمهم بتكاليف الإيمان ويعرضهم لخطر العقاب إلى جانب الثواب فالبديهية موجودة عقولهم تتحرك بداخلهم ويحاولون طمسها بعقولهم أو بقلوبهم فهو صراع داخلى سواء اعترفوا به أو أنكروه ويدفعهم للحوار مع المؤمنين!
واهل الالحاد ينكروا الفطرة من حيث كونها موجودة , وهذا انكار عناد لاننا نعرف وجودها من المشاهد من تصرفات المخلوقات وافعال الناس , نجد ذلك في كل المخلوقات في اعمال تقوم بها قبل ان تتعلمها من احد : كبحث المولود عن الحليب في موضعه ومصه الحليب دون ان يعلمه احد من قبل .فهل تعلم المولود الرضاعة من احد ام انه عمل فطري بالغريزة ؟
ومن الفطرة معرفة وجود خالق يعرف بفضله على الناس والدين الحق يعطيكّ التفسير الحقيقي و المعقول لهذه الحياة و هذا هو التفسير الذي تتقبله الفطرة , بخلاف التفسير الإلحادي الشاذ و الزائغ .
والملحد تختلط لديه البديهيات بالأباطيل لأن منهجه فى تبرير الإلحاد قائم على مذهب السفسطة واللاأدرية.
فالايمان بالله فطري فلا يوجد انسان على فطرة سليمة ينكر وجود الله والا اتوني بانسان على فطرته ينكر وجود الله ؟!
جدتي وجدتك لا دخل لها باي علم كلام او شيء من هذا القبيل وتجدها اكثر ايمانا من المتكلمين وذلك باعتمادها فقط على الفطرة لا الوجود وواجب الوجود وممكن الوجود والجوهر والعرض !!!

متعلم أمازيغي
03-17-2009, 12:37 AM
أقرب للمعتزلة أم على النقيض من المعتزلة ؟
لقد عاب العلماء على من يجعل من لازم المذهب مذهب .
من الأمانة العلمية أن تذكر أن بين العلماء اختلاف في ما ان كان لازم المذهب مذهب


لا يا أخى الفاضل أنا لست قريبا من المعتزلة ولا شبيها بهم .وليس القول بأن الله تعالى قد فطر الناس على الإيمان به ومحبته من الغلو فى الفطرة..
حلال علي حرام عليك؟ و هل من يبجل العقل باعتباره أشرف ما وهب الله للانسان و بواسطته نعلم الحق سبحانه و تعالى غلو و ابتداع!


الرسل قد بعثت لإتمام مكارم الأخلاق..
ليس كذلك
الغاية الأسمى من بعث الرسل هي توحيد الله عز وجل و كل الآيات التي فند فيها سبحانه و تعالى الشرك عقلية كقوله تبارك وتعالى ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء في ما رزقناكم؟ و هي براهين تلزم الخصم على الاقرار ببطلان الشرك



لا يا أخى الفلاسفة ليسوا متبعين للفطرة فلا تخبط شمالا ويمينا فى استدلالاتك ودقق كلامك وحققه ..
ناقل الكفر ليس كافر، الفلاسفة يصفون أنفسهم بأنهم أصحاب فطر فائقة


ولو طبقنا كلامك هذا لقلنا إن الحمزة رضى الله عنه لم يكن محبا لله تعالى ولا مؤمنا به لأنه قد مات قبل نزول أية تحريم الخمر وكان شاربا لها وكذلك سمية وزوجها رضى الله عنهما لأنهما لم يعرفا الصيام ولا الحج والزكاة لأنهما شرعا بالمدينة بعد ذلك، ومنهم من مات ولم يسجد لله سجدة رضى الله عنهم وأرضاهم .

كلام فارغ،و ليس في كلامي ما يدل على ذلك،و لن يقول ذلك من كانت له مسكة عقل،ثم لو كان حمزة رضي الله عنه في المرحلة المدنية حيث التشريعات و لم يعمل بها لما صح ايمانه،و من كان حيا و لم تبلغه الرسالة فليس عليه شئ،و ما ربك بظلام للعبيد..

والحاصل أن فى كلامك يا أخى جرثومة خنفشارية فأنت يا أخى العزيز لا تكتفى بجعل لازم المذهب مذهب بل وتدعى أن نقيض المذهب هو مذهب كذلك وتضع العبارات الإنشائية والخطابية وتستنتج منها بطريقة غير صحيحة أحكاما خاطئة وتحمل كلام الناس ما لا يحتمل لتستنتج منه ما تشاء ثم ترمى بالتهم والأوصاف جذافا وإلا خففتها بالرمى بجراثيم التهم والأصاف ...
رمتني بدائها و انسلت،ما تذب عنه يستمد قوته من الخطابية،و بالضرورة من لم يكن برهانيا أو جدليا فهو خطابي،و معلوم أن الذي جعل أتباع السلف ينهون عما أحدثه أهل الكلام هو عدم امكان العامة استيعاب ذلك،و لكن ابن رشد اشترط فيمن تعاطى لهذه العلوم ذكاء الفطرة و العدالة الشرعية و الخلقية،و هذا ما لا يتمتع به سائر البشر
من يصف نفسه بالمتعلم أبعد ما يكون خنفشاري يا عزيزي الأستاذ


إذن فأنت لا تشترط الفطرة فقط بل تشترط شروطا أخرى فأنت المطالب بذكر ما يزيد على ما تم الاتفاق عليه...
أفهم من كلامك أنك تشترط في الايمان فقط التصديق بالفطرة من غير عمل؟سؤال و ليس استنتاج،و هذا احترازا من سيل شتائمك،ثم اني لم أتهمك بالارجاء و قد ميز العلماء بين قول الكفر و قائله،فليس كل من قال الكفر كافر بالضرورة،وقس على ذلك..
ذكرت أن النظر و الاستدلال الشرعيين و العقليين لا بد منهما لتحقيق الايمان المطلق(كماله)

أنت لا تعرف صياغة حتى السؤال الدال على عدم قراءتك لما يكتب ؟
دخلت منتداكم الطيب للنهل من علمكم الجم،و أنا نسبي في أفكاري مستعد لتجديدها ان أقنعتني بالدليل و البرهان،و لكن للاسف على غير المعهود كلامك خالي من أي حمولة علمية برهانية الى حد الآن،نأمل..


ذكرت أكثر من دليل من القرآن الكريم منها قوله تعالى (( وإذ أخذ ربك من بنى آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسكم ألست بربكم قالوا بلى )) .
لا أري أية دلالة في هذه الآية على كون الفطرة وحدها كافية لتحقيق الايمان،بل الفطرة تدل على هذا اللقاء،و ليس العكس!
ملحوظة : سأغيب عن منتداكم لظروف العمل في مناطق نائية،و سأعود ان شاء الله على أمل اقناعنا بطرحكم :emrose::emrose:

حمادة
03-17-2009, 12:45 AM
يا اخي مهلا وخفف من حدة اسلوبك فانت لا تحاور ملحدا !

أبو مريم
03-17-2009, 06:05 AM
الأخ المتعلم الأمازيغى
أرجو أن تخفف من حدتك قليلا فلسنا فى معركة وكما قال لك الأخ الفاضل حمادة إننا لسنا فى حوار مع الملاحدة واعلم يا أخى أن ارتفاع الصوت والحدة دليل على ضعف الموقف .

من الأمانة العلمية أن تذكر أن بين العلماء اختلاف في ما ان كان لازم المذهب مذهب

هل تقصد أن من يحفظ كلمتين يجب أن يتمنظر بهما ، أم تقصد التهرب من الاعتذار عن إلزامك الخصم بنقيض مذهبه ؟!



حلال علي حرام عليك؟ و هل من يبجل العقل باعتباره أشرف ما وهب الله للانسان و بواسطته نعلم الحق سبحانه و تعالى غلو و ابتداع!

من قال إن الإيمان موقوف على ترتيب أدلة معينة فهو مغال ومن نفى الفطرة فهو مغال .



ليس كذلك
الغاية الأسمى من بعث الرسل هي توحيد الله عز وجل و كل الآيات التي فند فيها سبحانه و تعالى الشرك عقلية كقوله تبارك وتعالى ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء في ما رزقناكم؟ و هي براهين تلزم الخصم على الاقرار ببطلان الشرك

وهذا ما ذكرته لكنك يا أخى الفاضل تبدو متعجلا فى القراءة ، قلت : الرسل بعثوا لإتمام مكارم الأخلاق وصيانة الفطرة وإقامة الدين .



ناقل الكفر ليس كافر، الفلاسفة يصفون أنفسهم بأنهم أصحاب فطر فائقة

وما لنا بما يصف به الفلاسفة أنفسهم ؟ هل تقر أنت بأنهم أهل فطرة أم أهل ضلال وانحراف ؟إن كنت تقر بأنهم أهل فطرة فأنت على خطأ يا عزيزى الفاضل ، وإن كنت تقر بأنهم ليسوا أهل فطرة فما وجه استدلالك بهم ؟!



كلام فارغ،و ليس في كلامي ما يدل على ذلك،و لن يقول ذلك من كانت له مسكة عقل،ثم لو كان حمزة رضي الله عنه في المرحلة المدنية حيث التشريعات و لم يعمل بها لما صح ايمانه،و من كان حيا و لم تبلغه الرسالة فليس عليه شئ،و ما ربك بظلام للعبيد..

هو بالفعل كلام لا يقول به عاقل ولا ينطق به إلا شخص مخرف كالذى يقول إن مذهب السلف القائلين بأن الله تعالى فطر الناس على محبته هو نفسه مذهب من ينكرون العمل بالشرائع، لكنه للأسف الشديد لازم ظاهر قولك وقد أوقعك فى ذلك الاسترسال فى الكلام بغير ضابط حتى نسيت الموضوع وطفقت كالذى يرد على أقوام آخرين ليسوا معنا لكننى للأسف الشديد لم أنتبه لذلك إلا الآن .


رمتني بدائها و انسلت،ما تذب عنه يستمد قوته من الخطابية،و بالضرورة من لم يكن برهانيا أو جدليا فهو خطابي،و معلوم أن الذي جعل أتباع السلف ينهون عما أحدثه أهل الكلام هو عدم امكان العامة استيعاب ذلك،و لكن ابن رشد اشترط فيمن تعاطى لهذه العلوم ذكاء الفطرة و العدالة الشرعية و الخلقية،و هذا ما لا يتمتع به سائر البشر
من يصف نفسه بالمتعلم أبعد ما يكون خنفشاري يا عزيزي الأستاذ

أعذرنى يا أخى الفاضل فليس هناك داء لدى لأنسل منه ولله الحمد وليس فى كلامك هذا شىء يستحق الالتفات اللهم إلا حديثك عن أقسام سمعت عنها فى كتب المنطق لكن ما علاقة ذلك الوطيدة بموضوعنا .


أفهم من كلامك أنك تشترط في الايمان فقط التصديق بالفطرة من غير عمل؟سؤال و ليس استنتاج،و هذا احترازا من سيل شتائمك،ثم اني لم أتهمك بالارجاء و قد ميز العلماء بين قول الكفر و قائله،فليس كل من قال الكفر كافر بالضرورة،وقس على ذلك..

أفهم من كلامك أنك لم تفهم شيئا ؟ سؤال وليس استنتاج ، وهذا احتراز من سيل شتائمك ، ثم إنى لم أتهمك بالتنطع والتمنظر وعدم الفهم وتحميل الكلام ما لا يحتمل وقد ميز العلماء بين الكفر وناقله .. إلخ كلامك ومعذرة لاقتباس نفس عباراتك .


ذكرت أن النظر و الاستدلال الشرعيين و العقليين لا بد منهما لتحقيق الايمان المطلق(كماله)

هذا المعنى للإيمان الذى هو الإسلام لم أقصده فلا تحمل كلامى ما لا يحتمل .

دخلت منتداكم الطيب للنهل من علمكم الجم،و أنا نسبي في أفكاري مستعد لتجديدها ان أقنعتني بالدليل و البرهان،و لكن للاسف على غير المعهود كلامك خالي من أي حمولة علمية برهانية الى حد الآن،نأمل..
وأنا حاورتك طمعا فى الفائدة لى ولك وللقارئ ولكن للأسف على غير المعهود كلامك خالي من أي حمولة علمية برهانية الى حد الآن،نأمل.. ومعذرة لاقتباس نفس عبارتك



لا أري أية دلالة في هذه الآية على كون الفطرة وحدها كافية لتحقيق الايمان،بل الفطرة تدل على هذا اللقاء،و ليس العكس!

كلام مقتضب يقوم على دعوى فارغة ورأى شخصى عار عن الأدلة .

ملحوظة : سأغيب عن منتداكم لظروف العمل في مناطق نائية،و سأعود ان شاء الله على أمل اقناعنا بطرحكم
فى حفظ الله يا أخى :emrose::emrose::emrose:

أبو سعد الحنفي
03-17-2009, 08:37 PM
بسم الله الواحد المعبود ، بسم الله الواجب الوجود .

أما بعد ، فقبل أن أبدأ بتعليقات بسيطة على ما تفضل به الفاضل أبو مريم ، أقول ، قد يتساءل بعضكم عن ما أعتقده في جناب الله سبحانه ، بل ربما قد تسائل سواء تصريحا أو تلميحا ، و عليه فأقول بكل وضوح عبارة لا تحتاج إلى تأويل أو تفسير ، فأنا و لله الحمد و المنة على عقيدة أهل السنة و الجماعة ، السواد الأعظم من هذه الأمة على مر العصور ، و مصدر العقائد عندنا هو كتاب الله و سنة رسوله الكريم و العقل السليم ، أما مذهبي في تقرير العقائد ، هو مذهب الإمام الحافظ العلامة أبي جعفر الطحاوي الوراق رضي الله عنه و أرضاه ، و هي عقيدة فقهاء أهل الملة ، الإمام الأعظم و صاحبيه ، هذا ما أدين به ، و به أقر و عليه أنافح ، و من له استشكال مع العقيدة الطحاوية فهو مستشكل معي ، فكل ما أثبته و فصله و بينه الإمام الطحاوي أثبته و كل ما نفاه و فصل في نفيه أنفيه ، هذا اعتقادي ، من شاء قبل و من شاء رفض ، كيف لا و هذه عقيدة سلفية مسندة إلى فقهاء الملة من خير القرون التي أوصى الرسول بالاعتصام بفهمها .

هذا ما لدي بهذا الصدد ، و أرجو أن لا نعود لأسلوب التشكيك و الاستفزاز ، أما في معرض الدفاع و محاججة المخالف ، فأنا و لله الحمد أستفيد من كل المدارس الإسلامية ، خصوصا أهل الكلام ، فهناك فرق بين تقرير العقائد و الرد على المخالفين .



هذه تسمى سفسطة يا أخى الفاضل بدليل أنك لو استبدلت عبارة "الإيمان بالله تعالى" بعبارة "الإيمان بأن الواحد نصف الاثنين" فبنفس طريقتك ونفس عبارتك ستصل إلى أنها ليست بديهية وفطرية بل تحتاج لنظر واستدلال .


ليست بسفسطة أيها الفاضل بل هي عملية ضبط لمقدمات النقاش ، أي ضبط التعاريف ، و هل هذه تسمى سفسطة ؟؟؟
ثم إن قولك استبدال عبارة " الإيمان بالله " بعبارة " الواحد نصف الاثنين " يعطينا نفس الشيء مصادرة على محل النزاع ، فأنا أنازعك في عدم التماثل و قدمت الدليل ، و أنت اكتفيت بالإنشاء دون دليل !!!

كذلك ، الغريب أني لحد اللحظة و أنا أدرس المنطق و علم الكلام ، لم أسمع بشيء يسمى الإيمان بالبديهيات !!! فالذي أعلمه ( على حد علمي في انتظار أن تأتيني بخلاف هذا ) أن الإيمان لا يصح إطلاقه على الضروريات ، لأنها ، أي البديهيات تقع في نفس الشخص دون توقف على إرادته ، و ليس كذلك في الإيمان ، بل هو يحصل ضرورة في النفس بعد الدليل !!!



لقد قلت كلاما واضحا يفهمه القاصى والدانى وكررته مرارا ولا داعى من التقعر والتعنت فى شرح الكلام وهو أن معرفة الله تعالى تحصل للناس جميعا بالفطرة منذ نشأتهم وليست من العلوم النظرية التى تفتقر إلى النظر والاستدلال .


أخي الفاضل ، أنت تراه واضحا ، و غيرك لا ، ثم إنك لم تأتي بكلام إمام معتبر حتى نسلم لك ما تزعمه ، أما أن يقول بقولك أحد العلماء ( و إن كان علامة ) ، فلا يعني هذا عصمته ، بل إن احتمال غلطه أكبر ، و يد الله مع الجماعة ، فالزم جماعتهم .



ولو أننى تابعت كل كلامك وفندته وجاريتك فيه لدخلنا فى تفاريع الله وحده يعلم متى وأين وكيف ستنتهى فكثير من كلامك ونقولك يا أخى فى حد ذاتها ليست دقيقة ومن مصنفات لا توصف بالعلمية ولا بالدقيقة لا شأن لها عند الباحثين المتخصصن ويكفى ما نقلته من تعريف الاعتقاد أو الإيمان والصحيح أنه الاعتقاد الجازم المطابق للواقع عن دليل أو ضرورة ، يعنى هناك كلمة "ضرورة" أنت تجاهلتها أو ربما اخترت هذا الكتاب الذى تناساها وتجاهلها مع أن هناك ما لا يحصى من المراجع المعتبرة بهذا الصددا عندك مثلا وبما أنك تميل لمذهب الأشاعرة : الرازى فى معالم أصول الدين ص20، الجرجانى فى التعريفات ص199، ابن حجر فى نزهة النظر ص41، النووى فى المجموع ص 17/384 .


غفر الله لك أخي الفاضل ، و هل يحتاج مثل الإمام الأخضري أو العلامة الشيخ الإمام ميارة الفاسي شهادة منك أو مني ، هذه أخي الحبيب مجازفة أرجو أن لا تتكرر ، فليس تقييم العلماء من اختصاصي أو اختصاصك ، بل لو أنك قرأت " ميارة الكبير " لما قلت ما قلته ، أفنترك كلام من عدلهم و شهد لهم بالإمامة في الدين و العقليات و الفقه أهل زمانهم !!!

ثم إن في كلامك أخي الحبيب مغالطات واضحة ، أولها ، لم أقف على هذا التعريف الذي تفضلت به في كتاب " التعريفات " للشريف الجرجاني ، بل هو عرف الإيمان بالتعريف الشرعي ، حيث قال " الإيمان في اللغة التصديق بالقلب و في الشرع هو الاعتقاد بالقلب و الاقرار باللسان قيل من شهد و عمل و لم يعتقد فهو منافق و من شهد و لم يعمل و اعتقد فهو فاسق و من أخل بالشهادة فهو كافر " اه ( طبعة مكتبة لبنان ) ، فأين ما نسبته للرجل ؟؟؟؟

ثم إن تعريفك هذا ليس بتعريف أصلا ، أي ليس مراعيا لقواعد التعريف المعمول بها عند المناطقة ، لأن فيه حرف " أو " ، كذلك هذا التعريف ، لو سلمنا بصحته ، فهو متناقض ، يصفع أوله آخره ، كيف يكون عن دليل أو يكون عن ضرورة ، فهو إما عن دليل و بالتالي يكون نظريا ، أو يكون ضروري ، و لا معنى لهذا الجمع المتهافت .

ثم نقلك لتعريف الإيمان من كتابين جليلين لشيخا الإسلام ابن حجر و النووي ، فيه إيهام ، أولا لأن خلافهما في المعقولات لا يعتد به ، كما لا يعتد بقول الغزالي و الجويني في الحديث ، و بقول الذهبي في الفقه و الأصول...

ثم إن كنت ناقلا لتعريف الإيمان شرعا فهذا ما لا أخالفك فيه أصلا ، فليس هذا محل النزاع ، ثم للأسف لا أملك كتاب الإمام الرازي الذي نقلت منه ، و لكني أستطيع الجزم بأن هذا التعريف لا ينصر قولك في أي جزئية ، فهذا الكلام يمكن حمله على عدة محامل :

أولها ، أنه يقصد أن الإيمان يقع ضرورة في النفس بحيث لا يمكن دفعه ، و هذا يكون بعد الوقوف على الدليل ، و هذا أيضا لا أخالف فيه أيضا .

ثانيهما ، أنه ينقل قولا ضعيفا أو مرجوحا ، فالإمام الرازي كثير الاستطراد و النقل لكلام الخصوم ، بل ربما نقد هذا التعريف بعد ذلك .

طبعا ما ذكرته ليس كهانة أو عرافة لأن الإمام الرازي ، ينصر القول الذي أزعمه ، فكيف ينصر قولا و ينافح عنه ، ثم بعد ذلك ينسفه بتعريف متهافت !!!

الخلاصة أن في ما نقلته كلام غير دقيق و ليس مورد الاستشكال أصلا .



الإيمان بالله تعالى هو الإقرار بربوبية الله تعالى وألوهيته واتصافه بصفات الكمال وتنزهه عن صفات النقص وتعظيمه ومحبته ..وهذا متقرر فى أصل الفطرة قال تعالى (( وإذا أخذ ربك من بنى آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى )) ولم يستثن منه أحد من البشر فى أصل خلقته .


هل هذا الإقرار بربوبية الله و ألوهيته يحصل دون أدلة !!!؟؟؟

يعني لا حاجة للرسل و للأبياء ما دام كل ما نحتاجه متقرر في أصل الفطرة ؟؟؟

يعني لا تدعي فقط الإيمان بوجوده سبحانه ، بل تزعم أن معرفة ألوهيته و ربوبيته سبحانه تكون بغير استدلال !!!

لا يسعني إلا أن أقول : من سلفك في هذا القول ؟؟؟؟

فحتى ابن تيمية لا يقول بهذا الكلام !!! فهو ينفي أن يكون وجوده سبحانه نظري لذلك شنع على المتكلمين في كونهم أفنوا أعمارهم في مسألة لا تحتاج إلى نظر ، و هو ما سماه بتوحيد الربوبية ، أما توحيد الألوهية فقد أوقفه على ورود الرسل ، و أنت تقول كل هذا فطري ؟؟؟

فكيف نفرق بين النبي و المتنبي ؟؟؟؟



ليس الدليل شرطا يا أخى لأن هناك أيضا الضرورة كإيمانك بأن الواحد نصف الاثنين فهذا لا يحتاج لدليل لأنك تعرفه بالضرورة .


ما هو دليلك على هذه المماثلة ؟؟؟
ثم إنك ادعيت أن قصدك بلفظة الإيمان بالله ، الإقرار بربوبيته و ألوهيته !!!
يعني كل الدين ( المتضمن في التوحيد ) لا يحتاج لدليل ، بل لو بقي الشخص متأملا قليلا ، لوصل لكل هذه الفزورة التي لأجلها طارت رؤوس و ذبحت أعناق .
بل حتى المعتزلة ، و قولهم بالصلاح و الأصلح لم يقولوا بهذا الكلام الغريب !!!



كلامك غير واضح يا أخى، وضح لو تكرمت


قصدي أنه قد نسلم لك جدلا أن مجرد وجوده سبحانه فطري و ضروري ، و لكن إثبات وجوب وجوده لا يكون كذلك ، لأنك بحاجة للوقوف على معنى الواجب و الممكن و المستحيل العقلي .
فلو سلمنا لك بالأولى ، لتناقضت ، لأنك تسلم معنا أن وجوده سبحانه ليس كأي وجود ، و بالتالي لا يطلق عليه لفظ إيمان ، لأن الإيمان لا يكون إلا مطابقا للواقع ، و هذا قد خالف الواقع !!!!




الواجب والممكن والممتنع من مبادئ التصورات التى يمكن التعبير عنها بأوضح منها كما قال إمامك الرازى فى المطالب العالية وغيره، وكون الخالق مغاير للمخلوق لا يحتاج لنظر واستدلال فمن علم أن للكون خالقا علم بنفس هذا العلم أن هذا الخالق غير هذا المخلوق كعلمك بأن الاثنين ضعف الواحد لا يقال إنه علم جديد يحتاج إلى استدلال بعد علمك بأن الواحد نصف الاثنين وكعلمك بأن أحد المتساويين مساو للآخر هو نفسه ما تعلم به أن الآخر مساو له وعلمك بأن هذا ابن لهذا هو نفسه ما تعلم به أن ذاك أب له.. ذكره من الأشاعرة الباقلانى والجوينى ورجحه الآمدى فى كتابه الأبكار.

سبحان الله !!!
تقول من علم أن للكون خالقا ، علم بنفس هذا العلم أنه مخالف لخلقه ، طيب لماذا لم يحقق هذه المغايرة كما هي في نفس الأمر إلا أهل السنة و الجماعة ، دون بقية الديانات و المذاهب !!!

أولا لكي يصح قولك ، لا بد أن نسلم لك بكون الشخص ضرورة يدرك معنى التغاير ، ثم يدرك ضرورة معنى الخالق و المخلوق ، ثم يستحيل أن تكون نتيجة الجمع بين هذه المقدمات ( التي افترضنا أنها ضرورية ) ضرورية أيضا !!!!؟؟؟؟؟

كلام لا يستقيم مطلقا بكل الوجوه ؟؟؟؟!!!!

كلامك يهدم العلم من أصله !!!!



ما ذا تقصد بقولك توهم وما علاقته بما بعده ؟
هل تقصد مثلا أن استئناسهم بهذا الحديث فقط جعلهم يتوهمون ذلك ، أم تدعى أنهم واهمون بدون أن يكون لديك دليل ثم تذكر كلاما عن حديث كنوع من النقل الذى تزين به كلامك ؟!


لست بحاجة لتذكيرك بمعنى توهم ، فلا يخفى عليك مقصودي بهذا الكلام !!!
فالذي حملهم على هذا المحمل ليس نفس الحديث ، بل ما توهموه أنه ثابت في نفس الأمر ، لذلك استأنسوا بهذا الحديث الذي لا يأدي مطلوبهم بل يعود على مذهبهم بالنقض كما وضحت .

فالنصوص الشرعية لها معان ثابتة في نفس الأمر و دور العالم هو اسنباطها وفق شروط الاسنتباط دون افتراض أحكام معينة ثم الاستدلال لها عن طريق النصوص !!!



لا يصح عقلا بمعنى أنه تحصيل لحاصل فهذا ما أوافقك فيه، أما أنه لا يستحيل أن نجعل البديهة نتيجة فى قياس مطلقا فهذا ليس صحيحا فمن ذا الذى يمنع من ذلك ؟!


ما معنى تحصيل حاصل أيها الفاضل ؟؟؟
أليس هو أحد المحالات العقلية ؟؟
كما قلت الضروري ما لا يكون بالاستدلال ، فجعله نتيجة لقياس هو قلب لماهيته ، فيكون نظريا و هذا خلف كما قلت آنفا .



ما معنى تعريف معتمد يا أخى ؟ يعنى عليه ختم النسر مثلا ؟
الكلام واضح يعلمه القاصى والدانى وقد أوضحته مرارا وتكرارا ولا أظن أن أحدا لا يعرف معنى أن الإيمان بالله تعالى فطرى ولا يحتاج لنظر واستدلال عقلى كما زعم المعتزلة وبعض الأشاعرة ، إلا إذا كنت تريد الدخول فى متاهات لفظية لا تنتهى


أضحك الله سنك أخي الفاضل .
طيب كيف حكمت على ميارة الكبير بأنه غير معتمد ، هل رأيت عليه طابع الخفاش دون النسر ؟؟!!!



ما الذى تقصده بالدليل ؟ إن كنت تقصد المعنى الاصطلاحى وهو ما يتوصل بصحيح النظر فيه إلى المطلوب ومثاله الاستدال على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم أو على أن القرآن من عند الله تعالى فأنت لم تأت حتى الآن بما يثبت أنه واجب الإتيان به لمعرفة الله تعالى ، وإن كنت تقصد المعنى اللغوى الذى يصح معه لغة أن نقول عرفنا الله تعالى بدليل الفطرة فلا وجه لاعتراضك ، أما إن كنت تستعملهما معا أو لا تعرف على وجه التحديد أيهما تستعمل فتلك مغالطة لفظية .


الدليل لغة هو الأمارة ، و اصطلاحا " ما يتوصل بصحيح النظر فيه إلى مطلوب خبري " .
و مذهب أهل السنة و الجماعة خلافا للمعتزلة يرى أن المعاني الشرعية الاصطلاحية لها أصل في المعاني اللغوية .

فماذا تقول أيها الفاضل !!!
فاطلاقي و إن كنت أقصد المعنى الاصطلاحي ، صحيح بأي وجه كان !!!




وأين أنت من هذا يا أخى ؟

هل اشترطت ورود الألفاظ أم معانيها متبعا بذلك سنة فطاحل العلماء ، ألم أقل أن البعرة و البعير دليل صحيح و عقلي و إن كان إجماليا !!!

هل تريد مني أن أضعه لك في مقدمات و أضبط شكله و أبين من أي الأضرب هو حتى تقتنع بكلامي أعلاه ؟؟؟



ولو سألت العجائز عن أدلتهم على وجود الله تعالى فلن تظفر منهن بشىء يقبله هؤلاء المتكلمون ، وهذا يدل على تناقض المتكلمين لأنهم قالوا بصحة إيمان هؤلاء العجائز استنادا لتلك الأدلة التى لا تصح أصلا فكأنهم يقرون بإيمان على أدلة باطلة وقد صرح بذلك بعضهم بالفعل فى كتابه إلجام العوام وقال إن المقصود هو حصول الإيمان بغض النظر عن الدليل وهو ما لا يقر به أحد من المتكلمين وما كان أغناهم عن هذا التناقض لو أنهم سلموا بدليل القرآن وقالوا بأن الله تعالى يعرف بالفطرة وليس العلم بالله تعالى موقوفا على الأدلة العقلية .


هل المعنى متحقق في نفوسهم أم لا ؟؟؟
لا يهم إن عبروا بطريقة صحيحة أم لا ؟؟؟
قلت المهم المعاني التي هي في نفوسهم ، فإن لم تحصل فهم لا شك كفار كما قال الإمام السنوسي و لا كرامة ، إذ سبحانه قد أعطاهم العقل و هم لفظوه ، فأنا يكون لهم إيمان .
و أؤكد لك أنهم مدركون لما يقولون ، إلا أن يرفع عنهم التكليف ، فلا معنى للحديث عنهم فحكمهم حكم الأطفال حينئذ .



هذا مفروغ منه لكن ليس من بينها دليل على وجود الله تعالى بل دليلا على أن ذلك هو صميم الفطرة التى فطر الناس عليها وأنه ليس موضعا للشك أصلا وأن التشكيك فيه ضرب من الجنون والهذيان وأما قوله تعالى أم خلقوا من غير شىء أم هم الخالقون فليس للاستدلال على وجود الله تعالى لأن السياق يخاطب المشركين من كفار مكة ومن على شاكلتهم وليس ملاحدة يكفرون بوجود الله تعالى، ويستدل على ذلك أيضا باستعمال لفظة خلقوا وليس أتوا أو وجدوا يعنى أنهم كانوا يقرون بفكرة الخلق ووجود الخالق .


طيب ، لماذا لم يعرفوا بنفس الفطرة أنه سبحانه مخالف لخلقه !!!
لماذا انحرفت هذه الفطرة في هذه الجزئية ؟؟؟ مع أن كلامك يشملها !!!!؟؟؟
ثم كما قلت ، هم ليس مؤمنين بوجوده كما عرفت الإيمان سابقا ، لأنهم جعلوا وجوده كوجود المخلوقات ، و نفس الأمر لليهود و النصارى ، و هذا أمر مخالف للأمر في نفسه ، فالإيمان لا يصح إطلاقه عليهم إلا من حيثية اللغة !!!!

أما أن لا تشترط المطابقة للواقع في الإيمان كما بينته لك ، فأنت من باب أولى تصحح إيمان الكفار و العياذ بالله .

فماذا تقول ؟؟؟؟

فحتى لو سلمنا لك جدلا أن وجوده سبحانه يكون فطريا ، فمعرفة وجوب وجوده يستحيل أن تكون كذلك .



كما قلت آنفا ليس معنى أننا نستدل على وجود الله تعالى بأدلة عقلية أن ذلك هو طريق معرفة الله تعالى وأن الإيمان بالله تعالى ليس فطريا، وما من قضية بديهية فطرية إلا ويمكن أن تجعلها نتيجة فى قياس صحيح لكنك ستجدها دائما أعرف من المقدمات .


في الحقيقة كلام غير دقيق ، كيف يكون الشيء ضروريا و مع ذلك نستدل عليه !!!؟؟؟
ثم إن كلامك أشم فيه قول من يزعم أن المنطق لا توجد فيه معرفة جديدة ، فالنتيجة أصلا موجودة في المقدمة !!!
إن كنت من أصحاب هذا القول ، فذاك موضوع آخر و كلام آخر ليس هنا محله .

أبو سعد الحنفي
03-17-2009, 09:53 PM
لم أقرأ كامل مداخلات الأخ " متعلم أمازيغي " ، لكن لفت انتباهي مداخلته الموجودة في أعلى الصفحة حيث قال :



و الاعتبار كما يقول المناطقة هي الوصول الى نتيجة مجهولة انطلاقا من مقدمة معلومة(هو نفسه القياس عند الفقهاء)


أقول هذا الكلام غلط ، فالقياس المنطقي شيء و القياس الفقهي شيء آخر ، و يسمى القياس الفقهي كذلك بقياس التمثيل ، فالحاصل أن تعريفك ليس بسديد ، و دعوى المماثلة كذلك .

فراجع التعاريف ، ثم أخبرني ، هل أصبت في انتقادي أم لا ؟؟؟ ( أنصحك بكتاب حجة الإسلام " معيار العلم في المنطق " )

ثم إن نصيحتي إلى شخصك الكريم أن تبتعد عن أسلوبك هذا ، و أن تنزل الناس منازلهم ، فنحن إن شاء الله نتباحث و لسنا نتناحر ، و إن كان التناحر لازما لهذا الحوار ، فلا داعي له أصلا ، فأخوة المسلمين مقدمة على مثل هذه المضايق .

رائد الخير
03-18-2009, 02:08 AM
أعتقد أن كلام الأخ د. أبو مريم واضح.

مسألة كنت أفكر فيها هو هل نحن الآن هنا متفقين على مفهوم العقل و ما يراد به؟ و هل تشغيل العقل بالتفكر في الخلق يوصلنا إلى الايمان بالخالق أم أن العقل يوصلنا إلى تحريك الفطرة ؟ لابد و أن تكون هناك علاقة ما: النية, العقل و الفطرة.
أو لا ؟

أبو مريم
03-19-2009, 02:41 PM
الأخ الحبيب أبو سعد الحنفى جعلك الله من السعداء وحشرك مع إمام الحنفاء إلى جنة عرضها الأرض والسماء .. قلت يا أخى الفاضل :

قد يتساءل بعضكم عن ما أعتقده في جناب الله سبحانه ، بل ربما قد تسائل سواء تصريحا أو تلميحا ، و عليه فأقول بكل وضوح عبارة لا تحتاج إلى تأويل أو تفسير ، فأنا و لله الحمد و المنة على عقيدة أهل السنة و الجماعة ، السواد الأعظم من هذه الأمة على مر العصور ، و مصدر العقائد عندنا هو كتاب الله و سنة رسوله الكريم و العقل السليم ، أما مذهبي في تقرير العقائد ، هو مذهب الإمام الحافظ العلامة أبي جعفر الطحاوي الوراق رضي الله عنه و أرضاه ، و هي عقيدة فقهاء أهل الملة ، الإمام الأعظم و صاحبيه ، هذا ما أدين به ، و به أقر و عليه أنافح ، و من له استشكال مع العقيدة الطحاوية فهو مستشكل معي ، فكل ما أثبته و فصله و بينه الإمام الطحاوي أثبته و كل ما نفاه و فصل في نفيه أنفيه ، هذا اعتقادي ، من شاء قبل و من شاء رفض ، كيف لا و هذه عقيدة سلفية مسندة إلى فقهاء الملة من خير القرون التي أوصى الرسول بالاعتصام بفهمها .
عليك أذن أن تلتزم بذلك؛ هات إذن من كتاب العقيدة الطحاوية ما يؤيد قولك -لا من كتب الأشاعرة - بأن الناس لم تفطر على الإقرار بوجود الله تعالى ومحبته وأن ذلك ليس من الفطرة فى شىء .

أما في معرض الدفاع و محاججة المخالف ، فأنا و لله الحمد أستفيد من كل المدارس الإسلامية ، خصوصا أهل الكلام ، فهناك فرق بين تقرير العقائد و الرد على المخالفين .هذا عندما يكون محاورك متبعا لتلك المدارس ومعتقدا فى صحتها فتستدل عليه بما يعتقد وتلزمه به ،أو تنقل عن تلك الفرق والمذاهب ما يعد فى حد ذاته أدلة عقلية كما فعل الغزالى فى تهافت الفلاسفة لا أن تحاور من ينتسبون لأهل السنة فتفرض عليهم تقريرات الأشاعرة المجردة عن الأدلة وتقول عبارتك إياها: هذا كلام معظمين وعدول .. إلخ وعليكم الإقرار به والإذعان له على أساس أنك فى شبكة الانترنت .

ليست بسفسطة أيها الفاضل بل هي عملية ضبط لمقدمات النقاش ، أي ضبط التعاريف ، و هل هذه تسمى سفسطة ؟؟؟ما تفعله ليس ضبطا لتعريفات بل هو تفتيت للكلام بدعوى تعريف أجزائة والتقعر فى ذلك بما يخرج الكلام عن مراد المتكلم، والمسألة لا تحتمل كل ذلك فهى واضحة بما فيه الكفاية ومعروفة سواء فى كتب العقيدة أو كتب التفسير أو كتب المتكلمين ومفادها: هل الإنسان بفطرته يقر بوجود الله تعالى ويحبه ؟
ثم إن أسلوب المنطق مخالف لأسلوب الكتاب والسنة وهو ما نبه إليه ابن الوزير الصنعانى فى كتابه (( ترجيح أساليب القرآن على أساليب اليونان )) وقال إنه قد يؤدى الالتزام به إل التنقيص من برهان القرآن والسنة وضرب السيوطى على ذلك أمثلة منها ما أورده القطب الرازى على حديث (( كل مولود يولد على الفطرة ))وأجابه تقى الدين السبكى بأن ما أورده لا يحمل عليه كلام النبوة وإنما يحمل عليه كلام غيره فرد القطب الرازى الكلام قائلا : فما الفرق ؟! فأجابه السبكى إن قائل هذا الكلام إما مجنون أو مطبوع على قلبه .
ومن ذلك قول المناطقة فى قوله تعالى (( لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا حيث زعموا أنه دليل إقناعى لأنهم راموا تخريجه على طريقتهم فى حين أن علماء البلاغة قد أطبقوا على أن فى الآية أعظم الأدلة القطعية على الوحدانية .
قال الشافعى رحمه الله ((ما جهل الناس ولا اختلفوا إلا لتركهم لسان العرب إلى لسان أرسطو ))قال السيوطى فى توضيح ذلك فى كتابه صون المنطق : ((إن من أراد تخريج القرآن والسنة على مقتضى قواعد المنطق لم يصب غرض الشرع البتة .))

ثم إن قولك استبدال عبارة " الإيمان بالله " بعبارة " الواحد نصف الاثنين " يعطينا نفس الشيء مصادرة على محل النزاع ، فأنا أنازعك في عدم التماثل و قدمت الدليل ، و أنت اكتفيت بالإنشاء دون دليل !!!
أنت تنازعنى فى عدم التماثل لكنك لو طبقت ما تنازع به على ما تنازع فيه لأثبت حصول التماثل وهذا هو الدليل .

كذلك ، الغريب أني لحد اللحظة و أنا أدرس المنطق و علم الكلام ، لم أسمع بشيء يسمى الإيمان بالبديهيات !!! فالذي أعلمه ( على حد علمي في انتظار أن تأتيني بخلاف هذا ) أن الإيمان لا يصح إطلاقه على الضروريات ، لأنها ، أي البديهيات تقع في نفس الشخص دون توقف على إرادته ، و ليس كذلك في الإيمان ، بل هو يحصل ضرورة في النفس بعد الدليل !!!وهذا يدل على أنك لا زلت فى بداية الطريق ولم تتعلق إلا بقشور المنطق لأن من درس المنطق يعلم أن البديهة والفطرة ليست من موضوعات المنطق، ومن درس علم الكلام لا يقول إن مسألة : هل الناس خلقت بفطرتها مقرة بوجود الله تعالى أو لا ؟ كلام غير مفهوم ولا معقول ويفتقر لتنطع المتنطعين ولتقعر المتقعرين، ولا تعجبت من هذا الكلام وتساءلت مندهشا عن مصدره وأصله ومن من أهل العلم قال به !!

ثم إنك لم تأتي بكلام إمام معتبر حتى نسلم لك ما تزعمه ،
قال ابن تيمية معلقا على حديث مسلم عن عياض بن حمار رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال – فيما يرويه عن ربه – أنه قال: ((وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطاناً))
قال ابن تيمية: ((فأخبر أنه خلقهم حنفاء، وذلك يتضمن معرفة الرب ومحبته وتوحيده)) مجموع الفتاوى 16/344
وقال أيضا ((أصل العلم الإلهي فطري ضروري، وأنه أشد رسوخاً في النفوس من مبدأ العلم الرياضي، كقولنا: إن الواحد نصف الاثنين، ومبدأ العلم الطبيعي، كقولنا: إن الجسم لا يكون في مكانين، لأن هذه المعارف أسماء قد تعرض عنها أكثر الفطر، وأما العلم الإلهي فما يتصور أن تعرض عنه فطرة))مجموع الفتاوى (2/15).


ثم إن في كلامك أخي الحبيب مغالطات واضحة ، أولها ، لم أقف على هذا التعريف الذي تفضلت به في كتاب " التعريفات " للشريف الجرجاني ، بل هو عرف الإيمان بالتعريف الشرعي ، حيث قال " الإيمان في اللغة التصديق بالقلب و في الشرع هو الاعتقاد بالقلب و الاقرار باللسان قيل من شهد و عمل و لم يعتقد فهو منافق و من شهد و لم يعمل و اعتقد فهو فاسق و من أخل بالشهادة فهو كافر " اه ( طبعة مكتبة لبنان ) ، فأين ما نسبته للرجل ؟؟؟؟
.
ليس فى كلامى هذا أى مغالطات والتعريف موجود حيث ذكرته لك وأرجو ألا تشكك فى أمانتى العلمية استنادا لأوهامك وهذه هى المصادر التى نقلت لك منها موثقة :
الرازى: معالم أصول الدين ، راجعه وقدم له طه عبد الرءوف سعد مكتبة الكليات الأزهرية ص20
النووى : شرح المهذب، تحقيق محمود مطرحى ، دار الفكر بيروت. 17/348
ابن حجر: نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر، تحقيق عبد الله بن ضيف الله الرحيلي، مطبعة سفير بالرياض ،ط1422. ص 41
الجرجانى: تحقيق إبراهيم الإبيارى ، درا الكتاب العربى بيروت ، 1405 ص199
أنت أتيت بتعريف الإيمان بمعنى اليقين أو العلم وليس الإيمان بمعنى ما وقر فى القلب وصدقه العمل ولا الإيمان بعنى الإسلام وهناك أكثر من مفهوم للإيمان يضيق المقام بنقلها وشرحها أنت اخترت أحدها فى مشاركتك السابقة وأوردته ناقصا فعدلته لك قلت إنه هو الاعتقاد الجازم المطابق للواقع عن دليل واكتفيت بذلك فقلت لك ليس هذا هو ما أوردوه بل هناك شىء ناقص وهو عبارة أو ضرورة ونقلتها لك من المصدر وعيب عليك أن تكذبنى دون بينة ولستُ مطالبا بمعرفة الكتب التى عندك والالتزام بها أنت تدعى أنك باحث علمى فاذهب للمكتبات وابحث أو اسكت ولا تكذب الناس استنادا لظنونك لمجرد أنك تتكاسل عن البحث .


ثم إن تعريفك هذا ليس بتعريف أصلا ، أي ليس مراعيا لقواعد التعريف المعمول بها عند المناطقة ، لأن فيه حرف " أو " ، كذلك هذا التعريف ، لو سلمنا بصحته ، فهو متناقض ، يصفع أوله آخره ، كيف يكون عن دليل أو يكون عن ضرورة ، فهو إما عن دليل و بالتالي يكون نظريا ، أو يكون ضروري ، و لا معنى لهذا الجمع المتهافت
يصفع ؟!!
من علمك هذا يا أخى هداك الله؟
لا يوجد أى صفع يا عزيزى فى هذا التعريف وقد ذكره إمام المنطق فخر الدين الرازى فى أكثر من موضع وأما التردد بين الدليل والضرورة فليدخل فى التعريف ما لا يحتاج لدليل كالعلم بالبديهيات فإنه علم يقينى لم يتوصل إليه بالدليل.

لا يسعني إلا أن أقول : من سلفك في هذا القول ؟؟؟؟
فحتى ابن تيمية لا يقول بهذا الكلام !!! فهو ينفي أن يكون وجوده سبحانه نظري لذلك شنع على المتكلمين في كونهم أفنوا أعمارهم في مسألة لا تحتاج إلى نظر ، و هو ما سماه بتوحيد الربوبية يا أخى بدلا من التسرع ابحث فى الكتب فكيف نفرق بين النبي و المتنبي ؟؟؟؟
لا تدلس على نفسك يا أخى هداك الله أنا قلت إن الإقرار لله تعالى بألوهيته يعنى الإقرار بأنه تعالى مستحق للعبادة .

قصدي أنه قد نسلم لك جدلا أن مجرد وجوده سبحانه فطري و ضروري ، و لكن إثبات وجوب وجوده لا يكون كذلك ، لأنك بحاجة للوقوف على معنى الواجب و الممكن و المستحيل العقلي .
فلو سلمنا لك بالأولى ، لتناقضت ، لأنك تسلم معنا أن وجوده سبحانه ليس كأي وجود ، و بالتالي لا يطلق عليه لفظ إيمان ، لأن الإيمان لا يكون إلا مطابقا للواقع ، و هذا قد خالف الواقع !!!!يعنى أنت لا تقصد المعانى البسيطة التى يدركها كل أحد بفطرته من معنى المغايرة والوجوب والإمكان والاستحالة والتى ذكرها إمامك الرازى وقال إنها من مبادئ التصورات التى لا يمكن التعبير عنها بأوضح منها بل تقصد أبعادها الفلسفية ، لا يا أخى ليس يشترط فى إيمانك بوجود الله تعالى وأنه الخالق المستحق للعبادة أن تلم بمعرفة تلك المصطلحات الفلسفية ومعانيها وإلا فإنك يا أخى مشكوك فى إيمانك وحاشا لله لأنك ببساطة جاهل بها وأستطيع أن أثبت لك ذلك لو أردت، فإن كان ذلك فى حقك يا من تدعى أنك قرأت كتب الكلام والمنطق والفلسفة فكيف بمن هم دونك من الأميين والعجائز ؟!
يعنى على طريقتك يخرج من الدين والإيمان بالله تعالى نسبة تفوق النسبة التى يحصل عليها رؤساءالعرب فى الانتخابات .

هل اشترطت ورود الألفاظ أم معانيها متبعا بذلك سنة فطاحل العلماء ، ألم أقل أن البعرة و البعير دليل صحيح و عقلي و إن كان إجماليا !!!هل تريد مني أن أضعه لك في مقدمات و أضبط شكله و أبين من أي الأضرب هو حتى تقتنع بكلامي أعلاه ؟؟؟
نعم يا أخى راجع كتب المنطق التى أنت متبحر فيها وصغ لى هذا الاستدلال ونرى إن كان صحيحا على طريقة المتكلمين أو لا .

سبحان الله !!!
تقول من علم أن للكون خالقا ، علم بنفس هذا العلم أنه مخالف لخلقه ، طيب لماذا لم يحقق هذه المغايرة كما هي في نفس الأمر إلا أهل السنة و الجماعة ، دون بقية الديانات و المذاهب !!!
!
لم يحقق الاعتقاد الفطرى الصحيح إلا أهل السنة لأن غيرهم قد مالوا وانحرفوا عن الفطرة الصحيحة .
هذا واضح إلا إذا كنت تسير على طريقة بعض الزملاء هنا الذين يستدلون بعدم إجماع الناس ويقولون ما لم يجمع عليه الناس فهو باطل ، وهذه يا أخى إمعية لا تليق بشخص نقدره مثلك .

أولا لكي يصح قولك ، لا بد أن نسلم لك بكون الشخص ضرورة يدرك معنى التغاير ، ثم يدرك ضرورة معنى الخالق و المخلوق ، ثم يستحيل أن تكون نتيجة الجمع بين هذه المقدمات ( التي افترضنا أنها ضرورية ) ضرورية أيضا !!!!؟؟؟؟؟
كلام لا يستقيم مطلقا بكل الوجوه ؟؟؟؟!!!!
كلامك يهدم العلم من أصله !!!
نعم الشخص يدرك بالضرورة معنى التغاير حتى الطفل المولود بل وحتى أكثر الكائنات الحية بدائية يدرك هذا المعنى ولا أدرى فى أى شىء تنازع وعلى أى شىء تضع تلك العلامات التعجبية الاستفهامية ؟! ولا ما الذى قلته ويهدم العلم ؟ نسأل الله الصبر والهداية للجميع .


لا يصح عقلا بمعنى أنه تحصيل لحاصل فهذا ما أوافقك فيه، أما أنه لا يستحيل أن نجعل البديهة نتيجة فى قياس مطلقا فهذا ليس صحيحا فمن ذا الذى يمنع من ذلك ؟! ما معنى تحصيل حاصل أيها الفاضل ؟؟؟
أليس هو أحد المحالات العقلية ؟؟
كما قلت الضروري ما لا يكون بالاستدلال ، فجعله نتيجة لقياس هو قلب لماهيته ، فيكون نظريا و هذا خلف كما قلت آنفا .
يعنى أنك تستدل على أن معرفة وجود الله تعالى ليست ضرورة بدليل أننا نجعلها نتيجة فى قياس ، وأنا أرد عليك بأن ذلك ليس صحيحا لأنك تستطيع أن تجعل أى مقدمة بديهية نتيجة فى قياس والقياس فى تلك الحالة يكون إما جدليلا يقصد منه إلزام الخصم الذى لا يقر بكونها ضرورية أو يكون شكليا فحسب لأن النتيجة معروفة ولا تحتاج لاستدلال .
أرجو أن يكون الكلام واضحا بالنسبة لك هذه المرة .

طيب ، لماذا لم يعرفوا بنفس الفطرة أنه سبحانه مخالف لخلقه !!!
لماذا انحرفت هذه الفطرة في هذه الجزئية ؟؟؟ مع أن كلامك يشملها !!!!؟؟؟
ثم كما قلت ، هم ليس مؤمنين بوجوده كما عرفت الإيمان سابقا ، لأنهم جعلوا وجوده كوجود المخلوقات ، و نفس الأمر لليهود و النصارى ، و هذا أمر مخالف للأمر في نفسه ، فالإيمان لا يصح إطلاقه عليهم إلا من حيثية اللغة !!!!
أما أن لا تشترط المطابقة للواقع في الإيمان كما بينته لك ، فأنت من باب أولى تصحح إيمان الكفار و العياذ بالله .
فماذا تقول ؟؟؟؟ ليس بالضرورة أن يكون الانحراف كاملا كانحراف الملاحدة وأتت تعلم أن الكفار ليسوا على درجة واحدة فمنهم أهل كتاب ومنهم عباد أصنام ومنهم ملاحدة.. ولولا هذا التفاوت فى أصناف الكفار ما خلق الله النار دركات بعضها أسفل من بعض ، وقد ظننتَ كما ظن بعض الناس أن فى قوله تعالى (( أم خلقوا من غير شىء )) استدلال على وجود الخالق فكان الجواب أن ذلك ليس استدلالا على وجود الخالق لأنهم لم يكونوا ينكرون وجود الخالق .


الدليل لغة هو الأمارة ، و اصطلاحا " ما يتوصل بصحيح النظر فيه إلى مطلوب خبري " .
و مذهب أهل السنة و الجماعة خلافا للمعتزلة يرى أن المعاني الشرعية الاصطلاحية لها أصل في المعاني اللغوية .
فماذا تقول أيها الفاضل !!!
فاطلاقي و إن كنت أقصد المعنى الاصطلاحي ، صحيح بأي وجه كان !!!
أولا: أنا لم أطلب منك تسميع أو نسخ تعريف الدليل بل طلبت منك أن تحدد لى ما الذى تقصده المعنى الاصطلاحى أم اللغوى ؟
ثانيا:هناك فرق بين المعنى الاصطلاحى والمعنى اللغوى لا ينكره أحد وإلا لما قالوا فى تعريف كل مصطلح يأتون به: هو لغة كذا واصطلاحا كذا .
ثالثا : ما دخل المعانى الشرعية والمعتزلة بالموضوع يا أخى ولماذا تريد توظيف كل معلومة حفظتها دائما ؟ أين موضوعيتك أيها الباحث المنطقى ؟!

هل المعنى متحقق في نفوسهم أم لا ؟؟؟
لا يهم إن عبروا بطريقة صحيحة أم لا ؟؟؟
قلت المهم المعاني التي هي في نفوسهم ، فإن لم تحصل فهم لا شك كفار كما قال الإمام السنوسي و لا كرامة ، إذ سبحانه قد أعطاهم العقل و هم لفظوه ، فأنا يكون لهم إيمان .
و أؤكد لك أنهم مدركون لما يقولون ، إلا أن يرفع عنهم التكليف ، فلا معنى للحديث عنهم فحكمهم حكم الأطفال حينئذ .إننا نتحدث عن الدليل الذى يدعى المتكلمون أنه لا بد منه وليس عن إيمانهم بوجود الله تعالى فى حد ذاته فأنا اقول لك إننا لو سألنا هؤلاء العجائز ما دليلكم على وجود الله تعالى لما صدر عنهم أى دليل يقبل فى عرف المتكلمين وهذا يدل على أنهم إما آمنوا استنادا لدليل فاسد أو أنهم آمنوا استنادا لفطرتهم فإن كان الأول فلا يصح إيمانهم لأن اليقين لا يقوم على دليل فاسد وإن كان الثانى فهو المطلوب؛ فالقائل بأن الإيمان لا يصح بغير دليل مرتب على طريقة المتكلمين وفى نفس الوقت يصحح إيمان هؤلاء فهو متناقض فى الحالتين . هل هذا الكلام واضح ؟ أرجو ذلك .

في الحقيقة كلام غير دقيق ، كيف يكون الشيء ضروريا و مع ذلك نستدل عليه !!!؟؟؟يستدل عليه جدلا لإلزام الخصم كما نفعل مع الملاحدة فنحن نعلم أن وجود الله تعالى أجلى وأوضح من وجود الإنسان وتغير خلقته ومع ذلك نستدل بوجود الإنسان على وجود الله تعالى لأنهم ينكرون وجود الله ولا ينكرون وجود الإنسان .

ثم إن كلامك أشم فيه قول من يزعم أن المنطق لا توجد فيه معرفة جديدة ، فالنتيجة أصلا موجودة في المقدمة !!!
إن كنت من أصحاب هذا القول ، فذاك موضوع آخر و كلام آخر ليس هنا محله .
أرجو ألا تشم شيئا من ذلك يا أخى لأننى لست مهيئا لاستعراض العضلات لا فى هذا الموضوع ولا فى أى رابط آخر وأذكرك بالموضوعية وبأن الباحث الجيد هو من لا يعلن عن كل معلومة لديه إعلان السلعة كالفقير الذى يتباهى ببعض الأوانى والامتعة القليلة يبرزها فى كل مناسبة بداع أو بغير داع وكما جاء عن ابن مسعود رضى الله عنه قال : (لا تعلموا العلم لثلاث لتماروا به السفهاء ، أو لتجادلوا به الفقهاء، أو لتصرفوا به وجوه الناس إليكم، وابتغوا بقولكم وفعلكم ما عند الله فإنه يبقى ويفنى ما سواه).
الأخ الحبيب رائد الخير قلت :

مسألة كنت أفكر فيها هو هل نحن الآن هنا متفقين على مفهوم العقل و ما يراد به؟ و هل تشغيل العقل بالتفكر في الخلق يوصلنا إلى الايمان بالخالق أم أن العقل يوصلنا إلى تحريك الفطرة ؟ لابد و أن تكون هناك علاقة ما: النية, العقل و الفطرة ، أو لا ؟
لا شك أن النظر والاستدلال العقلى الصحيح والتأمل فى الكون من الأمور التى تنجلى بها الفطرة الصحيحة وقد أمرنا الله تعالى بذلك فقال (( قل انظروا )) (( أفلا ينظرون )) .

اخت مسلمة
03-19-2009, 04:14 PM
جزاك الله خيرا ياأبا مريم
نسال الله لك الجنة بما أفدتنا وشكرا جزيلا
تحياتي

أبو مريم
03-19-2009, 04:42 PM
جزاك الله خيرا ياأبا مريم
نسال الله لك الجنة بما أفدتنا وشكرا جزيلا
تحياتي
وجزاك الله تعالى وجعلك من أهلها يا أختنا الفاضلة .

أبو سعد الحنفي
03-19-2009, 07:52 PM
سبحانك اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، نستغفرك و نتوب إليك .

أما بعد ، فإني متوقف من هذه المداخلة عن إكمال محاورة الدكتور الفاضل أبي مريم حفظه الله و رعاه ، لا لشيء ، فقط لتيقني أن وجهة نظري التي هي تبعا لوجهة نظر السواد الأعظم من هذه الأمة الموصوفة بالعصمة ، قد وصلت و لا داعي لتكرار الكلام ، كذلك قد سائني جدا رد الدكتور الأخير ، فقد أحسست فيه أنه قد فهمني فهما سيئا و لم يحسن الظن بي ، فقد ظن أني أتقعر بالكلام معه ، و أبرز عضلاتي ، و أني المنطقي الألمعي و المتكلم الجهبذ ، بل ربما متبحر في كل العلوم ....

و عليه ، أقول احقاقا للحق ، ما أنا إلا طالب علم مبتدئ ، لم يزل يخطو خطواته الأولى متعثرة و محتاج لمن يقومه إذا حاد عن الطريق ، ثم أنا لي أن أتباهى أو أتمنظر بالمنطق أمام دكتور في المنطق !!؟؟؟؟

سبحان الله ، كيف هذا و لو أن الدكتور الفاضل تفقد أرشيف رسائله القديمة لوجد أني قد بعثت له بهذه الرسالة :


سؤال مستعجل لأهل الاختصاص

بتاريخ : 06-01-2007

السلام على من اتبع الهدى
أما بعد فإني عضو في هذا المنتدى المبارك و قد اطلعت على مناظرتك لايف هيتز و كيف أفحمته بالبراهين الساطعة الجلية و أسأل الله أن يجازيك على جهودك المباركة في الذب عن عقيدة لا إله إلا الله إنه ولي ذلك و القادر عليه
وإني لشد ما انبهرت باستعمالك للمنطق في الرد على الملحدين و هو ما دعاني إلى محاولة تعلم هذا العلم لكي لا أقع في أقيسة خاطئة فبحثت في الانترنت عن دروس صوتية في هذا العلم لأني طالب في الفيزياء و قد لا أفهم بعض الكتب و في الحقيقة وجدت دروسا في موقع شيعي و لكني فوجئت حين استماعي للشرح إقرار الشارح في أكثر من مناسبة أن منطق المسلمين هو منطق يونان أي المنطق الصوري و لكني قرأت لسعيد حوى رحمه الله تأكيده أن المنطق الإسلامي انطلق من المنطق الصوري و تجاوزه ليصبح علما خاصا بالمسلمين
أيضا ما قرأته في مناظرتك حول برهان يقيني المادة و يقيني الصورة جعلني أتأكد أن هناك فرق بين المنطق الصوري و المنطق الإسلامي و لكني لم أجد هذا الفرق في الانترنت خصوصا و أني مطلع على الفلسفة الماركسية و أستطيع أن أجزم لك أن الماركسية أطاحت بالمنطق الصوري خصوصا في مسألة أن الضدين لا يجتمعان فالماركسية قالت أن هذا الإفتراض صحيح إذا كان العالم ساكنا أما و العالم متحرك فهذا الإفتراض غير صحيح و علميا قول الماركسية صحيح وأبسط مثال الذرة التي تحتوي على ضدين
فإني أخي في الله في حيرة من أمري فأتمنى منك أن تجيبني على تساءلي و توضح لي الفارق أو الفروق بين المنطق الإسلامي و المنطق الصوري و أريد توضيح لمسألة الضدين
و أخيرا جازاك الله خيرا و بارك في أنفاسك و نسأل الله أن يهدينا و إياك سواء السبيل إنه على ذلك قدير و بالإجابة جدير
أخوكم في الله أبو سعد الحنفي .

و كان رد الدكتور علي حينها كالآتي :


رد: سؤال مستعجل لأهل الاختصاص

الأخ الفاضل أبو سعد الحنفى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعلم أخى الكريم أن المنطق له معنى عام ويقصد به منهج العقل فى الاستدلال ، وله معنى خاص ويطلق فى الغالب على المنطق الصورى خاصة منطق أرسطو والذى يعتبر محاولة لاكتشاف المنطق بالمعنى العام وقد أدخل عليه المسلمون عدة تحويرات ففى الباداية كان منطق أرسطو الذى وصف بأنه صورى ليس صوريا بحتا بل كان معنيا بالجانب المادى فجاء فلاسفة الإسلام كالفارابى وابن سينا وجردوه من الجانب المادى ليتجنبوا اعتراضات المسلمين لأن الجانب المادى منه كان مرتبطا بعقيدة قدم العالم لدى أرسطو وقد أضافوا إليه بعض التفصيلات القليلة وشرحوه وقربوه .
ثم جاء الأصوليون فاستفادوا من هذا التراث الإنسانى الذى هو ملك للبشرية كعلم الرياضيات والكيمياء والفيزياء وكان محصلة لجهود السابقين على أرسطو وإن كان له الفضل فى جمعه وتصنيفه وتهذيبه حتى أسند إليه- أقول إن الاصوليين قاموا بالاستفادة منه فى منهجهم الشامل الذى يشمل المطق الارسطى بمعناه الصورى وغيره وضمنوا قواعده الثابتة التى لا خلاف عليها كقواعد العكس والنقض ضمنوها منهجهم فكان منهجهم شاملا الجوانب الثابتة فى المنطق الأرسطى وليس هو المنطق الأرسطى .
لمزيد من المعلومات يمكنك يا أخى مراجعة كتاب الرد على المنطقيين لابن تيمية وكذلك كتاب حديث ومهم بعنوان (( مناهج البحث عند مفكرى الإسلام لدكتور على سامى النشار ))
وفقك الله لما يحبه ويرضاه .

هذا ما حصل بالضبط منذ مدة ، ليست بالطويلة ، أفيكون سائل هذا الكلام المتخبط المليئ بالأغلاط ، مناظرا و متمنظرا على من وجهه في أحد الأيام و قوم له فكره .

سبحان الله ، ما كنت أريد أن يحصل هذا ، و لكن كل ما في الأمر أني تعلمت نزرا يسيرا ، و رأيت أن ما يدعو إليه الدكتور الفاضل قول ضعيف جدا و لا سند له من نقل أو عقل ، و يحفظ عن بعض العلماء الذين أخطؤوا كما أخطأ غيرهم ، و المشكلة هي حينما يصبح التعصب للأشخاص لا للحق ، إذ كيف أقتنع أن مسألة وجوده سبحانه فطرية ، و قد لفظها أئمة الأصول و التفسير و الفقه و العقيدة و الحديث و المنطق ، و حتى أهل الفلسفة لم يقولوا به ، فكيف غابت عن الباقلاني و الجويني و الرازي و الآمدي و البيضاوي و ابن الحاجب و القرافي و السبكي و الشيرازي و الغزالي و ابن العربي و القرطبي و النسفي و السعد ......

قائمة طويلة الله أعلم بعددها ، كيف غابت عن هؤلاء و تفطن لها شخص واحد فقط أو بضع أشخاص ، كيف يصيب ابن تيمية و يخطئ غيره ، و غيره ليسوا عواما و لا يهود و لا نصارى ، مخالفوه أناس أتاهم الله ، كما وهب الشيخ ابن تيمية من العقل و العلم الشيء الكثير ، فكيف يصيب هو و يخطؤوا !!!؟؟؟؟

هذا ما لا أفهمه إلى حد اللحظة ، و لهذا استفسرت و استنكرت ( و حق لي أن استنكر ) ، و بعد ذلك يقرر هذا الرأي على أساس أنه الرأي الوحيد الحق و أنه اعتقاد أهل السنة و الجماعة ، و ما خالفه قول الجهمية و المبتدعة !!!؟؟؟

فهل في هذا انصاف ؟؟؟؟؟

و على كل حال ، أنا لم أكذب الأخ الفاضل ، و أنا لي هذا ، أنا قلت أن الطبعة التي معي فيها غير هذا الكلام ؟؟؟

فهل في هذا تجريح و تشكيك في الأمانة العلمية ؟؟!!!

على كل حال أنا أعتذر من الأخ أشد الاعتذار و أرجو أن لا يغضب مني ، و إني على بداية بدايات الطريق و أرجو من الله أن يعصمني و يوفقني .

و هذا ما أعتقده و أجزم به ، و الحق أحق أن يتبع .

ابنكم الصغير .

انظروا هنا ، و قولوا لي رأيكم ، غمط الناس جهودهم و جهادهم في الرد على الملاحدة ، فابن تيمية له جهود في الرد على الملاحدة ( و هذه مغالطة بحد ذاتها ) ، و أهل الكلام لا ناقة لهم و لا جمل ، ثم إني قد علقت بما رأيته مناسبا ، و هذا غيض من فيض من التعصب للأشخاص ، هذا رأيي و من له غيره فلن نكابر :

http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=15446

و الله ولي التوفيق هو حسبي و إليه أنيب

أبو مريم
03-20-2009, 01:41 AM
الأخ الفاضل أبو أسعد الحنفى :
من حقك أن تنسحب وتبرر ذلك بما يحلو لك من تبريرات ولكن ليس من حقك أن تدعى بعد ذلك بطلان مذهب أهل السنة وتصفه بالضعيف ولا أن تدعى أنك أتيت ببراهين وأدلة على صحة موقفك .
ولن أعلق بعد ذلك على أى كلمة كتبتها أو ستكتبها فقد انتهى حوارى معك وقد سعدت بلقائك .

متعلم أمازيغي
03-25-2009, 11:03 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لا أريد أن أقحم نفسي في متاهات الردود التي لا تسمن و لا تغني من جوع،المبنية على الظنون و الرجم بالغيب،لكن لا بأس أن أطلع أخي حمادة بأني لم أرفع من حدة أسلوبي،و ان كنت فعلت فذلك لا يضاهي أسلوب أبي مريم الفاضل الذي أحبه(حسبك أنه وصفنا بالخنفشارية و بأني لا أجيد طرح الأسئلة،و أن عباراتي خطابية،و بأني أتمنظر..)حقا يحز في نفسي أنك لم تنصف!
و ان تعجب فعجب قول الأخ الكريم أبو سعد بأنه لم يقرأ تعليقاتي لكن ذلك لم يمنعه من تقديم "نصيحة" مفادها "ترك أسلوبي"،جزاك الله خيرا أخي الكريم على نصيحتك..
أملا في الخروج من عنق الزجاجة و محاولة للتوفيق بين الآراء،فاننا نقول أن الاختلاف اختلاف اصطلاحي ان شاء الله تعالى و "لا مشاحاة في الاصطلاح"،فقد كان من أولويات نقاشنا معرفة ماهية "العقل" و "الفطرة"،فالحكم على الشئ فرع عن تصوره،فنقول:
مصطلح "العقل" لم يذكر في كتاب الله عز وجل بهذا اللفظ،بل استعمل الله كلمة "فطرة"،و لهذا تجد بعض الاخوة يشنعون عمن يجعل النظر العقلي واجب في معرفة الله عز وجل بدعوى أن هذا "لم يعرف عند السلف" و الخير كل الخير في اتباع من سلف! و يستميت في الدفاع عن رأيه المتهافت هذا بكل ما أوتي من أيد،و الحق الذي لا ينبغي التعويل على غيره أن العقل هو نفسه الفطرة،يقول مفكرنا المغربي الدكتور محمد عابد الجابري : "العقل هي القوة المتهيئة (في النفس) لقبول العلم"(انظر مقاله : الإيمان بين التصديق والعمل... والعقل)،و الفطرة "في الأصل تعني ما يميل الإنسان إليه بطبعه وذوقه السليم"( د. محمود طلوزي : " في رحاب الطب النبوي والعلم الحديث)،اذا نرى تطابقا في حد كل من الفطرة و العقل ،و ما يؤكد ما ذهبنا اليه أن الفقهاء و أهل الكلام يسمون العقل ب"العقل الفطري"،يقول أستاذنا محمد عابد الجابري "ويعبر عنه-أي العقل- في الاصطلاح الكلامي والفقهي بـ العقل الفطري أو الموهوب، أو الغريزي أو التمييزي، وفي اصطلاح الفلاسفة "العقل بالقوة"(مقاله الايمان بين التصديق و العمل... و العقل)
أخي أبو سعد الاعتبار يعبر عنه محمد عابد الجابري ب"العبور" من المجهول الى المعلوم،و عند ابن رشد كما في كتابه "وجوب النظر العقلي" هي استنتاج نتيجة مجهولة من مقدمة معلومة،و مثل له بقوله كل إنسان فانٍ..سقراط إنسان.. إذن سقراط فانٍ.،و في الفقه نقول الخمر حرام لأنه مسكر و يذهب العقل،و النبيذ مسكر اذن النبيذ حرام لاشتراكهما في علة التحريم،كما أن سقراط فان لانسانيته(لا أتحدث هنا عن الاعتبارات عند أهل الحديث التي هي البحث عن شواهد الحديث ومتابعاته لتقويته)..و ان كنت مخطئا فنبهنا أخي الكريم
تقبلوا تحيات المتعلم الأمازيغي المغربي.

أبو مريم
03-26-2009, 06:09 PM
لا جديد يا متعلم أمازيغى حتى يستأهل ردا لكننى سأرد عليك فقط احتراما لشخصك :

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .


لا أريد أن أقحم نفسي في متاهات الردود التي لا تسمن و لا تغني من جوع،المبنية على الظنون و الرجم بالغيب،لكن لا بأس أن أطلع أخي حمادة بأني لم أرفع من حدة أسلوبي،و ان كنت فعلت فذلك لا يضاهي أسلوب أبي مريم الفاضل الذي أحبه(حسبك أنه وصفنا بالخنفشارية و بأني لا أجيد طرح الأسئلة،و أن عباراتي خطابية،و بأني أتمنظر..)حقا يحز في نفسي أنك لم تنصف!

بالنسبة لك فلا تعليق
وبالنسبة للقارئ أرجو مراجعة الحوار ليستبين الحقيقة بهذا الصدد إن كان يعنيه ذلك .


أملا في الخروج من عنق الزجاجة و محاولة للتوفيق بين الآراء،فاننا نقول أن الاختلاف اختلاف اصطلاحي ان شاء الله تعالى و "لا مشاحاة في الاصطلاح"،فقد كان من أولويات نقاشنا معرفة ماهية "العقل" و "الفطرة"،فالحكم على الشئ فرع عن تصوره،فنقول:
مصطلح "العقل" لم يذكر في كتاب الله عز وجل بهذا اللفظ،بل استعمل الله كلمة "فطرة"،و لهذا تجد بعض الاخوة يشنعون عمن يجعل النظر العقلي واجب في معرفة الله عز وجل بدعوى أن هذا "لم يعرف عند السلف" و الخير كل الخير في اتباع من سلف! و يستميت في الدفاع عن رأيه المتهافت هذا بكل ما أوتي من أيد،و الحق الذي لا ينبغي التعويل على غيره أن العقل هو نفسه الفطرة،يقول مفكرنا المغربي الدكتور محمد عابد الجابري : "العقل هي القوة المتهيئة (في النفس) لقبول العلم"(انظر مقاله : الإيمان بين التصديق والعمل... والعقل)،و الفطرة "في الأصل تعني ما يميل الإنسان إليه بطبعه وذوقه السليم"( د. محمود طلوزي : " في رحاب الطب النبوي والعلم الحديث)،اذا نرى تطابقا في حد كل من الفطرة و العقل ،و ما يؤكد ما ذهبنا اليه أن الفقهاء و أهل الكلام يسمون العقل ب"العقل الفطري"،يقول أستاذنا محمد عابد الجابري "ويعبر عنه-أي العقل- في الاصطلاح الكلامي والفقهي بـ العقل الفطري أو الموهوب، أو الغريزي أو التمييزي، وفي اصطلاح الفلاسفة "العقل بالقوة"(مقاله الايمان بين التصديق و العمل... و العقل)

القضية :الإيمان بوجود الله تعالى يحتاج لاستدلال ، تناقض القضية : الإيمان بوجود الله تعالى لا يحتاج لاستدلال ، ولا يوجد توفيق بين الأراء المتناقضة لأن النقيضين لا يجتمعان، وما فعلته أنت يسمى مغالطة لفظية لأن العقل الذى بمعنى الفطرة ليس هو نفسه النظر والاستدلال .


وأخي أبو سعد الاعتبار يعبر عنه محمد عابد الجابري ب"العبور" من المجهول الى المعلوم،و عند ابن رشد كما في كتابه "وجوب النظر العقلي" هي استنتاج نتيجة مجهولة من مقدمة معلومة،و مثل له بقوله كل إنسان فانٍ..سقراط إنسان.. إذن سقراط فانٍ.،و في الفقه نقول الخمر حرام لأنه مسكر و يذهب العقل،و النبيذ مسكر اذن النبيذ حرام لاشتراكهما في علة التحريم،كما أن سقراط فان لانسانيته(لا أتحدث هنا عن الاعتبارات عند أهل الحديث التي هي البحث عن شواهد الحديث ومتابعاته لتقويته)..و ان كنت مخطئا فنبهنا أخي الكريم
تقبلوا تحيات المتعلم الأمازيغي المغربي

وقد سبق الحديث عن أن الأصوليين قد استدلوا بقوله تعالى (( فاعتبروا يا أولى الأبصار )) على حجية القياس وليس فيه دليل على أن الله تعالى لا يعرف وجوده إلا بالقياس .
ملحوظة : أعتذر عن الإضافة فى هذا الشريط ما لم أجد ما يستحق التعليق .

رائد الخير
03-27-2009, 12:56 AM
محمد عابد الجابري الفيلسوف الذي يريد احياء فكر ابن رشد و تشييد مدرسة ابن رشد الجديدة :)):
"العقل هي القوة المتهيئة (في النفس) لقبول العلم" و انا ارى ان الفيزيائيين بحبون "القوة" في أدبياتهم حتى رأينا من قال العقل قوة و لكن لا أعرف لماذا ؟ هل تعرف أنت لماذا يا أخي؟

إذا كان العقل قوة متهيئة لقبول العلم فهل القوة المتهيئة لقبول الجهل ليست هي العقل؟ و هل القوة هذه قوة واحدة أم قوى مختلفة منها ما يقبل علم التجربة وقوة متهيئة لقبول علم المنطق و الاستنباط و و .. الخ ؟

أبو مريم
03-27-2009, 10:05 PM
محمد عابد الجابري الفيلسوف الذي يريد احياء فكر ابن رشد و تشييد مدرسة ابن رشد الجديدة :)):
"العقل هي القوة المتهيئة (في النفس) لقبول العلم" و انا ارى ان الفيزيائيين بحبون "القوة" في أدبياتهم حتى رأينا من قال العقل قوة و لكن لا أعرف لماذا ؟ هل تعرف أنت لماذا يا أخي؟

إذا كان العقل قوة متهيئة لقبول العلم فهل القوة المتهيئة لقبول الجهل ليست هي العقل؟ و هل القوة هذه قوة واحدة أم قوى مختلفة منها ما يقبل علم التجربة وقوة متهيئة لقبول علم المنطق و الاستنباط و و .. الخ ؟
من هنا يبدأ انحراف الموضوع عن مساره ، ومن الممكن بعد صفحتين أو ثلاث أن نجد من يسأل عن فلسفة ابن سينا أو حكم النقاب أو أسعار العملات كما يحدث فى معظم الموضوعات الحوارية .

حمادة
03-27-2009, 10:22 PM
اخي ابو مريم
ما رايك فيمن يقول ان اسلوب القران في مناقشة الكفار والمشركين اسلوب عقلاني منطقي وان المنهج اللذي سار عليه علماء الكلام ليس باسلوب خارج القران الكريم بل هو مطابق لمنهج واسلوب القران الكريم بحيث ان القران الكريم امرنا باستخذام العقل في جميع امور حياتنا الدنيا وان لا نقفوا مالا علم لنا به فمثلا من بين الحجج التي يقدمونها قولهم ان القران الكريم قد خاطب وناقش المشركين طبقا لميزان العلة الغائية المتجلية في الكون اضف الى ذلك ان القران الكريم نبه افكار المشركين الى بطلان الشريك لله تعالى طبقا لما يقتضيه برهان التمانع كما نبه الى ضرورة وجود الله عزوجل استدلالا بقانون بطلان الدور وقانون بطلان الرجحان بدون مرجح .

أبو مريم
03-29-2009, 02:06 PM
اخي ابو مريم
ما رايك فيمن يقول ان اسلوب القران في مناقشة الكفار والمشركين اسلوب عقلاني منطقي وان المنهج اللذي سار عليه علماء الكلام ليس باسلوب خارج القران الكريم بل هو مطابق لمنهج واسلوب القران الكريم بحيث ان القران الكريم امرنا باستخذام العقل في جميع امور حياتنا الدنيا وان لا نقفوا مالا علم لنا به فمثلا من بين الحجج التي يقدمونها قولهم ان القران الكريم قد خاطب وناقش المشركين طبقا لميزان العلة الغائية المتجلية في الكون اضف الى ذلك ان القران الكريم نبه افكار المشركين الى بطلان الشريك لله تعالى طبقا لما يقتضيه برهان التمانع كما نبه الى ضرورة وجود الله عزوجل استدلالا بقانون بطلان الدور وقانون بطلان الرجحان بدون مرجح .
الأخ الحبيب حمادة
ليس النقاش حول منهج المتكلمين بصفة عامة أو حول محاججة الكافرين المعاندين وإلزامهم بالحجة وإنما حول إيماننا بوجود الله تعالى هل نبع من الفطرة ؟ هل خلقنا الله تعالى مقرين بوجوده محبين له أم لا ؟
وقد ثبت بالدليل الشرعى أن الإيمان بالله تعالى ومحبته مستقر بالفطرة ولا يحتاج لنظر واستدلال قال تعالى (( أفى الله شك فاطر السموات والأرض )) وقال تعالى ((وإذا أخذ ربك من بنى آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى )) وقال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه (( خلقت عبادى حنفاء فاجتالتهم الشياطين )) وفى حديث آخر (( كل مولود يولد على الفطرة )) ..
نعم قد نحتاج لدليل العقل مع انطماس الفطرة أو لحاجة إلزام ملحد معاند ينكر وجود الله تعالى .. لكن ليس معنى ذلك أن الإيمان لا يكون إلا بدليل العقل وأن من ينكر ذلك فهو منكر للعقل بالكلية كما زعم بعض الإخوة هداهم الله .

حمادة
03-29-2009, 02:15 PM
جزاك الله خيرا

متعلم أمازيغي
03-29-2009, 04:39 PM
لعلنا ننهي المناقشة،فالأخ رائد الخير يسخر من مفكر مغربي كبير ليس لشئ الا لأنه أغنى المكتبة العربية بمؤلفات عدة آخرها تفسير كتاب الله عز وجل حسب ترتيب النزول..
و الآخر ينتظر من أبي مريم أن ينزل علينا بالشتائم من قبيل مبتدع،ضال مضل(وهذا ما لم يعيه أبو مريم عندما سأله الأخ حمادة عن رأيه فيمن يقول أن أسلوب القرآن في مناقشة المشركين منطقي..)
شكرا على أسلوبك الراقي في النقاش يا أبا مريم،و لك مني كل التقدير و الاحترام.
المتعلم.:emrose::emrose:

حمادة
03-29-2009, 05:14 PM
لا حول ولا قوة الا بالله.

أبو مريم
03-29-2009, 05:16 PM
لعلنا ننهي المناقشة،فالأخ رائد الخير يسخر من مفكر مغربي كبير ليس لشئ الا لأنه أغنى المكتبة العربية بمؤلفات عدة آخرها تفسير كتاب الله عز وجل حسب ترتيب النزول..
و الآخر ينتظر من أبي مريم أن ينزل علينا بالشتائم من قبيل مبتدع،ضال مضل(وهذا ما لم يعيه أبو مريم عندما سأله الأخ حمادة عن رأيه فيمن يقول أن أسلوب القرآن في مناقشة المشركين منطقي..)
شكرا على أسلوبك الراقي في النقاش يا أبا مريم،و لك مني كل التقدير و الاحترام.
المتعلم.:emrose::emrose:
ما لنا للجابرى وابن سينا وتأبط شرا ؟!! أعتقد اننى كنت محقا عندما قلت عن مشاركة الأخ رائد الخير أنها بداية لانحراف الموضوع عن مساره وها هو متعلم أمازيغى يستغلها للعمل على إغلاق الموضوع بعد فشله فى إثبات وجهة نظره فشكرا لك على أسلوبك الراقى :emrose::emrose:.
على العموم هناك الكثير من الإخوة هنا يمكنهم المناقشة ، وبعد الانتهاء من الحوار مع الإخوة الكرام هنا سأطالب بنقل الموضوع لقسم يمكن للآخرين الحوار فيه لأثبت لهم بالدليل العقلى أيضا أن الإيمان بالله تعالى ليس نظريا وأنه فطرى وأن الناس مجبولة ومفطورة على الإيمان بوجود الله تعالى ومحبته .

رائد الخير
03-29-2009, 07:45 PM
من هنا يبدأ انحراف الموضوع عن مساره ، ومن الممكن بعد صفحتين أو ثلاث أن نجد من يسأل عن فلسفة ابن سينا أو حكم النقاب أو أسعار العملات كما يحدث فى معظم الموضوعات الحوارية .


أعتذر أخونا الفاضل د. أبو مريم, أردت فقط الاستفسار عن تعريف الجابري للعقل بالقوة المهيئة .. :):

متعلم أمازيغي
03-31-2009, 12:51 AM
ها هو متعلم أمازيغى يستغلها للعمل على إغلاق الموضوع بعد فشله فى إثبات وجهة نظره
أضحك الله سن الأخ أبو مريم.
أخي دعنا نتفق أن السلف ما كانوا يعيرون اهتماما لمثل هذه المواضيع، هل الايمان بالفطرة أم بالعقل؟بقدر ما كان يهمهم الايمان و العمل..
ثم الموضوع لاشك عقيم و لن يثمر شيئا،غير المزيد من المشادات الكلامية
و ما ذهبت اليه ان شاء الله هو الصواب،و الموضوع من أوله كان طرحه مهزوزا،اذ كما قلنا الحكم على شئ فرع عن تصوره،فكيف لنا أن نحكم بكون الايمان قوامه على الفطرة أو العقل،و لم نتصور مفهوم الفطرة و العقل..
و شخصيا قمت بما قد نسميه "استطلاع رأي"،حيث طرحت سؤال( ما دليلك على وجود الله) على مجموعة من الأصدقاء(و تحريت أن لا يكونوا من طلبة العلم،بل ممن لم يحملوا كتابا قط) فوجدت أن الاجوبة تراوحت بين قائل بالسببية(و هو دليل عقلي)،أو داع للتأمل في آيات الله و مخلوقاته(هذا عين ما يسمى النظر العقلي)، و آخر يقول كيف لهذا الاحكام في جسمنا أن يأتي صدفة(و في أنفسكم أفلا تبصرون)..و كلها أدلة عقلية،و ما أحد قال "الفطرة"
ثم شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب في الأصول الثلاثة يقول " فإذا قيل لك: بم عرفت ربك؟ فقل بآياته ومخلوقاته، ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر، ومن مخلوقاته السموات السبع، والأرضون السبع، ومن فيهن وما بينهما.

والدليل قوله تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ [فصلت:37]، وقوله تعالى: إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ "
تأمل كيف تطابقت أجوبة الأصدقاء مع الدليل الذي قدمه شيخ الاسلام ابن عبد الوهاب..
و كذلك قارن بين حد النظر العقلي(النظر في الموجودات و اعتبارها من حيث دلالتها على الخالق) و الدليل الذي قدمه محمد بن عبد الوهاب رحمه الله..ولكم واسع النظر

ناصر التوحيد
03-31-2009, 03:49 AM
عدانا عن النصوص النقلية
وعدانا عن المشاعر والاحاسيس والدوافع والحوافز والغريزة والفطرة المزروعة في داخل الإنسان
فعلى منكر الايمان الفطري , بقصة " حي بن يقظان " للفيلسوف ابن طفيل ..
وهي تتحدث عن الإنسان الذي لا خبرة له في الحياة، ولم يسبق له أن التقى ببشر، كيف حلّق بفكره نحو فاطر السماوات والأرض..وتبين كيف استطاع حيّ بن يقظان الذي أمضى (50) سنة من حياته يعيش على الفطرة، أن يبحث عن سر وجود الكائنات التي احتك بها وتعامل معها فقادته فطرته إلى أنها من صنع خالق أزلي سرمدي، وهو المهيمن على كل ما في هذا الوجود.
فالإنسان يمتلك الإدراك بالفطرة السليمة ..وحي بن يقظان، تمكن بفطرته التى وهبها له الله من الايمان بواجب الوجود
كما انه لبس الثياب وغطى عورته رغم انه يعيش بين الحيوانات فقط واهتم بإزالة الدنس والرجس عن جسمه والاغتسال بالماء في أكثر الأوقات، وتنظيف ما كان من أظافره وأسنانه وبواطن بدنه، وتطييبها بما أمكنه من طيب النبات وصنوف الدواهن العطرة.
وعندما أخذ (حيّ بن يقظان) يسأل (أبسال) عن جزيرته هو، وما فيها من أناس، وكيف يعيشون، وتطور بينهما الحديث عن أمور الدين والدنيا، وما ورد في الشريعة الإلهية من أمور كثيرة، كالجنة والنار، والبعث والنشور، والحساب ... وإذا بـ (حيّ) يتفاعل مع كل ما قاله (أبسال)، لأنه يتواءم تماماً مع الحقائق التي توصل إليها بفطرته ، فآمن بإيمان (أبسال)، وبوحدانية وربوبية اللّه الواحد بلا شريك له، وشهد برسالة محمد صلى اللّه عليه وسلم، ثم أخذ يستفسر عن العبادات والفرائض.. لان الفطرة لا تستطيع معرفة كيف تصح العبادة التي ترضي الله تعالى لان العبادة الصحيحة والمقبولة لا بد من وجود النقل والنص بها ..



مع الاعتذار للاخ الحبيب د. ابو مريم .. لانني ساهمت في تشعيب الموضوع والدخول في عالم الفلسفة بهذه القصة

أبو مريم
03-31-2009, 07:06 AM
الأخ الفاضل رائد الخير :
لا عليك يا أخى فالأمر أهون من ذلك .
الأخ الفاضل ناصر التوحيد :
بالفعل يا أخى لا مجال لإنكار الفطرة حتى من قبل أكثر الناس تفلسفا وتقديسا للعقل لأنها هى أصل العقل ومنبعه والركيزة التى يرتكز عليها ويستمد منها مشروعيته http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=14197 وجوهر الفطرة الإيمانية هو الإقرار بوجود الله تعالى ومحبته، قال تعالى: (( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ))

متعلم أمازيغي
03-31-2009, 03:20 PM
عدانا عن النصوص النقلية
دعنا من نقولات مقتبسة من الأصول الثلاثة،العقيدة السليمة لشيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب.
لكن لا بأس بأوهام ابن طفيل و خيالاته،وربما سنجد كذلك من يستشهد بالرسوم المتحركة "ماوكلي فتى الأدغال"فهو كذلك كان يستر عورته رغم عيشه مع الحيوانات..حقا أحيانا نكون في حاجة ماسة الى الميثولوجيا من أجل الدفاع عن آرائنا :p:

عمر الأنصاري
03-31-2009, 09:46 PM
لكن لا بأس بأوهام ابن طفيل و خيالاته،وربما سنجد كذلك من يستشهد بالرسوم المتحركة "ماوكلي فتى الأدغال"فهو كذلك كان يستر عورته رغم عيشه مع الحيوانات..حقا أحيانا نكون في حاجة ماسة الى الميثولوجيا من أجل الدفاع عن آرائنا

لا حول ولا قوة إلا بالله
هذه قلة أدب منك، وعدم توقيع لمن هم أكبر منك سنا وعلما

الدكتور رد عليك والرابط الذي أرسل لك واضح بين، وما نقلته من الأصول الثلاث يؤيد رأي د أبي مريم ولا يؤيد رأيك
لكنك من سوء الفهم أوتيت

اخت مسلمة
03-31-2009, 11:16 PM
الاخ الفاضل متعلم امازيغي
اختلاف وجهات النظر لايجعلنا نسفه وجهة النظر الاخرى من رأي وهذا الطرح من بدايته الواضحة
حتى لو لم توافق على الرؤية المطروحة لايستدعي تسفيه آراء الآخرين بارك الله فيك ,الايمان بالفطرة
هذا ماذكره القرآن صراحة بدون مواربة وأكده النبي محمد عليه الصلاة والسلام وان كان ليس هذا الاصل
فمابال الاعمى والاصم وفاقد الحواس المسلم صحيح الاسلام ؟؟؟
يقول الله تعالى :عند الخلق ( وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة.. )
وفي خطوة تالية ( واذ اخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على أنفسهم الست بربكم، قالوا بلى شهدنا ان تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين، او تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم، أفتهلكنا بما فعل المبطلون؟)
وعبارة: أشهدهم، وشهدنا تظهران بوضوح تام أن الإيمان الفطري مبني على شهود العيان، ولا يحتاج الإنسان ـ ما سلمت فطرته ـ الى شاهد خارجي بعد هذا الشهود الذاتي. اما إذا انحرفت الفطرة بما علاها من الصدأ أو غشيها من الرين ـ وما اكثر ما يحصل ذلك ـ احتاجت الى الدليل العقلي لتثبيت التوحيد وأركان العقيدة.
وذكر ايضا في سياق هذا الطرح ان كبار السن ممن لم يعلموا من دينهم سوى التوحيد والعبادات ولم يتعلموا او يتثقفوا وصلوا الى التوحيد الخالص بالفطرة التي اودعها الله فيهم .
اذن اعتقد ان الكلام اوضح وايسر من ان يحتاج لكل هذا السجال اخي الفاضل
اعتذر لتدخلي
تحياتي للموحدين

أبو مريم
04-01-2009, 01:19 AM
الأخوين الفاضلين أبو عمر الأنصارى وأخت مسلمة جزاكما الله خيرا على التوضيح المناسب مع ملاحظة أن ابن طفيل ليس تبعا لمشاركتى بل لمشاركة الأخ ناصر التوحيد وكان مقصده من ذلك أنه حتى أكثر الناس تقديسا للعقل وهم الفلاسفة يقرون بالفطرة فأجبته بما يؤكد كلامه فتلقفها متعلم أمازيغى ليخرب الموضوع بإقحام بعض تلك الأشياء المعهودة والتى تقلل من قيمة الموضوع وأهميته خاصة إذا وجدت تجاوبا من بعض الإخوة وذلك بعد أن فشل فى إثبات وجهة نظره هذا على فرض أن لديه أصلا وجهة نظر وأغلب ظنى أنه لم يفهم الموضوع بعد وهذا ما يتضح من مشاركاته .
على العموم جزاكما الله خيرا على التوضيح وإن كنت أرى أنه من الأولى تجاهل المشاركات غير المفيدة حرصا على الموضوعية والنظام وتركيزا للفائدة سواء فى هذا الموضوع أو فى غيره.

متعلم أمازيغي
04-01-2009, 01:34 AM
هذه قلة أدب منك
الفاضل أبو عمر الأنصاري قد نناقش الأفكار و نزدري الآراء و ننتقد بعضنا البعض،لكن ذلك لا يعني "جواز" القدح في الأشخاص و رميهم بقلة الأدب يا أخي الكريم،وكم من مرة يصف الأخ أبو مريم ما قلناه ب"الفارغ"،و هذا مستحب في الجدالات الفكرية،لكن التطاول على الأشخاص فهو من البذاءة..
و اذا علم السبب بطل العجب،فالمغاربة "ديما كايقلبوها معيور و سبان":): و من شبه أباه فما ظلم


اذن اعتقد ان الكلام اوضح وايسر من ان يحتاج لكل هذا السجال اخي الفاضل
الأخت الفاضلة أشكرك على توضيحك القيم
و نعتذر ممن يحتمل أننا أسأنا اليهم!!!
و السلام عليكم و رحمة الله
:emrose::emrose::emrose:

intrator
04-16-2009, 10:49 AM
لا يسمح لغير المسلمين بالمشاركة فى هذا القسم

متابعة إشرافية
مراقب 1

ناصر التوحيد
04-16-2009, 12:44 PM
الايمان لا يحتاج لنظر واستدلال، لانه مستقر بالفطرة , ولانه من العلوم الضرورية

متروي
04-16-2009, 11:39 PM
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
و بعد
- الايمان بالله تعالى فطري أي أن كل انسان يشعر أن له ربا قال تعالى (هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى اذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا انهم احيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن انجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين ) فالملحد و الكافر الذي أوصله إستدلاله العقلي إلى عدم وجود الله يعود إلى فطرته الصافية دون دليل و دون إعمال للعقل في مثل هذا الموقف .
- الايمان بالله تعالى فطري بدليل إيمان كل البهائم و هي ليس لها عقل بل حتى الجمادات كالسموات والارض و الجبال .
- الايمان بالله تعالى فطري و هذا ما قرره الكتاب و السنة فلا عبرة بكلام المنطقيين ولا تقعر المتكلمين فهؤلاء يبعدون القريب و يعقدون البسيط و طريقتهم لا تشبه كلام الانبياء ولا كلام الصالحين و هم ليسوا أذكى و لا أعقل من هؤلاء لا في طريقة الابلاغ و لا في طريقة الاقناع
فكيف يفسر المخالف قوله تعالى ( قالت رسلهم افي الله شك فاطر السماوات والارض ) و كيف يفسر هذا الحديث الصحيح (وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم . وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم) و هذا الحديث (ما من مولود إلا يولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه ، أو ينصرانه ، أو يمجسانه ، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء ، هل تحسون فيها من جدعاء ، ثم يقول : { فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم }) فما هي هذه الفطرة التي يولد عليها الانسان ؟؟ فعدم الايمان بالله مردها الانحراف عن هذه الفطرة بسبب شياطين الانس و الجن و اتباع الشبهات .
- ثم مسألة مهمة و هي الفرق بين البديهي و النظري فالاخ ابو سعد الحنفي و من يقلدهم جعلوا إيمان العجائز نظر و استدلال و هذا سخيف لأن دليل العجائز على وجود الله هو وجود الله لا أكثر أي أنهم يستشعرون وجود الله كما يستشعرون وجودهم ذاتهم و إلا فلزمنا إن أنكرنا هذا إنكار وجود البديهيات كلية .
- ثم وجود الاديان عند كل اهل الارض دليل على فطرة الدين اما اختلاف الاديان فراجع الا شياطين الجن و الانس كما هو اختلاف المنتمين الى الاسلام فمحمد صلى الله عليه و سلم جاء بدين واحد فجعله هؤلاء مذاهب و فرق.
- ثم امر مهم و هو ان الفطرة تكفي للايمان بالله الكامل الصفات لكنها لا تكفي في معرفة الشرع الذي لا غنى له عن الانبياء و الرسل.