المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المغرب : الرد على شيخ تيجاني في مسألة الأضرحة .. !!



DirghaM
03-12-2009, 01:55 PM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ..

والصلاة والسلام على الرسول الأمين خاتم المرسلين
ولا إله إلا الله وحده لا شريك له
يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الجاهلين وانتحال المبطلين وتأويل الغالين

في الفترة الأخيرة بدانا نسمع في المغرب عامة وفي سوس خاصة بشيخ إسمه " الطّيب المنذر " ، نال شهرة اتسعت رقعتها ليصل شعاعها إلى بلدان مجاورة .. وقد أجرى معه أحد البرامج التلفزيونية مقابلة في حلقته المخصصة للسحر والشعوذة في المغرب ، بعد أن أتهم البعض منطقته بأن فيها مدرسة لتخريج السحرة حيث لا توجد هناك أشهر من مدرسته " مدرسة الرحمن العتيقة "
قالوا أن هذا الشيخ مالكي المذهب تيجاني الطريقة !!
في هذا الموضوع سأتوقف أحبتي في الله على كلمة وردت في كتاب " فوح الطيب الطّيب من حياة العلامة الطيّب "
لنرد على فكرة الأعياد التي يقيمها الصوفيين عند الاضرحة وجوار القبور .. لنكشف معا إلى مدى غرّ هؤلاء ما كانوا يفترون ..
يقول الشيخ في الكتاب المذكور آنفا ( الذي ألفه احد طلبته ) في الصفحة 24 و25 ، في إجابته عن سؤال : متى بدأتَ التعليم وعلى يد من ؟.. عن تلك الأعياد ما نصه :
[سنة حسنة جرى عليها الناس قديمًا (...) ليجتمع الناس صغيرهم وكبيرهم ذكرهم وأنثاهم على الطعام والدعاء]
ونقول : سئل الإمام أحمد: هل يكره أن يجتمع القوم يدعون الله ويرفعون أيديهم؟ قال: ما أكرهه للإخوان إذا لم يجتمعوا على عمد ، إلا أن يكثروا.

وقال إسحاق بن راهويه مثل ذلك.
أما إذا اتخذ ذلك عادة وسنة راتبة تفعل في أوقات محددة ، فإنه يصير بذلك بدعة محدثة يجب تركها ، والابتعاد عن فعلها ،
ثم تابع الطيب المنذر كلامه فقال : [ وقد ذهب بعض العلماء إلى تحريمه ولكن تحريمه مبالغة ، فهو إلى الإستحباب أولى منه إلى التحريم ، والمتوسطون يستحبونه بشرط خلوه من البدع ، ولعمري إنه حلال لأنه لا يخل بأي مبدأ من المبادئ الشرعية كما أنه لا يتعارض مع اي نص من النصوص الشرعية ، فهو ذبيحة يهلّ بها لله .]
- كيف يكون خاليا من البدع وهو في الأصل بدعة يجب تركها ؟!!
ثم قوله أنها ذبيحة يهلّ بها لله إشارة واضحة إلى ما يردده الناس في هذه الأقطار ان تلك الذبيحة تنحر للأضرحة وليس لله وهذا ما حاول الشيخ نفيه بما ختم به هذه الفقرة (وسيأتي الحديث عن هذا قريبا )
قال : [ إضافة إلى أنه يجمع الناس على الدعاء لوالديهم وأجدادهم ولجميع المسلمين ، إمتثالا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم
:" لا يجتمع ملأ فيدعو بعضهم ويؤمن بعضهم إلا أجابهم الله " رواه البيهقي والحاكم والطبراني عن حبيب بن مسلمة رضي الله عنه ]
هذا أول ما يستشهد به الشيخ .. ولكن الغريب أن لا علاقة لهذا بما ننكره عليه .. فالرواية لها طرق صحيحة نعم ولكن هل ذكر في إحداها الإتماع عند القبور والأضرحة كعادة وسنة راتبة في أوقات محددة ؟ لا طبعا ..
وقد ذكره الألباني في الضعيف ولم أقف لقلة علمي على رواية لمن ذكرهم الشيخ بل وجدتها عند الألباني كما أسلفت والهيثمي والمنذري - والله تعالى أعلم - ، ولكن ما يهمنا هو أنه سواء صح أو لم يصح هذا الحديث فهو ليس حجة هنا .. لأن الخلاف هو حول قامة الأضرحة والبناء على القبور ثم جعل لها عيد مخصص يحتفل بها ويجتمع حولها ..
ثم قال [ ولقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه البيهقي وأبو داود عن إبن عباس رضي الله عنهما أنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " سلوا الله ببطون اكفكم ولا تسألوه بظهورها فإذا فرغتم فامسحوا بها وجوهكم " ]
الواضح أن الشيخ يتحدث بعيدا عن نقطة الخلاف .. فما دخل طريقة الدعاء بما سماه " المعروف " اي المواسيم والأعياد التي تقام لأضرحة بعض الصالحين ..
وبعد هذا أتى بهذا الإستنتاج :
[ إذن ، فالمعروف بدءً وختامًا جائز ومشروع ،عرفه المسلمون الأولون - علماء كانوا أو غيرهم - فامتلأت به عقولهم ونفوسهم وكانت من مقاصدهم في حياتهم ، فارتفعت عن طريقه حياتهم وجماعتهم ، وامتدت سلطتهم ، وعزّ به جانبهم ، وهكذا تتصل جميع العادات الدينية غتصالات وثيقاً بشؤون الفرد فتسعده ، وبشؤون الجماعة فترفعها ، ]
ما أسهل الكلام بلا دليل ولا برهان .. إستناج لم يأتي له ببرهان ولا هم يحزنون .. فمتى عرفه المسلمون الأولون ؟ وكيف يعز جانب المسلمين بالتجمعات حول القبور والاضرحة والطواف بها ؟؟ كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ..
وأتوقف هنا احبتي في الله وقفة إستغراب من هؤلاء القوم وما يدعون ،، وسأورد هنا بعض الاقوال والأشعار التي ينطقون بها في حق شيوخهم ويرون ذلك عاديا ، قبل أن نستأنف قضية الأضرحة والتعبد بها وفيها ..
في رسالة قال أحدهم " سيدي الشيخ الجليل ، والغوث الهمام ، والقطب الأسن ، ولي الله الأستاذ الحاج الطيب "
والآخر ختم رسالته بقوله ( والكلام موجه إلى الشيخ ): "وأخيراً ، أذكرني عند ربك .. " !!
اما الشاعر فقال : " ما شهدنا إلا بما علمنا ، وقد خاطبته ذات يوم قائلاً له : يا سيّدي إننا لنرجوك للآخرة أما الدنيا فقد أنقذتنا من كل المخاوف وأنشدت قائلاً:
وكيف أرهب أمراً أو أراع له ** وقد لجئتُ إلى المنذر بإيمان
فنعم ملجأ من ضاقت مذاهبه ** ونعم من هو في سر وإعلان
وقال آخر يرفع شيخه إلى مرتبة أبي بكر الصديق رضي الله عنه الذي قيل في بعض الأثر : لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان أهل الأرض لرجح
،رغم ذلك قال الشاعر عن شيخه :
قد ورث الصديق في الأقوال ** جميعها وجملة الأفعال
ورمة الأعمال والأحوال ** خير الرجال العالم المثال
إبن أبي بكر الرضي الصديق ** في غربنا قطعا بلا تعويق
من دانت الأقطار والأمصار ** في علمه وخضع الأخيار
،، هذا ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..
هذا شيء يسير من زلات لسانهم واعمالهم .. وغلوهم وإسرافهم .. فسائر الطرق الصوفية لا تخلو من جهالات وضلالات .. وبما أننا هنا نتحدث عن الطريقة التيجانية فلنذكر شيئا عن هذه البدعة لتكون لتكون لدينا فكرة عنها وعن أهلها هداهم الله إلى الحق ،،
شيخ هذه الطريقة هو أبو العباس أحمد بن محمد المراكشي التيجاني ولد سنة 1150 بقرية عين ماضي ، وكان مما ساعد على إنتشار طريقته التعبدية هو علاقته الوطيدة مع الملوك العلمويين الذي كانوا يرون فيه سلاحا قويا يستخدمونه لرد خطر الأتراك الذين كانوا يتربصون للسيطرة على البلاد المغربية وذلك بالتحديد في عهد أمير المؤمنين " المولى " سليمان ، ( هذا حسب نفس المصدر )
وأما طريقة زاويتهم فهي أوراد يقولون بأن النبي صلى الله عليه وسلم ظهر لشيخهم يقظة لا منام فعلمها له ، وهي الإستغفار باية صيغة مئة مرة ، والهيللة مائتين أو مئة مرة ، والجوهرة اثنتي عشرة مرة وهي " اللهم صلّ وسلم على عين الرحمة الربانية ، وهذه الوظيفة لازمة الطريقة وتكفي في وقت واحد وإن تيسرت في وقتين فهي بخلاف الورد المعلوم فهو لازم في الوقتين ولا تغني الوظيفة عن الورد والورد عن الوظيفة وتقضي كالورد..
ويقول أحد شيوخهم عن الورد ما يلي : " ووقته بعد صلاة الصبح إلى الضحى ، وبعد صلاة العصر إلى العشاء ( ... ) ومن أخذها وتركها تركا كليا أو متهاونا حلّت به عقوبته ويأتيه الهلاك " !!!!
نعم ، هذا وهم يعتقدور بالتمائم والدهون الغريبة وجداول الطلاسيم لعلاج الامراض النفسية والعضوية .. والتبرك بالشيوخ أحياءا وأمواتا ..
لنعد الآن إلى ما كنا نتحدث عنه وهو الأضرحة التي يقيمون لها اعياد سنوية فيقبلها الجهال ويطوفون بها ويتخشعون أمامها ويذرفون دموع الخشية والرهبة كما لا يفعلون في صلواتهم وقراءتهم للكلام الله تعالى ..
فيقول في هذا كبيرهم الذي علمهم السحر إستئنافا للكلام السابق .. : "والدليل على جواز المعروف شكلاً ومضموناً قول الرسول صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم عن أبي موسى الأشعري عن النبي صصلى الله عليه وسلم : " إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو أو قلّ طعام عيالهم بالمدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد ثم قسموه بينهم بالسوية فهم مني وأنا منهم "
نفس الطريقة .. يستشهد بأشياء لا علاقة لها بموطن الخلاف .. فهذا الحديث الصحيح الذي أورده لا يقاس بما يصنعون .. فالأشعريين لا يفعلون ذلك إلا لضرورة كما هو واضح في الحديث ولا يتخذوه عادة ولا عبادة ، لا يحددون له وقتا معينا ولا مكان معين ولا طقوس وأذكار كما تفعلون أنتم داخل الأضرحة ..
ثم قال :" وهكذا فعوائد سوس في هذا المجال نابعة من السنة ، وقد كانت اللحوم آنذاك لا تباع في الأسواق ولا يراها هل البوادي "
ولكن لماذا إستمرت هذه الأعياد حتى بعد إنتهاء زمن المجاعة ؟؟ ولماذا تهاجرون مسافات طويلة للوصول إلى الأضرحة لإقامة ذلك الإحتفال عندها وتدعون الناس إليها ؟؟
الإجابة نجدها في كلامه الموالي حين قال : " وإذا ذبح الناس لا يذبحون للأضرحة زمانا ومكانا - كما يعتقد البعض - ولكنهم يتحرون أماكن الخشوع وزمان الإجابة للدعوة ، أو والوقت الذي يعتقد تشرف فيه الخلل على الهلاك ، أو إنحبس المطر حتى دار العام بلا حرث ، فيدعون ويستغيثون بربهم في دفع المضرة وجلب المنفعة "
عذر أقبح من ذنب ، "جا يكحلها عماها "
انقل لكم هذا المقال واترككم معه .. والصلاة والسلام على خير المرسلين إمام المتقين .. فما كان هنا من توفيق فمن الله وما كان من خطئ فمني ومن الشيطان والله ورسوله منه براء ..
الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده.


فقد استفاضت السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحاح والسنن والمسانيد في النهي عن رفع القبور والبناء عليها وتجصيصها واتخاذها مساجد وتسوية ما رفع منها .

فمن ذلك ما رواه البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها أن أم سلمة رضي الله عنها ذكرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم كنيسة بأرض الحبشة وما فيها من الصور فقال : (( أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح – العبد الصالح – بنوا على قبره مسجداً وصوروا فيه تلك الصور ، أولئك شرار الخلق عند الله )) .

ولهما عن عائشة رضي الله عنها قالت : (( لما نُزِل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة له على وجهه، فإذا اغتم بها كشفها فقال – وهو كذلك – (( لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد )) .

يحذر ما صنعوا ، ولو لا ذلك لأبرز قبره ، غير أنه خُشي أن يُتخذ مسجداً .

وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)). ولفظه عند الإمام أحمد قال: (( قاتل الله اليهود والنصارى )).

وروي مسلم عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس وهو يقول: (( إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل، فإن الله قد اتخذني خليلاً، ولو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً ، ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك )) وروى الإمام مسلم عن بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : (( إن من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء ، والذين يتخذون القبور مساجد )) .


وروى مسلم عن أبي الهياج الأسدي قال : قال لي علي بن أبي طالب رضي الله عنه : (( ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ألا تدع صورة إلا طمستها ولا قبراً مشرفاً إلا سويته )) .

فتضمنت هذه الأحاديث على تحريم هذه الأعمال ولعن فاعليها، وأنهم شرار الخلق عند الله ، وفي هذه الأحاديث دلالة على شدة خوف النبي صلى الله عليه وسلم على أمته من أن ترتكب ما ارتكبته الأمم قبلها من اتخاذ قبور الأنبياء والصالحين مساجد، فقد نهى عن ذلك أولاً، ثم نهى عنه قبل أن يموت بخمس ليال، ثم لعن وهو في السياق من فعل ذلك.

فبناء المساجد والقباب على قبور الأنبياء والصالحين من الصحابة والتابعين وأهل البيت المكرمين لقرابتهم من سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، بناؤها من المحدثات في الدين، وقد حدثت في هذه الأمة بعد القرون المفضلة في القرن الرابع في دولة بين بويه الرافضية ، وورث ذلك عنهم فرق الرافضة، فبنيت المشاهد على قبور الأئمة الحقيقية والوهمية ، وقبر الحسين في كربلاء، وقبر موسى الكاظم في الكاظمية في العراق ، وما يعرف بقبر السيدة زينب في سوريا، إلى غير ذلك .

وانتقلت هذه البدعة من الرافضة إلى فرق الصوفية في العالم الإسلامي، فلم يسلم من هذا المنكر العظيم والشر المستطير إلا القليل من بلاد المسلمين، حتى مكة والمدينة أفضل بلاد الله قد كانت فيها القباب على بعض القبور في البقيع والمعلاة، ولكن الله طهرهما من معالم البدعة والوثنية على يد الدولة السعودية السنية السلفية في النصف الأول من القرنين الثالث عشر والرابع عشر، كما تطهر كثير من نواحي الجزيرة العربية .

وقد ساء ذلك طوائف الرافضة والصوفية وغاظهم، لذلك فهم يبغضون هذه الدولة، وما قامت عليه من دعوة الإصلاح والتجديد لمعالم التوحيد، توحيد الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويكيدون لها ويسبونها، ولم يكونوا يتفوهون بالتدخل في شؤون المملكة وشؤون الحرمين إلا في السنوات الأخيرة، ومن ذلك التدخل: دعوتهم إلى بناء القباب على أضرحة آل البيت رضي الله عنهم في مكة والمدينة، والرافضة يظهرون ذلك باسم محبة الرسول صلى الله عليه وسلم وأهل بيته، وهم يعلمون أو لا يعلمون أن ذلك مخالف لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، واستفاضت به سنته من تحريم البناء على القبور واتخاذها مساجد، وما قام به أمير المؤمنين علي رضي الله عنه طاعة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم من طمس الصور، وتسوية القبور المشرفة، كما تقدم ذكر أدلة ذلك .
فهؤلاء المفتون من الرافضة بوجوب السعي في إعادة بناء قبور أهل البيت في البقيع وصرف الأموال عليها، هؤلاء محادون لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، ومخالفون لشريعته، ومعاندون لأمير المؤمنين علي رضي الله عنه الذي أطاع الرسول صلى الله عليه وسلم، وأمر أبا الهياج الأسدي بما أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم .