علي أبو عبد الله
05-10-2005, 12:36 AM
الإخوة الكرام ... هذا مقال في جريدة الوطن السعودية نقلته إلى هنا لأمور مهمة وهي :
1/ قبل الرد أطلب من الجميع الإنصاف مع هذه الأقسام ببيان مالها وما عليها ، خاصة أننا في منتدى التوحيد ونشترك معهم في الهم إن شاء الله .
2/ أتمنى ممن له صلة بهذه الأقسام أن يفيدنا عن واقعها .
3/ حبذا أن نتفاعل مع هذا الموضوع بما يخدم هذه الأقسام من اقتراحات ورؤى وآمال وملاحظات ....الخ .
4/ يفضل أن يحدد المشاركون مشاركاتهم ( سلبا أو إيجابا ) إلى المناهج أو أعضاء الأقسام أو الطلاب أو غير ذلك، ولنتجنب الكلام العام الذي لايفيد .
5/ هل اطلع أحدكم على دراسة أو بحث علمي يقيم هذه الأقسام أو مناهجها ؟ أفيدونا .
6/ هل اطلع أحدكم على تفاعل في المنتديات الأخرى حول المقال أو الأقسام هذه ؟
7/ هل يعرف أحدكم الكاتب وما تخصصه وعمله ؟_ للفائدة فقط ـ
وختاما كلي رجاء أن لا تهملوا الموضوع وأن تتفاعلوا بما يفيد وشكرا لكم سلفا .
وتفضلوا اقرأو الموضوع كما هو في جريدة الوطن 1 / 4 / 1426هـ .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
أقسام العقيدة في كلياتنا الشرعية... كيف الحال؟
خالد صالح السيف*
ما إن أمرق قبالة قسم "العقيدة" في كلية الشريعة حتى يتلبسني: "النص الذهبي"، فتغشاني إذ ذاك الرحمة، ولا ألبث أن يجللني "النص" مهابة... وأتزيا بجماليات حلته الباهية، فأستشرف - من ثم - تنزل السكينة، وأود من حينها لو أني أتمكن من أن أرفع بـ"النص" عقيرتي، لعل أن أحدا من القوم هاهنا فيسمع... ويطرح عنه التثريب لمخالفه فيفقه... وهب أني قد تمكنت من فعل ذلك... لا ريب وقتذاك أن سأنادي -قبلا- وأمد بالنداء الصوت:
السلام عليكم يا أهل الديار من المؤمنين ورحمة الله تعالى وبركاته، أثم من أحد فيكم... أم إنكم بعد في قالتكم سادرون، إذ ألفيناكم ولما تبرحوا من بعد لأي موضع شبر من مفازات التنازع في :"اختلاف العبارات".. حيث أشقاكم التناوش في دال "اختلاف العبارات" ومقتضى لازمها، فظلتم على اشتغالاتكم عاكفون، بينما جناب "التوحيد" من بين أيديكم ومن خلفكم قد طاوله أذى "الالتياث"، من بعد ما استقد قميص نقاءه من: تلقائه ومن ورائه بأيدي العابثين، ممن لا يحسنون غير إشاعة التكفير والتبديع والتفسيق إذ يهبونها من شاؤوا بسخاء من لا يخشى الله والدار الآخرة، وفي بعض مما هو بين أيديكم ما يمنحهم التسويغ ابتداء وفي الانتهاء يسوقهم -جهلا- إلى حيث أجر المجتهد فضلا عن الغفران وتلك وأيم الله الكبيرة. وأحسبكم قد آثرتم "العقيدة"بصناعتها المنطقية والكلامية وفق منهاجية فلسفية موغلة في النأي عن المنهج القرآني، على :"التوحيد" فانكفأتم -من ثم- تمضون نفائس أوقاتكم على :"اختلاف عبارات البشر" في حين اتخذتم الدرس "التوحيدي" في القرآن مهجورا، و ما أخال منتهى مبلغكم من العلم إن أنتم تجردتم إلا هو آخذ بحجزكم ومفض بكم إلى حيث كانت مآلات الأئمة من مثل: "الأشعري" و"ابن تيمية" و"الذهبي"، فما بالكم-إذن-تستأنفون الاشتغال بالعلم من حيث كانت بدايتهم تلك التي أفضت بهم إلى ما سنقرأه في تضاعيف هذا النص:
قال الإمام الذهبي:".. رأيت للأشعري كلمة أعجبتني، وهي ثابتة رواها البيهقي:سمعت أباحازم العبدري، سمعت زاهر بن أحمد السرخسي يقول: لما قرب أجل أبي الحسن الأشعري في داري ببغداد، دعاني فأتيته فقال: اشهد علي أني لا أكفر أحدا من أهل القبلة، لأن الكل يشيرون إلى معبود واحد، وإنما هذا اختلاف العبارات.
قلت-أي الذهبي-: وبنحو هذا أدين، وكذا كان شيخنا ابن تيمية أواخر أيامه يقول: أنا لا أكفر أحدا من الأمة، ويقول: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن) فمن لازم الصلوات بوضوء فهو مسلم".
هاهو إذن "النص الذهبي"، الذي ما أحسبه بالغائب عن الأحبة في أقسام "العقيدة" في جامعاتنا، بله مما استقر حفظا في ذاكرة صغار المنتسبين لهاته "الأقسام"، غير أنه من البدهي أن التنفيذ الإجرائي لمثل تلك "التجارب السلفية" بأدائها إتقانا من حيث انتهى إليه الآخرون:" الأشعري.. الذهبي... ابن تيمية وغيرهم كثير" لا من حيث كان مستأنف درسهم وتوليفاتهم : كفيل في اكتساب صفة المشروعية في التآسي بهم، والنأي بمتعاطي هذا "العلم" من المحدثين عن الولوغ في درك شقاء مغبة مزالق "التكفير" وبخاصة لما أن يكون حاصل المسألة لن يخرج عن: "اختلاف العبارات"، كما أن ذات المختلفين بأجمعهم هم ممن لا زموا الصلوات بوضوء. فضلا عن أن تحقيق المصلحة المرجوة من وضع علم "العقيدة" إنما يتأكد في أصل الاعتبار "الشرعي" بعامة، من حيث النظر لما يقتضيه فقه المآلات من ترجيح جانب الدرء للمفسدة على جلب المصالح في الدارين. ويأتي السد لذريعة الفساد في المآل خشية الإفضاء إلى المضار فكيف بالأمور التي لم تسلم منهجيتها من الاشتمال ابتداء على عناصر الإفساد(منهجا لا مادة) إذ تأتي منبثقة عن قصد المناقضة والمخالفة، وذلك باتخاذها ديانة.
... وإذن فلا مشاحة في أن "النص الذهبي" خليق بألا يتجاوز دون أن يعلق عليه ولو بهذا الإيجاز:
تعظم الخسارة فداحة لما أن يفني "المسلم" الأوفر نباهة وعقلا من عمره حظا في خوض "معارك" طائلة ثم لا يلبث أن يتبين في آخرة أيامه أن المسألة لا تعدو أن تكون :"اختلاف العبارات" وبس.
ويمكننا القول في ضوء الاعترافات السالفة للأئمة : إن المجتمع الإسلامي بات هو الآخر يضيع أعماره إذ وقع ضحية لتتبع متاهات "المعارك" لتي لم يكن ثمة منتصر فيها، وهذا من شأنه أن يطيل أمد الضرر في الأمة... ويخلق مناخات من الارتياب في الايمانيات... . ويوسع من شنآن البغضاء اتساعا يمكنه من الهيمنة على شؤون الحياة الدقيقة والجليلة كافة، ويكفي شاهدا على هذا : النار المستعرة اليوم في حطام غلواء التصنيف وهشيم العدوان المؤسس على :"التفسيق والتبديع والتكفير" دون إثارة من فقه راشد لما جاء في الوحيين.
وما من أحد له أدنى حظ من القراءة للمنهج "السلفي" إلا ويعي جيدا أن : الاشتغال إطنابا في الحديث/ أو الكتابة عن مسائل عقدية موغلة في الدقة دون مسوغ شرعي ظاهر، هي طريقة أقرب ما تكون إلى المدرسة "الكلامية" وبحسبها أن تكون الطريقة التي لاتتفق- انسجاما- بأي حال مع منهج السلف المشهود له باليسر و قرب المأخذ العقدي قرآنا.كما هو الشأن العقدي في سياقات حياة الصحابة رضوان الله تعالى عليهم.
ولئن أنهكت هذه "الأمة" بطائل هاته التشقيقات "العقدية" مما أورثتنا تبيئة للخصومات صالحة لأي دعوى، ومن هاهنا تجذرت فينا القابلية للتنازع المفضي بنا نحو انجرافات ذهاب الريح ، الأمر الذي طاولنا ضر هذه الحالة ومشاقها، فإنه لم يكن سوى "السياسي" وحده ذلك الذي أحسن استثمارها.. وبالغ في شأن تفعيلها... اسألوا إن شئتم "المأمون" أو "المتوكل"؟.
سر الدراسة في فؤادك كامن *** لو كنت تحسن صرخة التوحيد
1/ قبل الرد أطلب من الجميع الإنصاف مع هذه الأقسام ببيان مالها وما عليها ، خاصة أننا في منتدى التوحيد ونشترك معهم في الهم إن شاء الله .
2/ أتمنى ممن له صلة بهذه الأقسام أن يفيدنا عن واقعها .
3/ حبذا أن نتفاعل مع هذا الموضوع بما يخدم هذه الأقسام من اقتراحات ورؤى وآمال وملاحظات ....الخ .
4/ يفضل أن يحدد المشاركون مشاركاتهم ( سلبا أو إيجابا ) إلى المناهج أو أعضاء الأقسام أو الطلاب أو غير ذلك، ولنتجنب الكلام العام الذي لايفيد .
5/ هل اطلع أحدكم على دراسة أو بحث علمي يقيم هذه الأقسام أو مناهجها ؟ أفيدونا .
6/ هل اطلع أحدكم على تفاعل في المنتديات الأخرى حول المقال أو الأقسام هذه ؟
7/ هل يعرف أحدكم الكاتب وما تخصصه وعمله ؟_ للفائدة فقط ـ
وختاما كلي رجاء أن لا تهملوا الموضوع وأن تتفاعلوا بما يفيد وشكرا لكم سلفا .
وتفضلوا اقرأو الموضوع كما هو في جريدة الوطن 1 / 4 / 1426هـ .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
أقسام العقيدة في كلياتنا الشرعية... كيف الحال؟
خالد صالح السيف*
ما إن أمرق قبالة قسم "العقيدة" في كلية الشريعة حتى يتلبسني: "النص الذهبي"، فتغشاني إذ ذاك الرحمة، ولا ألبث أن يجللني "النص" مهابة... وأتزيا بجماليات حلته الباهية، فأستشرف - من ثم - تنزل السكينة، وأود من حينها لو أني أتمكن من أن أرفع بـ"النص" عقيرتي، لعل أن أحدا من القوم هاهنا فيسمع... ويطرح عنه التثريب لمخالفه فيفقه... وهب أني قد تمكنت من فعل ذلك... لا ريب وقتذاك أن سأنادي -قبلا- وأمد بالنداء الصوت:
السلام عليكم يا أهل الديار من المؤمنين ورحمة الله تعالى وبركاته، أثم من أحد فيكم... أم إنكم بعد في قالتكم سادرون، إذ ألفيناكم ولما تبرحوا من بعد لأي موضع شبر من مفازات التنازع في :"اختلاف العبارات".. حيث أشقاكم التناوش في دال "اختلاف العبارات" ومقتضى لازمها، فظلتم على اشتغالاتكم عاكفون، بينما جناب "التوحيد" من بين أيديكم ومن خلفكم قد طاوله أذى "الالتياث"، من بعد ما استقد قميص نقاءه من: تلقائه ومن ورائه بأيدي العابثين، ممن لا يحسنون غير إشاعة التكفير والتبديع والتفسيق إذ يهبونها من شاؤوا بسخاء من لا يخشى الله والدار الآخرة، وفي بعض مما هو بين أيديكم ما يمنحهم التسويغ ابتداء وفي الانتهاء يسوقهم -جهلا- إلى حيث أجر المجتهد فضلا عن الغفران وتلك وأيم الله الكبيرة. وأحسبكم قد آثرتم "العقيدة"بصناعتها المنطقية والكلامية وفق منهاجية فلسفية موغلة في النأي عن المنهج القرآني، على :"التوحيد" فانكفأتم -من ثم- تمضون نفائس أوقاتكم على :"اختلاف عبارات البشر" في حين اتخذتم الدرس "التوحيدي" في القرآن مهجورا، و ما أخال منتهى مبلغكم من العلم إن أنتم تجردتم إلا هو آخذ بحجزكم ومفض بكم إلى حيث كانت مآلات الأئمة من مثل: "الأشعري" و"ابن تيمية" و"الذهبي"، فما بالكم-إذن-تستأنفون الاشتغال بالعلم من حيث كانت بدايتهم تلك التي أفضت بهم إلى ما سنقرأه في تضاعيف هذا النص:
قال الإمام الذهبي:".. رأيت للأشعري كلمة أعجبتني، وهي ثابتة رواها البيهقي:سمعت أباحازم العبدري، سمعت زاهر بن أحمد السرخسي يقول: لما قرب أجل أبي الحسن الأشعري في داري ببغداد، دعاني فأتيته فقال: اشهد علي أني لا أكفر أحدا من أهل القبلة، لأن الكل يشيرون إلى معبود واحد، وإنما هذا اختلاف العبارات.
قلت-أي الذهبي-: وبنحو هذا أدين، وكذا كان شيخنا ابن تيمية أواخر أيامه يقول: أنا لا أكفر أحدا من الأمة، ويقول: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن) فمن لازم الصلوات بوضوء فهو مسلم".
هاهو إذن "النص الذهبي"، الذي ما أحسبه بالغائب عن الأحبة في أقسام "العقيدة" في جامعاتنا، بله مما استقر حفظا في ذاكرة صغار المنتسبين لهاته "الأقسام"، غير أنه من البدهي أن التنفيذ الإجرائي لمثل تلك "التجارب السلفية" بأدائها إتقانا من حيث انتهى إليه الآخرون:" الأشعري.. الذهبي... ابن تيمية وغيرهم كثير" لا من حيث كان مستأنف درسهم وتوليفاتهم : كفيل في اكتساب صفة المشروعية في التآسي بهم، والنأي بمتعاطي هذا "العلم" من المحدثين عن الولوغ في درك شقاء مغبة مزالق "التكفير" وبخاصة لما أن يكون حاصل المسألة لن يخرج عن: "اختلاف العبارات"، كما أن ذات المختلفين بأجمعهم هم ممن لا زموا الصلوات بوضوء. فضلا عن أن تحقيق المصلحة المرجوة من وضع علم "العقيدة" إنما يتأكد في أصل الاعتبار "الشرعي" بعامة، من حيث النظر لما يقتضيه فقه المآلات من ترجيح جانب الدرء للمفسدة على جلب المصالح في الدارين. ويأتي السد لذريعة الفساد في المآل خشية الإفضاء إلى المضار فكيف بالأمور التي لم تسلم منهجيتها من الاشتمال ابتداء على عناصر الإفساد(منهجا لا مادة) إذ تأتي منبثقة عن قصد المناقضة والمخالفة، وذلك باتخاذها ديانة.
... وإذن فلا مشاحة في أن "النص الذهبي" خليق بألا يتجاوز دون أن يعلق عليه ولو بهذا الإيجاز:
تعظم الخسارة فداحة لما أن يفني "المسلم" الأوفر نباهة وعقلا من عمره حظا في خوض "معارك" طائلة ثم لا يلبث أن يتبين في آخرة أيامه أن المسألة لا تعدو أن تكون :"اختلاف العبارات" وبس.
ويمكننا القول في ضوء الاعترافات السالفة للأئمة : إن المجتمع الإسلامي بات هو الآخر يضيع أعماره إذ وقع ضحية لتتبع متاهات "المعارك" لتي لم يكن ثمة منتصر فيها، وهذا من شأنه أن يطيل أمد الضرر في الأمة... ويخلق مناخات من الارتياب في الايمانيات... . ويوسع من شنآن البغضاء اتساعا يمكنه من الهيمنة على شؤون الحياة الدقيقة والجليلة كافة، ويكفي شاهدا على هذا : النار المستعرة اليوم في حطام غلواء التصنيف وهشيم العدوان المؤسس على :"التفسيق والتبديع والتكفير" دون إثارة من فقه راشد لما جاء في الوحيين.
وما من أحد له أدنى حظ من القراءة للمنهج "السلفي" إلا ويعي جيدا أن : الاشتغال إطنابا في الحديث/ أو الكتابة عن مسائل عقدية موغلة في الدقة دون مسوغ شرعي ظاهر، هي طريقة أقرب ما تكون إلى المدرسة "الكلامية" وبحسبها أن تكون الطريقة التي لاتتفق- انسجاما- بأي حال مع منهج السلف المشهود له باليسر و قرب المأخذ العقدي قرآنا.كما هو الشأن العقدي في سياقات حياة الصحابة رضوان الله تعالى عليهم.
ولئن أنهكت هذه "الأمة" بطائل هاته التشقيقات "العقدية" مما أورثتنا تبيئة للخصومات صالحة لأي دعوى، ومن هاهنا تجذرت فينا القابلية للتنازع المفضي بنا نحو انجرافات ذهاب الريح ، الأمر الذي طاولنا ضر هذه الحالة ومشاقها، فإنه لم يكن سوى "السياسي" وحده ذلك الذي أحسن استثمارها.. وبالغ في شأن تفعيلها... اسألوا إن شئتم "المأمون" أو "المتوكل"؟.
سر الدراسة في فؤادك كامن *** لو كنت تحسن صرخة التوحيد