المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من ثمرات الإيمان بالقدر



أبو معاوية غالب
04-30-2009, 07:06 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
يثمر الإيمان بالقدر للعبد صدق الاعتماد على الله واللجوء إليه والاستعانة به والافتقار إليه لكون المؤمن به يعلم أن القلوب بين أصبعين من أصابع الله يقلبها كيف يشاء وأنه يهدي من يشاء ويضل من يشاء قال تعالى : {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10)}[الأعلى].
قال ابن سعدي - رحمه الله - في تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير الأحكام :
"قوله تعالى : { فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى }{ وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى }{ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى } [الليل : الآيات 5 - 7] .جمعت السعادة وجميع الأسباب التي تنال بها السعادة ، وهي ثلاثة أشياء : فعل المأمور ، واجتناب المحظور ، وتصديق خبر الله ورسوله ، فهذه الثلاثة يدخل فيها الدين كله ، وذلك أن قوله : ( أَعْطَى ) أي : جميع ما أمر به من قول وعمل ونية ، ( وَاتَّقَى ) : جميع ما نهي عنه من كفر وفسوق وعصيان ، { وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى } : بما أخبر الله به ورسوله من الجزاء ، فصدَّق بالتوحيد وحقوقه وجزاء أهله . . فمن جمع ثلاثة الأمور يسره الله لليسرى ، أي : لكل حالة فيها تيسير أموره وأحواله كلها ، ومقابل هذا قوله :
{ وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ } [الليل : 8] .أي : ترك ما أمر به ليس خاصا بالنفقة ، بل معنى البخل المنع ، فإذا منع الواجبات المتوجهة إليه القولية أو الفعلية أو المالية فقد بخل .
{ وَاسْتَغْنَى } [الليل : 8] .
أي : رأى نفسه غير مفتقر إلى ربه ، وذلك عنوان الكبر والتجرؤ على محارم الله .
{ وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى } [الليل : 9] .أي : بلا إله إلا الله وحقوقها ، وجزاء المقيمين لها والتاركين لها
{ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى } [الليل : 10] .
أي : لكل حالة عسرة في معاشه ومعاده "انتهى كلامه .

* وكذلك الإيمان بالقدر يستدعي من المؤمن أن لا يعجب بنفسه مهما عمل من خير لأنه يعلم أنه لم يعمل ذلك إلا بمشيئة الله وعونه وتوفيقه وتيسيره ولولا الله ما تمكن من فعل شيء من الخير.

* وكذلك الإيمان بالقدر يثمر للمسلم راحة البال وطمأنينة النفس ويبعده عن التحسر على ما فات لأنه يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه وأن المصيبة لا تقع إلا بإذن الله لحكمة يريدها الله تعالى وأن ما قدره الله له لا بد أن يصيبه وأن الأمر كما قال تعالى : {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (216)}[البقرة].
* ويتحقق عنده القناعة بما رزقه الله وقسمه له فيكون أغنى الناس ولا يمد عينه إلى من هو فوقه فيتحقق له بذلك الغنى الحقيقي غنى النفس بخلاف غيره من الناس فإنه لا يحصل له القناعة مهما مهد الله له وأعطاه .
* ومن ثمرات الإيمان بالقدر الإقدام على فعل ما ينفع بدون تردد لكون المؤمن به يعلم أن الله سبحانه بيده تسهيل الأمور وأن ما قدر الله أن يكون لا يستطيع الخلق كلهم دفعه وأنه لا يصيبه من المخاطر في أي عمل يقدم عليه إلا ما قدر له فهو يلجأ إلى الله ويستعين به ولا يلتفت إلى خطرات النفس ووساوس الشيطان التي تثبط الإنسان عن فعل الخير والسعي في مصالح دينه ودنياه .
كتبه أبو معاوية غالب الساقي المشرف على موقع روضة السلفيين www.salafien.com

DirghaM
04-30-2009, 09:43 AM
بارك الله فيك وجزاك خيرا ..


ولا يمد عينه إلى من هو فوقه
ولا ينفي هذا النظر الى من هم فوقه من الناجحين في حياتهم واتخاذهم قدوة وفق الضوابط الشرعية ..