المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إثبات حكمة الله في شرعه وقدره



أبو معاوية غالب
05-01-2009, 03:01 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
كل ما قدره الله وشرعه فهو مشتمل على الحكمة فإن الله سبحانه لم يخلق شيئا إلا وفيه مصلحة راجحة أو محضة ولم يشرع شيئا إلا وفيه مصلحة راجحة أو محضة فهو سبحانه منزه عن العبث وكل ما ينافي الحكمة قال تعالى :
{أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (115) فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (116)}[المؤمنون].
وبين الله سبحانه أنه خلق الجن والإنس لغاية عظيمة وحكمة كبيرة وهي أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا فقال :{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)}[الذاريات].
وبين سبحانه أن حكمته تأبى أن يترك الإنسان سدى لا يؤمر ولا ينهى أو أن يسوي بين الكافر والمسلم فقال :
{ أَيَحْسَبُ الإنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى (36)}[القيامة].
وقال -سبحانه-:{أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36)}[القلم].
وقال-أيضا-"{ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ (27) أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الأرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ (28)}[ص] .
وكشف الله لنا عن بعض حكمته في عدم بسطه الرزق لجميع عباده فقال :{وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ (27)}[الشورى]. فهو سبحانه لا يسأل عما يفعل لكمال حكمته وعدله ورحمته وسلطانه.
ولكن نحن لا علم لنا بجميع حكم الله فلا نعلم من حكم الله إلا ما علمنا الله إياه . وعلينا أن نتمثل أوامر الله سواء أعلمنا حكمته في ذلك أم لم نعلم استسلاما لأمره وإيمانا بكمال عدله وحكمته ورحمته وسلطانه وقدرته .
نسأل الله تعالى أن يقوي إيماننا بقدره وحكمته وجلاله وعظمته بمنه وكرمه !

كتبه أبو معاوية غالب الساقي المشرف على موقع روضة السلفيين www.salafien.com

هذه سبيلي
09-24-2012, 06:15 AM
بارك الله فيك

ابن عبد البر الصغير
10-03-2012, 08:22 PM
جزاكم الله خيرا، نعم ولا التفات إلى قول المناطقة في هذا الصدد، ومنه إثبات النبوة من طريق إبراز الغاية من خلق الخلق، فهو استدلال صحيح له شواهد من الكتاب والسنة، ولا يُلتفت إلى الإلزامات الموهومة

يقول الإمام السفاريني الحنبلي : [ .. والحاصل أن شيخ الإسلام وجمعا من تلامذته أثبتوا الحكمة ، والعلة في أفعال الباري جل وعلا وأقاموا على ذلك من البراهين ما لعله لا يبقي في مخيلة الفطين السالم من ربقة تقليد الأساطين أدنى اختلاج وأقل تخمين ... ومن هذا إنكاره تعالى على من جوز أن يترك عباده سدى لا يأمرهم ولا ينهاهم ولا يثيبهم ولا يعاقبهم - وأن هذا الحسبان باطل ، والله - تعالى - متعال عنه لمنافاته لحكمته ، فقال تعالى : {أيحسب الإنسان أن يترك سدى} فأنكر - سبحانه - على من زعم أنه يترك سدى - إنكار من جعل في العقل استقباح ذلك ، واستهجانه ، وأنه لا يليق أن ينسب ذلك إلى أحكم الحاكمين ، ومثله قوله تعالى : {أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم } فنزه نفسه سبحانه وتعالى وباعدها عن هذا الحسبان ، وأنه متعال عنه فلا يليق به لقبحه ومنافاته الحكمة ، وهذا يدل على إثبات المعاد بالعقل كما يدل على إثباته بالسمع . ]

وقد ذكر ابن القيم في كتابه إعلام الموقعين أمثلة لمن أبطل السنن بظاهر القرآن وقال : [ رد النصوص المحكمة الصريحة التي في غاية الصحة والكثرة على أن الرب سبحانه إنما يفعل ما يفعله لحكمة وغاية محمودة ، وجودها خير من عدمها ، ودخول لام التعليل في شرعه وقدره أكثر من أن يعد ، فردوها بالمتشابه من قوله : { لا يسأل عما يفعل وهم يسألون } ثم جعلوها كلها متشابهة . ]

ثم يقول الإمام الطبري في تأويل قوله تعالى [ : ( وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين ( 38 ) ما خلقناهما إلا بالحق ولكن أكثرهم لا يعلمون ( 39 ) )

يقول - تعالى ذكره - : ( وما خلقنا السماوات ) السبع والأرضين وما بينهما من الخلق لعبا . وقوله ( ما خلقناهما إلا بالحق ) يقول : ما خلقنا السماوات والأرض إلا بالحق الذي لا يصلح التدبير إلا به .

وإنما يعني بذلك - تعالى ذكره - التنبيه على صحة البعث والمجازاة ، يقول - تعالى ذكره - : لم نخلق الخلق عبثا بأن نحدثهم فنحييهم ما أردنا ، ثم نفنيهم من غير الامتحان بالطاعة والأمر والنهي ، وغير مجازاة المطيع على طاعته ، والعاصي على المعصية ، ولكن خلقنا ذلك لنبتلي من أردنا امتحانه من خلقنا بما شئنا من امتحانه من الأمر والنهي ( ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى ) .

( ولكن أكثرهم لا يعلمون ) يقول - تعالى ذكره - : ولكن أكثر هؤلاء المشركين بالله لا يعلمون أن الله خلق ذلك لهم ، فهم لا يخافون على ما يأتون من سخط الله عقوبة ، ولا يرجون على خير إن فعلوه ثوابا لتكذيبهم بالمعاد . ]

وهناك بعض الإخوة يجازفون في هذه الأمور ويوافقون الظاهرية في بعض مقالاتهم، كإنكار التعليل موافقة لابن حزم أو إنكار الاستدلال بالتعليل في باب حوار اللادينيين.

د. هشام عزمي
10-03-2012, 09:54 PM
أجدت يا شيخنا .. نقول بديعة رائعة ..

ابن عبد البر الصغير
10-03-2012, 10:46 PM
أجدت يا شيخنا .. نقول بديعة رائعة ..

بارك الله فيك شيخنا هشام.