المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مسجد قبة الصخرة ... هل هو مسجد ضرار ؟؟؟!!!



ClearSea
05-08-2009, 09:44 PM
مسجد قبة الصخرة..
هل هو مسجد ضرار؟!!!


مسجد قبة الصخرة؟!!!


الصخرة.. أولاً !


هذه هي صخرة بيت المقدس التي تسمع عنها، والتي سُمي مسجد قبة الصخرة نسبةً إليها. فهو مبنيٌ حولها، والقبة مرفوعةً فوقها!!
وهي عبارة عن قطعة كبيرة من الصخر غير منتظمة الشكل، توجد داخل ساحة المسجد الأقصى، في منتصفها تقريباً. ويبلغ طولها من الشمال إلى الجنوب 18 متراً وعرضها من الشرق إلى الغرب 14 متراً، وأعلى نقطة فيها مرتفعة عن سطح المسجد زهاء متر ونصف المتر. ولا يُعرف شئ عن أصل وجود هذه الصخرة، وقد حُكى عنها حكايات كثيرة، منها ما قد يقبل ومنها ما هو خرافات، وهو الأكثر ، فلا ينتبه لشيء من ذلك.
وهى صخرة كأي صخرة على الأرض، ليس لها أي فضل في ذاتها، إلا أنها وجدت في بقعة من الأرض مباركة -كل من عليها ومن فيها مبارك-، فكان لها من البركة ما لأي شئ في هذه البقعة.
قال تعالى: ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ {1}) الإسراء.
فالمسجد الأقصى جعله الله مباركاً، وجعل كل ما حوله مباركاً، الحجر والشجر والماء والهواء والتراب.
غير أن هذه الصخرة دون غيرها ممن هو في البقعة المباركة، قد خصها الناس بخصوصيات وأنزلوها منزلة فوق منزلتها، فبالغوا في تعظيمها وتقديسها، وفصّلوا في فضلها وشرفها، حتى لم تعد تذكر إلا بالصخرة المشرفة، وكثرت حولها الحكايات والخرافات، وطافوا بها وتمسحوا وقبّلوا، وانتشر حولها الشرك والبدع.
ولا تحسبني مبالغاً، فالأمر عظيم وقديم، وقد نبه عليه العلماء قديماً وحديثاً.




إطار خشبي محيط بالصخرة داخل مسجدها

قال شيخ الإسلام بن تيمية : ( وأما أهل العلم من الصحابة والتابعين لهم بإحسان فلم يكونوا يعظمون الصخرة فإنها قبلة منسوخة، وإنما يعظمها اليهود وبعض النصارى. .) اهـ، وله كلام أخر سيأتيك بعد قليل.
ولا يخفى عليك –كما تقدم- موقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد فتح بيت المقدس، عندما استشار كعب الأحبار أين يضع المسجد، فأشار عليه كعب بأن يجعله وراء الصخرة، فضربه عمر في صدره وقال يا ابن أم كعب ضارعت اليهود، وأمر ببنائه في مقدم بيت المقدس. (البداية والنهاية).
فلماذا أنكر عمر رضي الله عنه على كعب؟ ولماذا نهره بهذه الشدة رغم أنه هو الذي استشاره وطلب رأيه؟
لعل الإجابة واضحة، فهي من كلام عمر أيضاً، قال لكعب: (ضارعت اليهودية) ، وفي رواية أخرى: (ضاهيت اليهودية)، وفى ثالثة: (فيك يهودية).
فتعظيم الحجر والشجر هو من شأن اليهود والنصارى ومن شابههم وحذا حذوهم:
عن أبي وَاقِدٍ الّليْثِيّ: أَنّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم لَمّا خَرَجَ إِلَى حُنَيْنٍ مَرّ بَشَجَرَةٍ لِلْمُشْرِكِينَ يُقَالُ لَها ذَاتُ أَنْوَاطٍ يُعَلّقُونَ عَلَيْهَا أَسْلِحَتَهُمْ، فقالوا: يا رسولَ الله اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ كَمَا لَهُمْ ذَاتُ أَنْوَاطٍ، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: (سُبْحَانَ الله، هَذَا كَمَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ، وَالّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَرْكَبُنّ سُنّةّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ. .)، وهذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.(تحفة الأحوذي للمباركفوري).
ومعنى ذات أنواط: قال الجزري في النهاية: هي اسم شجرة بعينها كانت للمشركين ينوطون بها سلاحهم أي يعلقونه بها ويعكفون حولها فسألوه أن يجعل لهم مثلها فنهاهم عن ذلك.
ومن ثمَّ أنكر عمر رضى الله عنه على كعب، فالإسلام دين التوحيد الخالص، الذي لا يعرف عبادة الحجر والشجر، ولا التبرك بها، ولا اعتقاد النفع والضر فيها. وعمر رضي الله عنه هو من هو، صاحب العقيدة الخالصة الصافية، صاحب المقولة المشهورة عندما وقف أمام الحجر الأسود فقال: (أما والله لولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك) ثم قبّله.
ورغم ذلك نجد أن عمر رضي الله عنه لم يتجاهل ما لصخرة بيت المقدس من فضل باعتبار كونها داخل بيت المقدس، لها من شرفه وبركته -لا أكثر-، فها هو بعد أن دخل بيت المقدس ينقب عنها، فقد كان عليها زبالة عظيمة، لأن النصارى كانوا يقصدون إهانتها نكاية باليهود الذين يُصلّون إليها، فأمر بإزالة النجاسة عنها، بل قيل أنه أزالها بنفسه. أما أن يبني عليها مسجداً، فقد أنكر ذلك ونسبه إلي اليهود المغضوب عليهم.
فسبحان الله، هذا حجر وهذا حجر، وهذا عمر وهذا عمر! ولكن : (لولا أني رأيت رسول الله. .) حجةٌ قوية، فرّقت بين الحجر والحجر وبين عمر هنا وعمر هناك.

قال شيخ الإسلام بن تيمية في مجموعة الرسائل الكبرى (2/57-58) : (ولهذا كان أئمة الأمة إذا دخلوا المسجد قصدوا الصلاة في المصلى الذي بناه عمر، وأما الصخرة فلم يصل عندها عمر ولا الصحابة ولا كان على عهد الخلفاء الراشدين عليها قبة، بل كانت مكشوفة في خلافة عمر وعثمان وعلي ومعاوية.) اهـ .
!!!
ولاشك أنك الآن تتساءل: فما بال ذلك المسجد الضخم ذو القبة المذّهبة،الذي تملأ صورته العالم الإسلامي بأسره، والذي يظن أكثر المسلمين أنه المسجد الأقصى، فما باله مبنيٌ فوق تلك الصخرة التي أنكر فاروق الأمة رضي الله عنه بناء مسجدٍ عندها ونسب ذلك إلى اليهود، والتي لم يصل عندها أحد من أئمة هذه الأمة، الصحابة الكرام؟ ولك أن تتساءل !!!


تعظيم الحجر والشجر!

لا شك أن ما بيناه من أمر صخرة بيت المقدس، وموقف عمر بن الخطاب والصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين من هذه الصخرة، لاشك أن ذلك يشير بأصابع الاتهام إلى ذلك المسجد وإلى من بناه فوق هذه الصخرة!.
فصحابة النبي صلى الله عليه وسلم ورضى عنهم أجمعين كانوا مصابيح الهدى وأوعية العلم، حضروا من الكتاب تنزيله ومن الدين جديده، وأخذوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تأويل القرآن، أخبر عنهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنهم خير الناس وأفضلهم فقال صلى الله عليه وآله وسلم: (خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم . .). أخرجه الشيخان، وقال صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً: ( افترقت اليهود على اثنين وسبعين فرقة والنصارى كذلك وتفترق أمتي على ثلاث سبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة) قالوا: من هي يا رسول الله قال: (ما أنا عليه وأصحابي) حسن صحيح.
فأنّىَ لأحدٍ أن يأتي من بعدهم بأحسن مما جاءوا به، أو يسلك سبيلا أهدى مما كانوا عليه.
قال تعالى: ((وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ {100}))، التوبة.
فلا شك أن بناء مسجدٍ فوق صخرة بيت المقدس هو خروج واضح عن منهج النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، الذي حمله أصحابه الكرام رضى الله عنهم من بعده، ولا شك أنه اتباعُ لغير سبيل المؤمنين.
فما خشيه الفاروق وقع، وما أنكره جاء بعده من أقره، فهو ما أنكر بناء مسجدٍ على الصخرة إلا حماية لجناب التوحيد، وتنزيهاً للعقيدة الصحيحة من معتقدات المشركين في الحجر والشجر، ولكن:
((فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا {59} إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا {60} ))، مريم.
نعم خلف من بعدهم خلف عظّموا الحجر، واتخذوه مسجداً، ورفعوا فوقه القباب وكسوها بالذهب!.
انظر إلي صورة ذلك المسجد من الداخل وتأمل كيف أنه مبنيٌ حول الصخرة، فهي مَركَزُهُ وهو محيط بها، ، والقبة الذهبية مرفوعة من فوقها تغطيها وتحيط بها!.





المسجد من الداخل، والسهم يشير إلى الصخرة
تأمل كيف عُظم الحجر، وتذكر كيف أنكر ذلك عمر!.

فعجباً لأمة التوحيد: تَنشُد تحرير المسجد الأقصى الأسير، الذي هو ميراث التوحيد والموحدين من لدن إبراهيم عليه السلام، ثم هي ترفع لذلك رايات الشرك. نعم، فإن فشو صورة قبة الصخرة وتعليقها في كل مكان من بلاد المسلمين بهذه الطريقة هو رفع لشعارات الشرك والبدع التي فشت في الأمة. فضلاً عن كونه دليلاً قاطعاً على الجهل الذي حل بتلك الأمة ، حتى أنها لم تكد تعرف أصلاً: ما هو المسجد الأقصى الذي ينشدون تحريره !.
إن المسجد الحرام بمكة، والمسجد الأقصى بالقدس، هما ميراث التوحيد، متى حل التوحيد في أمة، كانت أحق بهما وأهلهما. وقد وعد الله تبارك وتعالى الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالاستخلاف والتمكين في الأرض بشرط أن يعبدوه وحده فلا يشركوا به شيئاً، ويتبعوا رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم فلا يبتدعوا من بعده شيئاً، وتأمل هذه الآيات من سورة النور، لعلها تكون لك نورا:
(( قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ {54} وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ {55} وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ {56} لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ {57}))، النور.
هذا هو الاستخلاف والتمكين والتأمين في الأرض، شريطة توحيد الله واتباع نبيه صلى الله عليه وسلم، فتأمل.


والشيء بالشيء يذكر:

فلا تحسب أنه ليس هناك أثرٌ للشرك في الأمة اليوم إلا بناء مسجدٍ على صخرة،كلا، فإن ما يقع من الشركيات والبدع في هذه المساجد التي بنيت فوق قبور الصالحين والتي ملأت بلاد المسلمين، هو كثيرٌ ، بل ومنه ما قد يصل إلى الشرك الأكبر. وغير ذلك من أمور الشرك: كالسحر، والكهانة، والتنجيم، وتعليق التمائم، وخوف الجن، والحلف بغير الله، ..إلخ. فكل ذلك من أنواع الشرك المنتشرة في بلاد المسلمين.
ناهيك عن البدع، واتباع الأهواء ، ورفع صوت كل دني على صوت النبي صلى الله عليه وسلم.
فليت كل مسلم اليوم يحرص علي تعلم دينه كما يتعلم دنياه، وينجو بنفسه وأهله، ومن ثم بأمته كلها من الشرك والبدع. فإن ذلك هو السبيل الأوحد إلي النصر والتمكين الذي تنشده الأمة اليوم، ثم هو النجاة يوم القيامة.


سيرة مسجد قبة الصخرة

لا شك أننا لم نتعرض حتى الآن للسؤال الذي عنونت به لهذا الباب، ولا تحسب أنني عنونت لهذا الموضوع بهذا العنوانمسجد قبة الصخرة.. هل هو مسجد ضرار؟) لهول ما ذكرته لك حتى الآن ! لا، فرغم أن كل ما تقدم يكفي تماماً لدحض فكرة اتخاذ هذه الصخرة مسجداً، إلا أن ذلك ليس هو الدافع الوحيد وراء سؤالي الذي عنونت به.
فدعني أنقل لك الآن قصة بناء مسجد قبة الصخرة، سبب بنائها، وكيف بنيت، وما الذي ترتب على بنائها، فلعلك تعرف سبب ذلك العنوان الذي ربما أكون قد أزعجتك به، ثم تخرج بنفس النتيجة التي خرجت أنا بها، فتسأل معي نفس السؤال: مسجد قبة الصخرة.. هل هو مسجد ضرار؟.
زمن بناء المسجد
بني مسجد قبة الصخرة سنة ست وستين من الهجرة النبوية الشريفة، أي بعد أزمان الخلافة الراشدة، وبناه عبد الملك بن مروان وابنه الوليد بن عبد الملك.
قال ابن كثير في البداية والنهاية: (. . . وفيها -أي في سنة ست وستين- ابتدأ عبد الملك بن مروان ببناء القبة على صخرة بيت المقدس وعمارة الجامع الأقصى وكملت عمارته في سنة ثلاث وسبعين. . .) اهـ


سبب بناء المسجد
قال ابن كثير:
(. . . وكان السبب في ذلك أن عبد الله بن الزبير كان قد استولى على مكة، وكان يخطب في أيام مِنى وعرفة ومقام الناس بمكة، وينال من عبد الملك ويذكر مساوي بنى مروان، ويقول إن النبي صلى الله عليه وسلم لعن الحكم وما نسل وأنه طريد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولعينه، وكان يدعو إلى نفسه، وكان فصيحا فمال معظم أهل الشام إليه، وبلغ ذلك عبد الملك فمنع الناس من الحج فضجوا، فبنى القبة على الصخرة والجامع الأقصى، ليشغلهم بذلك عن الحج ويستعطف قلوبهم، وكانوا يقفون عند الصخرة ويطوفون حولها كما يطوفون حول الكعبة، وينحرون يوم العيد ويحلقون رؤسهم، ففتح بذلك على نفسه بأن شنع ابن الزبير عليه، وكان يشنع عليه بمكة ويقول: ضاهى بها فعل الأكاسرة في إيوان كسرى والخضراء. . .)) اهـ


كيف بُنيَ المسجد؟

قال ابن كثير:
(. . . ولما أراد عبد الملك عمارة بيت المقدس وجه إليه بالأموال والعمال، ووكل بالعمل رجاء بن حيوة ويزيد بن سلام مولاه، وجمع الصنّاع من أطراف البلاد وأرسلهم إلى بيت المقدس، وأرسل إليه بالأموال الجزيلة الكثيرة، وأمر رجاء ابن حيوة ويزيد أن يفرغا الأموال إفراغا ولا يتوقفا فيه، فبثوا النفقات وأكثروا فبنوا القبة فجاءت من أحسن البناء، وفرشاها بالرخام الملون وعملا للقبة جلالين أحدهما من اليود الأحمر للشتاء وآخر من أدم للصيف، وحفا القبة بأنواع الستور، وأقاما لها سدنة ، وخداما بأنواع الطيب والمسك والعنبر والماورد والزعفران، ويعملون منه غالية ويبخرون القبة والمسجد من الليل، وجعل فيها من قناديل الذهب والفضة والسلاسل الذهب والفضة شيئا كثيرا، وجعل فيها العود القمارى المغلف بالمسك، وفرشاها والمسجد بأنواع البسط الملونة، وكانوا إذا أطلقوا البخور شم من مسافة بعيدة، وكان إذا رجع الرجل من بيت المقدس إلى بلاده توجد منه رائحة المسك والطيب والبخور أياما ويعرف أنه قد أقبل من بيت المقدس وأنه دخل الصخرة، وكان فيه من السدنة والقوم القائمين بأمره خلق كثير. . . وبالجملة إن صخرة بيت المقدس لما فرغ من بنائها لم يكن لها نظير على وجه الأرض ومنظرا، وقد كان فيها من الفصوص والجواهر والفسيفساء وغير ذلك شئ كثير وأنواع باهرة، ولما فرغ رجاء بن حيوة ويزيد بن سلام من عمارتها على أكمل الوجوه فضل من المال الذي أنفقاه على ذلك ستمائة ألف مثقال وقيل ثلاثمائة ألف مثقال فكتبا إلى عبد الملك يخبرانه بذلك فكتب إليهما قد وهبته لكما فكتبا إليه إنّا لو استطعنا لزدنا في عمارة هذا المسجد من حلى نسائنا، فكتب إليهما إذ أبيتما أن تقبلاه فأفرغاه على القبة والأبواب، فما كان أحد يستطيع أن يتأمل القبة مما عليها من الذهب القديم والحديث. . ) اهـ
لاشك أن ذلك لا يحتاج لتعليق.

جاء في ‏سبل السلام ، شرح بلوغ المرام، للصنعاني:
( قال ابن بطال: السُنةُ في بنيان المساجد القصد وترك الغلو في تحسينها، فقد كان عمر مع كثرة الفتوحات في أيامه، وكثرة المال عنده، لم يغير المسجد عما كان عليه، وإنما احتاج إلى تجديده لأن جريد النخل كان قد نخر في أيامه، ثم عند عمارته: (أكن الناس من المطر وإياك أن تحمر أو تصفر فتفتن الناس) ، ثم كان عثمان والمال في زمنه أكثر فحسنه بما لا يقتضي الزخرفة، ومع ذلك أنكر بعض الصحابة عليه، وأول من زخرف المساجد الوليد بن عبد الملك، وذلك في أواخر عصر الصحابة وسكت كثير من أهل العلم عن إنكار ذلك خوفاً من الفتنة) اهـ.


ثم كان ما كان..

ثم كان ما كان مما ترتب على بناء ذلك المسجد من الشرك والبدع:
قال ابن كثير:
(. . . ولم يكن يومئذ على وجه الأرض بناء أحسن ولا أبهى من قبة صخرة بيت المقدس، بحيث إن الناس التهوا بها عن الكعبة والحج، وبحيث كانوا لا يلتفتون في موسم الحج وغيره إلى غير المسير إلى بيت المقدس، وأُفتن الناس بذلك افتنانا عظيماً، وأتوه من كل مكان، وقد عملوا فيه من الإشارات والعلامات المكذوبة شيئا كثيرا مما في الآخرة، فصوروا فيه صورة الصراط وباب الجنة وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ووادي جهنم، وكذلك في أبوابه ومواضع منه فاغتر الناس بذلك وإلى زماننا...)اهـ، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فهذه هي سيرة مسجد قبة الصخرة، بلا تعليق أو تعقيب.
* * *


ولمن لا يعرف "ضرار"..

فهذا هو مسجد ضرار الذي أحرقه النبي صلى الله عليه وسلم، قال تعالى:
((وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفَنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ {107} لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ {108} أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ {109} لاَ يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْاْ رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلاَّ أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ {110} )) التوبة.

ومختصر قصة "مسجد ضرار":
( أن طائفة من المنافقين بنوا صورة مسجد قريبا من مسجد قباء، وأرادوا أن يصلي لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه حتى يَرُوجَ لهم ما أرادوه من الفساد والكفر والعناد، فعصم الله رسوله صلى الله عليه وسلم من الصلاة فيه، وذلك أنه كان على جناح سفر إلى تبوك، فلما رجع منها فنزل "بذي أوان"-مكان بينه وبين المدينة- ساعة، فنزل عليه الوحي في شأن هذا المسجد، وهو قوله تعالى (وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ . . الآية). أما قوله ضرارا: فلأنهم أرادوا مضاهاة مسجد قباء، وكفرا: بالله لا للإيمان به، وتفريقا: للجماعة عن مسجد قباء، وإرصاداً لمن حارب الله ورسوله من قبل: وهو أبو عـامر الراهب الفـاسق قبحه الله. . .) اهـ (البداية والنهاية.)
ثم نزلت الآيات تأمر النبي صلى الله عليه وسلم ألا يدخل ذلك المسجد، ثم أمر صلى الله عليه بإحراقه.
قال ابن كثير: (. . . والمقصود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزل "بذي أوان" دعا "مالك بن الدخشم" و "معن بن عدي" أو أخاه "عاصم بن عدي" رضي الله عنهما فأمرهما أن يذهبا إلى هذا المسجد الظالم أهله فيحرقاه بالنار فذهبا فحرقاه بالنار وتفرق عنه أهله. . .) البداية والنهاية.
قال القرطبي في تفسيره: (قال علماؤنا: وكل مسجد بني على ضرار أو رياء وسمعة فهو في حكم مسجد الضرار لا تجوز الصلاة فيه).

ويبقى السؤال منتظراً جواباً:
مسجد قبة الصخرة. . هل هو مسجد ضرار؟


علماً بأن من أوجه المخالفة بين مسجد ضرار ومسجد قبة الصخرة: طبيعة الأرض التي بنيا عليها، فأرض القبة أصلاً أرضاً مباركةً من قبل البناء عليها.
ولا يعني هذا السؤال أننا نثبت أو نقرر شيئاً بعينه، بل غاية الأمر هو إيضاح وبيان للحقائق، ثم نريد معرفة الجواب من علمائنا ومشايخنا، أهل التوحيد والسنة!.

(منقول)

ناصر التوحيد
05-08-2009, 11:12 PM
ما وجه الشبه بين المسجدين حتى يحكم على احدهما بمثل ما هو الاخر !
ومن بنى كل مسجد منهما..أليس هذا الفرق مهما !!
وماذا هو هدف كل واحد ممن بناهما !!!
لم تبن القبة ولا مسجدها تعظيما للصخرة ..وانما تعظيما لحادثة الاسراء والمعراج وربطا بين مسجدي الحادثة وهما المسجد الحرام والمسجد الاقصى
وللعلم فكل ما هو داخل سور الحرم القدسي يعتبر المسجد الاقصى بما فيه القبة ومسجدها


وهى صخرة كأي صخرة على الأرض، ليس لها أي فضل في ذاتها، إلا أنها وجدت في بقعة من الأرض مباركة -كل من عليها ومن فيها مبارك-، فكان لها من البركة ما لأي شئ في هذه البقعة.
وهل اي شيء موجود في ارض مباركة يكون مباركا !!!!
شجرة الرضوان موجودة في ارض مباركة ..ولكنها لم تبارك
والصخرة لا يجوز تعظيمها، أو التبرك بها.
وكما قال شيخ الإسلام بن تيمية : ( وأما أهل العلم من الصحابة والتابعين لهم بإحسان فلم يكونوا يعظمون الصخرة .)
فالمسجد الأقصى كله مباركاً، لان الله جعله مباركاً


فالمسجد الأقصى جعله الله مباركاً، وجعل كل ما حوله مباركاً
بل كما ذكرنا بان كل ما هو داخل سور الحرم القدسي يعتبر المسجد الاقصى بما فيه القبة ومسجدها ..فهي من المسجد الاقصى وليس حوله

http://www.foraqsa.com/content/aqsa.htm

وهذا الفلاش :


http://www.geocities.com/alaqsa_sf/aqsa1.swf


وطافوا بها وتمسحوا وقبّلوا
تمسحوا وقبّلوا ..قد اقول ممكن وهذا لجهلهم وربما لظنهم بانها لامست جسد رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا كان المعراج قد تم من فوقها
لكن ما الدليل على ان احدا من المسلمين طاف بها !!!!


أما أن يبني عليها مسجداً، فقد أنكر ذلك
عندما استشار كعب الأحبار أين يضع المسجد، فأشار عليه كعب بأن يجعله وراء الصخرة، فضربه عمر في صدره وقال يا ابن أم كعب ضارعت اليهود، وأمر ببنائه في مقدم بيت المقدس.
وكذلك مسجد قبة الصخرة فالصخرة حلف المحراب وتكون خلف المصلين بل وهي مخفية عنهم لان ارضية المسجد مرتفعة عن سطح الصخرة
فلم ينكر عمر أن يبني عليها مسجداً، بل انكر راي كعب لانه ضارع اليهودية


ومن ثمَّ أنكر عمر رضى الله عنه على كعب، فالإسلام دين التوحيد الخالص، الذي لا يعرف عبادة الحجر والشجر
ذكرنا لماذا كان انكار عمر
ونعرف لماذا قطع عمر شجرة الرضوان
نعم
لان الإسلام لا يعرف عبادة الحجر والشجر ولا يقول ببركتهما
وهذا الامر منفي ايضا في ما يوجد في مسجد قبة الصخرة


ولهذا كان أئمة الأمة إذا دخلوا المسجد قصدوا الصلاة في المصلى الذي بناه عمر، وأما الصخرة فلم يصل عندها عمر ولا الصحابة ولا كان على عهد الخلفاء الراشدين عليها قبة، بل كانت مكشوفة في خلافة عمر وعثمان وعلي ومعاوية
ليس لهذا
بل لوجود مسجد عمر ولعدم وجود مسجد قبة الصخرة انذاك
والصلاة تقام في المسجد
فلا بد من التوجه الى المسجد الموجود لاقامة الصلاة فيه
لكن هل لو كان مبنيا ايضا لما صلوا فيه
وهل لم يصل فيه اهل العلم والمسلمون بعد بنائه


فما بال ذلك المسجد الضخم ذو القبة المذّهبة،الذي تملأ صورته العالم الإسلامي بأسره، والذي يظن أكثر المسلمين أنه المسجد الأقصى
ليس هو المسجد الأقصى بل هو جزء من المسجد الأقصى
هل يستطيع احد ان يحدد مساحة المسجد الاقصى بهذا المسجد الجنوبي منه فقط
فلا مانع من توسعته وتكون التوسعة من ضمن التسمية ايضا


لاشك أن ذلك يشير بأصابع الاتهام إلى ذلك المسجد وإلى من بناه فوق هذه الصخرة
هذا كلام غير مقبول ابدا
هل كاتب هذا الكلام شيعي
لا اظن
فلم وعلام ؟



فلا شك أن بناء مسجدٍ فوق صخرة بيت المقدس هو خروج واضح عن منهج النبي الكريم صلى الله عليه وسلم
كلام لا يستقيم
ولا دليل عليه
لا بالنص ولا حتى قياسا


خلف من بعدهم خلف عظّموا الحجر، واتخذوه مسجداً، ورفعوا فوقه القباب وكسوها بالذهب
لم يعظّموا الحجر، ولا زالوا
بل بنوا مسجدا فوق هذه البقعة المباركة
وهي قبة واحدة فقط
وتم تلبيس سطح القبة بالذهب حيث أمر عبد الملك بن مروان فسبكت ذهبا وأفرغت على القبة والأبواب ،ليس للجمال بدرجة أولى بل لإعطائها مدة بقاء أطول .
فهل هذا الذهب اوعية يشرب بها او خاتما يلبس حتى يحرم تغطية القبة والأبواب به لإعطائها مدة بقاء أطول .


فشو صورة قبة الصخرة وتعليقها في كل مكان من بلاد المسلمين بهذه الطريقة هو رفع لشعارات الشرك والبدع التي فشت في الأمة
بل رفع لحقيقة تحرير بيت المفدس منذ عمر ..ودعوة الى تحريره الان
بل واظهار لفن العمارة الاسلامي
بل ولاقامة العبادة لله الواحد الاحد فيه


بني مسجد قبة الصخرة سنة ست وستين من الهجرة النبوية الشريفة، أي بعد أزمان الخلافة الراشدة
هل يحرم بناء المساجد بعد أزمان الخلافة الراشدة


فبنى القبة على الصخرة والجامع الأقصى، ليشغلهم بذلك عن الحج ويستعطف قلوبهم،
ما اشد بشاعة هذا الكلام ..فقد شبهوا عمل عبد الملك بن مروان بعمل المجرم ابرهة الاشرم الحبشي
ثم انه لولا عبد الملك لما ترسخت وثبتت الدولة الاموية الاسلامية التي سارت بالدولة الى التقدم والتوسع





نسأل الله تعالى أن يعيد للمسلمين عزهم ومجدهم ، وأن يطهر المسجد الأقصى من إخوان القردة والخنازير ، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .