المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موقف المسلم من النظريات العلمية



مجدي
05-10-2009, 08:55 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله وصحبه وآله ومن والاه وبعد .

فان المتتبع لتسارع التطور العلمي يجعل بعض الناس يرتبكوا في بعض الأمور التي تتطلب تفسير بعض الامور المطروحة ومدى موافقتها للشرع ومدى مخالفتها له. مما جعل بعض الناس يظن ان تحريم أمر علمي كبحث أو تجربة هو قصور وآخرين ينظروا أن بعض الايات والأحاديث يجب تفسيرها بطريقة جديدة . واخرون ترددوا واحتاروا ...

وبما أن الأمر يكثر الخوض به أحببت أن أوضح بعض الأساسيات التي يجب الإنتباه لها عند الخوض في هذه المسائل مع وضع نماذج على هذه الأمور . وبما أن هذا الموضوع قد كتبته بناء على اشارة من بعض الأخوة والأخوات الى أهمية ذلك من خلال استفسارهم عن بعض الامور العلمية والتي تكلم البعض فيها في مسألة الاعجاز العلمي . والكشف العلمي .
مواضيع ذات صلة بجزئيات الموضوع ومصطلحات لا بد من تعريفها :

الشرع والعقل والعلم (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=4490)

القطعيات العقلية والنقلية (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3757)

اعمال العقل (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=1211)

تقسيم العقل والنقل الى قطعي وظني. (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=1917)

بداية أوضح بعض العبارت المستخدمة .
القطعي : شيء لا يفهم الا بنفسه ولا يشك فيه ولا يدخله الاحتمال.
الظني : ما دخله احتمال .
دليل قطعي الثنوت : هو ما قطع بثبوته الى صاحبه
دليل قطعي الدلالة : هو ما كانت دلالة الكلام فيه لا تفهم الا بفهم واحد .
دليل قطعي : اذا تحققت قطعيت الثبوت وقطعية الدلالة .
ظني الثبوت : ما دخل احتمال على نسبته لصاحبه .
ظني الدلالة : ما يمكن فهمه بأكثر من فهم .
دليل طني . اذا سقط شرط من شروط القطعي أو كلاهما .أوما تحقق الظن في ثبوته أو دلالته على الأقل.
-يكون الدين صحيحا إذا كان صدقا في ذاته .فيكون بعد هذا له خصائص منها انه يمكن تطبيقه وانه غير متناقض ويكون على مصلحة الناس .
- يكون العقل صريحا إذا لم يختلف فيه العقلاء بل اثبتوه ولم يترددوا فيه . ويكون غير صريحا إذا ظن كل واحد أن العقل يقول بخلاف قول صاحبه . فلا يمكن ان يكون العقل متناقضا . بل اختلاف الناس في العقل يعني انه ليس عقلا صريحا وانما أمور ظنية قيل عنها العقل خطأ.
-يكون العلم صحيحا إذا برهن وفقا للقواعد العقلية الصريحة أو بني على على علم قطعي بطريقة صحيحة . ويكون ظنيا إذا لم يبرهن أو لم يقم الدليل العقلي الصريح بإدراكه .


بداية نعلم أن الدين والعقل والعلم لا يجوز أن يتعارضوا في شيء الا اذا كان الدين غير صحيح أو العقل غير صريح أو العلم ظني ومعنك هذا :
اذا كان الدين صحيح فلن يخالف أي من العلم الصحيح ولا العقل الصريح.

أولا_ النواحي العلمية التجريبية : ويقصد به الابحاث العلمية العملية التي يقوم بها الناس لاكتشاف شيء أو تفسير شيء.

يمكن من ناحية علمية أداء أي تجربة تتوفر عناصرها وظروفها . .وستكون لها نتائج صحيحة أو أخرى لم تتعلق بالتجربة .


من الناحية العقلية لا يمكن عزل العناصر كليا عن البيئة المحيطة . ولكن يمكن جعل أثرها قريبا الى الصفر .
مثال ذلك : ما ظن افلاطون أن قماشا وسنابل وبضع ايام ينتج فئران .
هذا المثال وان ظنه البعض سخيفا الا أنه يعبر بوضوح كيف يمكن أن يدخل عنصر لم يحسب له حساب فيؤثر في النتائج .
فالفئران انما أتت من محيط التجربة .
ومثاله : تحويل بعض العناصر والمركبات الى ذهب عن طريق المزج . وسبب ذلك أن الذهب عنصرا وليس مركبا وهو ليس من مكونات اي الممزوجات .

من الناحية الشرعية : لا يمنتنع أداء أي تجربة تتوفر شروطها ولكن يحرم تجاوز الشرع فان تجاوزه صاحب التجربة اكتسب إثما ولا يمنع أن يقوم بتجربته . ولكن نتائجها لن تكون مخالفة لقطعيات الشرع وان حدث اثم بفعلها .
فخلقالبشر فئرانا ممتنع شرعا .وممتنع ما هو أصغر منه . قال تعالى :"يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ "[الحج/73]

كذلك يعتبر مزج المركبات لتشبيهها بالذهب غشا ويحرم بيعه لانه ليس ذهبا .
قال ابن تيمية رحمه الله :
"فانه يشبه فيها المصنوع بالمخلوق، وقصد اهلها اما / ان تجعل هذا كهذا، فينفقونه ويعاملون به الناس، وهذا من اعظم الغش‏."

":وكذلك المعادن؛ كالذهب، والفضة، والحديد، والنحاس والرصاص، لا يستطيع بنو ادم ان يصنعوا مثل ما يخلقه الله؛ وانما غايتهم ان يشبهوا من بعض الوجوه، فيصفرون وينقلون، مع اختلاف الحقائق؛ ولهذا يقولون‏:‏ تعمل تصفيرة‏؟‏ ويقولون‏:‏ نحن صباغون‏.‏
وهذه ‏[‏القاعدة‏]‏ التي يدل عليها استقراء الوجود‏:‏ من ان المخلوق لا يكون مصنوعًا، والمصنوع لا يكون مخلوقًا، هي ثابتة عند المسلمين، وعند اوائل المتفلسفة الذين تكلموا في الطبائع، "


اذا فالغش هو سبب التحريم وسبب فساد فعلهم انهم حقيقة أرادوا ايجاد شيء شبيه بالذهب أو الوصول الى الذهب عن طريق ذلك وهم باعوه على انه ذهبا قال رحمه الله :"لكن المصنوع يستحيل ويفسد ولو بعد حين، بخلاف الذهب المعدني المخلوق فانه لا يفسد ولا يستحيل؛ولهذا ذكروا ان محمد بن زكريا الرازي المتطبب ـ وكان من المصححين للكيمياء ـ عمل ذهبًا وباعه للنصاري، فلما وصلوا الى بلادهم استحال، فردوه عليه، ولا اعلم في الاطباء من كان ابلغ في صناعة الكيمياء منه‏"


يتبع .................

عمر الأنصاري
05-11-2009, 03:35 AM
جزاكم الله ونفع بكم

مُتابع

مجدي
05-13-2009, 09:47 PM
بارك الله فيك أخي ابو عمر الأنصاري وأحسن الله اليك .

اذا مما سبق علم أن النواحي العلمية التجريبية هي استخدام الموجود بطريقة ما لينتج أمر يفسر حدث ما أو يكتشف به شيء جديد . والعقل يحكم أن هذه النتيجة صحيحة أو غير ديقيقة وقد يحكم بفساد النتائج والدين لا ينفي أن تنتج هذه النتائج ما يخالف النظام الذي وضعه الله للكون ولكنه قد يحرم الناتج عن التجربة لأسباب منها مخالفة الاحكام الشرعية وأضرب مثلا لذلك .

معلوم أن البشر يتناسلوا فيما بينهم . فالتناسل أمر لا ينفيه العلم وويثبته العقل ولكن الدين ينظمه وفقا للشريعة .
فالتكاثر من غير زواج لا ينفيه العلم ولا يحيله العقل ولكن الدين يمنعه . فاذا حدث تعامل معه وفقا لاحكامه . وقد يكون أحد الزوجين لديه مشكلة فالعلم يذلل بعض هذه المشاكل بأدوية وقد يتدخل عن طيرق المساعدة في الاخصاب . والعقل لا يحيل ذلك ان يحدث اذا حدثت شروط الحمل , والدين لا يمنع ذلك الا اذا تم التعدي على الشريعة كاستخدام طرف ثالث في نفس العملية للاخصاب أو للحمل .
تطور العلم وتعدت الابحاث في هذا المجال الأخلاقيات والمعايير . فتم استنساخ بعض الحيوانات واريد فعلها بالبشر فما نظرة الشرع لهذا البحث العلمي ؟
الشرع لا يحيل ما لا يحيله العقل ولكنه لا يقبل التعدي على الشرع فالعملية برمتها هي ان الأطباء غرسوا الخلية مكان غرس الخلية الناتجة عن اندماج البويضة بالمني . فالأصل أن عملية الاندماج هذه تعمل خلط للصفات من الابوين وتنتج خلية . فهم اختصروا الخلط وغرسوا خلية أخرى . اذا ما المشكلة لماذا يحرمها الشرع؟
لانها تعد على الاخلاق والقيم والتشاريع . فالانسان يكتسب حقوقا من والديه ويكون لهم عليه حقوق وهذا العمل سينفي تلك الحقوق ويحرم الانسان من امور تضره في المستقبل . فلا يكون للحياة الاسرية مكانة في حياته بل ان ابن الزنا سيكون شبيهه من حيث لا والد يرعاه ولا ميراث . ثم ان هذه الأفعال لا يعرف نتائجها من حيث الأثر على حياة الطفل في المستقبل.
اذا فهذا عمل يحرمه الشرع ومثله مثل الزنا وهم لم يخلقوا انسانا وانما استخدما ما علمهم الله في غير ما احل الله لهم فافسدوا حياة الناس .

أعلم أن أغلبكم يعرف هذه الفروق وانما ضربت المثل ليعلم البعض سبب الحرمة .


النظريات العلمية والشرع :
وهذا لب الموضوع المطروح لدينا هنا . تتعدد النظريات وقلما نجد من يتعامل معها بشكل صحيح بل إن بعض ما يظنه البعض من الأمور المسلم بها ما هي الا أخطاء وعدم ادراك للحقيقة .وأحيانا قد تصيب النظرية بعض الحق لا عينه فيتعصب لها بعض الناس جهلا لما تخالف هذه النظرية للعلم الصحيح والشرع .

فقديما قال بعض الفلاسفة أن بعض الأشياء لا تتغير مع حلول الحوادث بها وضربوا لذلك مثلا فقالوا : ان الشمس تضيء الأرض ونشعر بحرارتها ومع هذا فهي كما هي ولم يخبرنا أحد من القدماء بأنها كانت أكثر حرارة أو اشعاعا وهذا يدل ان كتلتها لم تتغير .
فرد عليهم الغزالي مستخدما الفهم السليم للمسألة فقال أن عدم ادراكنا لعدم نقص كتلة الشمس ليس الا مؤشرا الى أن ما تفقده من كتلة هو شيء لا يذكر بالنسبة لحجمها وان حجمها يضمحل ولكن بشكل لا ندركه لضئله مقابل أصل الشمس .
فمن يسمع كلام الفلاسفة قد ينخدع ويسلم بشيء يفسد العقل والقواعد العقلية . والغزالي رحمه الله بين فساد هذا القول . فما اشبه تفسيره لذلك بمثل يبلل الجسم من البحر فلا يرى البحر نقص .


ما هي النظرية ؟ وما الفرق بينها وبين الحقيقة العلمية ؟
النظرية هي فكرة لحل معضلة فكرية . ولا تصبح صحيحة الا اذا برهنت علميا
اذا فنسبة النظرية الى العلم ليس من حيث النتيجة وانما من حيث الاسلوب تتخذ طرح فكرة لتفسير ظاهرة ما أو ايجاد حل لمعضلة ما . وهذا التفسير لا يكون صحيحا الا اذا برهنت وهذه البرهنة تتم عن طريق اثبات فروضها أو نفي الفروض المخالفة جميعها .
والنظرية اذا برهنت في جزئية فان هذه الجزئية هي فقط التي تعتبر علم أما ما سواها فيبقى فرضا بحاجة للبرهنة , وهنا تكمن خطورة خوض بعض الناس في تفسير الآيات والأحاديث وفقا لبعض النظريات فالتصرف أحيانا يخالف قواعد الشرع بل يكون المستدل بها ملفقا ومخالفا للغة العرب .

أما الحقيقة العلمية فهي الأمور العلمية المبرهنة أو المشاهدة والتي لا يستطيع العقل نقضها .
النظريات والاعجاز العلمي : كثيرا ما يكثر الحديث عن الإعجاز العلمي في القران والسنة ويستشهد على ذلك بنظريات علمية قد تتوافق ظاهريا أو جزئيا مع القران أو الحديث ويتم استخدامها بشكل مغلوط وسنناقش بعض هذه النظريات مثل :
الإنفجار العظيم .
الكون المتمدد.

يتبع ...أن شاء الله ...........

مجدي
05-14-2009, 09:38 PM
الإنفجار العظيم : وهي نظرية لتفسير الوجود بانه عبارة عن انفجار حدث فأوجد كل شيء .

وهذه النظرية لها أنصار من دعاة الإعجاز العلمي . ويستدل بقوله تعالى :
"أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ "[الأنبياء/30]
فالقران يخبر أن السموات والارض كانتا شيئا واحدا لا يوجد فيه فتق فحدث الفتق وهذا مشابه لما يقال عن الإنفجار العظيم .

كيف نتعامل مع مثل هذه النظرية ؟

حقيقة يجب أن ندقق بالنظرية جيدا قبل أن نقبلها أو نرفضها ويجب أن ننتبه أن نظرية الإنفجار العظيم تقول :


-أن كل ما في الوجود هو ناتج عن هذا الإنفجار, وأنه لم يكن قبلها شيء : وهذا لا يحيله العقل ولكنه ولكن العقل لا يحيل أن يكون هناك أشياء ليست بسبب هذا الإنفجار . أما الشرع فانه يخبر أن هذا الفتق أنما كان في خلق السماوات والارض وأن الله خلق خلقا قبل ذلك وهذا من علم الغيب الذي ارتبط تصديقه بتصديق الرسالة .

-انه لا يوجد سبب لهذا الانفجار وانه حدث في اللاشيء فأحدث كل شيء ومن غير شيء!!!. فالعلم والعقل والدين ينافي أن يحث هذا من غير شيء ؟ فالعقل يحيل أن يحدث شيء بلا سبب وعلة لأن الحادث يكون تابعا لمحدثه ولا يكون الا بعلة وسبب يسبق الحدث .

إذا فهناك توافق وتعارض التوافق هو الناتج العلمي الذي يقول أن هذا الانفجار هو ما نتج عنه السماء والأرض والمخالفة هي الإضافات التي لم يراعى فيها الشروط العقلية التي تحيل ان يمنع وجود عوالم أخرى أو اشياء أخرى من غير هذا الانفجار . ثم ان الشرع يبين أن الفتق حدث في شيء كان موجود أصلا وهذا الشيء ليس أول الوجود بل الخلاق عز وجل خلق خلقا قبله أخبرنا بذلك نبينا صلى الله عليه وسلم .ومنه انه كان عرشه على الماء وأنه خلق القلم وهو الذي خلق المادة الاولى التي حدث فيها الفتق

فلا يمكن أن يقال أن هذه النظرية هي موافقة للشرع كليا بل فيها توافق في أمور لا يحيله العقل , ولكنها تعارضه في امور أخرى لا يمكن الجزم بها لعدم ادراكها .
وقد كتبت قبل سنوات عن هذه النظرية بما يلي :

فالنظرية قامت على اسس لتفسر وجود السموات والارض وتكوين الكون بداية . فتعتمد على حدوث انفجار بلا شيء كون الزمان والمكان والمادة والطاقة . فهي كفر لما قبل خلق السموات والارض . وكفر بالخالق الذي خلقهما . قامت النظرية على اساس الحادي بانكار الخالق وليس على اساس علمي . وان كانوا قد استخدموا الرياضيات للحسابات التي استخدموها .
اقوال اصحاب النظرية نقلا عن كتاب الدكتور جعفر ادريس الفزياء ووجود الخالق:
"ان العلماء الكونيين يعتقدون ان الانفجار العظيم يمثل ليس فقط ظهور المادة والطاقة من فراغ موجود سابقا بل خلق الزمان والمكان ايضا . ان الكون لم يخلق في زمان ومكان . بل ان الزمان والمكان هما جزء من العالم المخلوق.ص91 عن كتاب تصميم الكون .
وفيما بعدها من صفحات ينقل الكاتب عن موقف بعض العلماء من النظرية ولاحظ ان النظرة المغيرة للدين هبي التي تطغى على اقوالهم وليست النظرة العلمية . وان كانت النظرية قد البست رداء علميا الا اننا سنلاحظ كيف تناقض اصحاب النظرية .
لا يهمنا كثير اقوال اهل الالحاد واتنما يهمنا الكلام المتعلق بالنظرية من ناحية قبولها او رفضها , وبما ان اهل السنة ينفون وجود اي تعارض بين العلم وبين الدين نتعرض اولا لسبب رفضها دينيا ثم نتطرق لسببرفضها علميا . وبعد ذلك نبين بعض القواعد التي وضعها لنا ربنا وهي قواعد عقلية تبين حقيقة الامر .
سبب رفض النظرية دينيا :
- تتكلم النظرية على ابتداء الخلق مطلقا . والله تعالى يقول " وكان عرشه على الماء" فذكر العرش والماء وهما مخلوقان. وهو الكلام عن خلق الزمان والمكان اي انه لم يكن شيء قبل ذلك لا خالق ولا مخلوق.

_تكلمت ان الانفجار هو الخالق وليس الله عز وجل تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.
-تعتمد النظرية ان الكون نشأ نشئة فوضوية . والله عز وجل أخبرنا بخلق منظم .وكذلك تضع النظريسة امكانية لحدوث اي شي في المجرات والكواكب والنجوم والله عز وجل يقول "ما ترى في خلق الرحمن من فطور " واي عيب اكبر من امكانية حصول زوال للسموات والارض بسبب بسيط والله تعالى يقول " ان الله يمسك السموات والارض ان تزولا".

ولا اظن ان مسلما يقبل بهذه الاقوال او يدعوا لها , فالنظرية لا تتفق مع ديننا في شيء . فخلق الكون من شيء غير ايجاده من عدم ,وبدون خالق.وان كنا نؤمن ان الله خالق كل شيء وان اصل كل شيء سواه العدم ,وانه قادر على خلق الشيء من لا شيء وانه قادر على افنائه وجعله لا شيء بعد ان كان شيء , فالله عزوجل اخبرنا انه خلاق وانه كل يوم هو في شأن.وله مطلق القدرة والحكمة والكمال في صفاته. ولكن النظرية تتكلم عن حدوث الكون بلا محدث ولا خالق وانما هي اوجدت نفسها.
من الناحية العلمية :
اعتمدت النظرية على اساس الانوار التي تصلنا من النجوم والوانها , وستنتج العلماء ان الكون يتمدد بسرعة كبيرة . الا ان نقطة بسيطة واحدة يمكن ان تنقض نظرية الانفجار العظيم :
فالنظرية تستخدم قانون حسابي لحساب عمر الارض معتمدة على وصول هذه الانوار الا ان من وضعها نسي او تناسى انه تكلم عن انفجار من نقطة واحدة وان القانون استخدم سرعة وصول الضوء وفق قانون لا يجيز سرعة اسرع من الضوء. فوفقا لكلامهم فان اصل الاتساع واحد فالضوء موجود من وقت الانفجار , فان كانت الجسام تتباعد الا ان الضوء المنبعث منها سيتجه بكل الاتجاهات . وبذلك تمنع النظرية من وصول ضوء جديد . لان الضوء ابتدائه من نقطة الانفجار.
النقطة الاخرى انه لا يمكن ان يحد الانفجار بهذه الطريقة . من حيث ان كل قوانين الفزياء والبيعة لا تحدث في المعدمات . لان القيم ستكون غير معرفة دائما .
فهي تتكلم عن حدوث شيء بلا شيء وبدون وجودشيء وهذا ما لا تقبله القوانين الفزيائية اصلا وهو ما يخالف كل القوانين والاصول والقواعد العلمية , اي انها تهدم اصول العلم المتفق عليها الذي يحيل العقل غيرها , والعلماء يرفضوا اي نظرية ولو بشكل جزئي عن تعارضها مع حقيقة علمية واحدة فكيف ان تعارضت مع اصول العلم .
وقد وجه العلماء العديد من الانتقادات للنظرية.
اما عقلا فلان الحدوث بلا محدث محال اصلا اذ لو كان لما كان شيء بسبب . ولنقض العقل من اساسه.
فانها تجعل المخلوق خالقا . فكيف يكون السبب والمسبب واحد فانعدام السبب يوما يعني انعدام المسبب. وبذلك يحيل العقل ان يوجد ما كان وجوده سببا لنفسه من المخلوقات ,لانها مادية مرتبطة بقوانين المادة والفزياء وليست هي الرابطة لها .

والاغرب من ذلك كله ان النظرية تتكلم عن اضطراب والشرع يتكلم عن تنظيم .النظرية تجعل المخلوق خالق والشرع يتكلم عن خالق واحد. والشرع يتكلم عن خلق السوات والارض من وضع اول الى وضع جديد والنظرية تتكلم عن خلق السموات والارض من العدم .


الذي اوده من الاخوة الدعاة ان ينظروا عنمن يأخذون دينهم , فلا يجوز تفسير الشرع بمثل تلك النظريات ولا الاستدلال فيها لفساد اصلها وان كان البعض يراها تثبت الحدوث للعالم . فان الله اخبرنا بافضل من تلك النظرية . كطلوع كل نهار وذهاب كل ليل وسير بانتظام ونبات وحيوان وكل شيء موزون . بل جعل الله خرق هذا النظام انما يكون باذنه للدلاالة على صدق الانبياء وجعل منها كرامة للاولياء . فلاشيء يخرج عن امره سبحانه هو الواحد القهار.


تعقيب: لا يجوز اختلاف العقل السليم والعلم المبرهن والايمان الصحيح في شيء . وانما قصر العقول احيانا وقلة الفهم للنص احيانا قد تجع تعارضا. والله يقول "وكل شيء عنده بمقدار" .
" وفوق كل ذي علم عليم " عز وجل ونحن "لا علم لنا الا ماعلمتنا " والله عز وجل اخبرنا "وما اوتيتم من العلم الا قليلا"


نظرية الانفجار العظيم تقول ان انفجار في الزمان والمكان ادى الى حدوث الكون .
الكون انطلق من نقطة واحدة .
مكان النجوم القديمة كان نفس المكان ثم تباعدت عن نقطة الاصل نتيجة للانفجار.
وبما انها تباعدت بسرعة لا يجيز اصحابها ان تفوق سرعة الضوء
لانها سرعة حقيقية وليست نسبية فان ضوء اي نجم يجب ان يصل الى منتهى الكون المزعوم


اتساع انطلاق نجم<-------الانفجار------->اتساع وانطلاق نجم
<---انطلاق ضوء النجم-->نقطة الانفجار<----ضوءالنجم الثاني-->
ما معنى التوضيح ؟
انطلاق ضوء النجم الاول والثاني منذ بداية الانفجار.
سرعة انتشار الضوء ستنطلق مع النجم في جميع الاتجاهات.
اي ان النجم المبتعد عن نقطة باي سرعة اقل من الضوء سيبقى مرئيا.
وابتعاد النجمين لا يجعل احد منهما غير مرئيا,لان الضوء سينتشر بسرعة اقل ما نقول مساوية لسرعة بعد النجم عن مكان الانفجار.
فلو كان هذا صحيحا فلا يمكن ان لا يكون اي نجم من عمر تولد الكون مرئيا.
الحل:
الله اخبرنا كلاما اخر ؟
السماء والارض كانتا شيء واحد
حصل التوسع خلق الله الارض وكان ما فوقها كله سماء شاسع المساحة.
لم يكن نجوم ولا كواكب .
اصل النجوم والكواكب كان موجودا.
في اليوم الخامس والسادس قال الله للسماء والارض كونا كما اردت بارادتكما او ارغمكما.
فكانت كما قال عز وجل
سبع سموات نرى منها واحدة .
التي نراها خلق فيها النجوم التي مع زمن الخلق.
وقدر ذلك بنظام.
النتيجة :
النجم الذي خلق ببعد سنة ضوئية عن الارض سيراه الناس بع سنة
والذي بعد الف سنة سيصل ضوؤه بعد الف سنة.
والذي اتفق عليه كل العلماء ما اخبر الله لا ما قالت النظرية



ان الله خلق السموات والارض من شيء اخر هو ايضا مخلوق. وانها لن تعود الى ما كانت عليه الا يوم يعيدها الله كما كانت اول مرة .
ان السماء الدنيا ثابتة حجما يتحرك ما فيها بداخل حدودها لا يتعدونه . والسموات السبع تحت الكرسي كمقلة القيت بارض فلاة والكرسي في العرش كذلك والعرش لا يقدر قدره الا الله .
ان خلق السماء بمكان معلوم قبل تقسيمها الى سبع انما كانت ليس فيها الا الدخان والارض.
ان الله خلق من الدخان النجوم والكواكب وقسم السماء الواحدة الى سبع والارض الى سبع واجرى نظاما تسبح فيه كل المخلوقات بحمده وتسجد له .
ليس للارض ولا للسماء علاقة باول خلق للزمان والمكان بل كان مكان اخر والزمان موجود وان حساباتنا لا تؤثر بالزمان وانما هي قياس نسبي لنا بحركة الشمس والقمر.
ان عودة السماء والارض الى ما كانت عليه لا يحسب بوقت يعرف لنا . وانما لها وقت لا يعرفه احد الا الله لانه مرتبط بالساعة و الساعة لا يعلمها الا الله . وان حركة النجوم في السماء انما تكون في مدارات خاصة بها وهي بروجا لا تتغير الى يوم القيامة .
الحركة تبعا للزمن وليس الزمن تبعا للحركة : فان تحرك جسم او سكن لن يتغير مرور الوقت عليه وان السرعة ليست محدودة بقدر لا يتجاوز . بل الزمان للحساب فمن سكن او تحرك باي سرعة ولتكن تساوي سرعة الضوء فان العمر ينقضي لهما بنفس النسبة .
كل هذه النقاط تخالفها نظرية الانفجار العظيم .
فهي حدوث شيء بلاشيء من غير شيء .
"ام خلقوا من غير شيء ام هم الخالقون"

"مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً "

"وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً مِّنَ السَّمَاءِ فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ (14) لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ (15) وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاء بُرُوجاً وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ (16) "


من أي شيء خلقت السماء والأرض؟
ان الله خلق السماء والارض من مادة اخرى هي خلوقة وهو امر يعرف بالادلة السمعية , اذ لا خلاف بين المسلمين ان الله عز وجل خلاق :يخلق المادة من العدم . ويخلق الشيء من شيء اخر ويخلق الشيء من المخلوق تشكيلا , وكل شيء في الدنيا سوى الله فهو مخلوق فانه لا يدوم .
قال ابن كثير في البداية والنهاية :
"وأنا لموسعون وذلك أن كل ما علا اتسع فكل سماء أعلى من التي تحتها فهي أوسع منها ولهذا كان الكرسي أعلى من السموات وهو أوسع منهن كلهن والعرش أعظم من ذلك كله بكثير "

وقال شيخ الإسلام رحمه الله

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له ونشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له ونشهد أن محمدا عبده ورسوله تسليما
فصل
فى صحيح البخارى وغيره من حديث عمران بن حصين رضى الله عنه ان النبى قال يا بنى تميم اقبلوا البشرى قالوا قد بشرتنا فإعطنا فأقبل على أهل اليمن فقال يا اهلاليمن اقبلوا البشرى إذ لم يقبلها بنو تميم فقالوا قد قبلنا يا رسول الله قالوا جئناك لنتفقه فى الدين ولنسألك عن أول هذا الأمر فقال كان الله ولم يكن شىء قبله وفى لفظ معه وفى لفظ غيره وكان عرشه على الماء وكتب فى الذكر كل شىء وخلق السموات والأرض وفى لفظ ثم خلق السموات والأرض ثم جاءنى رجل فقال ادرك ناقتك فذهبت فإذا السراب ينقطع دونها فوالله لوددت أنى تركتها ولم أقم
قوله كتب فى الذكر يعنى اللوح المحفوظ كما قال ولقد كتبنا فى الزبور من بعد الذكر أى من بعد اللوح المحفوظ يسمى ما يكتب فى الذكر ذكرا كما يسمى ما يكتب فيه كتابا كقوله عز وجل أنه لقرآن كريم فى كتاب مكنون
والناس فى هذا الحديث على قولين منهم من قال إن مقصود الحديث اخباره بأن الله كان موجودا وحده ثم أنه إبتدأ إحداث جميع الحوادث واخباره بأن الحوادث لها إبتداء بجنسها واعيانها مسبوقة بالعدم وإن جنس الزمان حادث لافى زمان وجنس الحركات والمتحركات حادث وإن الله صار فاعلا بعد ان لم يكن يفعل شيئا من الأزل إلى حين إبتدأ الفعل ولا كان الفعل ممكنا
ثم هؤلاء على قولين منهم من يقول وكذلك صار متكلما بعد
إن لم يكن يتكلم بشىء بل ولا كان الكلام ممكنا له ومنهم من يقول الكلام امر يوصف به بأنه يقدر عليه لا أنه يتكلم بمشيئته وقدرته بل هو امر لازم لذاته بدون قدرته ومشيئته ثم هؤلاء منهم من يقول هو المعنى دون اللفظ المقروء عبر عنه بكل من التوارة والإنجيل والزبور والفرقان ومنهم من يقول بل هو حروف وأصوات لازمة لذاته لم تزل ولا تزال وكل ألفاظ الكتب التى أنزلها وغير ذلك والقول الثانى فى معنى الحديث أنه ليس مراد الرسول هذا بل ان الحديث يناقض هذا ولكن مراده اخباره عن خلق هذا العالم المشهود الذى خلقه الله فى ستة أيام ثم إستوى على العرش كما اخبر القرآن العظيم بذلك فى غير موضع فقال تعالى وهو الذى خلق السموات والأرض فى ستة ايام وكان عرشه على الماء وقد ثبت فى صحيح مسلم عن عبدالله بن عمرو عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال قدر الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين الف سنة وكان عرشه على الماء فأخبر صلى الله عليه وسلم أن تقدير خلق هذا العالم المخلوق فى ستة أيام وكان حينئذ عرشه على الماء كما اخبر بذلك القرآن والحديث المتقدم الذى رواه البخارى فى صحيحه عن عمران رضى الله عنهومن هذا الحديث الذى رواه الترمذى وأبوداود وغيرهما من عبادة بن الصامت عن النبى أنه قال أول ما خلق الله القلم فقال له أكتب قال وما اكتب قال ما هو كائن إلى يوم القيامة فهذا القلم خلقه لما امره بالتقدير المكتوب قبل خلق السموات والأرض بخمسين الف سنة وكان مخلوقا قبل خلق السموات والأرض وهو اول ما خلق من هذا العالم وخلقه بعد العرش كما دلت عليه النصوص وهو قول جمهور السلف كما ذكرت أقوال السلف فى غير هذا الموضع
والمقصود هنا بيان ما دلت عليه نصوص الكتاب والسنة
والدليل على هذا القول الثانى وجوه
أحدها أن قول أهل اليمن جئناك لنسألك عن اول هذا الأمر إما أن يكون الأمر المشار إليه هذا العالم او جنس المخلوقات فإن كان المراد هو الأول كان النبى صلى الله عليه وسلم قد أجابهم لأنه اخبرهم عن أول خلق هذا العالم وإن كان المراد الثانى لم يكن قد اجابهم لأنه لم يذكر أول الخلق مطلقا بل قال كان الله ولا شىء قبله وكان عرشه على الماء وكتب فى الذكر كل شىء ثم خلق السموات والأرض فلم يذكر إلا خلق السموات والأرض لم يذكر خلق العرش مع ان العرش مخلوق أيضا فإنه يقول وهو رب العرش العظيم وهو خالق كل شىء العرش وغيره ورب كل شىء العرش وغيره وفى حديث أبى رزين قد أخبر النبى بخلق العرش وأما فى حديث عمران فلم يخبر بخلقه بل أخبر بخلق السموات والأرض فعلم أنه أخبر بأول خلق هذا العالم لا بأول الخلق مطلقا
وإذا كان إنما أجابهم بهذا علم أنهم إنما سألوه عن هذا لم سألوه عن أول الخلق مطلقا فإنه لا يجوز أن يكون أجابهم عما لم يسألوه عنه ولم يجبهم عما سألوا عنه بل هو منزه عن ذلك مع ان لفظه إنما يدل على هذا لا يدل على ذكره أول الخلق وإخباره بخلق السموات والأرض بعد ان كان عرشه على الماء يقصد به الإخبار عن ترتيب بعض المخلوقات على بعض فإنهم لم يسألوه عن مجرد الترتيب وإنما سألوه عن اول هذا الأمر فعلم انهم سألوه عن مبدأ خلق هذا العالم فأخبرهم بذلك كما نطق فى أولها فى اول الأمر خلق الله السموات والأرض و بعضهم يشرحها فى البدء أو فى الإبتداء خلق الله السموات والأرض...........................
........................................
اما عن خلق السماء والارض انه خلقها من مادة اخرى نرجع الى الايات :


"أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ "

فلم ينف اصل وجودهما وانما كما تقدم في الحديث في صحيح البخاري انه بداية خلق السموات والارض وليس ابتداء الخلق مطلقا. والرتق يوصف به الشيء الموجود لا العدم فقوله كانتا رتقا .ان حالهما كان كما اخبر رتقا وليس عدما.
وبيان ذلك في قول الله عن نهاية هذه السماء والارض فقد اخبر عن رتقهما مرة اخرى بعد فتقهما فقال عز وجل :
"يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ "

فطي السماء الى ما كانت عليه قبل خلقها هو عودتها ايضا واعادة خلقها مرة اخرى بفتقها مرة اخرى واحياء البشر
اما خلق السماء فانها كانت شيئا(والاغلب انه ماء) فجعلت دخانا ثم خلقت النجوم والكواكب من هذا الخان داخل السماء الدنيا اما ما في غيرها فلم يخبرنا الله عز وجل الا بقليل من ذلك .
فهذا دليل ان العودة مرتبطة بالساعة وان البدء والعودة سواء من و الى .
اما ان اول خلق السماء والارض او عالمنا فابتدأقبل ذلك بخمسين الف سنة حين خلق الله القلم وكان اول ما خلق الله من هذا العالم وليس اول ما خلق مطلقا وانما خلق العرش قبل ذلك وكان الماء ايضا مخلوقا .
اما اتساع السماء فليس من احد قال ان الله وسع المسافة بين السموات والارض الا خصها بباديء الخلق . ومن اخذ التفسير عن من قال بذلك انما اخذ جزء منه لا كما قاله اصحابه.
لان الثابت عندنا ان لكل سماء باب ولكل سماء حد وهي اقطار لا يتجاوز الانسان اولها ولا اخرها الا بسلطان من الله عز وجل واذن منه.
قال الله جل وعز " يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ "

فالقطر هو صفة للحد والمكان . وقد علمنا ان السموات والارض بالنسبة للكرسي كمقلة القيت بارض فلاة فلو كان التوسع مازال قائما لما صح الوصف الا من حيث التصغير لا النسبة ولكن باقي الحديث يبن ان القصد هو النسبة الثابتة.


"إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاء وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ "

وهل الباب الا مدخل لفاصل بين امرين.


يتبع............... إن شاء الله ..............

اخت مسلمة
05-14-2009, 09:52 PM
تسجيل متابعه
جزاك الله خير الجزاء

مجدي
05-19-2009, 08:34 PM
الكون المتسع أو المتمدد

هذه النظرية من النظريات التي لاقت رواجا وترويجا , حتى ظن البعض أنها من المسلمات أو من الامور العلمية القطعية , ولكن حقيقة الشكل الذي يتداول الكثير من الناس هذه النظرية غير صحيحة, بل انها استباق للاستنتاج قبل التحليل ,
وهذه النظرية متعلقة بالنظر الى بعض الظواهر العلمية , التي يعرف فيها أن النجم مبتعدا أم مقتربا من مجرتنا .
والأمر يتعلق بلون الطيف القادمة من تلك النجوم والمجرات . فمنه يعرف هل النجم أو المجرة مبتعدا أم مقتربا منا . وهذا الأمر علم في الثلث الثاني من القرن الماضي . وبنيت عليه نظريات مختلفة مثل الانفجار العظيم والنسبية وغيرها .

--- على أي شيء يستدل من يؤيد النظرية بأن الكون يتمدد وفقا لما فهموه من القرآن ؟

"أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ"فالفتق هو اتساع وتمدد كتلته

"يوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ" [الأنبياء/104] اذا فطي السماء هو اعادتها الى حالتها قبل الفتق والاتساع .

"َالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ "الذاريات/47] ففيها دليل التوسع.

وخلاصة كلام هؤلاء أن الكون كالبالون المنتفخ باستمرار . وهذه النظرة هي نظرة سطحية لا ترتقي للفهم الصحيح للعلم ولا للعقل ولا للقرآن وذلك من عدة نواحي :

--من الناحية العلمية : ان تحليل الطيف يعني فقط أن هذه النجوم والمجرات هي مبتعدة . وحقيقة فالعلم لا يعرف نهاية الكون ولم يتوصل اليه. فحركة النجوم لا تدل الا على حركتها داخل نطاق الكون . وهذه النجوم التي نرى طيفها مبتعد قد يكون ذلك في حركتها في مداراتها مبتعدة . وقد يراها غيرنا بعد قرون مقتربة وهكذا .
ومعلوم أن توسع الكون يلزم منه توسع المادة مما يؤدي الى انخفاض ضغط غاز السماء . وبالسرعة التي يقال أن السماء تتمدد فيها فان هذا يستلزم ليس فقط أنخفاض ضغط الغاز بل الى تلاشي النجوم المكونة من غازات.وهذا خلاف المشاهد .



--من الناحية العقلية : أن المادة لا تنفك عن الزمان والمكان . فالزمان مقدار التغير النسبي . والمكان وعاء المادة المرتبطة به وجودا وعدما . فالمكان والمادة مرتبطين فالمادة لا تخرج عن المكان . فاذا كان الكان محصور فلا يمكن أن تخرج عنه ولا تتمدد الا بوجود مكان جديد . والذي نراه انما هو تحرك للمادة بأشكالها . فالنجوم والمجرات في السماء يوجد بينها غاز وتحرك النجم هو تحرك للغاز أيضا وهذا يمكن تشبيهه بحركة السمك داخل الماء فتحرك السمك هو تحرك للماء وكحركتنا فنحن لا يمكن أن نتحرك الا اذا حللنا مكان الهواء أو السائل ويحل هواء أو سائلاأو أي مادة مكاننا مباشرة . ولا يتصور أن نترك المكان بلا شاغر لأن المكان يعشق المادة ولا ينفك عنها . ولا يتصور وجود مادة بلا مكان . فيستشكل كيف يقال أن النجم وجد في اللامكان فأوجده ! والصواب أن المكان والمادة متلازمين لا ينفكا عن بعضهما فلا يتصور مكان بلا مادة ولا مادة بلا مكان لارتباطهما . وانما يمكن لما ليس جسما ماديا أن يوجد من غير مكان .

اذا خلاصة الكلام أن حركة النجوم والمجرات لا تدلل بالضرورة على اتساع الكون لأننا حقيقة لا نعلم نهاية الكون .


-- من الناحية الشرعية : أن الكون ككل من عالم الغيب الذي لم ندركه كله بعقولنا . بل ان مدار مشاهدتنا ما تدركه عقولنا وما تراه أعيننا وما تسمعه آذاننا . ولا سبيل لمعرفة سوى ذلك الا بالغيب .
وقد أخبر الله أن السماء هي سبع سماوات . والسماء الدنيا هي ما يوجد ميها نجوم :
"فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ [فصلت/12] وقال عز وجل :"وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (14) لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ"[الحجر/14، 15] وهي اشارة الى مالا نعلم ولم نشاهد في السموات التي نعلم أننا لم ندرك نهايتها .
والماء جزء من الكون وليست كله بل العرش والكرسي أكبر من السماء كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم " ما السموات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة و فضل العرش على الكرسي كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة "


يتبع...............