المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خلاصة موقف المسلم من بني هاشم



أبو معاوية غالب
05-12-2009, 05:32 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد :

إن مسألة تفضيل بني هاشم مسألة غامضة عند كثير من الناس فأحببت بعد الاطلاع على ما استطعت من نصوص وأقاويل أهل العلم في الموضوع أن أستخلص منها ما يلي لإزالة ما غمض في هذه المسألة ولدفع النفس إلى لزوم الوسط الذي يحبه الله في هذه المسألة الشريفة بإذن الله :



- أشرف أنساب الناس على الإطلاق هو النسب الهاشمي فبنو هاشم أفضل من غيرهم باعتبار الجنس .

عن واثلة بْنَ الأَسْقَعِ قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: « إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِى هَاشِمٍ وَاصْطَفَانِى مِنْ بَنِى هَاشِمٍ » أخرجه مسلم .



- فضيلة الأنساب فضيلة جملة على جملة ولا يلزم من تفضيل الجملة على الجملة تفضيل الأفراد على كل فرد لذلك يوجد في أتباع التابعين من هو أفضل من أكثر التابعين مع أن قرن التابعين أفضل في الجملة من أتباع التابعين .



- معنى أن جنس آل البيت أفضل من غيرهم أن هذا الجنس من حيث العموم يتصف بصفات حميدة وخصال كريمة وطبائع طيبة من شجاعة وكرم وصدق وشهامة وعقل وفهم ونحو ذلك فيُظن بمن ثبت أنه من بني هاشم اتصافه بالصفات الحميدة ما لم يثبت عكس ذلك .



- أن المسلم التقي من آل البيت ينبغي أن يكون له مزيد من الاحترام والمحبة والإكرام . قال شيخ الإسلام عن أهل السنة في (العقيدة الواسطية) :

"ويحبون أهل بيت رسول الله ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال يوم غدير خم : ( أذكركم الله في أهل بيتي ".



- لا يجوز لمن كان هاشمي النسب أن يعتمد على نسبه للوصول إلى ثواب الله والنجاة من عقابه ولكن عليه أن يجتهد في العمل .

قال- صلى الله عليه وسلم - :" ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه" رواه مسلم.

قال النووي - رحمه الله- في شرح مسلم - (ج 9 / ص 63):

"قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَله لَمْ يُسْرِع بِهِ نَسَبه )مَعْنَاهُ : مَنْ كَانَ عَمَله نَاقِصًا ، لَمْ يُلْحِقهُ بِمَرْتَبَةِ أَصْحَاب الْأَعْمَال ، فَيَنْبَغِي أَلَّا يَتَّكِل عَلَى شَرَف النَّسَب ، وَفَضِيلَة الْآبَاء ، وَيُقَصِّر فِي الْعَمَل" .



وعن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قال: "كُنَّا قُعُودًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَذَكَرَ الْفِتَنَ فَأَكْثَرَ فِى ذِكْرِهَا حَتَّى ذَكَرَ فِتْنَةَ الأَحْلاَسِ فَقَالَ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا فِتْنَةُ الأَحْلاَسِ قَالَ « هِىَ هَرَبٌ وَحَرْبٌ ثُمَّ فِتْنَةُ السَّرَّاءِ دَخَنُهَا مِنْ تَحْتِ قَدَمَىْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِى يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنِّى وَلَيْسَ مِنِّى وَإِنَّمَا أَوْلِيَائِىَ الْمُتَّقُونَ ....» أخرجه أبو داود وصححه الألباني.وفي عون المعبود - (ج 9 / ص 286) في شرح هذا الحديث :

" قَالَ الْأَرْدَبِيلِيُّ . فِيهِ إِعْجَاز وَعَلَم لِلنُّبُوَّةِ وَفِيهِ أَنَّ الِاعْتِبَار كُلّ الِاعْتِبَار لِلْمُتَّقِي وَإِنْ بَعُدَ عَنْ الرَّسُول فِي النَّسَب ، وَأَنْ لَا اِعْتِبَار لِلْفَاسِقِ وَالْفَتَّان عِنْد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنْ قَرُبَ مِنْهُ فِي النَّسَب اِنْتَهَى" .

- لا يجوز لمن كان هاشمي النسب أن يفخر بنسبه ويتعالى به على غيره فإن الله لا يحب كل مختال فخور .

عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لينتهين أقوام يفتخرون بآبائهم الذين ماتوا إنما هم فحم من جهنم أو ليكونن أهون على الله من الجعل الذي يدهده الخراء بأنفه إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء إنما هو مؤمن تقي أو فاجر شقي الناس كلهم بنو آدم وآدم من تراب " . رواه الترمذي وأبو داود وحسنه الألباني .



- فضيلة الأنساب إنما تكون بين الناس أما عند الله فالفضيلة بالتقوى.

قال ابن سعدي رحمه الله في تفسيره (ج 1 / ص 802):

" { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } .

يخبر تعالى أنه خلق بني آدم، من أصل واحد، وجنس واحد، وكلهم من ذكر وأنثى، ويرجعون جميعهم إلى آدم وحواء، ولكن الله [تعالى] بث منهما رجالا كثيرا ونساء، وفرقهم، وجعلهم شعوبًا وقبائل أي: قبائل صغارًا وكبارًا، وذلك لأجل أن يتعارفوا، فإنهم لو استقل كل واحد منهم بنفسه، لم يحصل بذلك، التعارف الذي يترتب عليه التناصر والتعاون، والتوارث، والقيام بحقوق الأقارب، ولكن الله جعلهم شعوبًا وقبائل، لأجل أن تحصل هذه الأمور وغيرها، مما يتوقف على التعارف، ولحوق الأنساب، ولكن الكرم بالتقوى، فأكرمهم عند الله، أتقاهم، وهو أكثرهم طاعة وانكفافًا عن المعاصي، لا أكثرهم قرابة وقومًا، ولا أشرفهم نسبًا، ولكن الله تعالى عليم خبير، يعلم من يقوم منهم بتقوى الله، ظاهرًا وباطنًا، ممن يقوم بذلك، ظاهرًا لا باطنًا، فيجازي كلا بما يستحق.

وفي هذه الآية دليل على أن معرفة الأنساب، مطلوبة مشروعة، لأن الله جعلهم شعوبًا وقبائل، لأجل ذلك"انتهى كلام السعدي.



عن أبي نضرة حدثني من سمع خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في وسط أيام التشريق فقال:" يا أيها الناس ألا إن ربكم واحد وإن أباكم واحد ألا لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى أبلغت قالوا بلغ رسول الله صلى الله عليه و سلم ..."رواه أحمد وقال شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح.



- إن الله تعالى لا يفضل الإنسان بنسبه على من هو مثله في الإيمان والتقوى فضلا عمن هو أعظم إيمانا وتقوى .



- إن شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لا تكون لأحد سوى من كان مسلما موحدا وبعد أن يأذن الله لنبيه ويرضى عن المشفوع فيه

عن أبي هريرة قال : لما نزلت ( وأنذر عشيرتك الأقربين )

دعا النبي صلى الله عليه وسلم قريشا فاجتمعوا فعم وخص فقال : " يا بني كعب بن لؤي أنقذوا أنفسكم من النار يا بني مرة بن كعب أنقذوا أنفسكم من النار . يا بني عبد شمس أنقذوا أنفسكم من النار يا بني عبد مناف أنقذوا أنفسكم من النار . با بني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار . يا بني عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار . يا فاطمة أنقذي نفسك من النار فإني لا أملك لكم من الله شيئا غير أن لكم رحما سأبلها ببلالها " . رواه مسلم.



نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يحب المؤمنين من آل بيت النبوة ويكرمهم ويؤدي حقهم محبة برسول الله صلى الله عليه وسلم وامتثالا لأمره .

كتبه أبو معاوية غالب الساقي المشرف على موقع روضة السلفيين www.salafien.com

اخت مسلمة
05-13-2009, 01:09 AM
جزاك الله خيرا
نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يحب المؤمنين من آل بيت النبوة ويكرمهم ويؤدي حقهم محبة برسول الله صلى الله عليه وسلم وامتثالا لأمره .