عمر الأنصاري
05-15-2009, 03:30 AM
جاء في كتاب (ليس الإنسان مهملا، لكريس مورسن) أن الإنسان يمكن أن يترقى باتباع دماغه وسمو فكره وحينئذ تتحقق فكرة المدنية الفاضلة التي ذكرها الفيلسوف المغربي ابن باجة في بعض تآليفه. ثم قال أن الجنس الأبيض متفوق في الوقت الحاضر، ولعله يلمح بذلك إلى أن الإنسان الكامل (سوبرمان) قد يكون من الجنس الأبيض ويكون هو الصالح للبقاء وتنقرض الأجناس الأخرى كالصينيين واليابانيين والأندونيسيين والهنود السمر والحمر والإفريقيين السود، ويبقى الأشكال في الأمم المتصفة بالبياض وليست أوربية ولا أمريكية كالأتراك والفرس وأكثر العرب والجراكسة والبلوجستانية بل وبعض الأوربيين المتصفين بالسمرة في جنوب أوربا، لا يعرف مصيرهم أيقصر عليهم تطبيقا لقانون بقاء الأصلح أم يشفع لهم إخوانهم ويكون الحكم للغالب.
فإذا كان الأمر كذلك فما المانع من دخول الأمم المتصفة بالبياض وهي غير أوربية ولا أمريكية فإن كان سر الترقي كامنا في اللون وحده فلا فرق بين أبيض وأبيض، وإن كان السر كامنا في كونهم أوربيين كيفما كان لونهم فلماذا لم يتفوقوا في الزمان الغابر حين ازدهرت المدنية الصينية والهندية والأشورية والبابلية والقبطية والفينيقية وأخيرا العربية، وفي كل ذلك كان الأوربيون يغطون في نومهم ويتخبطون في أوحال جهلهم وتوحشهم وأين كانت أدمغتهم الراقية المخلوقة من نور؟ وكيف طرأ عليها التبدل بعد مضي تلك الأحقاب والأزمان المتطاولة؟ وهل احتقار الأجناس الأخرى كالأسيويين والإفريقيين وهنود أمريكا واختطاف الزنوج من ديارهم وجلبهم إلى أمريكا ومعاملتهم معاملة الحيوان الأعجم والاستعمار وما أدراك ما الاستعمار: قتل الشعوب الآمنة في عقر ديارها واستعبادها واغتصاب أموالها وتسخيرها في خدمة اللص المستعمر، وتطبيق التمييز العنصري كذلك من وحي هذه الأدمغة العبقرية؟ وما أحسن ما قال الشاعر:
إذا لم تخش عاقبة الليالـي ***ولم تستحي فاصنع ما تشاء
فلا والله ما في الدين خيـر *** ولا الدنيا إذا ذهب الحيـاء
من مقال دواء الشاكين وقامع المشككين -8- لفضلية الشيخ العلامة تقي الدين الهلالي رحمة الله عليه
فإذا كان الأمر كذلك فما المانع من دخول الأمم المتصفة بالبياض وهي غير أوربية ولا أمريكية فإن كان سر الترقي كامنا في اللون وحده فلا فرق بين أبيض وأبيض، وإن كان السر كامنا في كونهم أوربيين كيفما كان لونهم فلماذا لم يتفوقوا في الزمان الغابر حين ازدهرت المدنية الصينية والهندية والأشورية والبابلية والقبطية والفينيقية وأخيرا العربية، وفي كل ذلك كان الأوربيون يغطون في نومهم ويتخبطون في أوحال جهلهم وتوحشهم وأين كانت أدمغتهم الراقية المخلوقة من نور؟ وكيف طرأ عليها التبدل بعد مضي تلك الأحقاب والأزمان المتطاولة؟ وهل احتقار الأجناس الأخرى كالأسيويين والإفريقيين وهنود أمريكا واختطاف الزنوج من ديارهم وجلبهم إلى أمريكا ومعاملتهم معاملة الحيوان الأعجم والاستعمار وما أدراك ما الاستعمار: قتل الشعوب الآمنة في عقر ديارها واستعبادها واغتصاب أموالها وتسخيرها في خدمة اللص المستعمر، وتطبيق التمييز العنصري كذلك من وحي هذه الأدمغة العبقرية؟ وما أحسن ما قال الشاعر:
إذا لم تخش عاقبة الليالـي ***ولم تستحي فاصنع ما تشاء
فلا والله ما في الدين خيـر *** ولا الدنيا إذا ذهب الحيـاء
من مقال دواء الشاكين وقامع المشككين -8- لفضلية الشيخ العلامة تقي الدين الهلالي رحمة الله عليه