المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اللئالئ في أخبار الملائك



ماكـولا
06-04-2009, 06:03 AM
الملائكة

[color="red"]يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله" الملائكة جمع ملأك وأصل ملأك مألك لأنه من الألوكة والألوكة في اللغة الرسالة قال الله " الحمد لله فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شيء قدير" فاطر 1
-[size="3"]شرح العقيدة الواسطية-


هو الركن الثاني من اركان الايمان التي هي من عقائد المسلمين والتي
لا ينبغي لمسلم ان يجهلها وهي من الايمان بالمغيبات منها الملائكة
قال تعالى"...ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والنبيين..."البقرة 177

وفي الحديث قال يا رسول الله ما الإيمان ؟ قال : الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته..."بخاري
فعلنا ان شاء الواحد القهار ان نقطف من بساتنين الكتاب والسنة باقة مما ذكر عنهم والله الموفق.



الملائكة ليسوا اناثا:.

قال الله: "وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون" الزخرف 19
وقال ربنا: "ويجعلون لله البنات سبحانه ولهم ما يشتهون"57النحل


الملائكة خلقوا قبلنا:

قال عز وجل "وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون"البقرة 30


مم خلقت الملائكة:.

خلقت الملائكة من نور فعن عروة عن عائشة قالت
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خلقت الملائكة من نور وخلق الجان من مارج من نار وخلق آدم مما وصف لكم.مسلم
( الجان ) الجن ( مارج ) اللهب المختلط بسواد النار.

وقد أخطأ من قال ان ابليس من الملائكة او كان منهم
قال الله " إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه "
( الكهف : 50)


قال الشنقيطي في أضواء البيان:

ظاهر في أن سبب فسقه عن أمر ربه كونه من الجن . وقد تقرر في الأصول في « مسلك النص » وفي « مسلك الإيماء والتنبيه » : أن الفاء من الحروف الدالة على التعليل ، كقولهم : سرق فقطعت يده ، أي لأجل سرقته . وسها فسجد ، أي لأجل سهوه ، ومن هذا القبيل قوله تعالى : { والسارق والسارقة فاقطعوا أَيْدِيَهُمَا } [ المائدة : 38 ] اي لعلة سرقتهما . وكذلك قوله هنا { كَانَ مِنَ الجن فَفَسَقَ } اي لعله كينونته من الجن ، لأن هذا الوصف فرق بينه وبين الملائكة ، لأنهم امتثلوا الأمر وعصا هو .

ولأجل ظاهر هذه الآية الكريمة ذهبت جماعة من العلماء إلى أن إبليس ليس من الملائكة في الأصل بل من الجن ، وكان يتعبد معهم ، فأطلق عليهم اسمهم لأنه تبع لهم ، كالحليف في القبيلة يطلق عليه اسمها . والخلاف في إبليس هل هو ملك في الأصل وقد مسخه الله شيطاناً ، أو ليس في الأصل بملك ، وإنما شمله لفظ الملائكة لدخوله فيهم وتعبده معهم - مشهور عند أهل العلم . وحجة من قال : إن أصله ليس من الملائكة أمران : أحدهما - عصمة الملائكة من ارتكاب الكفر الذي ارتكبه إبليس . كما قال تعالى عنهم : { لاَّ يَعْصُونَ الله مَآ أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } [ التحريم : 6 ] ، وقال تعالى : { لاَ يَسْبِقُونَهُ بالقول وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ } [ الأنبياء : 27 ] . والثاني- : أن الله صرح في هذه الآية الكريمة بأنه من الجن ، والجن غير الملائكة . قالوا : وهو نص قرآني في محل النزاع ."ا.هـ


كم عدد الملائكة:.

1-قال الله "وما يعلم جنود ربك إلا هو" المدثر31

2-قال صلى الله عليه وسلم"....ثم رفع لي البيت المعمور فقلت يا جبريل ما هذا قال هذا البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا منه لم يعودوا فيه آخر ما عليهم..."متفق عليه بألفاظ متقاربة

3- قال صلى الله عليه وسلم "أتسمعون ما أسمع ؟ إني لأسمع أطيط السماء و ما تلام أن تئط و ما فيها موضع شبر إلا و عليه ملك ساجد أو قائم" صحيح الجامع الصغير وزيادته


قال المناوي في -فيض القدير-: (أطت السماء ) بفتح الهمزة وشد الطاء : صاحت وأنت وصوتت من ثقل ما عليها من ازدحام الملائكة وكثرة الساجدين فيها منهم من الأطيط وهو صوت الرحل والإبل من حمل أثقالها.
4-ما في السماء الدنيا موضع قدم إلا عليه ملك ساجد أو قائم فذلك قول الملائكة : { وما منا إلا له مقام معلوم وإنا لنحن الصافون وإنا لنحن المسبحون } الصحيحة رقم1059


من الأفضل جنس البشر ام الملائكة:.


وقع خلاف في هذه المسألة والراجح ان الملائكة افضل قطعا
قال ربنا:
"لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون " التحريم6
وقال عز وجل"وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون " الانبياء26-27
وكان مسقرا ذلك عند العرب
قال الحي القيوم"وقالوا لولا أنزل عليه ملك ولو أنزلنا ملكا لقضي الأمر ثم لا ينظرون " الانعام 8
الى غير ذلك من الايات
واحتج الفريق الاخر الى ايات ليست في مجال المقابلة مثل قول الله"ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا "
الاسراء70

واحتجوا بسجود الملائكة ل ادم:.

"وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين " 34البقرة
وهو سجود امر من الله عز وجل تعبدي وايضا سجودهم لا يدب على المفاضلة كما لا يدل على مفاضلة يوسف على أبيه يعقوب عليهما الصلاة والسلام
بل ذكر الله ابن ادم بأنه ظلوم جهول وبأنه خلق من عجل الى غير ذلك من الامور التي تقطع المفاضلة


أسمائهم ووظائفهم وشيء مما ذكر من صفاتهم:.
عن ابو سلمة بن عبدالرحمن بن عوف قال
: سألت عائشة أم المؤمنين بأي شيء كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يفتتح صلاته إذا قام من الليل ؟ قالت كان إذا قام من الليل افتتح صلاته اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.مسلم


جبريل:.

هو ملك موكل بالوحي وغير ذلك
ذكر في القران قال الله" من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين "البقرة98

اما عن صفته:.

حدثنا الشيباني قال
: سألت زر بن حبيش عن قول الله عز وجل { فكان قاب قوسين أو أدني } [ 53 / النجم / الآية - 9 ] قال أخبرني ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى جبريل له ستمائة جناح. متفق عليه

ميكائيل:.

ذكر في القران الكريم ولكن لم اعثر عن شيء عنه
وقيل انه موكل بالقطر والنبات فالله اعلم عن صحة ذلك


إسرافيل:.

عن علي قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر و لأبي بكر : مع أحدكم جبريل ومع الآخر ميكائيل و إسرافيل ملك عظيم يشهد القتال أو يكون في القتال.رواه احمد وابو يعلى وصححه الارناؤوط والألباني

وقيل انه موكل بنفخ الصور ولكن لم اعثر على حديث صحيح
فالله اعلم

نافخ الصور:.

قال صلى الله عليه وسلم "إن طرف صاحب الصور منذ وكل به مستعد ينظر نحو العرش ؛ مخافة أن يؤمر قبل أن يرتد إليه طرفه كأن عينيه كوكبان دريان " وللحديث شاهد من حديث أنس مرفوعا بلفظ كيف أنعم وصاحب الصور قد التقم القرن وحنى ظهره ينظر تجاه العرش كأن عينيه كوكبان دريان لم يطرف قط مخافة أن يؤمر قبل ذلك وروي عن جمع آخر من الصحابة بزيادة فيه نحوه وهو الآتي بعده الصحيحة برقم 1079
والصور قرن ينفخ فيه كما صحت بذلك احاديث الصحيحة 1080


مالك خازن النار:.

حديث سمرة بن جند عن النبي صلى الله عليه وسلم(حديث الرؤيا الطويل)"... قال قالا لي انطلق انطلق قال فانطلقنا فأتينا على رجل كريه المرآة كأكره ما أنت راء رجلا مرآة فإذا عنده نار يحشها ويسعى حولها قال قلت لهما ما هذا ؟....وأما الرجل الكريه المرآة الذي عند النار يحشها ويسعى حولها فإنه مالك خازن جهنم" بخاري
وقال تعالى "ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون" 77الزخرف

الزبانية:.

قال الله:" سندع الزبانية " العلق 18

كان( أي النبي صلى الله عليه وسلم) يصلي عند المقام فمر به أبو جهل بن هشام فقال : يا محمد ! ألم أنهك عن هذا ؟ ! وتوعده فأغلظ له رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتهره فقال : يا محمد ! بأي شيء تهددني ؟ ! أما والله إني لأكثر هذا الوادي ناديا فأنزل الله : { فليدع ناديه سندع الزبانية } قال ابن عباس : لو دعا ناديه ؛ أخذته زبانية العذاب من ساعته. الصحيحة رقم 275

والزبانية الملائكة المكلفون بالنار

منكر ونكير:.

اختلف في الحديث الذي ذكر فيهما , ولكن كسؤال المقبور من قبل الملكين والعذاب والفتنة ثابت وعليه منهج اهل السنة والجماعة خلافا لأهل البدع

عزرائيل:.

لم يثبت وهو الشائع بين الألسنة


رضوان خازن الجنة:.
لا يثبت أيضا

رقيب عتيد:.

قوله تعالى { ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد } / ق 18
( رقيب ) حافظ لما يقول أو يعمل . و ( عتيد ) حاضر مهيأ والمراد الملكان اللذان يلازمان الإنسان ويكتبان كل ما يصدر عنه من خير أو شر, وليس معناه ان أحدهما رقيب وثاني عتيد

سائق وشهيد:.

"وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد" ق 21

ملك موكل بالأرحام:.

قوله عليه الصلاة والسلام" ...ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يبعث الله ملكا فيؤمر بأربع كلمات ويقال له اكتب عمله ورزقه وأجله وشقي أم سعيد ثم ينفخ فيه الروح..." متفق عليه

ملائكة سياحة في الأرض:.

1-عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني من أمتي السلام.النسائي وصححه الألباني
2-عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لله ملائكة سياحين في الأرض فُضلا عن كتاب الناس فإذا وجدوا أقواما يذكرون الله تنادو هلموا إلى بغيتكم فيجيئون فيحفون بهم إلى سماء الدنيا...."رواه الترمذي وصححه

قال المباركفوري:(فُضلا) قال العلماء معناه على جميع الروايات أنهم ملائكة زائدون على الحفظة وغيرهم من المرتبين مع الخلائق فهؤلاء السيارة لا وظيفة لهم وإنما مقصودهم حلق الذكر
(عن كُتّاب الناس ) بضم الكاف وشدة الفوقية جمع كاتب والمراد بهم الكرام الكاتبون وغيرهم المرتبون مع الناس.ا.هـ

حملة العرش:.

"والملك على أرجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية"الحاقة 17
عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش إن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام


هل تأكل الملائكة :.

"فقربه إليهم قال ألا تأكلون (27)" الذاريات

ويقول الله "ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلاما قال سلام فما لبث أن جاء بعجل حنيذ فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف إنا أرسلنا إلى قوم لوط"
هود 69 – 70

قد يفهم انهم لا يأكلون أو أن لهم طعام خاص غير طعامنا لأن تقريب الطعام في هذا المقام وجبر كرم المضيف لهم في هذه الحال ولو باليسير باللقمة واللقمتين مما يحسن فعله فالامتناع عنه يكون لأحد الوجهين السابقين والله أعلم color]size]

ماكـولا
06-04-2009, 06:12 AM
هل الملائكة تتشكل:.

1-قوله عليه الصلاة والسلام" هذا جبريل جاء يعلم الناس دينهم"متفق عليه
2- أن أبا هريرة رضي الله عنه حدثه
: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( إن ثلاثة في بني إسرائيل أبرص وأقرع وأعمى بدا لله أن يبتليهم فبعث إليهم ملكا...)بخاري
3-عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا زار أخا له في قرية أخرى فأرصد الله له على مدرجته ملكا فلما أتى عليه قال أين تريد...) مسلم


ماذا نستفيد من الملائكة:.

1-تثبت المؤمن وتواسيه وتبشره
قال الله"إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون" فصلت30

وقوله تعالى "إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا..."الأنفال12

2-تستغفر للمؤمنين:.

"الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم "غافر7

3- تحفظ المؤمنين من الشرور:.

قال الله" له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله" الرعد
11

قال ابن كثير:

أي للعبد ملائكة يتعاقبون عليه حرس بالليل وحرس بالنهار يحفظونه من الأسواء والحادثات...

قال الطبري:

{ يحفظونه من أمر الله } اختلف في هذا الحفظ فقيل : يحتمل أن يكون توكيل الملائكة بهم لحفظهم من الوحوش والهوام والأشياء المضرة لطفا منه به فإذا جاء القدر خلوا بينه وبينه قاله ابن عباس وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما قال أبو مجلز : جاء رجل من مراد إلى علي فقال : احترس فإن ناسا من مراد يريدون قتلك فقال : إن مع كل رجل ملكين يحفظانه ما لم يقدر فإذا جاء القدر خليا بينه وبين قدر الله وإن الأجل حصن حصينة..."

قلت فهم يحفظونه من أمر بأمر الله

4- تنطق الحق على الألسن:.

قال علي رضي الله عنه " وما نبعد ان السكينة تنطق على لسان عمر رضي الله عنه" احمد وقواه الارناؤوط


قال صلى الله عليه وسلم "إن لله تعالى ملائكة في الأرض تنطق على ألسنة بني آدم بما في المرء من الخير و الشر" صحيح الجامع الصغير وزيادته 3938

قال المناوي " ( إن لله تعالى ملائكة في الأرض تنطق على ألسنة بني آدم ) أي كأنها تركب ألسنتها على ألسنتهم كما في التابع والمتبوع من الجن ( بما في المرء من الخير والشر ) لأن مادة الطهارة إذا غلبت في شخص واستحكمت صار مظهرا للأفعال الجميلة التي هي عنوان السعادة فيستفيض ذلك على الألسنة وضده من استحكمت فيه مادة الخبث ومن ثم لم تزل سنة الله جارية في عبيده بإطلاق الألسنة بالثناء والمدح للطيبين الأخيار وبالثناء والذم للخبيثين الأشرار { ليميز الله الخبيث من الطيب } في هذه الدار وينكشف الغطاء بالكلية يوم القرار"


مم تنفر الملائكة:.

1- عن ابن عباس عن أبي طلحة رضي الله عنهم
: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة) متفق عليه

اما قوله تعالى:"وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد "الكهف 18

قال ابن كثير:

قال ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وقتادة : الوصيد الفناء وقال ابن عباس : بالباب وقيل : بالصعيد وهو التراب والصحيح أنه بالفناء وهو الباب ومنه قوله تعالى : { إنها عليهم مؤصدة } أي مطبقة مغلقة ويقال : وصيد وأصيد ربض كلبهم على الباب كما جرت به عادة الكلاب قال ابن جريج : يحرس عليهم الباب وهذا من سجيته وطبيعته حيث يربض ببابهم كأنه يحرسهم...

قلت: وعلى فرض التسليم بأنه كان معهم داخل الكهف فشرع من قبلنا شرع لنا مالم يخالف شرعنا وقد خالف...

اما الصورة والتمثال كذلك وملخص الخلاف في ذلك

حديث في البخاري (الا رقما في ثوب)قال ابن حجر: قال ابن العربي حاصل ما في اتخاذ الصور أنها إن كانت ذات أجسام حرم بالإجماع وإن كانت رقما (هذا كقول الله كتاب مرقوم أي مكتوب او منقوش)
فأربعة أقوال الأول يجوز مطلقا على ظاهر قوله في حديث الباب إلا رقما في ثوب الثاني المنع مطلقا حتى الرقم الثالث إن كانت الصورة باقية الهيئة قائمة الشكل حرم وإن قطعت الرأس أو تفرقت الأجزاء جاز قال وهذا هو الأصح الرابع إن كان مما يمتهن جاز وإن كان معلقا لم يجز)

2-عن أبي هريرة
: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " لا تصحب الملائكة رفقة فيها كلب ولا جرس" مسلم
ويدخل فيها نغمات الجهاز المحمول والأغاني والمعازف من باب اولى

3- عن جابر بن عبدالله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
من أكل من هذه البقلة الثوم " وقال مرة من أكل البصل والثوم والكراث " فلا يقربن مسجدنا فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم" مسلم

قلت فالعلة هي الريح الكريهة فمتى زالت زالت العلة التي من أجلها منع من حضور الجماعة والمسجد

ويدخل في ذلك الدخان وانبعاث الروائح التي من الشخص وكذا .. والسنة ان يقتدي المرء بالنبي صلى الله عليه وسلم حيث كان يبدأ بالسواك عند دخول المنزل فمن باب اولى عند دخول المسجد وعند الاستيقاظ من النوم كما ثبت بذلك الحديث

بقول ابن عبد البر في التمهيد " (لا يقرب مسجدنا ) مساجدنا لأنه يؤذينا بريح الثوم وإذا كانت العلة في إخراجه من المسجد أنه يتأذى
به ففي القياس أن كل ما يتأذى به جيرانه في المسجد بأن يكون ذرب اللسان سفيها عليهم في المسجد مستطيلا أو كان ذا ريحة قبيحة لا تريمه لسوء صناعته أو عاهة موذية كالجذام وشبهه وكل ما يتأذى به الناس إذا وجد في أحد جيران المسجد وأرادوا إخراجه عن المسجد وإبعاده عنه كان ذلك لهم ما كانت العلة موجودة فيه حتى تزول فإذا زالت بإفاقة أو توبة أو أي وجه زالت كان له مراجعة المسجد وقد شاهدت شيخنا أبا عمر أحمد بن عبد الملك بن هاشم رحمه الله أفتى في رجل شكاه جيرانه وأثبتوا عليه أنه يؤذيهم في المسجد بلسانه ويده فشور فيه فأفتى بإخراجه عن المسجد وإبعاده عنه وأن لا يشاهد معهم الصلاة إذ لا سبيل مع جنونه واستطالته إلى السلامة منه فذاكرته يوما أمره وطالبته بالدليل فيما أفتى به من ذلك وراجعته فيه القول فاستدل بحديث الثوم وقال هو عندي أكثر أذى من آكل الثوم وصاحبه يمنع من شهود الجماعة في المسجد وذكر الحديث أنه كان إذا وجد من أحد ريح ثوم في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرج عنه وربما أبعد حتى يبلغ به البقيع..."

قلت يقصد به حديث الذي رواه مسلم وغيره أن عمر بن الخطاب : قال إنكم أيها الناس تأكلون من شجرتين ما أراهما إلا خبيثتين هذا البصل والثوم ولقد رأيت نبي الله صلى الله عليه وسلم إذا وجد ريحهما من الرجل أمر به فأخرج إلى البقيع فمن أكلهما فليمتهما طبخا" هذا لفظ النسائي

ماكـولا
09-01-2009, 06:43 PM
الملائكة ذكور

يقول الله { بل عباد مكرمون }

والعبد هو المكون من جسد وروح ولا يفهم غير ذلك وبهذا وصف نبينا صلى الله عليه وسلم في اول سورة الاسراء"سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام..."

فالذين انكروا الاسراء والمعراج قالوا عرج به بروحه !!

فردوه عليهم بأن ذلك محال وما كان إعجاز وان العبد جسد وروح
والملائكة وصفت بأنهم عباد مخلوقون من نور ولهم أجساد وأجنحة مثنى وثلاث ولا يصفون بأنهم أرواح

و الدلالة على أنهم أجسام خلافا للفلاسفة ومن تبعهم في ذلك
ما أخرج مسلم عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم


وعن أبي هريرة قال
أرسل ملك الموت إلى موسى عليه السلام فلما جاءه صكه ففقأ عينه فرجع إلى ربه فقال أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت قال فرد الله إليه عينه..."متفق عليه


وقال الله "ألكم الذكر وله الأنثى تلك إذا قسمة ضيزى"

اي ان هذه قسمة جائرة أن تنسبوا لي ما اذا بشر به احدكم ظل وجهه مسودا وهو كظيم فكيف يكون لي ذلك ... وهذا في مقابلة جنسين لا يكون له الا احدهما

وقال جل وعلا : { أم اتخذ مما يخلق بنات وأصفاكم بالبنين } وهذا إنكار عليهم غاية الإنكار ... وهذا ايضا نوع حصر بين الأنوثة والذكورة

وقال الله "فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ أَمْ خَلَقْنَا الْمَلَائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُونَ أَلَا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ

مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ "

وهذا ايضا في معرض مقابلة بين جنسين متفاضلين فلا يكون له الا الفاضل والمفضول للمخلوق


قال الطبري حدثني المثنى قال، حدثنا الحجاج قال، حدثنا حماد، عن عمران بن حدير، عن أبي مجلز في قوله:(وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم)، قال: الملائكة. قال قلت: يقول الله"رجال"؟ قال: الملائكة ذكور.

قال الله "له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله..."

قال الشوكاني: وإنما قال : معقبات مع كون الملائكة ذكورا لأن الجماعة من الملائكة يقال لها معقبة ثم جمع معقبة على معقبات. فتح القدير

وفي اللباب لابن عادل

وقال أبو مجلز : « هم ملائكة يعرفون أهل الجنَّة وأهل النَّار » ، فقيل له : يقول الله - عز وجل - { وَعَلَى الأعراف رِجَالٌ } ، وتزعم أنَّهُمْ ملائكة ، فقال : « الملائكة ذكور لا إناث » .

والى غيرها من الايات التي تدل على ذلك كقول اهل النار" ونادوا يا مالك " وجوابه لهم "قال انكم ماكثون" ولم يقل قالت او ما شابه !!

وهو اللائق بصطفاء الله لهم وكونهم جنده

ماكـولا
09-01-2009, 06:48 PM
المفاضلة بين جنس الملائكة وجنس البشر

وقال بعض اهل العلم انه لا مجال للمفاضلة اصلا لإختلاف الجنسين ولأنهم عباد مكرمون مخلوقون من نور والى غير ذلك

الخلاف واقع على أضرب:

1- التفضيل بين الأنبياء والملائكة( خاصتهم وعامتهم)

2- التفضيل بين صالحي البشر والملائكة(عامتهم وخاصتهم) واقصد بذلك المقربون منهم وحملة العرش وغير ذلك

ومنهم من يفصل أكثر من ذلك


"قال البيهقي في شعب الإيمان: قد تكلم الناس قديما وحديثا في المفاضلة بين الملك والبشر، فذهب ذاهبون إلى أن الرسل من البشر أفضل من الرسل من الملائكة، والأولياء من البشر أفضل من الأولياء من الملائكة، وذهب آخرون إلى أن الملأ الأعلى مفضلون على سكان الأرض، ولكل من القولين وجه، قال: ومن قال بالأول احتج بأنهم خلقوا بلا شهوة، فمن يعبد الله وطينه معجون وقع في المعصية؟ وذكر قصة هاروت وماروت وساقها..."

فالحاصل ان ما ذكروه عن الملائكة من أنهم معصومون من الزلل والعصمة للمخلوق( ملائكة وانس وجن) نسبية بمعنى انه لا يوجد مخلوق لا ينسى ولا يخطئ ولكن بنسب متفاوتة لأن الذي لا ينسى ولا يخطئ هو الله " قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى" الى غير ذلك من الايات ...

فالملائكة عند عامة أهل السنة والجماعة: إن الله تعالى خلقهم مختارين عاقلين بربهم فقد ذكر الله عز وجل عنهم انه من يكفر منهم فجزاؤه جزاء كل كافر أثيم(وان كان لم يحصل ذلك) ودل ذلك على انهم مخيرون

قال الله: " وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ الانبياء

وقال ربنا"لاَ يَعصُونَ الله ما أَمَرَهُم وَيَفعَلُونَ ما يُؤمَرُونَ) لأن الجزاء في مقابلة الفعل، ولو لم يكونوا مختارين في التوحيد والطاعة لما قال تعالى مدحا لهم: (لاَ يَعصُونَ الله ما أَمَرَهُم وَيَفعَلُونَ ما يُؤمَرُونَ)

وقال الله" قُل لاَ أَقُولُ لَكُم عِندي خَزَائِنُ الله وَلاَ أَعلَمُ الغَيبَ وَلاَ أَقُولُ عِندي خَزَاِئنُ الله وَلاَ أَقَولُ لَكُم إِنّي مَلَك) الأنعام: 50

وقوله تعالى: (ما هَذا بَشَرا إِن هَذا إِلا مَلَكٌ كَرِيم) يوسف: 31 فالمراد من هذا التشبيه إما تشبيه يوسف بالملك في صورته أو في سيرته، والثاني أولى لأنه شبهه بالملك الكريم والملك إنما يكون كريما بالسيرة لا بالصورة فثبت أن المراد تشبيهه بالملك في نفي دواعي الشهوة ونفي الحرص على طلب اللذات الحسية، وإثبات ضد ذلك، وهي صفة الملائكة وهي غض البصر ومنع النفس عن الميل إلى المحرمات، فدلت هذه الآية على إطباق العقلاء من الرجال والنساء والمؤمن والكافر على اختصاص الملائكة بالدرجات الفائقة على درجات البشر،

فإن قيل: قول المرأة (فَذلِكَ الذَي لُمتُنَنَي فِيهِ) يوسف: 32 يقتضي أن يكون تشبيه يوسف بالملك إنما وقع في الصورة لا في السيرة لأن ظهور عذرها في شدة عشقها له يحتمل أن يكون لسبب غاية زهده، لأن الإنسان حريص على ما منع، وكلما كان إعراض المعشوق اكثر كان شدة عشق العاشق أكثر.

وقال سبحانه" إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا لقد أحصاهم وعدهم عدا وكلهم آتيه يوم القيامة فردا "
مريم
93-95

وفي البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال

: قال النبي صلى الله عليه وسلم ( يقول الله تعالى أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم...)

( ملأ خير منهم ) جماعة من الملائكة المقربين... كذا عند اكثر الشراح ولللأمانة العلمية يحتمل ان يكون الملأ من خيرة جنس البشر والله اعلم

وقوله صلى الله عليه وسلم: "إذا سجد ابن آدم قال الشيطان: أمر ابن آدم بالسجود فأطاع فله الجنة، وأمرت بالسجود فعصيت فلى النار"
رواه أحمد وصححه الأرناؤوط

قال صلى الله عليه وسلم "يوضع الميزان يوم القيامة ؛ فلو وزن فيه السموات والأرض لوسعت فتقول الملائكة : يا رب ! لمن يزن هذا ؟ فيقول الله تعالى : لمن شئت من خلقي . فتقول الملائكة : سبحانك ما عبدناك حق عبادتك . ويوضع الصراط مثل حد الموسى فتقول الملائكة : من تجيز على هذا ؟ فيقول : من شئت من خلقي . فيقولون سبحانك ما عبدناك حق عبادتك" الصحيحة 941

وفي البداية لإبن كثير 42

عن جابر بن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما في السموات السبع موضع قدم ولا شبر ولا كف إلا وفيه ملك قائم أو ملك ساجد أو ملك راكع فإذا كان يوم القيامة قالوا جميعا ما عبدناك حق عبادتك إلا أنا لا نشرك بك شيئا"

فإن قيل: فكذلك البشر قد يفضلون الملائكة بهذه الأشياء، أجيب: بأن نزول الملائكة إلى الأرض وكتابتهم الأعمال وغير ذلك من الأمور الإلهية لا يتقاعد عن الحج والهجرة وقد جاهدوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأيضا فمنهم الصافون حول العرش، ويحتمل أن يكون النائى عنه مأمورا بحضوره، وقياما وغير ذلك، كالطواف والحج...

وايضا الملائكة رسل الله إلى الأنبياء، والرسل أفضل من الأمة، بيان المقدمة الأولى قوله تعالى: (عَلَمَهُ شَدِيدُ القُوى) النجم:5 (َنزَلَ بِهِ الرُوحُ الأَمينُ عَلى قَلبِكَ) الشعراء: 193 (يُنَزِلُ المَلائِكَةَ بِالرُوحِ مِن أَمرِهِ عَلى مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ) النحل:2

وأيضا الملائكة رسل الله لقوله تعالى: (جَاعِلُ المَلائِكَةِ رُسُلاً) فاطر: 1 والملك إما مرسل إلى ملك آخر، وإما أن يكون رسولا إلى البشر، وعلى التقديرين فالملك رسول وأمته أيضا رسل، وأما الرسول البشري فهو مرسل، لكن أمته ليس برسل، ومعلوم أن الرسول الذي يكون كل أمته رسلا، أفضل من الرسول الذي لا يكون أحد من أمته رسولا، فثبت فضل الملك على البشر من هذه الجهة، ولأن إبراهيم عليه السلام كان رسولا إلى لوط فكان أفضل منه، وموسى كان رسولا إلى الأنبياء الذين كانوا في عسكره وكان أفضل منهم، فكذا هنا....

وقوله تعالى: (يَومَ يَقومُ الرُوحُ وَالمَلائِكَةُ صَفاً لاَ يَتَكَلَمُونَ إِلاّ مَن أَذِنَ لَهُ الرِحمنُ وَقالَ صَواباً) النبأ: 38 والمقصود من شرح هذه الواقعة المبالغة في شرح عظمة الله تعالى، ولو كان في الخلق طائفة قيامهم بين يدي الله وتضرعهم في حضرة الله أقوى في الإنباء عن عظمة الله وكبريائه من الملائكة لكان ذكرهم في هذا المقام أولى، ثم إنه سبحانه كما بين عظمته في الدار الآخرة بذكر الملائكة، فكذا بين عظمته في دار الدنيا بذكر الملائكة، فقال: (وَتَرَى المَلائِكَةَ حَافِينَ مِن حَولِ العَرشِ يُسَبِحونَ بِحَمدِ رَبِهِم) الزمر: 75 وهذا يدل على أنه لا نسبة لهم إلى البشر ألبتة.

وقوله تعالى: (عَالِمُ الغَيبِ فَلا يُظهِرُ عَلى غَيبِهِ أَحَدٌ إِلاّ مَن اِرتَضَى مِن رَسُولٍ فَإِنّهُ يَسلُكُ مِن بَيَنِ يَدَيهِ وَمِن خَلفِهِ رَصَداً لِيَعلِمَ أَن قَد أَبلَغُوا رِسالاتِ رَبِهِم) الجن: 26 وأجمعوا على أن هذا الرصد هم الملائكة، وهذا يدل على أن الأنبياء لا يصيرون مأمونين من التخليط في الوحي إلا بإعانة الملائكة وقوتهم، وكل ذلك يدل على الفضل الظاهر.

وقال الحليمي في المنهاج: المختار أن الملأ الأعلى أفضل من سكان الأرض لقوله تعالى: (لَن يَستَنكِفَ المَسيحَ أَن عبدا يَكونَ لله وَلاَ المَلائِكَةُ المُقَرَبُونَ) النساء: 172 لأن هذا السياق في مثله يدل على أن المذكور ثانيا أفضل مما قبله وأن في نفي الإستنكاف عن الأول دلالة على أن من دونه أولى بذلك....

... وأيضا فإن الشيطان غر آدم وحواء بقوله لهما (ما نَهاكُمَا رَبُكُما عَن هَذَهِ الشَجَرَةِ إِلا أَن تَكونَا مَلَكَينِ) الأعراف: 20 فلو لم يعلما أن الملائكة أفضل لما دلاهما بغرور.....

وأيضا فقد سماهم الله الملأ الأعلى، وكل من الملأ والأعلى يدل على أفضليتهم، إذ الملأ في اللغة: هم العظماء والأشراف، والأعلى: باعتبار المكانة أو المكان إذ لا يسكن أدون الخليقتين أفضل المكانين. وأيضا فإن التقى النقى من البشر أفضل من الذي يخلط العمل الصالح بالسيء، وليس في الملائكة من يخلط طاعته بشيء من المعصية أو يفتر عن العبادة، والأتقياء من البشر إن عصموا من الكبائر لا يعصمون من الصغائر، ولا يسلمون من الهم، ولا من الفترة في العبادة،