المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سلاما أيها الوطن الكبير



muslimah
06-13-2009, 05:07 PM
سلامـا أيهـا الوطـن الكبـيـر





سلامـا أيهـا الوطـن الكبـيـر ---- حمـاك الواحـد الأحـد القـديـر

أتيتـك حامـلا همـي وغـمـي ---- أنا العربـي فـي وطنـي أسيـر

فمن أقصى المحيط حملت روحـي ---- إلـى الشـط الخليـج بهـا أدور

رضعت صراحتي من صـدر أمـي ---- وضاع فداه مـن عمـري الكثيـر

فلسطين الحبيبـة وشـم جرحـي ---- لها فـي القلـب ميـدان وسـور

وأحـلام الصغـار علـى جبينـي ---- وآهـات تضيـق بهـا الصـدور

وفي الصومـال مـوت وارتعـاب ---- وفـي السـودان تختلـط الأمـور

ضفاف الرافديـن رمـوش عينـي ---- وفي قلبي العـراق لـه حضـور

ومـن بغـداد مـاجـدة تـنـادي ---- فـلا بطـل يجـيـب ولانصـيـر

ألا والله لــو صـنـم تـنـادى ---- لأدرك نفـسـه شـرفـا يغـيـر

ولكـن الـورى صــم وبـكـم ---- ورأس القـوم خــوان كـفـور

إذا ماعـدت للتـاريـخ عمـقـا ---- أرى عجبـا وتنتفـض الأمــور

عريق فـي الحضـارة لايجـارى ---- تحلـق فـوق هامتـه النـسـور

أصيل فـي الريـادة صنـو مجـد ---- وتعجـز أن تعـرِفـه السـطـور

ثراه المـاس والذهـب المصفـى ---- لـه فـي القلـب إشعـاع ونـور

يكللنـي بـه الإكـبـار فـخـرا ---- ويحضنني كمـا تـأوي الطيـور

إذا ضاقت علـي صـدور قومـي ---- معاتـبـة وجافـانـي الـسـرور

أجول بخاطري من بعـض وقتـي ---- وأذكــره فيملـؤنـي الحـبـور

سؤالي . . ماالذي في السر يجري؟ ---- نـرى أمـلا فتنقـلـب الأمــور

فقـد رهنواالديـار بمـن عليهـا ---- وصوت الشعب يصـرخ يامجيـر

فهـذي شيمـة الأعـراب فيـنـا ---- فمـن منفـى إلـى منفـى نسيـر

لقـد ركعـوا خنوعـا واستكانـوا ---- فـلا أصـل تبـقـى أو جــذور

وهـذا الواقـع المهـزوم يـزري ---- مـن الخيبـات تلعنـه العصـور

أيا ألـق الحضـارة قلـت صبـرا ---- ومثلـك حامـل هـمـا صـبـور

ألايـادهـر عــذرا لاتلـمـنـي ---- فإنـي واحـد منـهـم غـريـر

فما معنـى وقـد أنفقـت عمـري ---- طـريـدا لاأجــار ولاأجـيــر

فهـذا بعـض مانلـقـاه قـسـرا ---- وهـذا وجـه واقعـنـا المـريـر

كمـا الباقيـن تسكننـي همومـي ---- وأنـى طبـل الـحـادي أسـيـر

أردد مايـقـول الـقـوم طــرا ---- وأسبـقـهـم إذا دق النـفـيـر

فـإن جلسـوا أقلـدهـم غـبـاء ---- وإن طـاروا علـى عجـل أطيـر

فـلا حبـا أطيـر ولا جلـوسـا ---- لعلـي بعـض مسـؤول أصـيـر

وذي أم التـجـارب ألهمـتـنـي ---- بـأن الفقـر فـي مثلـي جديـر

لحافي كومة مـن بعـض همـي ---- بلا فخـر ومـن تحتـي حصيـر

أنـا لاأسمـع الأخـبـار قطـعـا ---- ولاأصغـي لمـا يهـذي الوزيـر

فما يهـذي الوزيـر غثـاء سيـل ---- لـه لـب وحصتـنـا القـشـور

وإن قـال الوزيـر أتـاك خـيـر ---- فثـق نفسـا ستلحقـك الشـرور

فهـذي ميـزة العصـر الهرائـي ---- طغـى فيـه التملـق والـغـرور

كبيـر القـوم يخذلنـا اجتـهـادا ---- إذاأفتـى يصـار لــه صـريـر

يقول الشعر لكـن ويـح شعـري ---- كـأن السامعيـن لــه قـبـور

تشـاد لـه المنابـر والأمـاسـي ---- وبعض الشعر فـي فمـه شعيـر

ينـام الليـل تحرسـه الجـواري ---- علـى سـرر وسادتـه حـريـر

وباقي الشعب في الأصقاع يشقـى ---- على الفرش التـراب لـه شخيـر

مفاعلـتـن مفاعلـتـن فـعـول ---- تيـوس العـرب تحلـب ياجريـر

بيـان الشعـر قـد وأدوه جهـرا ---- فقـم للثـأر وانهـض ياأمـيـر

ولاتعجـب ولاتـغـرب رجــاء ---- ولا ينتابـك الأســف المـريـر

ففي بعض البلاد سمعـت همسـا ---- لأقـوام بهـم نطـقـت حمـيـر

فـذا عصـر الغرائـب لاتلمـنـي ---- إذا قالـوا لقـد بـاض البعـيـر

فللأقـطـاب مايـرقـى ويبـقـى ---- وعنـد التيـس تنفـرج الأمـور

ألا ياأيـهـا العـربـي صـبـرا ---- هـي الدنيـا لهـا طبـع غـدور

فكـم مـن ظالـم فيهـا تعـلـى ---- بـيـان كتـابـه كـــذب وزور

فبئـس الإسـم للتاريـخ يبـقـى ---- وبئس اللحـد ماتحـوي القبـور

وأيـام الفتـى فـي العمـر عـدو ---- أنـفـاس تدونـهـا الشـهـور

فكـن علمـا إذا مارمـت مجـدا ---- ولاتطـمـع فيقتـلـك الـغـرور

ولا تحيـا علـى أمـل فتشـقـى ---- حيـاة المـرأ وازعهـا ضمـيـر

فكم ضعنـا وكـم خذلـت رؤانـا ---- وكم كسرت وكـم جبـرت كسـور

فمـا أقسـى الحيـاة بـظـل ذل ---- وأدناهـا وقـد قلـبـت أمــور

يسـود الجاهـل الأمــي فيـنـا ---- وذا عـلـم تـطـارده الـشـرور

تقسمنـا فلـول البغـي قـسـرا ---- يفـرق بينـنـا عـلـج حقـيـر

فـذا عصـر التـردد والـتـردي ---- وديـدنــه مــــراءاة وزور

حيـاة المـرء مـد ثـم جــزر ---- وحبل الكـذب قـد قالـوا قصيـر

سلامـا أيهـا الوطـن الكبـيـر ---- هـي الأيـام مــن أزل تــدور

فمـا أبقـت ذوي حــزن بـغـم ---- ومـا دام التـآخـي والـسـرور

ولاتـجـزع فمثـلـك لايـبـارى ---- وإن غدرت وإن عصفـت دهـور

ومهمـا راغــت الأيــام زورا ---- علـى عجـل ستنكشـف الامـور

ففـي الإسـلام فرسـان غيـارى ---- وفـي الإسـلام إبصـار ونــور

أسـود الفتـح مانامـوا ولـكـن ---- لكـل وقيـعـة يــوم عسـيـر

يفـر المهطعـون بهـا جـهـارا ---- ويحسن كرهـا السبـع الهصـور

وسـاح المجـد بالنبـلاء ترقـى ---- ويخشى وقعهـا العلـج الصغيـر

يمـوت المرجفـون وأنـت بـاق ---- على أنف البغـاث لـك الحضـور

لأمريـكـا لـنـا والله وعـــد ---- سنهزمهـا وإن عــز النصـيـر

وزمرتها العميلـة سـوف تفنـى ---- ويبقـى الحـر والشهـم الغيـور

وصهيـون الدخيـل إلــى زوال ---- وفـي القـرآن تذكـره السطـور

فخذ مـن غـزة الأمجـاد درسـا ---- تباهـي أن تـدونـه السـطـور

وفي لبنـان قـد خـارت قواهـم ---- وشتـت جمعهـم نصـر مثـيـر

رجـالات تـهـز الأرض تيـهـا ---- يفـر أمامهـا الجمـع الغفـيـر

على أنف الطغاة يـدوس حرفـي ---- وباسـم الفاتحيـن لـه هـديـر

وبعض البعض أغضبـه انتصـار ---- وبعـض بامتعـاض لـه هريـر

سلامـا ياجهـاد الفتـح واكتـب ---- بدمـي مـن هنـا مـر النسـور

أيا وطن المعالـي سـوف تبقـى ---- لنـا حضنـا ويغمرنـا السـرور

بكيـتـك مابكيـتـك يـامـلاذي ---- ودمعـي هاطـل سـرب غـزيـر

إذا كـان الكبـار عليـك جـاروا ----فنحـن الحـب والكنـز الوفـيـر





محسن شاهين المناور