المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أيتام على مائدة أوباما !!



mhd_siam
06-14-2009, 12:14 AM
أيتام على مائدة أوباما !!

سأل موظف رئيسه في العمل: هل يمكن أن ندخِّن السجائر ونحن نعمل؟ فثار الرئيس وقال: هذا إهمال جسيم، وتضييع لوقت العمل. فذهب الموظف، وجاء آخر يقول لرئيسه: هل نستطيع أن نعمل ونحن ندخن؟ فقال الرئيس: بالطبع تستطيعون، وأنا أقدِّر لكم حرصكم على العمل في كل أوقاتكم، حتى وأنتم تدخنون!!
لقد حدثت مشكلة التدخين في الحالتين، بل لعلَّ الوضع سيكون مزريًا بصورة أكبر؛ لأنّ الموظفيْن حصلا على موافقة صاحب العمل، والفارق بين الموقفيْن هو أسلوب العرض، لكن النتيجة واحدة، وقد تم خداع صاحب العمل، وأقرَّ بالتدخين في داخل شركته!هذا هو ما حدث في زيارة أوباما الأخيرة لمصر!لم يحدث أي اختلاف في الاستراتيجية الأمريكية، ولا في الأهداف العليا للدولة، ولكن الذي اختلف هو التكتيك والخُطّة، فالجميع: بوش وأوباما ومَن قبلهما يتجهون إلى نقطة واحدة، ولكنْ كلٌّ منهم بطريقته، وإذا انخدع المسلمون بما يفعل الرؤساء الأمريكيون فهذا خطأ المسلمين في المقام الأول.

لقد أعلن أوباما في منتهى الوضوح والصراحة أنه يرأس أمريكا، ومن ثَمَّ فهمُّه الأول أن يحفظ أمنها واستقرارها، وأن يحقق مصالحها قدْر ما يستطيع، وهذا أمرٌ لا يلومه عليه أحد. ثم إنه تطوّر في الصراحة، وقال في منتهى الوضوح: إن علاقة أمريكا بإسرائيل علاقة ثابتة غير قابلة للانكسار، وأن الجذور التي بينهما تاريخية. وهذا الإعلان في هذا المكان عجيب، حيثُ تجاهلَ تمامًا أنه يخطبُ مِنَ القاهرة، وتجاهل أنه يخاطبُ العالمَ الإسلاميَّ. وهذا التجاهلُ متعمَّد؛ فهو يريدُ للمخدوعين أن يفهموا هذه الحقيقة جيدًا، وأن يدركوا أن أصولَه الإسلامية الإفريقية لا تعني شيئًا بالمرَّة، بل إنَّه أعلن بوضوح أنّه مسيحيٌّ متمسك بالمسيحية. وفوق ذلك فقد أدخل - بلا داعٍ - موضوعَ المحرقة اليهودية في أوربا، زاعمًا أنّ الذي ينكرها جاهلٌ، ولا ندري لماذا يُدخِل مثل هذه النقطة في حواره مع المسلمين؛ فالذين قاموا بالمحرقة - إن كانت حدثتْ على النحو الذي يصفون - نازِيُّون ألمان، فما دخْل المسلمين بهذا؟! وإذا كانت فعلاً ألمانيا تجنّت على اليهود فلماذا لم تقطعوا جزءًا من ألمانيا وتقيموا
فيه دولة إسرائيل؟!

إن إدخال أوباما لهذه النقطة في حديثه لكي يُعلِن لنا أنّه صهيوني حتى الثُّمَالة، وقد وعدَ في برنامجه الانتخابي أن يجعل إسرائيل أقوى دولة في الشرق الأوسط، وكان منذ شهر واحد في أمريكا يحتفل بالتراث اليهودي الأمريكي، وقال في هذا الاحتفال: إنه لولا جهود اليهود لما كانت أمريكا على المستوى الذي هي عليه الآن.
إن الرؤية واضحة جدًّا في عين أوباما.. إنها المصلحة الأمريكية والمصلحة الصهيونية، بل إن المصلحة الصهيونية قد تسبق المصلحة الأمريكية، وراجعوا مقالاً سابقًا لي بعنوان "مصلحة أمريكا أم مصلحة اليهود؟"؛ حيث يظهر لنا بوضوح مدى تضحية الأمريكيين لصالح أمنِ وقوّة الصهاينة، أما المصلحة العربية أو الإسلامية فهي ليست في الحسبان، بل تستطيع أن تقول: إنهم ضدُّ هذه المصلحة حتى إن لم تضرهم؛ لأنّ قوة المسلمين تمثِّل خطرًا داهمًا عليهم، ومن ثَمَّ يصبح إضعاف المسلمين دينيًّا وسياسيًّا واقتصاديًّا وعسكريًّا أحد الأهداف الرئيسية لأمريكا واليهود.

والآن ماذا يريد أوباما منا؟!
لقد خطب أوباما بلباقة، وصاغ كلماته بحِرَفِيّة عالية، واستشهد بآيات القرآن الكريم، وأحاديث الرسول العظيم r، وطلب بعد هذا الأداء من المسلمين أن يتعاونوا معه في أمورٍ تهدف إلى السلام والمودّة والمحبّة بين الشعوب!

ما هذه الأمور يا سيادة الرئيس؟!إنّه يطلب أولاً إقامة دولتيْن: فلسطينية ويهودية.

ونتساءل: وهل هذا جديد؟! لقد أعاد صياغة الأوهام التي عشنا فيها ستةَ عشرَ عامًا كاملة، ونذكِّر الأمّة الإسلامية التي أصابتها حالة من النسيان ***ي بخريطة الطريق، ونذكِّرهم أنّ الذي كان يرعاها كان الرئيس السابق جورج بوش، ونذكرهم أن بوش كان في كل خطاباته مؤيدًا لحل الدولتين، وكذلك كلينتون من قبلُ؛ فأوباما إذن لم يأْتِ بحلٍّ سحريٍّ عجيب، لكنّ السؤال الأهم: هل هذا الحل مُرْضٍ للمسلمين؟ وهل يجب أن نصفّق ونسعد ونهتف بحياة أوباما أنّه سيقف وراء إعطاء الفلسطينيين أقل من 20% من أرض فلسطين؟!لقد ذكّرني هذا الموقف بطُرفة يقولون فيها: إنَّ أحد كبار قُطّاع الطريق سرق من أحد المساكين بيته وماله وحماره، فأخذَ المسكينُ يصرخُ وينتحبُ، فأشار عليه أحد رجال العصابة أن زعيم العصابة طيِّب، ولو شرحت له حالتك فسوف يُعيد لك حقك، وشرح المسكين حالته، ووعده زعيمُ العصابة أن يُعيد له يومًا ما الحمار، لكنْ عليه أنْ ينسى الدارَ والمالَ، فخرج المسكينُ يهتف: يحيا العدل.. يحيا العدل!!

يا أمتي.. لا ينبغي لكِ أن تكوني مسكينة!!
هل كان يقبلُ صلاحُ الدين بدولة صغيرة في عكا أو حيفا أو القدس ويترك بقية فلسطين للصليبيين؟! أنا أعلم أن زعماءنا ليس فيهم صلاحٌ، ولكنْ علينا أن نعرف على الأقل ما هو حقنا، وأين هي مصلحتنا، حتى وإن كنا غير قادرين على تحقيقها.ثم خبِّروني يا عقلاء المسلمين: ما هي الدولة الفلسطينية التي سيقيمها أوباما إلى جوار إسرائيل؟ وما هي مواصفاتها؟ هل تعتقدون أنها ستكون دولةً حرّة مستقلة لها جيشها القوي، ودبابات وطائرات وأسلحة ومتفجرات؟ هل سيكون لها اقتصاد متماسك؟ هل سيُسمح لأهلها بالتحرُّك بحرية أمْ أن الأنْفَاق والجسور التي تربط بين أراضي هذه الدولة المزعومة ستكون تحت سيطرة اليهود؟!

إن المحللين يقولون: إنّه يستحيلُ الآن في ظل المستوطنات الكثيرة في الضفة الغربية وغزة أن تقوم دولة فلسطينية، وإن كان أوباما يطالب بوقفِ الاستيطان، فقد طالب به غيره قبل ذلك بوقف المستوطنات، وبشكل أكبر، مثل جيمس بيكر وزير خارجية جورج بوش الأب، ولكنَّ شيئًا لم يحدث، وحتى لو حدث ووقفت المستوطنات فالوضع الموجود الآن يعوِّق قيام أي دولة، ولا نرى هذا الأمر إلا مجرد تسكين للأمّة المكْلُومة؛ حتى تتوفر ظروف أفضل فيتم فيها السحق والإبادة كالمعتاد.

وماذا يريد أوباما أيضًا؟!
إنه يريد من حماس نفس الذي كان يريده بوش قبل ذلك، فهو يريد منهم الاعتراف بدولة إسرائيل، كما يريد منهم التخلِّي عن مقاومة المغتصبين.. هكذا ببساطة، ثم قال بتبجُّحٍ ظاهر: إنه لا يقبل أن تُلقى صواريخُ حماسٍ على عجائز إسرائيل، بينما


لم يعلِّق البتَّة على حصار غزة مدَّة ثلاثة أعوام حتى الآن، وقصف غزة بالصواريخ والطائرات والبوارج، واستشهاد المئات، وجرح الآلاف، وتدمير البنية التحتية!! لقد اكتفى بقوله أنه يقدِّر المعاناة الفلسطينية على مدار ستين عامًا، وهذا ما كان يقدِّره كذلك بوش وكلينتون وغيرهما!!

وماذا أيضًا يا فخامة الرئيس؟!

لقد طلب أيضًا أن يتعاون معه المسلمون في حرب المتطرفين، فهو لا يحارب الإسلام والحمد لله، بل يحارب من تطرّف في الإسلام، ونسي الشيخ أوباما أنْ يذكر لنا مَن الذي سيحدد تطرُّفَ إنسان أو تفريطَ آخر، ومَن الذي سيفتي بتشدد واحد وتساهل غيره!! فالذين يقاومون الصهاينة في فلسطين لا شكَّ أنهم متطرفون في زعمه، والذين يحاربون الأمريكان في العراق لا شكَّ أنهم متشددون في تصَوُّره، والذين لا يرغبون في التواجد الأمريكي في أفغانستان وباكستان إرهابيون في تعريفه..فالكارثة أصبحت مركَّبة؛ فأوباما لا يطلب من العالم الإسلامي أن يترك أبناءه لرصاص الأمريكان فقط، بل يطلب منهم أن يساعدوه في ذلك، وحُجَّته أن الله خلق الناس - كما يحكي القرآن الكريم - ليتعارفوا ويتعاونوا، فلنتعاون جميعًا على سحق من يرفضُ السلامَ من المنظور الأمريكي!!إن أوباما كان يلقي هذا الخطاب، وصواريخه تدُكُّ سوات في باكستان لسحق "المتطرفين المسلمين"، وكان يلقي الخطاب وهو ينشر 17 ألف جندي في أفغانستان لمقاومة "الإرهابيين المتطرفين". ونسأله أن يجيب علينا بصدق: هل ستحرك جيوشك يومًا ما لحرب المتطرفين اليهود الذين لا يقبلون بحل الدولتين؟! أم أن الصواريخ لا تنزلُ إلا على رءوس المسلمين؟!

كما لا ننسى أن أوباما طالب بـ"تدويل القدس"؛ لأنها مدينة تهمُّ المسلمين والنصارى واليهود، مما يعني أنّ السيطرة الرسميَّة عليها - في رؤية أوباما - لا ينبغي أن تكون للمسلمين.
ولم ينسَ أوباما أن يذكر أن جيوشَه لن تخرج من العراق قبل آخر سنة 2011م، وتذكروا معي أن الجيوش الأمريكية عندما دخلت العراق سنة 2003م قالت: إن هذا الدخول مؤقَّت لعدة أشهر فقط، ثم أجَّلوا الخروج عامًا ثم عامين ثم أربعة، والآن يتأجل إلى سنة 2011م، وعندما تأتي هذه السنة نكون قد تعوَّدنا على وجود الأمريكان، فلا نطالب بخروج!


هذه - يا إخواني وأخواتي - بعض مطالب أوباما، وهذه هي خُطته، وتلك هي أهدافه، فما الجديد فيما قدَّم؟!
إنني لا أفزع مطلقًا من طلباته هذه، ولا أخشى أبدًا من تخطيطاته وتكتيكاته، فهذا شيء متكرر ومعهود في كل مراحل التاريخ الإسلامي. كما أنني لا أفزع كذلك من رؤية الركوع الرسمي والانبطاح الحكومي للدول العربية في مواجهة هذه الطلبات، فأنا أعلم أنّ أهداف أوباما تتفق تمامًا مع أهداف الزعماء العرب، فالجميع يرغب في تركيع حماس، والجميع يهدف إلى إقامة دولتيْن إحداهما صهيونية قويَّة، والأخرى فلسطينية هشَّة! والجميعُ يتفق على زعامة الرجالِ الذين يعلنون بوضوح خضوعهم لليهود والأمريكان، والجميعُ ضدّ الإسلاميين، بل إنني أقولها في صراحة: إن السجون العربية تمتلئ بأضعاف أضعاف الإسلاميين الذين تحتجزهم سجون أمريكا واليهود!!لذلك فأنا لم أتعجَّب من التلميع الباهر لخطاب أوباما، ولم أتعجب من طلب الإحاطة الذي قدمه النائب مصطفى بكري يتساءل فيه عن إنفاق 500 مليون جنيه مصري للتجهيز لزيارة أوباما (حوالي 100 مليون دولار للتجهيز لزيارة 8 ساعات!)، ولم أتعجب من العنوان الرئيسي لإحدى الصحف حيث وصفت الرئيس الأمريكي بأوباما المنتظر! وصحيفة أخرى تشيد بأن الرئيس الأمريكي خلع "نعليه" وهو يدخل مسجد السلطان حسن!!


لم أتعجَّب من كل ذلك، كما لم أتعجّب من حالة هيستريا التصفيق المستمر، فنحن نعلم جميعًا مَن هؤلاء الذين سُمح لهم بمقابلة الرئيس الأمريكي، وحظُوا بشرف الاستماع إلى صوته!
كل ما سبق لا يفزعني، ولا أستغرب له، ولكن الذي يفزعني حقًّا أن أرى كثيرًا من شباب الأمة ورجالها ونسائها قد تعلقت آمالهم به، حتى ظنوا أن هذا "بداية الخلاص"، وأن الحقبة القادمة ستكون ألطف كثيرًا، وأنه قد آن الأوان أن يقف ضدّ اليهود أحد الزعماء الأمريكان، وأن هذا الرجل الأسمر يقدِّر مشاعر الظلم التي يشعر بها المسلمون، كما أن جذوره الإسلامية سترقِّق قلبه علينا، خاصة أنه تلاعب بمشاعر المسلمين عندما ردَّد في خطابه بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية.

يا أمتي، أفيقي.. واقرئي التاريخ.
لقد خطب نابليون في مصر عندما دخلها محتلاًّ وقال: "يا أيها المصريون، قد قيل لكم إنني ما نزلت بهذا الطرف إلا بقصد إزالة دينكم، فذلك كذب صريح فلا تصدقوه، وقولوا للمفترين: إنني ما قدمت إليكم إلا لأخلص حقكم من يد الظالمين، وإنني أعبد الله سبحانه وتعالى أكثر من المماليك، وأحترم نبيه والقرآن العظيم، وقولوا أيضًا لهم: إن جميع الناس متساوون عند الله، وإن الشيء الذي يفرقهم عن بعضهم هو العقل والفضائل والعلوم فقط".هذا كلام نابليون عندما احتلَّ مصر، وكلكم يعلم ما ارتكبه بعد ذلك من الفظائع هو وجيشه في مصر وفلسطين.ومن قبله قال فرديناند وإيزابيلا مثل هذا الكلام للمسلمين عند سقوط الأندلس، ووعدوا المسلمين بالحفاظ على ممتلكاتهم وأرواحهم ومساجدهم، ثم لم تمرَّ إلا سنوات قليلة، وقامت حملات الإبادة ومحاكم التفتيش، وانتهى الأمر بقتل كلِّ المسلمين أو ترحيلهم، وتحويل كل مساجد الأندلس إلى كنائس.ومن قبلهم كان هولاكو وزعماء التتار المجرمون يستشهدون بآيات من القرآن الكريم عند مخاطبتهم للحكام والشعوب الإسلامية، وهم الذين قالوا في رسائلهم لقطز رحمه الله: "باسم إله السماء الواجب حقه، الذي ملَّكنا أرضَه، وسلَّطنا على خلقه"، واستشهدوا في رسالتهم بقوله تعالى: {فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ} [الأحقاف: 20]، وكذلك بقوله: {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} [الشعراء: 227].

رسالة إلى أوباما
إنني في هذا المقال لا أقول مثلما قال الكثيرون: نريد أفعالاً لا أقوالاً، بل أقول: إن الأقوال التي قلتها يا أوباما ليست مقبولة أصلاً حتى نسألك أن تحققها.. فلا نحن نريد دولتين، ولا نحن نرضى بإسرائيل، ولا نحن نشجب المقاومةَ أو ندينُها، ولا نحن نرضى ببقاء جيوشك في بلادنا، ولا نحن نقبل بتعريفاتك للإرهاب والتشدُّدِ والتطرُّفِ، كما أننا لا نقبل بولاء زعمائنا لك وطاعتهم لأوامرك.إننا يا فخامة الرئيس قومٌ أعزنا الله U بالإسلام، وأكرمنا به، وندرك يقينًا أننا مهما ابتغينا العزةَ في غيره أذلنا الله U. كما أننا - والله - أكثر شعوب الأرض حبًّا للسلام، ولكنِ السلام العادل الذي لا تضيع معه الحقوق، وتنتهك فيه الحرمات.إن رسولنا r قال لنا: "قُولُوا: لاَ إلَهَ إلاَ اللَّهُ تُفْلِحُوا، وَتَمْلِكُوا بِهَا الْعَرَبَ، وَتَذِلُّ لَكُمْ بِهَا الْعَجَمُ"، ونحن نوقن تمام اليقين في قوله، ونعلم أننا يوم نقول لا إله إلا الله بصدق، ويوم نحقِّقها في حياتنا يوم أنْ نفلح ونملك العرب والعجم.ويقولون متى هو؟ قل عسى أن يكون قريبًا.إنني أتوجَّه إلى الرئيس الأمريكي بكلمتين..



كلمة إلى أوباما
أما الأولى فهي ألاّ يعتبر التصفيق الحاد الذي قوبل به في جامعة القاهرة تعبيرًا عن الشارع الإسلامي، فهؤلاء ليسوا إلا مجموعة منتقاة ما خرجت من بيوتها إلا لتصفِّق لك مهما كان كلامك! وهم – للأسف - كالأيتام على مائدتك، لا نصيب لهم من الطعام أو الشراب، إنما ينتظرون الفتات!
أما الكلمة الثانية فأقولها من قلبي، وأهمس بها في أذنك بكل أمانة: "حتى لو وصلت يا أوباما إلى كرسيِّ أكبر دولة في العالم، فإنّ هذا لا يمثل شيئًا أمام الإسلام الذي خسرته، وإنني - والله، وبكل صدق - أتمنى أن تعود إلى ما كان عليه أجدادُك المسلمون البسطاء في كينيا، والذين كانوا على خير عظيم، حتى وإن كانت قبيلتهم بسيطة على هامش التاريخ.إنني أدعوك بكل صراحة وإخلاص وأقول لك: يا عظيم أمريكا، أدعوك إلى الإسلام، وأقول لك صادقًا: أسْلِمْ تَسْلَمْ، وأسلمْ يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فعليك إثم الأمريكيين!والحمد لله على نعمة الإسلام، وكفى بها نعمة.ونسأل الله U أن يُعِزَّ الإسلام والمسلمين.

د. راغب السرجاني

اخت مسلمة
06-14-2009, 01:40 AM
مقال طيب وفي الصميم جزى الله الدكتور السرجاني خيرا وبارك فيك اخي الكريم
دولنا تحتل واعراض النساء فيها تنتهك والاطفال قتلى مبقورو البطون مقطعو الأطراف
وجاء هذا المرتد ليضع المنخل على عيون الشعوب المقهورة والمسلوبة الارادة المسيجة
عن يمينها وعن شمالها ومن فوقها ومن تحتها بزبانية حكامها الذين يقعون تحت دائرة ريموت هؤلاء الحكام
لقمع اي فكر موقظ للامة او اي راي وتصرف فيه نفض بعض التراب عن الكرامة والبداية معروفة دائما الارهاب
الاسلامي ,وكأن الناس لاترى ولتسمع ولاتتكلم ,تعسوا من ولاة امور عبدوا كراسي زائلة , ورضي الله عن عمر
بن الخطاب حيث قال لو ماتت سخلة على شاطئ الفرات ضياعاً لخشيت أن يسألني الله عنها _
اليك هذه الابيات كتبتها من وحي مايحدث لنا على ايدي ولاة امورنا نسال الله لهم الهدى والبطانة الصالحة النافعة::
قولوا لاقطاب السياسة
الباحثين عن الكراسي والمناصب والرياسة
المالئين الأرض نصر كاذبا
القارعين الطبل للتحرير في خطب الحماسة
قولوا لهم اطفالنا تركوا المدارس والدراسة
كي يحرقوا صنم التبجح في دهاقين السياسة
اطفالنا انتفضوا ليقتلعوا جذور القهر يجتثوا اساسه
سالت على ايدي الطغاة دمائهم ,
وشيوخنا يتبادلون النخب صرفا في دهاقين السياسة
ياللتناحر بينكم
ياللغباوة والبلاهة والتياسة
صرنا عبيد الارض يستشري البلاء باهلنا
صرنا نباع ونشترى في كل اسواق النخاسة
قولوا لاقطاب السياسة
ماذا افدنا من بضاعتكم ؟
غير الدمار وغير اسباب التعاسة

muslimah
06-14-2009, 01:57 AM
قولوا لاقطاب السياسة
الباحثين عن الكراسي والمناصب والرياسة
المالئين الأرض نصر كاذبا
القارعين الطبل للتحرير في خطب الحماسة
قولوا لهم اطفالنا تركوا المدارس والدراسة
كي يحرقوا صنم التبجح في دهاقين السياسة
اطفالنا انتفضوا ليقتلعوا جذور القهر يجتثوا اساسه
سالت على ايدي الطغاة دمائهم ,
وشيوخنا يتبادلون النخب صرفا في دهاقين السياسة
ياللتناحر بينكم
ياللغباوة والبلاهة والتياسة
صرنا عبيد الارض يستشري البلاء باهلنا
صرنا نباع ونشترى في كل اسواق النخاسة
قولوا لاقطاب السياسة
ماذا افدنا من بضاعتكم ؟
غير الدمار وغير اسباب التعاسة

عالوجع!
لا فُض فوك يا شاعرتنا الكبيرة

muslimah
06-14-2009, 02:11 AM
جورج حداد

لا تزال اصداء القنبلة الدخانية، التي فجرها باراك اوباما يوم 4/6 في خطابه في قاعة جامعة القاهرة امام جمهور منتخب بعناية يتراوح بين 2500 ـ 3000 مدعو، تتردد في مسارح الاعلام العربي المباع وفي دهاليز وكواليس السياسة الرسمية العربية. وقد ضاقت مجارير البروباغندا بسيول من التعليقات "العربية" و"الاسلامية" التي تراهن على الدور الشخصي الايجابي لباراك حسين اوباما، وعلى احتمالات التغيير الجوهري في السياسة الاميركية حيال العالم العربي والاسلامي. وفيما يلي ثلاثة نماذج من هذه التعليقات:
ـ1ـ
يقول الباحث احمد جويد (من:مركز الإمام الشيرازي للدراسات والبحوث): "يبدو ان ما حققه أوباما من نجاح كبير على منافسيه من الديمقراطيين والجمهوريين أثناء حملته الانتخابية في الداخل الأمريكي، حفزه على أن يعمم تجربته خارج الولايات المتحدة بنفس الطريقة وهو يحمل لشعوب العالم تباشير الأمل في إحلال السلام والخروج من الأزمة المالية العالمية وتحقيق اكبر قدر ممكن من التنمية الاقتصادية في الدول الفقيرة. ويبدو ان هذا الرجل يتمتع بذكاء كبير ويحاول استغلال ذكائه لصالح وطنه الذي عاش فيه، إلى حد يجعله القيام بتسخير جميع مؤهلاته وارثه الشخصي القائم على الانتماء العرقي والديني في عائلته لاستثمار مشاعر المسلمين في جميع البلاد الإسلامية، متخطياً بذلك الجانب الرسمي لتلك الدول ويصل إلى عقول وقلوب من أصغوا لكلامه باهتمام كبير وكأن هذا الرجل من أبناء جلدتهم وقد انتفض وهب لنصرتهم".
ـ2ـ
اما رجل الاعمال والمثقف المشهور د. طارق حجي (صاحب شركة "تانا لبترول الشرق الاوسط ـ بالمملكة المتحدة"، المتخصص في سمسمرة النفط، الى جانب الابحاث الاكاديمية "الليبيرالية" و"الدمقراطية" و"اليسارية" وحتى "الماركسية") والذي وجهت له دعوتان، اميركية ومصرية، لحضور خطاب اوباما، فيقول معلقا على الخطاب (طارق حجي، الحوار المتمدن - العدد: 2669 - 2009 / 6 / 6 ): "إنني أبدأ بأن أسجل إندهاشي (النسبي) من الحرارة البالغة التى إستقبل وأحاط بها الجمهور (أبرز 3000 مصري ومصرية من بين 80 مليون مصري) أوباما. حرارة ودفء قد يكونا قمة ما جربه فى حياته السياسية. هل كان هذا الدفء لأوباما شخصيا أم مناصفة بين (أوباما) و (رئيس الولايات المتحدة)؟".
اي ان السمسار ـ المثقف طارق حجي يراهن على نجاح باراك اوباما الشخص في تسويق باراك اوباما رئيس الولايات المتحدة الاميركية؛ اي في تسويق الخط الاميركي الجديد للسوروسيين الجدد (نسبة الى المضارب النصاب والسمسار، المثقف ايضا، جورج سوروس، صاحب مؤسسة "المجتمع المفتوح") الذين ينتسب اليهم باراك اوباما، والذين يقفون على طرفي نقيض مع "المحافظين الجدد" الذين ينتسب اليهم ديك تشيني وجورج بوش واركان الادارة الاميركية السابقة.
وحتى مؤرخ وباحث مثل رضوان السيّد ينضم الى جوقة المطبلين لباراك اوباما ويقول (في: الرئيس الأميركي والملفات الصعبة، جريدة "المستقبل" - السبت 6 حزيران 2009): "إن لم يكن مفكراً (ويقصد اوباما) فهو صاحب رؤية.. والرؤية تتوخى إعادة تنظيم العالم على أُسس أكثر عدالة وتوازناً، والبدء بذلك في الشرق الأوسط. ويقتضي ذلك التصالح مع الإسلام والمسلمين".
وفي تقرير عن إعداد وجبة الخطاب في مطبخ البروباغندا الاميركية، تقول النشرة الاليكترونية "دنيا الوطن ـ غزة": "كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن خطاب الرئيس باراك أوباما الذي ألقاه الخميس 4-6-2009 في جامعة القاهرة، كان حصيلة جهد استمر لأشهر تخللته استشارات لعدد من الخبراء والباحثين المسلمين من إيران ودول عربية إضافة إلى أكاديميين يهود. وقبل قيام رحلته إلى الشرق الأوسط عكف على استشارة عدد من مديري الشركات المسلمين، واطلع على مقالات عديدة أرسلت للبيت الأبيض، كما استشار بعض اليهود أيضاً من العاملين في الحقل الأكاديمي. وقبل الرحلة إلى المنطقة، استقبل البيت الأبيض بعد ظهر الجمعة مجموعة من الباحثين المسلمين، وآخرين في شؤون السياسة الخارجية، لمناقشة أهم النقاط التي يمكن أن يركز عليها الرئيس. ونظم اللقاء من قبل مايكل ماكفول مستشار البيت الأبيض للشؤون الروسية. وكان من بين المسؤولين الآخرين من البيت الأبيض، الذين حضروا اللقاء الذي استمر 90 دقيقة، بعض مسؤولي مجلس الأمن القومي مثل مارا رودمان، دان شابيرو، بين رودس، دينيس ماكدونف. وعلى الجانب الآخر من الطاولة كان: كريم صادق بور، خبير أمريكي إيراني من مؤسسة كارنيجي، غيث العمري مفاوض فلسطيني سابق، فالي (لابما المقصود: والي) نصر خبير إيراني سينضم قريباً للإدارة، شبلي تلحمي الباحث في مركز سابان".
نترك للسخفاء والاغبياء، من جهة، ان يصدقوا، وللعملاء والسماسرة والمباعين (الحاليين والـ"على الطريق")، من جهة ثانية، ان يجهدوا كي يجعلونا نصدق، ان باراك اوباما هو صادق، وقادر، على ان يغير طبيعة الامبريالية الاميركية، وان نكف عن ان ننظر الى اميركا تلك "النظرة النمطية"، كما سماها في خطابه، كدولة عدوانية استعمارية امبريالية متوحشة. كل ما في الامر ـ حسبما يريدنا ان نصدق باراك اوباما ـ ان اميركا ارتكبت في الماضي مجرد اخطاء وهفوات (بسيطة!!!)، وليس جرائم حرب، وجرائم ضد الانسانية، تقتضي وضع "لائحة سوداء" طولها الوف الكيلومترات باسماء كل من وضع حجرا في تأسيس وبناء وادارة هذه الدولة التي قامت على جماجم 112 مليون مواطن "اميركي" اصلي هم "الهنود الحمر"، وكل من مارس ولا زال يمارس السلطة فيها، من كريستوفر كولومبوس الى ما بعد جورج بوش؛ وتحويل اصحاب هذه "اللائحة السوداء" الى محكمة عدل دولية تاريخية.
بالامس رفع جورج بوش شعار "الحملة الصليبية" الجديدة على العرب والاسلام والمسلمين، مقرونا بشعار تصدير "الدمقراطية" الاميركية. وقد "اقنعته" حينذاك بعض اطراف "المعارضة" العراقية السابقة، انه حالما تطل الجحافل الاميركية على ارض العراق، فإن الجماهير العراقية ستستقبلها استقبال "المحررين". والان يعترف اوباما بالمأزق الاميركي في العراق وبضرورة الانسحاب من هذا البلد المظلوم، ولكنه يواصل الدجل ودغدغة عواطف العراقيين بالقول ان من "حسنات" العدوان الاميركي على العراق اسقاط نظام صدام حسين، وكأن القوات الاميركية جاءت الى العراق فعلا لاسقاط نظام صدام، وليس لترتيب وتثبيت المصالح الاميركية، النفطية وغير النفطية، ما بعد صدام حسين.
واليوم، فإن "الكلمة السحرية" التي يريد باراك اوباما ان يفتح بها الابواب المرصودة للبلدان العربية والاسلامية، هي التظاهر بالتقرب من الاسلام. وهذا هو الموال الذي غناه اوباما في خطابه في القاهرة.
ويبدو ان هناك جوقة كاملة من الحكام والسياسيين والسماسرة و"المثقفين"، العرب والمسلمين، كحكام تركيا ومصر والسعودية والسلطة "الوطنية جدا!" الفلسطينية وجماعة المالكي واشباهه في العراق وكتلة الحريري واعوانها في لبنان، وغيرهم، قد "اقنعوا" اوباما وادارته الجديدة ان الجماهير الشعبية العربية والاسلامية هي اشبه شيء بقطعان ماشية يمكن الضحك عليها بسهولة وسوقها الى المسالخ ذاتها، عن طريق التلاعب بعواطفها الدينية وخصوصا المتاجرة بالدين الاسلامي الحنيف.
ان الاستعمار والامبريالية والصهيونية هي قوى عديمة الدين والمبادئ والاخلاق، وهي مستعدة ان تفعل اي شيء من اجل التوصل الى مصالحها.
وباراك اوباما ليس اول "شاطر" يمتشق ضدنا سلاح الكذب والبروباغندا والحب الافعاوي!
ومن المفيد ان نذكر هنا ان نابوليون بونابرت، حينما غزا مصر في 1798م، فإنه ايضا تظاهر بالاسلام. وجاء عنه في موقع ويكيبيديا الالكتروني ما يلي: "وهذه رسالة نابليون بونابرت الذي دعاه المؤرخون المسلمون الجنرال علي إلى شعب مصر:
"بسم الله الرحمن الرحيم، لا اله الا الله وحده ولا شريك له في ملكه...
ايها المشايخ والأئمة...
قولوا لأمتكم ان الفرنساوية هم ايضاً مسلمون مخلصون". الخ.
و"أصبح نابليون بونابرت حاكما مسلما اسمه "بونابردي باشا"، وكان يطلق عليه المسلمون أسم علي نابليون بونابرت، وكان يتجوّل وهو مرتدي الملابس الشرقية والعمامة والجلباب. وكان يتردد إلى المسجد في أيام الجمعة ويسهم بالشعائر الدينية التقليدية بالصلاة، وكوّن نابليون ديواناً استشارياً مؤلفاً من المشايخ والعلماء المسلمين مكونا من11عالما ويرأسه الشيخ عبد الله الشرقاوي". (انتهى الاستشهاد بويكيبيديا).
ونذكر ايضا مراسلات حسين ـ ماكماهون المعروفة، والوعود الخلابة التي اغدقتها بريطانيا على العرب، خلال الحرب العالمية الاولى. والدور "القيادي" الذي اضطلع به الجاسوس البريطاني "لورنس العرب"، الذي بلغ به الامر حد السماح لبعض العربان ان يلوطوا به من اجل... عظمة بريطانيا (طبعا!).
واخيرا نذكر ان وزيرة الخارجية الاسرائيلية السابقة، الجميلة تسيبي ليفني، التي كانت احد عناصر الموساد، تعترف بأنها قد مارست الجنس لاجل... مصلحة اسرائيل.
قديما قيل: لأمر ما جدع قصير أنفه.
والان ايا كانت اهداف باراك اوباما من التظاهر بالتقرب من الاسلام ومصادقة المسلمين، فعلينا ان نقول لـ"مثقفين" مثل طارق حجي ورضوان السيد: المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين.
ـ نابوليون بونابرت "مسلم!" واحد يكفي.
ـ ولورانس "عربي!" واحد يكفي.
ـ وتسيبي ليفني "داعرة" واحدة تكفي.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
* كاتب لبناني مستقل
</b></i>