المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال يحيرنى : هل تتفاوت درجات اليقين؟



أبو مريم
10-13-2004, 10:42 AM
لقد حيرنى هذا السؤال منذ فترة فقد روى أحمد فى مسنده (( ليس الخبر كالمعاينة إن موسى لم يلق الألواح لما سمع بقومه وألقاها حين رآهم )) وقد ذكر إمام الحرمين والغزالى أن مذهب الأئمة أن اليقين تتفاوت درجاته استنادا لهذا الحديث لكن الغزالى وإمام الحرمين وغيرهما قد مالوا إلى عدم التفاوت وقد كنت أعتقد أن فى هذا الحديث دليلا قاطعا على تفاوت درجات اليقين غير أنه بتأمل نص الحديث يتضح أنه لا يدل على ذلك بل على اختلاف ما ينكشف بحاسة عما ينكشف بأخرى وأن لذلك تأثير مختلف على النفس وإلا فإن إيمان موسى بخبر الله تعالى لا يمكن أن تشوبه شائبة .
الأمر يحتاج لمزيد من البحث والدراسة وأعتقد أن الموضوع على درجة من الأهمية وأرجو من اإخوة الكرام المشاركة وإبداء الرأى حتى نصل إلى نتيجة .

احمد المنصور
10-14-2004, 09:19 AM
ليس هناك تفاوت فى درجات اليقين ولكن يمكن ان يكون هناك تفاوت فى درجات التيقن. ولاثباث ذلك فلنفرض عدم صحة ذلك وان لليقين درجات عليه ستكون الدرجات الاقل اكثر شكً والشك يلغى اليقين. اذاً الفرض خاطئ ويُثبث العكس بنفى الفرض فى اوله.

يُعتقد ان اليقين ما تم معاينته مشاهدة كقول الامام على كرم الله وجهه عندما سُئل ما الفرق بين الايمان واليقين؟ اجاب البعد بينهما هو اربعة اصابع – هى المسافة بين الاذن والعين – فالايمان هو ما تسمعه اذنك ويطمئن له قلبك اما اليقين فهو ما تراه عينك ويصدقه عقلك.

فى حقيقة الامر لايقين فى الدنيا اطلاقاً ولكن يوجد ايمان بدرجات. والدليل العقائدى هو قوله سبحانه وتعالى:



"وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِين"


ويقول ابن كثير رحمه الله فى تفسيره:

" وَاعْبُدْ رَبّك حَتَّى يَأْتِيك الْيَقِين" قَالَ الْمَوْت وَهَكَذَا قَالَ مُجَاهِد وَالْحَسَن وَقَتَادَة وَعَبْد الرَّحْمَن بْن زَيْد بْن أَسْلَمَ وَغَيْره وَالدَّلِيل عَلَى ذَلِكَ قَوْله تَعَالَى إِخْبَارًا عَنْ أَهْل النَّار أَنَّهُمْ قَالُوا " لَمْ نَكُ مِنْ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِم الْمِسْكِين وَكُنَّا نَخُوض مَعَ الْخَائِضِينَ وَكُنَّا نُكَذِّب بِيَوْمِ الدِّين حَتَّى أَتَانَا الْيَقِين " وَفِي الصَّحِيح مِنْ حَدِيث الزُّهْرِيّ عَنْ خَارِجَة بْن زَيْد بْن ثَابِت عَنْ أُمّ الْعَلَاء اِمْرَأَة مِنْ الْأَنْصَار أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا دَخَلَ عَلَى عُثْمَان بْن مَظْعُون وَقَدْ مَاتَ قَالَتْ أُمّ الْعَلَاء رَحْمَة اللَّه عَلَيْك أَبَا السَّائِب فَشَهَادَتِي عَلَيْك لَقَدْ أَكْرَمَك اللَّه فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " وَمَا يُدْرِيك أَنَّ اللَّه أَكْرَمَهُ ؟ " فَقُلْت بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُول اللَّه فَمَنْ ؟ فَقَالَ " أَمَّا هُوَ فَقَدْ جَاءَهُ الْيَقِين وَإِنِّي لَأَرْجُو لَهُ الْخَيْر
انتهى.

فإذا كان خير البرية لا يبلغ اليقين الا بعد وفاته سقط اليقين عمن سواه من البشر.

اما بالنسبة للدليل العلمى فسأتركه لمرة قادمة بإذن الله وبتسخيره.



"قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيم"

أبو عبد الرحمن الشهري
10-14-2004, 07:33 PM
في مختار الصحاح
# * ي ق ن * * اليقين * العلم وزوال الشك يقال منه * يقنت * الأمر من باب طرب و * أيقنت * و * استيقنت * و * تيقنت * كله بمعنى وأنا على * يقين * منه وربما عبروا عن الظن باليقين وعن اليقين بالظن



وفي لسان العرب
@يقن: اليَقِينُ: العِلْم وإزاحة الشك وتحقيقُ الأَمر، وقد أَيْقَنَ يُوقِنُ إيقاناً، فهو مُوقِنٌ، ويَقِنَ يَيْقَن يَقَناً، فهو يَقنٌ.

واليَقِين: نَقيض الشك، والعلم نقيضُ الجهل، تقول عَلِمْتُه يَقيناً. وفي التنزيل العزيز: وإنَّه لَحَقُّ اليَقِين؛ أَضاف الحق إلى اليقين وليس هو من إضافة الشيء إلى نفسه، لأَن الحق هو غير اليقين، إنما هو خالصُه وأَصَحُّه، فجرى مجرى إضافة البعض إلى الكل.

وقوله تعالى: واعْبُدْ رَبَّك حتى يأْتيك اليَقِينُ؛ أَي حتى يأْتيك الموتُ، كما قال عيسى بن مريم، على نبينا
وعليه الصلاة والسلام: وأَوْصانِي بالصَّلاة والزكاةِ ما دُمْتُ حَيَّاً،وقال: ما دُمْتُ حَيّاً وإن لم تكن عبَادَةٌ لغير حَيٍّ، لأَن معناه اعْبُدْ ربَّك أَبداً واعْبُدْه إلى الممات، وإذا أَمر بذلك فقد أَمر بالإقامة على العبادة.

ويَقِنْتُ الأَمْرَ، بالكسر؛ ابن سيده: يَقِنَ الأَمرَ يَقْناً ويَقَناً وأَيْقَنَه وأَيْقَنَ به وتَيَقَّنه واسْتَيْقَنه واسْتَيْقَن به وتَيَقَّنْت بالأَمر واسْتَيْقَنْت به كله بمعنى واحد، وأَنا على يَقين منه،وإنما صارت الياء واواً في قولك مُوقِنٌ للضمة قبلها، وإذا صَغَّرْته رددتَه إلى الأَصل وقلتَ مُيَيْقِنٌ، وربما عبروا بالظن عن اليَقِين وباليَقِين عن الظن .



وقد ورد اليقين في القرآن في آيات كثيرة منها

1- (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً) (النساء : 157 ) قوله تعالى: {وَمَا قَتَلُوهُ } في «الهاء» ثلاثة أقوال.
أحدها: أنها ترجع إلى الظن فيكون المعنى: وما قتلوا ظنهم يقينا، هذا قول ابن عباس.
والثاني: أنها ترجع إلى العلم، أي: ما قتلوا [العلم به] يقينا، تقول: قتلته يقينا، وقتلته علما [للرأي والحديث] هذا قول الفراء، وابن قتيبة. قال ابن قتيبة: وأصل هذا: أن القتل للشيء يكون عن قهر واستعلاء وغلبة، يقول: فلم يكن علمهم بقتل المسيح علما أحيط به، إنما كان ظنا.
والثالث: أنها ترجع إلى عيسى، فيكون المعنى: وما قتلوا عيسى حقا، هذا قول الحسن. وقال ابن الأنباري: اليقين مؤخر في المعنى، فالتقدير: وما قتلوه، بل رفعه الله إليه يقينا.


2- (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) (الحجر : 99 ) وليقين هنا الموت، قاله ابن عباس، ومجاهد، والجمهور، وسمي يقينا، لأنه موقن به. وقال الزجاج: معنى الآية: اعبد ربك أبدا،
3- (فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ) (النمل : 22 )

4- (إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ) (الواقعة : 95 )
5- (وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ) (الحاقة : 51 ) أي: هو اليقين حقا، فأضافه إلى نفسه، كقولك: صلاة الأولى، وصلاة العصر.

6- (حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ) (المدّثر : 47 ) وهو الموت.

7- (كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ) (التكاثر : 5 ) المعنى: لو تعلمون الأمر علماً يقيناً لشغلكم ما تعلمون عن التكاثر، والتفاخر.

8- (ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ) (التكاثر : 7 ) أي: مشاهدة، فكان المراد بـ«عين اليقين» نفسه، لأن عين الشيء: ذاته.
9- (قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إن كُنتُم مُّوقِنِينَ) (الشعراء : 24 )إن كنتم موقنين أن ما تعاينوه كما تعاينونه فكذلك، فأبقنوا أن رب العالمين رب السماوات والارض.
8- (وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ) (الذاريات : 20 ) بالله عز وجل الذين يعرفونه بصنعه.


ويقول العلماء و التواتر: خبر يفيد العلم اليقيني، وهو الذي نقله طائفة لا يمكن تواطؤهم على الكذب.

فيظهر من هذا أنه لا تفاوت في اليقين والله أعلم

أبو مريم
10-14-2004, 08:27 PM
الأخ أحمد المنصور بعد ما أورده الأخ أبو عبد الرحمن الشهرى هل ترى أن القول بأن لا يقين فى الدنيا يخالف الاستعمال اللغوى والشرعى .
على كل حال أرجو أولا أن نعرف اليقين الذى نقصده والتعريف الذى اختاره لليقين هو : الاعتقاد الجازم المطابق للواقع عن دليل أو ضرورة .

أبو عبد الرحمن الشهري
10-14-2004, 09:00 PM
بسم الله الله الرحمن الرحيم
أخواني الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وأما الناس فيتفاوتون في اليقين؛ ويتفاوتون في الأعمال الظاهرة من قول أو فعل.
يتفاوتون في اليقين: فإن الإنسان نفسه تتفاوت أحواله بين حين وآخر؛ في بعض الأحيان يصفو ذهنه وقلبه حتى كأنما يشاهد الآخرة رأي عين؛ وفي بعض الأحيان تستولي عليه الغفلة، فيَقِلُّ يقينه؛ ولهذا قال الله تعالى لإبراهيم: {أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي} [البقرة: 260] ؛ وتفاوت الناس في العلم، واليقين أمر معلوم: فلو أتى رجل، وقال: «قدم فلان» - والرجل ثقة عندي - صار عندي علم بقدومه؛ فإذا جاء آخر، وقال: «قدم فلان» ازداد علمي؛ فإذا جاء الثالث ازداد علمي أكثر؛ فإذا رأيتُه ازداد علمي؛ فالأمور العلمية تتفاوت في إدراك القلوب لها.

والمسألة تحتاج إلى بحث أكثر ولي عودة إن شاء الله إلى هذا الموضوع

أبو عبد الرحمن الشهري
10-14-2004, 09:19 PM
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في تفسيره لسورة البقرة
أن عين اليقين أقوى من خبر اليقين؛ لقوله تعالى: { أرني كيف تحيي الموتى }؛ لأن إبراهيم عليه السلام عنده خبر اليقين بأن الله قادر؛ لكن يريد عين اليقين؛ ولهذا جاء في الحديث: «ليس الخبر كالمعاينة»(2)؛ وقد ذكر العلماء أن اليقين ثلاث درجات: علم؛ وعين؛ وحق؛ كلها موجودة في القرآن؛ مثال «علم اليقين» قوله تعالى: {كلا لو تعلمون علم اليقين} [التكاثر: 5] ؛ ومثال «عين اليقين» قوله تعالى: {ثم لترونها عين اليقين} [التكاثر: 7] ؛ ومثال «حق اليقين» قوله تعالى: {إن هذا لهو حق اليقين} [الواقعة: 56] ؛ نضرب مثالاً يوضح الأمر: قلت: إن معي تفاحة حلوة - وأنا عندك ثقة؛ فهذا علم اليقين: فإنك علمت الآن أن معي تفاحة حلوة؛ فأخرجتُها من جيبي، وقلت: هذه التفاحة؛ فهذا عين اليقين؛ ثم أعطيتك إياها، وأكلتَها وإذا هي حلوة؛ هذا حق اليقين.

وهذا رابط بحث وجده يتعلق بالموضوع
http://links.islammemo.cc/dros/one_news.asp?IDnews=237

أبو عبد الرحمن الشهري
10-14-2004, 10:14 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

أخواني الكرام
يتضح مما سبق

1- أن اليقين له مراتب ثلاث وأنه يتفاوت ومراتبه هي

علم اليقين
عين اليقين
حق اليقين

2- وأن الناس يتفاوتون في اليقين

د. هشام عزمي
10-14-2004, 11:12 PM
موضوع شيق حقًا ... تسجيل حضور و متابعة :)

احمد المنصور
10-15-2004, 01:48 AM
الاخ الكريم ابو مريم بعد التحية:

السؤال الذى طُرح هو: هل تتفاوت درجات اليقين؟ اذاً الحديث عن درجات اليقين لا انواعه وصفاته.



على كل حال أرجو أولا أن نعرف اليقين الذى نقصده

نعم وهذا هو مربط الفرس.


والتعريف الذى اختاره لليقين هو : الاعتقاد الجازم المطابق للواقع عن دليل أو ضرورة

اليقين المُعتَقد هو ايمان وليس يقين. حسب ما اراه ان اليقين هو علم لا شك فيه. ولا يوجد علم كامل نوعاُ وكما. اما التيقن فهو السعى الى اليقين. والفرق بينهما كالفرق بين المنطق والحق. فقد يوجد اكثر من منطق ولكن لا يمكن ان يكون هناك اكثر من حق. والمنطق هو الطريق الى الحق. اذاً المنطق وسيلة والحق هذف. وكذلك اليقين فهو هذف وليس وسيلة. فلكى
نصل الى اليقين فى اى مسئلة يجب علينا ان نزيل الشك منها. اذاً فى حقيقة الامر لدينا درجات متفاوتة من الشك. والحالة الوحيدة التى يكون فيها الشك معدوما (صفر) اسميها حالة يقين.


.....أن القول بأن لا يقين فى الدنيا يخالف الاستعمال اللغوى والشرعى

لا اظن ذلك وكما قلت هذا ناتج عن الدقة المحدودة فى استعمال الكلام (وهذا مفهوم من الناحية العملية) من الناحية الفلسقية فالامر مختلف. مثلا اورد الاخ الكريم ابو عبد الرحمن فى سياق كلامه ما يلى:

وفي لسان العرب
يقن: اليَقِينُ: العِلْم وإزاحة الشك وتحقيقُ الأَمر

اليقين ممكن ان يكون العلم ولكن لايمكن ان يكون (إزاحة الشك وتحقيقُ الأَمر) فالازاحة والتحقيق هما فعلان يُراد بهمب الوصول الى شئ (العلم) وبالعكس التيقن هو إزاحة الشك وتحقيقُ الأَمر ولكنه لا يفيد بالضرورة تحقق ذلك. وايضا قال

اليقين * العلم وزوال الشك

وهذا ما اقصده انا ايضاً. ولكن السؤال الذى يفرض نفسه هل هناك علم بلا شك. فالعلم الناقص هو علم فيه درجة من الشك (مهما صَغُرت). عليه العلم بلا شك هو العلم الكامل ولا يسعنى هنا الا ان استدل بقول عز من قال:

"وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا"

من ناخية اخرى انا انفى عن نفسى اليقين فى صحة الرأى. ولو فعلتُ ذلك لكن خير دليل على كذب ما اقول.

وبالمناسبة فلى تعليق على قول الاخ ابو عبد الرحمن فهو يقول:

فيظهر من هذا أنه لا تفاوت في اليقين والله أعلم

ثم بعدها يقول:

وأما الناس فيتفاوتون في اليقين


وهذا كلام حسب اعتقادى اما متناقض او غير دقيق وإن كنت اميل لعدم الدقة (كما ذكرت اعلاه). شخصيا افضل القول أن الناس يتفاوتون فى درجة الشك فأكثرهم "يقيناً" هو اقلهم شكا. وعموما فى سائر الكلام نستعمل كلمة يقين للاستدلال بها عن الشك اليسير وهذا فيه عدم دقة أحيانا مطلوبة بغرض عدم تعقيد الامور.

...... كأنما يشاهد الآخرة رأي عين

كأنما تنفى اليقين.


......تستولي عليه الغفلة، فيَقِلُّ يقينه

وهذا مناف لما ذكره اعلاه (اليقين * العلم وزوال الشك)..

والاخ الكريم ابو عبد الرحمن اتى بمثال جيد الا اننى اختلف معه فى التحليل. فالاستدلال بالاية الكريمة:


{أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي}..

الايمان لا يساوى اليقين. ولو كان كذلك لنفت الاية " وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِين " الايمان عن رسول الله صلعم. وهذا كلام به علة.


أن اليقين له مراتب ثلاث وأنه يتفاوت ومراتبه هي
علم اليقين
عين اليقين
حق اليقين

انا اعتقد ان هذه ليست مراتب لليقين ولكن ممكن ان تكون طرق بلوغه. وسأحاول ان اشرح وجهة نظرى على نفس المثال المذكور من قبل الاخ الكريم:


قلت: إن معي تفاحة حلوة - وأنا عندك ثقة؛ فهذا علم اليقين

اولا الثقة لا تغن عن اليقين. فالثقة ظن وإن كان حسن " إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ". ثم كيف تكون حلوة وانت لم تختبر ذلك. اذاُ هذا ليس علم ولكنه ظن. وايضا هنا استعملت كلمة حلوة بدل شهية وهذا تطابقا غير تام فقد تكون لاحد حلوة "شهية" ويكون اخر لايحب التفاح ويفضل الرتقال. والمثال جيد من الناحية التوضحية ولكنه لا يصل الى درجة الاستدلال.

هذا ما أظنه والله هو العليم. وكل عام وانتم بخير بمناسبة شهر رمضان الكريم. وجعل الله قدومه خير على أمة الاسلام.
. والسلام عليكم ورحمة الله.


*** حتى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِين ***


.

أبو عبد الرحمن الشهري
10-15-2004, 08:18 AM
لا أريد أن أدخل في جدال فقد اتضح اليقين لي فيما ذكرت أعلاه

ولكن أحب أن أوضح أن قولي الذي ورد (فيظهر من هذا أنه لا تفاوت في اليقين والله أعلم) خطأ ،وقد أوضحت اليقين في المشاركات التي تليه أن اليقين يتفاوت فمن اتضح له يأخذا به ومن عند أشكال في ذلك ولم يتضح له فلن يلزمه أحد به .

باسل
10-15-2004, 08:50 AM
اخى ابو عبد الرحمن فلتعتبر هذا الموضوع تدارس وتشاور وليس جدال و هذا الاسلوب يكون مفيد جدا لنا وياليت كل المواضيع تكون بهذه الطريقة.

أبو مريم
10-15-2004, 08:56 AM
الأخ عبد الرحمن الشهرى لقد استفدت كثيرا من المعلومات القيمة التى قمت بعرضها وأحب أن اشير إلى أن الموضوع من الصعوبة بمكان ويكفى ما أشرت إليه من وقوع الخلاف حوله بين كبار الفقهاء والأصوليين وبين أئمتهم على أن ما ذهب إليه من وصفهم الجوينى والغزالى بالأئمة من القول بالتفاوت قالوا بأن ثمة مراتبه عشر ة أعلاها معرفة المرأ بنفسه وأدناها المعرفة بالسمعيات فالمناقشة لم تزل فى أول الطريق وأرجو أن نصل إلى قول فصل ونخرج ببحث قيم لم نسبق إليه عن طريق الحوار المثمر قال تعالى (( قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ))

أبو عبد الرحمن الشهري
10-15-2004, 09:25 AM
قولك وهذا كلام حسب اعتقادى اما متناقض او غير دقيق وإن كنت اميل لعدم الدقة (كما ذكرت اعلاه). شخصيا افضل القول أن الناس يتفاوتون فى درجة الشك فأكثرهم "يقيناً" هو اقلهم شكا. وعموما فى سائر الكلام نستعمل كلمة يقين للاستدلال بها عن الشك اليسير وهذا فيه عدم دقة أحيانا مطلوبة بغرض عدم تعقيد الامور.



أحب أن أوضح أن - كفر الشك: وهو الذي يشك في ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يجزم بصدقه، ولا يجزم بكذبه.
قال الله تعالى: (أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ لاَ يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ اللّهُ جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّواْ أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُواْ إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ) (إبراهيم : 9 )

فمن شك في اليوم الآخر شك في خبر الله وخبر رسوله ومن شك في خبر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فذلك كفر بالله فكيف نعبر عن القين إذا قل أنه شك واليقين منافي للشك والريب .
وكفر الشك- يسمى كفر الظن - والدليل قوله تعالى: (ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا. وما أظن الساعة قائمه ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا. قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا. لكنا هو الله ربي ولا أشرك بربي أحدا).

وتأمل الآيات التالية

(قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَـمًّى قَالُواْ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَآؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ) (إبراهيم : 10 )


(بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّنْهَا بَلْ هُم مِّنْهَا عَمِونَ) (النمل : 66 )

(وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ) (سبأ : 21 )

(وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُّرِيبٍ) (سبأ : 54 )

(أَأُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّن ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ) (صـ : 8 )

(وَلَقَدْ جَاءكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءكُم بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ) (غافر : 34 )

(وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ) (فصلت : 45 )

(بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ) (الدخان : 9 )


ودليل اليقين:

قوله تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ [الحجرات:15]. فاشترط في صدق إيمانهم بالله ورسوله كونهم لم يرتابوا -أي لم يشكوا - فأما المرتاب فهو من المنافقين.

ومن السنة: الحديث الثابت في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: { قال رسول الله : أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة }. وفي رواية: { لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيحجب عن الجنة }. وعن أبي هريرة أيضاً من حديث طويل: { من لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقناً بها من قلبه فبشره بالجنة }.

احمد المنصور
10-15-2004, 09:33 AM
الاخ الفاضل ابو عبد الرحمن,

كأنى اشعر فى حديثك بعض من الزعل. فإن كان كذلك فتقبل منى الاسف والحديث هنا ليس جدال ولكنه تبادل اراء. وانا شخصيا قلت عن نفسى " من ناحية اخرى انا انفى عن نفسى اليقين فى صحة الرأى. ولو فعلتُ ذلك لكن خير دليل على كذب ما اقول."

اعذرنى فانا لا اتعامل مع النص الا بمحتوياته وليس لذلك علاقة بالود من عدمه لكاتبه. بل اتعامل بنقد حتى مع ما اكتب بنفسى. وهذا من منهجية التقصى وليس له علاقة بمن له الحق او من عليه.

من ناحية اخرى تبادل الاراء وتعددها يُقرب الحق وُيبعد الباطل. انا شخصيا اذا حدث تعارض فاحب ان اكون لجانب الحق لا لجانب ما اقول.

أبو عبد الرحمن الشهري
10-15-2004, 10:22 AM
الأخ الفاضل أحمد منصور
أسأل الله أن يجعلني وإياك ممن يكون غضبهم لله وليس انتصارا للنفس .
وفي قولك أنا شخصيا إذا حدث تعارض فأحب أن أكون لجانب الحق لا لجانب ما أقول.
وهذا ما أظنه بك فالحق أحق أن يتبع إذا بان وقد أوضحت لك أن اليقين يتفاوت وأنه لا يعبر عن أقل درجاته بالشك اليسير لأن الشك لم يرد في القرآن إلا مذموما ولم يقال أن الشك اليسير يعبر عنه باليقين وإذا كان لك إمام فيما ذهبت إليه فأخبرنا به وإلا فالرجوع إلى الحق فضيلة وأعلم أن درجات اليقين التي ذكرتها وتفاوته وتفاوت الناس فيه قال به علماء بلغوا الاجتهاد كابن تيمية وابن القيم وغيرهم من علماء الإسلام .
وأما ما ذهبت إليه فلا أعتقد أن لك سلف من أهل العلم المعتبرين في ذلك .

وأعلم أخي أنني لا أريد أن أنتصر لقولي وإنما أريد أن أنتصر للحق حسب ما بان لي ولذلك فقد رجعت عن الخطأ السابق الذي قلت فيه أن اليقين لا يتفاوت بعدما تبين لي الحق وأضحت أنه يتفاوت وليس ذلك من التناقض وإنما هو تصحيح الخطأ .

ابو شفاء
10-18-2004, 06:54 AM
كل عام وانتم بخير
موضوع ممتع وشيق احب ان اقول فيه شيئا ,
اولا : اليقين لا تتفاوت درجاته , فالايمان بالله سبحانه وتعالى يقين ولا يمكن ان يقال ان فلان يقينه بالله نقص لأن ذلك يقود الى الكفر والعياذ بالله.
اما الشك فهو التردد بين امرين على السوية اي بدون مرجح لاحدهما على الاخر "افي الله شك فاطر السماوات والارض"
اما الظن فهو التردد بين امرين بوجود مرجح لاحدهما على الاخر" ان يتبعون الا الظن وان الظن لا يغني من الحق شيئا"
والايمان هو تصديق جازم مطابق للواقع عن دليل
.
اما ما قاله الاخ احمد منصور " لا يوجد علم كامل نوعا وكما" اقول ما العلم العلم اخي " انكشاف الامر على ما هو عليه",
اما قول الله سبحانه وتعالى وما اوتيتم من العلم الا قليلا " فهذا لا يعني ان علمنا فيه شك بل قليل والشك لا علاقة له لا بالقلة ولا بالكثرة وان شئت فلنسم العلم الذي تقصده بالنظر , اما قولك ان "كأنما تنفي اليقين , كأنما هنا الكاف فيها للتشبيه , وليس للشك" كأنما يساقون الى الموت وهم ينظرون" , اما ان الايمان لا يساوي اليقين فقد استدللت عليها , بما لا يقبل " واعبد ربك حتى يأتيك اليقين " فان كان اليقين هو الموت , فما علاقة الايمان بذلك , , اما قولك ان الثقة ظن فكيف تفسر قول الحق" يا ايتها النفس المطمئنة" اليست المطمئنة الواثقة
وكل عام وانتم بخير

أبو عبد الرحمن الشهري
10-18-2004, 08:51 AM
قولك موضوع ممتع وشيق احب ان اقول فيه شيئا ,
اولا : اليقين لا تتفاوت درجاته , فالايمان بالله سبحانه وتعالى يقين ولا يمكن ان يقال ان فلان يقينه بالله نقص لأن ذلك يقود الى الكفر والعياذ بالله
اما ان الايمان لا يساوي اليقين فقد استدللت عليها , بما لا يقبل .


ما رأيك هل الأيمان يزيد وينقص ثم قس عليه اليقين لتعرف أن اليقين يتفاوت

(هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً) (الفتح : 4 )

ولا يمكن أخي أن يكون ما علمته بالخبر مثل ما علمته بمعاينتك له

احمد المنصور
10-19-2004, 10:12 AM
اخى الكريم ابو الشفاء الموضوع كما ذكرت وكذلك كما تفضل الاخ الفاضل ابو مريم من قبل ممتع وشيق. ولكن جميعا وقعنا فى محظور كان قد نبهنا اليه اخونا ابو مريم فقد قال:


على كل حال أرجو أولا أن نعرف اليقين الذى نقصده والتعريف الذى اختاره لليقين هو :............


الا وهو وضع التعريف والاتفاق عليه ومن ثم المناقشة والتحليل. فمثل الاتفاق على ثمن بضاعة دون تعريف البضاعة هو كلعب اليانصيب وهذا فيه باطل.

وانا شخصيا امتنعت عن الاستمرار فى المناقشة لانى شعرت بأن الشيطان – والعياذ بالله - بدأ ينفثُ من خبثه فيما بيننا فقد تغير الحديث من عبادة وتقرب من الله الى تكفير لمؤمن موحد فخشيتُ على من خشيت.

على العموم اذا اردت مواصلة الحديث وستجد لى سعة صدر فى النقاش فستجدنى ان شاء الله من الصابرين. واذكرك ونفسى بقول الحق سبحانه وتعالى: __



بسم الله الرحمن الرحيم
"قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68)" الكهف

ابو شفاء
10-20-2004, 03:54 AM
قولك موضوع ممتع وشيق احب ان اقول فيه شيئا ,
اولا : اليقين لا تتفاوت درجاته , فالايمان بالله سبحانه وتعالى يقين ولا يمكن ان يقال ان فلان يقينه بالله نقص لأن ذلك يقود الى الكفر والعياذ بالله
اما ان الايمان لا يساوي اليقين فقد استدللت عليها , بما لا يقبل .


ما رأيك هل الأيمان يزيد وينقص ثم قس عليه اليقين لتعرف أن اليقين يتفاوت

(هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً) (الفتح : 4 )

ولا يمكن أخي أن يكون ما علمته بالخبر مثل ما علمته بمعاينتك له

اخي ابو عبد الرحمن
اولا القول ممتع وشيق لأنه من الواضيع الاسلامية العميقة . الامر الاخر الذي اود ان اذكر اخواني به انه لا تتسع صدورنا مع الاسف للخلاف ولا بأس من الخلاف , فهو يثري فكر الامة , والامة حتى تكون امة يجب ان تفكر , ولا تفكر كما تشاء نحن جميعا نفكر على اساس الاسلام , ومن حقي ان اعارضك ومن حقك ان تعارضني اما ان يصل الامر الى ان الشيطان ينفث او لا ينفث , فلا اظن ان خلافنا في قضية كهذه , سيفتت من اخوتنا ثم ان الشيطان , لا يملك من الامر شيء" وقال الشيطان لما قضي الامر ان الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان الا ان دعوتكم فاستجبتم لي , فلا تلوموني ولوموا انفسكم .........." وان الاحظ في منتديات المسلمين للاسف سرعة الغضب , ونسبة اي خلاف الى الشيطان , فان يطرح اي من الاخوة قضية فلا بأس ولكن ان يتراجع عنها بحجة الشيطان , فلماذا , لماذا لا نقر بالخطأ ونقول هذا سبب التراجع وانهاء النقاش فهذا اقرب الى الحق , اما سؤالك اخي هل الايمان يزيد وينقص , أقول أصل الايمان لا يزيد ولا ينقض انما مقتضيات الايمان تزيد وتنقص بمعنى ان ايماني بالله سبحانه لا يزيد و لا ينقص اما الحالة ( التي يمونها الروحانية والارتقاء النفسي فتزيد وتنقص ) وقد حصلت مع الصحابة فكان رد الرسول عليه السلام انها لو استمرت لصافحتكم الملائكة في الطرقات.
اخي الكريم
ان من مقتضيات الحوار بين المسلمين سعة الصدر فالخلاف بيننا وارد ولا بأس ولكن على اساس الاسلام , فنحن لا نختلف في عقيدة ولكن نختلف في تعريفات .
وتقبل احترامي

احمد المنصور
10-20-2004, 06:05 AM
الاخ ابو الشفاء هل كلامك موجه لى ام الى ابو عبد الرحمن؟

انا سألتك هل تريد المناقشة (طبعا او اى اخ اخر) ولمحت - للبعض عرضا - انه على المناقش ان يعرف ويعترف بحقوق معارضه فى النقاش.

وحتى لايكون الكلام خطابى فلنبدأ بشئ محدد ولنتحدث عن عالم الشهادة (ونترك الان عالم الغيب الى ما بعد).

وبما اننا نتحدث عن المنظور الملموس المشهود فسافترض الحديث العلمى (وخاصة اننا هنا لمناقشة الملحدين واللادينيين):

قلنا فى سياق الكلام تعريف اليقين حسبما جاء بمختار الصحاح هو "العلم وزوال الشك" وفي لسان العرب "العِلْم وإزاحة الشك". اذًاً دعنا نبحث الاجابة عن بعض الاسئلة.

السؤال الاول:
دعنى نضرب مثل بعوضة او مافوفقها ولتكن التفاحة التى ضرب بها الاخ ابو عبد الرحمن مثل. ودعنى اسأل ماوزن هذه التفاحة (اى تفاحة)؟. اريد الاجابة وزناً يقينأ لا شك فيه. (والشك اقصد به عدم التيقن).

السؤال الثانى:
ما هو نسبة طول محيط الدائرة الى قطرها؟ اريد الاجابة اليقينية وليست تقريبية؟.

السؤال الثالث:
لنفرض انه هناك جسم يغادر الارض بحركة لولبية فأين سيصل عندما ينتهى القطر الى مالانهاية؟ اريد اجابة تصورية ولكن محددة ولك ان تتصور ماتشاء.


وماذا بخصوص مبدأ عدم التيقن لـ Werner Heisenberg فى الميكانيكا الكمية. والاسئلة تطول. ويكفى الاجابة على سؤال واحد من هذه الثلاثة. وبعد الاجابة سنتكلم على بلوغ اليقين الخاص بعالم الغيب.


وانا فى انتظار الرد.

أبو مريم
10-20-2004, 06:24 AM
الإخوة الكرام لقد استفدت من مناقشتكم كثيرا ويكفى أننى كنت أقصر بحثى حول تلك المسالة على اليقين النظرى ثم تبين لى من عرض الأخ أحمد المنصور أن ثم جانبا عمليا قد أغفلته .
أعتقد أنه من الضرورى أن أنقل لكم أقول الأئمة والمفكرين حول تلك المسألة حتى تتضح لنا الأمور وفى جميع الأحوال أرجو أن يستمر النقاش هادئا حتى نصل إلى نتيجة والموضوع فى مجمله لا يمس الاعتقاد والخلاف حول المسالة حتى الآن فى معظمه خلاف لفظى .

احمد المنصور
10-20-2004, 07:57 AM
اخى الفاضل ابو مريم الموضوع له بُعد غاية فى الجمال ولكن لننتظر قليلا حتى يجيبوا الاخوة على الاسئلة وما اظنهم بفاعلين. ويهمنى اقرار المخالفين بذلك حتى ننتقل الى الخطوة الاخرى.

فالذى يدعى اليقين فى الغيب ويستحيل عليه (اقول يستحيل عليه) اليقين فى المشهود يكون غير مُدرك لما يدعى إلا إذا ......................(وهو ما اريد ان اصل اليه).



بسم الله الرحمن الرحيم
"قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68)" الكهف

أبو عبد الرحمن الشهري
10-20-2004, 08:13 AM
أخي المنصور اتضح لي اليقين فلا حاجة لي في الجدل
أخي أبو شفاء الله يقول ويزداد الذين آمنوا إيماناً
وأنت تقول أصل الإيمان لا يزيد ما ضننتك إلا وقاف عند قول الله

وأعلم أخي أن الإيمان عند أهل السنة والجماعة يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان ولكن يظهر أنك غير مطلع على كتب العقائد
فالإيمان عند أهل السنة والجماعة هو " الإقرار بالقلب، والنطق باللسان، والعمل بالجوارح " . فهو يتضمن الأمور الثلاثة :
1 . إقرار بالقلب .
2 . نطق باللسان .
3 . عمل بالجوارح .
وإذا كان كذلك فإنه سوف يزيد وينقص، وذلك لأن الإقرار بالقلب يتفاضل فليس الإقرار بالخبر كالإقرار بالمعاينة، وليس ، ولهذا قال إبراهيم، عليه الصلاة والسلام : ) رب أرني كيف تحيي الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي (. فالإيمان يزيد من حيث إقرار القلب وطمأنينته وسكونه.
وقد جاء في القرآن والسنة- إثبات زيادة الإيمان ونقصانه-قال تعالى:) وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا إيماناً ( .
وقال تعالى : ( وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيماناً فأما الذين آمنوا فزادتهم إيماناً وهم يستبشرون. وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجساً إلى رجسهم وماتوا وهو كافرون) .
وفي الحديث الصحيح عن النبى صلى الله عليه وسلم، قال:"ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن " . فالإيمان إذاً يزيد وينقص .


وأمل من الأخوة عدم الخروج إلى أحاديث جانبية من كان لدية دليل من الكتاب والسنة على ما يقول فليأتي به أو كان له إمام من أهل العلم المعتبرين فليخبرنا به وإلا عد مجادلا بالباطل .

أما أن تفصل الدين وتتكلم في معتقدات قد أسس أهل العلم أصولها وبينوها بيانا شافيا بفهك وما تراه أنت فلن يسمع منك (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) (الإسراء : 36 ).
وعليك باتباع الدليل والعلماء بالدليل (فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) (الأنبياء : 7 )

أبو مريم
10-20-2004, 08:46 AM
يقول إمام الحرمين فى البرهان والغزالى فى المنخول . قال الأئمة رحمهم الله مراتب العلوم في التقسيم الكلي عشر وتلك المراتب على النحو التالى الأولى علم الإنسان بنفسه ويلتحق بذلك علمه بما يجده ضروريا من صفاته كألمه ولذاته والدرجة الثانية تحوي العلوم الضرورية كالعلم باستحالة المستحيلات وهذا دون الدرجة الأولى من حيث إنه يستند العلم فيه إلى فكر في ذوات المتضادات وتضادها والثالثة تجمع العلوم بالمحسوسات وهذه الرتبة دون الثانية لأن الحواس عرضة الآفات والتخييلات والمرتبة الرابعة تحوي العلم بصدق المخبرين تواترا وهذا دون العلم بالمحسوسات ولما يتطرق إلى إخبار المخبرين من إمكان التواطؤ وإن كثر الجمع فلا بد من نوع من الفكر ولذلك ألحق الكعبي هذا القسم بالنظريات والمرتبة الخامسة العلم بالحرف والصناعات وهي محطوطة عما تقدم لما فيها من المعاناة والمقاساة وتوقع الغلطات والمرتبة السادسة في العلوم المستندة إلى قرائن الأحوال كالعلم بخجل الخجل ووجل الوجل وغضب الغضبان وإنما استأخرت هذه المرتبة لتعارض الاحتمالات في محامل الأحوال وخروجها عن الضبط والمرتبة السابعة العلوم الحاصلة بأدلة العقول وهي مستأخرة لا محالة عن الضروريات المذكورة في المراتب السابقة والثامنة العلم بجواز النبوات وابتعاث الرسل وجواز ورود الشرائع والتاسعة في العلم بالمعجزات إذا وقعت والعاشرة في العلم بوقوع السمعيات الكلية ومستندها الكتاب والسنة والإجماع
والخلاف حول هذا الترتيب قد نما بين الأئمة ومما ذكر في هذا إن الحواس على مرتبة واحدة وقيل إن السمع والبصر أقوى ثم قيل إن السمع أقوى من البصر وقيل عكسه وخلافه أيضا وقال القلانسي العقليات أقوى من الحسيات لأنها بعرض لحوق العاهات .
غير أن فى ذلك دليل عل ثبوت مبدأ التفاوت عندهم.
وقد أجاب عنه بعض المتأخرين
قال إمام الحرمين :
والحق عندنا بعيد نازح عن هذه المسالك وما أرى المقسمين بنوا تقاسيمهم إلا على الرضا والقناعة لعقود ظاهره لا تبلغ الثلج ومسلك اليقين ومن أحاط بحقيقة العلم واعتقد العلوم كلها ضرورية لم يتخيل فيها تقديما ولا تأخيرا نعم الطرق إليها قد يتخيل أن فيها ترتيبا في تعرضها للزلل فأما العلوم في نفسها إذا حصلت على حقيقتها فيستحيل اعتقاد ترتيبها.
ويقول الغزالى :
ولتعلم أن العلوم لا تفاوت فيها بعد حصولها وإن دق مدركها ولكن لكل علم مستند من البديهة والضرورة فما قرب من الضرورة كان أجلى وما بعد عنها كان أغمض وإليه الإشارة بهذه المراتب لا إلى التفاوت في نفس العلم
وقال الرازى فى الملخص التفاوت فى العلوم اليقينية غير جائز؛ لأنه إن حصل الاحتمال ولو على أبعد الوجوه لم يحصل اليقين، وإلا لم يحصل التفاوت أصلاً .

د. هشام عزمي
10-20-2004, 09:37 AM
السلام عليكم ،، حواركم شيق يا احبة و لكن من الواضح بكل بساطة أن اليقين يزيد و ينقص .

احمد المنصور
10-20-2004, 10:41 AM
وقال الرازى فى الملخص التفاوت فى العلوم اليقينية غير جائز؛ لأنه إن حصل الاحتمال ولو على أبعد الوجوه لم يحصل اليقين، وإلا لم يحصل التفاوت أصلاً.

وهذا ماقلته بلغة الرياضة وما يعرف بالاثباث عن طريق النفى (واشهر اثباث بهذه الطريقة هو اثباث لانهائية الاعداد الاولية): وكنت كتبته سابقا وللتذكير

ولاثباث ذلك فلنفرض عدم صحة ذلك وان لليقين درجات عليه ستكون الدرجات الاقل اكثر شكً والشك يلغى اليقين. اذاً الفرض خاطئ ويُثبث العكس بنفى الفرض فى اوله.



السلام عليكم ،، حواركم شيق يا احبة و لكن من الواضح بكل بساطة أن اليقين يزيد و ينقص .

كيف يكون يقين ويكون نقاش؟ زادك الله حكمة.

أبو عبد الرحمن الشهري
10-21-2004, 07:51 AM
وقال الرازى فى الملخص التفاوت فى العلوم اليقينية غير جائز؛ لأنه إن حصل الاحتمال ولو على أبعد الوجوه لم يحصل اليقين، وإلا لم يحصل التفاوت أصلاً .

أخي أبا مريم احسبك ممن يبحث عن الحق ويقف عنده وأعلم أخي أن الرازي من أهل الكلام وله شطحات كبيرة لعلة تاب منها ولا يعتد بقوله في العقائد

أنظر ما قاله عنه عنه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى
وأبلغ من ذلك أن منهم من يصنف في دين المشركين والردة عن الإسلام، كما صنف الرازي كتابه في عبادة الكواكب والأصنام، وأقام الأدلة على حسن ذلك ومنفعته ورغب فيه، وهذه ردة عن الإسلام باتفاق المسلمين، وإن كان قد يكون تاب منه وعاد إلى الإسلام‏.‏

وقال في موضع آخر من مجموع الفتاوى
فالفارابي يقول‏:‏ إن خاصة النبوة جودة تخييل الأمور المعقولة في الصور المحسوسة أو نحو هذه العبارة‏.‏
وابن سينا يذكر هذا المعنى في مواضع، ويقول‏:‏ ما كان يمكن موسى بن عمران مع أولئك العبرانيين، ولا يمكن محمد مع أولئك العرب الجفاة، أن يبينا لهم الحقائق على ما هي عليه، فإنهم كانوا يعجزون عن فهم ذلك، وإن فهموه على ما هو عليه انحلت عزماتهم عن اتباعه؛ لأنهم لايرون فيه من العلم ما يقتضي العمل‏.‏
وهذا المعنى يوجد في كلام أبي حامد الغزالي وأمثاله، ومن بعده طائفة منه في الإحياء وغير الإحياء، وكذلك في كلام الرازي‏.‏

وهذا تعليق من الشيخ عبد الكريم الخضير على تفسير الرازي تجده في ملتقى أهل الحديث

هناك تفسير الرازي ويسمى " التفسير الكبير " للفخر الرازي وهذا التفسير طالب العلم المبتدئ والمتوسط الذي لم يتأهل للنقد لا ينبغي أن ينظر فيه البته , لأن مؤلفه بارع قد يمرر كثير من الشبه على آحاد المتعلمين , بل قد لا يدرك بعض المتأهلين بعض الشبه والسياقات التي يسوقها في تقرير بعض الشبه . واتهم في ذلك , حتى قيل إنه يسوق الشبه نقداً ويجيب عنها نسيئة , يضعف عند ردها . هناك شبه لا يرتضيها وليست من مذهبه يعني أعظم من مذهبه , فوق مذهبه , ثم بعد ذلك يسوقها ويجليها بقوة ثم يضعف عن ردها , ولذا لا ينصح طالب العلم بقراءة هذا التفسير حتى يتأهل . أما إذا تأهل فالتفسير فيه فوائد وقـــد قـــيل فيه : إن فيه كل شيء غير التفسير, لكن هذا جور , ففيه تفسير .



والرازي وهو من كبراء علماء الكلام يقول:

نهايــة إقدام العقـول عقـال *********** وأكثر سعي العالمين ضـلال

وأرواحنا في وحشة من جسومنا ****** وغاية دنيانــا أذى ووبـال

ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا ****** سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا

ثم يقول: "لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية، فما رأيتها تشفي عليلاً ولا تروي غليلاً، ووجدت أقرب الطرق طريقة القرآن، أقرأ في الإثبات: ]الرحمن على العرش استوى[ [طه: 5] ]إليه يصعد الكلم الطيب[ [الشورى: 11]، ]ولا يحيطون به علما[ [طه: 110]، ومن جرب مثل تجربتي، عرف مثل معرفتي" أهؤلاء نقول: إن طريقتهم أعلم وأحكم؟!

الذي يقول: "إني أتمنى أن أموت على عقيدة عجائز نيسابور" والعجائز من عوام الناس، يتمنى أن يعود إلى الأميات! هل يقال: إنه أعلم وأحكم؟!

ابن القيم
10-21-2004, 08:42 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الواجب علينا رد هذه المسألة الى كتاب الله وسنته واجماع العلماء .. وأرى ان الاخ عبد الرحمن الشهرى قد فعل هذا حتى يحسم الخلاف .. وخيراً فعل .

فاليقين فرع عن الإيمان والإيمان يزيد وينقص إذن فاليقين يتفاوت بكل بساطة .. فالذين ينفون زيادة اليقين هم المرجئة والجبرية .. ويخالفون كتاب الله وسنة النبى واجماع العلماء .. وقد أورد الاخ أبو عبد الرحمن ما يثبت هذا وهناك المزيد .

اما ما دون ذلك من كلام فهو فلسفة كلامية ولا حاجة لنا به الان .

ملحوظة : أنا لا اقصد أى إسائة بالنسبة لإخواننا أو حتى اثير الشحناء بيننا ولكنى أوضح فقط هذه الجزئية .

والله اعلى واعلم

احمد المنصور
10-21-2004, 08:13 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخ الكريم ابن القيم


فاليقين فرع عن الإيمان والإيمان يزيد وينقص إذن فاليقين يتفاوت بكل بساطة


انا اوافقك بخصوص والإيمان يزيد وينقص , ولكن ما الدليل على ان اليقين فرع عن الإيمان؟ وليس العكس مثلا. فأنت اجتزت الدليل بالفاء وكأن هذا يكفى. ومن هنا وصلت الى "بكل بساطة". لاحظ مثلا فيما سبق ذكره ان البعض قد سوى ما بين الايمان واليقين فاستدل بالايات الايمانية على اليقين. _


المشكلة التى ارى انها تغيب عن بعض الاخوة هو ان الااقرار ببلوغ اليقين فيه طعن للدين لان هذا يتنافى مع العلم الحديث. وعليه وجب تحقيق الامر.

انا اظن ان هناك التباس فاليقين (البشري) هو "الايمان" ويقين البشر دون اليقين "المطلق" فاليقين خاص بالله دون سواه ولايمكن لمخلوق ان يصل لليقين بدون امر الله.

تتدبر معى الاية الكريمة
"وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِين" _
ولاحظ كلمة "حتى يأتيك" هل هى "حتى تصل" "حتى تبلغ" ولو تتدبرت ايها الاخ الكريم اكثر فستصل الى نتائج ايمانية اخرى وكما قلت والإيمان يزيد وينقص . _

اما ما دون ذلك من كلام فهو فلسفة كلامية ولا حاجة لنا به الان

طبعا هذا راى شخصى جدا. وعليك ان تقول لاخواننا المشرفين على المنتدى انه لاداعى لنقاش الملحدين فهذه فلسفة كلامية. والا بماذا ستجيب على ملحد ان سألك السؤال الاتى:

انتم المسلمون تقولون بانه يمكن بلوغ اليقين والعلم (الفيزياء وحتى الرياضيات) ينفى ذلك مما فيه الاثباث الكافى على ان دينكم دينكم دين جهل. فبماذا ستجيبه ياسيد؟؟؟؟.



لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِير

أبو مريم
10-22-2004, 02:01 AM
الإخوة الكرام الأخ أبو عبد الرحمن الشهرى لا أدرى كيف ألحقت تلك المسألة بمسائل العقائد ولم يناقشها الأئمة كابن تيمية وابن القيم فى كتب العقائد بل فى كتب الرد على المنطق ..
لا نريد أن نخرج بالموضوع عن حدوده ونحمل الأمور ما لا تحتمل فنحن نتحدث عن المقدمات العقلية وما ينبنى عليها بالقياس وطرق الاستدلال من نتائج نظرية فحسب أما عن اليقين الذى هو ما وقر فى القلب من إيمان بالغيب ويزيد بالطاعة وينقص بالمعصية فله منهج آخر يتضاءل أمامه منهج العقل بل وقد ذكر الرازى فى وصيته أن العقل يتلاشى ويضمحل فى تلك المضايق وشكك فى جدوى النظر العقلى فى تحقيق الإيمان وذكر غيره أن طريق العقل فى مسائل الإيمان من أضعف الطرق واإيمان المستفاد منه ومشرف على التزاول لأقل شبهة وأنه مقصور على مداواة مرضى القلوب وإفحام نوابغ المبتدعة ..
اعلم أخى الكريم أننى لا أستدل فى مسائل الاعتقاد بأقول الرازى أو الغزالى أو إمام الحرمين وعلى كل حال فبالنسبة للرازى صاحب المحصول فله مصنفات لم يؤلف مثلها فى الأصول الشافعية وهو الملقب عندهم بالإمام ومنهجه فى الأصول أبعد ما يكون عن الانحراف وأقرب ما يكون لمنهج الشافعى رحمه الله تعالى والحديث عن فخر الدين الرازى لا ينتهى ولا ينبغى أن نخوض فيه هنا وقد تاب الله على الرجل نحسبه كذلك كما يتضح لنا من وصيته وهى موجودة فى كتاب عيون الأنباء فى طبقات الأطباء فلعل الله ييسر لنا بنقلها فهى مفيدة جدا ودعوة للتأمل لمن يدعون السعى وراء العقل وهم أضل الناس سعيا وأقلهم عقلا .
على العموم أرجو أن ننأى بالموضوع عن العقيدة فلم يكن ذلك هو مقصدى وليس هنا محل الخلاف حول العقيدة ..
بارك الله فيكم جميعا ونفعنا بعلمكم .

حازم
08-05-2005, 07:36 PM
يرفع الموضوع لمزيد من الطرح والنقاش خاصة مع انضمام اسود جدد لقسم العقيدة

أميرة الجلباب
09-10-2005, 10:32 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...

أرى أن القضية المطروحة للنقاش وهى: (هل تتفاوت درجات اليقين) ينبغى أن تدخل ضمن مسائل العقيدة وهى ليست قضية عقلية فلسفية كلامية بحتة، و لاينبغى أن يتم نقاشها من هذه الناحية فحسب، وذلك لما يلي:

1- إن الخوض فى المسائل العقدية وعلم التوحيد بطريقة المتكلمين والمناطقة ـ كما هو معلوم ـ وبال وبلاء وحيرة، ولا حاجة لنا بذلك فى هذا الموضع، فنحن هنا لا نناقش ملحدين.. ولا أظن أن النقاش من خلال هذا الطريق سيصل بنا إلى نتيجة أبدًا.

2- لا يمكن أن تبنى مسائل العقائد على المنطق الرياضى أو المنطق اليونانى الذي يعامل المسائل بالطريقة الرياضية والمقدمات والنتائج، ذلك أنه مبنى على تحويل الكلام واستعمال ألفاظ موهمة، وكلمات مجملة إثباتًا ونفيًا وغيره .

2- لماذا ينبغى نقاشها من ناحية العقيدة ؟

بالإضافة إلى ما سبق ؛ فإن لفظ "اليقين" ورد بمشتقاته فى القرآن الكريم فى مواضع كثيرة، كما أن له علاقة وثيقة بمسائل الإيمان والدين .
فإن معنى "قول القلب" فى مسائل الإيمان والدين هو:إعتقاده وتصديقه ويقينـــه والعلم الذي يوجد به.

والقاعدتان المستنبطتان من الكتاب والسنة والتى تميز بهما أهل السنة والجماعة هما :
1- الإيمان قول وعمل .
2- أنه يزيد وينقص.

فالقاعدة الأولى" الإيمان قول وعمل " تشمل أربعة أجزاء أو أقسام كلها داخلة فى حقيقة الإيمان وهى:
1- قول القلب.
2- عمل القلب .
3- قول اللسان .
4- عمل اللسان والجوارح.

وكل جزء من هذه الأجزاء الأربعة يزيد وينقص.
يعنى أن "قول القلب" الذي هو إعتقاده وتصديقه ويقينه، يزيد وينقص وهذه الزيادة والنقصان تكون بطريقتين:
أ- بالكمية.
ب- وبالكيفية.

وفى هذا الدرس القيم:

http://www.islamway.net/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=34514&scholar_id=96&series_id=1914

بين الشيخ حفظه الله - أثناء شرحه أن أول درجة من درجات التصديق (والتى هى أصل قول القلب بالكيفية) هى زوال الشك ، وتتفاوت بعدها الدرجات فهناك الإيمان الناقص والإيمان الواجب والإيمان المستحب..

وبين كذلك الفرق بين الشك والتكذيب، والفرق بين الشك والوسوسة..

وبين كيف أن درجات اليقين تتفاوت فهناك مقام الصديقية الذي لا تأتيه وساوس أصلا، ثم درجات يقين أعلى من الصديقية وهى التى سألها سيدنا إبراهيم عليه السلام ، فهو كان مؤمن وموقن ومصدق وليس عنده شك أبدا أى عنده "علم اليقين"، ولكنه كان يريد أن يرى بعينه إحياء الموتى لأن عين اليقين أكمل من علم اليقين، وكذلك سيدنا موسى عليه السلام كان يعلم بإخبار الله تعالى له بأن قومه قد فتنوا فرجع حزين؛ أى أنه كان مصدق تمام التصديق بخبر الله عز وجل وليس عنده وسوسة مطلقًا لكنه لما رآهم بعينه ألقى الألواح .

فالرجاء الإستماع لهذا الدرس الهام جدًا وتدوينه ... والله تبارك وتعالى ولى التوفيق.

د. هشام عزمي
09-16-2005, 03:27 AM
من شرح كتاب الإيمان ص19-20
و هو قطعة من شرح الحافظ ابن رجب الحنبلي
على صحيح البخاري
من منشورات دار الحرمين - القاهرة

قال البخاري :
(( وقال ابن مسعود : اليقين : الإيمان كله )) .

هذا الأثر : رواه الأعمش ، عن أبي ظبيان ، عن علقمة ، عن ابن مسعود ([24]) . واليقين : هو العلم الحاصل للقلب بعد النظر والاستدلال ، فيوجب قوة التصديق حتى ينفي الريب ويوجب طمأنينة القلب بالإيمان وسكونه وارتياحه به، وقد جعله ابن مسعود الإيمان كله . وكذا قال الشعبي – أيضا .

وهذا مما يتعلق به من يقول : إن الإيمان مجرد التصديق ([25]) ، حيث جعل اليقين : الإيمان كله ، فحصره في اليقين ، ولكن لم يرد ابن مسعود أن ينفي الأعمال من الإيمان ، إنما مراده : أن اليقين هو أصل الإيمان كله ، فإذا أيقن القلب بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر انبعثت الجوارح كلها للاستعداد للقاء الله تعالى بالأعمال الصالحة فنشأ ذلك كله عن اليقين .

قال الحسن البصري : ما طلبت الجنة إلا باليقين ولا هرب من النار إلا باليقين ، ولا أديت الفرائض إلا باليقين ، ولا صبر على الحق إلا باليقين ([26]) . وقال سفيان الثوري : لو أن اليقين وقع في القلب كما ينبغي لطارت القلوب اشتياقا إلى الجنة وخوفا من النار ([27]) .

ويذكر عن لقمان قال : العمل لا يستطاع إلا باليقين ، ومن يضعف يقينه يضعف عمله ([28]). قال عبد الله بن عكيم : سمعت ابن مسعود يقول في دعائه : اللهم زدنا إيمانا ويقينا وفهما . ا.هـ.

([24]) أخرجه البيهقي في " الزهد " (ص/361) مرفوعا ، ثم أورد الموقوف : وقال : " هذا هو الصواب موقوف " وأخرجه الخطيب مرفوعا في " التاريخ " (13/226) ، " وأشار" في " الحلية " )5/34) إلي إعلاله ورجح الحافظ وقفه في " التغليق " (2/21-22) .
([25]) أشار إلى هذا الموضع وما قبله (ص94) عند شرحه للحديث رقم : (22) .
([26]) " اليقين " لابن أبي الدنيا (ص: 102) .
([27]) " الحلية " (7/17) .
([28]) " اليقين " لابن أبي الدنيا (ص: 116) .

أبو مريم
09-20-2005, 09:53 PM
شكرا للأخت أميرة الجلباب وللأخ الدكتور هشام عزمى على هذه الإفادة والموضوع لم ينته بعد ولا زال هناك خلط يجب إزالته خاصة بين اليقين الذى بمعنى الاعتقاد الجازم عن دليل أو ضرورة ، وبين اليقين الذى هو منزلة من منازل السائرين إلى الله تعالى ومنه ما ورد فى مسند الشهاب عن بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن الله بقسطه وعدله جعل الروح والفرح في اليقين والرضا وجعل الهم والحزن في الشك والسخط .
ومنه ما رواه الحاكم عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له ان استطعت ان تعمل لله بالصبر مع اليقين فافعل فإن لم تستطع فإن في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا
ومنه ما رواه الطبرانى فى الأوسط عن أبى هريرة :radia: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أخاف على أمتي إلا ضعف اليقين .

فيصل...
11-06-2005, 07:18 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

اسمحوا لي ان أدلوا بدلوي يا أخوان،

بعض المسلمين في قديم الزمان وحاضره يظن ان الإيمان في القلب وهو التصديق المجرد عندهم لا يزيد ولا ينقص لأنه إن نقص كان شكاً وكفرا فهو شيء واحد إن ذهب ذهب كله ولا يتصور زيادته-اعني هذا التصديق المجرد- وتأولوا ما جاء في الكتاب والسنة وقد رد عليهم ابن تيميه ردوداً كثيرة ومشهورة رحمه الله كما في الإيمان الكبير وغيره والعلماء قبله أيضاً كتبوا ردوداً كثيرة.

والعجيب أن بعضهم يقول لا تفاضل في التصديق وإنما التفاضل في اليقين!! كما ذكر ذلك القاري رحمه الله في شرح الفقه الأكبر وهو منسوب لأبي حنيفة رحمه الله ص70 وقد رد على هذا القول الحليمي رحمه الله في منهاجه 1/55

وبعكس المشهور عنهم -أي الأشاعرة- والذي نصره كثير من أئمتهم كالباقلاني والجويني فالذي عليه كثير من محققي الأشاعرة أن نفس التصديق المجرد يقبل التفاوت فيزيد وينقص كما في المواقف 388 وشرحها 8/331 وشرح الجوهرة 56 وطبقات الشافعية 1/131 وغيرها.

يقول النووي رحمه الله: ((الأظهر والله اعلم أن نفس التصديق يزيد بكثرة النظر ، وتظاهر الأدلة ، ولهذا يكون إيمان الصديقين أقوى من إيمان غيرهم ، بحيث لا تعتريهم الشبه ولا يتزلل إيمانهم بعارض...ولا يتشكك عاقل في ان نفس تصديق أبي بكر رضي الله عنه لا يساويه تصديق آحاد الناس...))شرح مسلم 1/148-149

وهذه حقيقة لا أرى أن يشكك فيها فتصديق الملائكة والانبياء أقوى بالطبع من تصديق آحاد الناس وهذا صرح به بعض الأشاعرة كما ذكرنا من قبل والحنفية كالقاري في شرحه على الفقه الأكبر ص127 والألوسي في روح المعاني 9/167 .

الآن قد يقال ما الرابط بين اليقين والتصديق ، أقول اليقين تصديق أصلاً وقد يقال أنه مرتبه من مراتب التصديق فقد عرفوه بأنه التصديق الجازم الذي تستقر معه النفس كما في المفردات ص552 والمعجم الفلسفي ص216 والمعجم الوسيط ص1066 وقريب منه التعريفات ص259 وهو قريب مما عرفه أخونا الفاضل أبو مريم فكما قال هو الاعتقاد الجازم عن دليل أو ضرورة ولا أظنه يخالف التعريف الذي ذكرناه فهو متوافق معه.

والحق يا اخوة ما وافق الأثر وقد جاء عن ابن مسعود رضي الله عنه في دعائة : ((اللهم زدني إيماناً ويقيناً وفقهاً)) وقد رواه عبد الله في السنة والآجري في الشريعة واللالكائي وقال ابن حجر إسناده صحيح وهناك آثار كثيرة لسعيد بن جبير والضحاك وقتادة رحمهم الله في هذا.

والحقيقة أعلم أن الشبهات كثيرة في هذا الموضوع ومستعد أن أجيب على ما أستطيع لأني أعلم أن الاخوة طالبي حق لا يتعصبون لفرقة ولا طائفة إلا الحق ونحن معهم والله حسيبنا

لذا أريد ان أسأل الأخ أبو مريم هذه الأسئلة:

1- هل ترى ان التصديق يتفاوت ؟
2- ما تعريف التصديق ؟
3-إن كنت تقبل تفاوت التصديق المجرد فلما لا تقبل تفاوت اليقين ((أبسط أدلتك الأقوى فالأقوى))
4- تعريف اليقين الذى تعتقد أنه منزلة من منازل السائرين إلى الله تعالى ولماذا يقبل هذا الزيادة والنقصان يعني ما دليلك من القرآن والسنة؟

والله تعالى أعلم.

الفرصة الأخيرة
11-06-2005, 01:36 PM
(قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئنَّ قلبي)
الأيمان الذي بمعنى اليقين هنا حاصلٌ لكن المطلوب (ليطمئن قلبي) يعني يزداد يقينًا إلى يقينه.

كأننا نقول: ألا تصدق (يعني ألا تشك)؟ فيرد علينا القائل بقوله: أصدق (أتيقن) ولكني أحتاج لمزيد تصديق (يقين).

أحيانًا نحتاج إلى الرجوع للفطرة وفهم الأمور بفهم العجائز... وتلك الفرصة الأخيرة.



دكتور هشام عزمي: شكرا ثم شكرا على ما نقلتَه من كتاب ابن رجب رحمه الله.
وشكرا للجميع على الإفادة.

فيصل...
11-07-2005, 06:27 AM
وللفائدة فقد أشتريت اليوم تفسير الإمام الحافظ القصاب(ت:360) المسمى (نكت القرآن) --والقصاب رحمه الله سلفي العقيدة مجاهد بالسيف سمي بالقصاب لكثرة ما قتل من الكفار في مغازية وترجمته عاطرة تجدها في تذكرة الحفاظ والسير وغيرها كثير عليه سحائب الرحمة والمغفرة-- وقد تصفحته ووجدت بصدفة قدرها الله كلاماً يتعلق بهذا الموضوع

قال الإمام عند الكلام على المرجئة-يقصد مرجئة الفقهاء-: ((...أنهم يفرقون بين الإيمان واليقين فيزعمون أن اليقين خلاف الإيمان حتى انهم ليتأولون قوله في سورة المدثر: ((ويزداد الذين ءامنوا إيمانا)) أي يزدادون يقينا ، فراراً من لزوم الحجة لهم في زيادة الإيمان وأرى الله تبارك وتعالى قد سمى الإيمان بالآخرة يقيناً بقوله قبل هذه الآية : ((والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ)) الخ..)) الجزء الأول صفحة92.

وقد قال المحقق في الحاشية عن هذا القول: أشار أبو عبيد في كتاب الإيمان 73,74 إلى هذا القول ورد عليه . وممن فسر زيادة الإيمان في هذه الآية بأنه اليقين أبو السعود محمد العمادي الحنفي في تفسيره ((إرشاد العقل السليم)) 2/463 حقال عند قوله تعالى في سورة الأنفال : ((زادتهم إيمانا)): أي يقيناً وطمأنينة نفس ، فإن تظاهر الأدلة وتعاضد الحجج والبراهين موجب لزيادة الإطمئنان وقوة اليقين.وقال محمد نووي الجاوي صاحب تفسير المنير لمعالم التنزيل 1/314 عند نفس الآية: أي يقيناً بقوله الله. أ.هـ

حازم
10-26-2007, 04:18 PM
للرفع

متروي
10-29-2007, 12:40 PM
-- السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و بعد :
- يظهر لي ان المشكلة كلها في تعريف اليقين و بتعريفه يزول كل اشكال ان شاء الله .
- اولا تصور ان الشك من اليقين من أعجب العجب اذ كيف يجتمع النقيضان ؟؟؟؟؟؟؟
- ثانيا الذي أراه أن اليقين هو الخبر الصادق الحق الذي لا مرية فيه و لا شك و لا ريب .
- ثالثا هذا اليقين هو الذي فيه تفاوت و ليس الظن الغالب الذي فيه بعض الشك و لأبين ذلك اضرب بعض الامثلة فنحن مثلا نعتبر الجنة و النار خبر صادق حق لا مرية فيه و لا شك و لا ريب و نعتقد بوجودها اعتقادا جازما مطلقا و الذي يشك طرفة عين في وجودها ليس له يقينا مطلقا انما لم يخرج بعد من مسمى الشك الى مسمى اليقين و الشك أنواع و اليقين أنواع و لا يتداخلان و انما لكل منهما حدود منفصلة عن الاخر نأتي الان الى قصة موسى و الالواح فموسى عليه السلام لا يقول احد انه ليس له يقين مطلق في كلام الله و لكن القاءه للالواح لا يعني ازدياد يقين و انما يعني ادراك يقين اي ادراك كيفية ذلك اليقين و هو ما ينطبق ايضا على ابراهيم عليه السلام حين سأل ربه ان يريه كيف يحي الموتى فابراهيم نبي يوحى اليه و نجاه الله من النار فسؤاله ليس ليؤمن به لأنه رسول اصلا بل ليدرك ذلك اليقين على صورته لا على وجوده و نحن نؤمن بوجود الجنة ايمانا مطلقا لكن كيفية الجنة و كيفية كل الغيبيات هذا ما لا نعرفه و لا علاقة لجهلنا باليقين و الشك انما جهل كيفية و أضرب مثلا أخر أوضح بيانا مسألة الدجال فنحن نؤمن ايمانا مطلقا بأنه سيوجد لكن المسلمون الذي سيعاصرونه اكثر ادراكا منا لحقيقته و ليسوا اكثر منا يقينا في وجوده .
- اذا خلاصة القول ان الشك و اليقين لا يلتقيان و ان ادراك حقيقة الشيء لا علاقة له باليقين و الشك .