المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فوائد من بيان تلبيس الجهمية(4)



أبو معاوية غالب
06-23-2009, 08:01 AM
الرد على احتجاج المفوضة بالحروف المقطعة
بسم الله الرحمن الرحيم
قال شيخ الإسلام في "بيان تلبيس الجهمية:" طبعة مجمع الملك فهد 8/ ص 322:
" وأما احتجاجهم بالحروف المقطعة ، فعنه أجوبة :
أحدها : أن هذه ليست كلاما منظوما ، فلا يدخل في مسمى الآيات ، وعامة الناس أهل مكة ، والمدينة والبصرة لا يعدون ذلك آية ، ولكن الكوفيون يعدونها آية ، وبكل حال فهي : أسماء حروف ينطق بها غير معربة ، مثل ما ينطق بألف ، با ، تا ، وبأسماء العدد واحد ، اثنان ، ثلاثة ، والذي يتبين به المعنى بعد العقد ، والتركيب ، بتقدير أن لا يكون لهذه معنى يفهم ، لا يلزم أن لا يكون للكلام المؤلف المنظوم الذي هو جملة اسمية ، أو فعلية معنى يفهم ، ولكن على هذا التقدير يكون قد أنزلت هذه الحروف بحكم أخرى غير الخطاب .

الجواب الثاني : أن السلف قد تكلموا في معانيها ، وكلامهم في ذلك كثير مشهور عن ابن عباس ، وغيره وبسطه هنا .
فتارة يقولون : كل حرف يدل على اسم من أسماء الله تعالى .
وتارة يجعلون كل حرف من لفظ ، والمجموع جملة ، كما روى أبو الضحى عن ابن عباس : {الم} إني أنا الله أعلم . وتارة يجعلون اسم الله من عدة حروف ، كقول من قال : {الر}و{حم}و{ن}هو اسمه الرحمن .
ومنهم من قال : تدل على أسمائه وصفاته مثل آلائه ، ونعمائه ، ومنهم من قال : هي أسماء القرآن .
ومنهم من قال : فواتح يفتتح بها القرآن .
ومنهم من يجعلها : تدل على ذلك كله ، كما رواه الربيع بن أنس عن أبي العالية في قوله تعالى : {الم} قال : "هذه الحروف الثلاثة من التسعة والعشرين ، أحرف دارت فيها الألسن كلها ليس منها حرف إلا وهو مفتاح اسم من أسمائه وليس منها حرف إلا وهو من آلائه وبلائه وليس منها حرف إلا وهو في مدة قوم وآجالهم ".
وقال عيسى ابن مريم ، وعجب فقال : وأعجب أنهم ينطقون بأسمائه ويعيشون في رزقه فكيف يكفرون ؟ فالألف مفتاح اسم الله ، واللام مفتاح اسمه لطيف ، والميم مفتاح اسمه مجيد ، والألف آلاء الله ، واللام لطف الله ، والميم مجد الله ، فالألف ستة ، واللام ثلاثون ، والميم أربعون "
وعن مقاتل بن حيان في قوله - تعالى- : { وأخر متشابهات} قال : " يعني فيما بلغنا : {الم } و{المص} و{المر}فهؤلاء الأربع المتشابهات {فأما الذين في قلوبهم زيغ}يعني حيي بن أخطب ، وأصحابه من اليهود ، يتبعون ما تشابه منه {ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله } قال : ابتغاء ما يكون ، وكم يكون .. قال : { وما يعلم تأويله} كم يكون {إلا الله } .

الجواب الثالث : أن يقال : نحن نسلم أن كثيرا من الناس أو أكثرهم لا يعرفون معنى كثير من القرآن : فإذا قيل : إن أكثر الناس لا يعرفون معنى حروف الهجاء التي في أوائل السور ، فهذا صحيح لا نزاع فيه ، وإن قيل : إن أحدا من الناس لا يعرف ذلك ، وأن الرسول نفسه لم يكن يعرف ذلك ، فمن أين لهم هذا ؟ فهذا النفي لا بد له من دليل" .انتهى كلام شيخ الإسلام عليه سحائب الرحمة والرضوان .
انتقاه أبو معاوية غالب الساقي المشرف على موقع روضة السلفيين www.salafien.com