mhd_siam
06-27-2009, 11:42 AM
الإسلام في طاجيكستان بين السلفية والاعتدال
27.06.2009
http://rtarabic.com/images/photo/orig/d28/335.jpg
مظاهر الصحوة الاسلامية في طاجيكستان جلية في السنوات الاخيرة، خاصة في صلاة يوم الجمعة. والفضل في ذلك يعود الى الدولة التي تتبع سياسة ذكية، فهي لا تعرقل ممارسة الشعائر والطقوس الدينية".
المسجد الجامع بالعاصمة دوشنبه. فناء وحرم المسجد يغصان بالمصلين. هنا وجدنا كبارا وصغارا، ملتحين وبغير لحى، أغنياء وفقراء، مدنيين وعسكريين. في صلاة الجمعة الكل سواسية امام الخالق.
قال حمد الله رحيم زاده إمام المسجد الجامع "المسلمون في طاجيكستان، والحمد لله، يتمتعون بحرية تامة في اداء فرائضهم. اعضاء الحكومة في بلادنا من المسلمين. وبفضل هذه الحرية فان كافة المساجد تعمل بشكل طبيعي، ولدينا مدارس وكليات اسلامية ترعاها وتمولها الدولة، كما تنظم سنويا مسابقة لحفظة القرآن".
لكن ما لفت نظرنا نفر من الشبان الملتحين الذين يكبرون برفع اليدين. صورة لم تكن مألوفة من قبل في المشهد الاسلامي الطاجيكي. المعروف ان مسلمي طاجيكستان يتبعون منذ قرون المذهب السني الحنفي. أي مذهب يتبع هؤلاء الشبان اذن؟
قال حمد الله رحيم زاده إمام المسجد الجامع "كما تعلمون فان 90%من الطاجيك هم من السنة الحنفيين. وبالفعل فقد ظهر عندنا في الاونة الاخيرة اشخاص يسمون انفسهم سلفيين. وفي اعتقادي فان هؤلاء ليسوا حريصين على نقاء الاسلام كما يدعون، انهم يبتغون اهدافا معينة، ومن بين هذه الاهداف زرع بذور الشقاق والتفرقة بين المسلمين. ثمة من يمول هذه ***ة لاغراض سياسية".
ما سبب ظهور السلفيين في طاجكستان اذن؟ الا ترى الدولة خطرا في نشاطهم على الوفاق الوطني الهش في البلاد؟ ولم لا تدعم الدولة الاسلام المعتدل؟
قال "رئيس حزب النهضة الاسلامي، محيى الدين كبيري " للاسف نحن نلاحظ هذه الموجة من التيارات الدينية المتنوعة في طاجكستان ايضا. أنني أعتبر هذه الظاهرة أمرا طبيعيا. تصوروا أن الاسلام المعتدل لا يملك فرصا للتطور والنهضة. لكن من يمثل الاسلام المعتدل في طاجستان؟ الادارة الدينية الرسمية، المدارس والكليات والمراكز الاسلامية المرخص بها، وبالطبع نحن في حزب النهضة الاسلامي. علاقاتنا مع الدولة يمكن ان أصفها باللاحرب واللاسلم. هذا الواقع الذي فرضته السلطة أفضل هدية للجماعات والتيارات الدينية الراديكالية التي تنشط بشكل شبه سري".
ولكن كيف استطاع السلفيون تكوين قاعدة شعبية، تعتمد اساسا على الشباب؟ ومن يمول نشاط هؤلاء؟ في طاجكستان قال لنا الكثيرون إن السلفيين يتبعون اسلوب البناء الهرمي لتجنيد الشباب. وبموجب هذه الروايات فان كل عضو جديد يتلقى الفا ومتئي دولار، وكل من يكسب عضوا جديدا الى التنظيم يتلقى اربعمئة دولار. وهلمجرا.
قال رئيس حزب النهضة الاسلامي، محيى الدين كبيري " بفعل التضييق على نشاط الاسلام المعتدل، نشأ في المجتمع فراغ ما لبث أن شغله ممثلو هذه التيارات. انهم يتمتعون بامكانيات مالية جيدة، حيث يطبعون نشراتهم في الخارج ويوزعونها مجانا. اما الشبان الذين يبحثون عن الذات وعن مكان لهم في الحياة السياسية والاقتصادية ولا يجدون شيئا يصبحون لقمة سائغة لهذه ***ات الراديكالية. فهذه ***ات تمنح معونة مالية لمنتسبيها وتعدهم بدولة الخلافة التي يسود فيها العدل والرخاء".
دقعت ال *** الاقتصادية المتردية في طاجيكستان بعشرات الالاف من الطاجيك الى مغادرة البلاد بحثا عن فرص للعمل. القسم الاكبر من العمالة المهاجرة يكدح في روسيا. اما من لم يغادر فليس أمامه خيارات كثيرة.
أحمد، الذي تخرج في كلية "علوم القرآن" بجامعة الازهر، "واحد من مئات وربما الاف الشبان الذين يبحثون عن فرصة في الحياة".
يدير السلفيون في سوق المال الطاجيكية قسما كبيرا من مكاتب الصرافة. الاموال التي يحصلون عليها من هذا النشاط والتبرعات تكفي لكسب المزيد والمزيد من الشباب الطاجيكي.
ليس بالامر اليسير أن تتحدث مع اتباع التيار السلفي، لا سيما اذا كان هؤلاء من الدعويين. السلفيون ينفون انهم يمارسون نشاطهم في السر، لكنهم يرفضون الظهور امام الكاميرا. محمد، الذي تلقى علوم الدين في باكستان، أحد الناشطين الذي قبل الحديث الينا، شريطة الا يظهر في الصورة، لان الاسلام في رأيه يحرم تصوير المخلوقات. ومع ذلك فان محمد يدعي أن السلفيين يمارسون نشاطهم علنا.
قال الناشط السلفي محمد "الحمد لله عندنا ممارسة بشكل علني، ويمكن ان تزور المساجد، ترى الناس كيف يصلون في المساجد، السلفيون كيف يصلون، كما عندهم، كما في منهجهم، اي يتبعون الاحاديث الصحيحة ويمكن يرفعوا ايديهم، مع ان الناس هناك معظمهم من اتباع مذهب الحنفية، ولكن السلفية كيف يصلون ويرفعون ايديهم قبل التكبير وبعد التكبير والركوع، ويؤمنون جهرا".
أهل السلف في طاجيكستان يقولون أنهم بعيدون عن السياسة وان هدفهم يكمن في دعوة الناس الى الاسلام الصحيح، وتجنب البدع والخرافات.
قال الناشط السلفي محمد " الحمد لله من يريد يتبع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم المجال واسع عندنا ومفتوح والطرق موجودة المهم التبليغ، تبليغ المنهج الصحيح وانت تعرف المنهج الصحيح الذي وضعه السلف عندنا هذه الايام هو منهج التربية والتصفية، نحن نريد ان نربي الشباب في هذا الدين ونصفي كتبنا من الخرافات ومن البدع ومن الاشياء التي دخلت بعد القرون المفضلة".
بيد أن للمعتدلين رأيا آخر. قال محيى الدين كبيري رئيس حزب النهضة الاسلامي"رموز هذه ***ات يقولون علنا إن حزب النهضة الاسلامي خصمهم الوحيد وإنهم بعيدون عن السياسية. هذا الطرح يحلو للسلطة التي تؤمن بمعادلة "عدو عدوي صديقي"، حتى ان بعض منظري النخبة الحاكمة يرون في هذه ***ات حليفا في الحرب علينا. لكن تجارب بعض الدول اثبتت بطلان هذه المعادلة. فكلنا نعرف أن مثل هذه ***ات تحول الى منظمات أرهابية انقلبت على رعاتها، كما هو الحال مع القاعدة".
لم يمض سوى عقد من الزمن على تحقيق المصالحة الوطنية التي وضعت حدا للحرب الاهلية في طاجستان. لكن هذا السلام الهش لم يغير الطبيعة العشائرية لاسلوب الحكم في البلاد. فالسلطة ما زالت موزعة على اساس المحاصصة بين عشائر الشمال الغني. أما عشائر الجنوب الفقير التي قاتل ابناؤها في صفوف المعارضة ابان الحرب الاهلية، فما زالت بعيدة عن مركز صنع القرار. على السطح يطفو اليوم صراع جديد، ذو صبغة دينية.
لقد كان بلد الجبال طاجيكستان في مطلع التسعينات من القرن الماضي حلبة لصراعات سياسية وايديولوجية وعقائدية. البلاد اليوم تعيش مرحلة صراع جديد بين السلفيين والتقليديين على امامة المسلمين". ولم تنس جبال طاجيكستان بعد سجال الحرب الاهلية الدامية.
27.06.2009
http://rtarabic.com/images/photo/orig/d28/335.jpg
مظاهر الصحوة الاسلامية في طاجيكستان جلية في السنوات الاخيرة، خاصة في صلاة يوم الجمعة. والفضل في ذلك يعود الى الدولة التي تتبع سياسة ذكية، فهي لا تعرقل ممارسة الشعائر والطقوس الدينية".
المسجد الجامع بالعاصمة دوشنبه. فناء وحرم المسجد يغصان بالمصلين. هنا وجدنا كبارا وصغارا، ملتحين وبغير لحى، أغنياء وفقراء، مدنيين وعسكريين. في صلاة الجمعة الكل سواسية امام الخالق.
قال حمد الله رحيم زاده إمام المسجد الجامع "المسلمون في طاجيكستان، والحمد لله، يتمتعون بحرية تامة في اداء فرائضهم. اعضاء الحكومة في بلادنا من المسلمين. وبفضل هذه الحرية فان كافة المساجد تعمل بشكل طبيعي، ولدينا مدارس وكليات اسلامية ترعاها وتمولها الدولة، كما تنظم سنويا مسابقة لحفظة القرآن".
لكن ما لفت نظرنا نفر من الشبان الملتحين الذين يكبرون برفع اليدين. صورة لم تكن مألوفة من قبل في المشهد الاسلامي الطاجيكي. المعروف ان مسلمي طاجيكستان يتبعون منذ قرون المذهب السني الحنفي. أي مذهب يتبع هؤلاء الشبان اذن؟
قال حمد الله رحيم زاده إمام المسجد الجامع "كما تعلمون فان 90%من الطاجيك هم من السنة الحنفيين. وبالفعل فقد ظهر عندنا في الاونة الاخيرة اشخاص يسمون انفسهم سلفيين. وفي اعتقادي فان هؤلاء ليسوا حريصين على نقاء الاسلام كما يدعون، انهم يبتغون اهدافا معينة، ومن بين هذه الاهداف زرع بذور الشقاق والتفرقة بين المسلمين. ثمة من يمول هذه ***ة لاغراض سياسية".
ما سبب ظهور السلفيين في طاجكستان اذن؟ الا ترى الدولة خطرا في نشاطهم على الوفاق الوطني الهش في البلاد؟ ولم لا تدعم الدولة الاسلام المعتدل؟
قال "رئيس حزب النهضة الاسلامي، محيى الدين كبيري " للاسف نحن نلاحظ هذه الموجة من التيارات الدينية المتنوعة في طاجكستان ايضا. أنني أعتبر هذه الظاهرة أمرا طبيعيا. تصوروا أن الاسلام المعتدل لا يملك فرصا للتطور والنهضة. لكن من يمثل الاسلام المعتدل في طاجستان؟ الادارة الدينية الرسمية، المدارس والكليات والمراكز الاسلامية المرخص بها، وبالطبع نحن في حزب النهضة الاسلامي. علاقاتنا مع الدولة يمكن ان أصفها باللاحرب واللاسلم. هذا الواقع الذي فرضته السلطة أفضل هدية للجماعات والتيارات الدينية الراديكالية التي تنشط بشكل شبه سري".
ولكن كيف استطاع السلفيون تكوين قاعدة شعبية، تعتمد اساسا على الشباب؟ ومن يمول نشاط هؤلاء؟ في طاجكستان قال لنا الكثيرون إن السلفيين يتبعون اسلوب البناء الهرمي لتجنيد الشباب. وبموجب هذه الروايات فان كل عضو جديد يتلقى الفا ومتئي دولار، وكل من يكسب عضوا جديدا الى التنظيم يتلقى اربعمئة دولار. وهلمجرا.
قال رئيس حزب النهضة الاسلامي، محيى الدين كبيري " بفعل التضييق على نشاط الاسلام المعتدل، نشأ في المجتمع فراغ ما لبث أن شغله ممثلو هذه التيارات. انهم يتمتعون بامكانيات مالية جيدة، حيث يطبعون نشراتهم في الخارج ويوزعونها مجانا. اما الشبان الذين يبحثون عن الذات وعن مكان لهم في الحياة السياسية والاقتصادية ولا يجدون شيئا يصبحون لقمة سائغة لهذه ***ات الراديكالية. فهذه ***ات تمنح معونة مالية لمنتسبيها وتعدهم بدولة الخلافة التي يسود فيها العدل والرخاء".
دقعت ال *** الاقتصادية المتردية في طاجيكستان بعشرات الالاف من الطاجيك الى مغادرة البلاد بحثا عن فرص للعمل. القسم الاكبر من العمالة المهاجرة يكدح في روسيا. اما من لم يغادر فليس أمامه خيارات كثيرة.
أحمد، الذي تخرج في كلية "علوم القرآن" بجامعة الازهر، "واحد من مئات وربما الاف الشبان الذين يبحثون عن فرصة في الحياة".
يدير السلفيون في سوق المال الطاجيكية قسما كبيرا من مكاتب الصرافة. الاموال التي يحصلون عليها من هذا النشاط والتبرعات تكفي لكسب المزيد والمزيد من الشباب الطاجيكي.
ليس بالامر اليسير أن تتحدث مع اتباع التيار السلفي، لا سيما اذا كان هؤلاء من الدعويين. السلفيون ينفون انهم يمارسون نشاطهم في السر، لكنهم يرفضون الظهور امام الكاميرا. محمد، الذي تلقى علوم الدين في باكستان، أحد الناشطين الذي قبل الحديث الينا، شريطة الا يظهر في الصورة، لان الاسلام في رأيه يحرم تصوير المخلوقات. ومع ذلك فان محمد يدعي أن السلفيين يمارسون نشاطهم علنا.
قال الناشط السلفي محمد "الحمد لله عندنا ممارسة بشكل علني، ويمكن ان تزور المساجد، ترى الناس كيف يصلون في المساجد، السلفيون كيف يصلون، كما عندهم، كما في منهجهم، اي يتبعون الاحاديث الصحيحة ويمكن يرفعوا ايديهم، مع ان الناس هناك معظمهم من اتباع مذهب الحنفية، ولكن السلفية كيف يصلون ويرفعون ايديهم قبل التكبير وبعد التكبير والركوع، ويؤمنون جهرا".
أهل السلف في طاجيكستان يقولون أنهم بعيدون عن السياسة وان هدفهم يكمن في دعوة الناس الى الاسلام الصحيح، وتجنب البدع والخرافات.
قال الناشط السلفي محمد " الحمد لله من يريد يتبع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم المجال واسع عندنا ومفتوح والطرق موجودة المهم التبليغ، تبليغ المنهج الصحيح وانت تعرف المنهج الصحيح الذي وضعه السلف عندنا هذه الايام هو منهج التربية والتصفية، نحن نريد ان نربي الشباب في هذا الدين ونصفي كتبنا من الخرافات ومن البدع ومن الاشياء التي دخلت بعد القرون المفضلة".
بيد أن للمعتدلين رأيا آخر. قال محيى الدين كبيري رئيس حزب النهضة الاسلامي"رموز هذه ***ات يقولون علنا إن حزب النهضة الاسلامي خصمهم الوحيد وإنهم بعيدون عن السياسية. هذا الطرح يحلو للسلطة التي تؤمن بمعادلة "عدو عدوي صديقي"، حتى ان بعض منظري النخبة الحاكمة يرون في هذه ***ات حليفا في الحرب علينا. لكن تجارب بعض الدول اثبتت بطلان هذه المعادلة. فكلنا نعرف أن مثل هذه ***ات تحول الى منظمات أرهابية انقلبت على رعاتها، كما هو الحال مع القاعدة".
لم يمض سوى عقد من الزمن على تحقيق المصالحة الوطنية التي وضعت حدا للحرب الاهلية في طاجستان. لكن هذا السلام الهش لم يغير الطبيعة العشائرية لاسلوب الحكم في البلاد. فالسلطة ما زالت موزعة على اساس المحاصصة بين عشائر الشمال الغني. أما عشائر الجنوب الفقير التي قاتل ابناؤها في صفوف المعارضة ابان الحرب الاهلية، فما زالت بعيدة عن مركز صنع القرار. على السطح يطفو اليوم صراع جديد، ذو صبغة دينية.
لقد كان بلد الجبال طاجيكستان في مطلع التسعينات من القرن الماضي حلبة لصراعات سياسية وايديولوجية وعقائدية. البلاد اليوم تعيش مرحلة صراع جديد بين السلفيين والتقليديين على امامة المسلمين". ولم تنس جبال طاجيكستان بعد سجال الحرب الاهلية الدامية.