المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أنفلوانزا الخنازير وأخواتها



محمد كمال فؤاد
06-29-2009, 03:32 AM
أنفلونزا الخنازير وأخواتها... وماذا بعد
كتبه/ إيهاب الشريف

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فكثر الحديث في الإعلام المرئي والمقروء عن ذلك المرض الذي صار يجتاح بلدان العالم، وأخذت الإحصائيات كل يوم تسجل أعداد المرضى والوفيات، وأصبح كثير من الناس في رعب وفزع، وأبعد البعض وتطرف إذ دعا إلى الامتناع عن السفر للحج والعمرة؛ تخوفـًا من العدوى!

وليته قرأ القرآن: (فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا) (الأنعام:43)، فنزول البلاء سبب للتضرع وصدق العودة إلى الله -عز وجل-، والفرار إليه لا منه، ولا مانع من أخذ الاحتياطات الصحية اللازمة، لكن بلا مبالغة.

أما علاجنا فليس بجديد وإنما عرف منذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة!! إنه حديث جليل القدر، عظيم الشأن فيه علاج لهذا الوباء الخطير لو كانوا يعلمون، وبنوره يهتدون، وبهديه يأخذون، أما الحديث فهو حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلاَّ فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلاَفِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا. وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلاَّ أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمَؤُنَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ. وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلاَّ مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ وَلَوْلاَ الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا. وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلاَّ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ. وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلاَّ جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ) (رواه ابن ماجه، وصححه الألباني).

وعن بريدة -رضي الله عنه- مرفوعًا: (وَلاَ ظَهَرَتِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ إِلاَّ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْمَوْتَ) (رواه الحاكم والبيهقي، وقال الألباني: صحيح لغيره).

هل اتضحت الرؤية؟؟

ماذا نقول بعد هذا الحديث المبارك؟!

ألا نسقط ما جاء فيه على واقعنا لنشخص العلاج؟!

لماذا الأنفلونزا طيور وخنازير و... و... ؟! يجيبنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ظهور الفاحشة والمجاهرة بها.

لماذا الضيق في الأقوات والأرزاق؟ يجيبنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: نقص الكيل والميزان، ومنع الزكاة.

لماذا اغتصاب أراضي المسلمين وتسلط الكفار عليهم؟! نقض عهد الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-.

لماذا انتشرت العداوات بين المسلمين، وغابت الرحمة والمودة، والولاء... إنه ترك الحكم بما أنزل الله.

وفي كل هذه العقوبات قاسم مشترك بين الحاكم والمحكوم حتى لا نلقي بالتبعة عليهم فقط، ونترك نحن الأخذ بأسباب التغيير، بل عليهم واجبات، وعلى الرعية واجبات؛ ففي الأخيرة مثلاً: بنشر العلم بين المسلمين وبيان أن من معاني الربوبية إفراد الله -عز وجل- بالأمر والنهي والتشريع، وأن من جعل مع الله مشرعًا كمن عبد معه غيره، وأن طاعة غير الله من الحكام والعلماء في تحليل الحرام وتحريم الحلال تعد عبادة لهم تخرج فاعلها من الملة، مع دعوة المسلمين للتحاكم إلى شرع الله وفض منازعاتهم وفق دينه، وعدم الوقوف أمام المحاكم الوضعية إلا في حالة الاضطرار، وألا يأخذ أو يطلب غير حقه إلى غير ذلك مما وضحه أهل العلم.

وفيما يتعلق بموضوعنا: لماذا فشا في الناس الطاعون والأوبئة والأمراض الفتاكة التي لم تكن في الأسلاف؟!

السبب ظهور الفاحشة والمجاهرة بها... وقد تكون الموبقات والفواحش موجودة ويقع فيها بعض الناس، لكن الأمر اختلف بسبب الإعلان بها والمجاهرة بها، فهذا سبب مباشر في وجود ذلك المرض الخطير مع أسباب أخر؛ كمخالفة الشرع المطهر إذ نهانا عن الخنزير وأمرنا باجتنابه، فلم نربيه إذاً؟!

ثم يتبجح البعض بعد صدور قرار الذبح مطالبًا بألا يُربط بين ذلك وبين الشريعة الإسلامية!! نعوذ بالله من النفاق، أوَ عار علينا أن نعلن العودة إلى ربنا؟!

أعار علينا أن نعلن العمل بشرع الله -عز وجل- وإن كنا قد اضطررنا لذلك؟!

أو ليس من مقاصد البلاء استخراج كوامن العبودية والدعاء؟!

لكن: (فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) (الحج:46)، نعوذ بالله من العمى والضلال.

وما العلاج؟ وما دورنا؟

العلاج في نشر التدابير الواقية من الزنا والفواحش، والالتزام بها، والدعوة إليها؛ وبالتالي يعود العفاف والحياء والفضيلة إلى مجتمعات المسلمين فيغير الله ما بنا، ويرفع البلاء.

إذا كان ظهور الفاحشة سببًا في الابتلاء بالطواعين كالمنتشر الآن، إذاً فتطهير المجتمع منها سبب لعودة العافية لمجتمعات المسلمين... كيف ذلك؟

لقد اتخذت الشريعة من أجل ذلك خطوتين:

الأولى: وقائية.

والثانية: علاجية.

أما الوقائية: فعن طريق سد المنافذ المؤدية إلى الفواحش سدًا محكمًا، ومن ذلك:

1- تحريم الزنا وبيان أنه خراب الدنيا والدين؛ قال الله -تعالى-: (وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلا) (الإسراء:32)، بل جعله الله قرين الشرك والقتل: (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ) (الفرقان:68)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (لاَ يَزْنِي الزَّاني حِينَ يَزْنِي وَهْوَ مُؤْمِنٌ) (متفق عليه)، وقد تصل إليك الدعوة وتعرض عليك الفاحشة فيكون الاختبار الشديد، والابتلاء والتمحيص فإن ثبَتَّ فاهنأ بظل العرش يوم القيامة: (وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ) (متفق عليه).

وشجَّع أهل العفاف على التمسك به بأن جعله طريقـًا موصلاً إلى الجنة فقال: (مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ أَضْمَنْ لَهُ الْجَنَّةَ) (رواه البخاري).

وقد تتعرض في مسيرة الحياة لأزمات وشدائد؛ فادخر هذا العفاف واجتناب الفواحش للخروج من كهف البلاء، ورفع صخرة الشدة كما في حديث الثلاثة الذين أطبقت عليهم صخرة وهم في الغار؛ فتوسل أحدهم بعفته عن ابنة عمه التي يحبها، وفي أحرج الساعات لما جلس منها مجلس الرجل من زوجته فقام عنها خشية لله -عز وجل-، فرفع الله عنهم البلاء.

وانظر كيف يكون قبر الذين يتهاونون بهذه الفاحشة، وتعدوا هذا الحد في وصف دقيق من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقد رآهم في تنور "فرن" وهم عراة، ويأتيهم لهب من أسفل منهم فتعلوا أصواتهم ويشتد نحيبهم، وهكذا هم في قبورهم إلى قيام الساعة "كما في البخاري".

والأمر الأشد والخطب الأفظع فيما ينتظرهم يوم القيامة إذ لا ينظر الله إليهم: (ثَلاَثَةٌ لاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمَ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ شَيْخٌ زَانٍ وَمَلِكٌ كَذَّابٌ وَعَائِلٌ مُسْتَكْبِرٌ) (رواه مسلم).

والمتأمل في الآيات المحرمة للزنا يجد أنها لم ترد بلفظ: "ولا تزنوا"، وإنما بلفظ: (وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَا)، فنهينا عن الاقتراب من هذه الفاحشة؛ ولذا جعل الإسلام أسلاكًا شائكة وإجراءات للحيلولة دون وقوع هذه الفاحشة، وكل حادثة وقعت فإنما هي تسلل وثغرات من خلال هذه الأسلاك.

ومن هذه الإجراءات:

1- أن الله -تعالى- حرم الزواج ممن عرف بالفاحشة حتى يتوب: (الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُهَا إِلا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ) (النور:3).

2- أن الله حرم البذاء ومنع الفحش في القول، وكره التلفظ بالسوء: (لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ) (النساء:148).

3- أوجب على المسلم إذا سمع عن أخيه سوءًا أن يظن به البراءة من الإثم كما هو طاهر وبريء: (لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا) (النور:12).

4- حرم القذف بالفاحشة وجعل لذلك عقوبة زاجرة: (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً) (النور:4).

5- حرم مجرد حب إشاعة الفاحشة: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ) (النور:19).

6- حرم التبرج على النساء وفرض عليهن الحجاب: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى) (الأحزاب:33).

7- تشريع الاستئذان: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا) (النور:27).

8- أمر بغض البصر للرجال والنساء: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ . وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ) (النور:30-31).

9- تحريم مس الأجنبية ومصافحتها؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: (لأَنْ يُطْعَنَ فِي رَأْسِ أَحَدِكُمْ بِمِخْيَطٍ مِنْ حَدِيدٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمَسَّ امْرَأَةً لا تَحِلُّ لَهُ) (رواه الطبراني والبيهقي، وصححه الألباني).

10- حرم الخلوة بالأجنبية؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: (لاَ يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلاَّ مَعَ ذِي مَحْرَمٍ) (متفق عليه)، وفي رواية: (فَإِنَّ الشَّيْطَانَ ثَالِثُهُمَا) (رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني).

11- حرم سفر المرأة بغير محرم؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: (لاَ تُسَافِرِ الْمَرْأَةُ إِلاَّ مَعَ ذِي مَحْرَمٍ) (متفق عليه).

12- تحريم خروج المرأة متعطرة؛ قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ فَمَرَّتْ عَلَى قَوْمٍ لِيَجِدُوا مِنْ رِيحِهَا فَهِي زَانِيَةٌ) (رواه أحمد والنسائي، وحسنه الألباني)، حتى ولو ذاهبة إلى المسجد: (إِذَا شَهِدَتْ إِحْدَاكُنَّ الْمَسْجِدَ فَلاَ تَمَسَّ طِيبًا) (رواه مسلم).

13- تحريم الخضوع بالقول: (فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلا مَعْرُوفًا) (الأحزاب:32)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (وَالأُذُنَانِ زِنَاهُمَا الاِسْتِمَاعُ وَاللِّسَانُ زِنَاهُ الْكَلاَمُ) (متفق عليه).

14- تحريم الاختلاط بين الرجال والنساء؛ فلما اختلط الرجال بالنساء بعد خروجهم من المسجد قال -صلى الله عليه وسلم-: (اسْتَأْخِرْنَ فَإِنَّهُ لَيْسَ لَكُنَّ أَنْ تَحْقُقْنَ الطَّرِيقَ عَلَيْكُنَّ بِحَافَاتِ الطَّرِيقِ) (رواه أبو داود، وحسنه الألباني)، بل خصص لهن بابًا لا يشاركهن فيه الرجال، بل وصفت الصفوف المتأخرة بأنها شر الصفوف لقربها من النساء، فإذا كان القرب منهن في المسجد شر فكيف بخارجه؟! وإذا كانت كل هذه الاحتياطات في شعيرة الصلاة والتي يكون العبد فيها بين يدي الله، قريبًا من مولاه فكيف بخارج الصلاة من الأسواق والوظائف وغيرها؟!

وإذا كان الشرع قد أمر بالتفريق بين الإخوة في المضاجع فكيف باختلاط الجنسين في المدرجات والحدائق! إلى الله المشتكى!!

هذا كله بالنسبة للقسم الأول وهو الإجراءات الوقائية بمطاردة أسباب الفتنة، وتتبع ذرائع المعصية، وسد منافذها سدًا محكمًا؛ أما الجانب الثاني وهو الإيجابي العلاجي فيتخلص في فتح أبواب التعفف، والحصانة على مصاريعها، وشق الطرق المعبَّدة الموصلة إلى ما أحله الله، وذلك بالترغيب في النكاح، والنهي عن التبتل والرهبانية، ووجوب تعاون المسلمين على تزويج عزابهم من النساء والرجال، والترغيب في تيسير الزواج، ثم أمر من لم يجد النكاح بالاستعفاف: (وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ) (النور:33).

وماذا بعد؟؟

كيف يكون حال المجتمع المسلم لو طبق هذه التشريعات الربانية؟؟

كيف لو وجدت الاستقامة على هذا المنهج؟؟

إذاً والله: (لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ) (الأعراف:96)، (لأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ) (المائدة:66)، وهي آيات توضح عاقبة الطاعة والاستجابة.

فإذا كان ظهور الفاحشة سبب للطواعين والأمراض؛ أفلا نجفف منابع الفواحش، ونطاردها قبل أو مع مطاردتنا للخنازير؟!

أفلا نتضرع ونتمسكن لربنا وخالقنا، وقد عتب على أقوام تركوا ذلك لما جاءهم البأس؛ فقال: (فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ) (الأنعام:43)؟!

تـُرى لو فتش كل منا في حياته عن مدى تطبيق هذه التوجيهات فكيف تكون درجة الالتزام؟؟

إن الطريق يبدأ مني ومنك، فلتأخذ هذا الأمر بقوة، ولتعمل بالحق وتدعو إليه الخلق، وإذا أحببت الأجر فهذه تقريبًا "عشرون وسيلة للوقاية من أنفلونزا الخنازير"؛ اجمعها ولخصها، وصدِّرها بالحديث الذي ذكرته، واطبعها وانشرها في المساجد، والمجامع، والدال على الخير كفاعله، وله من الأجر مثل أجور من تبعه.

وأخيرًا... لا يعني كلامي التخلي عن الإجراءات الصحية، فما أنزل الله من داء إلا وأنزل له دواء، وإذا علمتم بالطاعون في أرض فلا تدخلوها، ولا يخرج منها أحد، وتداووا عباد الله ولا تتداووا بحرام... وكل ذلك من هدي الإسلام.

ومما يجدر التنبيه إليه خطورة الاختلاط بالخنازير التي حكم الشرع بنجاستها وحرم أكلها واقتنائها وتربيتها وبيعها وشرائها، والله له الحكمة البالغة، فإن البعض يحاول التسوية بين أنفلونزا الطيور وأنفلونزا الخنازير في الخطورة من جهة، وعدم إمكانية الاحتراز من الاختلاط بهذه الحيوانات من جهة أخرى، وهذا الخلط له أسبابه المعلومة والتي من أهمها: التعلق الشديد للنصارى بالخنازير، واعتمادهم عليها غذائيًا واقتصاديًا بدرجة كبيرة.

وتوقي الاختلاط بالخنازير بلا شك أيسر بما لا يقاس بتوقي الاختلاط بالطيور التي منها كثير مما يهاجر في السماء مما يجعل من المستحيل ضبطه بعكس الخنازير؛ بالإضافة إلى ما ثبت علميًا من خبث لحم الخنزير وضرره الطبي، فضلاً عن الاختلاط به، وما ينتج عن ذلك من أمراض.

وإلى الله الملجأ، وعليه الاعتماد، ومنه التوفيق والسداد والعافية. والحمد لله رب العالمين.


منقول من موقع صوت السلف

اخت مسلمة
06-29-2009, 03:55 PM
نعم والله صدق النبي محمد عليه الصلاة والسلام
كان انذارا ورؤية مستقبلية منذ 1400 سنة نراها تتجسد في واقعنا الآن
لانلوم الا انفسنا ,ونسال الله السلامة والعافية لنا ولآبائنا ولجميع امة الاسلام
جزاك الله خيرا يامحمد واحسن اليك

تحياتي للموحدين

قلم اسير
06-30-2009, 02:31 AM
موضوعك فيصل واقع مرير نعيشه في زمان كثرت فيه الفواحش

فنسأل الله واياكم أن يجعلنا من خيرة عباده وأن يثبت قلوبنا على خير دينه

وان ينصر المسلمين دنيا واخرة

جزاك الله خيرا وجلعه في موازين حسناتك

محمد كمال فؤاد
07-01-2009, 03:55 AM
نعم والله صدق النبي محمد عليه الصلاة والسلام
كان انذارا ورؤية مستقبلية منذ 1400 سنة نراها تتجسد في واقعنا الآن
لانلوم الا انفسنا ,ونسال الله السلامة والعافية لنا ولآبائنا ولجميع امة الاسلام
جزاك الله خيرا يامحمد واحسن اليك

تحياتي للموحدين

عندما حاربت الأمة ربها وبارزته بالفاحشة عوقبت (سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا (23)

وجزاك بمثله أختنا الكريمة