ناصر التوحيد
07-06-2009, 03:58 PM
بيان جبهة علماء الأزهر بشأن وفاة الدكتورة مروة الشربيني
6 - 7 - 2009
أصدرت جبهة علماء الأزهر بيانًا بشأن, قتل الفتاة المحجبة الدكتورة مروة الشربيني بألمانيا, وفيما يلي نص البيان:
جبهة علماء الأزهر تحتسب عند الله تعالي شهيدة معالم الشرف و راية العز، والطهر والعفاف المجاهدة الدكتورة "مروة الشربيني" التي ذهبت إلى ربها إن شاء الله راضية مرضية، تشكو إليه الغدر الكنسي، والحقد الصليبي، والغفلة البلهاء من علماء السوء الذين أعطوا الدنية في دينهم وشرفهم لهؤلاء الحاقدين الماكرين، فشحذوا بكلامهم مُدى الخيانة والغدر.
وكان ما كان من فشُوِّ العُهْر بفتاواهم، وانتشار الخنا بمباركة البعض منهم وصمت الآخرين من هؤلاء الممثلين الذين يلبسون على المنابر ثياب المسرح ، فيبدون بالجبة والعمامة – كما قال الشيخ علي الطنطاوي يرحمه الله- خطباء باسم الإسلام ، فإذا انقضى الفصل خلعوها وعادوا إلى بيوتهم عاكفين على أصنامهم من الدنانير، والدراهم، وغير ذلك من المناصب والشهوات {تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} يوم قلتم للمجرمين الساقطين الذين {لا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا} هذا حقكم، فأعنتموهم على دينكم بقوة سلطانكم وقد علمتموهم مجرمين.
ومع هذا وثَّقتثم القول لهم "هذا حقكم هذا حقكم هذا حقكم"، فتلقفوها منكم ونفخوا فيها، فكانت فاتحة شرٍّ جديد عليكم بعد ما كان من إباحة الربا ،والسعي في خرابها، ففرطتم كثيرا في جنب الله الذي قال {فعند الله مغانم كثيرة} فأهملتم قوله وأطعتم عدوَّه حتى أحيط بكم، فأصبحتم لا تفرون من حَتَفٍ إلا إلى حتَفٍ، و كان هذا السقوط الزري الذي به هوان الدنيا وذل الآخرة {ولعذاب الآخرة أشد وأبقى} وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سُخط الله لا يدري لها بالا فيهوي بها في نار جهنم سبعين خريفا"
إننا ونحن نَزُفُّ هذه الشهيدة بشهادة الحق وشهادة أهله من العلماء العاملين إلى جنات عدن بصادق، موعود الله لهم ولها بقوله صلى الله عليه وسلم "أنتم شهداء الله في الأرض، أنتم شهداء الله في الأرض، أنتم شهداء الله في الأرض" فهي بذلك إن شاء الله من الشهداء الذين جمع الله لهم من أسباب الشهادة ما لم يجمعه للكثير من الشهداء غيرها من السابقين إلى رضوانه.
فقد كانت في دار غربة تطلب العلم وسط قومٍ لئام، لم تنحنِ عندهم كما انحنى غيرها للباطل، ولم تنكص عن أداء حق الشهادة حين دعيت لها،ولم تُفَرِّط في حق دينها كما فرط الكثيرون من الموظفين الآمنين إلا من مكر الله، وذهبت بِجُمَع وهي حامل في شهرها الثالث، ذهبت بطعنة فاجر غادر في ساحة القضاء الألماني الذي دعاها للشهادة فذهبت إليه مختارة لتثبت بشهادتها حقًا للضعيف على المجرم الذي صادف حماية وعصبية مألوفة من قومه على الباطل دون أن توفر الدولة للشاهدة الشهيدة شيئا من حماية الدولة والقضاء .
" والمرأة تموت بجمع شهيد" كما قال صلى الله عليه وسلم، ذهبت بحقها وحق دينها شهيدة إن شاء الله راضية مرضية رافعة لواء الشرف والحق في دار الغرباء البعداء.
إن الجبهة وهي تشهد بهذه الشهادة لها فإنها تتعزي بعزاء المؤمنين فيها {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}.
فتطمئن بذلك قلوبنا مع قلوب آليها وذويها، وتُسَرُّ إن شاء الله أفئدتهم مع أفئدتنا ببقاء صالح عملها في أمتها وبنات جنسها إن شاء الله يجري عليها من ثوابه ما يحقق لها من الله الفضل، ومن الأمة الثبات على ما كانت عليه،"فإن من دعا إلى هُدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه دون أن ينقص من أجورهم شيء"، ولَنِعَمَ ما دعت إليه الشهيدة الدكتورة " مروة الشربيني" بثباتها وأخلاقها، و{مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ}.
وإننا على يقين من أنَّ دمها الطاهر سيغسل إن شاء الله عن الأمة قريبًا الكثير من أمارات الهوان الذي نزل بها، وسيُحْيى به الله الكثير من موات القلوب حتى يدعها بجهادها وشهادتها سعيدة في جنات عدن وهي ترى الجموع من بنات جنسها قد لزمن حجابها إكراما لجهادها وثأرا لدمائها,
إننا ونحن في مقام شهادة الحق للشهيدة بتلك الشهادة لنُذَكّرَ الأمة ونُسَجِّل للتاريخ بأطراف تلك الجريمة التي نالت من حياة الدكتورة "مروة الشربيني" وحياة حملها، وطفلها،وزوجها، فما كان لتلك الجريمة لأن تكتمل بغير الممهدين لها، والمحرضين عليها، والصامتين والمساومين على حق المتمسكين بمعالم شرعهم، وحق دينهم، وإننا نهيب بالأمة كلها أن تستيقظ على دينها، فلا تأذن لصبية الصليبيين في أمتنا وأئمة الإلحاد فيها بعد اليوم أن يطول أمد بقائهم فيها، فإن خداع المكياج السياسي والمكر الدبلوماسي لم يعد يستر دخائل المتلاعبين به، والمتمهرين فيه.
هؤلاء الذين لا يزالون يتشدقون بحوارات رخيصة، ويتظاهرون بعناقات خسيسة، ويستخفون بدخائل قلوبهم من الناس {ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطا}، ثم يقولون بلسان الهوان " إن ألمانيا – التي هي مسقط رأس الأفعى البندكنت- مجتمع الحوار، ولابسوا لِبُوس الممثلين بالمسرح لا يزالون في الفتنة على حالهم، يُداوون بالتي كانت هي الداء، لم نسمع لواحد منهم في مصائب الأمة والملة من كلمة، ولم نقرأ لهم من بيان {ألا في الفتنة سقطوا}.
فاللهم لا تحرمنا أجر شهيدة الحجاب، ولا تفتنا بعدها، واخلفها في ولدها وذويها بخير يا خير خليفة، ويا خير مسئول، واشف صدورنا شفاءً عاجلًا غير آجل مما نزل بهم وبنا، واغفر لنا ولها ولسائر المسلمين.
صدر عن جبهة علماء الأزهر ليلة الإثنين الثالث عشر من رجب الفرد عام 1430هـ الموافق 6من يوليو 2009م.
المصدر: جبهة علماء الأزهر
http://www.shareah.com/index.php?/records/view/action/view/id/3674/
6 - 7 - 2009
أصدرت جبهة علماء الأزهر بيانًا بشأن, قتل الفتاة المحجبة الدكتورة مروة الشربيني بألمانيا, وفيما يلي نص البيان:
جبهة علماء الأزهر تحتسب عند الله تعالي شهيدة معالم الشرف و راية العز، والطهر والعفاف المجاهدة الدكتورة "مروة الشربيني" التي ذهبت إلى ربها إن شاء الله راضية مرضية، تشكو إليه الغدر الكنسي، والحقد الصليبي، والغفلة البلهاء من علماء السوء الذين أعطوا الدنية في دينهم وشرفهم لهؤلاء الحاقدين الماكرين، فشحذوا بكلامهم مُدى الخيانة والغدر.
وكان ما كان من فشُوِّ العُهْر بفتاواهم، وانتشار الخنا بمباركة البعض منهم وصمت الآخرين من هؤلاء الممثلين الذين يلبسون على المنابر ثياب المسرح ، فيبدون بالجبة والعمامة – كما قال الشيخ علي الطنطاوي يرحمه الله- خطباء باسم الإسلام ، فإذا انقضى الفصل خلعوها وعادوا إلى بيوتهم عاكفين على أصنامهم من الدنانير، والدراهم، وغير ذلك من المناصب والشهوات {تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} يوم قلتم للمجرمين الساقطين الذين {لا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا} هذا حقكم، فأعنتموهم على دينكم بقوة سلطانكم وقد علمتموهم مجرمين.
ومع هذا وثَّقتثم القول لهم "هذا حقكم هذا حقكم هذا حقكم"، فتلقفوها منكم ونفخوا فيها، فكانت فاتحة شرٍّ جديد عليكم بعد ما كان من إباحة الربا ،والسعي في خرابها، ففرطتم كثيرا في جنب الله الذي قال {فعند الله مغانم كثيرة} فأهملتم قوله وأطعتم عدوَّه حتى أحيط بكم، فأصبحتم لا تفرون من حَتَفٍ إلا إلى حتَفٍ، و كان هذا السقوط الزري الذي به هوان الدنيا وذل الآخرة {ولعذاب الآخرة أشد وأبقى} وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سُخط الله لا يدري لها بالا فيهوي بها في نار جهنم سبعين خريفا"
إننا ونحن نَزُفُّ هذه الشهيدة بشهادة الحق وشهادة أهله من العلماء العاملين إلى جنات عدن بصادق، موعود الله لهم ولها بقوله صلى الله عليه وسلم "أنتم شهداء الله في الأرض، أنتم شهداء الله في الأرض، أنتم شهداء الله في الأرض" فهي بذلك إن شاء الله من الشهداء الذين جمع الله لهم من أسباب الشهادة ما لم يجمعه للكثير من الشهداء غيرها من السابقين إلى رضوانه.
فقد كانت في دار غربة تطلب العلم وسط قومٍ لئام، لم تنحنِ عندهم كما انحنى غيرها للباطل، ولم تنكص عن أداء حق الشهادة حين دعيت لها،ولم تُفَرِّط في حق دينها كما فرط الكثيرون من الموظفين الآمنين إلا من مكر الله، وذهبت بِجُمَع وهي حامل في شهرها الثالث، ذهبت بطعنة فاجر غادر في ساحة القضاء الألماني الذي دعاها للشهادة فذهبت إليه مختارة لتثبت بشهادتها حقًا للضعيف على المجرم الذي صادف حماية وعصبية مألوفة من قومه على الباطل دون أن توفر الدولة للشاهدة الشهيدة شيئا من حماية الدولة والقضاء .
" والمرأة تموت بجمع شهيد" كما قال صلى الله عليه وسلم، ذهبت بحقها وحق دينها شهيدة إن شاء الله راضية مرضية رافعة لواء الشرف والحق في دار الغرباء البعداء.
إن الجبهة وهي تشهد بهذه الشهادة لها فإنها تتعزي بعزاء المؤمنين فيها {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}.
فتطمئن بذلك قلوبنا مع قلوب آليها وذويها، وتُسَرُّ إن شاء الله أفئدتهم مع أفئدتنا ببقاء صالح عملها في أمتها وبنات جنسها إن شاء الله يجري عليها من ثوابه ما يحقق لها من الله الفضل، ومن الأمة الثبات على ما كانت عليه،"فإن من دعا إلى هُدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه دون أن ينقص من أجورهم شيء"، ولَنِعَمَ ما دعت إليه الشهيدة الدكتورة " مروة الشربيني" بثباتها وأخلاقها، و{مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ}.
وإننا على يقين من أنَّ دمها الطاهر سيغسل إن شاء الله عن الأمة قريبًا الكثير من أمارات الهوان الذي نزل بها، وسيُحْيى به الله الكثير من موات القلوب حتى يدعها بجهادها وشهادتها سعيدة في جنات عدن وهي ترى الجموع من بنات جنسها قد لزمن حجابها إكراما لجهادها وثأرا لدمائها,
إننا ونحن في مقام شهادة الحق للشهيدة بتلك الشهادة لنُذَكّرَ الأمة ونُسَجِّل للتاريخ بأطراف تلك الجريمة التي نالت من حياة الدكتورة "مروة الشربيني" وحياة حملها، وطفلها،وزوجها، فما كان لتلك الجريمة لأن تكتمل بغير الممهدين لها، والمحرضين عليها، والصامتين والمساومين على حق المتمسكين بمعالم شرعهم، وحق دينهم، وإننا نهيب بالأمة كلها أن تستيقظ على دينها، فلا تأذن لصبية الصليبيين في أمتنا وأئمة الإلحاد فيها بعد اليوم أن يطول أمد بقائهم فيها، فإن خداع المكياج السياسي والمكر الدبلوماسي لم يعد يستر دخائل المتلاعبين به، والمتمهرين فيه.
هؤلاء الذين لا يزالون يتشدقون بحوارات رخيصة، ويتظاهرون بعناقات خسيسة، ويستخفون بدخائل قلوبهم من الناس {ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطا}، ثم يقولون بلسان الهوان " إن ألمانيا – التي هي مسقط رأس الأفعى البندكنت- مجتمع الحوار، ولابسوا لِبُوس الممثلين بالمسرح لا يزالون في الفتنة على حالهم، يُداوون بالتي كانت هي الداء، لم نسمع لواحد منهم في مصائب الأمة والملة من كلمة، ولم نقرأ لهم من بيان {ألا في الفتنة سقطوا}.
فاللهم لا تحرمنا أجر شهيدة الحجاب، ولا تفتنا بعدها، واخلفها في ولدها وذويها بخير يا خير خليفة، ويا خير مسئول، واشف صدورنا شفاءً عاجلًا غير آجل مما نزل بهم وبنا، واغفر لنا ولها ولسائر المسلمين.
صدر عن جبهة علماء الأزهر ليلة الإثنين الثالث عشر من رجب الفرد عام 1430هـ الموافق 6من يوليو 2009م.
المصدر: جبهة علماء الأزهر
http://www.shareah.com/index.php?/records/view/action/view/id/3674/