المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في خمس نقاط ... النصيحة , ألنصيحه و((( )))



memainzin
07-07-2009, 12:01 PM
في خمس نقاط ... النصيحة وفقا لهدي الرسول الكريم


تحدث الدكتور محمد سعيد البوطى خلال مشاركته فى احدى حلقات "محاضرة الاسبوع" على قناة الرسالة عن كيفية جعل نصيحتنا مقبولة عند الناس ، واستعرض عدة طرق لاتمام ذلك، واشار الى ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يبايع أصحابه على نصيحة الآخرين، وكان صلى الله وعلى آله وسلم يقول: "الدين النصيحة" بمعنى أن من أهم شعائر الدين بذل النصيحة للناس.

واوضح ان النصيحة ليس المقصود بها أن نحرج الآخرين بنصيحتهم، إنما المقصود أن نقدم النصيحة إليهم بأسلوب حسن حتى يستطيع الذي أمامي أن يقبلها، كلنا نحفظ قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي سعيد الذي رواه مسلم لما قال: "من رأى منكم منكرا فليغيره" يعني؛ لينصح صاحبه، ليترك هذا المنكر فليغيره.. كيف يغيره يا رسول الله؟ قال: "فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه" وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل
.
ولكن السؤال ما هو الأسلوب المناسب من أجل أن تقدم النصيحة للآخر ؟وهنا سنوضح بعض لذلك


((((( أولا))))))

تهيأ المنصوح لقبول النصيحة: بمعنى النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا أراد أن يقدم نصيحة إلى أحد في البداية يهيئه لقبول النصيحة ما يأتي هكذا، ويدخل في عينه مباشرة، ويعطيه النصيحة.. لا.. يهيئه لقبول النصيحة.

مثال :معاذ بن جبل (رضي الله تعالى عنه) كان يصلي، ويقوم بعد الصلاة أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يقدم إلى معاذ نصيحة في ذكر يقوله بعد الصلاة فهل أقبل النبي صلى الله عليه وسلم إلى معاذ، وأمسكه، وقال: يا معاذ قل بعد الصلاة كذا وكذا، هيأه أولا.. أعطاه كلام جميل قبل ما يعطيه النصيحة.

قال -صلى الله عليه وسلم- "يا معاذ والله إني أحبك" معاذ انبسط.. ثم قال: "فلا تدعن في دبر كل صلاة اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك"، هنا ما العلاقة بالله بين الحب، وبين أن يقول هذا الذكر بعد الصلاة.. تهيئه حتى يفتح شهيته؛ ليقبل النصيحة.

(تهيئة المنصوح)، لأجل أن يقبل منك النصيحة.. هذا مارسه حتى مع زوجتك، مع أولادك لما تلاحظ على زوجتك شيئا تعاملها مع أمك مثلا غير جيد قلت لها: والله يا فلانه ألاحظ ما شاء الله أنك محبوبة بين الجيران، وأسلوبك لطيف معهم.. فلما تثني عليها، تهيئها، وتلين قلبها، وتفتح شهيتها عندها تقول بعد ذلك.. لكن أيضا يا ريتك تهتمي أكثر بالتعامل مع والدتي، والتبسم في وجهها، والتلطف في عشرتها ونحو ذلك ، هذه القاعدة تهيئ المنصوح من أجل أن يقبل منك النصيحة.

((((((ثانياً ))))))

لا تدقق على كل شيء..بعض الناس في تربيته لأولاده أو أحيانا حينما يتعامل مع الناس لا يرى في الصفحة البيضاء إلا الأسود مثلا، ولو وضعت له طعاما حسنا جميلا لما أثنى على الطعام، إنما يتكلم عن شعرة سقطت في الصحن خطأ، لا تدقق على كل شيء، ولا تكن متصيدا الأخطاء مع الناس.

تقول عائشة (رضي الله عنها) وهي تصف النبي -صلى الله عليه وسلم- قالت: دخلت النبي -صلى الله عليه وسلم- في الضحى قالت: فلما دخل علينا في الضحى قال: هل عندكم طعام؟ قالت: ما عندنا طعام.. ما في طعام أنا كنت أود أن يكون في طعام، ولكن ما في طعام.. ما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- طيب لماذا لم تستيقظي مبكرة، وتحضري لنا طعاما؟ ما الذي تنامين إلى الضحى؟ لكنه قال -عليه الصلاة والسلام- "إني إذا صائم" وصام إلى المغرب.. أدقق، وأعمل قضية علشان طعام تأخر، وتقدم..لماذا أحرق أعصابي،بعض الناس ترى ضغط نفسه بنفسه، ويعمل قضايا، وكل صغيرة، وكبيرة يعمل منها خصومه.. يا أخي لا تعذب نفسك.. لا تقتل نفسك.. هكذا الدنيا لا تدقق على كل شيء.

(((((ثالثاً )))))

التلميح للخطأ من غير تصريح: فافعل إذا استطعت أن تقدم النصيحة تلميح من غير تصريح.. فافعل مثال النبي -عليه الصلاة والسلام- كان إذا رأى خطأ لأحد أصحابه يقوم، ويقول:ما بال قوم يفعلون كذا وكذا.. يعني الذي فعل يفهمها يترك ما كان يفعل قال ذات مرة: ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء، بمعنى في الصلاة واحد يصلي وهو يقرأ يبدأ ينظر فوق أو إذا قال: سمع الله لمن حمده نظر فوق.. فنهي النبي عليه الصلاة والسلام عن ذلك فقال: "ما بال أقوم يرفعون أبصارهم إلى السماء؟" ثم لا زال أولئك يقعون في الخطأ، ويرفعون أبصارهم إلى السماء.. فقام -صلى الله عليه وسلم- وقال: "ما بال أقوم يرفعون أبصارهم إلي السماء" للمرة الثانية ثم قال: "لينتهن عن ذلك" يتركون رفع الأبصار "أو لتخطفن أبصارهم" أو رب العالمين يعميهم.. لا ترفع بصرك إلى السماء عن موضع سجودك في صلاتك، ولم يصرح -عليه الصلاة والسلام-

في حديث آخر في البخاري لما تكلم أهل الإفك في عائشة فيما تكلموا فيه عائشة (رضي الله عنها) خرجت مع النبي -


عليه الصلاة والسلام- في غزوة بني المصطلق، وقامت لتقضي حاجتها، وضيعت عقدها، وأخذت تبحث عن العقد جاء الصحابة، وظنوا أنها جالسة في الهودج.

فجاءوا وظنوا عائشة دخلت الهودج فأقاموا البعير ومشوا.. رجعت عائشة ما وجدت أحدا جلست تنتظر أقبل واحد من الصحابة متأخرا صفوان بن المعطل (رضي الله عنه ) لما رأى عائشة جاء، وقرب البعير، وصد عنها ركبت عائشة علي البعير، والرجل ما قال ولا كلمة، ومضى يمشي حتى وصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأعطاهم.. وصل عائشة عند النبي صلى الله عليه وسلم وسكت، ومشى المنافقون تكلموا.. قالوا: آه ما تأخرت إلا أنه فعلت معه كذا، وكذا.. شوفوا الفرية العظمية، وقام النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر، وقال: "ما بال أقوام يؤذونني في أهلي".. يعرفهم عبد الله بن أبي بن سلول، وفلان وفلان، ومع ذلك مع أنهم منافقون لم يتكلم بأسمائهم يعرض.

ويلمح من غير تصريح قال: "ما بال أقوام يؤذونني في أهلي والله ما علمت على أهلي إلا خيرا من يعذرني في رجل يتكلم في أهلي".. بلغني أذاه حتى وصل إلى أهلي لم يصرح باسمه -عليه الصلاة والسلام- ما أجمل يا جماعة لو نستعمل هذا الأسلوب! لو استعمله الرجل مع أولاده.

((((رابعًا ))))

أن تضع نفسك في مكان المنصوح، أحيانا تأتي إلى إنسان، وتنصحه كأنه كفر بفعله أو كأنه ارتد عن الدين يعني تغيب عن صلاة الفجر مثلا أو ربما دخل إلى سوق فيه منكرات معينة أو ربما زوجته لبست لباس لا يليق أو نحو ذلك ، إذا أردت أن تنصح لا تجلد الذي أمامك جلدا إلى درجة أنه يشعر أنه ارتد عن الدين بهذا ضع نفسك في موضع الملوم ربما يكون المسكين مضطر إلى هذا الفعل خذ مثالا على ذلك أقبل النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع أصحابه يوما قادمين من معركة من المعارك أطالوا المشي حتى تعبوا تعبا شديدا.. فقال "صلى الله عليه وآله وسلم" لأصحابه "قال: هل وددتم أن تعرسوا؟" يعني هل تودون أن ننزل نرتاح.. قالوا: "نعم يا رسول الله"..فقال: "من يرقب لنا الفجر؟ حتى لا يفوتهم قال بلال: أنا ،جلس واتكأ على بعيره، وتوجه إلى جهة طلوع الفجر، وأخذ ينظر ينتظر.. ينتظر حتى يطلع الفجر، ويؤذن يوقظ الناس للصلاة فأثناء انتظاره غلبته عينه.. حتى نام.. طلع الفجر، وانتشر الضوء، وطلعت الشمس، والناس نائمون.. فما أيقظهم إلا حر الشمس، واستيقظ النبي -صلى الله عليه وسلم- فقام عمر يقول: الله أكبر فزعان كيف تفوتنا الصلاة؟ فالتفت النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى بلال قال: "يا بلال أين كلامك؟ أنت ما قلت سأوقظكم.. وين؟ أين كلامك يا بلال؟ فقال بلال:" يا رسول الله أخذ بنفسي الذي أخذ بنفوسكم".. أنا اجتهدت أن أبقى مستيقظ.. لكن النوم سلطان فقال -صلى الله عليه وسلم- "ارتحلوا هذا موضع حضرنا فيه الشيطان" فارتحلوا ومشوا قليلا، وصلوا ولم يلم بلال في ذلك.. الرجل فعل أكثر ما عليه أنا والله اجتهدت قمت أصلي.. أصلي.. لكن تعبت فقلت: أرتاح.. فغلبني النوم غصب عني.. أنت تلوموني؟ أمر خارج عن طاقتي.. ما استطعت يا أخي أن أفعل شيء أكثر من ذلك.

(((((خامساً )))))

إذا كان الأمر انتهى قال: تلم ولا تنصح، بمعنى أحيانا يا جماعة يكون الأمر حصل، وانتهى فكونك تأتي للشخص الذي أمامك، وتلومه، وتتكلم عليه ما في فائدة خلاص الأمر،مثل لو أن إنسانا أهمل ولده فخرج الولد إلى الشارع، وصدمته سيارة ومات.. هل مناسب تأتي في العزاء، وتقول: أحسن الله عزاءك، ومرة ثانية انتبه لعيالك،خلاص انتهى الأمر..


محيط ـ إيمان الخشاب





.



(((((((((((((((((((((((((((( النصيحة والفضيحة ))))))))))))))))))))))))))))))))))

ملخص الخطبة

1- كل بني آدم خطّاء 2- الواجب للمخطئ نصيحته 3- يجب على المسلم التثبّت لما يسمعه من أخبار 4- حمل أمر المسلمين على الظن الحسن والمَحْمل الخيِّر 5- التعيير والتشهير فضيحة وليس بنصيحة 6- جواز القول في الناس في بعض المواطن


الخطبة الأولى



أما بعد:

فيا أيها المسلمون: اتقوا الله تعالى: واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه واعلموا أن الله غفور حليم [سورة البقرة:235].

معشر المسلمين: إن بذل النصيحة للمسلمين من إرشادهم إلى الحق المبين، وتحذيرهم من الباطل والمبطلين، يعتبر من الدين، قال النبي : ((الدين النصيحة قلنا: لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ))([1]). قال الخطابي – رحمه الله -: النصيحة كلمة جامعة معناها: ((حيازة الحظ للمنصوح له))([2]).

أيها المسلمون: لا شك أن الإنسان معرض للخطأ والميل عن الحق والصواب، فقد جاء في الحديث: ((كل بني آدم خطاء وخير الخطاءين التوابون))([3])، ومن حق المسلم على أخيه المسلم أن يبصره بعيوبه وأخطائه، وأن ينصح له في أمره وشأنه، لكن ينبغي أن يكون النصح برفق وحكمة، وليحذر المسلم من احتقار أخيه واتهامه بمجرد الظن، فإن الظن أكذب الحديث، وكفى به شرا قال النبي : ((بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم))([4]).

فإذا سمعت – أيها المسلم – عن أخيك المسلم شيئا تكره فلا تبادر إلى تصديق ما يقال لك عنه؛ بل يجب عليك أن تتثبت حتى تستيقنه، فإن كثيرا من الناس اعتاد إشاعة السوء بالباطل، وكثيراً منهم من إساءة الظن عنده أسرع من حسن الظن، فلا تصدق كل ما يقال، ولو سمعته مرارا حتى تسمعه ممن شاهده بعينه، ولا تصدق من شاهد الأمر بعينه حتى تتأكد من تثبته فيما شاهد، ولا تصدق من تثبت فيما شاهد حتى تتأكد من براءته من الغرض والهوى، ولذلك أمرنا الله تعالى باجتناب كثير من الظن، واعتبر بعضه إثما، فالظن ينافي العلم ولا يغني من الحق شيئا، قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا [سورة الحجرات:12]. وقال عز وجل: وما لهم به من علم إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئاً [سورة النجم:28].

وإذا رأيت – أيها المسلم – أمرا، أو بلغك عن أخيك المؤمن كلام يحتمل وجهين فاحمله محملا حسنا، فذلك أجدر بمكارم الأخلاق وصفاء الأخوة، قال عمر بن الخطاب – -: ((لا تظنن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن إلا خيرا وأنت تجد لها في الخير محملا)) .

قالت بنت عبد الله بن مطيع لزوجها طلحة بن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهم وكان طلحة أجود قريش في زمانه قالت: ما رأيت قوما ألأم من إخوانك، قال لها: مه مه! ولم ذلك؟ قالت: أراهم إذا أيسرت لزموك، وإذا أعسرت تركوك، فقال لها: هذا والله من كرم أخلاقهم، يأتوننا في حال قدرتنا على إكرامهم، ويتركوننا في حال عجزنا عن القيام بحقهم، فانظر كيف تأول طلحة صنيع إخوانه معه، وهو ظاهر القبح والغدر بأن اعتبره وفاء وكرما.

أيها المسلم: وإذا رأيت أخاك المسلم قد ارتكب خطأ لا مجال فيه لعذر أو شبهة، وجب عليك أن تتقدم إليه بالنصيحة سرا، بينك وبينه لا أمام الناس، فإن الإنسان لا يقبل أن يطلع أحد على عيبه، فإذا نصحته سرا، كان ذلك أرجى للقبول، وأدل على الإخلاص، وأبعد عن الشبهة، وأما إذا نصحته علنا أمام الناس فإن في ذلك شبهة الحقد والتشهير، وإظهار الفضل والعلم، وهذه حجب تمنع من استماع النصيحة والاستفادة منها، ولقد كان من خلق النبي وأدبه في إنكار المنكر وتبيين الحق، أنه إذا بلغه عن أحد أو جماعة شيء مما ينكر فعله لم يذكر أسماءهم علنا، وإنما كان يقول: ((ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا))، فيفهم من يعنيه الأمر أنه هو المراد بالنصيحة، وهذا يعتبر من أرفع أساليب النصح والتربية.

قال الشافعي – رحمه الله -: من وعظ أخاه سرا فقد نصحه وزانه، ومن وعظه علانية فقد فضحه وشانه. فالمؤمن الناصح ليس له غرض في إشاعة عيوب من ينصح له، وإنما غرضه إزالة المعصية التي وقع فيها، فهو يحب لأخيه ما يحب لنفسه أما الإشاعة وإظهار العيوب فهو مما حرمه الله تعالى ورسوله قال تعالى: إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون [سورة النور:19]. ففرق بين من قصده النصيحة وبين من قصده الفضيحة ولا تلتبس إحداهما بالأخرى إلا على من ليس من ذوي العقول الصحيحة، وعقوبة من أشاع السوء على أخيه المؤمن وتتبع عيوبه وكشف عورته أن يتبع الله عورته فيفضحه ولو بعد حين إلا أن يتوب.

أيها المسلمون: من مظاهر التعيير والتشهير: إظهار وإشاعته في قالب النصح، زاعما أن ما يحمله على ذلك هو التحذير من أقواله وأفعاله، والله يعلم أن قصده التحقير والأذى. مثال ذلك: أن تذم رجلا وتنتقصه وتظهر عيبه لتنفر الناس عنه رغبة منك في إيذائه لعداوتك إياه أو مخافتك من مزاحمته إياك على مال أو رئاسة أو غير ذلك من الأسباب المذمومة، فلا تتوصل بذلك إلا بإظهار الطعن فيه بسبب من الأسباب الدينية أو الدنيوية، فمن فعل ذلك فإنه يدل على مرض في قلبه، وإن كان من الذين يحلفون أنهم لم يريدوا إلا الحسنى، والله يشهد إنهم لكاذبون.

أيها المسلمون: ومن بلي بشي من هذا المكر بأن احتقر وعيب وتنقص منه فليتق الله وليصبر فإن العاقبة للتقوى: ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله [سورة فاطر:43].

أسأل الله تعالى أن يطهر قلوبنا من الغل والحقد والحسد، وأن يرزقنا قلوباً سليمة، وألسنة صادقة، وعلما نافعا، وعملا صالحا.

أقول هذا القول، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.






--------------------------------------------------------------------------------

([1])رواه مسلم :1/74.

([2])فتح الباري :1/138.

([3])رواه الترمذي وابن ماجة .

([4])رواه مسلم .




الخطبة الثانية



الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الملك الحق المبين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله سيد الأولين والآخرين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليما كثيرا.

أما بعد :

فيا أيها المسلمون: اتقوا الله تعالى، واعلموا أن بعض الناصحين والناقدين في المجالس، وبعض الكتاب في الصحف وغيرها يقعون في بعض الأخطاء والهفوات التي تسبب النفرة، بحيث تصبح النصيحة فضحية، والتذكير تشهيرا، وهذا ما لا يرضاه الإسلام، قال ابن رجب – رحمه الله -: اعلم أن ذكر الإنسان بما يكره محرم إذا كان المقصود مجرد الذم والعيب والنقص، أما إن كان فيه مصلحة لعامة المسلمين أو خاصة لبعضهم، وكان المقصود منه تحصيل تلك المصلحة، فليس بمحرم بل مندوب إليه، وقد قرر علماء الحديث هذا في كتبهم في الجرح والتعديل وذكروا الفرق بين جرح الرواة وبين الغيبة، وردوا على من سوى بينهما من المتعبدين وغيرهم ممن لا يتسع علمه، ولا فرق بين من تقبل روايته منهم ومن لا تقبل.

أيها المسلمون: فإذا كان المقصود هو تبيين الحق فهذا داخل في النصيحة، وإذا كان المقصود هو تنقص القائل وتبيين جهله وقصوره في العلم فهذا محرم، سواء أكان رده لذلك في وجه من يرد عليه أم في غيبته، وسواء أكان في حياته أم بعد موته، وهو داخل في قوله : ((يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من اتبع عوراته يتبع اله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته)) [رواه أبو داود وغيره (عون المعبود:13/224)].

أيها المسلمون: يجمل بالمسلم أن يقف سدا منيعا يذب ويدافع عن عرض أخيه وسمعته ولا سيما إذا ذكر أمامه بما يكره قال : ((من رد عرض أخيه المسلم رد الله عن وجهه النار يوم القيامة)) [رواه الترمذي].

أيها المسلم: ولتكن واثقا من أخيك مطمئنا إليه فلا تؤول كلامه إلا بخير ما دمت تجد في الكلام محملا حسنا حتى تكون سعيدا في دينك ودنياك، وحتى تنجو يوم القيامة: يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .

عباد الله: إن الله وملائكته يصلون على النبي. . .

http://alminbar.net/alkhutab/khutbaa.asp?mediaURL=1327