المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سوبر ماركت عمرو بن لحي ( أمممممممه إنه يقرمش !! )



mhd_siam
07-08-2009, 10:41 PM
سوبر ماركت عمرو بن لحي ( أممممممه إنه يقرمش !! )

بقلم جميل الرويلي

و لهذا فإن أكثر الصراعات الفكرية و الثقافية الآن هي " حرب تماثيل " فكل شخص في رأسه تمثال يدافع عنه و يفترض أن في الرؤوس الأخرى " تماثيل معادية " تحاول النيل منه و الإستواء على عرشه فصار كل أحد يقولب مفاهيمه تبعا لما تمليه شخصية ذلك التمثال حسب نحته و خصاله الساحرة التي نحتها له ثم يرى بأن أي شيء خارج عن خصال ذلك التمثال إنما هو " كفر بواح " يحل دم فاعله و عرضه !

كان هناك رجل في الجاهلية اسمه عمرو بن لحي , و كان رجلا لديه هاجس خاص تجاه فكرة الإله الذي يعبده قومه , و كان عمرو هذا رجل منفتح على ( الآخر ) على الآخِر , فذهب في يوم من الأيام إلى بلاد الروم في الشام فوجد عندهم تماثيل جميلة تقوم بنفس المهام التي يقوم بها إله العرب و لكنها آلهة ترى و تلمس و تشم فأعجبته الفكرة و وجد ضالته نحو فكرة الإله في هذه التماثيل فجاء بها إلى جزيرة العرب و هو أول من جلبها ! . و كان قد طلب من الولايات المتحدة الرومية صنما فأعطوه صنماً يقال له هبل فقدم به مكة فنصبه وأمر الناس بعبادته وتعظيمه، ثم لم يلبث أهل الحجاز أن تبعوا أهل مكة لأنهم ولاة البيت وأهل الحرم، حتى انتشرت الأصنام بين قبائل العرب. و قيل بأن له صلة وثيقة بالجن الذين أخبروه عن أصنام قوم نوح ، ـ ودًا وسواعاً ويغوث ويعوق ونسراً ـ و أنها مدفونة بجدة، فأتاها فاستخرجها ، ثم أوردها إلى تهامة، فلما جاء الحج دفعها إلى القبائل، فذهبت بها إلى أوطانها‏ , ففتح فرعا له في كل حي و قبيلة من قبائل العرب على طريقة مطاعم الملتيناشيونالتي بمعنى أنه صار عمرونالدز !.

لم تكن فكرة الإله الملموس شيئا جديدا على المسيحية التي صدرت التماثيل فعندهم أن المسيح لما قتل – بزعمهم – تحول دمه إلى خمر و جسده إلى خبز ! , و لهذا لا تستغرب إن رأيت البابا شنوده مثلا يقوم بحملة تنصير و يجري خلالها دعاية لإلهه المزعوم فيمسك قطعة خبز محمصة أمام الكاميرا فيقضمها و يقول : ( تعالوا ليبارككم الرب , أمممممه إنه يقرمش !! ) . و قد فهم العرب على كون الفكرة جديدة عليهم أن الغاية من تصوير الإله هي تحويله إلى شيء يقرمش فيكون نفعه أظهر للناس و لهذا قال عمر بن الخطاب بأنه سافر ذات مرة و معه صنمه الملاّكي في الجاهلية فلما جاع أكله , غير أني لا أعلم هل كان يقرمش أم لا ! . و هذه هي الحال في كل العقول التي تريد حصر الإله بدلا من أن تعتقد أنه هو الذي يحصرها , فتجد الشيعة مثلا يتسابقون إلى تربة كربلاء ليقرمشوا شيئا منها تعبدا و طلبا للشفاء و يقولون أن من قرمش من تربة كربلاء سبع حصيات مقرمشات لن يناله سوء حتى تقرمش عظامه !! . ثم جاء بعد ذلك رجل يقال له بوذا فحاول أن يقضي على فكرة " الإله المقرمش " هذه ففكر ثم قدر ثم ذهب و جلس تحت شجرة يقال لها شجرة الاستنارة و مكث صائما لا يقرمش شيئا و هو يقول لن أرحل حتى أصل إلى النيرفانا ! , و هي طريق الحقيقة و السعادة , و يقولون أنه تجلت له النرفانا فاخترع دين البوذية الذي ينص على حب الخير و الأخلاق الجيدة و أن الإله المقرمش لا وجود له و إنما هو دهر يمر و أرواح تتناسخ ! . و كان بوذا يخشى من أن يفتح فرع جديد لسوبر ماركت عمرونالدز في قومه و بالفعل بعد اختلاط البوذيه بالهندوسية و غيرها تحول بوذا نفسه إلى صنم استطاعت طالبان أن تفجر نسخة منه فثار عليها العالم لأنها دولة متخلفة تحارب آلهة التشبس المقرمشة ! . و قد كانت طالبان القاعدية قد أتهمت ايضا بالتخطيط لتفجير صنم الحرية الذي يكفي وجوده هناك عن وجود أي حرية في العقيدة الأمريكية فالإله موجود و تستطيع أن تلتقط معه صورة في أي وقت و ليس من شأن أمريكا أن تصنع الحرية طالما أنها تلمع أنف الإله و تجري له صيانة دورية قبل كل موسم سياحي !! .

على العموم فقد استطاع عمرو بن لحي تدويل هذه الفكرة , فكرة نصب التماثيل الحسية للأشياء المعنوية بحيث يكتفي الناس بـ ( نفع الحواس ) على نفع الحقيقة التي لأجلها نشأت فكرة هذا الرمز ! . و لهذا نبه النبي صلى الله عليه و سلم الكفار فقال لرجل منهم :" كم لك من إله يا فلان ؟ فقال : سبعة !! , ستة في الأرض و واحد في السماء ! , فقال له : إذا ركبت السفينة و ماج بك البحر فمن تدعو ؟ فقال : أدعو الذي في السماء !! . فقال عليه السلام : عليك بالذي في السماء و أترك التي في الأرض !! " . و لكن عمرو بن لحي و بتكثيفه لهذه الفكرة على نحو منحوت ملموس جعل الناس تتعلق بالهياكل الحجرية و تنسى المعاني التي نصبت لأجلها و قد تغلغلت هذه الفكرة في نفوس الناس فلما جاء الإسلام استغرب الكفار فقالوا : " أجعل الآلهة إله واحدا إن هذا لشيء عجاب !! " . مع أن كل الآلهة لها فكرة واحدة و لكنه تعلق الناس بالمحسوس على حساب المعنى , و مع تطور الزمان – الذي أنا إمامه – صار سوبرماركت عمرونالدز يصنع التماثيل لكل المعاني الكبيرة ! , فمثلا عندما دخلت روسيا إلى الرأسمالية و تركت الشيوعية وقف بوريس يلتسن الرئيس الروسي في طابور الزبائن أمام مطاعم ماكدونالد و عندما حصل على الهمبرجر وقف أمام الكاميرات و هي تصوره و هو يعانق إله من آلهة الرأسمالية فقضمها و نطق الشهادة العمرونالديه و قال : ( أممممه ! إنها تقرمش !! ) . و منذ ذلك الحين و الرأسمالية إله معترف به في روسيا و يكفي روسيا أنها وضعت صنما للرأسمالية في كل شارع و لا يهم أن يبقى نظامها الاقتصادي شيوعيا بعد ذلك طالما أن الآلهة موجودة فالمعنى لا حاجة له ! . ثم ركب أبو متعب الطائرة و دار حول العالم في أربعين يوما ليصافح كل آلهة الرأسمالية و تصور و هو يرتدي البذلة البنفسجية و يلبس الشورت و يلعب الجولف و عندما علم أنه لابد من نطق الشهادة ( أممممه ! إنها تقرمش ! ) ذهب إلى ملعب البولنج و أخذ الكرة الكبيرة بين الناس و هم بقضمها فقالوا له :" يا طويل العمر هذي ما توكل !! " فقال :" أجل وشلون نعتنق الرأسمالية و ننطق الشهادة ! " فقالوا : أرم بالكرة لتنتهي في هذا السرداب إلى جحر طويل هو نفسه جحر الامام العسكري عند الرافضة و ستخرج الرأسمالية – عجل الله فرجها – في آخر الزمان من ذلك السرداب ! .

الناس اليوم كذلك , صار لديهم متحف من التماثيل في راس كل واحد منهم و قد أفحش سوبر ماركت عمرونالد في إنتاج التماثيل عبر الفضاء و عبر الإعلام , و منذ أن قال كفار قريش " أن امشوا و اصبروا على آلهتكم إن هذا لشيء يراد " علم عمرو بن لحي أن الناس لا تحتاج إلى منقذ تصنع له صنما بقدر ما هي بحاجة لشيء تبذل له أحاسيس الفقر و التوسل الفائضة في نفوسها , فهم الذين يصبرون على آلهتهم بدلا من أن تصبر عليهم , و لهذا صار سوبر ماركت عمرونالدز ينتج تماثيل جديدة له قداسة كبيرة مع أنه كتب في كتالوج استخدام هذه الآلهة :" هذا إله مسكين يحتاج لمؤمن مجاهد !! " , و صار ينتج لكل فكرة تمثالا و الناس تشتري التماثيل و تنصبها في رؤوسها و تقاتل من أجلها و تجعل الدفاع عنها ضد أي شيء أمرا مقدسا, و تفترض أن في كل راس آخر يقبع شيطان يتبرص بذلك التمثال ! .

و لهذا فإن أكثر الصراعات الفكرية و الثقافية الآن هي " حرب تماثيل " فكل شخص في رأسه تمثال يدافع عنه و يفترض أن في الرؤوس الأخرى " تماثيل معادية " تحاول النيل منه و الإستواء على عرشه فصار كل أحد يقولب مفاهيمه تبعا لما تمليه شخصية ذلك التمثال حسب نحته و خصاله الساحرة التي نحتها له ثم يرى بأن أي شيء خارج عن خصال ذلك التمثال إنما هو " كفر بواح " يحل دم فاعله و عرضه !, و على طريقة " صنم الحرية " هناك و القوم الذين نصبوه فهم يزعمون أنهم " المؤمنون الوحيدون بالحرية " ثم يجوبون كوكب الأرض يقتلون و ينهبون و يسرقون , و كذلك تجد من في رأسه " صنم الإسلام " يكفي وجوده في رأس ناصبه عن ممارسة الإسلام نفسه فهو المؤمن الوحيد به و يحق له أن يقول و يفعل أي شيء في سبيل الدفاع عن صنمه المنحوت بريشته الخاصة , فنلوم أمريكا الكاذبة على تنكرها لصنم الحرية النبيل و لا نلوم أنفسنا على الكثير من الأصنام التي في رؤوسنا , ننصبها و ندافع عنها مع أننا لا نعمل بتوصياتها المقدسة !. و بدلا من أن يجلس الجاهلي تحت قدمي هبل و اللات و العزى و مناة الثالثة الأخرى تجده يجلس في دماغه يمسح أقدام قناعته المتحجرة حول فكرة ما و على هيئة ما و يقطع لها الوعود أن يموت دونها وأن يبذل لها بقية حياته !, و أن لا تمتد لها يد العابثين و المخربين من الأنبليفرز , و على طريقة أبي سفيان عندما صاح بعد معركة أحد :" لنا العزى و لا عزى لكم !! " , لا تنفك تسمع أوباشا يرددون " لنا المبدأ و لا مبدأ لكم , أعل هُطل ! " . و بما أن أصل صناعة هذه التماثيل كان الهدف من ورائه القرمشة فقد ثبت في صحيح السنة أن عمرو بن لحي الآن يجر قصبه في النار و لم يكن يجر قصبه إلا لأنه جعل " فكرة الإله فكرة علفية " , و لهذا تجد زبائن عمرونالدز لا ينفك أحدهم يمضغ إلهه ليل نهار في فمه بين الناس و يبصق عظامه في وجوههم و هو يسبح لصنمه و يهلل و يردد : " أممممه ! إنه يقرمش !! "

اخت مسلمة
07-09-2009, 03:38 AM
بارك الله فيك
الموضوع كفكرة ,صحيح عمليا وواقعيا
لكن لايجوز ان نقرن الاسلام بكلمة صنم أخي
حتى لو كان المعنى مجازي فهذا خلط خاطئ تماما
قد يكون الكاتب يرمي بذلك الى اختلاف الطوائف والمعتقدات
الاسلامية والمفروض ان يكون قصده المحرفة منها والمعطلة
والتي تشوه الاسلام بشركيات هذا الدين العظيم منها براء ,
لكن لايجوز ان نقرن ونجاور كلمة الاسلام او اي معتنق ينسب
اليه بالصنم والوثن .
جزاك الله خيرا

تحياتي للموحدين

mhd_siam
07-09-2009, 08:22 AM
جزاك الله خير الدنيا والاخرة
الاخت الفاضلة
علي ما اعتقد ان الكاتب يقسد الطوائف المختلفة التي تدعي الاسلام
فشبه هذه الطوائف من من يدعون الاسلام بان في عقولهم صنم

هذا ما فهمت من المقال
وجزاكم الله الجنة