المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى؟!



مؤمن
07-11-2009, 03:36 PM
قال تعالى: ﴿أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى ، أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى ، ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى ، فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى ، أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى﴾ [القيامة].

ذكر سيد قطب في الظلال: «﴿أَيَحْسَبُ الإِِنسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى﴾ فقد كانت الحياة في نظر القوم حركة لا علة لها، ولا هدف، ولا غاية... أرحام تدفع وقبور تبلع... وبين هاتين لهو ولعب، وزينة وتفاخر، ومتاع قريب من متاع الحيوان...

والذي يميز الإنسان عن الحيوان، هو شعوره باتصال الزمان والأحداث والغايات، وبوجود الهدف والغاية من وجوده الإنساني، ومن الوجود كله من حوله. وارتقاؤه في سلم الإنسانية يتبع نمو شعوره هذا وسعته، ودقة تصوره لوجود الناموس، وارتباط الأحداث والأشياء بهذا الناموس. فلا يعيش عمره لحظة لحظة، ولا حادثة حادثة، بل يرتبط هذا كله بإرادة عليا خالقة مدبرة، لا تخلق الناس عبثاً، ولا تتركهم سدى.

وفي غير تعقيد، ولا غموض، يأتي بالدلائل الواقعة البسيطة التي تشهد بأن الإنسان لن يترك سدى.. إنها دلائل نشأته الأولى: ﴿أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى ، ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى ، فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى﴾ ألم يك نطفة صغيرة من مني يمنى ويراق؟ ألم تتحول هذه النطفة من خلية واحدة صغيرة إلى علقة في الرحم، تعلق بجدرانه لتعيش وتستمد الغذاء؟.. من ذا الذي خلقها بعد ذلك جنيناً معتدلاً منسق الأعضاء... ثم في النهاية من ذا الذي جعل من الخلية الواحدة الذكر والأنثى؟.. إنه لا مفر من الإحساس بالله الخالق المدبر... وأمام هذه الحقيقة التي تفرض نفسها فرضاً على الحس البشري، يجيء الإيقاع الشامل لجملة من الحقائق: ﴿أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى ﴾ بلى، سبحانه، فإنه القادر على أن يحيي الموتى... القادر على النشأة الأخرى»



(أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى )

--------------------------

أيها الضال عن طريق الهدى , أما تسمع صوت الحادي وقد حدا , من لك إذا ظهر الجزاء وبدا , وربما كان فيه أن تشقى أبدا
( أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى)


يا من تكتب لحظاته , وتجمع لفظاته , وتعلم عزماته , وتحسب عليه حركاته إن راح أو غدا
( أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى )


ويحك إن الرقيب حاضر , يرعى عليك اللسان والناظر , وهو إلى جميع أفعالك ناظر , إنما الدنيا مراحل إلى المقابر , وسينقضي هذا المدى( أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى )


مالي أراك في الذنوب تعجل , وإذا زجرت عنها لا تقبل , ويحك انتبه لقبح ما تفعل لأن الأيام في الآجال تعمل مثل عمل المدى( أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى )


سترحل عن دنياك فقيرا , لا تملك مما جمعت نقيرا , بلى قد صرت بالذنوب عقيرا بعد أن رداك التلف رداء الردى( أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى )

كأنك بالموت قد قطع وبت , وبدد الشمل المجتمع وأشت , وأثر فيك الندم حينئذ وفت , انتبه لنفسك أشمتَّ والله العدا( أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى )


كأنك ببساط العمر قد انطوى , وبعود الصحة قد ذوى , وبسلك الإمهال قد قطع فهوى , اسمع يا من قتله الهوى وما ودى
( أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى )


تالله ما تقال وما تعذر , فإن كنت عاقلا فانتبه واحذر , كم وعظك أخذ غيرك وكم أعذر , ومن أنذر قبل مجيئه فما اعتدى
( أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى )

فبادر نفسك واحذر قبل الفوت , وأصخ للزواجر فقد رفعت الصوت , وتنبه فطال ما قد سهوت , اعلم قطعا ويقينا أن الموت لا يقبل الفدا( أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى )


انهض إلى التقوى بقريحة وابك الذنوب بعين قريحة , وأزعج للجد أعضاءك المستريحة , تالله لئن لم تقبل هذه النصيحة لتندمن غدا( أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى )


-
-
-


منقول بتصرف

نايف
07-12-2009, 05:23 PM
آية في وسطها آية

والله أن اللفظ لوحده يلامس حقيقه قادمه لامجال فيها ,,

شكرا ايها الكريم ,,

مؤمن
03-18-2010, 02:26 PM
للرفع

عَرَبِيّة
03-18-2010, 08:23 PM
بارك الله فيك أخي مؤمن ..