المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التفسير العلمي للستة ايام لخلق السماء والارض



Averroès
07-19-2009, 06:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

https://4c5qwq.blu.livefilestore.com/y1m5eQTpJOfeRKuBrDnYRatDDYxkzMq8jJZC2AFrXeOVwpvF8O VUh7fvcNGvpBvz171pnvf2yEBJUIQSIM6aOeuq94ZbmXr_5QPe zG1hRgt1UW6xx1d-jJWVG-pUEDVdlwWnjjtB5Vtv6trLDKFBxK1RQ/6period6.jpg

مسالة خلق الكون تطرقت لها كل الكتب الدينية وقامت بمحاولة تفسير كيف ظهر هذا الكون وتتابع الاحداث .

غير انه اذا اخضعنا ماجائت به الكتب الدينية وسلطنا عليها اضواء الكشوفات العلمية الحديثة تبين لنا انها لا تتفق مع العلم الحديث وفي هذه العجالة ساحاول مقارنة التفسير الذي جاء به القران الكريم لظهور الكون مع العلم الحديث لنرى مدى توافقهما.

القران الكريم تحدث عن خلق السموات والارض في ايات كثيرة وتعرض في بعض الايات لبعض من التفصيل .

ونجده مثلا يحدد خلق السموات والارض في ستة ايام ولكن هنا كلمة يوم في القران استعملت بهذه الصيغة لحكمتين اولا حتى لا تنقض اعتقادا كان منتشرا وثانيا حتى تبين لك اذا امعنت النظر في تفسير معنى كلمة يوم حسب المفهوم القراني ليتبين لك ان معناها مرحلة .

فكلمة يوم مثلا ذكرت في هذه الاية تعني مرحلة تساوي خمسين الف سنة

في يوم كان مقداره خمسين الف سنة

وهنا تعني الف سنة

ويعرج اليه في يوم كان مقداره الف سنة مما تعدون
وهنا اية اخرى تبين نسبية الزمن

ان يوما عند ربك كالف سنة مما تعدون

فمن خلال هذه الايات يتبين لنا نسبية مفهوم الزمن وبالتالي فالستة ايام التي ذكرت في الخلق لا ندري حقيقة كم هو مدة اليوم منها وبالتالي سنتعامل معها دائما على اساس انها مراحل للخلق.

وفي سورة فصلت قال تعالى

قل اينكم لتكفرون بالذي خلق الارض في يومين وتجعلون له اندادا ذلك رب العالمين .. وجعل فيها رواسي من فوقها وبرك فيها وقدر فيها اقواتها في اربعة ايام سواء للسائلين .. ثم استوى الى السماءوهي دخان فقال لها وللارض ائتيا طوعا او كرها قالتا اتينا طائعين .. فقضاهن سبع سموات في يومين واوحى في كل سماء امرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم

وهذه ايات رغم انها تعرضت بالتفصيل لعملية الخلق الا انها لا تفيد الترتيب بدليل هذه الاية التي يقول فيها الله تعالى

والسماء بناها رفع سمكها وسواها واغطش ليلها واخرج ضحاها والارض بعد ذلك دحاها اخرج منها مائها ومرعاها

ففي هذه اية استعملت كلمة بعد ذلك وهي التي تفيد الترتيب وبالتالي فالقران يقرر ان خلق السماء اي الكون قد سبق خلق الارض وان تداخلت مرحلة خلق السماء مع مرحلة خلق الارض حسب ما نفهمه من الايات في سورة فصلت .

واذا عدنا الى ايات في سورة فصلت وتعاملنا مع كلمة يوم على اساس انها مرحلة نخلص بالاستنتاجات التالية

اولا ان خلق الارض كان في مرحلتين.

ثانيا ان تقدير الاقوات كان في اربعة مراحل ليست بنفس مدة مرحلتي الارض بدليل لو اضفنا اربعة ايام لتقدير الاقوات الى يومين لخلق الارض وزدنا عليها يومين لخلق الفراغ لاصبحت 8 ايام.

ثالثا ان خلق السبع السماوات بما فيها السماء الدنيا اي المكان كان في اليومين الاولين ثم تلته عملية التزيين بالنجوم اي تشكل المجرات والنجوم وهنا اريد الاشارة الى انه يجب التفريق بين بناء السماء وبين خلق السماء فبناء السماء يعني خلق ما تحويه من مجرات ونجوم وكواكب اي تشكيلها وخلق السماء يعني خلق المكان فالفراغ الكوني هو ايضا مخلوق لانه يعتبر مكانا ولو لم يحوي اي شيء من مجرات او نجوم او غبار.

رابعا تداخل مراحل خلق الارض مع خلق السماء.

واذا قارنا هذه الاستنتاجات نجدها متطابقة مع العلم تماما فخلق الارض في يومين يعني ثلث الستة الايام واذا ذهبنا الى العلم الحديث نجد ان عمر الارض 4.5 تقريبا وهو ثلث عمر الكون ايضا الذي يبلغ 13.5 مليار سنة تقريبا.

وتقدير الاقوات في الارض اي منذ تصلب القشرة الارضية مر ايضا باربعة عصور فاذا اطلعت على علم الجيولوجيا وجدته يقسم الازمنة التي مرت على الارض منذ نشاتها الى اربعة عصور وهي

الزمن الاول ويضم عصر الكمبرى والاردفيسي والسيلوري والديفوني والفحمي والبرمي

الزمن الثاني ويضم عصر الترياسي والجوراسي والكريتاسي

الزمن الثالث ويضم عصر الباليوسين والايوسين والاليكوسين والميوسين والبليوسين

الزمن الرابع ويضم عصر البيلييستوسين والهلوسين وفي اخر هذا الزمن ظهر الانسان

وتداخل مراحل خلق السماء مع الارض متطابق مع العلم ايضا فنفس الفترة التي كانت الارض تشكل فيها كانت السماء هي ايضا تتشكل بدون انقطاع والقران يقرر ان البناء السماوي في حالة تشكل دائم كما في هذه الاية

والسماء بنيناها بايد وانا لموسعون

فهذه اية تقرر ان السماء في اتساع دائم فاللام هنا تفيد الماضي والحاضر والمستقبل اي ان السماء كانت في اتساع وهي الان تتسع ومستقبلا مازالت ستتسع وهي نفس اللام التي ذكرت في هذه الاية

انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون

فتشكل السماء كما راينا من خلال القران لم يكن في لحظة واحدة وانما كان مستمر من الماضي الى الحاضر ومازال التشكل سيكون مستقبلا وهذه النظرة القرانية لبناء السماء متطابقة مع العلم تماما