المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شخصنة الدعوة...والغاية المنشودة



العطاب
07-20-2009, 06:36 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى سبيل الأنبياء والصالحين،يرفع الله من سلك طريقهم إلى أعلى الدرجات وأسمى المكانات...
ولا بد للداعية حتى تثمر دعوته أن يتوأم منهجه بمنهج الأنبياء وذلك عائد إلى أن منهج الأنبياء هو الذي أراده الله منهم فأوحى إليهم به وأمرهم باتخاذه...
والمتأمل لكتاب الله سبحانه يرى أن أولَ أمر دعا إليه الأنبياء هو توحيد الله ونبذ التنديد وأطياف الوثنية ...
فالتوحيد هو المحور البارز في السور المكية وهو الأساس الذي أوجده الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم في قلوب المؤمنين...
وهكذا يسير الداعية على خطى الأنبياء ولكنه وهو في سيره الحثيث تعترضه عقبة رفض المدعويين لدعوته ونبذهم لها...
وهنا نقف وقفة لنرى حقيقة الأشكال القائم عند المدعويين أهو راجع إلى شخصنة الدعوة أم في ذات الدعوة نفسها؟؟؟
وسأضرب مثالا على ما سبق...
لو أن أحد الدعاة رجع إلى بلده بعدما ارتوى علما من أي قطر كان وفور وصوله أعلن عن افتتاحه درسا في التوحيد والايمان وتحديدا في كتاب الشيخ محمد بن عبد الوهاب-رحمه الله-
ثم ما لبث أن لقي عزوفا عن الدرس وعدم اكتراث به...
هنا يبحث الداعية الحصيف عن منشأ الإشكال وعلاجه...
فإن كان سبب الإشكال بغض الدعوة نفسها فالأمر يحتاج إلى معالجة خاصة... وإن كان منشأ الإشكال في شخص الشيخ ابن عبد الوهاب فهنا يعمد الداعية إلى تغيير الوسيلة-الكتاب-ويرى وسيلة أخرى توصل الغاية المنشودة وهي تحقيق التوحيد إلى وسيلة أخرى ...
كأن يرى إماما كتب في التوحيد الخالص والمدعوون يعرفون له قدره أو أن يرفع الداعية سقف الطرح إلى الذروة بإيراد آيات التوحيد في قالب درس تفسير أو ما شابه...
وأشرتُ إلى هذه المعالجة لأن بعض الغيورين ينزل حكم الوسيلة حكم الغاية وهذا في نظري-على أقل تقدير-خلط كبير ولا شك...
فلو عاش المسلم دهره لا يعرف كتاب الشيخ محمد بن عبد الوهاب مع أنه محقق للتوحيد نابذ للشرك والوثنية وأطياف التنديد لعدَّ موحدا على الجادة-والعلم عند الله-...
والمعالجة السابقة هي فيما لو لقي الداعية صلفا في المدعويين وأما إن سار الأمر انسيابيا فلا حاجة حينها للمعالجة السابقة...
فليس ثمة إشكال في تصدير تراث الشيخ محمد بن عبد الوهاب لأنه تراث حقيق بالإستفادة...
رحم الله الشيخ محمد وأسكنه فسيح جناته...
ولله الأمر من قبل ومن بعد