المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هداية المرتاب وهدم الإلحاد بآي من الكتاب



ماكـولا
07-25-2009, 06:03 PM
يقول الله " أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ " الطور 35-36



قال ابن كثير" هذا المقام في إثبات الربوبية وتوحيد الألوهية، فقال تعالى: { أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ } أي: أوجدوا من غير موجد؟ أم هم أوجدوا أنفسهم؟

أي: لا هذا ولا هذا، بل الله هو الذي خلقهم وأنشأهم بعد أن لم يكونوا شيئا مذكورا.

قال البخاري: حدثنا الحُمَيديّ، حدثنا سفيان قال: حدثوني عن الزهري، عن محمد بن جبير ابن مطعم، عن أبيه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور، فلما بلغ هذه الآية: { أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ . أَمْ خَلَقُوا السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ بَل لا يُوقِنُونَ أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُسَيْطِرُونَ } كاد قلبي أن يطير .

وهذا الحديث مخرج في الصحيحين من طرق، عن الزهري، به . وجبير بن مطعم كان قد قدم على النبي صلى الله عليه وسلم بعد وقعة بدر في فداء الأسارى، وكان إذ ذاك مشركا، وكان سماعه هذه الآية من هذه السورة من جملة ما حمله على الدخول في الإسلام بعد ذلك.

ثم قال تعالى: { أَمْ خَلَقُوا السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ بَل لا يُوقِنُونَ } أي: أهم خلقوا السموات والأرض؟ وهذا إنكار عليهم في شركهم بالله، وهم يعلمون أنه الخالق وحده، لا شريك له. ولكن عدم إيقانهم هو الذي يحملهم على ذلك"


قال ابو سليمان الخطابي" يكون المعنى أم خُلقوا من غير شيء فوجِدوا بلا خالق؟ وذلك ما لا يجوز أن يكون لأن تعلق الخلق بالخالق من ضرورة الأمر فلا بد له من خالق فإذا قد أنكروا الإله الخالق ولم يجز أن يُوجَدوا بلا خالق خلقهم أفَهُم الخالِقُون لأنفسهم؟

وذلك في الفساد أكثر وفي الباطل أشد لأن ما لا وجود له كيف يجوز أن يكون موصوف بالقدرة؟ وكيف يتاتى منه الفعل؟

-قلت: ولا يقال إن كل ما يراه الإنسان هو الموجود فقط فإن هذا فساده يغني عن بيانه ولكن نقول إن كثير من الأمور لا يرها الإنسان وهي موجودة شاء أم أبى رآها أم خفيت عنه مثاله النفس التي بين جنبيه , وقس عليه الملائكة والجان

فليس كل ما غاب عن ناظرك يصير عدما والا لهدمت حقبات من الامم ومحوت نقوش من مضى من العصور وسل من غاب عنه أبوه في سفر للتجارة هل انقطع عنه حنانه ورعايته وكتابته وسعيه في جلب الرزق لتسهيل وسائل المعيشة هل غاب عنه إمداده بالكلام الطيب الذي يبعث الأمل في النفوس هل غاب عنه ما يعيشه من فضله؟

ولله المثل الأعلى في خلقه فهو خلقهم ورزقهم ولطف بهم في أمور لا يجد فيه الجد ولا وجد فيه منجى إلا إليه أفلا تكون عبدا شكورا؟-

واذا بطل الوجهان معا قامت الحجة عليهم بأن لهم خالقا فليؤمنوا به إذا ثم قال " أَمْ خَلَقُوا السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ بَل لا يُوقِنُونَ" وذلك شيء لا يمكنهم أن يدعوه بوجه فهم منقطعون والحجة لازمة لهم من الوجهين ثم قال

"بَل لا يُوقِنُونَ" فذكر العلة التي عاقتهم عن الإيمان وهي عدم اليقين الذي هو موهبة من الله عز وجل فلا ينال إلا بتوفيقه"

ولهذا كان انزعاج جبير بن مطعم رضي الله عنه حتى قال" كاد قلبي أن يطير " والله اعلم


وهذا باب لا يفهمه إلا أرباب القلوب