المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أهل الفتره



أبو ساره
07-27-2009, 06:24 PM
أهل الفترة





قال تعالى( يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير. )الآية , قال ابن جرير رحمه الله في هذه الآية (على فترة من الرسل ): يقول على انقطاع من الرسل )

جاء في حديث حذيفة مرفوعاً، وفيه: (يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب حتى لا يدرى ما صيام ولا صلاة ولا نسك ولا صدقة ولا يسرى على كتاب الله U في ليلة فلا يبقى في الأرض منه آية، وتبقى طوائف من الناس: الشيخ الكبير، والعجوز، يقولون: أدركنا آباءنا على هذه الكلمة لا إله إلا الله"، قال صلة بن زفر لحذيفة: ما تغني عنهم لا إله إلا الله وهم لا يدرون ما صلاة ولا صيام ولا صدقة؟ فأعرض عنه حذيفة، ثم ردها عليه ثلاثاً كل ذلك يعرض عنه حذيفة، ثم أقبل عليه في الثالثة فقال: يا صلة: تنجيهم من النار، ثلاثاً) أخرجه ابن ماجة، وقال البوصيري: إسناده صحيح، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، وقال عنه الحافظ ابن حجر في الفتح سنده قوي، وصححه الألباني (نقلاً من نواقض الإيمان القولية والعملية).


قال شيخ الإسلام ابن تيمية : : (نعم قد يشكل على كثير من الناس نصوص لا يفهمونها فتكون مشكلة بالنسبة إليهم لعجز فهمهم عن معانيها ، ولا يجوز أن يكون في القرآن ما يخالف صريح العقل والحس إلا وفي القرآن بيان معناه ، فإن القرآن جعله الله شفاءً لما في الصدور وبيانا للناس فلا يجوز أن يكون بخلاف ذلك ، لكن قد تخفى آثار الرسالة في بعض الأمكنة والأزمنة حتى لا يعرفون ما جاء به الرسول e، إما أن لا يعرفوا اللفظ، وإما أن يعرفوا اللفظ ولا يعرفوا معناه؛ فحينئذ يصيرون في جاهلية بسبب عدم نور النبوة ومن ها هنا يقع الشرك وتفريق الدين شيعا كالفتن التي تحدث السيف، فالفتن القولية والعملية هي من الجاهلية بسبب خفاء نور النبوة عنهم كما قال مالك ابن أنس : إذا قل العلم ظهر الجفاء ، وإذا قلت الآثار ظهرت الأهواء. ولهذا شبهت الفتن بقطع الليل المظلم، ولهذا قال أحمد : في خطبته: الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة بقايا من أهل العلم. فالهدى الحاصل لأهل الأرض إنما هو من نور النبوة كما قال تعالى : )فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى( فأهل الهدى والفلاح هم المتبعون للأنبياء، وهم المسلمون المؤمنون في كل زمان ومكان، وأهل العذاب والضلال هم المكذبون للأنبياء. يبقى أهل الجاهلية الذين لم يصل إليهم ما جاءت به الأنبياء فهؤلاء في ضلال وجهل وشرك وشر لكن الله يقول )وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً( وقال )رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لئلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ( وقال تعالى )وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلاَّ وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ( فهؤلاء لا يهلكهم الله ويعذبهم حتى يرسل إليهم رسولا , وقد رويت آثار متعددة في أن من لم تبلغه الرسالة في الدنيا فإنه يبعث إليه رسولا يوم القيامة في عرصات القيامة) .أ.هـ مجموع الفتاوى (17/307).


قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ( فإذا ضعف العلم والقدرة صار الوقت وقت فترة في ذلك الأمر). ا.هـ ( مجموع الفتاوى ) - (19/71).


وقال أيضا ( وقد رويت آثار متعددة في أن من لم تبلغه الرسالة في الدنيا فإنه يبعث إليه رسول يوم القيامة في عرصات القيامة )الفتاوى 17/308


قال ابن تيمية(لكن قد تخفى آثار الرسالة في بعض الأمكنة والأزمنة حتى لا يعرفون ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم إما لا يعرفون اللفظ وإما أن يعرفوا اللفظ و لا يعرفوا المعنى فحينئذ يصيرون في جاهلية ) الفتاوى 17/307


وقال الشيخ ابن تيمية (قال مالك بن أنس :إذا قل العلم ظهر الجفاء وإذا قلت الآثار ظهرت الأهواء ولهذا شبهت الفتن بقطع الليل المظلم ولهذا قال أحمد في خطبته :الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة بقايا من أهل العلم ) الفتاوى 17/308


وقال ابن القيم ( وقد وافقه عليه أئمة الدعوة ونقلوه في كتبهم ) وقد جعله أصلا من الأصول قال إن قيام الحجة (أي التي ينبني عليه التكفير والقتل والقتال ونحوها ) يختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة والأشخاص فقد تقوم حجة الله على الكفار في زمن دون زمن وفي بقعة وناحية دون أخرى كما أنها تقوم على شخص دون آخر إما لعدم عقله وتميزه كالصغير والمجنون وإما لعدم فهمه لكونه لم يفهم الخطاب ولم يحضر ترجمان له فهذا بمنزلة الأصم الذي لا يسمع شيئا ويتمكن من التفهم وهو أحد الأربعة الذين يدلون على الله بالحجة يوم القيامة كما في حديث الأسود وأبي هريرة وغيرهم )كتاب الطبقات ،


وقال ابا بطين (أما حكم من مات في زمان الفترات ومن لم تبلغه دعوة رسول فإن الله سبحانه أعلم بهم واسم الفترة لا يختص بأُمة دون أُمة قال أحمد في خطبته على الزنادقة والجهمية :الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم ,ويُروى هذا اللفظ عن عمر رضى الله عنه )الدررالسنية ج1/ص368


تنبية: زمن محمد بن عبدالوهاب زمن فترة


قال الشيخُ سلمانُ بن سحمان رحمه الله:" فيقال نعم فإن الشيخ محمد لم يكفرالناس ابتداء الا بعد قيام الحجة و الدعوة لانهم إذ ذاك في زمن فترة و عدم علم بأثار الرسالة"( جزء في أهل الاهواء و البدع و المتأولين للشيخ علي الخضير باب 7)


قال الشيخ علي ( وقد أجمع أئمة الدعوة على أن زمن ظهور الشيخ محمد بن عبد الوهاب كان زمن فترة وأن زمن ظهور الشيخ ابن تيمية زمن فترة وغلبة جهل ) كتاب الحقائق
وقال عبد الله وحسين أبناء الشيخ محمد بن عبد الوهاب ( من مات من أهل الشرك قبل بلوغ هذه الدعوة فالذي يحكم عليه أنه إذا كان معروفا بفعل الشرك ويدين به ومات على ذلك فهذا ظاهره أنه مات على الكفر فلا يُدعى له ولا يُضحى له ولا يُتصدق عنه وأما حقيقة أمره فإلى الله تعالى فإن قامت عليه الحجة في حياته وعاند فهذا كافر في الظاهر والباطن وإن لم تقم عليه الحجة فأمره إلى الله تعالى ) الدرر 10/142


قول الشيخين الكريم حسين و عبد الله أبناء شيخ الاسلام محمد(الدرر10\142):"من مات على الشرك قبل بلوغ هذه الدعوة فالذي يحكم عليه أنه إذا كان معروفا بفعل الشرك و يدين به و مات على ذلك فهذا ظاهره أنه مات على الكفر...)
منقول