المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا ?



White-dove
07-30-2009, 08:09 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أرجو من الإخوة المتوحدين أن يجيبوني على هذا السؤال :
لماذا سمّي الرسول صلى الله عليه و سلم ب " الصادق الأمين "
أنتظر إجاباتكم جزاكم الله خيرا

اخت مسلمة
07-30-2009, 11:16 PM
اللهم صلي وسلم وبارك على نبينا وامامنا وامام الخلق اجمعين وانبياء الله المرسلين سيدنا محمد وعلى آله واصحابه الطاهرين
ان الحديث عنه عليه افضل الصلاة والسلام لذو شجون يااخي ولن تكفي لشرح هذه الصفتان ورواية سيرته في تميزه بهما كتب كثيرة وسأحاول
ان اوجز لك بعضها لشديد متعة الحديث عن شمائله صلى الله عليه وسلم ,بأبي وامي وروحي وعقلي وكل واعز ماملكت ومااملك وماسأملك يارسول الله وان عز كل ذلك وعجز ان يكون ببركة موضع قدمك الشريفة على الارض ,صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
اتصف النبي محمد عليه الصلاة والسلام بصفة الصدق منذ خلقه الكريم عليه الصلاة والسلام فلم يزل لسانه الشريف بكذبة قطولا على سبيل المزاح طول عمره الشريف ,ولم يعلمها او يسمعها منه قط لافي عهد الجاهلية ولا في عهد الرسالة الى ان فاضت روحه الشريفه الطاهرة الى مولاها تستقبلها ملائكة السماء ,انه محفوظ اللسان من تحريف في قول واسترسال في خبر يكون إلي الكذب منسوبا وللصدق مجانبا , فأنه لم يزل مشهورا بالصدق في خبره كان فاشيا وكثيرا حتى صار بالصدق مرقوما ,وبالأمانة موسوماً وكانت قريش بأسرها تتيقن صدقه قبل الإسلام فجهروا بتكذيبه في استدعاءهم إليه فمنهم من كذبه حسدا ومنهم من كذبه عنادا من كذبه استبعادا أن يكون نبيا أو رسولاً ولو حفظوا عليه كذبه نادرة في غير الرسالة لجعلوها دليلا على تكذيبه في الرسالة , ومن لزم الصدق في صغره كان له في الكبر الزم ومن عصم منه في حق نفسه كان في حقوق الله تعالي اعصم واحفظ .
وعرف النبي صلى الله عليه و سلم بالأمانة و الصدق حتى لقب بالصادق الأمين و كانوا إذا ذهب أو جاء يقولون جاء الأمين و ذهب الأمين و يدل على ذلك قصة الحجر الأسود عند بناء الكعبة المشرفة بعدما تنازعهم في استحقاق شرف رفعه ووضعه في محله حتى كادوا يقتتلون لولا اتفاقهم على تحكيم أول من يدخل المسجد الحرام فكان الداخل هو محمد صلى الله عليه و سلم فلما رأوه قالوا : "هذا الأمين رضينا هذا محمد" فلما أخبروه الخبر قال صلى الله عليه و سلم : "هلم إلي ثوباً" فأتى به فأخذ الركن فوضعه بيده الطاهرة ثم قال : " لنأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب ثم ارفعوه جميعاً ففعلوا حتى إذا بلغوا به موضعه وضعه هو بيده الشريفة ثم بني عليه قال ابن هشام : "وكانت قريش تسمي رسول الله صلى الله عليه و سلم قبل أن ينزل الوحي : الأمين" وكانت ثقة أهل قريش بالنبي صلى الله عليه و سلم كبيرة فكانوا ينقلون إلى بيته أموالهم و نفائسهم وديعة عنده و لم يزل ذلك دأبهم حتى بعد معاداته بسبب دعوته لهم إلى الإيمان بالله تعالى و ترك عبادة الأوثان كما دل على ذلك تركه صلى الله عليه و سلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه في مكة بعد هجرته صلى الله عليه و سلم ليرد ودائع الناس التي كانت عنده صلى الله عليه و سلم فأقام علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه و أرضاه بمكة ثلاث ليال و أيامها حتى أدى عن رسول الله صلى الله عليه و سلم الودائع التي كانت عنده للناس حتى إذا فرغ منها لحق برسول الله صلى الله عليه و سلم وقد شهد بأمانة الرسول صلى الله عليه و سلم أعدائه قبل أصدقائه و صحابته فها هو أبو سفيان زعيم مكة قبل إسلامه يقف أمام هرقل ملك الروم و يعجز عن نفي صفة الأمانة عن النبي صلى الله عليه و سلم رغم حرصه عندئذ أن يطعن فيه و لكن ما أن سأله هرقل عن ما يدعو إليه النبي صلى الله عليه و سلم فأجاب أبو سفيان : "يأمر بالصلاة و الصدق و العفاف و الوفاء بالعهد و أداء الأمانة" أما أصدقائه و صحابته فلم يختلف أحد على أمانته صلى الله عليه و سلم و من أمثلة ذلك ما قالته عنه خديجة رضي الله عنها عند بداية نزول الوحي عليه صلى الله عليه و سلم : "...فوالله إنك لتؤدي الأمانة و تصل الرحم و تصدق الحديث.." و ما قاله جعفر بن أبي طالب للنجاشي ملك الحبشة رضي الله تعالى عنه حين سأله عن الدين الذي اعتنقوه فأجاب : "حتى بعث الله إلينا رسولا منا نعرف نسبه و صدقه و أمانته و عفته.."
الصدق والأمانة من متلازمات هذا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وهما صفتان لاتبرحانه عليه الصلاة والسلام لانهما اهم صفات ناقلي رسائل السماء الى البشرية فلاتصديق لمن ليس بصادق ولاامين لذا تلازمت صفتاه هاتان لتكونا من دلائل نبوته الشريفه ومن العوامل المساعده لمعاصريه ممن من الله عليهم بالهداية وللتابعين الى يوم القيامة ممن عرفوا وتعلموا سيرته الطاهرة للجزم بصدق ماجاء به والتصديق بما امر به ونهى عنه , عليه الصلاة والسلام .
ارجو ان تكون المقتطفات مفيدة وان كان كما ذكرت لك لتفرغ الكتب للحديث عن شمائله عليه الصلاة والسلام .

تحياتي للموحدين