المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الخُنفشـار !



ماكـولا
08-01-2009, 06:43 AM
إن الحمد لله نحمد ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله

أما بعد

فلا زال الخنفشاريون يراودوننا بخنفشارياتهم بين الحين والحين بكل جديد

فامتطاء العجب ببيداء الجهل وفي ليلة لا يراه فيها عالم يصرخ فيه ليقرع وهمه لمنفذ مخيف يتسلل منه الخنفشاري , ذلك المتعالم النكد الذي أطلق لسانه بلا لجام وعقله بلا عقال , ولقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك فقال " لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول لا ندري ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه" ابوداود وصححه الالباني

متكأ لا يجتهد في البحث ولا التقصي فاغراً فاه بكل ما لا علم له به ,ولسانٌ ناطقٌ في كل فن وفي كل علمٍ بـ " ارى أو لا أرى أو لو فعلت كذا أو يقولون وقالوا... " فهمّه أن يتكلم وأن لا أحد يسكته ولا يخطئه فهو الخنفشار الكبير ... تالله لقد ذبحوا العلم من الوريد الى الوريد وأفزعوا الذكاء وأرعبوا المواهب والقدرات وبنوا للجهل قصرا في الرمال ومن يدري متى تأتي موجه العلم لتسحقها من جديد .




أمثلة الخنفشاريين قديما:.



1- مفتي الخنفشار:



يقول بكرأبو زيد رحمه الله في كتابه التعالم" في كتب المحاضرات أن رجلا كان يفتي كل سائل دون توقف , فلحظ أقرانه ذلك عنه , فأجمعوا أمرهم لامتحانه بنحت كلمة ليس لها أصل هي " الخُنفشار" فسألوه عنها فأجاب على البديهة : بأنه نبت طيب الرائحة ينبت بأطراف اليمن إذا أكلته الإبل عقد لبنها !!


قال شاعرهم اليماني " لقد عقدت محبتكم فؤادي

كما عقدَ الحليب الخنفشار!

وقال داوود الانطاكي "في تذكرته " كذا وقال فلان وفلان ... وقال النبي صلى الله عليه وسلم فاستوقفوه ! وقالوا كذبت على هؤلاء فلا تكذب على النبي صلى الله عليه وسلم وتحقق لديهم أن ذلك المسكين جراب كذب وعيبة افتراء في في سبيل تعالمه نسأل الله الصون والسلامة.




2- خبير النعنع:

ففي مُلح التاريخ كما ذكر السخاوي أن جهنيا ً كان من ندماء المهبلي وكان يأتي بالطامات! فجرى مرة حديث في النعنع فقال : في البلد الفلاني نعنع يطول حتى يصير شجراً , وعمل من خشبه سلالم ! فثار منه ابو الفرج الأصبهاني صاحب " الأغاني " فقال: نعم عجائب الدنيا كثيرة ولا ينكر هذا , والقدرة صالحة , وأنا عند أغرب ما هو أغرب من هذا : أن زوج الحمام يبيض بيضتين فآخذهما وأضع تحتهما سنجة مئة وسنجة خمسين – السنجة كفة الميزان- فإذا فرغ زمن الحضانة انفقست السنجتان عن طست وإبريق ! فضحك أهل المجلس وفطن الجهني لما قصد .. وانقبض عن كثير من حكاياته .




3- الهروي شمس ابن عطاء الرازي المتوفى سنة887هـ :


كان من أعوان تيمورلنك وكان عريض الدعوى في الحفظ فاستعظم الناس ذلك فجعل له مجلس لامتحانه , وكان من جملة ما سُئل عنه حينئذ هل ورد النص على أن المغرب تقصر في السفر؟ فقال نعم جاء ذلك من حديث جابر في كتاب الفردوس لأبي الليث السمرقندي فلما انفصلوا رجعوا الى كتاب أبي الليث لم يجدوا فيه ذلك فقيل له في ذلك فقال لكتاب السمرقندي هذا ثلاث نسخ : كبرى ووسطى وصغرى وهذا الحديث في الكبرى ولم تدخل الكبرى هذه البلاد فاستشعروا كذبه من يومئذ ....



4- الجوباري: أحمد بت عبد الله الجوباري إذ بلغ من كذبه وتغفيله:

أنه لما ذكر له إختلاف المحدثين في سماع الحسن البصري من أبي هريرة رضي الله عنه ساق بإسناده قوله :


أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : سمع الحسن من أبي هريرة !!

وصدق الزهري إذ يقول : الكذب شر غوائل العلم..."

وذكر رحمه الله جملة حتى من العلماء أنهم وقعوا في هذا

منها ...



" "9- وفي الصاحبي " قال مؤلفه ابن فارس , بعد ان قرر القول بوقف لغة العرب " ثم قر الأمر قراره فلا نعلم لغة بعده حدثت فإن تعمّل اليوم متعمّل وجد من نقاد العلم من ينفيه ويره . ولقد بلغنا عن أبي الأسود أن امرأ كلمه ببعض ما أنكره أبو الأسود عنه , فقال: هذه لغة لم تبلغك , فقال له : يا ابن أخي , إنه لا خير لك فيما لم يبلغني . فعرّفه بلطف أن الذي تكلم به مختلق




10- ومن قصص التعالم المشتهرة على الألسنة :


أمر الطالب الشافعي الذي تفقه ولم يدرك فاحتاج أهل بلده مفتياً لهم ولم يجدوا سواه فتردد حتى استشار شيخاً له فأشار عليه بأن يجيب سائليه بوجود قولين عند الشافعي في المسألة ليراجع بعد ففعل , لكنّ أهل بلده لاحظوا اكثاره من هذا فسأله أحدهم أفي الله شك؟ فأجاب بمثل ذلك فاتضح! ... (وفي ثبوت القصة نظر).." ا.هـ




11- ومما يذكر عن أبي طاهر قال‏:‏ دخل أبو صفوان الحمام وفيه رجل مع ابنه فأراد أن يعرف خالد ما عنده من البيان فقال‏:‏ يا بني ابدأ بيداك ورجلاك ثم التفت إلى خالد فقال‏:‏ يا أبا صفوان هذا كلام قد ذهب أهله فقال‏:‏ هذا كلام لم يخلق الله له أهلاً قط‏ !!


خُنفشـاريّ زمانـنا...



حدث ولا حرج ولا سقط ولا زلل فلكل سقطة متلقف

فمن الخُنفشاريات الطازجة أن بعض من ينسب الى العلم والدين والافتاء يحتفل بعيد ميلاده ! ويعلل بأن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك !


وخُنفشاري آخر يقول " لا بأس بالقُبلة والضمة للمرأة وانها من اللمم معللا بذلك علاج قضية الزواج وغلاء المهور ! فماذا يفعل الشباب اذا؟


ولقد لاقت رواجا كبيرا عند جمهور الخنفشاريين !


باسم " من النهارده حتقدر تبوس حبيبتك "!



وفي الجهل قبل الموت موت لأهله * * * فأجسامهم قبل القبور قبور


فرحماك ربي رحماك

ومن أشد هذه الأنواع فتكاً الخنفشار الصغير ! لا سهل فيرتقى ولا سمين فينتقل , فهو المتفيّقه في الأمور العالم للعلل علّته علّة, آخذٌ بمعول التعالم ليهدم به الجبل الشامخ , فرويدك رويدك يا ناطحاً صخرةً يوماً ليوهنها فلم يصرها وأوهي قرنه الوعل ... رويدك رويدك فالغنم ترعى وترتع في مرعاها ولكل شيء حمى... رويدك رويدك لا السرج المُذّهب يصنعُ الحمار حصاناً...

فنستغفر الله العظيم ولا حول ولا قوة لنا الا به


ولقد قال صلى الله عليه وسلم " إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا" متفق عليه


هذه ومضات ونماذجه كثيرة في يومياتنا حتى تجد من يرد على الطبيب قوله وعلى الصانع في صنعته والمهندس في هندسته بما لا علم له به الا اتباع الظن والخنفشاريات !


فالله عز وجل قد قسّم العلم والأرزاق بين الناس فلا يعلو احد عن احد فالكل ناقص وتكملته عند غيره فليرضى بما قسم الله له والا زاد سخطه

فقد قال الله " نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا" أي ليسخر بعضهم بعضا في الأعمال لاحتياج هذا إلى هذا وهذا إلى هذا



ونسأل الله من فضله ونعوذ بالله بمعافاته من عقوبته

ونستغفر الله العظيم ونتوب اليه

الوليــــد
10-19-2010, 12:49 AM
إذ المفتي لقومي الخنفشار




يــــقالُ الســـحرُ ليس به حذارُ*** كذاك الثديُ يرضعُـه الكبارُ

مخالطةُ الحسانِ تجــــوزُ حقـاً*** وشَعْــــرُ الصبِّ تفلـيه نوارُ

وأكلُ ربا المصارفِ ليس شراً*** وستـــرُ الوجهُ للحسناءِ عارُ

وإنصــــاتٌ لمـزمـــارٍ حــلالٌ ***وأنغـــــــامٌ وقــــــيثارٌ وزارُ

ونـــــادِ بـــآخـرينَ ولا تكفّـــر*** فلفــظُ الكفــرِ فحشٌ واحتقارُ

بـــــميـــلادٍ يجــوزُ لنا احتفالٌ ***وأهلُ الرفضِ جازَ لهم مزارُ

وإن أنشــــدتَ شعراً خذ مغنٍ*** لينشـــده فـــتحفظـه الصغارُ

فتاوى لا تــــرى فـــيها حياء*** وجـــانبها التـــوّرعُ والوقارُ

نسيـــتم أيــــها المفتــون شيئاً ***وصالُ الغيدِ ليس به ضرارُ

وإشـــــراكُ بربــــي فـيه قولٌ*** وكأسُ الخمرِ حلٌّ إذ تــــدارُ

فصبراً سوف تسمعُها قريـبــاً*** إذ المفتـي لقومي الخنفشـارُ

كـعجـل الســامري فكم أضلوا*** لهــم فــي كـــل إعلامٍ خوارُ

فتبـــاً للــذي أغــــراه جـــــاهٌ*** ومـالٌ سوف يفنى واشتهـارُ

يبيعُ الــــدينِ بالدنيا فـــخسـراً ***إذا مـــا يُشتـرى خزيٌ ونارُ

فلا تــــأتي بــأعذارٍ وقــل لـي*** ســريعاً: زل بالطينِ الحمارُ

ستندمُ في غدٍ وتقولُ قــولَ الــ*** فــرزقِ إذ يطـــيبُ له انتحارُ

( ندمتُ ندامةَ الكسعي لــــما ***غـــــــدتْ مني مطلَّقةً نوارُ)

فـــإن لاقيتَهم فاصـــدحْ ببيتٍ*** قـــــديمٍ فــــي الأنامِ له مدارُ

(إذا لـبسَ الحمارُ ثيــابَ خـزِّ) ***لقــــالوا دون ريــبٍ ذا حمارُ